خبرات فى طريق الحياة

[++menooo++]

خبرات فى طريق الحياة
كتاب للبابا المعظم الأنبا شنوده الثالث
مقدمة
كل انسان تمر عليه فى الحياة أحداث و مواقف , يمكن أن يأخذ منها دروساً له أو لغيره , ة تصبح ضمن خبارته فى الحياه لو انه لاحظ و تفهم ...
و كثير من الناس الناس تكون لهم حقاً خبارت فى الحياة , ولكن قليلين منهم يسجلون هذه الخبارت ...
البعض قد يتحدث عنها فى بعض أحاديثه . ولا يعدو الأمر أكثر من هذا , ولا تصبح ملكاً للكل ...
ولقد حدث معى و انا سائر فى طريق الحياة , أن رأيت الكثير , ولاحظت الكثير , و ساعدتنى فى كل هذا , صلات و لقائات متعدة , و اختلاط بمشاكل الناس و أخبارهم , بحكم مسئوليتى ...
و رأيت من واجبى يا أخى القارىء , أن أشركك معى فيما اختبرته , حتى تستطيع ان تقول معى :
علمتنى الحياه​

أرجو عدم الرد او المشاركه فى الموضوع حتى انتها الكتاب
سيتم نقل الكتاب الى هنا و من المحتمل اخذ بعض من الوقت حيث انى اكتبه بنفسى ولا اطبعه
اتمنى ان يعجبكم هذا الكتاب الرائع كما اعجبنى​

 

[++menooo++]

1- الحجرة الزجاجية

1
الحجرة الزجاجية​

إننا نقاسى كثيراً من ضوضاء الأطفال أثناء الصلاة فى الكنائس , مما يتسبب عنه أن بغض الأمهات يبقين فى البيوت مع اطفالهن , ولا يحضرن إلى الكنيسة , أو يبحثن عن طريقة لإيداع الفل عند إحدى القريبات , او فى دار من دور الحضانة .
و لكن بعض كنائسنا فى أمريكا و انجلترا , توصلت إلى حل أفضل , وهو تصميم حجرات زجاجية داخل الكنيسة , تجلس فيها الأمهات مع أطفالهن , يبصرن كل شىء , و تصل إليهن الألحان و الصلوات و القرائات و العظات عن طريق مكبرات الصوت . و فى نفص الوقت لا يصل صراخ الأطفال و بكاؤهم و ضوضاؤهم إلى الخارج , لأن هذه الحجرات مؤسسة بطريقة هندسية تمنع الصوت . و الجزء الخشبى السفلى منها مكون من طبقتين بينهما فلين .
هل يمكن تنفيذ هذه الفكرة فى كنائسنا فى مصر , حفظاً لهدوء الكنيسة ؟!​

 

[++menooo++]

2- التاريخ

2
التاريخ​

هناك نوعان من الناس ينتسبان إلى التاريخ .
* نوع يكتب التاريخ و يسجلة , و نسمى هؤلاء بالمؤرخين .
* و النوع الآخر و الأهم هو الذى يصنع التاريخ .
و نقصد بهذا النور كبار الشصخيات التى تصنع الأحداث الكبيرة التى ينشغل المؤرخون بتسجيلها ...
و من صانعى التاريخ كبار المصلحين و الرعاة و الحكام و القادة .
و يمكننا ان نضم أستاذنا حبيب جرجس ضمن صانعى التاريخ , تاريخ الكنيسة فى جيلنا المعاصر ...​

 

[++menooo++]

3- ألزم الأشياء

3
ألزم الأشياء​

قال لى : ألست ترى حكمة الله واضحة فى انه جعل ألزم الأشياء ضرورة للإنسان , هى أكثر الأشياء رخصها أو هى بلا ثمن . فالهواء و الماء , بلا ثمن , او رخيص جداً . و كليو من الخضار لازم للإنسان , ثمنه أرخص بكثير من تورت’ حلويات هى تلزم الإنسان بل قد تضره بما تحمل من سكريات و دهنيات و كوليسترول ...
فقلت له : و الأحجار الكريمة الغالية جدا فى ثمنها كالياقوت و الزمرد و اللؤلؤ و الذهب , ما فائدتها و ما لزومها لحياة الإنسان ؟! أليست هى مجرد ديكور ؟!​

 

[++menooo++]

4- محبة غير حقيقية

4
محبة غير حقيقية ​

رأيت فى طريق الحياة أشخاصاً يظنون أن محبتهم لغيرهم هى أن يدافعوا عنهم فى الخطأ كما فى الصواب .. !
كالأم التى تظن أن محبتها لابنها هى ان تدافع عنه مهما كانت أخطاؤه , أو تخفى هذه الأخطاء عن والده , و تغطيها ولو بأكاذيب . و هكذا يتلف الابن , ولا يتمكن الأب من حسن تربيته .
أن المحبة الحقيقية لغيرك , هى ان تساعده على السلوك السليم و الحياة الروحية , ليضمن أبدية سعيده ...
​

 

[++menooo++]

5- المتابعة

5
المتابعة​

علمتنا خبرات الحياة : أن قرارات حكيمه قد تصدر , ولا تؤدى إلى أية نتيجة و ذلك بسبب عدم المتابعة ..!
و كثيراً ما نصدر أمراً إلى أحد العاملين معنا , و نسمع كلمة <<حاضر>> ... ونعتمد على كلمة <<حاضر>>, و نظن أن ما نريدة قد تم . ثم نكتشف بعد مدة أن الأمر الذى أصدرناه لم ينفذ .. . ربما لان الشخص الذى أمرناه قد انشغل و نسى , أو أنه أهمل . أو وقفت أمامه عقبات و لم يخبرنا بها . و انتظر إلى ان تزول العقبات , و لم تزل ...
لذلك على كل من هو فى موضع المسؤولية , ألا يكتفى بأصدار القرارات النافعة , بل لابد أن بتابع التنفيذ . إن التخطيط وحده لا يكفى , بدون تنفيذ ...
وحتى إن شكلنا لجنة لمتابعة تنفيذ القرارات , لابد من متابعة ما تعمله لجنة المتابعة , و مقدار ما وصلت إليه من نتائج .
و أيضا ربما تكشف لنا المتابعة العقبات العملية التى تقف فى طريق التنفيذ , فنعمل على تلافيها , لنصل إلى النتيجة المرجوة ...​

 

[++menooo++]

6- الخطوة التالية

6
الخطوة التالية​

رأيت فى طريق الحياة من يخطو خطوة معينة , إما عن اقتناع , أو فى حالة انفعال , أو نتيجة لنصيحة ما . ولا يفكر مطلقا ماذا ستكون خطوته التالية ...
ولا يفكر أيضاً فى الخطوة التلية التى سيخطوها غيرة نتيجه لخطوته هذه ... أى لا يفكر فى ردود الفعل , و نتائجها بالنسبه إليه , و موقفه بعدئذ من ردود الفعل هذه ... !
أو قد يفكر من زاوية واحدة , أو احتمال واحد لما يحدث , بينما تكون هناك احتمالات عديدة لم يتوقعها ... إنه ينظر عند قدمية فقط , ولا يتجه بصره إلى ما هو أبعد ... !
وقد يندم , ولكن بعد فوات الفرصة ... و بخاصة لو كانت خطوته مصيرية ...​

 

[++menooo++]

7- مجرد عزاء

7
مجرد عزاء​

إننى اذكر هذا الأنسان جيداً , وما حكاه لى :
توفى والده بعد مرض طويل , قضاه بين المستشفيات و الأطباء و الأدوية .. فجاء كثيرون يعزونه فى الكنيسة , و فى البيت , و فى سرادق العزاء ... ومضى كل منهم الى شأنه .
و فى وسط كل هؤلاء , سلم عليه صديق عزيز إليع , و هو خارج من سرادق العزاء , و سلمه خطاباً . و قال له : إقرأ هذا الخطاب سراً بعد رجوعك إلى بيتك ...
و لما عاد بيته فتح الخطاب فقرأ فيه هذه العبارات :
<< لا شك أن مرض والدك قد كلفك أعباء مالية ضخمة . و لعلك مديون بالكثير . كما ان هذا السرداق و الصرف على الضيوف يكلفك عبئا مالياً آخر , يضاق إليه إعلان النعى فى الجراءد >> .
<<لذلك أرجوك قبول هذا المبلغ, من قلب يحبك و يشعر بك ... لأنى أنا نفسى وقعت تحت أعباء مالية كهذه , فى ظروف مشابهة ... وليكن هذا الأمر سراً بيننا ... >> .
هذا الصديق قدم عزاءه . ولم يكن مجرد عزاء .​