حول كتاب الاناجيل الاربعه

روح الرب

New member
عضو
إنضم
28 فبراير 2009
المشاركات
171
مستوى التفاعل
3
النقاط
0
#########

يمنع التعرض التام للمقدسات الدينية التى تخص أى دين بأى شكل مُسىء من الأشكال، و يمنع التطرق للإسلاميات فى هذا القسم. هذا تحذير أخير و نهائى.

Fadie
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

Mr.Andraus.Jc

New member
إنضم
15 أغسطس 2009
المشاركات
23
مستوى التفاعل
0
النقاط
0


لماذا يتجاهل المعترض الحقائق التالية:

أن القديس مرقس وبقية الإنجيليين الأربعة لم يؤلفوا الإنجيل من خيالهم إنما سجلوا، دونوا، جمعوا بالروح القدس، ما سبق أن عمله وعلمه الرب يسوع المسيح كقول القدس لوقا بالروح " جَمِيعِ مَا ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَفْعَلُهُ وَيُعَلِّمُ بِهِ إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي ارْتَفَعَ فِيهِ " (أع1:1و2). وكما قال القديس يوحنا في رسالته الأولى " اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ. فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا " (1يو1:1و2). وما قاله القديس بطرس في رسالته الثانية " لأَنَّنَا لَمْ نَتْبَعْ خُرَافَاتٍ مُصَنَّعَةً إِذْ عَرَّفْنَاكُمْ بِقُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَمَجِيئِهِ، بَلْ قَدْ كُنَّا مُعَايِنِينَ عَظَمَتَهُ " (2بط1:16).

2 – أن ما عمله وعلمه الرب يسوع المسيح لم يحدث في السر ولا أمام عدد قليل من الناس، بل أما مئات الألوف من البشر من اليهود وغيرهم، وقد قال السيد نفسه له المجد لرئيس الكهنة وهو يحاكمه " أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ علاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِماً. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ " (يو18:20).
كما قال القديس بطرس وهو يعظ أمام عشرات الألوف من اليهود، وبعد قيامة المسيح له المجد من الأموات بأقل من شهرين " أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ " (أع2:22).
وعندما وقف القديس بولس الرسول يحاكم أمام الملك هيرودس أغريباس قال له " لأَنَّهُ مِنْ جِهَةِ هَذِهِ الْأُمُورِ عَالِمٌ الْمَلِكُ الَّذِي أُكَلِّمُهُ جِهَاراً إِذْ أَنَا لَسْتُ أُصَدِّقُ أَنْ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ لأَنَّ هَذَا لَمْ يُفْعَلْ فِي زَاوِيَةٍ " (أع26:26).
وما قاله الرب يسوع والقديسين بطرس وبولس يؤكد على حقيقة هامة نريد أن نؤكد عليها وهي أن نقّاد الكتاب المقدس والعقائد المسيحية، لأسباب خاصة بفكرهم وعقائدهم، يتكلمون عن أسفار الكتاب وعقائده وكأنها خرجت من زاوية مغمورة في مكان مغمور وفي زمن شبه مجهول !!!!! ويتجاهلون حقيقة أن أحداث الإنجيل تمت وسط عشرات الآلاف بل وملايين البشر، وعلي سبيل المثال فقد جاء في الإنجيل للقديس لوقا " وفي أثناء ذلك إذ اجتمع ربوات الشعب حتى كان بعضهم يدوس بعضا " (لو1:12)، والربوة في العبرية واليونانية تعني أما عشرة آلاف أو عدد كثير، وأن أعمال الرسل تلاميذ المسيح وكرازتهم كانت تتم أما عشرت الآلاف، وعلى سبيل المثال فقد آمن بعد أول عظة للقديس بطرس حوالي ثلاثة آلاف نفس من عشرات الألوف التي حضرت هذه العظة. وكانت أعمالهم ومعجزاتهم وعظاتهم مشهورة لدرجة هزت معها أركان الإمبراطورية الرومانية لا بالسيف ولكن بالكلمة والمعجزة وتقديم المسيحيين لأنفسهم للشهادة للمسيح والاستشهاد على اسمه.
كما كان الإنجيل الشفوي منتشراً في كل الأوساط التي آمنت بالمسيح، سواء في فلسطين أو سوريا أو روما أو الإسكندرية أو أثينا وبقية الإمبراطورية الرومانية، ولما كتب الإنجيل بأوجهه الأربعة كتب لهؤلاء المؤمنين ونسخوا منه نسخ لكنائسهم ولأنفسهم وأنتشر من خلالهم إلى جميع الجماعات المسيحية في كل دول حوض البحر المتوسط. أي قبلت الكنيسة الإنجيل بأوجهه الأربعة فور تدوينه واستخدمه الرسل في كرازتهم كالإنجيل المكتوب، وكان يقرأ في الكنائس واجتماعات العبادة، في الكنائس التي كتبت فيها ولها أولاً، مع أسفار العهد القديم بالتساوي، خاصة في أيام الأحد، يقول القديس يوستينوس الشهيد في بداية القرن الثاني: " وفى يوم الأحد يجتمع كل الذين يعيشون في المدن أو في الريف معاً في مكان واحد وتقرأ مذكرات الرسل (الأناجيل) أو كتابات الأنبياء بحسب ما يسمح الوقت " (Abol. 47). وهذه الأسفار التي يقول عنها أنها مذكرات الرسل ، يقول أيضاً أنها الأناجيل " لأن الرسل سلموا لنا في المذكرات التي دونوها والتي تسمى أناجيل " (1Apol 97-Dial.103. ).
أي لم يظهر فجأة ولم يكتبه مجهولين، بل كتب في الكنيسة وكان يقرأ فيها وخرج منها.


==================
رد : القمص عبد المسيح بسيط
 

Mr.Andraus.Jc

New member
إنضم
15 أغسطس 2009
المشاركات
23
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
3 – كما كان لتلاميذ الرب يسوع المسيح ورسله خلفاء وتلاميذ كثيرون في كل مكان بشروا فيه، أسمتهم الكنيسة بالآباء الرسوليين، ومن هؤلاء من كان تلميذاً للقديس بطرس وغيره من الرسل مثل أغناطيوس أسقف إنطاكية وبوليكاربوس أسقف سميرنا بآسيا الصغرى والذي كان تلميذا للقديس يوحنا الرسول تلميذ المسيح. هؤلاء ورفاقهم الذين لم يتركوا لنا كتابات خاصة بهم، استلموا منهم الإنجيل الشفوي قبل أن يكتب، مع بقية المؤمنين، ثم الإنجيل المكتوب، ثم سلموه بدورهم لخلفائهم هم أيضا، مع بقية الجماعة والكنيسة المسيحية، وهؤلاء سلموه بدورهم لمن بعدهم حتى جاءت المجامع الكنسية سواء المحلية والتي بدأت في نهاية القرن الثاني الميلادي، أو المسكونية التي بدأت بمجمع نيقية سنة 1325م.
يقول القديس أكليمندس الإسكندري (150 - 215) المعروف بخليفة خلفاء الرسل والذي حفظ عنهم التقليد ، والذي يقول عنه المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري أنه كان " متمرساً في الأسفار المقدسة " (يوسابيوس ك 5 ف1) : " وقد حافظ هؤلاء الأشخاص على التقليد الحقيقي للتعليم المبارك، المسلم مباشرة من الرسل القديسين بطرس ويعقوب ويوحنا وبولس، إذ كان الابن يتسلمه عن أبيه 000 حتى وصل إلينا بإرادة الله لنحافظ على هذه البذار الرسولية " (يوسا ك 5 ف5:11).
ويقول العلامة ترتليان (160 – 220م)، الذي قال عنه القديس جيروم أنه " يعتبر رائداً للكتبة اللاتين " (مشاهير الرجال ف 53): " أن كُتاب العهد الإنجيلي هم الرسل الذين عينهم الرب نفسه لنشر الإنجيل إلى جانب الرجال الرسوليين الذين ظهروا مع الرسل وبعد الرسل 000 يوحنا ومتى اللذان غرسا الإيمان داخلنا ، ومن الرسوليين لوقا ومرقس اللذان جدداه لنا بعد ذلك " (Ag.Marcion4:2).
4 - وقد كتب دون الإنجيل الشفوي الذي بشر به التلاميذ والرسل بناء على طلب هؤلاء، يقول أكليمندس الإسكندري: " لما كرز بطرس بالكلمة جهاراً في روما. وأعلن الإنجيل بالروح طلب كثيرون من الحاضرين إلى مرقس أن يدون أقواله لأنه لازمه وقتاً طويلاً وكان يتذكرها. وبعد أن دون الإنجيل سلمه لمن طلبوه ". وهنا دون الإنجيل بناء على طلب الذين كرز بينهم مع القديس بطرس في روما. وتقول الوثيقة الموراتورية " الإنجيل الرابع هو بواسطة يوحنا أحد التلاميذ, إذ عندما توسل إليه زملاؤه (التلاميذ) والأساقفة في ذلك قال: صوموا معي ثلاثة أيام ونحن نتفاوض مع بعضنا بكل ما يوحي الله به إلينا. ففي هذه الليلة عينها أعلن لأندراوس أحد الرسل أن يوحنا عليه أن يكتب كل شيء تحت اسمه والكل يصدق على ذلك ". وهن كتب الإنجيل للقديس يوحنا بطلب وتحت مرأى تلاميذه الذين توسلوا إليه ليدونه بالروح القدس.
5 – ونظراً لأن الإنجيل هنا دون بناء على طلب الشيوخ أو رفقاء الرسل وتلاميذهم والكثيرون من الذين استمعوا للإنجيل وحفظوه منهم، فقد تسلموه هم منهم وكانوا هم أول شهوده وأول الحافظين له، ولم يكن يعنيهم من قريب أو بعيد أن ينسبوا الإنجيل للقديس يوحنا أو لغيره لسبب بسيط وهو أنه لم يكن من تأليف يوحنا ولا هو سيرة يوحنا الذاتية بل هو كلمة الله المختصة بالرب يسوع المسيح " وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ " (يو20:31). وأن كان هؤلاء الذين طلبوا من القديس يوحنا أن يدون الإنجيل بالروح القدس شهدوا له بما جاء في نهاية الإنجيل " هَذَا هُوَ التِّلْمِيذُ الَّذِي يَشْهَدُ بِهَذَا وَكَتَبَ هَذَا. وَنَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ حَقٌّ " (يو21:24).
6 – ومن هنا لم يهتم أحد في السنوات الأخيرة من القرن الأول وبداية القرن الثاني بنسب أي إنجيل إلى كاتبه مطلقاً لسبب بسيط وهو أن كل إنجيل كان معروفا في الدائرة التي كتب فيها أولا والدوائر التي وصل إليها عن طريقها أنه إنجيل المسيح كما بدأ القديس مرقس الإنجيل الذي دونه بالقول " بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ اللَّهِ " (مر1:1)، وبدأ القديس يدون الأمور التي سلمها شهود العيان وكانت معروفة للجميع بشكل مؤكد " الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ "(لو1:1و2)، وبدأ القديس متى بـ " كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ " (مت1:1). وكانوا يعرفون جامعه ومدونه بالروح القدس لأنهم تسلموه منه مباشرة. وبدأ القديس يوحنا بتجسد الكلمة وأنتهي بحتمية الإيمان بكونه ابن الله. أي أنهم دونوا كلمة الله الخاصة بالمسيح، إنجيل يسوع المسيح ابن الله والمتجسد من نسل إبراهيم. لذا يهتم الذين حملوا الإنجيل بتسجيل أو التأكيد على أسماء الإنجيليين الذين دونوا الإنجيل، لأنها كانت معروفة لهم وعند معاصريهم، وإنما اهتموا بشخص المسيح محور وجوهر الإنجيل.
7 – ولما ظهرت الهرطقة الغنوسية الدوستية وبدأ اتباعها يكتبون الكتب الخاصة بأفكارهم وعقائدهم وينسبوها لتلاميذ المسيح بصورة مكشوفة لا تتفق وفكر الكنيسة، بل وراح كل كتاب من هذه الكتب أما ينسب نفسه لأحد التلاميذ أو يزعم أن المسيح خصه هذا التلميذ المنسوب له الكتاب المنحول بأسرار لم يخص بها غيره من التلاميذ وطلب منه أن يدونها بع ذلك في كتاب!! ومن هنا اضطرت الكنيسة بداية منتصف القرن الثاني الميلادي أن تعلن أنه لا يوجد سوى الإنجيل بأوجهه الأربعة التي جمعها ودونها بالروح القدس الإنجيليون الأربعة متى ومرقس ولوقا ويوحنا كما قال القديس إريناؤس " وأكد على وجود الإنجيل بأوجهه الأربعة وانتشاره في كل مكان حتى الهراطقة " الأرض التي تقف عليها هذه الأناجيل أرض صلبة حتى أن الهراطقة أنفسهم يشهدون لها ويبدأون من هذه الوثائق وكل منهم يسعى لتأييد عقيدته الخاصة منها " (Ag. Haer. 3:11,8).
وقدم لنا إيمان جيله بوحدة الإنجيل ووجوده في أربعة أوجه أو زوايا أو مداخل " ليس من الممكن أن تكون الأناجيل أكثر أو أقل مما هي عليه لأنه حيث يوجد أربعة أركان Zones في العالم الذي نعيش فيه أو أربعة أرواح (رياح) جامعة حيث انتشرت الكنيسة في كل أنحاء العالم وأن "عامود وقاعدة " الكنيسة هو الإنجيل وروح الحياة، فمن اللائق أن يكون لها أربعة أعمدة تنفس الخلود وتحي البشر من جديد، وذلك يوضح أن الكلمة صانع الكل، الجالس على الشاروبيم والذي يحتوى كل شئ والذي ظهر للبشر أعطانا الإنجيل في أربعة أوجه ولكنها مرتبطة بروح واحد " (Ibid 3:11,8).


===============
رد: القمص عبد المسيح بسيط
 

Mr.Andraus.Jc

New member
إنضم
15 أغسطس 2009
المشاركات
23
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
(8) كان الإنجيل منتشرا في كل مكان وفي جميع دول حوض البحر المتوسط ، وكان هناك قادة تركهم الرسل على معظم هذا الكنائس مثل أكليمندس تلميذ القديس بولس في روما وأغناطيوس تلميذ بطرس وبقية الرسل في أنطاكية ، وبوليكاربوس تلميذ القديس يوحنا في أسيا الصغرى ، كما كان بابياس أسقفا على هيرابوليس ، ويحاول الزميل اختزال كل التقليد في بابياس ، وهذا غير حقيقي وليس علمي ، فقد كان بابياس أحد هؤلاء ، وقد أثبت العلماء أن الإنجيل للقديس مرقس هو أقدم الأناجيل وكان معروفا لجميع هؤلاء وقد اقتبس منه الجميع ككلمة الله وإنجيل المسيح ، بصرف النظر عن ذكرهم للقديس مرقس من عدمه ، ولكن ما يهمنا هو إنجيل المسيح وكلمة الله !!
(9) كان على راس كل كنيسة أحد تلاميذ رسل المسيح أو خليفة أحد تلاميذهم وكل منهم استلم التقليد أما عن أحد تلاميذ الرسل أو عن خليفة له ، وقد سجل تاريخ الكنيسة بلا نزاع أنه كان هناك كراسي رسولية لا جدال حولها هي أورشليم والإسكندرية وإنطاكية والقسطنطينية وروما . وكونها كنائس رسولية فمعنى ذلك أنها ترجع في تقليدها وإيمانها لأحد الرسل وبالتالي فقد كان لكل كنيسة تقليدها الخاص بها والذي تسلمته عن أحد الرسل أو عن أحد تلاميذهم ، وكان بابياس أحد الذين كانوا خلفاء الرسل وليس هو حلق الوصل الوحيدة . وإذا كان أحد النقاد قد قال بأن البعض قد أخذ عن بابياس وجاراه البعض في ذلك ، فهذا راجع لأنه لم يضع الاعتبارات السابقة في اعتباره وبحثه وأختزل تاريخ الكنيسة في فرد واحد وهذا في حد ذاته قمة التجني بل والتجني في البحث الذي لا يمكن أن يكون بحثاً علمياً .
(10) كما لم يقل أحد مطلقاً من الآباء أنه نقل عن بابياس بل تكلم كل واحد منهم عما تؤمن به الكنيسة وما تسلمه من الكنيسة لا من بابياس!! وأن كان قد قال به أحد من النقاد فعليه أن يثبت أن أحد الآباء قد قالب ذلك وأتحداه مقدما أن يفعلها!!
(11) أما محاولة اللعب على الفارق الزمني بين يوسابيوس وآباء القرن الثاني فهذه لعبة غير أمينة ومكشوفة بل ومفضوحة، فقد تجاهل الكاتب أن المؤرخ المشهود له من جميع العلماء بالأمانة والدقة ، أنه كان يملك بين يديه كتب هؤلاء الآباء التي كانت بين يديه وقد نقل عنها ، كان بين يديه كل كتب الآباء المعروفة لنا الآن مثل كتابات أكليمندس أسقف روما وأغناطيوس وبوليكاربوس ويوستينوس وإريناؤس وأكليمندس الإسكندري وترتليان 00 الخ وغيرها من التي لم يعد لها وجود وأنصح الكاتب بإعادة قراءة تاريخ يوسابيوس مرة أخرى ولكن ليس بغرض أصطناع أخطاء وتصيدها !!!
(12) كانت كل كتابات الآباء محفوظة لدى كل العلماء بل وكان هناك مكتبة ضخمة في كل كرسي رسولي على الأقل ، يقول القديس كيرلس عامود الدين من القرن الرابع في خطاباته التي كانت متبادلة مع نسطور أنه دائما يرجع لكتب الآباء في مكتبة البطريركية المرقسية في الإسكندرية والمحفوظة بكل عناية ،ولم يكن الفكر المسيحي أو التقليد المسيحي حكر على أحد ، بل كان هناك مكتبات من أعظمها مكتبة الإسكندرية التي ضمت في العصر المسيحي كل كتب الكنيسة والآباء .
(13) أن اللعب على وتر الخلاف القبطي الكاثوليكي لن تخرج منه إلا بنتيجة واحدة هي أن كاتب الإنجيل الثاني هو القديس مرقس وإنما الفارق بينهما هو في حجم دور القديس بطرس في تدوين هذا الإنجيل ، ومدى علاقة القديس بطرس بالقدس مرقس وكل ما يعنينا هنا هو صحة نسب الإنجيل للقديس مرقس، مهما كان حجم ودور القديس بطرس في تدوينه، لأنه وببساطه هو إنجيل المسيح بشهادة القديس بطرس والكنيسة الأولى، فدور القديس بطرس مهما كان يؤكد على حقيقة جوهرية وهي أن الإنجيل هو إنجيل المسيح الذي دونه القديس مرقس بشهادة القديس بطرس وبقية آباء الكنيسة.
 

Mr.Andraus.Jc

New member
إنضم
15 أغسطس 2009
المشاركات
23
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
من هو كاتب الإنجيل للقديس مرقس؟

1- حياة القديس مرقس الرسول:

اسمه الأصلي يوحنا أو يوحنان ويعنى " يهوه يوحنان "، " الرب حنان " ولقبه أو أسمه الروماني " Μάρκος - Markos- مرقس " وهو من أصل لاتيني " Marcus " ويعنى " مطرقة ذات رأس خشبية "، وأول ما ذكر، ذكر في سفر الأعمال بـ " يوحنا الملقب مرقس " (أع 12:12)، وفيما بعد ساد لقب مرقس وأصبح يدعى به وحده.
ونعرف من سفر الأعمال أن منزل والدته " مريم أم يوحنا الملقب مرقس " (أع12:12) كان مقراً لاجتماع الرسل في أورشليم، وكان المؤمنون مجتمعين فيه للصلاة وقت سجن بطرس " فكان بطرس محروساً في السجن. أما الكنيسة فكانت تصير منها صلاة بلجاجة إلى الله من أجله " (أع12 :5)، وبعد خروجه من السجن (سنة 44م) في تلك الليلة جاء بطرس " وهو منتبه إلى بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس حيث كان كثيرون مجتمعين وهم يصلون " (أع12 :12). وقد أجمع أكثر العلماء والدارسون والمؤرخون على أن هذا البيت كان هو البيت الذي تناول فيه الرب يسوع المسيح الفصح مع تلاميذه والعلية التي كان يجتمع فيها الرسل في أورشليم قبل صعود الرب يسوع وبعد صعوده والتي حل فيها الروح القدس على التلاميذ (أع1و2)، وكان أول كنيسة في العالم، أو كما تقول دائرة المعارف البريطانية في طبعتها الحادية عشر أن بيت مرقس كان مركزاً للحياة المسيحية في أورشليم (كتاب " مرقس الرسول " لقداسة البابا شنودة الثالث ص14).
ويؤكد جميع الدارسين أن القديس مرقس كان هو الشاب الذي تبع الرب يسوع ليلة القبض عليه والذي كان " لابساً إزاراً على عريه فأمسكه الشبان. فترك الأزرار وهرب منهم عرياناً " (مر14 :15). فهو وحده الذي يذكر هذا الحدث، ولو لم يكن لهذا الحدث قيمه بالنسبة له لما ذكره. ويقول أحد العلماء ويدعى Lange أن والدته كانت تمتلك بستان جثسيماني أو منزل قريب منه. كما يؤكد بعض الآباء مثل أوريجانوس وابيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص ويجمع جميع مؤرخي الكنيسة القبطية في كل العصور على أن القديس مرقس كان أحد السبعون رسولاً الذين عينهم الرب " وأرسلهم الرب أثنين أثنين أمام وجهه إلى كل مدينة أو موضع حيث كان هو مزمعاً أن يأتي " (لو10 :1). ومن ثم تلقبه بـ " ناظر الإله الإنجيلي " باعتباره أحد الذين شاهدوا الرب وسمعوه، أحد شهود العيان.
وأول ما يذكر القديس باسمه يذكر كابن للسيدة التي كان بيتها مقراً لاجتماع الرب يسوع المسيح وتلاميذه ورسله في أورشليم، والتي كانت أيضاً إحدى المريمات تلميذات الرب (لو8: 2؛أع1 :14). ثم يذكر بعد ذلك مع خاله برنابا وبولس الرسول (شاول) اللذان أخذاه معهما للكرازة (أع12 :25) (سنة 49م) وكان معهما في سلاميس ولكنه " فارقهم ورجع من بمفيلية " (أع15 :37-39) إلى أورشليم " (أع13 :13).
وفي سنه 51م رفض بولس الرسول أن يذهب معهما مرقس في رحلتهما التالية بسبب تركه لهم " من بمفيلية "، فأخذه خاله برنابا وذهبا إلى قبرص بعد أن انفصلا عن بولس الرسول (أع15 :37-39). ولكن في سنه 63م وبعد ذلك بحوالي 12سنه يتكلم عنه القديس بولس كالعامل معه في حقل الكرازة ويوصى به أهل كولوسي " يسلم عليكم أرسترخس المأسور معي ومرقس أبن أخت برنابا الذي أخذتم لأجله وصايا 000 أن أتى إليكم فاقبلوه " (كو4 :10). وفي سنه 67 وقبل استشهاد القديس بولس يستدعيه مع تيموثاؤس لحاجته إليه للعمل في حقل الكرازة بروما، فيقول لتلميذه تيموثاؤس " خذ مرقس وأحضر معك لأنه نافع لي للخدمة " (2تي4 :11). وهذا يدل على أن القديس مرقس كرز في اليهودية وفي قبرص وإنطاكية وبمفيلية في آسيا الصغرى وفي كولوسى وروما، ويذكره القديس بولس ضمن العاملين معه في روما " ومرقس وأرسترخُس وديماس ولوقا العاملون معي " (فل24).
ثم يدعوه القديس بطرس في رسالته الأولى إلى " المغتربين من شتات بنطس وغلاطية وكبدوكية وآسيا وبيثينية " (1بط1 :1) بابنه " تسلم عليكم التي في بابل المختارة معكم ومرقس ابني " (1بط5 :13). مما يعني أنه كرز معه في هذه البلاد.
إذاً فقد كان بيت والدة القديس مرقس في أورشليم مقر التقاء الرسل والكنيسة المسيحية الأولى في العالم، ومن قبل كان المقر الذي يتواجد فيه الرب يسوع المسيح عند وجوده في أورشليم. وقد كرز القديس مع خاله برنابا وبولس الرسول، كما كرز مع القديس بولس والقديس بطرس بعد ذلك في بلاد كثيرة وأشترك معهما في تأسيس كنيسة روما ثم ذهب بعد ذلك للكرازة في الخمس مدن الغربية بليبيا ومنها ذهب للكرازة في الإسكندرية حوالي سنة 61م ونشر الإيمان بناء على طلبه سنة 67م. وبعد استشهاد القديس بطرس والقديس بولس عاد ثانيه إلى الإسكندرية حتى أستشهد فيها حوالي سنة 68م.
2 - علاقة القديس مرقس بالقديس بطرس وبقية الرسل:

كان القديس مرقس، كما أوضحنا أعلاه، أحد شهود العيان الذين شاهدوا الرب يسوع المسيح واستمعوا إليه واتبعوه أثناء تجسده سواء كأحد الرسل السبعين، أو على الأقل عندما كان الرب يسوع يذهب إلى أورشليم وعندما تناول الرب يسوع الفصح مع تلاميذه في منزل والدته كما كان قريب من الرب يسوع في بستان جثسيماني وقت القبض عليه وبلا شك فقد تابع أحداث المحاكمة والصلب والدفن من بعيد، كما رأى الرب يسوع بعد قيامته في ظهوراته العديدة للتلاميذ في أورشليم والتي كان يجتمع فيها التلاميذ والرسل قبل الصعود وبعد الصعود. كما كانت أمه إحدى المريمات تلميذات الرب وكان القديس بطرس أحد أقاربه.
وكانت لدى القديس مرقس ميزة ثانية لمعرفة المزيد عما قاله وعمله الرب يسوع المسيح وهى اجتماع جميع الرسل، شهود العيان في منزل والدته ولسنوات طويلة. وبلا شك فقد استمع منهم جميعاً، كأفراد أو كجماعات، سواء في جلساتهم الخاصة في منزل والدته أو في عظاتهم وكرازتهم العامة للجموع أو في تعليمهم للمنضمين حديثاً للإيمان، وعرف منهم أحداث كثيرة وتفاصيل كثيرة.
وكانت لديه أيضا ميزة ثالثة وهى الاستماع لبطرس ويعقوب ابن زبدي ويوحنا أخيه وهم الثلاثة المتقدمون في التلاميذ والذين كانوا قريبين جداً من الرب يسوع المسيح وقد أخذهم معه وقربهم منه في أخص المواقف، فقد كانوا معه عند إقامة ابنة يايرس (مر5 :37)، وأخذهم معه على جبل التجلي وأراهم مجده (مر9 :1)، وكانوا أقرب التلاميذ إليه في بستان جثسيماني وقت القبض عليه. وبعد استشهاد يعقوب ابن زبدي، كان يعقوب أخو الرب مع بطرس ويوحنا في أورشليم وكانوا معتبرين أنهم أعمدة (غل2 :9)، وكان لدى القديس مرقس الفرصة أيضا ليعرف المزيد من يعقوب أخي الرب.
كما أعطته الكرازة مع خاله القديس برنابا والقديس بولس، ثم مع القديس بولس بعد وفاة خاله برنابا في قبرص ميزة رابعة، فقد كان القديس بولس أيضا شاهد عيان للرب بعد صعوده وأستلم منه الإعلان مباشرة.
وأخيراً فقد كانت كرازته مع القديس بطرس في روما وغيرها ميزة خامسة. فقد عرف منه الكثير مما يختص به وحده ومما يختص به مع يعقوب ويوحنا ابن زبدي. ومن ثم فقد دون أحداث إقامة ابنة يايرس وتفاصيل التجلي وصلاة المسيح في البستان بكل دقة، كما ذكر حادث إنكار بطرس للسيد ثلاث مرات بكل دقة وتفصيل كما تسلمها من القديس بطرس وسجلها كروايات شاهد عيان.
وهكذا دون القديس مرقس أعمال الرب يسوع وتعاليمه بتفصيل دقيق وحيوي ورائع كما شاهدها بنفسه وكما تسلمها من بقية التلاميذ والرسل شهود العيان.
 

Mr.Andraus.Jc

New member
إنضم
15 أغسطس 2009
المشاركات
23
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
- إنجيل شاهد عيان:
دون القديس مرقس أحداث ومواقف وأعمال الرب يسوع المسيح تسجيلاً دقيقاً أهتم فيه بكل التفصيلات والأمور الدقيقة جداً، وسجل ملحوظات دقيقة لكل موقف وأهتم بذكر انطباعات الناس وتصرفاتهم ومشاعرهم في كل المواقف، وكذلك سجل بدون تردد مشاعر التلاميذ وحيرتهم في بعض المواقف وعدم إدراكهم لأمور كثيرة. كما سجل تصرفات الرب يسوع وتحركاته ودون كل التفاصيل كما حدثت وكأنه كان يسجلها في مذكراته لحظة حدوثها مباشرة. فيقول عن تأثير تعليمه على الجموع وعلى تلاميذه " فتحيروا كلهم " (مر11 :27)، " وكثيرون إذ سمعوا بهتوا قائلين من أين لهذا هذه " (مر6 :2)، " فتحير التلاميذ من كلامه " (مر10: 34)، " فبهتوا إلى الغاية " (مر10 :26)، " وكانوا يتحيرون وفيما هم يتبعون كانوا يخافون " (مر10 :32).
ويقول عن تأثير أعماله على الناس " بهت الجميع ومجدوا الله قائلين ما رأينا مثل هذا قط " (مر2 :12)، " فخافوا خوفاً عظيماً وقالوا بعضهم لبعض من هو هذا 000 فإن الريح أيضا والبحر يطيعانه " (مر4 :41)، وبعد مشيه على الماء يقول " فبهتوا وتحيروا في أنفسهم جداً إلى الغاية " (مر6 :51). ويصف تزاحم الجماهير الغفيرة على الرب يسوع المسيح سواء لنول الشفاء " حتى وقع عليه ليلمسه كل من فيه داء " (مر3 :10)، " فقال له تلاميذه أنت تنظر الجمع يزحمك وتقول من لمسني " (مر5 :31)، أو للاستماع إلى تعليمه " فأجتمع أيضا جمع حتى لم يقدروا أولاً على أكل خبز " (مر3 :20)، " وكان الجمع جالساً حوله " (مر10 :32)، " فأجتمع إليه جمع كثير حتى أنه دخل السفينة وجلس على البحر والجمع كله كان عند البحر على الأرض " (مر4 :1)، " ولما أجتاز يسوع في السفينة إلى العبر اجتمع إليه جمع كثير " (مر5 :21)، " فقال لهم تعالوا أنتم منفردين إلى موضع خلاء واستريحوا قليلاً، لأن القادمين والذاهبين كانوا كثيرين، ولم تتيسر لهم فرصة للأكل " (6 :34).
ويصف آلام الرب يسوع المسيح وعواطفه ومشاعره كإنسان " فتحنن عليهم إذ كانوا كخراف لا راعى لها " (مر6 :34)، " وتعجب من عدم إيمانهم " (مر6 :6)، " فنظر حوله بغضب حزيناً على غلاظة قلوبهم " (مر3 :5)، " فتنهد بروحه " (مر8 :11)، " ولما رأى يسوع ذلك أغتاظ " (مر10 :14)، كما وصف نظراته وإشاراته وحركاته " فتقدم وأقامها ماسكاً بيدها فتركتها الحمى حالاً وصارت تخدمهم " (مر1 :31)، " وقال للرجل مد يدك، فمدها فعادت صحيحة كالأخرى " (مر3 :5)، " فنظر حوله إلى الجالسين وقال ها أمي وأخوتي " (مر3 :34)، " وكان ينظر حوله ليرى التي فعلت هذا " (مر5 :32)، " فأخذه من بين الجمع على ناحية ووضع أصابعه في أذنيه وتفل ولمس لسانه ورفع نظره نحو السماء وأنّ وقال له إفثا. أي انفتح " (مر7 :33و34)، " فتنهد بروحه " (مر8 :12)، " فألتفت وأبصر تلاميذه فانتهر بطرس " (مر8 :33)، " فجلس ونادى الاثنى عشر " (مر9 :35)، " ولما نظر حوله إلى كل شئ " (مر11 :11)، وذكر نومه في السفينة " وكان هو في المؤخرة على وسادة نائماً " (مر4 :38)، وجوعه " وفي البيت لما خرجوا من بيت عنيا جاع " (مر11 :12). وذكر حبه للأطفال وحملهم على يديه " فأخذ ولداً وأقامه في وسطهم ثم احتضنه " (مر9 :36)، " فأحتضنهم ووضع يديه عليهم وباركهم " (مر10 :16).
ويذكر تفصيلات أخرى كثيرة تختص بالأسماء والأماكن والمواقف لا تذكرها الأناجيل الثلاثة الأخرى، فيقول أن المسيح دخل " بيت سمعان وأندراوس مع يعقوب ويوحنا " (مر1 :29)، " فخرج الفريسيون للوقت مع الهيرودسيين وتشاوروا عليه لكي يهلكوه " (مر13 :6)، ويصف ثياب الرب يسوع أثناء التجلي بكل دقة " وصارت ثيابه تلمع بيضاء جداً كالثلج لا يقدر قصار على الأرض أن يبيض مثل ذلك " (مر9 :3). ويذكر أحداث معجزة شفاء بارتماس الأعمى بكل دقة وتفصيل، فيذكر أسمه وصراخه وإسكات الناس له ومناداة الرب يسوع له وطرحه لردائه أرضاً وحديث الرب يسوع المسيح معه وشفائه (مر10 :46-50). وفي معجزة إشباع الجموع بخمس خبزات وسمكتين يذكر جلوس الجموع بتفصيل دقيق وبديع " فأمرهم أن يجعلوا الجميع يتكئون رفاقاً رفاقاً على العشب الأخضر. فأتكأوا صفوفاً صفوفاً مئة مئة وخمسين خمسين " (مر6 :39و40). وذكر أن سمعان الذي حمل الصليب مع المسيح كان " قيروانياً " (مر15 :21) وإنه هو " والد الكسندر وروفس " اللذين كانا من التلاميذ المعروفين في روما (رو16 :13). ويذكر نوم الرب يسوع " على الوسادة " (مر4 :38) في السفينة، ووجود رغيف واحد مع التلاميذ في السفينة (مر8 :14)، ويحدد بدقة مكان الجحش الذي كان " مربوطاً عند الباب خارجاً على الطريق " (مر11 :4). ويذكر أسماء البلاد التي جاء منها الجموع للاستماع إلى يسوع والتي ذهب هو إليها " ومن أورشليم ومن أدومية ومن عبر الأردن. والذين حول صور وصيدا جمع كثير إذ سمعوا كم صنع أتو إليه " (مر3 :8)، " ثم خرج أيضاً من تخوم صور وصيدا وجاء إلى بحر الجليل في وسط حدود المدن العشر " (مر7 :31). ويحدد المواقع والاتجاهات " ثم خرج أيضا إلى البحر " (مر2 :13)، " وجلس يسوع تجاه الخزانة ونظر كيف يلقى الجمع نحاساً في الخزانة " (مر12 :41)، " وفيما هو جالس على جبل الزيتون تجاه الهيكل " (13 :3)، "وخرج (بطرس) خارجاً إلى الدهليز " (مر14 :68)، " ولما رأى قائد المئة الواقف مقابله " (مر15 :39).
وهناك تفاصيل أخرى دقيقة وحية مثل قوله " وكان مع الوحوش " (مر1 :13) عن الرب يسوع المسيح عندما كان على الجبل ليجرب من إبليس، " وكشفوا السقف " (مر2 :4) الذين حملوا المفلوج. كما وصف أعمال مجنون كورة الجدريين بكل دقة وتفصيل " لأنه قد ربط كثيراً بقيود وسلاسل فقطع السلاسل وكسر القيود. فلم يقدر أحد أن يذللـه. وكان دائماً ليلاً ونهار في الجبال وفي القبور يصيح ويجرح نفسه بالحجارة " (مر5 :4و5).
هذه التفاصيل الدقيقة النابضة بالحياة تدل على أن الكاتب شاهد عيان، كما سجل بكل دقة تفاصيل ما تسلمه من شهود العيان الآخرين. كما تدل أيضا على أن الكاتب يعرف دقائق البلاد وجغرافيتها ويعرف الناس وأسماءهم، وقد ساقه الروح القدس وذكره بكل التفاصيل.


=================
رد: القمص عبد المسيح بسيط
 

Mr.Andraus.Jc

New member
إنضم
15 أغسطس 2009
المشاركات
23
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
4 - شهادة الآباء:
الإنجيل للقديس مرقس هو أكثر الأناجيل الأربعة الذي ركز عليه علماء الكتاب المقدس لاعتقاد غالبيتهم أنه أقدم الأناجيل لبساطه أسلوبه وقوته وحيويته وقدم لغته ولأنه يسجل أعمال الرب يسوع المسيح بصورة مكثفة وسريعة وقوية بدرجة كبيرة على روايات آلام الرب يسوع المسيح وصلبه وقيامته، ولأنه يقدم صورة حيه للإنجيل الشفوي كما جاء في كرازة القديس بطرس لكرنيليوس وقد شهد جميع آباء الكنيسة لصحته. وفيما يلي شهادتهم عنه:
(1) بابياس:
" وقال الشيخ هذا أيضاً: إن مرقس وإذ أصبح المفسِّر (ερμηνευτής) لبطرس، دوَّن بدقة كل الذي تذكَّره من الأمور التي قالها وعملها الرب. ولكن ليس بترتيب، لأنه لم يسمع الرب ولا تبعه، ولكن فيما بعد - كما قلت - تبع بطرس الذي جعل تعاليمه توافق السامعين ولكن دون أن يقدِّم تقريراً متماسكاً عن أقوال الرب. هكذا وبالتالي، لم تبدُ من مرقس أخطاء وهو يسجِّل الأشياء كما تذكرها هو الآخر، لأنه جعل همَّه أن لا يسقط منه شيء مما سمع حتى لا يسجِّل حقائق مزيَّفة في إنجيله "(&).
لكن عبارته " لم يسمع الرب ولا تبعه " لا يتفق عليها جميع العلماء والذين يجمعون أنه كان شاهد عيان للرب، كما بينّا أعلاه.
كما لم يكن القديس مرقس مجرد مفسراً، كما يقول بابياس، فقد كان كارزاً ومبشراً وعاملاً في حقل الخدمة سواء مع القديس بولس " خذ مرقس واحضره معك لأنه نافع لي للخدمة " (2تي 11:4)، " والعامل معي في ملكوت الله " (كو11:4)، " ومرقس وارسترخس وديماس ولوقا العاملون معي " 0فل 24). أو مع القديس بطرس أو وحده ككاروز الديار المصرية.
(2) تقليد مقدِّمة إنجيل مرقس الموجهة ضد ماركيون:
كان من عادة الذين ينسخون أسفار العهد الجديد قديماً أن يفتتحوها بمهاجمة ماركيون الهرطوقي. وقد وصلنا من هذه المقدمات وصف لإنجيل القديس مرقس ضائع منه بعض سطوره الأُولى ولكنه يستمر قائلاً: " مرقس أعلن 000 وكان يسمَّى ذا " الإصبع الصغير 000 لأنه كان له أصابع قصيرة، وكان مترجماً (مفسِّراً) - interpres - لبطرس، وبعد موت بطرس كتب إنجيله في أماكن بإيطاليا ". ويوافق العالِم المؤرِّخ هارناك على صحة هذه المقدِّمة ويحدِّد زمانها بسنة 160-180م(%).
(3) – يوستينوس الشهيد:
دعى الإنجيل بأوجهه الأربعة بمذكرات الرسل وقال أنها الأناجيل ولم يذكر الإنجيل للقديس مرقس مباشرة ولكنه أشار إلى بعض محتواه باعتباره الإنجيل أو مذكرات الرسل، في معرض حديثه عن القديس بطرس فقال: " وعندما يقال إنه (المسيح) أعطى أسم بطرس لأحد الرسل وعندما يكتب في مذكراته أيضاً أن هذا حدث بعد أن أعطى أثنين آخرين من الرسل، ابني زبدي، أسم بوانرجس، أي ابني الرعد 00 "(128). وهذا اللقب لم يذكر ألا في الإنجيل للقديس مرقس (17:3) فقط.
كما يقول أيضاً: " لأن الرسل سلموا لنا في المذكرات التي دونوها والتي تسمى أناجيل "(13). أي أنه يعتبر إنجيل مرقس هو أحد مذكرات الرسل أو أحد الأناجيل التي دونها الرسل.
كما يقول أيضاً في نفس المرجع عبارة اقتبسها مما جاء في إنجيل ق. مرقس (3:6): " أليس هذا هو النجَّار ابن مريم، وأخو يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان؟ أوليست أخواته ههنا عندنا؟ فكانوا يعثرون به ". وهنا يستخدم " τέκκτονος νομιζομένου "، أي " المحسوب نجَّاراً "(1). وهذه الصفة للمسيح لم تذكر إلاَّ في الإنجيل للقديس مرقس.
(4) وقد ضم تاتيان السورى
وتلميذ يوستينوس في منتصف القرن الثاني الإنجيل بالكامل في كتابه الدياتسرون.
(5) أما الوثيقة الموراتورية:
فقد جاءت مبتورة وذكرت هذا الإنجيل في سطر واحد هو الذي تبقى مما ذكرته عنه ويقول " الذي فيه كان حاضراً وهكذا دونه ".

(6) إيريناؤس:
" وبعد أن استشهد كلاهما (أي بطرس وبولس) سلم لنا مرقس، تلميذ بطرس ومترجمه، كتابه ما بشر به بطرس "(2).
(7) أكليمندس الأسكندرى:
" حينما أكمل بطرس كرازته في روما جهاراً وأعلن الإنجيل بالروح، فالحاضرون وكانوا كثيرين ترجوا مرقس كونه كان مرافقاً لبطرس مدة طويلة ويذكر كل ما قاله أن يسجِّل لهم كلماته. ومرقس عمل هذا وسلم إنجيله إلى الذين ترجوه (طلبوه). وحينما علم بطرس بذلك لم يتحمَّس في ممانعة ذلك ولا هو شجَّع العمل "($).
وأيضاً " وأضاء جلال التقوى عقول سامعي بطرس لدرجة أنهم لم يكتفوا بأن يسمعوا مرة واحدة فقط، ولم يقتنعوا بتعاليم الإنجيل الإلهي غير المكتوبة، بل توسلوا بكل أنواع التوسلات إلى مرقس، أحد تابعي بطرس والذي لا يزال إنجيله بين أيدينا، لكي يترك لهم أثراً مكتوباً عن التعاليم التي سبق أن وصلتهم شفوياً. ولم يكتفوا حتى تغلبوا على الرجل، وهكذا سنحت الفرصة لكتابة الإنجيل الذي يحمل اسم مرقس.
ويقولون إن بطرس حينما سمع ما قد عمل (مرقس) كما أعلن له الروح سُرَّ بغيرة الأشخاص الذين طلبوا منه ذلك وصادق على الكتابة لقراءتها في الكنائس "(*).
وأيضاً " مرقس الذي تتبع بطرس بينما كان بطرس يكرز علناً بالإنجيل في روما في حضرة بعض قادة قيصر، وقد قدَّم شهادات كثيرة بالنسبة للمسيح، تقدَّم هؤلاء برجاء أن يكون لديهم ما يتذكرونه من هذه الشهادات التي قيلت إليهم، فكتب لهم الإنجيل المذكور حسب مرقس "(#).
(8) العلامة أوريجانوس: " وثانياً هذا الذي حسب مرقس الذي عمل كما علَّمه بطرس الذي يعترف به كابن في الرسالة العامة بقوله: " تسلِّم عليكم التي في بابل المختارة معكم ومرقس ابني " (1بط 13:5) "(&).
 

Mr.Andraus.Jc

New member
إنضم
15 أغسطس 2009
المشاركات
23
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
(9) العلامة ترتليان: من شمالي أفريقيا (حوالي 207م): يتحدث عن سلطان الأناجيل الأربعة فيقول أن اثنين منها كتبهما رسولان، والاثنين الآخرين كتبهما رفيقان للرسل، " بما فيهما ما نشره مرقس، لأنه يمكن أن يعزى لبطرس الذي كان مرقس مترجماً له ".
(10) المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري: من قيصرية (حوالي 325م): " ومع أن بطرس لم يشرع- لفرط التواضع – في كتابة إنجيل، فأنه مع هذا قد ذاع منذ البداية أن مرقس- الذي كان قد أصبح من أتباعه الحميمين الملازمين له – قد سجل مذكرات بأحاديث بطرس عن أعمال يسوع"، و"في الحقيقة أن الذي يكتب هذا هو مرقس، ولكن بطرس هو الذي يشهد، لأن كل ما في مرقس أنما هي مذكرات أو تسجيلات لأقوال بطرس "(!).
(11) أبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص (حوالي 350م): " وبعد متى مباشرة، إذ أصبح مرقس من تابعي القديس بطرس في روما، أوكلت إليه كتابة إنجيل، وإذ أكمل عمله، أرسله القديس بطرس إلى مصر "(*).
(12) القديس جيروم: في الشرق والغرب (حوالي 350م ): " أن مرقس- تلميذ بطرس ومترجمه - كتب بناء على طلب الإخوة في رومية إنجيلاً مختصراً طبقا لما كان قد سمع بطرس يرويه. وعندما بلغ بطرس ذلك، وافق عليه وأمر أن يُقرأ في الكنائس "(^).
كما ذكر أيضاً: " فقد كان عنده تيطس مترجماً، تماماً كما أن بطرس المبارك كان له مرقس مترجماً، والذي كتب إنجيله، فقد كان بطرس يروى ومرقس يسجل ".
وفي مقدمة تفسيره لإنجيل متى: " والثاني هو مرقس، مترجم الرسول بطرس وأول أسقف لكنيسة الإسكندرية، الذي لم ير الرب يسوع بنفسه، ولكنه سجل بكل دقة – أكثر مما يترتب – أعماله التي سمع معلمه يكرز بها ".
5- هدف الإنجيل ومكان تدوينه:
كُتب الإنجيل بحسب شهادة الآباء في روما أو إيطاليا بصفة عامة وبناء على طلب الذين تسلموا الإنجيل الشفوى قبل انتقال القديس بطرس وقبل دمار أورشليم بفترة. وهو يقدم لنا الإنجيل في أقوى وأقدم صورة ويتشابه بدرجة كبيرة مع عظات القديس بطرس والقديس بولس المدونة في سفر أعمال الرسل. ويسجل فيه القديس مرقس الأعمال والمعجزات العظيمة التي عملها الرب يسوع المسيح، ويقدم صورة حية لحياته النشطة المتدفقة كابن الله ومخلص العالم. وقد ترك أعمال الرب يسوع تعلن عن شخصه الإلهي ولاهوته فسجل الكثير من معجزاته الخارقة مثل مشيه على الماء وتهدئته للعاصفة بكلمة الأمر الإلهي " فقام وأنتهر الريح وقال للبحر أسكت. أبكم. فسكنت الريح وصار هدوء عظيم "، مما جعل من في السفينة يقفوا في خوف وذهول شديد أمام شخصه الإلهي " فخافوا خوفاً عظيماً وقالوا بعضهم لبعض من هو هذا، فأن الريح أيضاً والبحر يطيعانه " (35:4-41)، ونازفة الدم التي شفيت بمجرد أن مست ثوبه (39:4-41)، وارتعاب الشياطين أمامه وسجودها له واعترافها بكونه ابن الله. فلما رأى يسوع من بعيد ركض وسجد له وصرخ بصوت عظيم وقال مالي ولك يا يسوع ابن الله العلى 000 أستحلفك بالله أن لا تعذبني. لأنه قال له أخرج من الإنسان أيها الروح النجس 000 فخرجت الأرواح النجسة " (6:5-13)، وإشباع خمسة آلاف رجل بخمسة أرغفة وسمكتين (35:6-44)، وإشباع أربعة آلاف بسبع خبزات وقليل من صغار السمك (8 :1-10)، وكانت أكبر معجزاته هي قيامته من الأموات.
وكما قدم المسيح الإلهي صاحب الأعمال الخارقة، قدم أيضا المعلم الإلهي الذي لا مثيل له، الغازي الروحي الذي يخلب العقل الروماني المادي، قدم المسيح المعلم العظيم الذي بُهتت الجموع من تعاليمه ذات السلطان الإلهي والتي لا مثيل لها بن معلمي البشر. " فُبهتوا من تعليمه لأنه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة " (1 :22)، " وكثيرون إذ سمعوا بهتوا قائلين من أين لهذا هذه. وما هذه الحكمة التي أعطيت له حتى تجرى على يديه قوات مثل هذه " (6 :2).
ومما يدل أيضاً على إنه كتب للرومان خاصة وللأمم عامه هو عدم إشارته لنبوات العهد القديم إلا نادراً ولجوؤه إلى تفسير عادات اليهود، على عكس القديس متى الذي سجل عادات اليهود وتقاليدهم دون شرح أو إيضاح لأنه كان يكتب للمسيحيين من أصل يهودي. أما القديس مرقس فقد شرح وفسر عاداتهم في الأكل بأيدي مغسولة (7 :2-4)، وأوضح معنى اليوم الأول من الفطير بأنه اليوم الذي كانوا يذبحون فيه الفصح (14 :12)، وقدم تعريف لعادة إطلاق أسير في كل عيد (15 :6). كما فسر الكلمات الآرامية مثل " طليثا قومي ". الذي تفسيره يا صبيه قومي " (5 :14)، " وقال له أفثأ. أي انفتح " (7 :34)، " الوي الوي لما شبقتني _ الذي تفسيره إلهي إلهي لما تركتني " (15 :34)، " وجعل لهما أسم نوانرجس أي أبنى الرعد " (3 :17)، " موضع جمجمة " (15 :22). وشرح معنى كلمة " الصدوقيين الذين يقولون ليس قيامه " (12 :18). وعلى العكس من ذلك فلم يفسر الكلمات اللاتينية التي أستخدمها مثل كلمة " دينار- Dunarion"، و " قائد المئة - Kenturiwn" (15 :39)، و " جزيه- Ktnsos" (12 :24)، و " لجئون- Legiwn" (5 :9)، و "ريع - Kordantys" (12 :42)، و " دار الولاية – Praitwrion " (15 :16)، بل وفي بعض الأحيان ترجم كلمات يونانية إلى ما يقابلها في اللغة اللاتينية مثل " فلسين قيمتها ربع - Kordantys" (12 :42).

+++++++++++++++++++++++++++++++
القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير
 
أعلى