حوار مع ملحدة ! قصة قصيرة

ي

ياسر رشدى

Guest
تدور احداث هذه القصة في احد المنتجعات الصيفية بالساحل الشمالي​
ايمان : صباح الخير يا ياسر​
انا : صباح النور يا ايمان ... جاهزين !​
ايمان : جاهزين من بدري​
انا : يالا بينا علي البلاج​


وعلي البلاج دار حوار ديني بيني وبين احد الاصدقاء فاذا بي اعلق علي احدي الجمل قائلا ... لا الله الا الله ، وهنا التفتت ايمان​
الي قائلة ...​


ايمان : مش هاتبطلوا بقي الجمل اللي ملهاش معني دي !​
انا : ازاي يعني ؟​
ايمان : الله دا بقي يبقي مين ؟​
انا : ربنا اللي خلقنا !​
ايمان : انت شفته .. كلمته .. حصل بنكم يعني تواصل او معرفة قديمة ؟​
انا : لا ... عرفته من غير ما اشوفه ...​
ايمان (ضاحكة) : حاجة مش موجودة ازاي هاتعرف انها موجودة ..​
انا : بصي لنفسك .. تفتكري الطبيعة هي اللي خلقتنا ؟​
ايمان : اكيد ... نظرية التطور .. والحفريات المكتشفة بتقول كده ، الانسان نتاج عملية التطور وكل المخلوقات كده ... وانت سيد العارفين بالطفرات الي بتحدث لبعض الكائنات واولها الفيروسات​
انا : طب تعتقدي الحياة الاولي ظهرت ازاي ؟​
ايمان : من الخلية الاحادية ومنها نشأت باقي الكائنات​
انا : وجت منين الخليه الاحادية ؟​
ايمان : من عوامل معينة في الارض تفاعلت مع متغيرات حدثت ادت لوجودها ..​
انا : طب قفلي بقي ومتصدعنيش​


كان لابد من انهاء الحديث حيث ان مزاجي العام لم يكن جاهزا لمثل هذه المناقشات .. فالطريقة العلمية لفهم وجود خالق غالبا ما تنتهي بالاجابة علي اسئلة لم يحن اكتشافها بعد​
وتمر ايام كثيرة علي هذه الواقعة ... الي ان رن تليفون هاتفي ليلا في وقت متأخر وكان الطالب هو ايمان !!​


انا : الو ازيك ياايمان​
ايمان (باكية) : ايوه يا احمد انت ماشفتش منة (اختها) من يومين​
انا : لا .. خير​
ايمان : اصلها مرجعتش لغاية النهارده ومش عارفين نوصلها موبايلها مقفول​
انا : خير ان شاء الله .. متقلقيش تلاقيها مع اصحابها بتتفسح ..​
ايمان : لا .. سألنا كل اصحابها وقالوا انها مش معاهم ومش شافوها من يومين ..​
انا : هدي نفسك بس والغايب حجته معاه وان شاء الله خير ..​
ايمان : يارب .. (وهنا تم ذكر الرب بدون تفكير من ايمان ... ربما زلة لسان او كلام دارج)​


ومر اسبوع واذا باحد الاصدقاء يتصل بي وهو في حالة حزن شديد ويخبرني بانه البقاء لله في (منة) اخت ايمان ... لقد كانت صدمة ، فهذه الفتاة كانت انسانة طيبة جدا ومفعمة بالحيوية والنشاط ... والاكثر من هذا كانت مؤمنة جدا بالله وتسخر نفسها لفعل الخير فقد كانت احدي عضوات جمعية رسالة من اجل التقرب لله بالعمل الصالح​


وذهبنا جميعا للعزاء .. وذهلت عندما اكتشفت انها ماتت مقتولة خنقا ووجدت جثتها علي احدي الطرق المهجورة​
ومرت الايام سريعا مرة اخري وتقابلت مع ايمان وقد انقلبت هيئتها فلم تعد الفتاة الباسمة المرحة بل فتاة محطمة مكتئبة لقد كانت منة تؤامها الروحي ... وكان الحديث التالي​


انا : ازيك يا ايمان​
ايمان : اهلا احمد ... عامل ايه ؟​
انا : تمام نشكر ربنا ... ايه اللي انا شايفه ده يا ايمان ... خلاص راحت عند اللي خلقها وهو ارحم بيها من كل الناس​
ايمان : ايوه .. ربنا يرحمها يارب​
انا : ايه انتي خلاص امنتي بالله ؟​
ايمان : خلاص خلاص انا مش عارفة حاجة ... هو ليه ربنا خلقنا ؟ عشان يعذبنا ... قلي يا احمد انا قابلتك عشان تجاوبني ... من فضلك قولي ليه ربنا خلقنا لو فيه ربنا اصلا ؟؟ عندك اجابة !!​
وكان سؤالا مباشرا يصعب الاجابة عليه في ظروف قاهرة مرت بها ايمان​
انا : والله يعني .. هو ربنا خلقنا عشان النعمة​
ايمان : نعمة ... نعمة ايه اللي بتتكلم عليها !! نعمة انه يعذبنا ، نعمة انه يكسرن !!ا ، نعمة انه يعيشنا في الحزن !!​
انا : طب نبقي نكمل بعدين لما تروقي شوية ... واضح انك لسه متأثرة بوفاة منه​
ايمان : لا .. انا طلبتك عشان تجاوبني .. انا تعبانة جدا وخايفة ومش عارفة اكمل حياتي وانا بالشكل ده وعايزة انتحر واخلص !!!!!​


قلت في نفسي ايه المصيبة السودا اللي هبت عليه دي ... البنت دي انا عارفها بتقول وبتنفذ يعني اي غلطة في كلامي هاتبقي كارثة واقعد انا بقي اقول ياريتني ماقولتلها ولا عيدتلها .. طب اقوم واستأذن وهي تدفع الشيك واهي فرصة !​


انا : طيب يا ايمان هما لقيو المجرم اللي عمل كده ؟​
ايمان : لأ .. بس رئيس المباحث بيقول انهم مش ساكتين ..​
انا : طب سؤال .. لو ماعرفوش المجرم ده .. او لقيوه بس ميت موتة طبيعيه ... هاتعملي ايه ؟​
ايمان : لو بإيدي اصحيه تاني واقتله الف مرة ... الف مرة​
انا : طب انتي كده جاوبتي السؤال الاول !!​
ايمان : ازاي ؟​
انا : ماهو يا ايمان لو مافيش اخرة ... يبقي المجرم ده فلت من الحساب والدنيا هاتبقي غابة​
وهنا بدأت ايمان بالانتباه وفردت ظهرها ووجهت كلمات جادة مباشرة الي​
ايمان : فهمني اكتر​
انا : العدل والضمير الانساني لا يكفي لاقامة العدل المطلق في الدنيا .. مثال ذلك .. هتلر قتل ملايين وانتحر ... فهل ده اخد عقابه المناسب لقتل الملايين دول لمجرد اطماع توسعيه ؟​
ايمان (بحزم) : لأ ... لازم يموت مليون مرة​
انا : طيب تفتكري ان اي مجرم يفلت بجرائمه من العقاب البشري ويعيش متنعما بالحياة ثم يموت موته طبيعية يبقي عدل ... طبعا لآ ، لان اي انسان غير سوي وغير مؤمن ان فيه حساب قادم سيفعل ما يريد ...​
ايمان : قصدك ان الغير مؤمن بالحساب مش هاتفرق معاه ... اومال فين الضمير الانساني ؟​
انا : لو كان الضمير الانساني هو الحاكم مكانش بقي فيه جريمة واحدة علي وجه الارض ... وطبيعي اني افكر ... لو قتلت انسان وضميري أنبني هاتفرق ايه ! ولا حاجة ... بمعني ان البقاء في الدنيا سيكون للاقوي والاذكي ... زي المجرم اللي قتل منة .. لم يترك اثر لجريمته وخد الفلوس وصرفها واتمتع بيها لغاية ما تخلص وبعدين يبتدي يفكر في الضحية التالية و ...​
ايمان (مقاطعة) : قصدك هاتبقي غابة​
انا : تمام ... لان الرادع هنا هو ايمان الانسان بان فيه حساب بعد الموت .. لكن لو مافيش فكل شئ مباح شرط انك ما تتكشفش .. ولا قيمة للجرائم بجميع انواعها ... افعل ما تريد وعيش حياتك علي حساب الاخرين​
ايمان : طب مجاوبتنيش علي ليه ربنا خلقنا ... ويعني ايه نعمة ؟​
انا : تخيلي ان حد خيرك بين انك ترجعي في عالم اللا وجود او انك تبقي ايمان زي مانتي كده بحلوها ومرها ... هتختاري ايه ؟​
ايمان : لو هاتعذب نفسيا كده ... يبقي اللا وجود احسن​
انا : يعني عملتي مقارنة هنا​
ايمان : اكيد​
انا : المقارنة هنا نعمة والاحساس بالحزن نعمة وهي دي القيمة الانسانية اللي خلقها ربنا فينا ... يعني لو انتي مش موجودة .. هانعمل مقارنة ليه​
ايمان : فهمتك ... عايز تقول ان وجودي هو اللي وصلني لكده​
انا : تمام .. بس في المقابل ... مافيش لحظات حلوة مرت عليكي ؟ مافيش مرة اكلتي اكلة واستطعمتيها وقلتي لا اراديا الله حلوة قوي ؟​


لحظات صمت وسرحان من ايمان ... فكان لزاما ان استطرد في الحوار​


انا : لو خيرتي انسان نصفه السفلي مشلول ولكنه سعيد ومتوافق مع نفسه بأن يبادل جسده وروحه مع انسان اخر سليم ولكن حياته قصيرة ... هل سيقبل ؟​
ايمان : اكيد لآ ..​
انا : لماذا ؟​
ايمان : لانه زي ما انت قلت هو سعيد وعارف تصرفاته .. وما يضمنش ممكن ايه يحصل لو بادل مع التاني​
انا : يبقي كل انسان ربنا اعطاه نعمة ولكنها تختلف من انسان الي اخر ، وقد يتغير حال الانسان ... فالمشلول يمكن ان يمن الله عليه بنعمة الشفاء ... وكذلك الحزين ليعتبر من حزنه ويأخذ العبر ... والنعمة تتغير من حال الي اخر ... فجميع المشاعر الانسانية هي نعمة ، حتي الالم العضوي نعمة فبدون الالم لن نعرف ان هناك مرض فنسعي للشفاء منه فان كان ليس له علاج فهو في ميزانك يوم الحساب لانك صبرت عليه ..​
ايمان : يعني رجعنا لفكرة ان الدنيا هي للاختبار​
انا (بإبتسامة): الله ينور عليكي​

ومرت الايام سريعا مرة اخري ... وعادت الابتسامة والامل لايمان وظهرت عليها اثار النعمة نعمة النسيان والايمان ... نعمة الله​
 

grges monir

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
9 نوفمبر 2008
المشاركات
15,630
مستوى التفاعل
2,152
النقاط
113
الإقامة
فى قلب يسوع
الايمان باللة
ايمان قلبى وعقلى معا
الايمان ليس بالكلام
يقول الكتاب المقدس
هذا الشعب يعبدنى بشفتية اما قلبة فمبتعد عنى
فهل هذا ايمان ؟؟؟؟
اعتقد فى هذة الحالة لا فرق بينة وبين من لاىؤمن بة
 

Desert Rose

I have a dream
عضو مبارك
إنضم
10 نوفمبر 2010
المشاركات
8,448
مستوى التفاعل
1,987
النقاط
113
انت اسمك احمد ولا ياسر ؟؟؟؟:dntknw:
 

Desert Rose

I have a dream
عضو مبارك
إنضم
10 نوفمبر 2010
المشاركات
8,448
مستوى التفاعل
1,987
النقاط
113

ايه علاقة دا بالقصة !!

ولا حاجة هي لفتت نظري :new4:
بالنسبة للقصة ، هي حلوة ، بس الملحد عموما مش بيقتنع بالطريقة ديه ولا بأي حوار علي فكرة لان إجاباتك مردود عليها
 
ي

ياسر رشدى

Guest


ولا حاجة هي لفتت نظري :new4:
بالنسبة للقصة ، هي حلوة ، بس الملحد عموما مش بيقتنع بالطريقة ديه ولا بأي حوار علي فكرة لان إجاباتك مردود عليها
انا افتكرتها لفتت نظرك :dntknw:

وفين بقي المردودِ عليهااااااا
القصة دي شبه حقيقية ع فكرة
 
أعلى