بقلم: زهير دعيم منذ أن بدأ شهر كانون الأوّل ، ولولو الصغيرة تَعدّ الأيام ، إنّها تريد لهذه الأيام أن تنقضي سريعًا ، فهي في شوقٍ إلى ليلة عيد الميلاد؛ ميلاد الطّفل يسوع، الذي تُحبُّه والذي يسكن في قلبها كما تعلّمت في مدرسة الأحد ، فكلّ من يسألها : أين يسكن يسوع ؟ تجيب والبسمة على شفتيها : إنّه يسكن في قلبي. وتضحك لولو ، إنّها تحبّ يسوع فعلاً ، ولكنها أيضًا تشتاقُ إلى شيخِ العيد ، بابا نويل ، ليحملَ لها هديةً. كم تُحبُّ هذا الشيخ الجليل !! وكم تحبّ هداياه !! لقد جاءَها في السّنة الماضية بدُميةٍ جميلة ، ما زالت تنامُ معها ، وتحكي لها القصصَ التي تتعلّمها في صفّ البُّستان ، وتهدهدها وتعانقها ، وكثيرًا ما تُوّبخها قائلةً : أنتِ كسلانة يا بنت !! قومي بلا كسل . وجاء اليومُ الموعود ؛ جاء ماطرًا ، عاصفًا وباردًا. فرحت لولو ، فهي تُحبُّ هذا الطّقس ، تحبّه ، فيسوع وُلِد في يومٍ عاصفٍ كما أخبرتهم المعلّمة. وتتذكّر لولو يسوع ، فتقوم إلى الشجرةِ المُضيئةِ والمُزيّنة ِبالزينات، وتقترب من المغارة وتنظر طويلاً إلى الطّفل المُقمَّط والى الحيوانات والمجوس من حوله وتبتسم وتتساءَل : ألا يشعر يسوعُ بالبرد في هذا الجوّ الباردِ وبهذه الملابس الخفيفة التي تكاد لا تستر جسمَهُ الصّغير ؟!! وتهزُّ رأسَها بحيْرة ، ولكن الحيْرةَ الأكبر كانت : بماذا سيأتيها شيخ العيد بعد قليل ، فأجراسه تملأ الحارة. وما هي إلا لحظات ، حتّى قُرع الباب فتهبُّ إليه وتفتحه صارخة: إنّه شيخُ العيد ، انّه بابا نويل يا أبي . وأخيراً جاء، قال الأب ضاحكًا . رقصت لولو مع شيخ العيد كثيراً ، والتقطَتْ لها الأمّ أكثر من صورة معه بجانب شجرة الميلاد والمغارة . لم تنتظرْ لولو طويلاً ، فما أن خرج بابا نويل حتّى فتحت الهديّة . كنزة صوفيّة حمراء جميلة ...يا إلهي ما أجملها ، ولمعت عيناها بفرح. ركضت لولو نحو المغارة ، والوالدان ينظران إليها بدهشة ، ماذا عساها أن تفعل؟ . فرشت لولو الكنزة الحمراء على أرض المغارة ، وأخذت الطفلَ يسوع بحنانٍ وقبّلته بحرارة ووضعته برِفقٍ على الكنزة الحمراء وهي تقول : الطّقس بارد في المغارة يا حبيبي ، الطقس بارد ، أليس كذلك يا أمّاه ؟!
قصة توبة شاول دنجل الحصان الطيب ++++++++++++ دنجل حصان قوي جداً عنده عضلات قوية علشان كان كل يوم يتغذى كويس .. حزمة برسيم وخس في الفطار ، حزمتين برسيم وجزرتين في الغدا ، وفي العشا كان بيحب ياكل تبن مع أصحابه في الإصطبل بتاع الخيول لما يروح آخر النهار ، وكان دنجل وأصحابه كل واحد فيهم يقعد يحكي على اللي حصل معاه طول اليوم ، واحد يحكي عن الخضار اللي وصله للسوق ، وواحد يحكي عن الناس اللي وصلهم لبلد جميلة مليانة أشجار ، وواحد يحكي عن العيلة اللي كانت بتفسح أولادها وخللوا ابنهم يركب على ضهره وكان باباه ماسكه ... وكانوا بيتكلموا عن تلاميذ بابا يسوع والكلام الحلو اللي بيقولوه للناس والمعجزات العجيبة اللي بيعملوها ، ودنجل كان حصان طيب خالص لكنه كان شغال عند واحد شرير خالص اسمه شاول الطرسوسي علشان كان من بلد اسمها طرسوس . وشاول كان مابيحبش المسيحيين ولا بابا يسوع ، وكان بيبقى مبسوط أوي لما يضايقهم أصله كان فاكر إنهم مش بيعبدوا ربنا .. لأنهم بيعبدوا يسوع .. أصله ماكانش عارف إن بابا يسوع هو ربنا اللي اتجسد علشانا ، علشان كده شاول كان فاكر إن ربنا مبسوط منه لأنه بيضايق المسيحيين وإن اللي بيعمله خدمة لربنا . وفـ يوم من الأيام وصل دنجل الإصطبل بتاعه وهو حزين وزعلان وباصص للأرض وعينيه مليانة دموع ، صحابه شافوا المنظر ده راحوا اتجمعوا حواليه وقعدوا يقولوله مالك يادنجل ؟ في إيه مالك ؟ إيه اللي حصل ؟ دنجل قالهم النهاردة كان في منظر صعب شفته مش قادر أنساه ولا أستحمله .. قالوله طيب إحكيلنا إيه اللي حصل ؟ دنجل قالهم النهاردة اليهود كانوا بيرجموا واحد من المسيحيين اسمه اسطفانوس وهو شماس حلو وطيب (يشرح الرجم للأطفال) ، صحاب دنجل قالوله وإنت إيه اللي وداك هناك ؟ قالهم ما أنا كنت مع شاول أصله كان هو اللي بيحرس الهدوم بتاعة الناس اللي بيرجموا اسطفانوس وكان فرحان ومبسوط وعمال يضحك لغاية لما اسطفانوس الطيب الحلو مات على اسم بابا يسوع ... وأنا من ساعتها مش طايق نفسي ومتضايق ومش قادر أنسى المنظر ده ، يمكن اللي مفرحني شوية إن اسطفانوس قبل مايموت شاف السما مفتوحة وبابا يسوع كان في استقباله وأكيد دلوقتي هو فرحان وسعيد . صحاب دنجل قالوله : أكيد طبعاً يادنجل ، بس هو ليه شاول اللي إنت بتشتغل عنده بيعمل كده ؟ ده قاسي جداً ومش طيب زيك ، رد حصان تاني اسمه رهوان (أصله كان سريع أوي) وقال أكيد علشان هو ما إتعرفش على بابا يسوع لأنه أكيد لو كان يعرف بابا يسوع كويس ماكنش بقى وحش كده وكانت بقت تصرفاته كويسة وحلوة زي كل أولاد يسوع . وقف دنجل وأصحابه يصلوا ويطلبوا من ربنا إنه يغير شاول وقالوله يابابا يسوع عرّف نفسك لشاول علشان إحنا متأكدين إنه لو عرفك كويس كل صفاته الوحشة هاتتغير ، وبعد كده ناموا علشان يصحوا للشغل الصبح . الصبح دنجل لقى شاول بيقوله إجهز يلا يادنجل علشان مسافرين ، دنجل قال ياترى مسافرين فين ؟ .. وسمع دنجل شاول بيتكلم مع شوية ناس معاه وفهم من كلامهم إنهم مسافرين لبلد إسمها دمشق ، لكن كانت صدمة دنجل كبيرة خالص لما سمع شاول بيقول للناس اللي معاه إنه مسافر لدمشق علشان يجيب المسيحيين اللي هناك ويحبسهم في أورشليم وإنه معاه رسايل من رئيس كهنة اليهود تديله الإذن إنه يعمل كده ، وركب شاول على ضهر دنجل لكنه ماكنش عايز يتحرك .. راح شاول ضربه ضربه جامده .. فضل ماشي بالراحة .. راح ضربه أكتر علشان يمشي أسرع ، دنجل فضل ماشي حزين ومتضايق ويكلم ربنا ويقوله يارب بقى إحنا نصليلك إمبارح علشان تغير قلب شاول وتعرفه بنفسك تقوم تسيبه يروح دمشق علشان يقبض على أولادك ؟؟ وفضل دنجل طول ما هو ماشي يتكلم مع ربنا بالكلام ده . وفجأة وهما ماشيين في الطريق ظهر نور جامد جداً أقوى من الشمس لدرجة إن شاول وكل الناس اللي معاه وقعوا على الأرض من شدة النور ، وشاف شاول واحد من جوه النور بيتكلم معاه ويقوله : شاول شاول لماذا تضطهدني ؟ شاول قاله : من أنت يا سيد حتى أضطهدك ؟ الصوت قاله : أنا يسوع اللي إنت بتضايق أولاده وبتعذبهم !! شاول خاف جداً وقاله : يارب إنت تأمرني أعمل إيه ؟ بابا يسوع قاله : أدخل دمشق وإنت تعرف هاتعمل إيه . الناس اللي كانوا مع شاول شافوا النور لكنهم ماشفوش يسوع ولا سمعوا صوته بس كانوا سامعين شاول بيتكلم مع حد وبصوا لقوا شاول مفتح لكنه مش شايف أي حاجة ومسكوه من إيده وودوه دمشق ، وفضل شاول 3 أيام مش شايف حاجة ولا بياكل ولا بيشرب ، لغاية لما ربنا ظهر لواحد إسمه حنانيا وقاله هتروح المكان اللي هاقولك عليه هتلاقي هناك واحد اسمه شاول الطرسوسي مش بيشوف .. صليله وأنا هاشفيه ، حنانيا قال لربنا بس شاول ده إنسان شرير وبيضايق أولادك ، ربنا قاله أنا إخترت شاول ده علشان يكون رسول ليَّ ويكلم الناس عني ويبشر بإسمي .. مش بس كده ده كمان هايتعذب علشاني ويستشهد . حنانيا اتعجب من كلام ربنا لكنه نفذ أمره وراح لشاول وصلاله فوقع حاجات من عين شاول زي قشر فرجع شاول يشوف تاني ، وبعد كده حنانيا عمده ، ومن ساعتها شاول اتغير وبقى بولس الرسول العظيم اللي نشر المسيحية في بلاد كتيرة ... مين أكتر واحد فرح بتغير شاول ؟ دنجل الحصان الطيب .. وشكر ربنا هو وأصحابه إنه خللى شاول يعرفه وتتغير كل صفاته .
كان أليكس ولد صغير لكنه كان ولد فنان ... بيحب الأشغال الفنية جدا وفي يوم من الأيام وهو في مخزن بيتهم لقى لوح خشب وفضل يفكر يعمل بيه إيه يعمل بيه إيه ... راح جاب منشاره و فضل يشتغل يشتغل لحد ما عمل مركب جميل وكان فرحان بيه جدا . وفي يوم من الأيام أخد أليكس المركب بتاعه وراح عند النهر عشان يلعب وحط المركب في الميه وفجأه جات موجة جامدة وسحبت المركب لبعيد أوي ومعرفش أليكس يرجعه تاني ورجع البيت حزين جدا لأنه فقد المركب الغالي عليه. وبعد فترة كان أليكس بيتمشي في البلد وبيتفرج في محل لعب أطفال وهو بيتفرج على اللعب لقي في وسطهم لعبة لفتت نظره جدا ... لقي المركب بتاعه إللي كان عمله بإيديه ... فرح جدا وجري بسرعة وراح لصاحب المحل ... أليكس : عمو أنا هاخد المركب ده صاحب المحل : وماله يا حبيبي خدها بس ادفع تمنها الأول أليكس: أدفع ؟ أدفع إيه ؟ المركب ده بتاعي وأنا إللي عامله بإيدي صاحب المحل : المركب ده موجود في المحل بتاعي ولو عايزه اشتريه خرج أليكس حزين جدا وفضل يفكر يعمل إيه ، وأول ما روح البيت جاب حصالته وفتحها وأخد كل الفلوس إللي كان محوشها ورجع تاني لمحل اللعب أليكس: عمو أنا هاخد المركب صاحب المحل: معاك تمنها ؟ أليكس : أيوه اتفضل صاحب: اتفضل المركب ... مبروك عليك وخرج أليكس وهو مبسوط جدا ومن كتر فرحته بالمركب كان بيكلمه ويقوله : يا مركبي يا حبيبي إنت ملكي مرتين ... مرة عشان أنا إللي عملتك بإيدي ومرة عشان اشتريتك ودفعت فيك كل فلوسي. ونفس الكلام إللي قاله أليكس للمركب بتاعه ربنا بيقوله ليك ولي ... انت ملكي مرتين ... مرة لأني خلقتك ومرة تانية لأني اشتريتك بأغلى تمن هل بتقدر إللي يسوع عمله عشانك والتمن إللي دفعه فيك ؟؟ "عالمين أنكم افتديتم لا باشياء تفني بفضة أو ذهب ... بل بدم كريم كم من حمل بلاعيب دم المسيح." ( 1 بط 1 : 18-19 )