حتى التغير المناخي يظلم النساء
نشرت بتاريخ - الاحد,27 يونيو , 2010
نشرت بتاريخ - الاحد,27 يونيو , 2010
حين يحدث فيضان أو إعصار، وحين يعم الجفاف ويزداد التصحر، فإن الضرر يصيب جميع المواطنين في المناطق المنكوبة. لكن هل يتضرر الجميع بنفس المستوى؟ ماريون روله من منظمة "نساء من أجل عدالة مناخية" تقول بأن النساء يعانين من التغيرات المناخية أكثر مما يعاني الرجال وتطالب بالمساواة بين الجنسين. هذا لا يعني المطالبة بأن يعاني الرجال أكثر، وإنما المطالبة بإيلاء معاناة النساء الاهتمام الكافي.
تأسست المنظمة، التي تتخذ من برلين مقرا لها وتقود شبكة تضم منظمات نسائية بيئية من عدة دول، في عام 1999 من أجل التنسيق بين منظمات المجتمع المدني ذات العلاقة بحقوق المرأة والتغير المناخي. وتربط هذه المنظمة بين حقوق المرأة فيما يخص التغير المناخي وبين النظم السياسية والاجتماعية والاقتصادية القائمة، التي ترى أنها أدت إلى حدوث التغير المناخي.
وفي ندوة أقيمت في إطار فعاليات منتدى دويتشه فيله الإعلامي قالت ماريون روله، إن منظمة "نساء من أجل عدالة مناخية" لا تدعو إلى معاملة النساء بلطف من باب الشفقة والاحترام، بل تدعو إلى "تحقيق حقوق المرأة والمساواة من خلال توفير برامج في المجتمع والسياسة تراعي هذه الحقوق" وطالبت بتوزيع عادل بين الجنسين لأموال دعم المشاريع المتعلقة بمعالجة الآثار الناجمة عن الكوارث الطبيعية والتغير المناخي وبشكل يراعي احتياجات النساء.
لا عدالة في آثار الكوارث الطبيعية
ودعمت نينا سوميرا من الفلبين والعضو في شبكة "نساء من أجل عدالة مناخية" وجهة النظر هذه من خلال حديثها عن الكوارث الطبيعية التي حلت بالفلبين ودول جنوب شرق آسيا وكيف كان أثرها على النساء أكبر من أثرها على الرجال. ففي شهر أيلول سبتمبر الماضي ضرب إعصار "أوندي" مناطق شاسعة من فيتنام وعرضت صورا تظهر قرى وأحياء بأكملها تغطيها مياه الفيضانات، لكنها أشارت إلى وجود فروق في أثر هذه الفيضانات على الفقراء والأغنياء وعلى الرجال والنساء.
وقالت سوميرا إن نسبة تأثر النساء والبنات بالتغير المناخي وما ينجم عنه من كوارث طبيعية تزيد بمقدار 14 ضعفا عن تأثر الرجال. فعدد النساء اللواتي قتلن في تسونامي 2004 في إندونيسيا بلغ ثلاثة أضعاف عدد الرجال لأن عددا قليلا من النساء يُجدن السباحة مقارنة بالرجال. كما أشارت إلى أن مشاكل العديد من النساء تبدأ بعد انحسار مياه الفيضانات إذ يتم تزويج البنات قسرا لأنهن فقدن ذويهن كما تم تسجيل زيادة ملحوظة في عدد أحداث العنف ضد النساء بعد هذه الكوارث وزيادة حالات اغتصاب البنات اللواتي تم إنقاذهن.
من يلحق الضرر الأكبر بالبيئة؟
من جهتها أشارت ماريون روله إلى الفرق بين دور الرجال والنساء في التغير المناخي، وضربت على ذلك أمثلة حول الاختلاف في سلوك الجنسين فيما يتعلق باستهلاك اللحوم والكهرباء واستخدام المواصلات، وطالبت بضرورة وجود أرقام وبيانات عن هذه الفروق، معتبرة أن الرجال يتسببون أكثر من النساء في التغير المناخي خاصة وأنهم يسيطرون على صناعة القرار. ورغم ذلك لاحظت روله تغيرا إيجابيا على هذا الصعيد يتمثل في زيادة عدد المنظمات النسائية مع تزايد الاهتمام بقضايا المرأة في دول الجنوب، لكنها أكدت على الحاجة لخبراء أكثر في مجال أبحاث "الجندر" وقضايا المرأة.
وانتقدت ماريون روله ونينا سوميرا التركيز على التكنولوجيا لحل المشاكل الناجمة عن التغير المناخي في العالم، وأشارتا إلى أن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري زادت بنسبة 14.5 في المائة منذ التوقيع على اتفاقية كيوتو للحد من هذه الانبعاثات، كما انتقدتا "تجارة الكربون" لأنها تعني زيادة الانبعاثات لمن يملك الأموال ويقدرعلى الدفع، أي "إذا دفعت أكثر يمكنك تلويث البيئة أكثر". ورغم إشادة سوميرا بإصلاح القوانين المتعلقة بالمرأة وحقوقها في العديد من الدول، إلا أن استفادة النساء من هذا الإصلاح تبقى محدودة إذا كانت أوضاعهن المالية صعبة.
المصدر
حتى التغير المناخي يظلم النساء
تأسست المنظمة، التي تتخذ من برلين مقرا لها وتقود شبكة تضم منظمات نسائية بيئية من عدة دول، في عام 1999 من أجل التنسيق بين منظمات المجتمع المدني ذات العلاقة بحقوق المرأة والتغير المناخي. وتربط هذه المنظمة بين حقوق المرأة فيما يخص التغير المناخي وبين النظم السياسية والاجتماعية والاقتصادية القائمة، التي ترى أنها أدت إلى حدوث التغير المناخي.
وفي ندوة أقيمت في إطار فعاليات منتدى دويتشه فيله الإعلامي قالت ماريون روله، إن منظمة "نساء من أجل عدالة مناخية" لا تدعو إلى معاملة النساء بلطف من باب الشفقة والاحترام، بل تدعو إلى "تحقيق حقوق المرأة والمساواة من خلال توفير برامج في المجتمع والسياسة تراعي هذه الحقوق" وطالبت بتوزيع عادل بين الجنسين لأموال دعم المشاريع المتعلقة بمعالجة الآثار الناجمة عن الكوارث الطبيعية والتغير المناخي وبشكل يراعي احتياجات النساء.
لا عدالة في آثار الكوارث الطبيعية
ودعمت نينا سوميرا من الفلبين والعضو في شبكة "نساء من أجل عدالة مناخية" وجهة النظر هذه من خلال حديثها عن الكوارث الطبيعية التي حلت بالفلبين ودول جنوب شرق آسيا وكيف كان أثرها على النساء أكبر من أثرها على الرجال. ففي شهر أيلول سبتمبر الماضي ضرب إعصار "أوندي" مناطق شاسعة من فيتنام وعرضت صورا تظهر قرى وأحياء بأكملها تغطيها مياه الفيضانات، لكنها أشارت إلى وجود فروق في أثر هذه الفيضانات على الفقراء والأغنياء وعلى الرجال والنساء.
وقالت سوميرا إن نسبة تأثر النساء والبنات بالتغير المناخي وما ينجم عنه من كوارث طبيعية تزيد بمقدار 14 ضعفا عن تأثر الرجال. فعدد النساء اللواتي قتلن في تسونامي 2004 في إندونيسيا بلغ ثلاثة أضعاف عدد الرجال لأن عددا قليلا من النساء يُجدن السباحة مقارنة بالرجال. كما أشارت إلى أن مشاكل العديد من النساء تبدأ بعد انحسار مياه الفيضانات إذ يتم تزويج البنات قسرا لأنهن فقدن ذويهن كما تم تسجيل زيادة ملحوظة في عدد أحداث العنف ضد النساء بعد هذه الكوارث وزيادة حالات اغتصاب البنات اللواتي تم إنقاذهن.
من يلحق الضرر الأكبر بالبيئة؟
من جهتها أشارت ماريون روله إلى الفرق بين دور الرجال والنساء في التغير المناخي، وضربت على ذلك أمثلة حول الاختلاف في سلوك الجنسين فيما يتعلق باستهلاك اللحوم والكهرباء واستخدام المواصلات، وطالبت بضرورة وجود أرقام وبيانات عن هذه الفروق، معتبرة أن الرجال يتسببون أكثر من النساء في التغير المناخي خاصة وأنهم يسيطرون على صناعة القرار. ورغم ذلك لاحظت روله تغيرا إيجابيا على هذا الصعيد يتمثل في زيادة عدد المنظمات النسائية مع تزايد الاهتمام بقضايا المرأة في دول الجنوب، لكنها أكدت على الحاجة لخبراء أكثر في مجال أبحاث "الجندر" وقضايا المرأة.
وانتقدت ماريون روله ونينا سوميرا التركيز على التكنولوجيا لحل المشاكل الناجمة عن التغير المناخي في العالم، وأشارتا إلى أن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري زادت بنسبة 14.5 في المائة منذ التوقيع على اتفاقية كيوتو للحد من هذه الانبعاثات، كما انتقدتا "تجارة الكربون" لأنها تعني زيادة الانبعاثات لمن يملك الأموال ويقدرعلى الدفع، أي "إذا دفعت أكثر يمكنك تلويث البيئة أكثر". ورغم إشادة سوميرا بإصلاح القوانين المتعلقة بالمرأة وحقوقها في العديد من الدول، إلا أن استفادة النساء من هذا الإصلاح تبقى محدودة إذا كانت أوضاعهن المالية صعبة.
المصدر
حتى التغير المناخي يظلم النساء