" الفـرق بين الـرعاية والكـرازة "
†
لنفهم الفرق بين العمل الرعوي والعمل الكرازي علينا قبلا ان نفهم الفرق بين الارسالية mission والكنيسة church او تكون خاد او راعي servant or pastor وان تكون missionary مرسل او كارز .
ان العمل الكرازي لهو سابق للعمل الرعوي فالكارز هو الذي يعد المناخ للعمل الرعوي فالعمل الكرازي لايلزمه وجوج كنيسة ( مبني ) ولكن العمل الرعوي قد يلزمه ذلك .
فالكارز او المرسل يذهب الي مكان شعبه غير مسيحي ولا يؤمن بالسيد المسيح وربما لم يسمعوا عن المسيحية قبلا شعب غيرمؤمن قد يختلف في اللغة واللسان والمكان وطبعا يختلف في التقاليد والعادات قد يكون متحضرا جدا او متخلفا الي ابعد درجات التخلف قد يكون هذا الشعب مسيحيا امن علي يد كارز قبلا ولكنه لايعرف شيئأ عن المسيحية ولا الكتاب المقدس ولا اساسيات الايمان البديهية ولايزال تحت وطأة الصنمية والسحر والشعوذة وقد قابلت بعضا من هؤلاء ممن يسكنون الغابات فهم مسيحيين اسما ولا يعرفون اي شئ بل لم يتعمدوا بعد ايمانهم ولاتزال العادات الوثنية مسيطرة علي حياتهم .
يذهب الكارز الي شعب كهذا ويبدا بالعيش معهم يعمل مثلهم ويأكل مما يأكلون وينغمس وسطهم ويحاول قدر الامكان ان يكون واحدا منهم ويذوب وسطهم ولكن لايشاركهم أخطائهم او معتقداتهم ويتكلم لغتهم ويتقنها وبعد فترة من الزمن يجد المدخل المناسب approach لكسبهم للايمان .
ويختلف هذا المدخل من شعب لشعب ومن مكان لمكان وقد يستمر الكارز عدة سنوات قبل ان يكسب مؤمنا واحدا للمسيح حتي يجد المدخل المناسب.
فقد مكث وليم كاري في الهند 6 سنوات قبل ان يؤمن هندوسي واحد بالمسيح وفي فيلم طفل السلام نجد الكارز وزوجته بعد قضاء فترة طويلة وجدوا المدخل المناسب من عادات القبيلة نفسها
فلكي تنتهي الحرب بين قبيلتين متحاربتين بالصلح علي رئيس القبيلة التي تريد الصلح ان يهدي ابنه للقبيلة الاخري لقبول الصلح والسلام وتأخذ القبيلة الطفل علامة قبولها السلام وهذا كان المدخل للكارز وزوجته ليشرحا لهم كيف ان الله اعطانا ابنه ذبيحة لكي يقبل الصلح بينا مرة اخري
ليس هنا مجال لكتابة وشرح هذه المداخل فيمكن الرجوع اليهأ في كتاب اللاهوت الكرازي لنيافة الانبا انطونيوس مرقس ولكن يجدر الاشارة الي نوعين من هذه المداخل فكما قلت انها تختلف من بلد الي اخري وشعب واخر ولكن من احدي هذه المداخل ولا سيما في البلاد المتخلفة هو سد احتياج معين لهذا الشعب وهذا الاسلوب ناجح في افريقيا لتخلف شعوبها حضاريا واحتياجهم لضرورات الحياة فانشاء مدرسة او عيادة طبية قد يكون وسيلة فعالة ومن خلالها يكون المدخل لجذب الاشخاص للايمان بالمسيح لانهم يلمسون الحب المقدم من الكارز في سد احتياجاتهم لفهم حب السيد المسيح وفدائه لهم .
ولكن هذا الاسلوب لايمكن اتباعه في بلد متقدم ومع شعب متحضر مثل اليابان او سنغافوره فحتما لابد من ان يكون هناك مدخل اخر وهنا تحضرني قصة في هذا الصدد كان هناك استاذا جامعيا يريد ان يبشر في الصين والطريق الوحيد هو ان يعمل استاذا زائرا باحدي الجامعات الصينية ولانها شيوعية فقد كان يتحتم عليه عدم الكلام في الدين او المسيحية وكانت فترة اعارته سنه وفي نهاية تلك السنة فوجئت أدارة الجامعة بتحويل بعض الطلبة للمسيحية وعند سؤالهم للاستاذ وتذكيرهم له بالتحذير بعدم التعرض لمسألة الدين أخبرهم انه فعل ذلك بل هم انفسهم كانوا يراقبونه , وعند سؤالهم للطلبة أخبروهم أنهم وجدوا في ذلك الاستاذ شيئا ما مختلفا جذبهم اليه وعند سؤاله عن سبب اختلافه عرفوا أنه السيد المسيح لانه مسيحي ولذا امنوا بالمسيحية
وهذا هو المدخل الثاني الذي اقصده وهو السلوك وسط هذه االشعوب كمسيحيين حقيقيين فكثير من الاشخاص ينجذبون فقط عندما يرون مبادئ المسيحية في سلوكنا فهم يرون الايثار وومحبة الاعداء وسلام منبعه ليس من العالم وفرح رغم الصعوبات وشكر رغم الشدائد وعطف علي الفقراء رغم الاحتياج كل هذا يجعل الاخرين يفكرون في سبب ذلك .
ولكن يجب التنويه ان بعض الديانات لها نفس المبادئ فالهندوسية والبوذية ورهبان التبت لديهم ذات المبادئ بل وافضل منا بكثير في تطبيقها بل ان فكرة التجسد عند الهندوس ايضا فكل الديانات القديمة صعب علي معتنقيها العدول عنها ولكن زرع اسرة او عدة اشخاص في مثل هذه المجتمعات قد ياتي بثمار ولكن بعد فترة .
وقد كان مدخل الرسل هو عمل المعجزات والمحاورة ولاسيما مع اليهود واحب ان اؤكد انه اذا كان هذا المدخل المناسب سوف يعطيه الله للكارز حتي دون ان يطلب ليجذب نفوسا للايمان وهذا ما حدث في اندونيسيا اذ كان جماعة من المرسلين قد وصلوا حديثا ولايعرفوا كيف يبداون كرازتهم وفي اثناء تجوالهم وجدوا جنازه لشخص ما فأخذوا جميعهم يصلون سرا حتي أن الميت قام وتعجب الجميع فاخبروهم عن قوة القيامة والمسيح القائم من الاموات بل أن هذا حدث معنا حيث ان البابا كيرلس والقديس مارمينا قاما بشفاء سيدة غير مسيحية وأخراج أرواح نجسة منها وقد تعمدت بعد ذلك هي وأبنها وقد أخبرني نيافة الانبا انطونيوس مرقس عن معجزة شفاء لطفلة كانت مصابة بالشلل وهناك الكثير من هذه المعجزات حدثت معنا يمكن ان نفرد لها كتابا خاصا .
ولكن من ناحية اخري فقد قرات عن مرسل في كوريا حباه الله بموهبة الشفاء بيد ان هذا ليس بذي بال لدي الشعب وذلك لان الكهنة البوذين يفعلون ذلك أيضا وقد عاني كثيرا حتي يجعل الناس يفهمون أنما هو يفعل ذلك بقوة السيد المسيح وليس عن طريق التمارين الروحية البوذية والوساطة الروحية .
وأن اختلف المدخل لكل مكان وشعب الا انه لزم علي المرسل ان يصلي حتي يرشده الله للمدخل المناسب للمكان الذي ارسله أليه .
بعد أن يجد الكارز المدخل المناسب ويبدا الشعب في قبول الايمان بالمسيحية ويتكاثر عددهم ويعطيهم أساسيات الايمان المسيحي يبدا العمل الرعوي لهم وقد يستمر الكارز في رعايتهم وقد يتركهم ليذهب الي مكان أخر للكرازة وايفاد شخص أخر لرعاية هؤلاء المؤمنين روحيا والاهتمام بهم وتكميل ما بداه الكارز.
وقد يحدث ان لايقبل هؤلاء الايمان بالمسيح فيكون علي الكارز الانتقال لمكان اخر للتبشير
اما الكنيسة church فهي جماعة المؤمنين بالسيد المسيح يبدأون حياة شركة روحية " مواظبين علي الصلاة وكسر الخبز " ( 1 ع 4 )
يقوم الراعي بتعليمهم مؤازرتهم في حياتهم الروحية .
فالكارز غير مرتبط بمكان لخدمته وكذلك الكرازة اما الراعي فهو يعين خصيصا لشعب معين في مكان معين ويلتزم برعايتهم حتي الممات .
فعمل الرعاية لاحق للكرازة سابقة للرعاية وهنا تتحول missino الي كنيسة church ومن العمل الكرازي للعمل الرعوي ويتم بناء كنيسة لهم واختيار راعي لهم والافضل ان يكون منهم كما سيأتي ذكره لاحقا .