ختاما ـ للست نعومة الجميلة وللغالية لمسة يسوع ـ أود أن أشكركما على هذه الصحبة الجميلة خلال الأيام القليلة الماضية. ♥ سعدت معكما كثيرا بهذه الصحبة المباركة وقد صار عيدا حقيقيا بفضل حضوركم وجهدكم ومشاركتكم فلكما كل الشكر والتقدير، ربنا يبارك حياتكم ويعوض تعبكم. الشكر أيضا للأستاذة أمل التي شاركتنا بالتهنئة الجميلة، لها أيضا عاطر التحية وجزيل التقدير.
كنت بالطبع أتمنى أن نسعد بصحبة الأحباء حميعا وأن نتبارك أيضا بمشاركتهم، على الأقل الأحباء الحضور (أميرتنا الكلدانية، الأستاذ كاراس، الأم أمة، إلخ). لكني تذكرت عبارة مأثورة للمهاتما غاندي يقول فيها: «كُن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم». هذه من أجمل وأعمق العبارات التي قرأتها وعملت بها في حياتي. نحن هنا على سبيل المثال أمام خيارين دائما: إما أن نشكو ضعف النشاط وغياب الأحباء ونبكي الراحلين ويملأنا الحنين نحو ماضٍ لا يعود ونحو صور خيالية لا توجد إلا بذاكرتنا ولا يمكن أن تتكرر... وإما أن نكون نحن أنفسنا ببساطة "هذا التغيير الذي نريد أن نراه في العالم" كما يعلمنا غاندي! أي أن نحضر نحن ونشارك نحن وننشط نحن، أن نقوم باختصار بكل ما يمكننا القيام به، تماما كما لو كان المنتدي بالفعل حيا ناشطا مشتعلا وكان الجميع بالفعل حاضرا ومشاركا. العالم ببساطة هو مرآتنا كما ذكرنا من قبل، هو حرفيا مرآة عقولنا وقلوبنا، ونحن لا ننتظر المرآة كي تضحك أو تبتسم أولا بل إن العكس هو الصحيح!
علاوة على ذلك: الحلاوة التي في قطرة العسل هي نفس الحلاوة التي في جرّة العسل كلها! هذا أيضا في الحقيقة أحد أسرار الإنسان الباهرة: "صورة الله" التي في عضو واحد هنا هي نفسها صورة الله التي في ألف عضو. صورة الله لا تزيد أو تنقص، أو تتسع أو تضيق. من ثم يكفي قطرة عسل واحدة كي نعرف حلاوة الجرّة كلها. يكفي أن نعرف قلب نعومة، أو قلب لمسة، أو قلب أمل، كي نعرف ليس فقط حقيقة كل إنسان بل سر الخليقة كلها وحقيقة الكون برمته! كما يقول الشاعر الفذ وليام بليك قي قصيدته الشهيرة: ترى العالم في حبة رمل واحدة!
(ترى عالما في حبة رمل ـ ترى سماءً في زهرة برية ـ تحمل اللانهاية في راحة يدك ـ وتعيش الأبدية بساعة واحدة)!
سعدت من ثم حقا بصحبتكم أيها الأحباء خلال هذه الأيام الماضية، فكل منكم في الحقيقة عالم بكامله يكتب ويشارك معنا هنا، كما أصلي لأجل الذي لم يشاركونا فقد فاتهم الكثير. ربنا يبارك حياتكم ويسعد قلوبكم، ينعاد عليكم وكل عام وأنتم وجميع الأحباء بكل خير. ♥