تنبيه هام وتصحيح إيمان

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
كثيرين اليوم يحيون حياة مسيحية غير سليمة ولا صحيحة على الإطلاق، وذلك بسبب عدم وعي الإيمان الصالح على مستوى لقاء شخصي مع الله الظاهر في الجسد، لأن هناك مغالطة كبيرة يقع فيها المسيحيين دون دراية منهم، إذ أنهم يضعون الرب المسيح الحي في مستوى المُعلم الصالح الذي أتى ليُعلمنا الفضيلة وسمو الأخلاق العُليا مثل الأنبياء وباقي الناس، وهذا للأسف أصبح مدخلنا اليوم للإنجيل، وهو مدخل خاطئ جداً لأننا فيه نبحث عن ما قاله الرب يسوع ليكون لنا أخلاق حسنة وفضائل كثيرة نجمعها من الخارج لكي نكون مسيحيين وهذه هي الحياة المسيحية في اعتقادنا الشخصي، وبهذه الطريقة المغلوطة نقول أننا نحيا مع الله باستقامة قلب وتوبة، مُجملين أنفسنا بالفضيلة ولنا الأخلاق المسيحية الصالحة الحسنة حسب قصد الله الذي أعلنه في كلمته !!!
ونقول في أنفسنا بل ونُعلِّم الآخرين أيضاً، أن ماذا يريد من الله سوى أننا نكف عن الخطية بالتوبة ونصلي إليه ونحيا متخلقين بأخلاق كلمته التي تكلم بها إلينا ونقلد أعمله من الخارج !!! ثم نمضي في حياتنا ونعيشها معتقدين أن حياتنا مرضية أمامه، بالرغم من اننا نحيا حياة منفصله عنه دون دراية منا لأننا وقفنا عند حد أنه المعلم الصالح الذي يُعلمنا ويعطينا وصايا نحفظها ونعيش بها لكي يكون لنا فضيلة تظهر أمامه وأمام الآخرين في المجتمع وبذلك نشهد له !!!


فيا أحبائي ليس هذا المسيح قط، المسيح الذي نتعلم منه من الخارج ليكون لنا شوية أخلاق وأفكار ساميه، فهو وأن كان معلم صالح فعلاً (حسب مفهوم الناس وقبولهم له)، فهذا على مستوى الإنسان والإنسانية عموماً التي لم تعرفه بعد سوى مجرد شخص صالح يعلم الناس الفضيلة، لأنه ليس هو معلم صالح فقط، بل هذا هو بداية التعرف عليه أنه مُعلم صالح، ولكن حينما نقرب إليه على مستوى لقاء حي فسنجد أنه أكثر بكثير جداً من مجرد مُعلم صالح !!! وأن صلاحه من نوع آخر يفوق كل تصوراتنا الإنسانية الضعيفة، لأن صلاحه صلاح الله القدوس الحي الذي يشع نور من نوع خاص ليغير الإنسان ليجعل طبعه إلهي، أي انه يلبسه ذاته ويهبه قوة صلاحه الذي يشع قداسة ونور في داخلنا...

فلنقرأ معاً إنجيل القديس يوحنا الحبيب الذي تلامس مع الرب وعرفه على مستوى أعمق من المُعلم الصالح (الذي حسب مفهوم الناس) إذ في بداية الإنجيل يُعرف ميلاد المسيح الأزلي قبل كل الدهور وأنه نور من نور وإله حق من إله حق، مولود غير مخلوق ومساوٍ للآب في الجوهر، وهو الكلمة اللوغوس، لا على مستوى الكلمة المنطوقة ولا ميلاد الكلمة من الفكر أو العقل، لأنه ليس مجرد كلمة بالمعنى الفلسفي الذي كان للفلاسفة واليونان ولا اليهود ولا غيرهم كما يظن البعض اليوم للأسف الشديد معتبرين ان القديس يوحنا أتى بلفظة اللوغوس من الفلسفة، بل هو اللوغوس كما هو مكتوب :
[ في البدء (الأزل) كان الكلمة والكلمة كان عند (نحو) الله وكان الكلمة (هو) الله. هذا (هو) كان في البدء عند الله. كل شيء به كان (كل شيء به تكون مما لم يكن) وبغيره لم يكن شيءٌ مما كان. فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس. والنور يُضيء في الظلمة والظلمة لم تُدركه (الظلمة لم تُدرك النور ولا تقوى عليه لأنها لا تستطيع) ] (يوحنا1: 1 – 5)
لابد لنا أن ننتبه هُنا لهوية الرب المسيح الكلمة، لأنه هو الله الظاهر في الجسد، وحينما يتكلم لا يتكلم كمجرد مُعلم صالح ليُهدي الناس لحياة أخلاقية تتسم بالفضيلة، فتعاليم المسيح الرب وأعماله ترتبط ارتباطاً لا ينفصم بشخصيته كإله حي فيه الحياة، والحياة التي هي فيه نور للنفس، يبدد ظلمتها ويعطيها نور الحياة الأبدية، فالإنجيل كُتب لأجل هذا: [ وأما هذه فقد كُتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه ] (يوحنا 20: 31)

إذن الإنجيل هو كرازة وبشارة الحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأُظهرت لنا بظهور الله في الجسد، وهذا هو الله القيامة والحياة إن آمن به أحد يكون له حياة أبدية، لذلك كل من يدخل للإنجيل بهذا الوعي تتدفق فيه حياة المسيح الرب القائم بمجد عظيم وتتبدد منه الظلمة لأنها تستحيل أن تقوى عليه او تنجمع معه، لأن الله ليس فيه ظلمة البتة، بل نور حقيقي يُشرق في القلب ويعطي قوة حياة، وحينما تتدفق الحياة الأبدية في القلب يجد الإنسان أنه منتصر على الموت فعلاً ولا يخافه قط ولا يخاف من الذين يقتلون الجسد، لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع أعتقه من ناموس الخطية والموت، فكيف يسود عليه موت بعد أو يخاف منه، لأنه مع المسيح صلب فلا يحيا هو بل المسيح يحيا فيه بالإيمان الذي يُعطي رؤية والروح القدس يشهد في قلبه أنه ابناً لله في الابن الوحيد وان له حياة أبدية في المسيح يسوع الذي يلبسه ويتغير إليه كل يوم بالروح القدس الذي يشكله داخلياً ليُشابه المسيح الرب في كل شيء من جهة الطهارة والقداسة التي يشعها في داخله ليعاين الله بقوة تزداد كل يوم مُعاينته وعلى قدر استقباله لروح القداسة، وبالمسيح يستطيع كل شيء لأنه هو من يقويه ويمده بالنور ليكون هو أيضاً نور وملح الأرض...
فيا إخوتي أن شعرتم أن ليس لكم حياة أبدية متيقنين منها في قلوبكم وأن لكم حياة باسم المسيح وسيُقيمكم في اليوم الأخير ويحضركم بقوته بلا لوم أو شكاية أمام الآب، فاعرفوا أنكم لازلتم لم تعرفوا المسيح الرب بعد، بل عرفتم المعلم الصالح الذي يعطي فضيلة وأخلاق ومبادئ مثل باقي الأنبياء والأتقياء، ولم تتذوقوا بعد كلمة الحياة التي تنقي القلب وتُنير العينين وتدخل الإنسان لداخل الله ليكون له شركة حيه معه على مستوى اللمس والتذوق [ ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب ]...
الحياة مع الله ليست نظرية ولا فكر ولا معرفة عقلية نصدقها، إنما هي لمسة حياة تُقيم النفس وتخرجها خارجاً من قبر الموت المُظلم، وتدخلها في نور الله الذي هو حياة النفس، فتتغير حسب صورة المسيح الرب وتسمو بالروح وترتفع إلى فوق ويكون شركتها هي مع القديسين ومع الثالوث القدوس الإله الواحد في النور، فترى ما فوق حيث المسيح الرب جالس وتطلبه، لا تطلب ما على الأرض، بل كل ما هو فوق والنازل من عند أبي الأنوار، لأنها قامت مع المسيح ولبست إنساناً جديداً، وذلك لأنها اعتمدت في المسيح فلبست المسيح، وأصبحت لا تسعى إلا نحو الملكوت الأبدي عالمة أن سندها الوحيد هو مُخلصها الراعي الصالح الذي يرعاها بيمينه ويستحيل يتركها للموت إطلاقاً، ولا يتركها معذبة بالخطية بل يفكها ويُحررها ويحميها ويحرسها أن تمسكت بيده...

وحتى وأن ضعفت وسقطت فهو يغسلها وينقيها أن تابت وقامت من سقطتها تطلبه بكل قلبها، لتكون ذات مجد أعظم وتعود بقوة الاستنارة، قوة الروح القدس الذي يسكن إناءها الضعيف، لأنه حيث ازدادت الخطية ازدادت النعمة جداً وفاقت الخطية بل غطتها ومحتها ومسحتها مسحاً وأنارت النفس وأهدتها لسبيل البرّ في المحبوب يسوع، وذلك لتُعيد مسيرتها نحو الأمجاد العُليا في المسيح الرب الذي سيأتي ليأخذ خاصته التي قبلته، لأن كل الذين قبلوه أعطاهم سلطاناً ان يصيروا أولاد الله المولودين ليس من جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله فصاروا أبناء الله في الابن الوحيد، والروح القدس يشهد لأرواحهم أنهم أبناء الله، وهو يقودهم في كل مسيرتهم على الأرض نحو الملكوت الأبدي هذا الذي قد اقترب منا في ملء الزمان، ويتنظر توبتنا وعودتنا إليه بإيمان حي ليملك علينا بقوته، هذا الذي له المجد كل حين مع أبيه الصالح والروح القدس إلى الأبد آمين.
 
التعديل الأخير:

peace_86

مبارك اسم يسوع
عضو مبارك
إنضم
12 يناير 2007
المشاركات
4,471
مستوى التفاعل
967
النقاط
0
الإقامة
في كنيسة يسوع المسيح المتجسدة بالروح القدس وفي قلب
الموضوع رائع جداً وجميل..
وتنبيهك على هذه النقطة بالذات مهم لحياتنا ونظرتنا نحو السيد المسيح..

فقط ملاحظة صغيرة وربما يوجد من لاحظ معي ذلك:
أنت قلت:
يا أحبائي ليس هذا المسيح قط

بوجهة نظري كان من الأفضل أن تقول: فقط .. بدل من "قط"

فالمسيح هو الله الحي الذي هو عظيم سر التقوى الله ظهر في الجسد وحل بيننا ..
لكن هو نفس الوقت المعلم الصالح والذي أسس لنا مباديء وقيم حتى أدخلنا في: عهد النعمة.. العهد الجديد الذي قاله يسوع في العشاء الأخير..

تذكر يا أخي العزيز أيمن عبارة سيدنا المسيح: 41. "تَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ" (إنجيل متى 11: 29).

من من نتعلم؟ أليس من المعلم؟..
أعرف أنك تتفق معي لكن فقط رأيت أنه من الواجب أن نوضح أن الإعتماد على ان المسيح هو معلم صالح فقط ويعيش حياته المسيحي على هذا المبدأ ويسكت ... هذا هو الخطأ بعينه الذي يشبه كثيراً هرطقة شهود يهوه.
لكن من يعيش مع المسيح الحياة الحقيقة والتي بسببها جاء يسوع بأن يكون هو المعلم والمؤسس لحياتنا في العهد الجديد وأن اعيش الجسر الإلهي الذي أسسه يسوع وجعلنا نتشارك مع الله في ألوهيته كما شاركنا المسيح إنسانيتنا.. فهنا سيأتي إستقامة القلب وحلول الروح القدس الإلهي الذي لن يتركنا لحظة.. آمين

شكراً عزيزي أيمن على الموضوع الرائع
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
لا يا جميل مش فقط بل قط، (أنا باتكلم مش عن المسيح الرب كمعلم صالح في ذاته باتكلم عنه عند الناس وفهمهم صلاحه خطأ) أنا اقصد مش ده المسيح قط الذي وضعنا عنه فكره مغلوطة من جهة انه معلم صالح مثل الناس القادة الذين يضعون لنا أفكار ساميه، ووضحت أنه فعلاً معلم صالح، لأنه فعلاً كذلك، ولكنه لم يتكلم على أننا نتعلم منه من الخارج الصلاح، فالذي نتعلم منه من الخارج ليس هو المسيح الحي الذي أتى ليدخلنا داخل الله فيمكن اللفظة وضعها كان ثقيلاً على المسامع (لفظة قط)، لكن فعلاً مش ده المسيح قط اللي الناس خدته مجرد مثال، وفهمت صلاحه بالمفهوم الإنساني...

وعموماً عدلت على الكلام لكي يتفهم كلامي في إطاره الصحيح، لأني لم ألغي صلاح المسيح كمُعلم، ولكنه ليس مثل باقي المُعلمين قط، بل وعلى الإطلاق: ولو حد انتبه للفقرة كويس هايفهم القصد منها بعد التعديل - على الأخص - لكي لا يفهم أحد الكلام خطأ، لأن صلاح المسيح الرب مش زي الصلاح اللي الناس بتفهمه:

[
يا أحبائي ليس هذا المسيح قط، المسيح الذي نتعلم منه من الخارج ليكون لنا شوية أخلاق وأفكار ساميه، فهو وأن كان معلم صالح فعلاً (حسب مفهوم الناس وقبولهم له)، فهذا على مستوى الإنسان والإنسانية عموماً التي لم تعرفه بعد سوى مجرد شخص صالح يعلم الناس الفضيلة، لأنه ليس هو معلم صالح فقط، بل هذا هو بداية التعرف عليه أنه مُعلم صالح، ولكن حينما نقرب إليه على مستوى لقاء حي فسنجد أنه أكثر بكثير من مجرد مُعلم صالح !!! وأن صلاحه من نوع آخر يفوق كل تصوراتنا الإنسانية الضعيفة، لأن صلاحه صلاح الله القدوس الحي الذي يشع نور من نوع خاص ليغير الإنسان ليجعل بطبعه إلهي، أي انه يلبسه ذاته ويهبه قوة صلاحه الذي يشع قداسة ونور في داخلنا... ]
 
التعديل الأخير:

soul & life

روح وحياة
مشرف سابق
إنضم
28 نوفمبر 2011
المشاركات
10,525
مستوى التفاعل
3,000
النقاط
113
الإقامة
باريس الشرق
الموضوع طبعا رائع رائع رائع كعادة مواضيعك استاذ ايمن لكن كلامك فى الموضوع هنا دخل للعمق اكثر تعمقت بداخلنا وبالفعل احيانا رؤيتنا لشخص رب المجد يسوع بتكون من خلال انه معلمنا الصالح الامين بنحبه ونتعلم من فضائله وصفاته ونكتفى بمعرفتنا بشخصه ونحيا بأسلوبه ونتذكر كلماته ونحفظها عن ظهر قلب وتتوقف علاقتنا بربنا هنا !

حضرتك قدرت تخلينا نميز ازاى احيا مع المسيح او احيا بأسلوب المسيح

موضوع مهم واكثر من رائع .. الرب يبارك حياتك وخدمتك ويزيدك حكمة ونعمةآمين
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
الموضوع طبعا رائع رائع رائع كعادة مواضيعك استاذ ايمن لكن كلامك فى الموضوع هنا دخل للعمق اكثر تعمقت بداخلنا وبالفعل احيانا رؤيتنا لشخص رب المجد يسوع بتكون من خلال انه معلمنا الصالح الامين بنحبه ونتعلم من فضائله وصفاته ونكتفى بمعرفتنا بشخصه ونحيا بأسلوبه ونتذكر كلماته ونحفظها عن ظهر قلب وتتوقف علاقتنا بربنا هنا !

حضرتك قدرت تخلينا نميز ازاى احيا مع المسيح او احيا بأسلوب المسيح

موضوع مهم واكثر من رائع .. الرب يبارك حياتك وخدمتك ويزيدك حكمة ونعمةآمين

وهبنا الله أن نتشبع منه ونتشرب صلاحه لا من الخارج من حيث الشكل بل من الباطن من حيث الجوهر، لأنه أتى ليكون لنا حياة ويكون لنا أفضل، فليهبنا أن نلبسه ونلتصق به أكثر فأكثر، ولنُصلي بعضنا لأجل بعض؛ النعمة معك آمين
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
تم التعديل ليكون الموضوع أكثر وضوحاً
صلوا من أجلي؛ النعمة معكم
 

حبيب يسوع

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
15 مايو 2007
المشاركات
15,458
مستوى التفاعل
1,959
النقاط
113
انت نعمة كبيرة لنا جميعا
الرب يحفظك
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
ويحفظ حياتك أخي الحبيب وصليلي كتير
 
أعلى