الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس
البحث في الكتاب المقدس
تفاسير الكتاب المقدس
الرد على الشبهات الوهمية
قواميس الكتاب المقدس
آيات الكتاب المقدس
ما الجديد
المشاركات الجديدة
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مكتبة الترانيم
إسأل
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
تفسير إنجيل القديس يوحنا للأب متى المسكين
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
[QUOTE="ميشيل فريد, post: 3770678, member: 60800"] [COLOR="DarkSlateBlue"][FONT="Arial"][SIZE="5"][B][CENTER][COLOR="Red"]23:20 «مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ».[/COLOR][/CENTER] «وأجعل مفتاح بيت داود على كتفه، فيفتح وليس من يُغلق، ويُغلق وليس من يفتح.» (إش22:22) هذه الآية ملتحمة بالآية السابقة، أي بعطية الروح القدس، في نفخة الحياة الجديدة في المسيح المُقامة من الموت, ثم بالإرسالية الممتدة من الآب أيضاً. وهكذا يكون غفران الخطايا وحجزها عن الغفران داخلاً في عمل الروح القدس المباشر، وفي نطاق خدمة الارسالية، أي خدمة الخلاص. هذه الآية، من واقع منطوقها، سلاح خطير ذو حدين: حد يقطع الخطية ويفرزها عن الداخل في الحياة الجديدة، وحد يقطع الخاطىء نفسه عن جسد الكنيسة الحي حتى لا يفسدها. وقد ذهب المفسرون لهذه الأية كل مذهب, ولكن لا يعنينا في شرحها إلا ما جاء في منهج الفكر الارثوذكسي الكنسي. رأي القديس كيرلس الكبير: [بأية طريقة، وبأي معنى وهب المخلص تلاميذه الكرامة التي تليق فقط بطبيعة الله وحده؟ لقد فكر(الرب) أنه من الموافق أن الذين وُهبوا مرة روحه، وهو الرب الإله، ينبغي أن يحوزوا قوة مغفرة أو مسك الخطايا، فكيفما صنعوا يكون الروح القدس الساكن فيهم هو الذي يغفر أو يمسك هذه الخطايا حسب مشيئته، على أن العمل الذي يعمل يكون بواسطة الإنسان.] وحسب ما أرى، يكون أن الذين نالوا روح الله، يغفرون أو يمسكون الخطايا على مستويين: الأول: فهم يدعون إلى المعمودية الذين هم أهل لهذا السر، من واقع نقاوة حياتهم واختبار مدى تمسكهم بالإيمان، كذلك فإنهم يؤخرون ويستثنون الذين لم يبلغوا بعد إلى استحقاق هذه النعمة الإلهية. الثاني: وفي معنى أخر، هم يفغرون ويمسكون الخطايا بأن يزجروا ويعزلوا أبناء الكنيسة (أي المعمدين)، كما يمنحون العفو للذين تابوا. تماماً كما قطع بولس ذلك الذي اقترف الزنا في كورنثوس: «لهلاك الجسد حتى تخلص النفس» (1كو5:5)، ثم عاد وقبله في الشركة «حتى لا يُبتلع من فرط الحزن.» (2كو7:2) ولقد كان لهذه الآية الخطيرة تاريخ حافل باختلاف الأراء خاصة في الكنية الكاثوليكية، ولا يزال هذا الخلاف قائمأ بين المتحررين في الكنيسة الرومانية وبين التقليديين، إلى هذا اليوم. ولكن الرأي الذي يكاد أن يكون سائداً هو الرأي الذي قال به القديس كيرلس الكبير بأن الحل والمسك للخطايا يخص سري العماد والتوبة، أي ما قبل العماد وما بعد التوبة. المعروف أن أباء الكنيسة على مدى الثلاثة القرون الأولى، ركزوا على مغفرة الخطايا ومسكها فيما يخص المعمودية فقط. ونرى هذا واضحاً في قانون الإيمان: «ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا». وانجيل القديس يوحنا يشير إلى هذه الحقيقة إشارة قوية في قصة تفتيح عيني الأعمى بالاغتسال, الذي هو رمز العماد، باعتبار أنه عاد بصيراً، لأن خطاياه غُفرت, في مقابل عدم إيمان الفريسيين الذين وضعهم الرب في مستوى العميان, أي غير المعمدين, على أساس عدم غفران خطاياهم. «فخطيتكم باقية» (يو41:9). وفي هذه القرون الثلاثة الأولى، كان الاتجاه عنيفاً ضد مغفرة الخطايا بعد المعمودية. ولكن يأتي إنجيل القديس لوقا ليشير إلى الغفران والمسك للخطاياه في معنى التوبة، بصورة واضحة في قول المسيح نفسه: «وقال لهم: هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث، وأن يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم مبتدأ من أورشليم.» (لو46:24-47) وانجيل يوحنا يعطي أيضاً الأنطباع بأن مغفرة الخطايا موصولة با لكرازة، لأن كلام المسيح يعطي فكراً واحداً متصلاً بين الإرسالية ونفخة الروح القدس ومغفرة الخطايا. ولكن سواء في إنجيل القديس لوقا، أو القديس يوحنا فمفغرة الخطايا متركزة نوعا ها وبصفة مبدئية في الدعوة للمعمودية, التي هي غاية الكرازة، وهي الخاصة «بالأمم». ولكن واضح من رسالة القديس يوحنا الاولى ربط مغفرة الخطايا بالاعتراف أي التوبة (راجح ايو9:1). والملاحظ من روح إنجيل القديس يوحنا أن موضوع مغفرة الخطايا وعدم مغفرة الخطايا يأتي بصورة رئيسية كمنهج اختطه المسيح نفسه؛ بمجيئه إلى العالم، كنور وقداسة وبر: «فقال يسوع: لدينونة أتيت أنا إلى هذا العالم, حتى يبصر الذين لا يبصرون ( المعمودية لمغفرة الخطايا ) ويعمى الذين يبصرون (حرمان المدعين المعرفة والمتجاهلين لخطاياهم من مغفرة الخطايا)» (يو39:9) وعلى هذا المنوال تماما، يكون التلاميذ المرسلون من قبل الرب ليقوموا بنفس رسالة المسيح: «كما أرسلني الآب أرسلكم أنا.» (يو21:20) ولكن لا يزال لاهوت القديس يوحنا يُسيج حول موضوع مغفرة الخطايا، حتى لا يتسرب إلى الذهن أن مغفرة الخطايا من عدمه هي تحت سلطان رسول أو تلميذ أو أي بشر، خلواً من تدخل ومتابعة إلهية وتصديق، وذلك بما قدمه في رسالته الاولى: «إن اعترفنا بخطايانا، فهو آمين وعادل، حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم» (1يو9:1). المسيح هنا هو قابل الاعتراف بالدرجة الاول بل هو المعرف الإلهي الحقيقي في سر الاعتراف، ويزيد أنه يطهر الضمير والنفس. أما الرسول أو التلميذ أو الأسقف أو الكاهن فما هو إلا خادم السر، يأخذ الاعتراف، ليس لنفسه, بل ليقدمه إلى المسيح: [ثم يصعد الكاهن إلى الهيكل ويعطي البخور فوق المذبح عن اعتراف الشعب جميعه في عشية وباكر والبولس, وهو يقول: «يا الله الذي قبل إليه اعتراف اللص على الصليب المكرم, اقبل إليك اعترافات شعبك واغفر لهم جميع خطاياهم هن أجل اسمك القدوس الذي دُعي علينا» - رفع البخور سر اعتراف الشعب - الخولاجي المقدس]. ويعود القديس يوحنا ليوضح في رسالته الاولى وظيفة المسيح الدائمة أمام الله، متشفعاً عن خطايانا كدين علينا، دفع ثمنه كاملاً: «واذ أخطأ أحد, فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار, وهو كفارة لخطايانا, ليس لخطايانا فقط (المعمدين) بل لخطايا كل العالم أيضاً» (1يو1:2-2)، كل المدعوين للايمان به. ويتحتم في هذا المضمار الخاص بإعطاء الكنيسة سطان مغفرة الخطايا، أن يكون إيماننا بالغفران الكامل لكل خطايانا التي نعترف بها، قائما ومتأسساً في الفكر والقلب والشعور على سفك دم المسيح على الصليب، ثمناً كاملاً ليس للغفران فقط بل ولتطهير الفكروالقلب والضمير. (صلاة التحليل التي يقرأها الكاهن على المعترف في سر الاعتراف, وهي المعروفة باسم «تحليل الابن« وتُقال أيضاً في نهاية رفع البخور, توضح كيف أن سلطاذ مغفرة الخطايا الذي سلمه المسيح للرسل في هذا المساء بنفخة الروح القدس، هو مؤسس أصلاً على عمل الميسح الكفاري على الصليب: [أيها السيد الرب يسوع المسيح, الابن الوحيد، وكلمة الله الآب، الذي قطع كل رباطات خطايانا من قبل آلامه المخلصة المحيية, الذي نفخ في وجه تلاميذه القديسين ورسل الأطهارء وقال لهم: اقبلوا الروح القدس, من غفرتم خطاياهم غُفرت لهم, ومن أمسكتموها عليهم اُمسكت. أنت الآن أيضاً يا سيدنا, من قبل رسلك الأطهار أنعمت للذين يعملون في الكهنوت كل زمان في كنيستك المقدسة, أن يغفروا الخطايا على الأرض... - الخولاجي المقدس] ويضبط هذا الإيماذ آيتان: الاولى في العهد القديم:د«بدون سفك دم لا تحصل مغفرة» (عب22:9؛ راجع لا11:17)، حيث كان دم تيوس وعجول مذبوحة تكفر عن خطية المعترف، ولكن إلى طهارة الجسد فقط لأنه دم حيواني. أما في العهد الجديد، فدم يسوع المسيح «كما من حمل بلا عيب» (ابط19:1)، قيل عنه: «أنه حمل الله الذي يرفع خطية العالم» (يو29:1). وأيضاً: «لأنه إن كاذ دم ثيران وتيوس ورماد عجلة مرشوش عل المنجسين، يقدس إلى طهارة الجسد، فكم بالحري يكون دم المسيح, الذي بروح أزلى قدم نفسه لله بلا عيب، يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي.» (عب13:9-14) وهكذا ترى يا عزيزي القارىء أن الإيمان الأنجيلي الكامل بمغفرة الخطايا ينبغي أن يتغلغل إلى أعماف «الضمير» ليطهره تطهيراً كاملآ بل والى التقديس. وهكذا يكون سر الاعتراف والتوبة لمغفرة الخطايا، له التأثير النفساني الفعال القادر أن يصحح ويشفي، ليعيد للانسان نفساً سوية، بعد أن تكون قد أفسدتها الخطية وأمرضتها. وأما قوة فعالية دم المسيح، فتوضح الآية أنه قائم على أساس «الروح الازلى», أي روح الله القدوس، فدم المسيح الذي سُفك على الصليب، دم حي وحياته أزلية، أي دائمة فيه، منذ أن سُفك والى اليوم وإلى الأبد، فقدرته الذبائحية على الغسل والتطهير والتقديس قائمة وقادرة قدرة لانهائية إزاء خطية العالم كله. على أن كل من الكنيسة الارثوذكية والكاثوليكية تحصر السلطة الرسولية لمغفرة الخطايا وإماكسها في الرتبة الكهنوتية وفي داخل سر التوبة بأصول وواجبات وشروط، وقد انحصرت تقريبا في معاملة الشعب بعد المعمودية. وقد عالج هذا الأمر مجمع ترنت (1545-1563م) الخاص بالكنيسة الرومانية الكاثوليكية, وهو المجمع الثامن عشر، وكان مخصصاً ضد البروتستانت الإصلاحيين, وأدان كل من يقول بأن سلطان مغفرة الخطايا هو لكافة المؤمنين في الكنيسة. كما زاد بأن هذا السلطان لا يتبع رسالة بشارة الأنجيل بل هو سر قائم بذاته(؟)، ولو أن كثيراً من اللاهوتيين الكاثوليك المحدثين لا يرون أن هذا القرار يتناسب مع قصد الآية الواردة في إنجيل القديس يوحنا، فالآية واضحة أنها تخص قوة الكرازة ذاتها من جهة الله نفسه لمغفرة الخطايا في المسيح أو مسكها. والخطأ الحادث والمستمر هو التمادي في استخدام هذا السلطان بمفهوم يخرج عن تحديدات الروح في الأنجيل حسب هوى الشارح. ولو أن إنجيل القديس يوحنا لم يتعرض للخطايا وغفرانها بالنسبة للمعاملات الشحمية مح الآخرين, إلا أننا نفهم من إنجيل القديس متى أنه علينا أن نفرق بين خطايا تُقترف وتمس الايمان أو العقيدة أو العبادة أو الله أو الكنيسة أو جسد الإنسان ذاته (كالزنا,» باعتبار أن الجسد تقدس بالمعمودية والروح القدس في الأسرار وخاصة الاشتراك في جسد ودم المسيح, فصار جسد الإنسان هيكلاً لله وعضوا في جسد المسيح كالغصن في الكرمة؛ وبين خطايا تُقترف في المعاملات الشخصية مح الناس والاخوة لتمسهم بالسوء. فالخطايا التي تُقترف ضد الله وكل ما يخصه، يدخل غفرانها بالدرجة الاول في سلطان الكنيسة. أما الخطايا في التعامل الشخصي مع الناس والتي تمسهم بالسوء، فيتحتم طلب الغفران أولا ممن أسأنا إليه مع الاستعداد للتغريم: «وإن أخطأ إليك أخوك فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما. إن سمع منك فقد ربحت أخاك. وإن لم يسمع فخذ معك أيضا واحدا أو اثنين لكي تقوم كل كلمة على فم شاهدين أو ثلاثة. وإن لم يسمع منهم فقل للكنيسة. وإن لم يسمع من الكنيسة فليكن عندك كالوثني والعشار» (مت15:18-17)؛ «حينئذ تقدم إليه بطرس وقال: يا رب كم مرة يخطىء إلى أخي وأنا أغغر له، هل إل سبع مرات؟ قال له يسوع: لا أقول لك إلى سبع مرات، بل إلى سبعين مرة سبع مرات.» (مت21:18-22) وواضح جداً من هذا العرض أن على الفرد المؤمن واجب الغفران أو قانون الغفران. إذ يتحتم أن يكون جاهزاً وبلا استثناء، حتى ولو أخطأ الإنسان نحوه سبعين مرة سبع مرات؛ بمعنى أنه ليس في يد المؤمن سلطان حر لمغفرة الخطايا للأخرين بل هو واجب وقانون حتمي مفروض عليه. وقول المسيح أن عليك، كمؤمن، أن تغفر لمن أخطأ إليك سبعين مرة سبع مرات، يحمل ضمنا أن ليس المؤمن أي حق لعدمم الغفران» «فمسك الخطايا» ليس من سلطان المؤمن قط, بل رفعه المسيح من يد المؤمن ووضعه في نصابه القانوني: «وإن لم يسمع فخذ معك أيضاً واحدا أو اثنين ...، ون لم يسمع منهم فقل للكنيسة» هنا يأتي دور الكنيسة القانوني في مسك الخطية على الخاطىء المكابر والمعاند، وفرزه من الكنيسة: «وان لم يسمع من الكنيسة، فليكن عندك كالوثني والعشار»، بمعنى أن الكنيسة تقطعه من عضويتها، إذ لم يعد أخاً في الإيمان بل وثنياً يعبد البغضة والعداوة ويبخر للذات. الاعتراف «بالزلات»: يعطينا القديس يعقوب صورة محدودة لتصريح الكنيسة وتحت سلطانها بمكاشفة المؤمنين بعضهم بعضا بالخطايا، بمعنى الاعتذار عن كل إساءة في وقتها حتى لا تثقل ضمائرهم من نحو بعضهم البعض: «اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات، وصلوا بعضكم لأجل بعض لكي تُشفوا.» (يع16:5) واضح هنا أن نوع الخطايا ليس موجها للايمان أو الله أو الكنيسة، بل هي أخطاء شخصية وقد ربط القديس يعقوب هنا بين الخطايا والأمراض، وبين الاعتراف الفردي والصلاة. وهذا التصريح من رئيس كنيسة أورشليم أم كنائس العالم آنئذ يأتي بعد أن أوضح دور قسوس الكنيسة الأساسي في دهن مسحة الزيت والصلاة ومغفرة الخطايا المتسببة في المرض. لذلك لا نجد هنا في القول: «اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات»، أي انتقال أو تنازل لسلطان الكنيسة الرسولي لمغفرة الخطايا أو إمساكها إلى عامة المؤمنين، بل هي على مستوى الأمر أو التوصية، كعمل مبدئي في غاية الأهمية والضرورة، تستكمله الكنيسة بقوتها وسلطانها الرسولي الفائق المستجاب لدى الله في السماء القيمة السرية والثمينة لسلطان مغفرة الخطايا في الكنيسة: يقدم لنا القديس يعقوب الصلة السرية والخطيرة بين الخطية والمرض، وبالتالى بين غفران الخطية وقوة الشفاء عند الكنيسة المفتقدة لأولادها: «أمريض أحد بينكم، فليدع شيوخ الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنوه بزيت باسم الرب. وصلاة الإيمان تشفي المريض، والرب يقيمه، وان كان قد فعل خطية تُغفر له.» (يع14:5-15) هنا يسجل لنا القديس يعقوب نوعا هاما من قيمة سلطان مغفرة الخطايا الذي استودعه الرب في قلب الكنيسة، فهو هنا ليس منطوقا بالحل أو الغفران بل يُقدم على مستوى صلاة يقودها قسوس الكنيسة المجتمعون مع أهل المريض من أجل الشفاء باستخدام زيت المسحة المفروض أنه يحمل قوة وحضور الروح القدس. هنا يكشف لنا القديس يعقوب أن غفران الخطية الذي في سلطان الكنيسة والعامل بالروح القدس في سر المسحة هو أساس الشفاء، باعتبار أن هذا المريض علته الخطية. بهذا يكون سلطان مغفرة الخطايا في الكنيسة بمثابة قوة وذخيرة لشفاء أجساد ونفوس وأرواح المؤمنين. التوبة والغفران: «ولكن الآن يقول الرب ارجعوا إلي بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح، ومزقوا قلوبكم لا ثيابكم، وارجعوا إلى الرب إلهكم لأنه رؤوف رحيم، بطيء الغضب، وكثير الرأفة.» (يؤ12:2-13)؛ «قد محوت كغيم ذنوبك، وكسحابة خطاياك. ارجع إلي لأني فديتك.» (إش22:44) أوضح تعبير عن علاقة التوبة بمغفرة الخطايا هو ما قاله القديس بطرس الرسول بعد حلول الروح القدس مباشرة لشعب إسرائيل النادم والباكي: «توبوا وارجعوا لتُمحى خطاياكم، لكي تأتي أوقات الفرج من وجه الرب» (أع19:3). ولكنها أولاً وقبل كل شيء وصية الرب المخلص فيما يخص عمل مغفرة الخطايا, كما قالها بعد القيامة بحسب إنجيل القديس لوقا: «وقال لهم ... أن يُكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم مبتدأ من أورشليم.» (لو46:24) وقد سبق الرب في تعاليمه أيضاً أن ربط المغفرة بالتوبة ربطاً لا محيص عنه: «وان أخطأ إليك أخوك فوبخه، فإن تاب فاغفر له. وإن أخطأ إليك سبع مرات في اليوم ... قائلاً أنا تائب, فاغفر له» (7:15) أما ربط التوبة نفسها بالخلاص، فقد جعلها المسيح كالأساس: «إن لم تتوبوا، فجميمكم كذلك تهلكون» (لو3:13). أما مركز التوبة والتائب في السماء، فوصفه المسيح كذلك: «أقول لكم، إنه هكذا يكون فرح في السماء بخاطىء واحد يتوب...» (لو7:15) إذن, لا توجد مغفرة للخطايا إلا بالتوبة، فمغفرة الخطايا تكون فقط للتائب كحالة حاضرة ومستمرة. لذلك لا يمكن أن نعبر على هبة المسيح في إنجيل يوحنا للرسل بأن كل ما يغفرونه يُغفر وكل ما يمسكونه يُمسك، حيث يأتي فعل الغفران والمسك في حالة الفعل التام المستمر اي يكون مغفوراً ويكون ممسوكاً, إلا ويكون نتيجة مباشرة للتوبة الدائمة، والمسك يصير نتيجة مباشرة لمن رفض حياة التوبة. وما هي التوبة؟: التوبة في اللغة اليونانية هي بحسب الحرف «تغيير الفكر» ولكن المعنى في اللغة الأرامية التي كان يتكلم بها المسيح تعني أكثر وأعمق من هذا: فهي بحسب الفحص الدقيق تحمل معنى: 1- حالة الإنسان فيما يخص كل كفاءاته، 2- مبادرة عبادية تحمل تحولا نحو الله بتصميم وعناد، 3- ليس الكف عن سيرة سابقة أو التكفير عنها بتحمل تضحيات وعقوبات وحسب، بل لا بد وأن تشمل نزوعاً جديداً نحو المستقبل، 4- تغيير جذري في العقيدة والإيمان, أو بمعنى أبسط معرفة أعمق وأصح بالله ودراية واعية بإرادته المقدسة، 5- استجابة واضحة لنداء نعمة الله، وانتهاز فرصة الخلاص التي يعرضها الله. والتوبة ولو أنها حالة قلبية داخلية للانسان، ولكن يتحتم أن يكون لها أفعال وردود أفعال ظاهرة وعلنية, كأعمال رحمة ومحبة وتواضع: «فاعملوا أعمالا تليق بالتوبة.» (لو8:3) فالصوم مثلا له أعمال: 1- «أليس هذا صوما أختاره ( أنا الله): حل قيود الشر, فك عقد النير (أي إطلاق سراح الذين نعاقبهم ونعبدهم)، واطلاق المسحوقين أحراراً, وقطع كل نير (القيود التي وضعناها على من كانوا تحت سلطاننا).» (إش7:58) 2- «أليس أن تكسر للجائع خبزك, وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك». «إذا رأيت عرياناً أن تكسوه, وأن لا تتغاضى عن لحمك.» (إش7:58) النتيجة: «حينئذ ينفجر مثل الصبح نورك, وتنبت صحتك سريعاً, ويسير برك أمامك, ومجد الرب يجمع ساقتك, حينئذ تدعو فيجيب الرب, تستغيث فيقول هأنذا» (إش8:58-9) [/B][/SIZE][/FONT][/COLOR] [/QUOTE]
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
تفسير إنجيل القديس يوحنا للأب متى المسكين
أعلى