الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس
البحث في الكتاب المقدس
تفاسير الكتاب المقدس
الرد على الشبهات الوهمية
قواميس الكتاب المقدس
آيات الكتاب المقدس
ما الجديد
المشاركات الجديدة
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مكتبة الترانيم
إسأل
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
تفسير إنجيل القديس يوحنا للأب متى المسكين
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
[QUOTE="ميشيل فريد, post: 3770677, member: 60800"] [COLOR="DarkSlateBlue"][FONT="Arial"][SIZE="5"][B][CENTER][COLOR="red"]21:20-22 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «سلاَمٌ لَكُمْ. كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا». وَلَمَّا قَالَ هَذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: «أقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ».[/COLOR][/CENTER] في هاتين الآيتين يُرسي االمسيح قواعد التقديس والإرسالية للتلاميذ، والتي سبق أن طلبها من الآب في صلاة الوداع (يو17:17-18). + في البداية يعيد المسيح إعطائهم السلام, فالسلام الذي أعطاهم في البداية في حديث الوداع (يو27:14) هو لحساب أنفسهم الخائفة الجزعة، ليصيروا مهيئين لتحمل الرسالة بأعبائها الخطيرة. أما عطية السلام الثانية هذه، فهي لحساب الإرسالية, هي ذخيرة وأمانة, لكي كما قبلوا السلام لحساب الآخرين. يعطونه للأخرين من عند الله والمسيح: «وحين تدخلون البيت سلموا عليه. فإن كان البيت مستحقاً, فليأت سلامكم عليه. ولكن إن لم يكن مستحقاً، فليرجع سلامكم إليكم.» (مت12:10-13) + ثم يعطيهم المسيح مهمة الإرسالية, لا كأنها عمل منفصل عنه يقومون به بأنفسهم، بل كعمل ممتد منه، ومتصل به, ومكمل له. فإرسالية المسيح للرسل تقوم على أساس ونمط وقوة إرسالية الآب (التي هي أساس الأنجيل كله). هذا سبق المسيح وأكده في صلاته الختامية: «كما أرسلتني إلى العالم، أرسلتهم أنا إلى العالم.» (يو18:17) المسيح, في صلاته, كان قد أكمل الإطار الكلي للمهمة العظمى التي أرسله الآب لتكميلها، ولم يبق منها آنئذ إلا صبغها بالدم، لتصير كلها أعمال فداء. ولأنه كان قد أكمل العمل، حق له أن يرسلهم, أو على وجه التحديد، أن يصور لهم إرساليتهم على أساس ختم الرسالة المزمع أن يضعه على الجسد: «وبالصبغة التي أصطبغ بها أنا تصطبغان» (مت23:20)؛ أما الآن، وقد اصطبغت إرساليته بالدم وخُتمت، فقد صارت جاهزة للاستعلان والكرازة. وكما لم يكن، وحده، يعمل أعمال إرساليته: «لأني لست وحدي بل أنا والآب الذي أرسلني ... والذي أرسلني هو معي ولم يتركني الآب وحدي، لأني في كل حين أفعل ما يرضيه» (يو16:8و29)، كذلك وهو في طريقه إلى السماء أعطاهم المعزي, الآخر, ليكون «معهم ويمكث فيهم». فالإرسالية الرسولية كريمة ومجيدة للغاية, فهي نابعة من إرسالية الآب للمسيح, وتابعة لإرسالية المسيح، وممسوكة ومقودة بالروح القدس. لذلك، يكرر المسيح هنا هذه الحقيقة، كأساس: «كما أرسلني الآب أرسلكم أنا». وهنا ليست المساواة في الإرسالية هي المقصودة, بل الامتداد، والمؤازرة، والديمومة, والاحتفاظ بالمصدر الذي تقوم عليه ومنه الارسالية. القديس يوحنا هو أول من يشير إلى ذلك، ولكن في اقتضاب شديد, إذ غير الفعل فقط, فجعل إرسالية الآب له على فعل ( )، وإرسالية المسيح للتلاميذ ( ). والفرق بين الفعلين دقيق للغاية, لأن ورودهما كثيراً ما كان متبادلا بلا فرق، ولكن في إنجيل القديس يوحنا يلاحظ العلماء أن فعل ( ) جاء على لسان المسيح فيما يخص إرساليته من الآب باعتبارها إرسالية فائقة, أي ذات سلطان على اليهود والتلاميذ، إذ أن وراء إرساليته، الله الآب نفسه, حيث الإرسالية يتبعها تكليف عال. أما فعل ( )، فيرد في إنجيل القديس يوحنا بمعنى الإرسالية وحسب، دون تكليف محدد. لذلك، فهذه الآية تحمل التقليد اللاهوتي للارسالية الذي فهمته الكنيسة ووعته وقدسته للغاية. إن الرسولية مقصورة على الاثني عشر (متياس حل محل يهوذا)، كامتياز رسمي دخل فيه بولس الرسول باختيار فوق العادة: «فقال له الرب اذهب، لأن هذا لى اناء مختار ليحمل اسمي أمام امم وملوك وبني إسرائيل ... قد أرسلني الرب يسوع الذي ظهر لك ... لكي تبصر وتمتلىء من الروح القدس ...» (أع15:9-17) وان المُرسل يحمل كرامة الذي أرسله: «الذي يقبل من أرسله يقبلني، والذي يقبلني يقبل الذي أرسلني.» (يو20:13) ويلاحظ هنا أنه بعد أن أعطاهم التكليف بالإرسالية، قدسهم بنفخة الروح القدس للعمل، باعتبار أن الإرسالية عمل مقدس، أي خاص بإعلان الله: «لأجلهم أقدس أنا ذاتي، ليكونوا هم أيضاً مقدسين فى الحق» (يو19:17). وهنا يعطيهم الروح القدس، وهو روح التقديس والشهادة معاً، لأنه هو الناطق فيهم والذى يعرفهم بالحق! ومنذ هذه اللحظة التي أرسى فيها المسيح قاعدة الارسالية على الرسل, مقدساً إياهم بالروح القدس. والكنيسة تحمل هذه الإرسالية بجدارة بالتتابع الرسولى, من الرسل إلى الآباء الرسوليين، إلى الآباء القديسين خلفاء الرسل، إلى الآباء الأساقفة, رؤساء الكراسي القانونية, في كل المسكونة المعتبرين خلفاء الرسل. وبذلك صار إيمان الكنيسة مدموغأ بالرسولية، فهو يُسمى منذ مجمع نيقية «الايمان الرسولى». ووضع في قانون الإيمان هكذا: «نؤمن بكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية». ومن جهة الإيمان الحى الذي نعيشه اليوم كأفراد وجماعة، فهو يقوم على ما تم للرسل في عشية ذلك اليوم، مضافاً إليه «شهادة الرسل» بعد ذلك، التي تملأ الأسفار المقدسة. فنحن نستمتع بإيمان مسيحي متأسس على نطق إلهي، واثني عشر رسولاً، شهود عيان، وإلهام الروح القدس, بالإضافة إلى ما تسجل في الأسفار المقدسة من الوحي المقدس، سواء بالنبوة في العهد القديم، أو بالاستعلان المشاهد في العهد الجديد. ولكن الإمتياز الأعظم الذي صار لهذا «الإيمان الرسولى» أنه كان وظل ولا يزال يستمد قوته وسلطانه وكرامته من المسيح بالدرجة الاولى: «الحق الحق أقول لكم الذي يقبل من أرسله، يقبلنى, والذى يقبلنى، يقبل الذى أرسلنى.» (يو20:13) ويلاحظ أنه كما أن الإرسالية، التي عُقد لواؤها على المسيح أولاً من عند الآب, تآزرت وتقدست فى مضمونها الظاهر للعالم بالروح القدس، وظهر هذا واضحاً للغاية سواء في تقديس العذراء بالروح القدس لقبول الحمل الإلهي: «مولود من الروح القدس ومن العذراء القديسة مريم» ( قانون الإيمان)، أو بحلول الروح القدس على المسيح وقت العماد بصورة ظاهرة لاستعلان المسحة الإلهية ودفع الإرسالية بالروح القدس؛ كذلك الإرسالية التكميلية التي عقد لواءها المسيح على الكنيسة الممثلة بالرسل القديسين، تآزرت وتقدست في مضمونها الداخلي والخارجي بالروح القدس. ونلاحظ من كلا الإنسانجيل وسفر الأعمال أن الروح القدس أُعطي أولاً للتلاميذ، ثم حل عليهم ثانياً في يوم الخمسين: أولاً: بعد القيامة مباشرة بنفخة الروح القدس من فم المسيح، تاماًكما نفخ الله الخالق في جبلة الإنسان لما خلقه فصار آدم نفساً حية. ففي نفخة القيامة هذه صار الإنسان خليقة جديدة حية تتفس بالروح القدس لحياة أبدية. «نفخ»: وهذه هي المرة الاول والوحيدة التي فيها ترد هذه الكلمة في العهد الجديد. وهي تفيد «ينفخ في» بالمعنى الشائع في العهد القديم أنه «نفخ الحياة»، وهي خاصة بالله وحده: «وجبل الرب الإله آدم تراباً من الأرض ونفخ في أنفه نسمة حياة فصار آدم نفساً حية.» (تك7:2) «هكذا قال السيد الرب هلم يا روح من الرياح الأربع وهب على هؤلاء القتلى ليحيوا.» (حز9:37) هكذا أعطى المسيح القائم من الأموات للتلاميذ شركة في روح حياة القيامة التي فيه، وهذه الروح ليست فقط روح قيامة بل وأيضا روح غسيل وتطهير وإحراق، لأنه لم ينفخ فيهم روحاً وحسب، بل الروح القدس. و«القدس» هنا يفيد التقديس والتطهير والغسل والإحراق للتأهيل للحياة الجديدة: «لكن اغتسلتم بل تقدستم بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا» (1كو11:6). وهذا هو ما يتضمنه قول المسيح للتلاميذ: «أما أنتم فستتعمدون بالروح القدس» (أع5:1). بل وهذا هو تحقيق قول المسيح للتلاميذ: «إني أنا حي فأنتم ستحيون» (يو19:14), وهي حياة قائمة من موت لا يسود عليها الموت ثانياً قط. وقد أخذت الكنيسة الشرقية عامة والقبطية خاصة عن إنجيل يوحنا عملية نفخ الروح القدس في طقس العماد، فصار «النفخ» عملية طقسية يتكمل بها سر الخليقة الجديدة، بالماء والروح، كوعد المسيح. وقد امتد عمل «النفخ» كإعطاء روح من الله في بعض الأعمال الطقسية الأخرى عند بعض الكنائس، وفي الكنية القبطية قديماً، كما في إعطاء الحل من الخطايا في سر التوبة والاعتراف. ولكن هذا التقليد ضعف في أيامنا وبطل. كذلك كان هذا يجري في طقس رسامة «أبونا» الرأس الحبشي على الكنيسة الحبشية، وذلك بأن ينفخ البطريرك القبطي أسقف الإسكندرية في قربة حتى يملأها من نفسه ويرسلها بيد مخصوص لتفتخ في وجه المختار فتتم رسامته بالتتابع الرسولي بتقديس الروح. وكما خلق الله الإنسان في البداية على صورته، هكذا خلقه المسيح بعد القيامة بالروح القدس على صورة خالقه في البر وقداسة الحق (أف24:4)، وواضع غاية الوضوح أنها «إعادة خلقة» على مستوى الروح القدس لإعطاء الحياة الأبدية. + «لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع.» (أف10:2) + «إذ خلعتم الإنسان العتيق مع أعماله ولبستم االجديد الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه.» (اكو9:3-10) + «إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة...» (2كو17:5) +«... تلبسوا الإنسان الجديد, المخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق.» (أف24:4) + «يا أولادي الذين أتمخض بكم أيضاً إلى أن يتصور المسيح فيكم.» (غل19:4) وهكذا في هذه الليلة الخالدة في تاريخ الكنيسة السمائي, إذ بعدما أكمل المسيح الأنجيل, خلق المسيح من الرسل، بنفخة فمه, باكورة خلائقه بالروح القدس لميراث جديد في السماء لحياة أبدية: «شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه.» (يع18:1) ثانياً: حلول الروح القدس على التلاميذ المجتمعين يوم الخمسين، فواضح أنه كان لحظة الأنطلاق لبدء الخدمة والكرازة بقوة الروح القدس: «لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لى شهوداً...» (أع8:1). لذلك نسمع أنه بمجرد أن حل الروح القدس «ابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا» (أع4:2). لذلك فحلول الروح القدس يوم الخمسين على باكورة الخليقة الجديدة المقدسة، يٌحسب أنه كان قوة الدفع للارسالية والكرازة والشهادة بالروح القدس، التي صورها الله جهارا بالنار المتحولة إلى ألسنة ناطقة بكل لغات الأمم!! والتي مبق أن ألمح إليها المسيح بقوله: «جئت لألقى ناراً على الأرض..» (لو49:12). وهذه هي النار التي تضرم روح الحب والبذل والتضحية والشجاعة والشهادة في قلوب الأتقياء حتى اليوم والى الأبد. وللقديس كيرلس الكبير شرح للتفريق بين عمل عطية الروح القدس للتلاميذ بالنفخ من فم المسيح وبين حلول الروح القدس يوم الخمسين عليهم وهم مجتمعون, ورأيه هنا يعتبر الأوفق والأكمل: [إن مخلصنا أعطى الروح بواسطة العلامة الظاهرة وهي «نفخته» للتلاميذ القديسين, باعتبارهم باكورة للخليقة المُجددة. لأن موسى يكتب فيما يخص خلقتنا في القديم أن الله «نفخ» في أنف الإنسان نفخة الحياة. فكما تشكل في البدء وجاء إلى الوجود، هكذا بالمثل يتجدد. وكما أنه تشكل آنذاك في صورة خالقه هكذا الآن بالمثل, فبالشركة في الروح يتغير على شكل خالقه. لأن الروح يطبع صورة المخلص على قلوب الذين يقبلونه, وهذا بكل تأكيد لا يسمح لأي تساؤل. لأن بولس يستحث بوضوح الذين سقطوا في الضعف تحت إلزام العودة للتمسك بالناموس بهذه الكلمات: «يا أولادي الذين أتمخض بكم أيضأ إلى أن يتصور المسيح فيكم» (غل19:4). لأنه يقول إن المسيح لا يتصور فيهم إلا بالاشتراك في الروح القدس والحياة بمقتضى ناموس الأنجيل... لأنه يلزم لنا نحن أيضاً أن ندرك هذه الحقيقة, أي أنه أحدر لنا الروح ليمنحه لنا أيضاً. ولكن في أيام عيد الخمسين المقدس, عندما أذاع الله نعمته بوضوح أكثر معلناً عن الروح القدس الذي في قلوبهم, ظهرت لهم ألسنة من نار، لا كأنها تعني بداية لعطية الروح القدس في قلوبهم, بل بالحري لتشير إلى بدء الزمن الذي فيه وُهبت لهم عطية اللغات (الألسن). ومكتوب هذا حقاً إنهم «بدأوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا» (أع4:2). ولاحظ أنهم «بدأوا يتكلمون» وليس «بدأوا يقبلون التقديس» ... وهذا كان من عمل الروح الذي فيهم.] وأيضا للقديس يوحنا ذهبي الفم رأي في الفرق بين عطية الروح القدس بعد القيامة وحلول البارا كليت يوم الخمسين، ولكنه رأي غير مأخوذ به: [إلا أنه لا يكون الإنسان مخطئاً إذا أكد أنهم أيضاً قبلوا قوة روحية ما ونعمة, ليس لكي يقيموا موتى أو يصنعوا معجزات, ولكن لكي يغفروا الخطايا... ولكنهم من جهة الحالة الأخرى، أي بعد الأربعين يوماً فإنهم تقبلوا قوة صنع المعجزات... وصاروا شهوداً بواسطة صنع المعجزات.] وهذا الرأي الذي يقول به القديس ذهبي الفم يقوم هلى أساس ورود كلمة «الروح القدس» (في يو22:20) بدلا أداة التعريف «ألـ» ، فاعتبر ذلك نوعا من القوة وليس هو الروح. ولكن هذا القياس مرفوض من علماء اللغة المقتدرين الذين قالوا بأن ورود كلمة «الروح» بدون أداة التعريف هو مثل وروده بأداة التعريف، لا فرق, وذلك بناء على استقراءات متعددة من مخطوطات مختلفة. وأيضا يذكر الروح بدون التعريف في مواضع لا يمكن إلا أن تكون للتعبير عن الروح القدس نفسه وبشخصه، مثل ما جاء في سفر الأعمال 4:2. لذلك لا نستغرب بأن لاهوتيى الأرثوذكس الروس يرفضون رأي ذهبي الفم في هذا الموضوع, وكثير من الشراح المقتدرين يجدون في عطية الروح القدس بعد القيامة للتلاميذ القمة النهائية للعلاقات الشخصية التي تأسست بين المسيح والتلاميذ. ولقد كان موضوع عطية الروح القدس بعد القيامة للتلاميذ موضوع جدل لاهوتي عنيف عند الكنائس الخلقيدونية. فالمجمع المسكوني الخامس (553 م) وهو غير معترف به عند الارثوذكس غير الخلقيدونيين شجب عقيدة ثيئودور الموبسويستي لقوله إن المسيح بعد القيامة لم يعط الروح القدس في الحقيقة, ولكن الأمر كان مسألة شكلية كأنه مجرد وعد. وهكذا نستطيع أن نقول أن شرح القديس كيرلس الكبير لهذا الموضوع هو الأصح والأكمل. ويلاحظ القارىء أن المسيح لم ينفخ الروح القدس على التلاميذ واحداً واحداً, لأن الروح القدس لا يُعطى بكيل أو بالتقسيم، بل أعطي للتلاميذ عطاء كلياً وقبلوه ككل، كجسد واحد ككنيسة مجتمعة متحدة، فحتى القدي توما رسول الشك, الذي كان غائباً في هذه الليلة, وإن لم يكن أهلاً لتقبله في البداية، الأمر الذى تسبب في تغيبه قصدا، لكن عندما آمن, لما رأى, قبله في الحال قبول التلاميذ قدرا بقدر. وليس توما وحده بل الكنيسة أفراداً وجماعات في كل أنحاء الأرض قبلت الروح القدس لما قبله التلاميذ، لأنه لم يعط الروح لأسماء وأشكال وأعداد ولكن للانسان, كل من يؤمن, كخليقة جديدة. فالكنيسة الكارزة في العالم وُلدت وتقدست فى المسيح والروح. ثم اُرسلت يوم الخمسين وكان التلاميذ باكورة مقدسة لهذه الخليقة المولودة بالكلمة والروح. ولكي يثق القارىء في عمومية وشمولية فعل الروح القدس في الكنيسة خلوا من زمان ومكان، لنا مثال في قصة حلول الروح على السبعين شيخاً في جماعة إسرائيل، عندما أخذ الله من الروح الذى على موسى وأعطى هؤلاء الشيوخ فتنبأوا، ولكن كان اثنان منهم غائبين بعيدا في المحلة ولم يحضرا هذا المشهد الرهيب. ولكن الروح باغتهما وحل عليهما بالمثل وهم بعيداً داخل المحلة. فلما غار يشوع تلميذ موسى، إذ كيف يتنبأ هذان الشيخان وهما لم يحضرا طقس الرسامة والتنصيب؛ وفي غيرته احتج لموسى: «يا سيدي موسى اردعهما. فقال له موسى: هل تغار أنت لى؟ يا ليت كل شعب الرب كانوا أنبياء إذ جعل الرب روحه عليهم!!» (عد24:11-29). وقد تم ما نطق به موسى كليم الله وصار بالفعل يوم الخمسين وما بعده سكيباً متصلاً للروح القدس على كل من آمن واعتمد للرب. وعلينا أن نلاحظ الصلة بين الإرسالية وعطية الروح القدس للتلاميذ، أنها صلة متبادلة وجذرية. فلا إرسالية بدون عطية الروح القدس، ولا عطية للروح القدس دون كرازة أو شهادة. [/B][/SIZE][/FONT][/COLOR] [/QUOTE]
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
تفسير إنجيل القديس يوحنا للأب متى المسكين
أعلى