الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس
البحث في الكتاب المقدس
تفاسير الكتاب المقدس
الرد على الشبهات الوهمية
قواميس الكتاب المقدس
آيات الكتاب المقدس
ما الجديد
المشاركات الجديدة
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مكتبة الترانيم
إسأل
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
تفسير إنجيل القديس يوحنا للأب متى المسكين
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
الرد على الموضوع
الرسالة
[QUOTE="ميشيل فريد, post: 3769857, member: 60800"] [COLOR="DarkSlateBlue"][FONT="Arial"][SIZE="5"][B][CENTER][COLOR="red"]34:19 لَكِنَّ وَاحِداً مِنَ الْعَسْكَرِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَةٍ وَلِلْوَقْتِ خَرَجَ دَمٌ وَمَاءٌ.[/COLOR][/CENTER] «فينظرون إلي الذي طعنوه وينوحون عليه كنائح على وحيد له.» (زك10:12) «ويكون في ذلك اليوم أن لا يكون نور... ويكون في ذلك اليوم أن مياهاً حية تخرج من أورشليم, نصفها إلى البحر الشرقي ونصفها إلى البحر الغربي... ويكون الرب ملكاً على كل الأرض» (زك6:14-9) لقد كان ذلك ليستوثق الحراس من صحة موت المسيح. وكان الطعن بالحربة إحدى الوسائل القانونية للاجهاز على المحكوم عليهم بالموت للتعجيل بالموت. ولكن يد النبوة كانت هي التي حركت هذا الشك في قلب ذلك العسكري ليتتم ما كان مقضياً به على الأرض. «الحربة»: وهي الحربة التي نراها الآن في أيدي الجنود الخيالة. وطعنة الحربة تخترق الجسم بسرعة شديدة، فهي مدببة الطرف، حادة إلى أتصى حد. ويقول العلماء أنه لكي تصل إلى القلب وتمزقه، وهذا هو الفرض الأساسي من الطعن، يلزم أن تأتي الضربة من اليمين إلى اليسار. وهذا هو ما تسلمناه بالتقليد تماماً، فالمتوارث عند الآباء أنه طُعن في جنبه الأيمن. «وللوقت خرج دم وماء»: «الذى أحبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه.» (رؤ5:1)؛ «وقد غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم في دم الخروف.» (رؤ14:7) اهتمام القديس يوحنا لهذه الحقيقة بشهادة موثقة من الحق، جعل الآباء ينظرون إليها نظرة روحية ولاهوتية خاصة. لأن اشتغال القديس يوحنا الأساسي هو الشهادة للاهوت المسيح, وأول وأهم معنى لخروج الدم والماء من جسد المسيح الميت هو الأمر الذي يخالف طبيعة الإنسان، هذا يعنى أن الجسد مات، ولكن لم ير فساداً وبالتالي فهو جسد ابن الله حقاً. + فخروج الدم والماء معاً شىء، وخروج الدم له معناه، ثم خروج الماء له معناه أيضاً. + فخروج الدم والماء معاء يذكرنا بكأس العشاء، وهو كأس الإفخارستيا الممزوج. فنحن هنا أمام صورة حية لذبيحة ميتة، على مستوى التحقيق البشري، بالرؤيا العينية، والمعاينة الفاحصة، وشهادة شهود جنود متمرسين في القتل. وفي نفس الوقت، ذبيحة حية عل المستوى الفائق على الطبيعة، فينبوع الدم والماء، ولو أن له الشكل والقوام والمادة الطبيعية، ولكنه في مناسبة وفي وضع يخالف كليا وبصورة قاطعة كل دلائل الموت الطبيعي وعلاماته التي تمت وكملت. فالحياة هنا التي يتحرك بها الدم والماء، هي حياة فائقة عن علامات الحياة الطبيعية للدم. إذن، فهي جسد ميت بحسب الإنسان، وهي، وبآن واحد، ذبيحة حية ناطقة على المذبح الناطق السمائي، بحسب الإيمان، تعلن أنه قد تم الفداء، وأن العقوبة اُستكملت، فتم الغفران أيضاً. فالموت بآلامه قبل بكل شروطه من الحي الذي لا يموت، وبه استطاع البار أن يبرر كثيرين. كذلك، نحن هنا أيضاً أمام صورة حية طبق الأصل من ليلة العشاء: «هذا هو دمي الذي للعهد الجديد، الذي يُسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا» (مت28:26). فخروج الدم والماء من جسد المسيح الميت, هو بمثابة ينبوع الحياة الأبدية الذي انفتح على الكنيسة على يد القديس يوحنا وبشهادته. فالكأس الذي قدمه المسيح ليلة العشاء, بعد أن قسم ومزق الجسد، والدم فيه على مستوى السر, استعلنه اليوم والجسد ممزق (مكسور) بالفعل، والدم مسفوك بالحق. فهناك إفخارستيا علنية، وهنا إفخارستيا علنية مشروحة. + أما خروج الدم بحد ذاته, سائلاً يسيل ويجري، ويخضب الجسد، فهذا علامة الحياة ولا شك، ولكن أي حياة؟ فدم المسيح هو «بروح أزلى», «فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلى قدم نفسه لله, بلا عيب يطهر ضمائركم من أعمال ميتة، لتخدموا الله الحي.» (عب14:9) وعلى خروج «الدم» من جنب المسيح المطعون، ورثنا صلاة القسمة السريانية التي يقولها الكاهن وهو «يقسم الجسد»: هكذا بالحقيقة تألم كلمة الله بالجسد, وذُبح وأحنى رأسه على الصليب, وانفصلت نفسه من جسده, أما لاهوته فلم ينفصل قط لا من نفسه ولا من جسده, وطُعن بالحربة وجرى منه دم وماء غفرانا لكل العالم, وتخضب بهما جسده وأتت نفسه واتحدت بجسده, وعوض الخطية المحيطة بالعالم مات الابن بالصليب وردنا من التدبير الشمالي إلى اليمينى, وأمن بدم صليبه وألف السمائيين مع الأرضيين، والشعب مح الشعوب والنفس مع الجسد, وفي ثالث يوم قام من القبر, واحد هو عمانوئيل وغير مفترق إلى طبيعتين من بعد الأتحاد, وغير منقسم إلى طبيعتين, هكذا نؤمن وهكذا نعترف وهكذا نصدق, أن هذا الجسد لهذا الدم، وهذا الدم لهذا الجسد, أنت هو المسيح إلهنا الذى طُعن فى جنبه فوق الجلجثة بأورشليم لأجلنا, أنت هو حمل الله الحامل خطية العالم, اغفر ذنوبنا واترك خطايانا وأقمنا عن جانبك اليمين. (القسمة السريانية) بهذا المعنى يقدم لنا العالم وستكوت, بكل جرأة، وهو أسقف كرسي درهام بإنجلترا، وكان أحد لوردات مجلس العموم في زمانه، يقدم لنا هذا التفسير بهذا المعنى: (نحن نؤمن أنه من اللحظة التي مات فيها المسيح بدأ جسد الرب يأخذ استعداده بالتغييرات التي انتهت باستعلان القيامة. وأن خروج الدم والماء من جنبه، يلزم أن يعتبر كعلامة حياة من موت. وهي تكشف عن حقيقة بشريته, وبمعنى سري, دوام الحياة البشرية فيه. فهو، ولو أنه ميت، فهو ميت بالنسبة لحياتنا المائتة، إلا أن الرب كان حيا، وبينما كان معلقاً على الصليب أعلن علنا أنه ينبوع لقوة التطهير والحياة التي كانت تتبعه حياً وميتاً.) + وأما خروج الماء بحد ذاته, فهو يذكرنا في الحال بقول الرب: «من آمن بي، كما قال الكتاب، تخرج من بطنه أنهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه» (يو38:7-39). إذا, أصبح خروج الماء من جنب المسيح, هو بالحري أعظم تعبير عن الروح الذي اُستعلن منسكباً من جسد المسيح الميت! وهل مات المسيح إلا لكي يعطينا حياته؟ إذن، فالماء الذي خرج من جنب المسيح كان يحمل الحياة. ونحن لو تأملنا في سر المعمودية, باعتباره سر الموت مع المسيح, لانتبهنا في الحال أننا في المعمودية ننال الاغتسال الروحي بالماء، الذي خرج من جنب المسيح الميت الحامل للحياة. أي أننا، إذ نموت معه، ننال الحياة من سر الماء لنحيا كما هو حي. فى المعمودية هو سر موت مع المسيح، لحياة مع المسيح. وبمعنى آخر هو ولادة جديدة؛ لأن الولادة الجديدة, الثانية, تحتم موتأ مسبقاً للولادة الاولى. وموت هذه الولادة اللحمية ماته المسيح من أجلنا، حتى نجوز مباشرة بموته إلى الولادة الثانية الروحية، أي نحيا معه. هكذا نفهم أن الماء الخارج من جنب المسيح، هو حقاً خارج من جسد ميت، ولكنه حقاً بالحقيقة مُحيي وحامل الحياة الجديدة لميلاد الإنسان الجديد. فهو أعظم تعبير لاهوتي عن سر المعمودية. ونقدم هنا بعض تفسيرات للأباه القديسين والعلماء الأولين: أولاً: الشرقيون: 1- كلوديوس أبوليناريوس: هو قديس تعيد له الكنيسة الغربية إلى الآن في 8 يونيو، عاش في القرن الثاني سنة 0170> وله كتابات وصلت إلينا أسماؤها وبعض محتوياتها، ولكن معظمها ضاع. كان مدافعأ قوياً عن الإيمان، له دفاع قوي ضد ماوكوس أوريليوس، ويعتبر أول من شرح معنى خروج الدم والماء، وقد نسبهما إلى الكلمة, كلمة الإنجيل, والروح التقديسي، بمعنى أنهما شهادة تاريخية وسرية. 2- أويجانوس: مصري سكندري (185-254). وهو عالم لاهوتي وشارح للانجيل (وله أخطاء مأخوذة عليه). وقد أخذ عنه القديس جيروم رأيه في الدم والماء أنهما علامتا حياة في الجسد الميت: (في كل الأجساد الميتة يتجمد الدم ولا يخرج منها ماء نقي. ولكن نجد في المسيح العجيبة في جسده، أنه وحتى بعد الموت كان في الجسد دم وماء، خرجا من جئبه). 3- كيرلس الأورشليمي: نسب الدم والماء إلى نوعي المعمودية، معمودية الماء ومعمودية الدم: (إن المخلص إذ قد فدى العالم بالصليب، لما طُعن في جنبه، أعطى الدم والماء حتى إن البعض في أيام السلام يعتمدون بالماء، والأخرين في أيام الاضطهاد يعتمدون بصبغة دمائهم، أي بدم موتهم). 4- يوحنا ذهبي الفم (عظة 85): (ليس كأنه بدون سبب أو كأنها صدفة أن يخرج هذان من جنب المسيح. ولكن لأن الكنيسة تأسست بهذين معاً. والذين انفتحوا على الإيمان يعلمون هذا، إذ أنهم وُلدوا ثانية من الماء، واُطعموا من الدم والجسد. إذا، فهذان السران ابتدأ من هنا، حتى حينكا تتقرب إلى الكأس المقدس الرهيب، تعلم أنك تشرب في الحقيقة من ذات الجنب المطعون). 5- القديس كيرلس الإسكندرى: (إن الرب قد عين هذه الحقيقة لتكون هي الصورة الأولى لسر الأولوجيا (الإفخارستيا) وسر المعمودية المقدسة. لان المعمودية المقدسة هي بالحقيقة من المسيح ابتدأت، وبالمسيح تُكمل، وقوة الأولوجية المقدسة تنبع لنا من جسده المقدس). 6- القديس غريغوريوس النزينزي: (ومزجت لنا كأساً من كرمة حقيقية التي هي جنبك الإلهي غير الفاسد, هذا الذي من بعد أن أسلمت الروح فاض لنا منه ماء ودم، هذان الصائران طهراً لكل العالم) 7- أبوليناريوس من لاودكا: (الرب قدم لنا جنباً عوضاً عن جنب, فالمرأة, حواء, التي أتت من الجنب، الشر الذي أتى منها حله الرب بآلامه، لأن من جنب أتت المشورة التي أفسدت الإنسان، ولكن من الجنب المقدس نبع لنا ماء ودم, وبهما اغتسل العالم من خطاياه. والمادتان اللتان كانتا تعملان بانفراد في الناموس، جاءتا معاً فيه، كان في الناموس رش الدم للتطهير, والماء للتقديس. لأن كل شيء قد رُتب مسبقاً، ليكون بجسد المسيح، الدم والماء الأقدسان، حتى وان كان الجسد قد مات بالفعل على الوضع البشري، إلا أنه يملك في نفسه قوة الحياة العظمى). ثانياُ: العلماء والآباء اللاتين (الغرب): 1- ترتليان: (الاستشهاد هو معمودية أخرى. والدم والماء، عنصرا التطهير والتقديس, نبعا من الجنب المجروح للرب ... فلنا تطهير ثان قائم بذاته، هو تطهير بالدم, الذي قال عنه الرب: «لي صبغة أصطبغ بها» (لو50:12). وها هوذا قد اصطبغ وجاء لنا بالماء والدم. وإذ نعتمد بالماء، نتمجد بالدم. نُدعى بالماء, ونُختار بالدم. لهذا أرسل لنا هاتين المعموديتين من جنبه المجروح، حتى إن كل من يؤمن، يغتسل بدمه، والذي يغتسل بالماء يستعد لشرب الدم). (لقد مات، لكي من الجرح الذي أصاب جنبه, تتشكل الكنيسة الأم للأحياء بالحقيقة). 2- القديس أمبروسيوس: يأخذ نفس أفكار أوريجانوس ثم يشرحها؛ (بعد الموت يتجمد الماء في أجسادنا, ولكن من الجسد الذي لا يفسد, مع أنه ميت, نبعت منه حياة للكل, الماء والدم اللذان خرجا منه, الماء للاغتسال، والدم للفداء). 3- القديس أغسطينوس: (إن رقاد أدم, لكي يصنع الله من ضلعه حواء، كان موتاً للمسيح؛ لأنه لما علق على الصليب بلا حياة، وطُعن جنبه بالحربة, خرج منه دم وماء، ونحن نعلم أنهما السران اللذان بهما بُنيت الكنيسة، التي هي رمز حواء). هكذا يرى القارىء أن موضوع خروج الدم والماء من جنب المسيح, احتل ركناً هاما من تفسيرات الآباه في الشرق والغرب, الذين ردوه إلى العناية الإلهية، كتدبير سابق تأسيسه منذ خروج حواء من جنب أدم، ومنذ أن ضربت الخطية جذورها السامة في طبيعة الإنسان وقتلته. وقد استعلن الآباه عموماً في هاتين العلامتين, الدم والماء, العنصرين المؤسسين لسري الكنيسة, الإفخارستيا والمعمودية, أو بالمعنى الذي يحويه «الدم والماء» سر استبدال الموت بالحياة في الاغتسال بالماء الحي الخارج من جنب المسيح، الميت؛ وذلك بعد الانفكاك من أسر العبودية للخطية, بالفداء بسر الدم الذي نبع من الجنب المطعون, أي من الذبيحة الحية! هذا الحادث يسجله القديس يوحنا في رسالته الأولى. ولكن عند تدوين القديس يوحنا لإنجيله، كانت قد ترسخت في ذهنه هذه الرؤية الواقعية التي رأها وهو واقف تحت الصليب، والكنيسة (الأم) مستندة على ذراعيه. وقد سجلها في رسالته قبل كتابة إنجيله بزمن ليس ببعيد, ووثقها أيضاً بالشهادة، ثم رفع شهادته إلى مستوى شهادة الحق, أي الله: «هذا هو الذي أتى بماء ودم, يسوع المسيح. لا بالماء فقط, بل بالماء والدم, والروح هو الذي يشهد, لأن الروح هو الحق.» ( ايو6:5) المعنى المختبىء هنا هام للغاية، فكلمة «أتى» فيها إفادة تاريخية قائمة على انتظار سابق، بلا شك حدده الله بواسطة الأنبياء. وتشديد القديس يوحنا على تلقيب المسيح بأنه «يسوع المسيح» يفيد أن «الماء والدم» يتعلقان به شخصياً من واقع رسالته وشخصه الإلهي (المسيا= يسوع) المستعلن. أي أن عنصري الماء والدم يتعلقان تعلقاً أساسياً بوظيفة المسيح الخلاصية وطبيعته الإلهية، ويعلنان هذا، لأن القديس يوحنا سيتمادى بعد ذلك ويجعل هذين العنصرين يشهدان للمسيح ولنا. الدم: بلا شك يتعلق «الدم» هنا بما تم عل الصليب؛ فالمسيح «جاء بالدم» من واقع ذبيحته. والدم على الصليب هو عمل الفداء، الذي هو موضوع مجيئه الأساسي. فيينبوع الدم الذي انفتح بالحربة، بعد كمال الموت, أي بعد تكميل ذبيحة الفداء, هو بعينه ينبوع الفداء والخلاص. فالمسيح جاء بهذا الدم، وإن كان بشكله وقوامه الطبيعي، ولكن أيضاً بمستواه «الإلهى», «بروح أزلى», «وبقوته الفدائية» بسبب «ذبيحته الكفارية», «وقوة الحياة» التي فيه, التي «لا تزول», وذلك عوض رش دم الحيوانات المذبوحة في العهد القديم، والتي كان مفعولها قاصراً عل تخليص الجسد من العقوبة الجسدية. وفي هذا المعنى، وبهذا الدم، أصبحت كلمة «الفداء بالدم»، وعمل الدم الإلهي، بكل معانيها الروحية العالية التي وردت في الأسفار المقدسة، منبثقة من هذا الدم المنسكب حياً من الجنب الميت المطعون، لذبيحة المسيح الفدائية. + فبهذا الدم صرنا نحن غير اليهود قريبين من الله والمسيح: «ولكن الآن في المسيح يسوع، أنتم الذين كنتم قبلاً بعيدين، صرتم قريبين بدم المسيح.» (أف13:2) + وبهذا الدم تم الصلح بين مطالب الله العالية وعجزنا الفاضح: «عاملاً الصلح بدم صليبه.» (كو10:1) + وبهذا الدم يتم تقديس الإنسان ودخوله في العهد الجديد لله: «... دم العهد الذي قدس به.» (عب29:10) + وبهذا الدم يعبر عنا ملاك الهلاك لننجو: «وهم غلبوه بدم الخروف, وبكلمة شهادتهم.» (رؤ11:12) + وبهذا الدم نحصل على الكفارة فلا نُطالب بدين الموت: «... بالإيمان بدمه, لإظهار بره، من أجل الصفح عن الخطايا السالفة.» (رو25:3) + وبهذا الدم نحصل على التبرير المجاني باعتبار الدم ثمناً مدفوعاً عن كل الخطايا: «متبررون الآن بدمه» (رو9:5) + وبهذا الدم نكون قد اغتسلنا من كل دنس وتعد، وصرنا أطهاراً أمام الله: «غسلنا من خطايانا بدمه.» (رؤ5:1) + وبهذا الدم يكون المسيح قه اشترانا من العالم لحساب الله أبيه، لنحيا معه: «...واشتريتنا لله بدمك.» (رؤ9:5) + وبهذا الدم نتطهر من جميع خطايانا: «ودم يسووع المسيح ابنه، يطهرنا من كل خطية.» (1يو7:1) واضح أيضاً هنا أن اللاهوت المسيحي المتركز في عملية الفداء والكفارة والخلاص يدور كله حول «الدم» ولكن أية حالة من حالات الدم؟ لا بد أن يكون الدم الذي له هذه الفعاليات والصلاحيات العظمى، دماً مسفوكاً, دم ذبيحة اُكملت حتى الموت التام, دماً حياً فيه قوة حياة أبدية من ذبيحة إلهية ميتة موتاً اختيارباً ولكن بلا أي عيب ولا لوم. وهذه الشروط جيعا تنجمع في الدم الخارج من جنب المسيح المطعون, بعد أن قال: «قد أكمل»، وقد شهد شهود محايدون بصحة وكمال موته, بعد أن تأكدوا, بطعنة قاتلة, التي لم تزد الموت موتاً، ولكنها فجرت من الموت حياة!! الماء: كان الماء الخارج من جنب المسيح الميت يشبه الماء الذي صبه إيليا على الذبيحة ولحستها النار الإلهية وقت إصعاد الذبيحة, والقصة شيقة وهي كالأ تي: كان إيليا يتحدى أنبياء البعل الذين قدموا ذبيحتهم فلم يقبلها الله، فقدم هو ذبيحته ووضع الماء عليها للتعجيز، أو لإظهارمعجزة قبول الله لذبيحته كالأتي: «ثم رتب الحطب، وقطع الثور، ووضعه على الحطب، وقال: أملأوا أربع جرات ماء، وصبوا على المحرقة وعل الحطب، ثم قال: ثنوا، فثنوا. وقال: ثلثوا، فثلثوا. فجرى الماء حول المذبح، وامتلأت القناة أيضاً ماء. وكان عند إصعاد التقدمة، أن إيليا النبي تقدم وقال: أيها الرب، إله إبراهيم واسحق واسرائيل، ليُعلم اليوم أنك أنت الله في إسرائيل، وأني أنا عبدك، وبأمرك قد فعلت كل هذه الأمور. استجبني يا رب، استجبني. ليعلم هذا الشعب أنك أنت الرب الإله، وأنك أنت حولت قلوبهم رجوعاً. فسقطت نار الرب، وأكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب، ولحست المياه التي في القناة.» (امل33:18-38)؛ كانت «المياه» في ذبيحة إيليا هي المعجزة الأوولى، لأن عنصر الماء عنصر يقاوم النار، ويمكن أن يطفئها إذا لم تكن ناراً إلهية، لها شكل النار المادية، ولكها فائقة ومتفوقة عن عل عجزها، ولها القدرة أن تُشعل الماء كالحطب سواء بسواء. هكذا كان خروج الماء من ذبيحة المسيح يخالف ويقاوم معنى الموت الذي ماته، لو لم يكن موت المسيح الذي ماته موتاً له شكل الموت الجسدي ولكنه موت فائق عن عجز الجسد، وله قدرة أن يطفىء الموت ذاته ويحيي الجسد! حينما تقدم المسيح ليعتمد من يد يوحنا المعمدان, امتنع هذا وقال: «أنا محتاج أن أعتمد منك وأنت تأتي إلي؟ فأجاب يسوع وقال له: اسمح الآن، لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر. حينئذ سمح له» (مت14:13-15) إذاً, فالمعمودية في نظر المسيح هي تكميل للبر. الماء الخارج من ذبيحة المسيح هو لتكميل البر. لذلك ذكره القديس يوحنا في إنجيله بعد الدم، وليس قبل الدم. المسيح لما صعد من ماء المعمودية، انفتحت السموات، ونزل روح الله وحل على المسيح، واستقر، وصوت الآب من السماء قال: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت». هذا كله يستعلن لنا معنى المعمودية وقوتها عند المسيح, وفيه، بل ومنه أيضاً . فهي أولاً مرتبطة بالسماء من فوق, وعلاقتها أساسية بروح الله, فهي من من أسرار السموات، وسر يقوم فيه روح الله بالعمل الأساسي. أما قوتها فواضحة في استعلان البنوة لله الحائزة على مسرة الله. وماء الأردن تحت يد يوحنا, استعلن لنا سر المعمودية الأعظم في المسيح. إلى هنا تنتهي مهمة معمودية يوحنا، أي تنتهي باستعلان وقيام المعمودية القائمة في المسيح بالروح. هنا تسليم وتسلم، ماء المعمدان يسلم ماء الروح في المسيح, فينتهي عمله. معمودية يوحا انتهت، أي توقفت، بخروج ماء الحياة من جنب ذبيحة المسيح المطعون؛ التي هي المعمودية الجديدة من جنب المسيح، حيث بدأت الحياة الجديدة للانسان بروح الله وبدأ فعل بر العهد الجديد يملأ العالم: «فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم, وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس.» (مت19:28) والآن، لننظر مرة أخرى لينبوع الماء والدم الفائض من جنب ذبيحة المسيح المطعون وهو ميت، كيف امتد هذا الينبوع, ينبوع الدم والماء, امتداداً تاريخياُ وسرياً بآن واحد، من ناموس موسى كعنصر للتطهير المادي والتقديس الشكلي في العهد القديم؟ «الماء والدم»: الماء, كان في العهد القديم لغسل الأدوات أو لغسل الجد للتطهير المادي من الدنس الشكلي؛ كمجرد غسيل. والدم, وهو دم حيوانات, كان يستخدم بالرش أيضاً للتطهير الشكلي: «لأن موسى بعد ما كلم جميع الشعب بكل وصية بحسب الناموس، أخذ دم العجول والتيوس, مع ماء وصوفاً قرمزياً وزوفا , ورش الكتاب نفسه وجميع الشعب قائلاً: هذا هو دم العهه الذي أوصاكم الله به. والمسكن (الهيكل) أيضاً وجميع آنية الخدمة, رشها كذلك بالدم, وكل شيء تقريبا يتطهر حسب الناموس بالدم, وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة» (عب19:9-22)؛ حيث المغفرة، هي رفع عقوبة جسدية عن خطية اقترفت بدون عمد ضد وصايا شكلية للناموس. بهذا يتجلى أمامنا مسار التاريخ وسر الله، من ناموس موسى إلى ناموس المسيح، فينبوع الماء والدم الخارج من جنب المسيح يحمل نفس العنصرين إنما للتطهير والتقديس الروحي للعهد الجديد: «دم المسيح الذي، بروح أزلي, قدم نفسه لله بلا عيب، يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي» (عب14:9)، «هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يُسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا.» (مت28:26) كذلك الماء الذي كان «لغسل كؤوس وأباريق وآنية نحاس وأسرة» (مر4:7)» أصبح ماء المعمودية الجديدة بالروح, ماء لغسل الخطايا: «قم، واعتمد واغسل خطاياك» (أع16:22)، ماء يغتسل به للخلاص: «لا بأعمال في بر عملناها نحن، بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثانى, وتجديد الروح القدس» (تى5:3)، وماء لميلاد جديد للانسان بالروح، لميراث ملكوت الله: «إن كان أحد لا يولد من الماء والروح، لا يقدر أن يدخل ملكوت الله.» (يو5:3) هكذا نرى أن شهادة القديس يوحنا لهذا السر الذي استعلن في آخر لحظة بطعنة الحربة, والذبيحة معلقة على الصليب، ربطت ربطاً محكماً بين تسلسل الدور التاريجي بالنسبة لعمل الماء والدم في العهد القديم الذي لم يكن له أي قيمة من جهة الروح، وعمل الماء والدم بجوهرما الروحي، بل الإلهي، في العهد الجديد، كونهما نبعا من ذبيحة المسيح الفدائية بعد تقديمها على الجلجثة وقت المساء: «هذا هو الذي أتى بماء ودم، يسوع المسيح، لا بالماء فقط, بل بالماء والدم. والروح هو الذي يشهد، لأن الروح هو الحق.» (ايو6:5) القديس يوحنا في رسالته الأولى، يحذر من الانتحاء ناحية الفصل بين عمل الماء وعمل الدم، فالفداء حتمي، وله الأولوية في قبول المسيح وفي شهادة الإيمان. لذلك وضع القديس يوحنا الشهادة لخروج الدم قبل الماء (يو34:19). فقبل العماد، يلزم الاعتراف والشهادة بالدم المسفوك بموت المسيح على الصليب كفارة للخطايا. هنا يجوز العماد، ويكون العماد بمثابة ختم الروح على الخليقة الجديدة المفدية لله. القديس يوحنا لا يقبل فصل السرين، ويؤمن بعملهما معاً. ولقد انتحى الآباء في إقامة سر الأولوجيا (الإفخارستيا) منذ بكور ممارسته في الكنيسة سواء في تعاطيه أو في شرحه, إلى مزج الخمر بالماء لهذا الغرض بالذات، أي لجمع فعل الدم والماء الخارجين من جنب المسيح معاً في كأس واحدة. وإليك طعن في صحة تقديم كأس الإفخارستيا بدون مزجه بالماء: [ليت الآرمن يخزون، الذين لا يمزجون الماء بالخمر في الأسرار, لأنه يبدو أنهم لا يؤمنون بخروج الماء, بل الدم فقط, من جنب المسيح التي هي المعجزة الأعظم] ..... ثيئوفيلا كت وثيئوفيلا كت هذا كان بطريركاً لبلغاريا في القرن الحادي عشر. وهو يتبع القديس ذهبي الفم في آرائه، وقد شرح كل العهد الجديد بلغة سهلة وتأمل عميق. «والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة: الروح والماء والدم, والثلاثة هم في الواحد» (1يو8:5 ) واضح أن جمع «الماء» و «الدم» و «الروح» معاً كثلاثة على التساوي، هو محاولة لجعها شهادة قانونية من ثلاثة: «على فم شاهدين أو على فم ثلاثة شهود يقوم الأمر.» (تث15:19) ويلاحظ أن مفردات هذه الآية جاءت لغوياً هكذا: كلمة «الروح» (محايدة), و«الماء» (محايد)، و «الدم» (محايد) ثم في الحال يرفع الكاتب المحايد إلى حالة المذكر العاقل في لفظ «ثلاثة»، سواء في البداية بقوله: «هم يشهدون»، أو في النهاية بقوله: «والثلاثة هم ...». والقديس يوحنا جعل شهادة الدم والماء والروح، كل من الثلاثة له شهادة في الإنساذ كقوة. ولكن القديس يوحنا لما أضاف «الروح» و«الدم» و«الماء» معا، صار الثلاثة ولهم ضمير مذكر سالم. أي أن «الثلاثة» يعبرون بفم شخصي واحد، بمعنى أن كل من الماء والدم ينطق بالروح في الإنسان نطقاً، بفعل الله الذى تم. ففي المعمودية، الروح يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله، والدم في الإفخارستيا: «إلى وسيط العهد الجديد يسوع، والى دم رش، يتكلم أفضل من هابيل.» (عب24:12) وفي الحقيقة إن الذى يشهد للمسيح في العالم من داخل الكنيسة، هو الماء في المعمودية، والدم في الإفخارستيا، والروح في التكريس والتقديس من داخل هذه الأسرار: «فإنكم كلما أكلتم هذا الخبز، وشربتم هذه الكأس، تخبرون بموت الرب إلى أن يجيء» (اكو26:11)، «ونحن شهود له بهذه الأمور، والروح القدس أيضاً الذي أعطاه الله للذين يطيعونه.» (أع32:5) والإهتمام البالغ الذي ركز به القديس يوحنا على ينبوع الدم والماء الخارج من جنب ذبيحة المسيح المطعون، والذي استجبنا نحن أيضاً له وركزنا على تركيزه، إنما كان لسبب لاهوتي واضح، وهو أن القديس يوحنا يرى في الجسد المصلوب على الصليب قمة إنجيل الخلاص، ومنتهى عمل الله للفداء، وأنه هو هو «حمل الله الذي يرفع خطية العالم»، كما سمع ذلك من فم معلمه الأول المعمدان (يو29:1)، وهو ينبه ذهن القارىء إلى أن الدم والماء الخارجين من جنب المسيح، يحملان له الغسل الحقيقي من خطاياه، والتقديس الداخلي لحياة جديدة، والدخول في عهد المسيح بدمه. وهو يعدد في رسالته، ويكشف، عمل الروح القدس من خلال سري الدم والماء، والشهادة الحية الشخصية التي يشهد بها الروح والماء والدم بفم واحد للمسيح في داخلنا أنه ابن الله، وأنه أعطانا الحياة الأبدية. فإذا قبلنا شهادة الروح للمسيح، صارت لنا حياة أبدية؛ وكل ذلك في تسلسل بديع: «والذين يشهدون, للمسيح, في الأرض هم ثلاثة الروح والماء والدم، والثلاثة هم في الواحد»، «هذه هي شهادة الله، التي قد شهد بها عن ابنه»، «من يؤمن بابن الله، فعنده الشهادة في نفسه»، «وهذه هي الشهادة, أن الله أعطانا حياة أبدية، وهذه الحياة هي في ابنه»، «من له الابن، فله الحياة؛ ومن ليس له ابن الله، فليست له الحياة.» (1يو8:5-12) [/B][/SIZE][/FONT][/COLOR] [/QUOTE]
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
تفسير إنجيل القديس يوحنا للأب متى المسكين
أعلى