أيمن أيمونديد صديقنا صاحب المعالي أيمن باشا لا هو مريض ولا يحزنون.
لا تصدقوا هذه الأكذوبة. المرض أيها الأحباء يصيب الجسد فقط، أما الروح فلا تمرض أبدا أو تضعف أو تكبر أو تشيب أو تموت! لماذا
نتماهى إذاً مع هذا الجسد
ونتقمصه ونتصور بالتالي أننا حقا مرضى؟! لو أنك ارتديت معطفا قديما أو ممزقا: هل يعني ذلك أنك شخصيا قديم أو ممزق؟!
وأما العقل فهو "
مرآة" بين هذين العالمين: إذا انعكست فيه
صورة الجسد والعالم المادي عموما: امتلأنا بأفكار القصور والضعف والعجز والشيب واعتقدنا عند المرض أننا حقا مرضى، وهكذا تعترينا وتعتري أرواحنا، دون وعي، كل ما يعتري هذا الجسد أو يصيبه من ضعف أو عجز أو مرض!
أما إذا انعكست بمرآة العقل
صورة الروح والعالم الروحي عموما: عندئذ تملأنا بالعكس أفكار القوة والحياة والربيع الدائم والشباب الذي لا يزول، بل عندئذ نحلّق مع الروح عاليا، بغض النظر عن حالة أجسادنا، ونستشعر رباطنا الأبدي مع روح الحياة القدوس وأنواره. بل هذا ـ بحد ذاته ـ ما قد يؤثر بدوره على حالة أجسادنا وصحتها، وربما على العالم المادي بأسره!
نحن لسنا كائنات بشرية تعيش تجربة روحية.
نحن كائنات روحية تعيش تجربة بشرية.
الأب اليسوعي الشهير/ بيير دو شاردو
ألف سلامة أستاذنا الحبيب. فقط دعك من هذا الجسد الفاني ـ هذا المعطف المؤقت ـ ولا تنشغل بحالته أو بكل هذا العالم
الظاهر و"تفسيراته" العقلية كثيرا. أنت في تمام القوة،
دائما، لكن عبقرية الحياة (أو إذا شئت: إرادة القدوس) رأت في تصريفها لشئون لعالم أن يستريح هذا الجسد أو ذاك قليلا. هذا ليس مرضا أو عجزا عن النشاط أبدا وإنما فقط وسيلة أخرى من وسائل الحياة كيما
فقط يستريح هذا الجسد قليلا. لا حرمنا الله منك أبدا ومن شخصك الطيب وفكرك الجميل وقلمك المبدع، تحياتي ومحبتي وحتى نلتقي. :16_4_10: