- إنضم
- 29 يونيو 2008
- المشاركات
- 10,315
- مستوى التفاعل
- 2,235
- النقاط
- 0
<b> تاملات فى كلمات السيد المسيح على الصليب
</b>
كلمات السيد المسيح على الصليب
«يَا أَبَتَاهُ، ٱغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ»(لوقا 23: 34)
لنتقدَّم بكل اتضاع إلى الجلجثة، ولننظر بخشوع إلى المصلوب فنرى ما لم يخطر على بال! لقد عصب أعداؤه رأسه بأكليل الشوك،
ولكن ما أرهب الجلال الذي على جبينه! علّقوه على الصليب فكان رايةً لإعلان مجده الأدبي والروحي.
صرخوا للحاكم قائلين: «اصلبه»
أما هو فصرخ إلى الله قائلاً: «اغفر لهم».
يا لها من كلمة! إنها كلمة محبةٍ في ضوضاء البغضة،
وكلمة هدوءٍ في أعاصير الألم، وكلمة صلاحٍ في أروع مظاهر الفجور، وكلمة ثقةٍ،
لأن المسيح لم يمُت بيد أعدائه بل مات عنهم. وهي كلمة محتضرٍ في سلطانه مفاتيح الحياة،
وكلمة متّهمٍ يُصدِر حكم العفو الملكي، وكلمة ختمٍ عمليّ لما علَّم به من الصفح عن السيئات،
وكلمة إنجازٍ لِما هو مكتوبٌ «إنه شَفَعَ فِي ٱلْمُذْنِبِينَ»
(إشعياء 53: 12)، وكلمة عظمةٍ واقتدار في ثياب الضِّعة والضعف. كان عظيماً يوم تكلم بالقوة في سيناء،
حيث تقدَّمته الرعود وحفّ به الضياء. ولكنه صار أعظم،
يوم تكلم بالحب في الجلجثة وهو مسمَّرٌ على الصليب مثخنٌ بالجراح.
فعظيمٌ هو دِينُ العدل الخالي من العفو،
ولكن أعظم هو دِينُ الرحمة الغافرة، دِينُ «دَمِ رَشٍّ يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ» (عبرانيين 12: 24).
لقد رُفع الصليبُ كمذبحٍ، وعُلِّق عليه المسيح كذبيحة.
وكم نتعجب من أول كلمةٍ دشَّن المسيح بها هذا المقامَ الكهنوتيَّ العظيم.
وتعجُّبنا من طلبه الغفران لأعدائه لا يقِلّ عن تعجُّبنا من الحُجّة التي دعم بها هذا الطلب
لنتقدَّم بكل اتضاع إلى الجلجثة، ولننظر بخشوع إلى المصلوب فنرى ما لم يخطر على بال! لقد عصب أعداؤه رأسه بأكليل الشوك،
ولكن ما أرهب الجلال الذي على جبينه! علّقوه على الصليب فكان رايةً لإعلان مجده الأدبي والروحي.
صرخوا للحاكم قائلين: «اصلبه»
أما هو فصرخ إلى الله قائلاً: «اغفر لهم».
يا لها من كلمة! إنها كلمة محبةٍ في ضوضاء البغضة،
وكلمة هدوءٍ في أعاصير الألم، وكلمة صلاحٍ في أروع مظاهر الفجور، وكلمة ثقةٍ،
لأن المسيح لم يمُت بيد أعدائه بل مات عنهم. وهي كلمة محتضرٍ في سلطانه مفاتيح الحياة،
وكلمة متّهمٍ يُصدِر حكم العفو الملكي، وكلمة ختمٍ عمليّ لما علَّم به من الصفح عن السيئات،
وكلمة إنجازٍ لِما هو مكتوبٌ «إنه شَفَعَ فِي ٱلْمُذْنِبِينَ»
(إشعياء 53: 12)، وكلمة عظمةٍ واقتدار في ثياب الضِّعة والضعف. كان عظيماً يوم تكلم بالقوة في سيناء،
حيث تقدَّمته الرعود وحفّ به الضياء. ولكنه صار أعظم،
يوم تكلم بالحب في الجلجثة وهو مسمَّرٌ على الصليب مثخنٌ بالجراح.
فعظيمٌ هو دِينُ العدل الخالي من العفو،
ولكن أعظم هو دِينُ الرحمة الغافرة، دِينُ «دَمِ رَشٍّ يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ» (عبرانيين 12: 24).
لقد رُفع الصليبُ كمذبحٍ، وعُلِّق عليه المسيح كذبيحة.
وكم نتعجب من أول كلمةٍ دشَّن المسيح بها هذا المقامَ الكهنوتيَّ العظيم.
وتعجُّبنا من طلبه الغفران لأعدائه لا يقِلّ عن تعجُّبنا من الحُجّة التي دعم بها هذا الطلب