تأملات في دروس القيامة ....

لمسة يسوع

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
3,170
مستوى التفاعل
1,644
النقاط
113
القيامة، هي مش مجرد حدث تاريخي صار قبل ألفين سنة، هي درس عميق عن الحياة، عن الصراع بين الظلام والنور، عن الموت والحياة، عن النهاية والبداية. هالدرس مش محدود بمكان أو زمان، هو كل لحظة بنعيشها، كل شعور بنحس فيه، وكل تجربة مرينا فيها. القيامة تعلمنا إنه الحياة ما بتتوقف عند أصعب اللحظات، وإنه بعد كل عتمة في نور جديد.

لو فكّرنا شوي، القيامة بتعلمنا إن الموت مش نهاية، بل بداية لشيء جديد. الموت اللي بنشوفه أحيانًا في حياتنا، سواء كان موت جسدي أو موت لشيء مهم في حياتنا، ما هو إلا مرحلة. القيامة بتقولنا إنه بعد كل موت، في حياة، بعد كل حزن في فرح، بعد كل دمعة في ابتسامة، بعد كل خيبة في أمل جديد. وهيك الحياة، مش ثابتة ولا مترسخة في نقطة معينة، دايمًا في حركة وتغيير.

ومن هون بيجي أهم درس من دروس القيامة،
وهو: "لا تيأس". مهما كانت الظروف صعبة، مهما كانت التحديات كبيرة، القيامة بتقولنا إنه في فرصة لتجديد الأمل. لما كل شيء حوالينا بيبين وكأنه وصل للحد الأقصى من الألم، لما بتكون روحك قاعده على حافة الضعف، القيامة بتجيب لنا رسالة من عمق السما: "إنت فيك تبقى أقوى، فيك تبدأ من جديد". الحياة ما بتكون سهلة، بس أنت قدّها، وعندك القوة لتعدّي كل شيء.

القيامة كمان بتعلمنا عن المغفرة. هي مش بس عن شخص قام من الموت، هي عن القلوب اللي بتغفر، عن الناس اللي بتختار إنهم يفتحوا أبوابهم لغيرهم، بغض النظر عن كل الجراح اللي مرّوا فيها. المغفرة هي سر الحياة، السر اللي بيخلي قلوبنا تطهّر، وتخلي أرواحنا تنور.

وكمان، القيامة
بتقولنا إنه كل واحد منا هو كائن جديد ممكن يخلق نفسه مرة تانية، حتى لو كان تعب، حتى لو كان مرّ بكثير من الألم. فيه دومًا فرصة للقيام من جديد، للنهضة، للقيام بجعل العالم مكان أفضل، لكل شخص عم يتمنى حياة أطيب، ومش بس للأشياء الكبيرة، حتى للحظات الصغيرة اللي بتخلينا نحس بالسعادة والامتنان.

القيامة هي دعوة لعيش الحياة بشكل أعمق، عيشها بصدق، بحب، وبأمل. خلينا نعيش كل يوم وكأننا ننهض من جديد، نعيش بقلوب مفتوحة، وعيون مليانة بالأمل.
 

لمسة يسوع

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
3,170
مستوى التفاعل
1,644
النقاط
113
فعلى الصليب يُبنى إيماننا بقوة مَنْ صُلب عليه.. فيتشدد الإنسان في وسط ضيقاته، فيصرخ المؤمن مع بولس الرسول قائلًا:"ناظرين الى رئيس السلام ومكمله بسوع ، الذي مِنْ أجلِ السُّرورِ المَوْضوعِ أمامَهُ، احتَمَلَ الصليب مستعينا باللخِزيِ... فتَفَكَّروا في الذي احتَمَلَ مِنَ الخُطاةِ مُقاوَمَةً لنَفسِهِ مِثلَ هذِهِ لِئلا تكلوا وتخوروا في نُفوسِكُمْ" (عب12: 2-3).

وعلى أثر ذلك نجد ملايين من البشر في جميع أنحاء العالم حملوا الصليب بفرح وحب وافتخار، فتحولت حياتهم إلى محبة للجميع، وفرح بالسيد المسيح الذي فيهم الذي يعطيهم قوة فوق قوة ونعمة فوق نعمة.. وعاشوا في سلام مع الكل.. "إذا أرضَتِ الربَّ طُرُقُ إنسانٍ، جَعَلَ أعداءَهُ أيضًا يُسالِمونَهُ" (أم16: 7)، وتمتعوا بأعمق ثلاث ثمرات الروح القدس.. "وأمّا ثَمَرُ الرّوحِ فهو: مَحَبَّةٌ، فرَحٌ، سلامٌ..."(غل5: 22-23). وبذلك أكملوا مسيرة حياتهم إلى طريق الجلجثة، ولذلك استحقوا أن يتمتعوا بأفراح القيامة المجيدة..
 
أعلى