تأملات صاغها الرب يسوع عن أحداث آلامه وأهميتها للفداء

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,287
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
رد على: تأملات صاغها الرب يسوع عن أحداث آلامه وأهميتها للفداء

يسوع يُعان على حمل الصّليب
ها أَنا في طريقِي نحو الجلجثةِ. أولئك الرجالِ الأشرارِ، خَوفُاً من أن يرُوني أَمُوتُ قبل الوُصُول للنهايةِ، بْحثُوا عن شخص ليسَاعَدَني على حْملُ الصليبَ، ومِنْ منطقة مجاورةِ وَضعوا اليد على رجل يُدعي سمعان.
انظرْوا إليه خلفي وهو يُساعدُني على حْملُ الصليبَ، وقبل كل شيء خذوا فى الاعتبار شيئانَ: إن هذا الرجلِ يَفتقرُ إلى النيّة الحسنةِ، وهو مرتزق لأنه لم يَجيءُ ويَشاركني ثقل الصليبِ إلا لأن ذلك طُلِبَ منه. لذلك السببِ، عندما أحس بالتعِبَ، تْركُ كل الثقل يقع علىَّ, وهكذا سْقطُت على الأرض مرّتين.
إن هذا الرجلِ يُساعدُني على حْملُ جزءَ من الصليبِ, لكنه لم يحمل كُلّ صليبِي.
هناك نفوس تسير خلفي بهذه الطريقة. أنهم يُوافقونَ على مُسَاعَدَتي فى حْملُ صليبَي لَكنَّهم يظلوا قْلقينَ بشأن رفاهيتهم وراحتهم. كثيرين آخرين يُوافقونَ على أن يتبعوني حتى النهاية، يحيون حياةَ مثاليةَ. لَكنَّهم لا يَتخلّونَ عن مصالحهم الخاصة، التى تظل تحيا داخلهم, في عديد من الحالاتِ، تكون هى أولياتهم. لِهذا فهم يَتعثّرونَ ويَسْقطونَ صليبَي عندما يثقل عليهم. أنهم يريدوا أن يتألموا بأقل قدر مُمكن، أنهم يُرفضون نكرانَ ذواتهم، يَتجنّبُون الإذلال والتْعبَ بقَدْرَ المستطاع، ويَتذكّرُون, ربما بحُزنِ، ما قد تَركوه خلفهم، أنهم يُحاولونَ الحُصُول على الراحة لأنفسهم وعلى بعض المُتَع.
بكلمة واحدة، هناك نفوس بغاية الأنانية ومغرورة قد جاءت بحثاً عنّي من أجل أنفسهم أكثر من مجيئهم من أجلى، أنهم يَسلمون أنفسهم فقط للتخلي عن ما يُضايقهم وعن ما لا يَستطيعونَ أن يَضْعونه جانباً… أنهم يُساعدونَني على حْملُ جزء صغير جداً من صليبِي، وبمثل هذا الطريقةِ يستطيعوا أَنْ يَحْصلوا بالكاد على استحقاقات لا غنى عنهاِ لأجل خلاصهم. لكن في الأبدية، سَيَرونَ كَمْ بعيداً جداً قد تَركوا الطريقَ الذى كان يَجِبُ أنْ يُسلكوه.
بالمقابل، هناك نفوس، وهي لَيسَت قليلة، يُقرّرُون أن يتبعوني فى الطريقِ نحو الجلجثة متأثرين برغبتِهم فى الخلاص لكنهم مدفوعين أساساً بالحبِّ عندما رأوا ما قَاسيتُه من أجلهم، لقد اَعتنقواَ حياةَ مثاليةَ ويَبذلون أنفسهم فى خدمتِي، ليس ليُساعدَوني على حْملُ جزء فقط من الصليبِ بل كلّ الصليب. رغبتهم الوحيدة هى أَنْ يعطوني الراحة وأن يعْزِوني. أنهم يَقدمون أنفسهم إلى كُلّ شيءِ تطلبه إرادتي منهم، بْاحثُين عن أيّ شئِ ممْكِنُ أَنْ يسرني. أنهم لا يُفكّرونَ فى الاستحقاقات أَو الجوائزِ التي تنتظرهم ولا فى التعبُ أَو الألم الذي سيلي ذلك. إنّ الشيءَ الوحيدَ الذى يشغلهم هو الحبُّ الذى يستطيعوا أن يُظهروه لي والراحة التى يَعطونها لي…
إن قُدم صليبِي لهم كمرض، إن كان مُخَفياً تحت عمل يناقض ميولهم ويتّفقِ قليلا مع قدراتِهم؛ إن جاء مصحوباً بفقدانِ الناسِ الذي يُحيطُون بهم، قَبلوه باستسلام كامل.
آه! هذه هى النفوس التي تَحْملُ صليبَي حقاً؛ أنهم يُمجّدونَه. يتحينون الفرصة ليؤكدوا مجدى بدون أدنى اهتمام أَو مًقابل أخرى سوي حبِّي. أنهم من يُبجلوني ويمجّدُوني.
إن لم تَروا ثمار لآلامِكَم، لنكرانِ ذواتكَم، أَو إن رأيتم ذلك فيما بعد، تَأَكِّدوا بإِنَّ آلامكم لن تكوَن بلا جدوى وغير مثمرة، بل بالعكس، فالثمار سَتَكُونُ وفيرةَ.
النفس التي تَحبُّ حقاً، لا تَحتفظ بكشف حساب عن مدى ما قاسته أَو فعَلَته، ولا تتوقّعُ هذه الجائزةِ أَو تلك، لَكنَّها تبْحثُ فقط عن ما تعتقدُ أنه يُمجّدَ إلهَها…أنها لا تدخر الجهد ولا المشقة من أجله. أنها لن تضطرب ولا تستاء، لأنها لا تفْقدُ سلامَها إن وجِدُت نفسها مخُذِولَة أَو مُهانَة لأن الدافعَ الوحيدَ لتصرفاتِها هو الحبُّ، والحب لا يُبالي بالعواقبَ ولا بالنَتائِجَ. هذا هو الهدفُ للنفوس التي لا تَسْعي للمقابل. الشيءَ الوحيدَ الذي يؤملونه هو مجدى وعزائي وراحتي، ولذلك السببِ فأنهم يأَخذون صليبَي وكُلّ الثقل الذى أريد أن أضعه عليهم.
أبنائي، أدعوني باسمِي، لأن كلمة يسوع تعني كُلّ شيءِ. أنا سَأَغْسلُ أقدامَكمَ، تلك الأقدامِ التي مَشتْ على الطرق الموحلة وجرحتها الحجارة. أنا سَأَمْسحُ دموعَكَم، سأشفيكم وأقبّلُكم، وسوف تستعيدوا عافيتكم ولَنْ تَعْرفَوا أي طريقِ آخرِ سوي الطريق الذي يقودكم إلي.
ها نحن الآن في الجلجثة! إنّ الرعاعَ متلهّفُين لأن اللحظةَ الرهيبة اقتربت …. إني مُنهَك من الإعياءِ، أستطيع بالكاد أَنْ أَمْشي. أقدامُي تنزف بسبب أحجارِ الطّريق … ثلاث مراتِ سَقطتُ فى الطريقِ: مرة لأمَنْح الخطاة الذين اعتادوا الإثم القوّةَ ليتوبوا؛ الثانية لأشجع النفوس التي تسْقطُ بسبب ضعفها والتى أعماها الحزنِ والضجر، كي تنهض وتباشر بشجاعةِ طريقِ الفضيلةِ؛ والثالثة لأعين النفوس على أن تتخلى عن الخطيةِ في ساعةِ موتِها.
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,287
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
رد على: تأملات صاغها الرب يسوع عن أحداث آلامه وأهميتها للفداء

يسوع يسمّر على الصّليب
أنظروا بأي وَحْشيَّةِ يُحيط بى هؤلاء الرجالِ القَسَّاة. بعضهم يَجْرُّون الصليبَ ويضعونه على الأرض؛ آخرون يُمزّقُون ملابسِي التى التصقت بجراحِي فتفتحت ثانيةً وسالت الدمِّاء منها.
أنظروا يا أبنائي الأحباء، بأي خجلِ وحيرة أَعاني برؤية نفسي فى هذا الوضع أمام هذا الكم من الغوغاء…. يا له من ألم تجرعته نفسي!
مزّقُ الجلادينُ سترتِي والقوا قرعة عليها؛ تلك السترةِ التي كانت أمِّي تلبسني إياها بكثير من العناية أثناء طفولتِي، وكَبرتْ في الحجمِ كلما كبرت. كم سيكون حُزنَ أمَي عندما تَتأمّلُ هذا المشهدِ؟ كم كَانتْ سَتَود أَنْ تَحْتفظَ بتلك السترةِ المًلطّخَة والمُشبّعَة الآن بدمِّي.
ها هى الساعةَ قد حانت وَمددني الجلادين على الصليبِ، أمسكوا ذراعي وشدوها لجَعْلها تصل للفتحاتَ المًعدة فيه من قبل. إن كُلّ جسدي يَتخلع، أنه يتلوي من ناحية لأخرى وأشواكَ الإكليل تنغرس أعمقَ فى رأسي. أنصتوا للضربةِ الأولى للمطرقةِ التي تُسمّرُ يدّي اليمنى … أن صوتها يدوّي فى أعماقِ الأرضِ. أصغِوا أكثر… ها هم يُسمّرونَ يدّي اليسرى، أمام مثل هذا المنظرِ، السماوات ارتعدُت، والملائكة طرحُت نفسها. لقد احتفظت بأعمق صمتَ. لا شكوى ولا أنين فلت من شفاهَي، لكن دموعَي اختلطت بالدمِّاء التي غطّت وجهَي.
بَعْدَ أَنْ سمّروا يداي، شدوا قدمَاي بقسوة … تَفْتحُت جراحي ، تُمزّقت أعصاب يداي وذراعاي، تخْلُعت عظامي … يا لها من ألام رهيبة! ها قدماي قد تُسمّرُتا ودمُّائي تتخلل الأرضَ! …
تأمّلْوا للحظة هذه الأيادي والأقدامِ الملطّخة بالدمِاء … تأمّلْوا هذا الجسدِ العاريِ والمغطى بالجراحِ وبالبولِ وبالدمّاء. تأمّلْوا هذا الجسدِ المتسخ … تأمّلْوا هذه الرأسِ الموخوزة بالأشواكِ الحادّةِ، المُشبّعَة العرقِ، الممتلئة بالترابِ، والمغَطّاة بالدمِّاء …
تعجبوا من الصمتِ، تعجبوا من الصبر، ومن الامتثال الذي قْبلُت به هذه المعاناة. من الذى يُقاسي بمثل هذا؟ من الذى يُضحيّ بمثل هذا الإذلالِ؟ أنه إبن الإله ! أنه من صنع السماواتَ والأرض والبحار وكُلّ الموجودات… أنه من خَلقَ الإنسانَ، أنه من يُثبتُ كُلّ المسكونة بقدرتِه اللانهائيةِ… أنه هناك بلا حراك, مُزدَرى ومُحتقر وعريان، وتتبعه حشود من النفوس التي سَتتخلّى عن الممتلكات الدنيوية، سَتتخلّى من أجله عن عائلاتها وأوطانها وكرامتها وخيراتها وأمجادها وكل ما قَدْ يَكُون ضروريَا لتُعطيه المجد ولتُظهرُ له الحبَّ الذى تُدين به له …
تَفطني يا ملائكةُ السماء، تَفطنوا أنتم أيضاً يا من تَحبوُّني … ها هم الجنود سَيديرُون الصليبَ ليثبتوا المساميرِ كي لا تنخلع منه بسبب ثقلِ جسدِي وبهذا قد أسقط. ها هو جسدي سَيَهِبُ الأرضَ قبلةَ السلامِ. وبينما تتواصّلُ أصوات المطارق خلال الفضاءِ، عند قمةِ الجلجثةِ، يكتمل المشهد الجدير بالإعجاب… بناء على طلب أمّي التي عايشت كُلّ ما يَحْدثُ دون أن تكُونَ قادر على إغاثتي، متضرعة لأجل مراحم أبي السماويِ … َنْزلُت طغمات من الملائكةِ لتمجد جسدِي، ولتَحَمُّله كي لا يَمْسَّ الأرضَ، وتتفادى انسحاقه تحت ثقلِ وزن الصليبِ.
تأمّلْوا يسوعكم مُعلّقُاً على الصليبِ دون أنْ يَكُونَ قادرا على آتيان أدني حركةِ …تأمّلْوا يسوعكم عريان، بلا سمعة، بلا كرامة، بلا حريَّةِ … لقد سلبوا منه كُلّ شيءَ! ليس هناك أحد يَأْسفُ عليه ويَشْعرُ بالأسى لأجل آلامِه! أنه يَتلقّى فقط التعذيبَ والسخرية والهزء!
إن كنتم حقاً تَحبُّوني، فهَلْ أنتم مستعدَّين أن تكُونَوا مثلي؟ ما الذى سَتَرْفضُونه كي تَطِيعَوني، كي تُسروني وتواسوني؟
أطرحوا ذواتكم على الأرض ودعوني أَقُولُ لكم بضع كلمات:
ليت إرادتي تسود عليكم!
ليت محبتي تسحقكم !
ليت بؤسكَم يُمجّدُني!
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,287
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
رد على: تأملات صاغها الرب يسوع عن أحداث آلامه وأهميتها للفداء

يسوع ينطق بكلماته الأخيرةَ
أبنتي، لقد أصغيتَ ورَأيتَ آلامَي، رافقُيني حتى النّهاية وشاركُيني ألامَي.
ها صليبي يُرْتفَعُ الآن. لقد حانت ساعةُ افتداء العالمِ!
أَنا المشهد الساخر بالنسبة للغوغاءِ … لكني أيضا من وقرته وأحبته نفوس عديدة. إن كان هذا الصليبِ حتى الآن أداة تعذيبِ يلقى المجرمين حتفهم عليه، فأنه سَيصْبَحُ من الآنَ فَصَاعِدَاً ضياء وسلام العالمِ.
سَيَجِد الخطاة مغفرةَ وحياةَ في كتبي المقدسةِ. دمّي سَيَغْسلُ ويَمْحو أوساخ آثامِهم. النفوس النقية سَتَأْتي إلى جراحِي المقدّسةِ كي تَجدد نفسها وكي تتَوَهُّج في محبّتِي. أنهم سيتخذون من جراحي ملجئاً وسَيَجْعلونَها مسكنهم إلى الأبد.
أبّتاه، أغْفرُ لهم لأنهم لا يَعْرفونَ ما يَفعلوه، أنهم لمَ يتعَرفوا على من هو حياتُهم… لقَدْ تخلصوا من كل ضراوة ظلمهم فيه. لكني أتوسّل إليك أيا أبتاه! أطلق فيهم قوَّةِ مراحمكَ.
اليوم سَتَكُونُ مَعي في الفردوسِ، لأن إيمانَكَ في رحمةِ مُخلّصك قد مَحا جرائمَكَ. إن الرحمة تَقُودُك إلى الحياةِ الأبديّةِ.
يا امرأة، ها هو أبنك! أمّاه، ها هم إخوتي! أحميهم، أحبُّيهم … أنهم لَيسوا بمفردهم.
وأنتم، يا من بذلت حياتَي من أجلكم, لديكم الآن الأمّ التي تستطيعوا أن تتشفعوا بها من أجل كُلّ احتياجاتكم. لقد وحّدتُكم جميعاً بأشد الأربطة عندما منحتكم أمَّي.
النفس يحقّ لها الآن أن تقَول لإلهها " إلهى, إلهي, لماذا تْركْتني؟" في الواقع، بَعْدَ أَنْ أتممتُ لغزَ الفداء, أَصْبَحَ الإنسان أبن الرب مرة أخري، أَخّاً يسوع ووارثاً الحياةِ الأبديّةِ …
أبتاه…. أَنا عطشانُ لمجدك… ولقد حانت الساعة, من الآنَ فَصَاعِدَاً، تتحقق كلماتَي، سَيَعْرفُ العالم أنّك من أرسلتَني، وأنت سَتُمجّدُ!
أَنا عطشانُ لمجدك، عطشان للنفوس …. وكي أرِوي هذا العطشِ، سَكبتُ دمّي حتى آخر قطرةِ! لهذا السبب أستطيع أَنْ أَقُولَ " قد أُكمل" إن سر الحب العظيم قد تم الآن؛ السر الذى من أجله بذل الإله أبنه من أجل العالمِ كي يُعيد الحياة للإنسان … لقد جِئتُ إلى الأرضِ يا أبتاه كي أعْمَلُ إرادتك، ها هي قد تمت الآن!
فى يديك أستودع روحى. بهذه الطريقة تستطيع النفوس التي تفعل إرادتي أَنْ تقُولَ بصدق" ها كُلّ شئ قد أكمَلُ …" ربي وإلهي، تلقّى روحَي … إني أَضِعُها في يديكَ الحبيبةِ.
لقد قدّمتُ موتَي إلى أبي من أجل النفوس المُحْتَضرةِ، والتى سَيكونُ لهُا حياةً. في صيحتي الأخيرةِ التى أطلقتها من على الصليبِ، عانقتُ كُلّ الإنسانيةِ: الماضية الحاضرة والتى ستأتي. فورة النشاط الحادة التي حررت بها نفسي مِنْ الأرضِ، تُلقّاها أبي بحبِّ لا نهائيِ، وتَهلّلَت كُلّ السماءِ بها لأن إنسانيتَي كَانتْ تَدْخلُ إلى المجد. في نفس اللحظةِ التي أسلّمتُ فيها روحَي, استقبلَتني حشود من النفوس؛ الذين أرادوني قبل قرون والذين أرادوني منذ بضع شهور أَو قبل أيام، لكنهم جميعاً أرادوني بقوة. هذا الفرحِ وحدِه كَانَ يكفيَ عن كُلّ الشدائد التى تَحمّلتْها.
يَجِبُ أَنْ تَعْرفَوا أنّ تذكار ذلك اللقاء المُفرح، حملني أن أقرّرُ أَنْ أُساعدَ المُحْتَضرين ومراتِ عديدة فعْلُت ذلك جهاراً. إني أَهِبُهم الخلاص إكراماً لأولئك الذين استقبلوني بمودّة في السماء. لذا صلّوا من أجل هؤلاء المُحْتَضرينِ، لأني أَحبُّهم كثيراً. بقدر ما تطلقون تلك الصيحةَ الأخيرةَ التي قدمتها إلى الأبِّ، بقدر ما سَتَكُونُوا مسموعين لأنه من خلالها، مُنحت عديد مِنْ النفوس.
لقد كَانَت لحظة مِنْ الفرحِ عندما أُظهرتْ لي كُلّ القوات السماوية التى تَجمّعتْ بشكل حيوي لانتظار موتِي. لكن من بين كُلّ النفوس التي أحاطتْني، إنسان غُمِر بشكل خاص، غَمرَ كثيراً، حتى أنه تَلألأَ من الفرحِ، من الحب … أنه يوسف, الذي فَهمَ أكثر أي شخص آخر، المجد الذى نلته بعد مثل هذه المعاركِ الصعبةِ. لقد قادَ كُلّ النفوس التي كَانتْ تَنتظرُني؛ لقد مُنِحَ أن يَكُونَ سفيرَي الأولَ إلى عالمِ النسيان. الملائكة، برتبهم، قدّموا لى الإكرام بطريقة بحيث أنّ إنسانيتي، المتألقة، أُحيطَت مِن قِبل قديسين بلا عددِ مجدوني وبجلوني.
أبنائي، لا توجد صلبان مجيدة هنا على الأرضِ؛ أنها جميعاً مُغَلَّفة بالأسرار والظلمةِ والغضبِ. بالأسرار لأنكم لا تُفهمونها؛ بالظلمةِ لأنها تُربكُ الذهنَ؛ وبالغضبِ لأنها تضْربُ بالضبط في المواضعِ التى لا تُريدُونها أن تضَرْب فيها.
لا تَنُوحوْا؛ لا تُتوانوا. أُقول لكم إنني لم أحمل فقط الصليبَ الخشبيَ الذي قادَني إلى المجد، بل، قبل كل شيء، حملت ذلك الصليبِ الخفيِ لكنه صليب دائمِ والذي تكون من صلبانِ آثامِكَم. نعم، ومن صلبان آلامِكَم. فكُلّ شيء تَعانوا منه كَانَ موضوع حُزنِي، لأني لم أتألم فقط لأقدم لكم الفداء، بل تألمت أيضاً من أجل ما يَجِبُ أَنْ تَعانوا منه اليوم. انظرْوا إلى الحبِّ الذي يَوحّدُني بكم؛ ستجدون فيه برهان عن إرادتي المقدّسِة بتوحيد أنفسكم بي ولاحظوا كَيف تَصرّفتُ بين مرارةِ غير محدودة.
لقد اتخذت من قطعة الخشبِ رمز, صليب. لقد حَملتُه بحبِّ عظيمِ، من أجل خير الجميع. لقد قَاسيتُ من مأساةَ حقيقيةَ كي يستطيع كُلّ شخص أَنْ يفرح مَعي. لكن اليوم، كم عدد من يُؤمنُ بمن أحبُّكم حقاً ومازال يَحبُّكم؟ تأمّلُوني في صورةِ المسيح الذي يَبْكي ويَنْزفُ. هناك وبهذه الطريقة العالم يقتنيني.
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,287
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
رد على: تأملات صاغها الرب يسوع عن أحداث آلامه وأهميتها للفداء

قيامة يسوع
الجمعة العظيمة تلاها الفجرِ المجيد لأحدِ القيامة. إن كنت قد قرّرتُ أَنْ لا أُبيدَ العالمَ، فذلك يَعْني بأنّني أُريدُ أن أجدده وأن أُحييه. تَحتاجُ الأشجارُ القديمةُ أن تفَقْد أوراقِها وأن تُقلّم كي تستطيع أَنْ تُثمر براعم جديدةَ. أما الأغصان القديمة والأوراق الجافّة، فتصير للحرقُ.
أعزلوا العنزات الصغيرةَ عَنْ الحملانِ، كي تستطيع أَنْ تَجد مراعي خصبةَ ومُعِدّةَ على نحو جيد حيث تستطيع أَنْ تُُشبع جوعها وتَشْرب منْ ينابيع ماءِ الخلاص النقية… أنه دمُّي المُفْتَديُ الذي يَرْوي الأراضي القاحلةَ التي أَصْبَحتْ صحاري عالمِ النفوس. وهذا الدمِّ سَيَجري دائماً فى الأرضَ طالما يوجد إنسان واحد ينبغي ان يخلص.
عروسي الحبيبة، إنني أُريدُ ما لا تُريدُيه أنت، لَكنِّي أستطيع أَنْ أعْمَلُ ما لا تَستطيعُي أَنْ تَنَالَيه. إن مهمّتكَ هى أَنْ تَجعليني محبوب من النفوس، وأن تعلميهم أن يعَيْشوا معي. أنني لمَ أمُتُّ على الصليبِ، واجتزت آلاف العذابات كي أوطن جهنمِ بالنفوس، بل بالأحرى، لأوطن السماءِ بالمختارِين.
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,287
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
رد على: تأملات صاغها الرب يسوع عن أحداث آلامه وأهميتها للفداء

مناجاة الأب
إنني أَرى ابنَي مرتجفُاً في ظّلال جُثسيماني نازلاً مِنْ السماءِ وأْخذاً هيئة وجوهرَ خليقتي، التي اعتقدت ومازِالت تعتقدُ أنّها تستطيع أَنْ تتمرّدَ ضدّ خالقِها. لقد صار إنسانَا، صار ذلك الإنسانِ الوحيدِ والمُضطربِ، أنه الذبيحة المعيّنةُ، والذى عليه، بذات دمِّه، أن يطهر كُلّ الإنسانيةِ التي يُمثّلُها. أنه يَرتجفُ ومذعوراً بإحساسه برؤية بنفسه وقد تُغَطّى ويمكن القول مُدان، بكتلةِ لا تصدّقِ مِنْ الآثامِ التي كَانَ لِزاماً عليه أَنْ يأخذها مِنْ الضمائرِ المُظَلَّمةِ لملايينِ وملايينِ من المخلوقاتِ المُتسخة.
أيا ابني المسكين، لقد أوصلك الحبّ إلى هذا وها أنت خائف منه الآن. من الذي يَجِبُ أَنْ يُمجّدَك في السماء عندما تَعود إليها متألقاً؟ أبإمكان أيّ مخلوق أن يَهِبُك المجد الذى تستحقّه، أبإمكان أيّ مخلوق أن يَهِبُك الحبُّ الذى تستحقّه؟ وماذا يكون مجد وحبُّ الإنسانِ، ماذا يكون مجد وحبُّ ملايينِ الناس، بالمقارنة بالحبِّ الذى قَبلتَ به أعظم التجارب بشاعة التي يُمْكِنُ أَنْ تَوجدَ على الأرضِ؟ كلا يا ابني الحبيب، لا أحد سوى أبّيكَ الذى يستطيع أَنْ يَضاهيك فى الحب، لا أحد سواي، الذي بروحِي, روح الحبِّ، أستطيع أَنْ أمجدك وأَحبَّك لأجل تضحيتِكَ فى تلك الليلةِ.
لقد تذوقت يا ابني الحبيب, يا من سررت به كل المسرة, سكرات الموت بمعايشة آلامِ بغاية المرارة في البستان. لقد بلغت حقاً، في نطاقِ حالتك الإنسانية, لأصدق ولكُلّ الآلامِ التي يستطيع قلب الإنسان أَنْ يَتحملها؛ لقد تألمت من أجل الإهاناتِ التى توجه لي، بل تألمت من أجلها بأنقى وأقوى حب فيك. لقد بلغت الحد الذى من خلاله يجب أن تنال كل البشرية فداءاً كاملاً.
لقد اجتذبتَ منى العدل الكلى الكمال، والحبّ الكلى الكمال, فى الوَقت الذى كانوا يُعتبرون فيه نفاية‏ العالمِ، وأنت قبلت ذلك من خلال قبولِكَ الاختياري والحرِّ. أنك الآن، بين الكُلّ، إكرامي ومجدي ومسرتي. أنك لم تكُنْ مُذنباً إلىّ، لَيسَ أنت. أنك دائماً أبني الحبيبَ، الذي فيه أسر. أنك لم تكن تلك النفاية لأني رَأيتُك كما أنت دائماً: نوري وكلمتي، وذلك يعني أنا بنفسي. ابني، يا من ارتجفتَ وخَضعتَ لأجل إكرامي، لقد استحققت أنّ يُعلنُك أبيك للعالمِ، إلى ذلك العالمِ الأعمى، الذي يُهينُنا بالرغم من محبتنا له!
آه يا ابني الحبيب، إني أَراك وسَأراك دوماً في ليلةِ مرارتِكِ تلك، وأنت دائماً في ذهنِي! لقد تصَالَحُت إلى المخلوقاتِ وبالمخلوقاتِ بسبب حبِّكَ. أنك لم تَستطعُ أَنْ تَرْفعَ وجهَكَ نحوي؛ لقد كَانَ مغطى آنذاك بعيوبِهم. الآن، كي أسرك، أَجْعلُهم يَرْفعونَ وجوهَهم نحونا كي يَظْلّوا أسرى حبِّنا بلَمْحَة من نورك.
الآن يا ابني الحبيب دوماً، سأفعْلُ ما أخبرتُك به آنذاك في ظِلال جثسيماني، وهم سَيَكُونوا أشياءَ عظيمةَ كي يعطونك الفرح والإكرام.
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,287
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
رد على: تأملات صاغها الرب يسوع عن أحداث آلامه وأهميتها للفداء

أحزان مريم العذراء
تَكلّم عديد مِنْ الأنبياء عنيّ؛ لقد تَوقّعوا أنّه كَانَ لابد لي أَنْ أتألم كي أصير مستحقّة أنْ أكُون والدة الإله. لقد تَوقّعوا على الأرضِ أن يكون لديهم معرفةً عنّي لَكنَّ ذلك كَانَ لابد أَنْ يَكُونَ بغاية الحرص. في وقت لاحق تَحدّثَ الإنجيليين عنّي، خاصة لوقا، طبيبي الحبيب, طبيب النفوس أكثر مِنْ كونه طبيب الأجساد. بعد ذلك بَعْض بُدِأتْ بعض أنواع من الرهبنة التي كَانَت الإحزان والآلام التى كابدتها قاعدة لها. وهكذا عُرف بشكل عام أنّني كابدت سبعة أحُزانَ رئيسيَة.
أبنائي، لقد كافأت أمّكَم وسَتَكافئ الجُهودَ والحبُّ الذى تكنونه لي. لكن كما فعل يسوع، أُريدُ أن أتكلم معكم بشكل شامل‏ عن أحُزانِي. حينئذ، سَتَتكلّمُون مع أخوتِكَم عنها، وفى النهاية على كُلّ شخص أن يُقلّدُني. إني أُمجّدُ يسوع دوماً بسبب ما عَانيتُه ولا أنْشدُ شيء سوى أنّ يَكُونُ مُمَجَّداً فيّ.
أنظروا يا أبنائي الصغار، أنه لمن المُحزن أن أتَحَدُّث مع أبنائي عن هذه الأمور، لأن كُلّ أمّ تَحتفظ بأحُزانَها لنفسها. وهذا ما قد أملاه على واجبي خلال حياتي على الأرض؛ لذا، فأن رغبتي كأمّ احترمتْ من قبل الرب. الآن بكوني هنا، حيث الابتسامة أبدية، ولكوني، مثل كُلّ الأمهات، قد أخفيت الأحزان التي لاقيتُها، يَجِبُ أَنْ أَتحدّثَ عنها كي تَعْرفُون, كأبناء لى, كل شيءَ عن حياتِي.
إنني أَعْرفُ الثمارَ التي سَتَحْصلُون عليها من ذلك وكَيفَ أن تلك الثمار ستُسر يسوع، ابني الحبيب. أنني سَأَتحدّثُ عنها طالما أنكم تستطيعوا أَنْ تَفْهمَوني.
قالَ يسوعي " كل من هو أول، فليَجْعلُ نفسك الأخير " وهو فعل ذلك بشكل حقيقي لأنه وهو الأولُ في بيتِ الرب، لَكنَّه نَزلَ حتى الدرجة الأخيرةِ. الآن، بسبب الحبِّ، لَنْ آخذَ منه هذا الموضع الأول ولا الأخير اللذان يخصانه. بالأحرى، أُجاهدُ أن أجَعْلكم تَفْهمُون هذه الحقيقةِ، وفرحي سَيَكُونُ أعظم عندما تقتنعون بأن يكون هو الأول ونحن الأخيرين، لَيسَ من خلال طريقِ المعرفةِ البسيطةِ بل من خلال إيمان متجذّر وعميق.
لكونه هو الأولَ، يَجِبُ أَنْ يَكُونَ هناك من هو الثاني في سلّمِ الحبِّ والمجدِ وبالتالي، فى سلم الانسحاق والتواضع. أنكم تفَهمون الآن ما يَجِبُ أَنْ أكُونَ عليه. أبنائي الصِغار، مجّدُوا الإله الذي بَعْدَ أَنْ خَلقَ مسافةَ شاسعة بين يسوع وبيني، ما زالَ يُريدُ أن يضْعني التالية له مباشرةً.
أبنائي، ما يَبْدوا مُهماً للعالمِ لَيسَ بالضرورة أن يكون هكذا أمام الرب. اُختياري أن أكون والدة الإله أنطوي بداهة على تضحّيات مٌحزنة وتخلي عن كثير من الأمور، وأول هذا الأمور كَان عندما عرفت من خلال غبريال الاختيار الذى تم بمحبة الرب. لقد أردتُ أن أعَيْش في حالة معرفةَ متواضعَة ومختبئة في الرب. لقد أردتُ ذلك أكثر من أي أمر آخر لأن ذلك كَانَ مسرتي أن أعْرِف نفسي كأخيرة في كُلّ أمر.
عند معْرِفة اختيار الرب، أجبتُ كما تعرفون، لَكنَّه كَانَ من الصعبَ الارتقاء إلى الكرامةِ التى دُعِيتُ إليها.
أبنائي الصِغار، هَلْ تَفْهمُون حُزنَي الأولَ الذي أَتكلّمُ عنه؟ تأمّلُوا فيه، قدموا لأمَّكَم أعظم فرح بتقييم ذلك الأتضاع الذى أقيمه أنا أكثر بكثير من بتوليتي. نعم، لقد كُنْتُ ومازلت الآمة التي يُمكنُ أن يُطلب منها أي شئ، وأنا قَبلتُ فقط لأن خضوعي كُانْ بنفس درجةِ محبّتي.
لقد سررت يا إلهي بأن ترْفعُني نحوك، وأنا تَمتّعتُ بقُبُولي لأن طاعتَي كُانْتُ تُسرك. لَكنَّك تَعْرفُ كَمْ كان ذلك محزناً لى، وهذا الحزن أمامك الآن في حاجةِ للنور من أجل هؤلاء الأطفالِ الذين تَحبُّهم والذين أنا أَحبُّهم. وكما تحقق ليّ أَنا العبدة فليتحقق لكم الآن يا أبنائي كُلّ ما يُريدُه الرب لكم بدون ارتياب!
القبولُ أعطىَ الرب الإجابة التي سَتعطي الإنسان وسيلة الحصول على الفداء، وفي هذا القبول تحُقّقَت تلك العبارةِ الجديرة بالإعجابِ " ها هى العذراء التي سَتَحْبلُ وتَلِدُ أبناُ الذي سَيُدْعَى عمانوئيل."
إن قبولي أَنْ أصبحَ أمَّ عمانوئيل، تَضمّنَ هديتَي لأبن الإله, لكون أمّه تَمْنحُ نفسها له قبل أن تتشكل إنسانيةِ يسوع داخلها. لِهذا فإن هديتي كَانتْ نتيجةَ النعمة، وكانت أيضاً سبباً للنعمة. والأسبقية يَجِبُ أَنْ تُدرَكَ بأنّ الرب هو السببُ الأوّلُ؛ مع ذلك، يَجِبُ أَنْ يُؤكّدَ أنّ قبولَي تم بخطةِ نعمة كسبب مُرَافَقَ.
أنهم يدعونني شريكة فى الفداء بسبب الأحزان التى قَاسيتُها؛ لَكنِّي كُنْتُ هكذا حتى قبل ذلك، بسبب هبتي لنفسي إليك من خلال غبريال. آه يا ابني الإلهي! كَمْ من كرامة أردتَ أن تعطيها لأمِّكَ لتعوضِها عن الأحُزانِ العظيمِة التى قَاستُها فسموت بكرامةَ أمِّكَ!
أنكم عميان يا أبنائي الصغار في العالمِ، لكن عندما تُرون، فأنكم ستبصرون أمور عجيبة سَتُصبحُ حوافزَ لأن تفرحِوا من أجلى. أنكم سَتُرون أي تناغم بين المجدِ والتواضعِ هنا حيث يسوعي هو الشمسَ التي لا تغيب أبداً. أنكم سَتُرون حكمة التدبير الذى تم من خلال إنكاري لذاتي, من خلال تواضع حياتي الخفية المستترة.
لكن أصغوا إلي الآن. بقدر ما كانت أمومتي تَتقدّمُ، كان لا بُدَّ أنْ أَتكلّمَ مع البعض مِنْ أحبائِي حول الكرامة التى حَظيتُ بها, ولقد فعَلتُ ذلك فى تكتم بقدر ما أستطيع. لقد زهدت فى إعلان غلبة سِرِّ الرب لأن الرب بنفسه يَجِبُ أَنْ يتمجّدَ فيّ.
ومع ذلك، فسرعان ما غمرني الفرحُ بمعْرِفة أنّني اعتبرتُ كامرأة كسائر الأخريات. روحي فَرحتْ لأن آمة الرب، التي أرادتْ التواضع بقدر استطاعتها، صارت مُداسه من قبل العالمِ. عندما اختفى يوسف، أنا لَمْ أُعاني، لقد فَرحتُ حقاً. لا تَقُولْوا بأنّني عَانيتُ حينها, لأن ذلك غير صحيحَ.
هكذا أرضىَ الرب رغبتي للتواضع. هكذا كَانَ تعويضَ الرب لأن أصبحُ والدة الإله؛ أن أعتَبرَ كامرأة ساقطة. ابنتي، تعلّمُي معرفةَ الحبِّ، تعلّمُي أن تَقدري التواضعِ المقدّسِ، ولا تخَافُي لأن التواضع فضيلة تتلألأُ بنور مُشرق.
عندما عُقد الزواج, لم يكَنَ عِنْدي مشاكلُ. لقد عَرفتُ مجريات الأمور ولم أخشى شيءَ. حقاً، إن الرب يَعطي موضعا مثالياً في أكثر المواقفِ تناقضا للذين يَعطونَ أنفسهم بالكامل له, كما حدث لي: لقد أُكرهتُ من قبل الالتزام الإنسانيِ بالزَواج من رجل، حتى عندما عَرفتُ بأنّني ممْكِنُ أن أنتمي فقط للرب.
لقد قَاسيتُ أحزان عديدة على الأرضِ! إذ لَيس من السهلَ أنْ أكُونَ أمَّ العلى، لكني أُؤكّدُ لكم أننا لا نستطيع أَنْ ندعو ما نقوم به من أجل أنقى الغاياتِ أمراً صعباً عندما يَكُونَ ذلك الأمر مُسرَّ للرب. تذكّروا ذلك!
هَلْ سَبَقَ أنْ فكّرَتم ما الذى سبّبَ لى الحُزنِ فى تلك الليلةِ المقدّسةِ في بيت لحم؟ أنكم تَصْرفُون انتباهكم فى الإسطبلِ والمزود والفقرِ. أنا، من الناحية الأخرى، أقول لكم بأنّني قَضيتُ تلك الليلةِ في نشوةِ كاملةِ مع أبني. وبالرغم من أنَّني كان لا بُدَّ أنْ أفعل ما تفعله كُلّ أمّ مَع طفلِها الصغيرِ، إلا إني لَمْ أُتخلّى عن نشوتِي ولا عن نعمتي. ولذا، الشيء الوحيد الذي سبّبَ لى الحُزنَ فى ليلةِ الحبِّ تلك كَانتْ رؤية مأساةَ يوسفَي المسكين وهو يبَحْث عن مأوى، عن أي مكان لي. لقد كان مُدركاً لما سيحْدثَ ومن الذى سيأْتي إلى الأرضِ، زوجي الحبيب، برُؤية أننى اُرتبكتُ، أصبحَ حزيناً وأحسستُ بكثير من العطف علَيهُ. بعد ذلك، امتلأنَا بالفرحِ ونَسينَا كُلّ متاعبنا.
لقد هَربنَا إلى مصر وكُلّ ما مُمكن أن يُقال قد قيل عن ذلك، بالرغم من أنَّ البعض يُركّزونَ انتباهَهم على إعياءِ السفر أكثر مِنْ التركيز على خوفِ أمّ تعرف أنّها تمتلك أعظم كنزَ في السماء والأرض.
بعد ذلك عشنا في الناصرة، يسوع الصغير كَانَ يَكْبرُ مُمتلئاً بالحياةِ، ولقد سبّبَ لنا في ذَلِك الوَقت أدني وأقل قلقَ. إن كُلّ أمّ تَعْرفُ ما تتمناه لصحةِ طفلِها, وكيف أن أى شيء بسيط جداً يُعتبر كسحابة مُظلمة عظيمة. لقد أصيب ولدي بكُلّ أمراض وأوبئةَ طفولةَ تلك الأزمنةِ. ومثل كُلّ أمّ، لم أستطع أنْ أكُونَ محصّنة ضدّ أيّ قلق ينتاب قلبُ أى أمِّ.
لكن ذات يومَ أُظَلَّمتِ سحابة مظلمةِ جداً نور فرح والدة الإلهِ. تلك السحابة تَدْعى فَقْدان يسوع..... لا شاعرُ ولا كاتب ماهر يُستطيع أَنْ يَتخيّل مريم عندما عَرفتْ أنّها قَدْ فَقدتْ أبنها المُمَجَّد ولَيْسَ عِنْدَهُا أخبارُ عنه لمدة ثلاث أيامِ....أبنائي الصغار, لا تتعجبوا من كَلاِمي، لقد اختبرت أعظم قلق فى حياتي. أنكم لم تتأملوا بما يكفي فى كَلِماتي " بُني، أبوكَ وأنا كُنا نَبْحثُ عنكَ لثلاث أيامِ. لماذا صنعت بنا هذا ؟ " إلهي، فى الوقت الذى أَتكلّمُ فيه الآن إِلى هؤلاء الأطفالِ المحبوبين، لا أستطيع أَنْ أتوَقفَ عن أن أسبحك. أنتَ من تختفي كى تَجْعلنا نَشْعرَ بفرحة العثور عليك. أه! كما لو كنت تذوقت أناء ملئ بالعسل ينسكب في نفسك هكذا كان احتضاني لمن هو كل شئ لى.
ها أنتم تَرون أني أُخبرُكم أيضاً عن فرحي؛ لكن ليس بلا سبب أربط بين الفرح والحُزنِ. اكتسبوا المنافع مِنْ كُلّ ما حَدِث بأفضل طريقةِ مُمكنةِ. الرب يختفي كي يُوْجَدُ. البعضُ يَعْرفُون هذه الحقيقةِ، الآخرون يُفكّرونَ بحُزنِ رهيب لكون يسوع فَقدَ، يفعلُون كُلّ شيءُ كي يجدونه. يَجِبُ أَلا تَظْلَّوا غَيْر فعّالين‏ ومقهورين حينئذ.
توَدُّ أمّكَ أَنْ تُخلّصَكم مِنْ التَعَامُل مع الكثير مما مازِال يجب أَنْ يُقالَ. أولاً، هناك أمور لم تُعلن؛ ولذا لم تقَدَّر حَق قدرها‏ بعد. ثانياً، بمعْرِفتها، يَجِبُ أَنْ تَشاركوني مُعاناتي وهمومي. علاوة على ذلك, تَشاركوني فى كل شيء أراد يسوعى إعلانه, بدون أي معارضة على الإطلاق.
هَلْ تَعتقدُون أنّني قضيت حياتَنا العائليةَ بسلام في الناصرة؟ لقد كَانَت هادئَة فى ِفضيلة الانتظام فى محبِّة الرب. لكن مع المخلوقاتِ، كان هناك الكثير من المشاكل!
طريقتنا الفريدة فى الحياةِ لوحظتْ، ونتيجةً لذلك كنا محل سُخِرية عَلانيةً‏. لقد اعتبرت مفرطة بسبب أنني لم أكن أَستطيعُ أَنْ أَحبس دموعَي عندما كان يسوع يترك البيت، وكان خَروجَ يسوع مُتكرر. يوسف كان مُرهقَاً كما لو أنَّه عبداً ليسوع ولى. ماذا بإمكان العالم أن يَفْهمُ؟ لقد ألقينا بكل متاعبنا على من يعيش بيننا، المُمجّدَ في كُلّ مظاهرِه.
يا له من إبن محبوب ذلك الصبي الصغيرِ؛ أنه أكثر وسامةً مِنْ البحرِ، أحكم مِنْ سليمان وأقوى مِنْ شمشون. كُلّ الأمهات كُنّ يرغبن أن يَأْخذونَه منّي؛ بمثل هذا كَانَت الفتنةَ تُحيط به. ذو الأفق ضيّقي غَطّوني بأحكامهم الصارمةِ؛ ومع ذلك، فأنهم لم يتورعوا عن انتقاد ذلك الأب الذى لم يكن يكل والذي اعتقدوا أنه خاضع ليس لزوجتِه المخلصةِ بل الغيورةِ. كُلّ شخص كَانَ مُطلع على وفائي، إلا أنهم جميعاً ظنوا إن ذلك عادة مُتأصلة وميول أنانية.
هذا الذي لَمْ يُعْرَفُه العالم يا أبنائي الصغار. هذا حَدِثِ بين عالم لا يَستطيعُ أَنْ يَرى ولا أن يفَهمَ وبين أنقى أم. أحتفظ يسوع بهدوئه دون أن يشجعني، لأن والدة الإله كان لا بُدَّ عليها أنْ تجوزَ البوتقةَ، وهذا قد كان، كامرأة بين سائر النساء اللاتي لا ينبغى أن يعتد بآرائهم.
تعجبْوا من حكمةِ الرب في هذه الأمور واكتشفوا معناها الإلهي، تلك الحكمة التي تربط بين أعظمِ سموِّ وبين أكثر الاختباراتِ ألماً في علاقةِ بمثل هذا السموِّ، لأن كُلّ هاوية تُعرّف بهاويةِ أخرى وكُلّ عمق يُعرّف بعمقِه.
وحانت ساعة الافتراق، ساعة عملِ يسوع. وحان مَعها اليوم المخيف لمغادرة الناصرة.
لقد تَكلّمَ يسوع معي بشكل شامل‏ عنْ مهمّتِه وعن الثمارِ التى سيجنيها هو وكل البشر؛ لقد جَعلَني أَحبُّها مقدماً. لذا كَانَ الفراق حتمي، حتى ولو لفترة قصيرة … ودعنا وقبّلَنا وتَقدّمَ إلى مهمّتِه كمعلّم للإنسانيةِ. لكن رحيلَه لَمْ يَمْررْ دون أن يُلاحظ من القريةِ الصغيرةِ حيث كان يسوع محبوباً للغاية.
كانت هناك إيماءات المودّةِ، إيماءات البركاتِ، ولأنهم لَمْ يَعْرُفوا الصلاح الذى كَانَ يسوع فى سبيله لعمله, تمثلت لهم مدى الخسارة التى آلمت بهؤلاء الناس ذى الفكرِ البسيط لكن ذو قلوب كريمة.
وأنا، فى غمرة مشاعر عديدةِ، تُري ماذا كانت مشاعري؟ لقد انتابتني ألاف الهواجس، لَكنَّه لَمْ يُرجئ رحيله دقيقة واحدة. لقد كان يسوع يعرف ما ينتظرَه بعد تبشيره. لقد أخبرَني مرات عديدة وبالتفصيل عن خيانةِ الفريسيين والآخرين. والآن ها هو يرحل وحيداً وبدوني لإتمام مهمته؛ أنه يرحل بدوني أنا من نشأته فى دفءِ قلبِي؛ بدوني أنا من مجدته كما لم يمجده أحد قط !
بعد ذلك تَبعتُه. لقد وَجدتُه عندما كان مُحاط مِن قِبل كثير من الناسِ لدرجة إِنّني لم يكَنَ بإمكاني أَنْ أراه. وهو أعطىَ أمَّه ردّاً رائعاً كأبن حقيقي للرب نابعاً من حكمتَه، لكنه ذلك الرد طَعنَ هذا القلبِ الأموميِ. نعم, لقد فَهمتُ رده بالكامل، لكن ذلك الفهم لَمْ يُطلقْني مِنْ حُزنِي. بالعلاقةِ البشريةِ، هو خالف الوصية التى تشملني، أن ذلك حقيقيُ؛ ومع ذلك، فإن تعليقات الآخرين جَرحتْني.
الضربة الأولي تُبِعها فرحِ برُؤية عظمتِه، برُؤيته مُكرّمَاً ومُبَجَّلاً ومحبوباً مِن قِبل الشعبِ؛ وسرعان ما ألتئم هذا الجرحِ بسرعة أيضاً.
لقد سِرتُ الطرقَ مَعه، مفتونة بإدراكِه، مٌتعَزّية بتعاليمه، وأنا لمَ أتعب مِنْ أن أحَبَّة ولا من أن أمجده.
ثمّ بَدأَ احتكاكَه الأولَ مَع السنهدريم. لقد حَدثتْ المعجزة؛ المعجزة التي أثارت ضجة كبيرة في أذهان كهنةِ اليهودِ المتكبرينِ. لقد كرهوه، اضطَهَدوه, راقبوه وجربوه. وأنا؟ كنت أعَرف كُلّ شيءَ ومنذ ذلك الحين، قدّمتُ محرقةَ ابنِي، قدمت خضوعه وموته المروّع والمخزي ليدي الأبِّ عن طيب خاطر. لقد عَرفتُ ما سيفعله يهوذا؛ لقد كنت أعَرفُ الشجرةَ التي سيؤخذ منها صليبَ ابنِي.
أنكم لا تَستطيعُوا تَخَيُّل المأساةِ العميقةِ التي عِشتُها مع يسوعي، من أجل أن يتم الفداء.
لقد ذَكرتُ من قبل إنني شريكة فى الفداء. لهذا، فالحُزن المألوف لم يكَن كافياًَ. كان لابد أن يكون هناك إتحاد أكثر عمقاُ بآلامه العظيمِة كي يتحرر كل البشر. لذا، كلما ذَهبتُ مِنْ مدينةِ إلى مدينةِ مَعه، أصير مُطلعة أكثر فأكثر على الصرخات التى تسحق القَلْب‏ التي كان يسَكبَها ابنِي خلال عديد من الليالي التي كان يقَضيها في الصلاةِ والتأملِ بلا نوم. لقد أُظهر أمامي كُلّ ما يجول بخاطره, وحقاُ فإن جلجثتي وصليبَي بَدءا منذ ذلك الحين.
عديد من الاعتبارات كانت تضاعف من أحُزانِي كُلّ يوم, لأنني كُنْتُ أمَّه وأمكم! عديد من الآثامِ، كُلّ الآثام؛ كثيراً من الأحُزان، كُلّ الأحُزان؛ عديد من الأشواكِ، كُلّ الأشواك؛ يسوع لم يكَنَ بمفرده. وهو عَرفَ ذلك وشَعرَ به. لقد رَأى أمَّه في إتحادِ مستمرِ مَعه. لقد تأثر من ذلك، لدرجة أكبر، لأن ألامي كَانَت بالنسبة لَهُ أعظم الآلام.
وا أبناه, أيا أبني المعبود، ليت هؤلاء الأبناءِ والبناتِ يعَرفون ما حَدث بينك وبيني آنذاك! …
وحانت ساعة المحرقةِ بعد عذوبة عشاءِ الفصحِ. وبعد ذلك، كان لا بُدَّ أنْ أَنضمَّ ثانية إلى الشعبِ. أنا، من أحببتُه ومجّدتُه عَلى نَحوٍ فريد، كَانَ لِزاماً علّي أَنْ أكُونَ بعيدة عنه. أتَفْهمُون يا أبنائي؟
لقد كنت أعَرف أنّ يهوذا بدأ خطي خيانته ولم يكن هناك شيءُ أستطيع أَنْ أفعْلُه؛ وكنت أعرف أنّ يسوع يعرق دمّاً في البستان ولم يكن بوسعي أن أفعل شيئاً من أجلَهُ. ثمّ ألقوا القبض عليه، أهانَوه، وأدانوه بطريقة شرّيرة.
أنا لا أستطيع أَنْ أُخبركَم بكل شيء. سأقول فقط أنّ قلبي كَانَ في اضطراب وفى قلقِ مستمرِ؛ لقد كان قلبى عرش من المرارةِ المستمرة والقلق، كان موضع خربِ، كان متعباً ومغموماً. فهل بعد كل ذلك تُفقد كل هذه النفوس؟ وهل بعد كل ذلك تتواجد كل هذه المتاجرة بالمقدسات وهذا التبدل الدنس؟
أيا أبناء أحُزانِي! إن نلتم اليوم نِعَمَة أن تتألموا من أجلي، باركُوا من وهبكم تلك الآلام بتأجّجِ، وقدموا ذواتكم ذبيحة بلا تردد.
أنكم تُفكّرُون فى عظمتِي يا أبنائي الأحباء. من المُفيد لكم أن تَفكروا في ذلك؛ لكن أنصتوا لي: لا تُفكّرْوا فيّ، بل فيه هو. كم أوَدُّ أَنْ أكون منْسَية، إن كان ذلك مُمكناً! قدموا له حنانكم، إلى يسوعي، إلى يسوعكم، إلى يسوع، حبّيبكم وحبيبي.
لذا يا أبنائي كان حُزن قلبِي سيف يطَعنَ نفسي وحياتي دوماً. لقد أحسست به، بينما لَمْ يفعل بى يسوع هكذا. لقد عَزّاني بقيامته، عندما شفي فرحَي الهائلَ فجأة كُلّ الجراح التي كانت تنزف داخلي.
لقد ظَللتُ أكرّر " أبني. لماذا كل هذا الانسحاق؟ إن أمّكَ بقربك. هَلْ حبّي لَيسَ بكافيَ؟ كَمْ من مرّة عَزّيتُك في ضيقاتك؟ والآن، هَلْ ليس بوسع أمّكَ أن تهبك بَعْض الراحةِ؟ أيا أبا يسوعي، أني لا أُريدُ أيّ شئَ أكثر مِنْ الذي تُريدُه أنت. أنك تعلم ذلك؛ لكن أنظر؛ إن كان ممكن أن تخفف من بلاياه. أن أم أبنكِ تَسْألكُ هذا.
والآن على الجلجثة صرت احتج قائلة " الهي، أعد النور لتلك الأعينِ التي أُمجّدُها! ذلك النور الذي طَبعتهَ فيهم منذ اليوم الذى وهبته لي, أيها الأب الإلهى، أنظر رعبَ ذلك الوجهِ القدّوسِ! ألا يمكنك على الأقل أن تَمْسحَ هذه الدماء الكثيرة؟ أيا أبا ابني، أيا عريس حبّي، يا من أنتَ بنفسك الكلمة التي شاءت أَنْ يَكُونَ لها ناسوتها منّي! ليت صلوات تلك الأيادي المتضرعة نحو السّماءِ من الأرضِ أن تَكُونُ توسلاً له ولاستجابتي !
أنظر يا إلهي إلى من أحبُّبته, إلى أي حد قد أنسحق! أنها أمُّه التي تَطْلبُ مِنْك أن تَخفف من هذا الحزن الهائل. سَأكُونُ بعد وقت قصير بدونه. وهكذا سيتحقق وعدي الذي تَعهّدتُ به مِنْ قلبِي بالكامل, ذلك النذر الذى نذرته عندما كنت في الهيكلِ. نعم، سَأَظْلُّ وحدي، لكن خفّفُ من ألامَه دون أن تلتفت لآلامي.
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,287
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
رد على: تأملات صاغها الرب يسوع عن أحداث آلامه وأهميتها للفداء

تمت التأملات التى ترجمتها, بنعمة المسيح, عن الإنجليزية, وليس لدى ما أقوله سوي ما قاله القديس بولس:

كَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصاً هَذَا مِقْدَارُهُ
 

crazy_girl

crazyyyyy
عضو مبارك
إنضم
31 مايو 2007
المشاركات
6,022
مستوى التفاعل
8
النقاط
0
الإقامة
فى حضن بابا يسوع
رد على: تأملات صاغها الرب يسوع عن أحداث آلامه وأهميتها للفداء

تأملات جميلة بجد
انا قريت شوية منهم وهكمل قرياتهم وقت تانى
ربنا يباركك
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,102
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
موضوع فى منتهى الروعة
لم اقرأه كاملا...لكن هبقى اقراه على اجزاء
أشكرك استاذى
صلواتكم
 
أعلى