اهتم بابديتك لقداسه البابا شنوده الثالث
الانسان له حياه واحده ,نفس واحده ,ان ربحها ربح كل شى وان خسرها خسر كل شى والعالك كله لا يساويها ولذلك قال السيد المسيح عبارته الخالده(لانه ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟) (مت16_26)
كل ما فى العالم وقتى وزائل , لابد سينتهى بعد حين ايا كانت قيمته لابد سيتركه الانسان حينما يترك هذا العالم وما اعمق تلك العباره التى قالها الصديق(عريانا خرجت من بطن امى وعريانا اعود الى هناك)(اى1_21)
لذلك الانسان الحكيم لا يهتم مطلقا بمغريات هذا العالم الوقتيه التى لابد سوف يتركها بل يهتم بالابديات الباقيه ويضع امامه قول القديس بولس الرسول(ونحن غير ناظرين الى الاشياء التى ترى بل التى لا ترى ,لان التى ترى وقتيه اما التى لا ترى فابديه) (2كو4_18)
فالى اى شى تنظر انت ؟
وما الذى يشغل قلبك؟
وما الذى يستولى على كل اهتماماتك وتفكيرك وعلى كل مشاعر قلبك ؟
ما الذى يشغل وقتك وطاقتك وجهدك؟
اهتم يا اخى بابديتك واجعلها دائما نصب عينيك , ضع امامك يوم الدينونه الرهيب , اليوم الذى تقف فيه امام الله الديان,
وتقف فيه اعمالك وافكارك واسرارك مكشوفه امام الكل
ماذا سيكون حالك فى تلك الساعه وانت مكشوف امام الكل؟
ماذا سيكون شعورك؟
هل تستطيع ان تهرب او تخفى وجهك يوم تفتح الاسفار وتكشف النيات والبواطن والاسرار؟
ان كنت تنسى شى من هذا فان الكنيسه تذكرك بهذه الحقيقه فى كثير من الصلوات اليوميه, فى صلاه النوم وفى صلاه الستار وفى صلوات نصف الليل وتشير الى هذا فى اخر قطع الغروب
ايضا سير القديسين واقوالهم يمكن ان تذكرك بالابديه , فالقديس ارسانيوس العظيم معلم اولاد الملوك قال ساعه موته(ان خوف هذه الساعه ملازم لى منذ دخلت الى الرهبنه)
واخذ القديس يتحدث عن ثلاثه امور تخيفه وهو يضعها امامه فقال(اخاف من ثلاثه امور هى ساعه خروج نفسى من جسدى وساعه وقوفى امام منبر الله العادل وساعه خروج الحكم)
اذن اهتم بابديتك وضع ذلك امامك فى كل عمل تعمله وفى كل فكر يخطر على ذهنك وفى كل شعور ياتى على قلبك
وعلينا ان نتذكر يا احبائى تلك الساعه التى نقف فيها امام الله وكل الناس مكشوفه0
__________________