اخي المبارك الغالي خادم البتول
إيه ده؟ انتي فهمتي إيه؟ فاهمة إنهم "بناتي" شخصيا وللا إيه؟!
أشكرك يا أمي الجميلة على شعورك الطيب ربنا يباركك. "قدها وقدود" يا ست نعومة وكلك واجب وذوق. لا أعرف ماذا فهمتِ بالضبط ولكن "ماريان وميرا" ليسوا بناتي، وهذا "المشهد" عموما لم يكن كله "شخصيا" يا أمي. أعيشه، وأشارك بكل تفاصيله، ولكنني غير "متورط شخصيا" فيه أشكر الرب. أتحدث مثلا عن "درس الأولاد" وعن "اشتراك النادي"، وليس لي "أولاد" يريدون الاشتراك بأي "نادي"، ولكن هذا ما أشهده وأعيشه ـ وأعاني بعضا منه بالتالي ـ مع الشقيقات والعائلة والأقارب ومعظم الناس عموما كلما هبطت إلى العالم كما ذكرت.
أما "ماريان وميرا" فإنني حتى لا أعرفهما. كان هذا بالأحرى هو "صوت الأطفال" الذي ختمت به المشهد. لأن الأطفال في الحقيقة ـ كما أدركت مؤخرا ـ هم الذين يربّون الكبار وليس العكس! هكذا وبعد هذه الجولة الطويلة (مرض، عزاء، استقبال، توديع، زفاف، ولادة، عزومة، إلخ) بعد ذلك رنّ في أذنيّ ختاما صوت الأطفال وهم يصيحون ويصرّون ويلحّون على والدَيهم كي يذهبوا ـ مثلا ـ إلى "عيد ميلاد ميرا"، بكل ما يترتب على ذلك طبعا من ترتيبات وتجهيزات ومصروفات إلخ. ثم سرعان ما تعود الدورة فيصيحون من جديد ـ أو يبكون من جديد كأنها نهاية العالم ـ لأنهم يريدون الذهاب هذه المرة إلى "عيد ميلاد ماريان أخت ميرا"، وبكل ما يعنيه هذا مرة أخرى من ترتيبات وتجهيزات ومصروفات إلخ! ومع أنهم نفّذوا ما أرادوا وذهبوا في النهاية حيث قرروا، مع ذلك يبدو أن هذه "الدوامة" لا تنتهي أبدا: سرعان ما تبدأ الدورة من جديد، لأن "ماريان وميرا" وجّهتا الدعوة الكريمة إليهم ويريدون بالتالي الذهاب من جديد، هذه المرة إلى "عيد ميلاد طانط مامة ماريان وميرا"!
كان المشهد بالتالي "سينمائيا" إلى حد ما، وكان الختام دراميا، حيث تتراجع الكاميرا ببطء إلى الوراء تاركة "البطل" في حالة شرود وإعياء تام، بينما "نسمع" فقط صوت الأطفال وضجيجهم يملأ المشهد تدريجيا.
علاوة على ذلك كان "تكرار" الأسماء "ماريان وميرا" هكذا في الختام (ميرا، ماريان أخت ميرا، طانط مامة ماريان وميرا) كان مقصودا بالطبع، تعبيرا عن إحساس "الدورة" التي لا تنتهي، كأنها "دوامة" حقا تدور بالناس في هذا العالم ولا تسمح لهم بالفكاك أبدا!
***
طبعا لا يظهر كل هذا كما أشرحه الآن هكذا، نظرا لظروف الوقت والمساحة والسياق. لكن "المعنى في بطن الشاعر" كما يُقال، وتكفيني غالبا هذه النسخة المُدمجة المختصرة، ولو كانت غامضة إلى حد ما، كي يصل للقارئ ولو بعضا من المعنى المراد، أو بالأحرى من "الإحساس" المقصود.
مرة أخرى أشكرك يا أمي الغالية على هذه المبادرة الطيبة وهذا التضامن الجميل ربنا يباركك. كانت فرصتي على أي حال كي أوضح ما قصدت. تحياتي ومحبتي وحتى نلتقي. ♥