هذه الشهادة تأتي لا شك عن جدارة حقا يا أختي الجميلة الغالية! تستحقين بالطبع هذه الشهادة وكل باقات الشكر والامتنان والتقدير. في الحقيقة ليس أفضل من هذا التعبير الذي قرأته مؤخرا هنا في إحدى الرسائل: «حقيقي بتستحق مو بس شهادة تقدير بل كل الشهادات، لانها أخت قمة في الروعة والجمال وقمة في الاحترام والتواضع»!
ثم هل هذه حقا "أحلى شهادة" تتلقين؟ فماذا أقول إذاً؟! "سي لا في" يا صديقتي، هيك الدني، هكذا الحياة دائما. أنت عندئذ حقا كاللؤلؤة الثمينة، المكنونة بعيدا في أعماق البحر حيث لا يراها ولا يعرف بوجودها أحد، رغم كل روعتها وبريقها الساحر! كالشاعر القديم ـ ابن الرومي ـ حين قال في أبياته الرائعة:
دهـرٌ عـلا قدرُ الوضيعِ بهِ * وهوى الشريفُ يحطُّهُ شرَفُهْ
كالبحرِ يرسـبُ فيهِ لؤلؤُهُ * سفلاً وتطفـو فوقه جِيَـفُهْ
الوضيع يرتفع ويعلو قدره بينما الشريف ينخفض ويهوي بسبب رفعته وشرفه، كالبحر يهبط فيه اللؤلؤ الساحر الجميل إلى القاع بينما على سطحه تطفو بالعكس الجِيَف المنتنة، جثث الحيوانات الميتة الشائهة وسائر المخلفات والقاذورات! ما أروع هذه الصورة وما أصدقها! (أليس هذا بالضبط وصف عالمنا؟)
...............................................
سامحوني التقصير الوضع عندنا صعب لكن نشكر ربنا على كل شي
أتذكر رسالتك مباشرة بعد "ما حدث" في سوريا وأتذكر كيف كنتِ سعيدة أو على الأقل مستبشرة يملأك الأمل والرجاء أمام هذا "التغيير الجديد" حسب تعبيرك وقتها، الأمل في مستقبل أفضل وأجمل مع هذه "القيادة الجديدة" في "سوريا الجديدة". ولكن هل تتذكرين أنتِ أيضا ما قلت لك ساعتها؟ لقد كنت أعني تماما كل كلمة كتبتها آنذاك، وكان مما كتبت:
نصلي أن يكون القادم أفضل ان شاء الله، وهو حتما أفضل ولو على المدى البعيد.
المهم يا أختى الجميلة هو ألا تخافي أو تهتزي أبدا مهما حدث...
ثم ختمت في النهاية قائلا: لا يعتمد فرحنا وسلامنا أبدا على هذا "التغيير الجديد" أو يتوقف على أي شيء يحدث من حولنا. بالأحرى يعتمد فرحنا وسلامنا على حضور قلوبنا دائما مع الله وعلى ثقتنا المطلقة في محبته وعنايته ومشيئته الصالحة دائما لأجلنا، ولو على المدي البعيد، بغض النظر تماما عن كل ما يحدث حقا بالعالم وكيف يبدو ـ خيرا كان أو شرا ـ لحواسنا وعقولنا.
أما ست البنات قمرتنا الجميلة نعومة فهي بالأحرى "مولانا وليّ النعم"، الملكة التي "أنعمت" علينا جميعا بهذه الشهادات! لا شك أنها تستحق أعلى الشهادات حقا وأرفعها كما تقولين، لكنها حائزة بالفعل على أرفع الدرجات وأكبر القلادات وأشرف الأوسمة وأعلاها، محبتنا لها واعتزازنا بها، كما أنها حائزة بالفعل على ما هو أسمى حتى من كل ذلك وأكبر وأعظم: محبة الله لها وسُكناه في قلبها! ♥