تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.

الرد على الموضوع

الرسالة: [QUOTE="خادم البتول, post: 3827997, member: 113971"] [COLOR="Black"][FONT="Arial"][SIZE="5"][COLOR=Black][FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=Black][FONT=Arial][SIZE=5][COLOR=Black][FONT=Arial][SIZE=5][INDENT] ربنا يسندك ويعينك يا أمي الغالية ويشفي كل حروقك وجروحك. السؤال الأول والأهم يا أمي: هل إنتي [B]تريدي[/B] الشفاء فعلا؟ أيوه طبعا ظاهريا كل إنسان يتألم يريد الراحة بالتأكيد من آلامه ويبحث عن الشفاء. ولكن ده [B]ظاهريا [/B]فقط. المهم في أعماقنا ماذا نريد فعلا؟ ماذا حقا نريد في هذا المستوى الذي يسمونه العقل الباطن؟ في أحيان كثيرة بينما ظاهريا نريد الشفاء ونطلبه، داخليا في أعماقنا ـ وده الأهم ـ بتكون الحقيقة بالعكس: أننا [B]لا نريد [/B]الشفاء. نريد أن نبقى في حالة ألم. بالتالي انظري جيدا في أعماقك يا أمي واسألي نفسك هذا السؤال: هل أريد الراحة فعلا؟ هل أطلب الشفاء حقا؟ [SIZE=4](لا نريد الشفاء لأسباب كتير: أحيانا مثلا ـ من كثرة الجراح أو الظلم الواقع علينا ـ بتتكوّن جوانا شخصية اسمها "[B]شخصية الضحية[/B]". دي طريقة من الطرق اللي العقل بيلجأ ليها لتبرير الألم واحتماله. ليه كل هذا الظلم والاضطهاد والألم؟ الإجابة: لأن أنا ضحية! مع الوقت: تصبح "الضحية" هي شخصية الإنسان فعلا أو هويّته. بالتالي الشخص الذي "[B]يتقمص شخصية الضحية[/B]" بدون أن يشعر يطلب الشفاء ظاهريا ولكن في أعماقه يريد أن يبقى في حالة ألم. الألم هو أساس شخصيته نفسها. الألم هنا أصبح وكأنه "بيته" اللي بيرتاح فيه ولا يستطيع الراحة في أي مكان غيره. ده طبعا مجرد مثال فقط لا أكثر). [/SIZE] منذ اكثر من نصف قرن كانت [B]الطفلة نعومة [/B]ـ [B]حسب فهم الطفلة وإمكانياتها [/B]ـ في موقف مؤلم جدا. كان مؤلم جدا ـ وقتها من نصف قرن ـ ببساطة لأنها كانت [B]طفلة. [/B]يعني مؤلم [B]بالنسبة للطفلة [/B]نعومة، [B]مش ليكي انتي نفسك [/B]حاليا. نعومة حاليا ـ بعد نصف قرن ـ أصبح عندها [B]نضج أكبر وفهم أعمق وخبرة أوسع. [/B]أصبح عندك حتى [B]القدرة تفهمي وتبرري [/B]ليه هذا الأب مثلا أو هذا الأخ عمل كده مع هذه الطفلة نعومة. بل أصبح عندك حتى [B]القدرة [/B]انك كمان [B]تسامحي [/B]كل ده. باختصار: [B]تغيرتي[/B]. انتي مش نفس الطفلة نعومة أبدا من نصف قرن، انتي [B]شخص تاني [/B]مختلف تماما. مع ذلك أول ما تفتحي "حقيبة الذكريات" ينهمر شلال الألم. لكن ده يا أمي مش ألمك انتي شخصيا وإنما [B]ألم الطفلة نعومة. [/B]سبب الألم هو إننا بنحتفظ بالذكريات بدون [B]تفريغها[/B] أولا من شحنة الألم. بتفضل بالتالي محتفظة بكل آلامها ولو لنصف قرن أو حتى قرن كامل! دورنا بالتالي ـ بعد ما كبرنا وفهمنا ونضجنا، بعد ما اتغيّرنا تماما وكليا وحتى اتغيروا أيضا أو ماتوا كل اللي سببوا لنا الألم ـ دورنا هو [U]أولا[/U]: إننا [B]نفصل [/B]نفسنا عن هذه الذكريات، ناخد [B]مسافة [/B]منها، ونتذكر إنها [B]ذكريات الطفلة نعومة.[/B] كل الألم ده مش "[B]حقيقة[/B]" في حياتنا حاليا وإنما "[B]خبرة[/B]" [B]طفلة صغيرة [/B]من أكتر من نصف قرن. دورنا [U]ثانيا[/U]: هو إننا [B]نفرّغ [/B]هذه الذكريات من شحنتها العاطفية، شحنة الألم المحتفظة بيها من سنين. يعني بعد ما نفصل نفسنا أولا عن الذكري وناخد مسافة: [B]ننظر بفهم وعمق ومحبة [/B]لكل ما حدث، نحاول تبرير كل الأخطاء وكل القسوة أو على الأقل نحاول نفهمها، ونحاول نسامح أيضا. ده احنا [B]نقدر [/B]دلوقتي نعمله أخيرا بعد ما كبرنا ونضجنا ـ واللي الطفلة نعومة لم يكن ممكن طبعا إنها تعمله أبدا وبالتالي تألمت كثيرا وعميقا. دورنا بالتالي ثانيا هو إننا [B]نطهّر أنفسنا ونفرّغ ذكرياتنا [/B]من كل هذا الألم. مش لازم أبدا "ننسى" ذكرياتنا وتاريخنا، فقط المطلوب تفريغها وتطهيرها من كل هذه [B]السموم[/B]، كل مرارات الحزن والانكسار والألم. طبعا لازم تعنتني بنفسك أولا! [IMG]http://www.arabchurch.com/forums/images/icons/icon10.gif[/IMG] ده [B]شرط [/B]أصلا مش بمزاجك، وإلا تكون محبتك غير كاملة ويمكن حتى غير صادقة أحيانا! وبعدين انتي راهبة ـ صح؟ مش اتفقنا انك راهبة؟ :) في بعض أنظمة الرهبنة يوجد صلاة معينة بيصليها الرهبان يوميا ـ [B]يوميا[/B]، صلاة هامة جدا طقس أساسي مش هزار ـ عبارة عن صلاة للآخرين على مستويات. الصلاة نفسها نص قصير عادة ويتكرر. مثلا: [COLOR=DarkGreen]ليكن يارب "فلان" بكل صحة وعافية، بكل سعادة، بكل سلام، بكل محبة بين الناس.[/COLOR] بعد كده بقا طريقة الصلاة نفسها: [B]أولا [/B]تصلي للأقربين تماما، الأب والأم مثلا. [B]ثانيا[/B]: تصلي للأصدقاء والمعارف (وطبعا تستحضري في ذهنك الشخصيات دي كلها فعلا). [B]ثالثا:[/B] تصلي للغرباء اللي مفيش بينك وبينهم أي علاقة أو مشاعر معينة (مثلا أحد المارة اللي لفت نظرك صباحا في الشارع، الويتر أو النادل اللي أحضر ليكي العشاء في المطعم، البنت الكاشير اللي تعاملتي معاها في السوبر ماركت، إلخ). أخيرا.. تصلي لأعدائك. [SIZE=4](الصلاة دي نفسها في الحقيقة نوع من التدريب للراهب وفي غاية الأهمية، أدعوكي تجربيها. انتي بستحضري أولا هذه [B]المشاعر [/B]في قلبك فعلا، ومن قلبك لكل خلية في جسدك، ثم توجّهي كل ده للآخر وانتي شايفاه في خيالك كأنه حاضر أمامك. بالتالي على ما توصلي للمستوى الأخير ـ أعدائك ـ بتكوني فعلا "اتشحنتي" بطاقة محبة غير عادية وبيكون الأمر أسهل بكتير مما يبدو، وبالتالي بيقدر هنا الإنسان يصلي بصدق فعلا لكل أعدؤه). [/SIZE] المهم بقا من كل الحكاية الطويلة دي إيه: هذه الصلاة [B]تبدأ [/B]ـ شرط أساسي ـ بالصلاة [B]لنفسك أولا [/B]يا ست نعومة. :) لازم حتما [B]لازم [/B]تبدأي بنفسك أولا وبنفس الكلمات بالنص اللي بتصليه لغيرك. يعني أول كلمة: [B][COLOR=darkgreen]لأكن يارب أنا نعومة بكل صحة وعافية، بكل سعادة، بكل سلام، بكل محبة بين الناس![/COLOR][/B] ده [B]مفتاح الصلاة [/B]كلها أصلا يا أمي، وبردو لازم يكون [B]بنفس الصدق والإحساس [/B]مش مجرد كلمات باللسان! :) طبعا سبب ده روحيا يطول شرحه. بالتالي بس تذكري انك طبعا [B]لازم تهتمي بنفسك [/B]أولا وحتى تحبي نفسك أولا وبكل صدق، تماما [B]كما يحبك الرب[/B]، وإلا محبتك للآخرين لن تكتمل أبدا. أطلنا كثيرا ونكتفي بالتالي بهذا القدر. في النهاية معلش يا أمي واحدة واحدة كده وبالتدريج ح تلاقي نفسك بمشيئة الرب في مكان أحسن وحالة أفضل بكتير. تأكدي: إذا كنتي فعلا [B]تريدي [/B]الشفاء من كل هذه الجروح والحروق والآلام يبقا ح تشفي [B]حتما [/B]منها، ح تشفي [B]تماما[/B]، و«[B]بحسب إيمانك ليكن لك[/B]»! [/INDENT][/SIZE][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/COLOR] [/QUOTE]

التحقق