- إنضم
- 15 أغسطس 2006
- المشاركات
- 3,596
- مستوى التفاعل
- 45
- النقاط
- 0
أمس، الأربعاء الموافق 5 – 8 – 2009، تمت مناظرة عظيمة بين الأب القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير، و الشيخ وسام عبدالله. تمت المناظرة فى غرفة الأب بسيط فى البالتوك، و بدأت الساعة الحادية عشر مساء بتوقيت القاهرة، و إنتهت نحو الخامسة فجراً. قامت كافة غرف البالتوك بإذاعة المناظرة، و الكثير من المواقع الإذاعية، و منها راديو سيف الكلمة. قدَّر الشيخ وسام المستمعين بنحو عشرة آلاف شخص، و إن كنت أقدرهم بحساب شخصى لنحو خمسة عشر ألف مستمع. تم تسجيل المناظرة فى تسجيلين: تسجيل كامل للمناظرة فقط، و تسجيل كامل للمناظرة و فترة الأسئلة و الأجوبة.
تسجيل المناظرة فقط:
http://www.fatherbassit.com/sermons/Fr.Bassit_Wesam_Debate.wma
تسجيل المناظرة كاملة مع فترة الأسئلة:
الجودة الأعلى:
http://files.arabchurch.com/monathra/monathra-high.mp3
أو
http://www.textual-criticism.com/Lectures/FatherBassit-Wesam.mp3
الجودة المتوسطة:
http://files.arabchurch.com/monathra/monathra-mid.mp3
الجودة المنخفضة:
http://files.arabchurch.com/monathra/monathra-low.mp3
و لتحميل التسجيل بحجمه الأصلى و بجودته الأصلية:
http://www.4shared.com/file/123247094/4363e991/monazra.html
(ملحوظة: التسجيل الأخير حجمه حوالى 70 ميجا).
لم يكن أحد يشك فى براعة و قدرة أبينا الفاضل على المناظرة، و لكن جميعنا الآن نندم على مهاجمتنا له فى قبول المناظرات. أمس فقط أدركنا أهمية هذه المناظرات، فلك أن تتخيل أن نحو خمسة عشر ألف فرد غالبيتهم من المسلمين، يسمعون طرح أبينا، و يسمعون طرح الشيخ، و يقارنون بينهما و بحجة كل منهما و منطق كل منهما...بل و بعلم كل منهما! أنا اعلم أنه لا مجال للمقارنة، و لكن إذا كانت القضية حول عدد ضخم بهذا الشكل، فإنه لمكسب عظيم جداً! حقاً، لقد برع أبينا الفاضل، و أسعد قلوبنا بسماع هذا العدد الضخم لرسالة المسيح، لأجل امتداد ملكوت الله على الأرض.
أجاب أبينا الفاضل على كل سؤال طُرِح، رغم أن الوقت كان متساوى بالدقيقة و الثانية! و معلوم أن طرح السؤال الواحد لا يستغرق ثوانى معدودة، بينما تحتاج إجابة السؤال لوقت طويل، و مع هذا فقد نجح أبينا الفاضل أن يرد على كل ما أثاره الشيخ وسام.
رأيى الشخصى فى المناظرة
هذا ليس تعليق شامل، و لكن لمحات سريعة عن أكثر ما لفت نظرى فى أطروحات الشيخ وسام.
جميعنا يعلم قدر الأب القمص عبد المسيح بسيط، و حتى الشيخ المناظر اعترف أن أبينا عالم كبير من علماء الكنيسة القبطية. لا أحد يجرؤ أن ينكر هذا حتى أعداؤه! منطق أبينا الفاضل كان منطق علمى واضح و صريح، أما منهج الشيخ وسام فكان منهج بسيط جداً لم يتعدى المراحل الأولية فى اللاهوت المسيحى. فالشيخ يريد إثبات التوحيد من الكتاب المقدس! و كأن المسيحيين لا يؤمنون بتوحيد الله، و بإيمانهم بالثالوث و لاهوت المسيح يشركون بالله! و الشيخ الفاضل لا يعرف أن الآب ليس هو الإبن أقنومياً، و لكنهما واحد جوهرياً، و ظل يخلط كثيراً فى أبسط أساسيات اللاهوت المسيحى. و بالتالى، أثار كلام كثير لا داعى له عن معنى أن الإبن بالنسبة للآب هو "آخر". كذلك الشيخ الفاضل لا يعلم الفارق بين "أنا كائن" أو "أنا أكون"، و بين "أنا هو". فهو يُصِر على أنها يجب أن تُترجم "أنا هو"، رغم أن سياق النص لا يتضح أبداً بهذا الشكل، و ترجمتها الصحيحة "أنا كائن". و لم يفهم الشيخ معنى أن تصف شخص أنه "كريم"، و بين أن يكون إسم الشخص "كريم"، فراح يخلط بين قول المسيح "أنا كائن"، و قول أى فرد آخر "أنا كائن"!
و ظل الشيخ يستدل بأن الآب أرسل الإبن، و لم يفهم أن نقطة الإرسال لا علاقة لها بطبيعة المُرسَل. و رغم أن أبينا الفاضل أفاض فى شرح هذه النقطة، و شرح كيف أن الكتاب يقول "ترسل روحك فتخلق" (مز 104 : 30)، و نصوص أخرى، تبين أن مفهوم الإرسال لا علاقة له بطبيعة المُرسَل. و ظل يتخيل معنى نص يو 17 : 3 على أنه يعنى أن الآب هو الله و يسوع هو مجرد عبد و رسول له، غير مدركاً معنى مفهوم "الإله الحقيقى" الذى قصده المسيح من سياق النص، ولا معنى "الحياة الأبدية" الذى شرحه المسيح نفسه كثيراً فى الأناجيل الأربعة!
أما أعجب ما سمعت هو أن الشيخ وسام معترض على أن اسم "يسوع" غير مذكور فى نبوة اش 9 : 6! لا أعرف هل درّس الشيخ وسام مفهوم النبوة فى الكتاب المقدس أم لا، و لكن أى نبوة هذه التى تذكر إسم الشخص؟!
فى كل هذا كان الأب عبد المسيح جاهزاً له بإسلوب علمى رائع، و منطق يستقيم مع العقل، و فى كل مجال تطرق له الشيخ كان أبينا الفاضل حاضراً له. فالشيخ كان يدعى أنه على علم بلاهوت الآباء، و هو الذى لم يكن يعرف كيف ينطق أسمائهم بشكل صحيح حتى، و كان يساعده شخص فى إستهجاء الأسماء، و ظهر هذا الصوت الهامس حينما نطق إسم يوستينوس، و لقبه الشهيد، و يمكن لأى فرد أن يسمعه. الشيخ وسام تصور أننا بهذا نهينه، و لكن أين الإهانة فى أن يعمل معه فريق إعداد؟ بل أنا شخصياً عضو فى "فريق البحث الكتابى" الذى أسسه أبينا الفاضل القمص عبد المسيح بسيط!
و حينما إحتج أبينا الفاضل بنصوص من سفر الرؤيا، راح الشيخ وسام يحتج بأن سفر الرؤيا تم قبوله فى وقت متأخر. عفواً شيخنا، ما علاقة هذا بلاهوت يسوع فى الكتاب المقدس؟ إذا كنا قد وصلنا إلى مرحلة أننا نناظر فى لاهوت المسيح، فهذا يعنى ضمنياً التسليم أو قبول الكتاب المقدس بشكل إفتراضى حتى. حينما يأتى ملحد و يناظرنى فى لاهوت المسيح فى الكتاب المقدس، فعليه إذن أن يُسِلم بوجود الله بشكل إفتراضى على الأقل حتى يُبنى الحوار. فإذا كان الحوار حول لاهوت المسيح من خلال الكتاب المقدس، فهذا يعنى التسليم المؤقت بصحة هذا الكتاب حتى لو كان الشيخ يؤمن أنه محرف. و لكن ما رأيناه هو أن الشيخ عجز عن الرد على النصوص نفسها، فراح يقول أن سفر الرؤيا تم قبوله متأخراً! يا لهذه الحجة، و كأن الشيخ يهدم بنفسه الأساس الذى يُبنى عليه هذا الحوار و هو الكتاب المقدس، فالحوار ليس عن لاهوت المسيح فى كتاب الموتى، بل الكتاب المقدس! كل من له ذرة من العقل و المنطق سيفهم معنى هذه الحيلة جيداً!
و فى النهاية، إعترف الشيخ وسام ضمنياً أن يسوع إدعى الإلوهية. ففى فترة الأسئلة، قام الأخ و الأستاذ egoemi بتوجيه سؤال للشيخ عن نص يو 5 : 19، و بالتحديد عن قول المسيح:"لأن مهما عمل ذاك، فهذا يفعله أيضاً". و كان سؤال الأخ ايجو هو:"ما معنى كلمة مهما؟". بالطبع الشيخ لم يقل ما معنى كلمة مهما، و لكن بدلاً من ذلك قال ما يلى بالحرف الواحد:
"أستاذى الفاضل أنت تقصد من هذا النص أنه هو بيعمل نفس اللى بيعمله الآب، صح؟ مش دة اللى انت بتقصده؟ مش دة اللى انت حضرتك بتقصده؟ مش دة اللى انت بتقصده؟ انه هو نفس اللى بيعمله الآب يعمله الإبن صح؟ نفس الحاجة صح؟ ممتاز. طيب يا أستاذى الفاضل الكريم، استاذى الفاضل الكريم، من هو الله من كلام يسوع؟ الله هو الآب. هل الآب هو الله وحده؟ طبعاً مين اللى قال الكلام دة؟ يسوع، انجيل يوحنا سبعتاشر تلاتة و هذه هى الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحق وحدك. فأنت الآن بتقول لأ أن الآب، الإبن له قدرة مثل الآب، إذن الإبن إله، أهلا و سهلاً، أنت راجل مشرك الآن، أنت أشركت مع الله الآب شخص آخر".
الآن أنا أريد الجميع لا يتلفتون إلى نقطة الشرك هذه، و ننتبه لكلام الشيخ وسام نفسه، بإعترافه أن للإبن قدرة مساوية للآب، و اعترافه أن هذا يجعل من الإبن إلهاً، و لذلك نحن مشركين بالله! هكذا، أجاب الشيخ وسام على نفسه، فقد إدعى يسوع الإلوهية و ذلك من فم الشيخ نفسه! فشكراً للأستاذ الرائع egoemi، لأنه أخذ من فمه هذا الإعتراف!
ثم تقدمت للسؤال، و سألت فى نص إنجيل متى 28 : 17 – 19:"ولما رأوه سجدوا له ولكن بعضهم شكّوا. فتقدم يسوع وكلمهم قائلا.دفع اليّ كل سلطان في السماء وعلى الارض. فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس"، و بالتحديد فى قوله:"و لكن بعضهم شكوا". و كان سؤالى هو:"فيما شكّوا؟". لم يجب الشيخ وسام بحرف، و كل ما قاله هو ما أهمية شكوا هذه؟ ما هى أهميتها؟ فأخذت المايك مرة أخرى و قلت له لديك إجابة قدمها، وإذا ليس لديك إجابة فقل لا أعرف فقط. كررتها أكثر من مرة و لم يطلب المايك، و أخذ المايك بعد السائل الذى يلينى و لم يتطرق لسؤالى إطلاقا! سأشرح هذا الإسبوع بنعمة الرب المغزى من هذا السؤال، و إن كان واضحاً لكل من يرى!
أخيراً، فهذا سؤال لكل إنسان: إذا كنت لا تعبد من له السلطان على كل شىء مما فى السماء و على الأرض، فمن هو الذى تعبده بالضبط؟!
شكراً أبينا الحبيب، القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير، حفظك الله لنا فى كل مكان...
كل من لديه تعليقات على المناظرة، نرجو أن يضعها هنا، ليكون هذا الموضوع متكاملاً شاملاً، لمجد الله!