لا يا راجل؟!! هاهاها.. وجاي على نفسك ليه؟
طيب يا نجم سامحني بقا معلش أنا كده أوروفوار للأسف. كان بس نفسي تقول من البداية إنك ناوي على "رواية" أو "سيرة ذاتية". هاهاها. باختصار بعد ما سعادتك مشكورا طلبت رأيي المتواضع قلت طيب على الأقل أتابع وأشوف.. على الأقل أتابع.. (في العادة لا أتابع ولا أقرأ حتى رأس الموضوعات في العام – إلا فيما ندر، ومن أسماء معينة). أول بقا ما لقيتها "مسلسل" كشفت راسي ودعيت على إيريني! الله يسامحك يا إيريني انتي اللي بدعتي البدعة دي! طبعا لا أفهم أبدا سبب هذه المسلسلات إذا كان فيه فعلا رغبة صادقة في الوصول لإجابات وحقائق أو على الأقل بدء البحث والتفكير والنقاش حولها! لكن في النهاية كل واحد طبعا حر في فكره وطريقته، خاصة إن قليل جدا من الناس هم اللي بيدوّروا فعلا عن إجابات وعايزين بجد يفهموا "الشو" ده بيدور إزاي (بغض النظر تماما عما يزعم أغلبية البشر).
على أي حال أجدني للأسف يا صديقي مضطرا عند هذا الحد أن أعتذر لأنني فعلا لن أستطيع المتابعة وبصدق لا أملك الوقت، ولكن أيضا يسعدني قبل انصرافي أن أشارك معك ـ ومع قارئك المهتم ـ على الأقل ببعض الإشارات المختصرة في ضوء ما قرأت حتى الآن، لأن الموضوع هام بالفعل، وأيضا لأن المعرفة كما أقول دائما أمانة ويجب كما انتقلت إلينا أن ننقلها أيضا لغيرنا، فسامحني للمقاطعة (على أن تستأنف طبعا بعد انصرافي هذا المسلسل كيفما تريد).
أولا السؤال الرئيسي
هل هذه الارواح يمكن ان تتسبب في الامراض العضوية والنفسية؟ الإجابة في رأيي البسيط والمتواضع جدا هي
نعم أستاذنا الحبيب، بلا أدنى شك. تحفظي الوحيد هنا هو فقط كلمة "تتسبب" وماذا تعني حقا، كما أشرت بالفعل سابقا في موضع آخر. هذه على أي حال هي الإجابة باختصار ولكن أضيف أيضا ما يلي لأجل الفهم وإزالة أي لبس أو تناقض:
هناك بوجه عام ثلاثة مستويات للوجود في عالمنا: المستوى
السببي، والمستوى
الروحي، والمستوى
المادي. هذه المستويات تتأسس وتتداخل ويقوم بعضها فوق بعض. يعني لكي يظهر أي شيء بهذا العالم لابد
أولا أن يوجد في المستوى السببي، ثم ينعكس في المستوى الروحي، ثم يظهر أخيرا في المستوى المادي. كل ما تراه وتسجله حواسك في هذا العالم إذاُ ـ كله بلا استثناء ـ له "معادل" روحي إذا جاز التعبير، كما أن كله بلا استثناء لابد أن "ينشأ" أولا في المستوى السببي (ولهذا تحديدا نسميه "
السببي" فهو سبب كل شيء).
هذا المستوى السببيّ بالتالي هو "
العقل الإلهي" نفسه، مع بعض التجاوز. هذا هو اللوجوس، "الابن" في اللغة والفهم المسيحي، "بهاء مجد اللاهوت ورسم جوهره" حسب وصف الرسول. بالتالي في هذا "النور الإلهي" ـ ومنه ـ يظهر كل شيء، فالشيء "
يوجد" بمجرد "
معرفة" الله عقلا له، ثم من هناك تبدأ رحلة التجلي والظهور. ولأن هذا هو العقل الإلهي ـ أو بتعبير أدق "
العقل الكليّ" ـ نسمي هذا المستوى أيضا "المستوى العقلي" أحيانا.
يمكن بالمثل وصف المستوى الروحي بـ"الطاقيّ" أيضا، لأنه يرتبط بـ"
طاقات" ما زال العلم يحاول فهمها ورصدها، ورغم أننا حققنا بالفعل بعض النجاح
معمليا فإننا نعرف أن العلم لا يمكنه أبدا الإحاطة بهذا المستوى تماما، لأن بعض الطاقات ـ الطاقات الأكثر رهافة وعلوا ـ هي بالأحرى طاقات إلهية تفوق العقل والإدراك كليا في درجة رهافتها وسموها (طاقات ترتبط مباشرة حسب اللغة والفهم المسيحي بروح الله القدوس).
ثم أخيرا يظهر العالم المادي أو الفيزيائيّّ كما نعرفه وكما تسجله حواسنا وكما يقوم العلم التجريبي عموما بدراسته، فهذا هو ميدان العلم الرئيسي.
وعليه فكما ترى: المقارنة التقليدية بين نموذج
الشياطين القديم من جهة (في المستوى الروحي الطاقيّ) ونموذج
الفيروسات الطبي الحديث من جهة أخرى (في المستوى الماديّ الفيزيائيّ) مقارنة لا معنى لها، بل لا تستقيم ابتداء، لأنها مقارنة بين
مستويين مختلفين جذريا وكليا من مستويات الوجود. المرض نفسه لا شأن له بهذا أو ذاك، إذ يوجد بالمستوى السببي أو العقلي أولا (رغم أن الله لم يخلقه، ولكن هذه قصة أخرى). بل أكثر من ذلك: المرض
لا يوجد حقيقة إلا بهذا المستوى السببي، الخفيّ تماما عن حواسنا وإدراكنا! ما نراه في عالمنا هو فقط "
انعكاس" هذا المرض ليس المرض نفسه، كأنها
صورة في مرآة. فإذا كنا في العالم "الروحي" فإن المرض ينعكس هناك بما يتناسب مع ذلك العالم، أي في هيئة
تكوينات الطاقة التي نسميها الأرواح أو الشياطين. أما إذا كنا في العالم الماديّ فإن نفس المرض ينعكس ولكن بما يتناسب أيضا مع هذا العالم، أي في هيئة
تكوينات بيولوجية نسميها فيروسات، أو بكتريا.
(1) (وفي أغلب الحالات يرتبط كل ذلك مع بعضه بعضا: الورم مثلا أو الضمور أو الالتهاب أو الخلل عموما هو "
المعادل" المادي لهذه الطاقة السلبية.. هو "
الصورة" المادية لتلك الطاقة المختلة أو التدميرية ـ أو "الشيطانية" ـ الحبيسة بالجسد! علاج أحدهما من ثم يؤدي
بالضرورة إلى علاج الآخر).
(2)
أطلت كثيرا عما كنت أتوقع رغم الاختصار الشديد! دعنا على أي حال نختم بنقطتين أكثر اختصارا:
ثانيا: فيديوهات فضيلة الملا
طبعا لا تعليق.
ده "أكل عيش" والراجل حتى ترك رقم تليفونه مع كل فيديو في اليوتيوب. بالتالي لا تعليق ربنا يسهل لعبيده ويدبّر ملكه حسب مشيئته (أخواتنا بالذات في السعودية والخليج معاهم قرشين زيادة وفي نفس الوقت بيحبوا أوي الحكايات دي).
خلينا بالتالي ننتقل للنقطة اللي بعد كده على طول ونستغل الوقت في أمور أكثر جدوى. (ربما لاحقا ـ وفي ظروف أفضل مفيهاش نظام المسلسلات ده ـ نبقا نحاول نفهم بالتفصيل ماذا يفعل حقا فضيلة الشيخ).
ثالثا: أين يقف العالم؟
أعرض عليك في المقابل هذا الفيديو
(3) وفيه ترى علاج إعجازي حقيقي للسرطان على الهواء مباشرة ـ صوت وصورة ـ وفي إطار طبي كامل! هذا الرجل ـ
جريج برادن ـ من أشهر الباحثين حاليا في هذا المجال بالعالم وله
عدة كتب هامة، وهذا جزء صغير من محاضرته في إيطاليا قبل أعوام:
[YOUTUBE]ldy-xg26xmU[/YOUTUBE]
طبعا أوافق شخصيا على كل ما يقول برادن هنا ولكن ليس تماما. (أتحفظ تحديدا على ذلك الجزء الذي يشبه أفكار حركة الـ"New Age": فيلم "السر" و"قانون الجذب" وكل هذه الأمور). على أي حال كل ما يعنيني حقيقة هنا هو فقط هذا الفيلم القصير الذي عرضه برادن للجمهور الإيطالي وهذا المستشفي الصيني الذي لا يعتمد على أية أدوية، أو كما يسميه: Medicineless Hospital. بكل حال ـ وبغض النظر عن مدى اتفاقي شخصيا مع برادن ـ نحن هنا كما هو واضح بدأنا أخيرا "
نتكلم جد" يا أستاذ ياسر
(مع احترامي طبعا لك ولفضيلة الملا وكل أصحاب الفيديوهات الشبيهة والتي أتيت حضرتك مشكورا بعينة فقط منها).
(4)
كنت أود الحديث أكثر عن المستوى الطاقيّ أو الروحي وعن طاقات الشفاء عموما وأيضا عن السيد المسيح وعن تلك "
القــوة" الغامضة التي خرجت منه وشعر بها عندما لمسته المرأة النازفة، ولكن أطلنا بالفعل كثيرا والموضوع كما ترى في غاية الاتساع والثراء. أكتفي من ثم بهذا القدر وأعتقد أنه يكفيك أيضا لتدرك معي على الأقل كم هو عميق حقا هذا الأمر
وكم هو رائع بل باهر عموما هذا الوجود الذي نحياه! أشكرك في الختام على هذا الموضوع الهام (ليتك لا تقتله بهذه الحكايات والمسلسلات)، كما أعتذر مرة أخرى لأنني فعلا لن أستطيع العودة أو حتى التعليق هنا مرة أخرى (
وبالتالي لا تشغل نفسك أنت أيضا بأي ردود). تحياتي ختاما مع محبتي وحتى نلتقي.
_____________________________
(1) ومن هنا نفهم الفرق الجذري بين السيد المسيح وأي "معالج" آخر. لم يكن السيد المسيح حقا يعالج كأي "معالج روحاني" عرفناه أو رأيناه، بل كان السيد له المجد ـ وهو تجسد العقل الإلهي ذاته ـ بالأحرى "يحذف" المرض مباشرة من المستوى السببي نفسه، يمحوه من العقل الكلي تماما، ومن هنا جاء سلطانه الرهيب بل المطلق فوق أعتى الشياطين! وحتى بعيدا عن المرض، كما نرى فيما حدث مع شجرة التين مثلا: يسأل الجهلاء في هذه الشبهة الشهيرة: لماذا لعن التينة؟ لماذا يبست؟ ما ذنب التينة المسكينة؟ هذا في الحقيقة ليس إلا جهلا تاما بطبيعة الوجود وكيف تظهر الأشياء والكائنات حقا. إن التينة لا وجود لها ابتداء في ذاتها حتى يمكن وصفها بالمسكينة أو غير المسكينة. التينة لا توجد إلا بالعقل الكلي فقط، عقل المسيح نفسه، وهذا العقل بالتالي يقوم هنا بدور يشبه "البروجيكتور" السينمائي الذي يعرض "الفيلم" على شاشة الوجود! ما فعله السيد المسيح إذاً هو أنه قام فقط بـ"تصحيح" هذه التينة، فقط بعقله هو، فيبست "صورة" التينة بالتالي وظهر انعكاسها يابسا فوق "الشاشة"، ذلك كي لا تعطي انطباعا كاذبا بالإثمار بينما هي في الحقيقة غير مثمرة!
(2) يمكن أن يتسع نفس المنطق ليشمل الكسور أيضا والجروح والقطوع وحتى الحوادث وكل "العكوسات"، بل حتى الزلازل والبراكين وكل الظواهر الطبيعية المدمرة. كلها "تعبيرات" عن طاقات سلبية متحركة ومؤثرة: بينما يقرأها البعض بلغة الشياطين أو الآلهة الغضبى، يقرأها آخرون بلغة الضغط والحرارة وسائر اصطلاحات العلم المادية البحتة، على حين يعجز فريق ثالث عن قراءتها كليا ويكتفي بشرحها وفق ثقافة "الابتلاء" أو "التجارب" أو "القضاء والقدر".
(3) يوجد على اليوتيوب فيديو جريج برادن الأصلي بدون ترجمة، وأيضا تتوفر محاضرة ميلانو كاملة (أيضا بدون ترجمة): الجزء الأول | الجزء الثاني.
(4) بعد ظهور هذا الفيديو بدأت البحث شخصيا عن هذا المستشفي العجيب، أولا لتوثيق هذا الذي أتى به برادن (رغم أنني أعرف الرجل وأثق به)، ثانيا للوصول إلى فهم أعمق كيف يحدث حقا مثل هذا الشفاء الفوري لأصعب الأمراض وأخطرها، وثالثا وأخيرا للإجابة عن سؤال هام: كيف "سمحت" شركات الدواء العملاقة بوجود هذا المستشفى أصلا، في الصين أو في غيرها؟ واختصارا فقد وجدت بالفعل أخيرا هذا المستشفى ووصلت للرجل الأول هناك صاحبها وصاحب هذا التكنيك العلاجي الإعجازي: طبيب اسمه الدكتور منج بانج. هذا الفيلم وهذا الذي يقوله برادن إذاً موثـّق مائة بالمائة، وأيضا علمي مائة بالمائة.
* * *