المصادمات الطائفية خبزاًً يومياً

++menooo++

حياتى لأسمك يا من فديتنى
عضو مبارك
إنضم
30 ديسمبر 2005
المشاركات
4,085
مستوى التفاعل
26
النقاط
0
الإقامة
قلوب أعضاء المنتدى
المصادمات الطائفية خبزاًً يومياً

الآن صارت الإسكندرية عاصمة "الخلافة الإخوانية" المنتظرة، فأبناؤها الذين طالما شكلوا قاطرة للتقدمية، انحازوا إلى السلفية بوضوح، إذ انتخبوا ثمانية من جماعة "الإخوان المسلمين" نواباً في البرلمان، لتصبح بهذا أكبر تمثيل لها في مصر، وربما ما شهدته المدينة من خلل ديموغرافي بسبب موجات الهجرة من الريف التي كرست "ترييف المدينة"، وبدلاً من أن تحتوي القادمين من الريف حضارياً، فرضوا قيمهم عليها، لدرجة أن الإسكندرية التي كانت عاصمة الاستجمام والترفيه في مصر صارت مسرحاً للمصادمات الطائفية الدامية، وحاصرتها العشوائيات القبيحة، وتفشت فيها ثقافة التعصب على نحو ينذر بمخاطر يعلم الله مداها.
وما حدث في كنائس المدينة ليس إلامحصلة لسلسلة من التراكمات المتقيحة لعشرات العلل، فالحكاية أبعد من مجرد اختزالها في ممارسات شخص وصف بأنه "مختل"، فالخلل الحقيقي ليس في رأس هذا الشخص، بل في اتساع مساحة "المسكوت عنه" من هموم الوطن والمواطنة، ولعلي ـ خلافاً لكثيرين ـ ممن يتلمسون جوانب إيجابية في مأساة "جمعة الآلام"، إذ أن ما حدث ربما يكون كفيلاً بفتح كل الجراح وتنظيفها بعمق، وتسمية الأشياء بمسياتها، وإثارة القضايا التي طالما آثر الأقباط السلامة بعدم الاقتراب منها كحقوقهم السياسية المهدرة، وتفشي الهوس الديني على نحو جعل من المصادمات الطائفية خبزاًً يومياً، وفي المقابل ذلك الانسحاب القبطي الذي يجعل حتى المتعاطفين معهم من غير المسيحيين يستشعرون الحرج ، وهم يسمعون صوتهم أعلى من صوت قطاعات عريضة من الأقباط أحياناً، لدرجة بات معها المتطرفون يصفون أي صوت متعاطف مع هموم الأقباط بنعبير "المتأقبطين"، على غرار "المتأسلمين"، ويكيلون لهم كل صنوف التهم من العمالة إلى الخيانة إلى الارتزاق وإثارة الفتن.

منقووووووووووووووول
 
أعلى