المسيحية قوة حياة الله في أعضاء الكنيسة - الوحدة الحقيقية في كنيسة الله

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
المسيحية الحقيقية ليست مؤسسة مبنية على لوائح ونُظم فكرية عقلية وأبحاث دراسية وعلمية وقوانين وضعية تشريعية ومحاكم قضاء، بل هي قوة الله الظاهرة في أعضاءها الحية بالروح لأنها تنبض بحياة الله، وتظهر قوتها الإلهية عندما تُضطهد في العالم ويتجه ضدها كل قوى الشر لتحطيمها، فتعلو وتظهر شامخة عالية ويتلألأ ضياؤها بقوة صليب رب المجد الذي حينما ارتفع عليه فجذب إليه الجميع بإعلان المحبة ووهب لهم قوة قيامة وحياة ذات سلطان سماوي فائق لا تزول، وجعل فيها رجاء حي يجعل أصغر صغير في الكنيسة يجتاز الموت ليغلب بقوة دم حمل الله وبكلمة الشهادة التي في قلبه ولا يحب حياته حتى الموت لأجل حبيبه الخاص المالك على هيكل جسده مع كل إخوته الذين يسيرون في نفس ذات الطريق الواحد بالروح القدس الذي يأخذ من المسيح الرب ويُعطينا حسب مسرة مشيئة الآب.

  • فبشارة رجاء المؤمنين وأغنيتهم الجديدة هي كلمات القديس بطرس الرسول: [ مُبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي، بقيامة يسوع المسيح من الأموات ] (1بطرس1: 3)، وهذه هي بشارة الرجاء الحي التي تنطلق في قلب كل من يؤمن إيمان واقعي حقيقي بالله، لذلك يستهين بالخزي والتعيير ويُعتبر أن خفة ضيقته الوقتية تُنشأ له ثقل مجد، لذلك وبسهولة يجتاز الضيقات والآلام والأوجاع – مع كل إخوته في الجسد الواحد عينه – محتملاً كل ضيق بصبر القديسين لأجل رجاء الحياة الذي يحمله في داخل قلبه برؤية الإيمان العامل بالمحبة الذي يُعطيه أن يُبصر مجد الله في داخله، فيستهين بكل ما في العالم ويشتهي أن ينطلق نحو حبيبه الخاص ليكون معه ومع جميع القديسين، لأن ذلك الانطلاق أفضل فعلاً له ولكل من ذاق نعمة الله وحب الرب من كل قلبه وفكره وقدرته ونفسه !!!
ولو أي شخص تذوق الحياة في المسيح ودخل في سرّ التجديد المستمر، فهو بسهولة يتحد ويشترك مع كل أخ مؤمن سار في نفس ذات الطريق الواحد عينه، لأن الروح الواحد هو الذي يعمل في الجميع بلا استثناء، لذلك لن يكون كل واحد غريب عن الآخر، لأن الكل يشترك في نفس ذات الحب الواحد عينه الذي هو شخص المسيح الكلمة.

  • لذلك يا إخوتي أن سرّ عدم قبول الوحدة وعدم تتميمها، ليس في بنود الإيمان ولا الاتفاق على لوائح وعقائد، بل لأن كل واحد في مكانه واقف ليأخذ حيز يعيش فيه، فكيف وأنا في مكاني والآخر واقف في مكانه نصنع وحدة !!! وذلك لأن لو واحد في مكانه يُنادي الآخر قائلاً: تعالى عندي لنصنع وحدة سوياً !!! فهل هذا النداء يُتمم وحدة حتى ولو على المستوى الفكر البشري العادي !!!
فلو كل واحد واقف عند بيته يدعو الآخر أن يأتي ليجلس على مائدته ليصنع وحدة، فأنه من الطبيعي أن يملي شروطه عليه، وأن أعظم اتفاق قد يصلوا إليه هو أن يقطعوا نصف المسافة التي بينهم ليجلسوا على مائدة في الوسط بين بيت هذا وبيت ذاك، ليحاولوا أن يجدوا أرضية مشتركة ليقفوا عليها معاً، ومن ثَمَّ يحدث تفاوض كل واحد يتنازل عن بعض الأشياء في سبيل أن يصلوا لنقاط مشتركة، وهذه الوحدة تنفع كوحدة أحزاب سياسية تُريد أن تشترك ويكون لها قاسم معين لأجل غرض أن يكونوا قوة، وهذه لم ولن تكون وحدة مسيحية على وجه الإطلاق مهما ما كانت النية سليمة والقصد صحيح، لأن الوحدة المسيحية لا تبدأ بالفكر، ثم تنزل للواقع المُعاش، لأن الوحدة المسيحية لا تُصنع في مصنع العقل البشري، ولا تُقرأ في الكتب ولا تنتج من أبحاث ودراسات وتعتمد على ألفاظ وكلمات وبنود...

  • لذلك كل من يحاول أن يدعم الوحدة بالفكر ويتشدد في أن أنا اللي صح والمفروض أن أضع شروط الوحدة وأقاوم الآخرين على أساس أنهم واقفون في أرضية شريدة بعيداً عن حظيرة الإيمان، لأن هذا هرطوقي، والآخر يقول عني أنا اللي هرطوقي.. الخ، فهذا يخرج تماماً عن المسيحية وروح الإنجيل ليتصلب أكثر ويصنع انشقاقاً أكبر ويدعم الفرقة ويستحيل أن يصنع وحدة مسيحية على نحو الإطلاق، بل سيقاوم - بتلقائية - أي وحدة حقيقية تُقام ويصير ضداً لها بالمرصاد مهدداً ومندداً بفسخ هذه الوحدة التي يراها باطلة والقائمة على هرطقة...

  • إذن والحال هكذا، فالسؤال المطروح اليوم هو: ما هي الوحدة المسيحية الحقيقية !!!!
يا إخوتي الكتاب المقدس أعلن الوحدة الحقيقية التي يُمكن أن ننهجها ونسير بها بل ولم ولن يوجد غيرها مهما ما حصل من كلام حتى لو شكله رائع وحقيقي وجميل، فالرب يسوع قال بفمه الطاهر: [ "أنا فيهم" وأنت فيَّ ليكونوا "مُكملين إلى واحد" وليعلم العالم أنك أرسلتني وأحببتهم كما أحببتني ] (يوحنا 17: 23)؛ [ وعرفتهم اسمك وسأُعرفهم ليكون "فيهم" الحب الذي أحببتني به "وأكون أنا فيهم" ] (يوحنا 17: 26)

  • فلو المسيح الرب مش فيَّ ولا أنا فيه كيف اتحد مع أخي في الجسد الواحد واصنع معه شركة !!!!!
لا يخدعكم أحد يا إخوتي فأن هذه هي الوحدة الحقيقية، وأي لغو كلام آخر عن الوحدة بغير هذه الطريقة الوحيدة ستنقسم الكنيسة مرة ومرات وكل وحدة فيها ستفشل فشل ذريع، لأن قبل الانقسام كان هُناك بنود إيمان مشترك وتعليم حلو جداً كفيل أن يغذي الكنيسة لعصور مديدة إلى الأبد... لكن حينما يسير كل واحد في اتجاه آخر غير أن يتحد بشخص المسيح ويكون فيه فأنه ينعزل وينقسم، بل وضروري وحتماً سينفصل عن الجسد الواحد أن آجلاً أو عاجلاً !!!!!

  • فأنا لو في المسيح وأنت في المسيح، لنا رأس وقلب واحد، فكيف للقدم أن تقول لليد أنتِ لست تسيرين وفق الجسد فأنا في اتجاه وانتِ في أتجاه آخر، وان استعلت العين عن الفم، أو تعاظمت اليد على القدم، فكيف يكون هذا جسد واحد وفيه كل واحد يتعالى على الآخر ويريد أن يسير في اتجاه مُخالف، وكل عضو يحاكم عضو في الجسد الواحد ويرفضه وكيل له اتهامات لا تنتهي فكيف يكون هذا جسد واحد، وكيف نُسمي هذا كنيسة واحدة وحيدة مقدسة جامعة رسولية !!!!
فهل الوحدة الحقيقية تُقام على مجرد نقاش ووضع بنود وأنت تمشي على بنودي أو أنا أسير وفق بنودك أنت، ومن له منطق أقوى وحجة أعظم يسير عليه الآخر ويخضع له، فهل السعي للوحدة في المسيح مُمكن أن تُنمي روح التعصب والتعالي على الآخر !!!، فيا يتفق معي يا إما يكون ضدي !!! هل هذه وحدة مسيح أم وحدة حزب سياسي يحيا وفق خصومة الإنسان وكبرياء قلبه أو بغرض كسب مواقع سياسية لأجل صنع رئيس مستبد يتحكم في الآخر!!!

  • الوحدة في كنيسة الله ليست حرب فيها مكسب لطرف وخسارة لآخر، الوحدة المسيحية هي وحدة جسد له أعضاء كثيرة لكن الجسد واحد معاً، متركب ومتآزر معاً بوثق وربط إلهيه فائقة أساسها محبة الله المنسكبة بالروح القدس ودُعامتها رباط السلام، سلام الله الذي يفوق كل عقل، وأيضاً لبس فكر المسيح...
يا إخوتي أن كلمة حق الله وحكمته الظاهرة في شخص المسيح القيامة والحياة هي أكثر اضطراماً وضياءً من قوة نور الشمس الحارقة وقت القيظ، تتسرب إلى أعماق القلب والروح بسهولة، فتصنع وآماً يشهد لقوة عمل الله في قلوب الذي يؤمنون به، فينظر العالم لمحبتهم نحو بعضهم البعض فيمجدوا الله الذي صنع وحدة يستحيل على العالم أن يعرف أن يصنعها مهما ما كان عنده جمعيات حقوق الإنسان على أعلى مستوى من الإمكانية والقدرات الفكرية والبحثية وقوة حجة المنطق الذي لا يُقاوم، فوحدة الجسد الواحد لا يقدر عليها سوى الله في المسيح بواسطة الروح القدس فقط..

  • ليتنا نكون حقاً على مستوى الإنجيل المقروء من جميع الناس وبسببنا يتمجد الله ويتبارك اسمه العظيم القدوس ونكون كلنا أحياء بالروح، ومن خلالنا تنمو كلمة الله وتزيد وتنتشر كقوة وحياة في كل بقاع الأرض، فليتنا نكون مسيحيين حقيقيين نُعظم اسم الرب ونمجد صلاحه بوحدتنا معاً في سرّ المحبة وقوة الإيمان الحي، آمين
 
التعديل الأخير:

ROWIS

رويس
عضو مبارك
إنضم
3 يوليو 2007
المشاركات
2,619
مستوى التفاعل
388
النقاط
83
ناس بيقولوا المسيح هو الله الكلمة المتحد جوهرياً بالله الآب والله الروح القدس.
ان الله واحد مثلث الأقانيم.
ان المسيح تجسد.
ان المسيح صُلب واسلم روحه بنفسه.
ان المسيح اقام نفسه من الموت وصعد إلى السماء.
ان المسيح سيأتي في اليوم الاخير ليدين الاحياء والأموات.
وناس بتقول نفس قانون إيمان أثناسوس

كل ده وليسوا مسيحين؟! هزُلَت

(ما عدا ام الحرف "و" اللي احنا واقفين عنده من تفاهتنا، زي ما وقفنا من تفاهتنا عند "شركاء الطبيعة، أم شركاء في الطبيعة، وزي ما وقفنا من تفاهتنا في مجمع خلقيدونية في حرف جر "في" وقسمنا الكنيسة حتى يومنا هذا)

- أي حد بيقول عن نفسه أي حاجة، الأستاذ اللي بيهاجم الوحدة، في أحدى مناظراته مع احد المسلمين كان بيفتخر ان فريق العمل معاه يضم كل الطوائف ارثوذكس وكاثوليك وبروتستانت! وكان بيقول اننا كلنا واحد، ولكن دلوقتي بقيت الوحدة عيب!

هههههههههههههههه دنيا
طالما الواحد بيكون عنده ازدواجية في المعايير فمن الممكن جداً انه يبيع اي حاجة، لمجرد انه يثبت فكرته.

المشكلة ان حكاية أستاذ لاهوت دفاعي، بقيت شغلانة اللي ملهوش شغلانة. اي واحد يقرا كتاب في وقت فراغة،
اصبح يفهم في اللاهوت الدفاعي او اللاهوت عامة، بل وأحياناً يكون استاذ لاهوت دفاعي او محاور او اي حاجة! ههههههههه





 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
اهو غُلب وعايشين فيه يا جميل، وبقت هناك مسيحية سلفية اول مرة اسمعها في هذا الجيل الغريب، وعلى رأيك كل واحد بيتكلم من منطلق أنه قرأ كتابين تلاته وبقى حامي حمى الإيمان وعنده العلم كله، ويفتخر أن يعرف يجمع الناس وأنه بيحب الكل وواحد معهم، وأن الكل على وفاق إيان واحد، وأول لما تيجي سيرة الوحدة على مستوى واقع يتحقق تبقى ضد الإيمان القويم وهرطقة وضد التعليم.. الخ.. وعجبي
 

ROWIS

رويس
عضو مبارك
إنضم
3 يوليو 2007
المشاركات
2,619
مستوى التفاعل
388
النقاط
83
الواحد من دول لما يجي يكلم أخ مسلم يفتكر كل الآيات بتاعة المحبة في الكتاب المقدس، ويبتدي يفسر النص بتاع احب قريبك كنفسك، بأن القريب هنا يقصد الإنسان يعني المسلم قريبي في الانسانية ولازم احبه ... الخ.

ولكن اول ما يلمح واحد مسيحي مختلف معاه في الطائفة، وعليها يا معلم، تلاقي فجأة عنيه بقيت حمرا، وطلعله قرون وحوافر!
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
المشكلة يا جميل أن مافيش محبة لكن فيه علم وفكر، والعلم بطيبعة الحال ينفخ، فيتكبر الإنسان صاحب المعرفة، لأن المعرفة عنده فارغة من قوة الله بلا تواضع ووداعة قلب وليس منبعها الروح القدس روح محبة الله المتدفقة، فأصبح له شكل التقوى وصورتها لكن في داخله فقدت قوتها، والمحبة شكليه خارجية باللسان فقط، يستخدمها ليحلي صورته أمام الناس ويجذبهم ليلتفوا حوله، لأنه كيف أحب قريبي وأخي في البيت الواحد أبغضه وارفضه واكرهه، بل وأحيا في تحزب واتكلم عن أخي أبإني ن أكن له كل محبة وتقدير وأعلن إني اتكلم من جهة الحق، فاي حق هذا الذي يبغض الآخر ويتهمه بالهرطقة !!!، كيف اتكلم عن محبة الآخرين وأنا كل يوم اهزأ به وارفض إيمانه، بل أحكم أنه هرطوقي وضد الله ولن يكون له ملكوت السموات، وللأسف كل من على هذه الشاكله لا يدري أنه يجعل نفسه مرفوضاً أمام الله ويحتاج لتوبة سريعة لأن الله يحكم علينا كما نحكم على الآخرين، فالكبرياء من الشيطان والكراهية هي تأصل الشر في أعماق قلب الإنسان ضارباً بجذوره في الداخل، لذلك فأن الصلاة الربانية تُدين كل من لا يحب أخاه لأنه يبقى في الموت منفصلاً عن الله دون أن يدري لأن ظلمة البغضة أعمت عينيه حتى أنه لا يرى سوى نفسه فقط وكأن الحق كله فيه مع أن الموت يحيط به من كل جانب، ربنا يرحم كل من هم على هذه الشاكله وينقذهم من أنفسهم ويفكهم من رباطات شرّ الكبرياء المُميت للنفس آمين
 

amgd beshara

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
1 يونيو 2012
المشاركات
2,537
مستوى التفاعل
619
النقاط
113
الإقامة
cairo- egypt
  • فلو المسيح مش فيَّ ولا أنا فيه كيف اتحد مع أخي في الجسد الواحد واصنع معه شركة !!!!!
ربنا يباركك استاذي الحبيب .. عندك كل الحق

- أي حد بيقول عن نفسه أي حاجة، الأستاذ اللي بيهاجم الوحدة، في أحدى مناظراته مع احد المسلمين كان بيفتخر ان فريق العمل معاه يضم كل الطوائف ارثوذكس وكاثوليك وبروتستانت! وكان بيقول اننا كلنا واحد، ولكن دلوقتي بقيت الوحدة عيب!
ما هو ده اللى يخليك تشد في شعرك .. لما كان بيجادل حنين عبد المسيح و اتصل بقسيس انجيلي قاله احنا فريق عمل مسيحي مفيش طوايف و كلنا بنعمل لاجل المسيح و ... و .....
يلا بقي ربنا يرحمهم

اتمني نقل الموضوع للعام
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
تم النقل يا جميل
طالبين من الله أن يهبنا قوة حياة الوحدة الحقيقية لنكون له شهود حقيقيين آمين
 
أعلى