الله لا يفكر بطريقتنا! س&ج – الجزء الأول

إنضم
22 أكتوبر 2007
المشاركات
6,131
مستوى التفاعل
494
النقاط
83
الله لا يفكر بطريقتنا! س&ج – الجزء الأول


(((أولاً))) لماذا؟

فارق الإمكانيات يؤدى لفارق التفكير:-


++ الطفل الصغير يفكر ويتصرف على قدر إمكانياته.

++ الرجل البالاًغ يفكر ويتصرف على قدر إمكانياته.

++ والإله الغير محدود يفكر ويتصرف على قدر إمكانياته.

++++ فلا نتوقع من الإله أن يتخذ نفس أساليبنا فى التفكير والتصرفات ، لأن علمه وحكمته وقدرته غير محدودة ، بينما نحن محدودين ومملوئين بالنقائص.

++++ وبالتالى يجب ألاَّ نطبق القوانين التى تحكمنا نحن على الإله.

+ فلا نظن أن ما نعجز عنه يعجز هو عنه أيضاً!

+ ولا نظن أن الحلول المتاحة لنا هى نفسها المتاحة له!

++ ولا نظن أن تفكيرنا فى طريقة الوصول للهدف ينبغى أن يلتزم به هو أيضاً!

+++ ومن حماقات التفكير لأحد الغربيين ، أنه تخيل أن الرب لم يمكنه السير على الماء إلاَّ لأن الماء تجمد وأصبح جليداً ، فإنه ظن أنه مثلما يستحيل عليه المشى على الماء إلاَّ بعد أن يصبح جليداً ، فكذلك الإله المتجسد أيضاً!

+++ وقد أشار الرب لهذه الحماقة فى التفكير عندما قال: [تَضِلُّونَ إِذْ لاَ تَعْرِفُونَ الْكُتُبَ وَلاَ قُوَّةَ اللَّه]
مت22: 29


(((ثانياً))) أمثلة مما نراه مختلفاً عما نتوقع أو نريد أن يفعله الإله:

<<<<1>>>> لماذا لم يقضى فوراً على الشيطان ، مثلما نرى نحن:-


++ يظن البعض أن وجود الشيطان يتعارض مع وجود الإله العادل الخالق والمسيطر على خليقته ، لأن عقولهم تظن أن وجوده مشروط بالقضاء الفورى على كل من يعارضه ، كما يتمنون هم أن يفعلوا مع خصومهم.

++++ ولكن الإله يعلن أن ذلك ليس خروجاً على النظام الذى قرره ، بل إنه جزء منه ، فقد أعلن بوضوح أنه سيترك الشر والخير معاً إلى يوم الدينونة:- [دَعُوهُمَا يَنْمِيَانِ كِلاَهُمَا مَعاً إِلَى الْحَصَادِ]
مت13: 30.

++ أى أن الإله قرر بأن يسمح بوجود الخير والشر معاً طوال مدة الحياة وحتى يوم الدينونة ، لأهداف أعلنها هو.


<<<<2>>>> ولماذا لا يقضى فوراً على مَنْ يتعدى وصيته:-

>>>>> فالإله مثلاً لم يقضى فوراً على آدم وحواء عند عصيانهما!

++++++ فذلك أيضاً ليس خروجاً على نظامه ، بل جزء منه.

+ فقد تركهما سنيناً كثيرة ، لكى فيها ينجبا النسل الذى منه يأتى الفادى المخلص ، الذى سيسحق رأس الحية ، مثلما وعدهما.

+ وليس فقط أنه لم يقضى عليهما فوراً ، بل بالعكس أحسن إليهما ، إذ أعطاهما فرصة للتوبة ، ووعدهما بالخلاص بسحق رأس الحية ، وكذلك صنع لهما أقمصة لتسترهما ، فإنه: "رحيم فى عدله وعادل فى رحمته" (بحسب تعبير البابا شنوده).

+++ وبنفس الطريقة يتعامل مع كل الخطاة ، فإنه يشرق على الأبرار والأشرار معاً بشمسه ، أى بخيره ، فيمنح الأشرار فرصاً كثيرة للتوبة ، ويعطى الخلاص للتائبين منهم.



<<<<3>>>> ولماذا لا يقضى فوراً على أصحاب البدع التى تضلل الناس وتبعدهم عنه :-

>>>>> وذلك أيضاً ليس خروجاً على نظامه ، فمثلما سمح بوجود الشيطان فإنه سمح أيضاً بوجود الضلالات والبدع التى هى من عمل الشيطان: [أَعْمَالُ الْجَسَدِ .. زِنىً .. بِدْعَةٌ ..لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ] غل5: 19-21 ، [لِأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ كُلُّهَا] مت24: 6 ، [لاَ بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ] مت18: 7 ، [لاَ يُمْكِنُ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ] لو17: 1:-

+++++ [انْظُرُوا لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ ، فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: أَنَا هُوَ الْمَسِيحُ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ .. لِأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ كُلُّهَا .... حِينَئِذٍ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا الْمَسِيحُ هُنَا أَوْ هُنَاكَ فَلاَ تُصَدِّقُوا. لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضاً ، هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ] مت24: 4 - 25

+++ [وَيْلٌ لِلْعَالَمِ مِنَ الْعَثَرَاتِ. فَلاَ بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأْتِي الْعَثْرَةُ] مت18: 7

+++ [لاَ يُمْكِنُ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِلَّذِي تَأْتِي بِوَاسِطَتِهِ]
لو17: 1

>>>>> فإنه يسمح بوجود الضلالات والبدع ، لتمييز الذين يقبلون العَوَج أو بعض الحق دون بعضه ، عن الذين يتمسكون بالحق المطلق ولا يفرطون فى كبيرة ولا صغيرة بحسب أمره : [تعملوا هذه ولا تتركوا تلك] .

++ فالذى لا يقبل الإعوجاج سيشعر بما فى البدع من عوج ويرفضها ، أو سينتبه للإعوجاج متى نبهه أحد لذلك ، أما المعاندين ومحبى العوج وتابعى المصالح ، فإنهم لن يشعروا ، ولن يقبلوا التنبيه .

++ وبذلك يكون المزكون ظاهرين: [لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُمْ بِدَعٌ أَيْضاً لِيَكُونَ الْمُزَكَّوْنَ ظَاهِرِينَ بَيْنَكُمْ]
1كو11: 19 .


<<<<4>>>> لماذا لا يقضى فوراً على المجرمين الذين يظلمون القديسين، مثلما نتمنى نحن:-

+++++ معاناة القديسين من إجرام الأشرار ليست خروجاً على نظام الإله حتى يمنعها ، بل إنها جزء من خطته للخلاص ، مثلما قرر هو:

[ادْخُلُوا مِنَ الْبَابِ الضَّيِّقِ ، لأَنَّهُ وَاسِعٌ الْبَابُ وَرَحْبٌ الطَّرِيقُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْهَلاَكِ]
مت7: 13 ، [تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً (أى عبادة) لِلَّهِ ,,, فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ وَلَكِنْ ثِقُوا أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ] يو16: 2 و 16: 33 ، [وَسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلَى الْمَوْتِ وَالأَبُ وَلَدَهُ وَيَقُومُ الأَوْلاَدُ عَلَى وَالِدِيهِمْ وَيَقْتُلُونَهُمْ ، وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. وَلَكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهَذَا يَخْلُصُ] مت10: 21 و22

++++ والإله المتجسد جعل نفسه مثالاً لنا فى حتمية المعاناة من الأشرار: [إِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُبْغِضُكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أَبْغَضَنِي قَبْلَكُمْ. لَوْ كُنْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ لَكَانَ الْعَالَمُ يُحِبُّ خَاصَّتَهُ. وَلَكِنْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ مِنَ الْعَالَمِ لِذَلِكَ يُبْغِضُكُمُ الْعَالَمُ. اُذْكُرُوا الْكلاَمَ الَّذِي قُلْتُهُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ. إِنْ كَانُوا قَدِ اضْطَهَدُونِي فَسَيَضْطَهِدُونَكُمْ وَإِنْ كَانُوا قَدْ حَفِظُوا كلاَمِي فَسَيَحْفَظُونَ كلاَمَكُمْ] يو15: 18-20

++++ فإنه يستحيل تبعية الإله القدوس والشيطان النجيس معاً: [فَلَوْ كُنْتُ بَعْدُ أُرْضِي النَّاسَ لَمْ أَكُنْ عَبْداً لِلْمَسِيحِ]
غل1: 10 ، وأيضاً: [أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ وَأَيُّ اتِّفَاقٍ لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ] 2كو6: 14 -16

++ ولذلك فإن التصادم مع الشيطان وأتباعه هو أمر حتمى ، لأن رفض القديسين لتبعية الشيطان وأعوانه وسيرتهم الرديئة سيثير غيرتهم وحقدهم وجنونهم ، فيحاربونهم ويضطهدونهم:

[الَّذِي وُلِدَ حَسَبَ الْجَسَدِ يَضْطَهِدُ الَّذِي حَسَبَ الرُّوحِ]
غل4: 29

[جَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعِيشُوا بِالتَّقْوَى فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُونَ] 2تى 3: 12

++ وأبلغ مثال على غيرة وحقد الشيطان وأتباعه ، هو غيرة قايين المجرم من أخيه هابيل القديس عندما قبل الإله ذبيحته اللائقة التى من أفضل غنمه ، فقتله بدون ذنب .

+++ والإله لم يمنع قايين من جريمته ضد هابيل ، بل فقط حذره من إقتراف تلك الجريمة وأعطاه فرصة لتقديم تقدمة مرضية ، ولكن المجرم تصلف ونفذ جريمته ، وحتى بعدما قتله فإن الإله لم يقضى علي قايين فوراً !!

++ بل إن رؤساء اليهود حكموا بالقتل على ربنا يسوع بدافع الغيرة: [أَسْلَمُوهُ حَسَداً]
مت 27: 18 ، ومع ذلك لم يمنعهم ولم يقضى عليهم فوراً.

++ وإلى الآن يترك المجرمين يقتلون ويذبحون وينتهكون الأعراض ويسلبون ويتآمرون على القديسين ، فيتركهم لينجحوا فى مؤامراتهم (فى حدود) بدون أن يهلكهم فوراً ، بل وأحياناً بدون أن يعاقبهم على الأرض!!!

++ والكتاب المقدس يعبر كثيراً عن معاناة القديسين وتظلمهم لله من طغيان الأشرار ، مثل المزامير: [إلهى إلهى لماذا تركتنى ولماذا أسلك كئيباً من مضايقة عدوى] و [إِلَى مَتَى يَا رَبُّ تَنْسَانِي ... إِلَى مَتَى يَرْتَفِعُ عَدُوِّي عَلَيَّ] و [لماذا إرتجت الأمم ... تآمر الرؤساء معاً على الرب] و [يارب لماذا كثر الذين يحزنوننى ، كثيرون قاموا علىَّ ، كثيرون يقولون لنفسى ليس له خلاص بإلهه]

++ ويعبر هذا المزمور عن مشكلة نجاح الأشرار ، وآثارها وعلاجها:-

[أَمَّا أَنَا فَكَادَتْ تَزِلُّ قَدَمَايَ. .. لأَنِّي غِرْتُ مِنَ الْمُتَكَبِّرِينَ ، إِذْ رَأَيْتُ سَلاَمَةَ الأَشْرَارِ ، لأَنَّهُ لَيْسَتْ فِي مَوْتِهِمْ شَدَائِدُ وَجِسْمُهُمْ سَمِينٌ ، لَيْسُوا فِي تَعَبِ النَّاسِ وَمَعَ الْبَشَرِ لاَ يُصَابُونَ ، لِذَلِكَ تَقَلَّدُوا الْكِبْرِيَاءَ. لَبِسُوا كَثَوْبٍ ظُلْمَهُمْ ، جَحَظَتْ عُيُونُهُمْ مِنَ الشَّحْمِ. جَاوَزُوا تَصَوُّرَاتِ الْقَلْبِ ، يَسْتَهْزِئُونَ وَيَتَكَلَّمُونَ بِالشَّرِّ ظُلْماً. مِنَ الْعَلاَءِ يَتَكَلَّمُونَ ، جَعَلُوا أَفْوَاهَهُمْ فِي السَّمَاءِ وَأَلْسِنَتُهُمْ تَتَمَشَّى فِي الأَرْضِ.... حَقّاً قَدْ زَكَّيْتُ قَلْبِي بَاطِلاً وَغَسَلْتُ بِالنَّقَاوَةِ يَدَيَّ وَكُنْتُ مُصَاباً الْيَوْمَ كُلَّهُ] ++ ولكن الله أنار عقله لينتبه إلى الأمر الأهم ، وهو آخرتهم: [حَتَّى دَخَلْتُ مَقَادِسَ اللهِ وَانْتَبَهْتُ إِلَى آخِرَتِهِمْ]
مزمور 73: 2-18
++ وأيضاً:- [لِمَاذَا تَحْيَا الأَشْرَارُ وَيَشِيخُونَ ، نَعَمْ وَيَتَجَبَّرُونَ قُوَّةً؟ نَسْلُهُمْ قَائِمٌ أَمَامَهُمْ مَعَهُمْ وَذُرِّيَّتُهُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ. بُيُوتُهُمْ آمِنَةٌ مِنَ الْخَوْفِ وَلَيْسَ عَلَيْهِمْ عَصَا اللهِ ... يُسْرِحُونَ مِثْلَ الْغَنَمِ رُضَّعَهُمْ وَأَطْفَالُهُمْ تَرْقُصُ. يَحْمِلُونَ الدُّفَّ وَالْعُودَ وَيُطْرِبُونَ بِصَوْتِ الْمِزْمَارِ. يَقْضُونَ أَيَّامَهُمْ بِالْخَيْرِ. فِي لَحْظَةٍ يَهْبِطُونَ إِلَى الْهَاوِيَةِ] أي21: 7-13

++ وأيضاً: [لاَ تَغَرْ مِنَ الأَشْرَارِ .. فَإِنَّهُمْ مِثْلَ الْحَشِيشِ سَرِيعاً يُقْطَعُونَ ... انْتَظِرِ الرَّبَّ وَاصْبِرْ لَهُ وَلاَ تَغَرْ مِنَ الَّذِي يَنْجَحُ فِي طَرِيقِهِ مِنَ الرَّجُلِ الْمُجْرِي مَكَايِدَ ... لأَنَّ عَامِلِي الشَّرِّ يُقْطَعُونَ ... الأَشْرَارُ قَدْ سَلُّوا السَّيْفَ .. لِقَتْلِ الْمُسْتَقِيمِ طَرِيقُهُمْ .. سَيْفُهُمْ يَدْخُلُ فِي قَلْبِهِمْ وَقِسِيُّهُمْ تَنْكَسِرُ ... (الصديق) إِذَا سَقَطَ لاَ يَنْطَرِحُ لأَنَّ الرَّبَّ مُسْنِدٌ يَدَهُ ... الشِّرِّيرُ يُرَاقِبُ الصِّدِّيقَ مُحَاوِلاً أَنْ يُمِيتَهُ ، الرَّبُّ لاَ يَتْرُكُهُ فِي يَدِهِ] مز 37: 1-33

>>>>> الإله لا يترك الأشرار يظلمون القديسين كيفما شاءوا بلا حدود ، بل يضع لذلك حدوداً يقررها هو ، ولتحقيق أهداف مقدسة يدبرها لهم:-

+++++ فعن وضع الحدود للتجربة ، مكتوب: [اللهَ أَمِينٌ الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضاً الْمَنْفَذَ لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا]
1كو10: 13 ، وأيضاً: [لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ تُقَصَّرُ تِلْكَ الأَيَّامُ] مت24: 22.

++ وأبلغ مثال على ذلك هو السماح المحدود للشيطان بضرب أيوب الصديق بضربات فظيعة (بعدما تذمر الشيطان على حماية الله البالغة لأيوب) ، ولكن هذه الضربات كانت داخل حدود قررها له الإله فى كل مرة:- [هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ وَإِنَّمَا إِلَيهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ ... هَا هُوَ فِي يَدِكَ وَلَكِنِ احْفَظْ نَفْسَهُ] أي 1: 122: 6.

++ وبنفس إسلوبه الإلهى بوضع حدود للتجربة ، قال الرب لبطرس: [هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ ، وَلَكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ]
لو22 : 31و32

+++++ وعن أن الهدف من تلك المعاناة هو الملكوت ، مكتوب:-

++ [إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ ، لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضاً مَعَهُ] رو8: 17 ، [يَنْبَغِي أَنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ] أع 14: 22

+ [إِنَّكُمْ سَتَبْكُونَ وَتَنُوحُونَ وَالْعَالَمُ يَفْرَحُ ، أَنْتُمْ سَتَحْزَنُونَ ، وَلَكِنَّ حُزْنَكُمْ يَتَحَوَّلُ إِلَى فَرَحٍ] يو16: 20

++ وعن أن الملكوت أهم من الوجود كله: [ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه] مت16: 26


<<<<5>>>> وكيف يترك أعداءه الأشرار ينتصرون على خاصته القديسين ، ألا يعنى ذلك ضعف الإله!


++ إنتصار الأشرار على القديسين ليس خروجاً على النظام الذى قرره الإله ، حتى نظن أنه بسبب ضعف الإله ، بل إنه جزء من الخطة الإلهية كما أعلنها هو ، وفى الحدود التى يقررها هو.

++ وأوضح مثال هو أنه سمح للشيطان وأعوانه بالقبض عليه هو نفسه ، بحسب خطته التى تتضمن ساعة يسمح فيها للشيطان بأن يفعل فيها ذلك: [هَذِهِ سَاعَتُكُمْ وَسُلْطَانُ الظُّلْمَةِ]
لو2 : 53

++ وبنفس المنطق الإلهى ، سمح للوحش بأن يغلب القديسين: [وَأُعْطِيَ أَنْ يَصْنَعَ حَرْباً مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَيَغْلِبَهُمْ ، وَأُعْطِيَ سُلْطَاناً عَلَى كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَأُمَّةٍ ، فَسَيَسْجُدُ لَهُ جَمِيعُ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ ، الَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْحَمَلِ الَّذِي ذُبِحَ] رؤ13: 6 -8

++ ولكنه سمح بذلك فى حدود ، إذ لن يسمح بأن يسجد الجميع للشيطان ، بل سيحفظ المعروفين عنده منذ الأزل ، لأنه فاحص القلوب ، وعن ذلك قال: [وَلَوْ لَمْ تُقَصَّرْ تِلْكَ الأَيَّامُ لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ. وَلَكِنْ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ تُقَصَّرُ تِلْكَ الأَيَّامُ] مت24: 22.

+ والوحش يشير لروح البدع والتجاديف والأنبياء الكذبة ، العامل فى الذين صلبوا الرب ورفضوه فى كل العصور ، الذين صنعوا كل الهراطقة والنبى الكذَّاب والملحدين فى كل العصور ، فإنه مكتوب عن الوحش: [وَعَلَى رُؤُوسِهِ اسْمُ تَجْدِيفٍ ... وَأُعْطِيَ فَماً يَتَكَلَّمُ بِعَظَائِمَ وَتَجَادِيفَ ]
رؤ13: 3و5 .

+++ ونفس الأمر نجده فى الإنتصار الظاهرى للشيطان على أيوب ، فإنه كان محدوداً داخل الحدود التى سمح بها الإله.




<<<<6>>>> وهل من الحكمة أن يترك الأشرار يفسدون ويظلمون ويقتلون القديسين !!!


+++ الإله يتمهل فى القضاء على الأشرار ، لأهداف حددها وأعلنها هو ، مثل:


((أ)) أن يمنحهم فرصة للتوبة ، لذلك ينذرهم كثيراً ويطيل آناته عليهم:

+++ وذلك لأنه لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا:-

+ [لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ التَّبَاطُؤَ ، لَكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا ، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ]
2بط3: 9

++ [وَأَعْطَيْتُهَا زَمَاناً لِكَيْ تَتُوبَ] رؤ2: 21

+ [أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ]
رو2: 4

++ فقبل الطوفان لم يعاقب الناس فوراً ، بل أمهلهم سنيناً كثيرة جداً ، حينما كان نوح يبنى الفلك فى وسط المدينة اليابسة ، مما كان تحذيراً للناس من مجئ الطوفان بسبب خطاياهم

++ وحتى سدوم ، لم يحرقها فوراً ، بل بعدما تصاعدت خطاياهم حتى عنان السماء ، ولكنهم لم يتوبوا بالرغم من وجود لوط الصديق بينهم ، الذى كان يشهد على خطاياهم ، فكان الواجب عليهم إعادة التفكير فى سلوكهم.

++ فالقاعدة فيمن عاقبهم ، هى أنه لا يهلكهم فوراً ، بل بعدما ينذرهم ويمنحهم وقتاً ليتوبوا ، فإن تابوا رفع عنهم العقاب ، مثل أهل نينوى ومثل داود النبى فى زلته ، ومثل كثيرين من ملوك العهد القديم الأشرار ، وحتى آخاب.



((((يُتبع بقية الجزء الأول فى المداخلة التالية))))
 
إنضم
22 أكتوبر 2007
المشاركات
6,131
مستوى التفاعل
494
النقاط
83
((ب)) وهدف ثانى من تمهله ، هو أن تنضج وتظهر ثمار الحقل كله على حقيقتها ، فتظهر الحنطة (أى القديسين) ويظهر الزوان (أى الأشرار) :-

++ [دَعُوهُمَا يَنْمِيَانِ كِلاَهُمَا مَعاً إِلَى الْحَصَادِ وَفِي وَقْتِ الْحَصَادِ أَقُولُ لِلْحَصَّادِينَ: اجْمَعُوا أوَّلاً الزَّوَانَ وَاحْزِمُوهُ حُزَماً لِيُحْرَقَ وَأَمَّا الْحِنْطَةَ فَاجْمَعُوهَا إِلَى مَخْزَنِي] مت13: 30 .

+++ فالإضطهاد والظلم والألم هى إمتحانات ، تكشف المؤمن الحقيقى من المزيف ، فالمؤمن الحقيقى يتحمل ويصلى ويصوم أكثر ، وأما المزيف فيتذمر ويتمرد ويهين الإله:

++ [مَعَ أَنَّكُمُ الآنَ - إِنْ كَانَ يَجِبُ - تُحْزَنُونَ يَسِيراً بِتَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ ، لِكَيْ تَكُونَ تَزْكِيَةُ إِيمَانِكُمْ ، وَهِيَ أَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ الْفَانِي ، مَعَ أَنَّهُ يُمْتَحَنُ بِالنَّارِ ، تُوجَدُ لِلْمَدْحِ وَالْكَرَامَةِ وَالْمَجْدِ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ] 1بط1: 6و7

++ [وجميع الذين رضي الله منهم جازوا في شدائد كثيرة ، وبقوا على امانتهم ، واما الذين لم يقبلوا البلايا بخشية الرب بل ابدوا جزعهم وعاد تذمرهم على الرب فاستاصلهم المستاصل وهلكوا بالحيات] يهوديت8: 23-25

++ [فَاحْتَرَقَ النَّاسُ احْتِرَاقاً عَظِيماً ، وَجَدَّفُوا عَلَى اسْمِ اللهِ الَّذِي لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى هَذِهِ الضَّرَبَاتِ ، وَلَمْ يَتُوبُوا لِيُعْطُوهُ مَجْداً] رؤ16: 9

+++++++ إذ لا يوجد إنسان شرير بنسبة 100% ولا إنسان صالح بنسبة 100% ، والواجب على كل إنسان أن يجاهد ضد الشر الذى يأتيه بكل طريقة ، سواء من الوراثة أو التنشأة أو من شهواته أو من حروب الشيطان وأتباعه.

++ وهذا الجهاد يحتاج إلى فترة من الزمان لكى تنضج ثماره.

++ وفى ذلك الفترة ، يمكن أن يتوب بعض الأشرار ويتحولوا لقديسين ، وأكبر مثال هو بولس الرسول الذى كان يضطهد الكنيسة ثم أصبح مبشراً وشهيداً.

++ كما يمكن أن يسقط بعض الذين كانت بدايتهم روحانية: [أَبَعْدَمَا ابْتَدَأْتُمْ بِالرُّوحِ تُكَمَّلُونَ الآنَ بِالْجَسَدِ] غل3: 3 ، [دِيمَاسَ قَدْ تَرَكَنِي إِذْ أَحَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَ] 2تي4: 10 .

++ فإن لم يقمع الناس شهواتهم ، فإنهم يتحولون إلى أشرار مرفوضين ، مما يؤدى بهم إما للإرتداد كلية ، أو لأن يتحولوا إلى قبور مبيضة ، بأن يعيشوا الخطية الإختيارية وهم يتظاهرون بتبعية الرب .

+ ولذلك قال بولس الرسول: [أقمع جسدى وأستعبده لئلا بعدما كرزت للآخرين أصير أنا نفسى مرفوضاً] 1كو9 : 27

++ وعن ذلك قال الرب: [كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَكُونُونَ آخِرِينَ وَآخِرُونَ يَكُونُونَ أَوَّلِينَ] مت19: 30

، وقال: [تَمَسَّكْ بِمَا عِنْدَكَ لِئَلَّا يَأْخُذَ أَحَدٌ إِكْلِيلَكَ] رؤ3: 11 ، ولذلك قال: [كن أميناً إلى الموت] رؤ2: 10

[وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ ، وَأَمَّا بَنُو الْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ] مت8: 11و12

++ وعن العبد الذى دفن الوزنة التى أعطاها له الله ، قال: [خُذُوا مِنْهُ الْوَزْنَةَ وَأَعْطُوهَا لِلَّذِي لَهُ الْعَشْرُ وَزَنَاتٍ ، لأَنَّ كُلَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى فَيَزْدَادُ وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ ، وَالْعَبْدُ الْبَطَّالُ اطْرَحُوهُ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ] مت25 : 28-30



((ج)) وهدف ثالث من تمهله ، هو أن تكتمل أعمال كل واحد ، لأن ذلك من ضرورات العدالة فى المحاكمة ، لكى يستد كل فم يوم الدينونة ،:-

++ فالدينونة ستكون على الأعمال التى تمت فعلاً (بما فى ذلك الأفكار): [سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ] رو2: 6 ، [وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ] رؤ2: 23. (وبالطبع فإن الذى يؤمن ويعتمد وينفذ وصايا الرب ويعترف بخطاياه ويتوب عنها ، ستنمحى عنه الأعمال السابقة الشريرة)

++ فالدينونة العادلة لا تكون على الخطايا التى لم تحدث ، مع أن الله بعلمه الامحدود يعلم بأنها ستحدث ، لأنه لا يليق بالديَّان العادل أن يقول لأى أحد: إنك كنت ستفعل فى المستقبل كذا وكذا لو كنت قد أعطيتك عمراً ، بل يليق به أن يدينه على أفعاله التى فعلها فعلاً ، وهو ما يحتاج لوقت لإتمامها وإظهارها ، لذلك يتركه حتى تكتمل أعماله التى فى علم الله.



((د)) وهدف رابع من تمهله ، هو تمحيص أو تأديب بعض المؤمنين ، لإزالة الشوائب العالقة بنفوسهم ، لكى يتأهلوا للملكوت:-

++++++ فعن تأديب القديسين مكتوب: [لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ ، وَيَجْلِدُ كُلَّ ابْنٍ يَقْبَلُهُ ، إِنْ كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ التَّأْدِيبَ يُعَامِلُكُمُ اللهُ كَالْبَنِينَ. فَأَيُّ ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟ وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِلاَ تَأْدِيبٍ ، قَدْ صَارَ الْجَمِيعُ شُرَكَاءَ فِيهِ ، فَأَنْتُمْ نُغُولٌ لاَ بَنُونَ. ثُمَّ قَدْ كَانَ لَنَا آبَاءُ أَجْسَادِنَا مُؤَدِّبِينَ ، وَكُنَّا نَهَابُهُمْ. أَفَلاَ نَخْضَعُ بِالأَوْلَى جِدّاً لأَبِي الأَرْوَاحِ ، فَنَحْيَا؟ لأَنَّ أُولَئِكَ أَدَّبُونَا أَيَّاماً قَلِيلَةً حَسَبَ اسْتِحْسَانِهِمْ ، وَأَمَّا هَذَا فَلأَجْلِ الْمَنْفَعَةِ ، لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ (أى نصبح قديسين كما هو قدوس). وَلَكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيراً فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ لِلسَّلاَمِ] عب12: 6-11

++++++ وعن تأديب وعقاب الخطاة المستهترين: [أَنْ يُسَلَّمَ مِثْلُ هَذَا لِلشَّيْطَانِ لِهَلاَكِ الْجَسَدِ لِكَيْ تَخْلُصَ الرُّوحُ فِي يَوْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ] 1كو5: 5



((هـ)) وهدف خامس من تمهله ، هو تنشأة وتقوية وتكبير مختاريه:-

++ الطفل الذى تسرع إليه أمه عند أول "واء" ، يكبر مدللاً ومتسلطاً وغير قادر على مواجهة ظروف الحياة الصعبة.

++ الأم الواعية تتدرج فى سرعة الإستجابة لطفلها ، منذ الأيام الأولى ، فتتمهل عليه ثوانٍ ثم دقائق قليلة ثم كثيرة ، بحكمة ، فينشأ قوياً وقادر على التحمل والطاعة.

++ هكذا الإله الكلى الحكمة يفعل مع أبنائه ، يستجيب لهم فوراً فى طفولتهم الجسدية أو الإيمانية ، ثم يتدرج فى تأخير إستجابته لهم.

+++ وهو يدبر ذلك الأمر بكل حكمة ودقة وبدون أى خسائر لهم.

+++ وأمثلة ذلك تظهر من علاقته مع قديسيه فى العهد القديم والجديد معاً:

+++ ففى العهد القديم:-

+ تمهل على إبراهيم كثيراً وفى مواقف كثيرة ، مثل إعطائه النسل الذى وعده به ، وحتى بعدما أعطاه له فإنه جرَّبه فى تقديمه ذبيحة ، وتمهل عليه حتى كاد يذبحه ، وفى اللحظة الحاسمة أنقذه وأغدق عليه بالخلاص وبالعطايا العظيمة.

+++ ومع موسى النبى ، وعده بإنقاذ الشعب من فرعون ، ولكن فرعون طغى عليهم جداً بعد دخول موسى إليه وطلبه بالسماح لهم بالذهاب ليذبحوا للإله ، فقال موسى النبى لله: [«يَا سَيِّدُ لِمَاذَا اسَاتَ الَى هَذَا الشَّعْبِ؟ لِمَاذَا ارْسَلْتَنِي؟23. فَانَّهُ مُنْذُ دَخَلْتُ الَى فِرْعَوْنَ لاتَكَلَّمَ بِاسْمِكَ اسَاءَ الَى هَذَا الشَّعْبِ. وَانْتَ لَمْ تُخَلِّصْ شَعْبَكَ».

1. فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «الانَ تَنْظُرُ مَا انَا افْعَلُ بِفِرْعَوْنَ. فَانَّهُ بِيَدٍ قَوِيَّةٍ يُطْلِقُهُمْ وَبِيَدٍ قَوِيَّةٍ يَطْرُدُهُمْ مِنْ ارْضِهِ] الخروج 5: 23 و6: 1 ، وحتى بعد ذلك الوعد فإن الإله تمهل ولم ينفذه إلاَّ بعد أيام كثيرة! فهذه هى سياسته لتقوية المؤمنين.


++ وفى العهد الجديد :

+ نام فى السفينة إرادياً ، وسط العاصفة التى ملأت السفينة وكادت تغرقها ، وتمهل ، حتى أيقظه تلاميذه صارخين: أما يهمك أننا نغرق ، فقام وإنتهر العاصفة بكلمة ، ثم قال لهم الدرس الذى خطط له: ما بالكم خائفين هكذا ، كيف لا إيمان لكم.

+ وفى مرة أخرى تركهم يذهبون بالسفينة وحدهم ، وهاج البحر عليهم وهم فى وسط البحر ، وكان هو واقفاً على الشاطئ البعيد يراهم ويراقبهم بقوته الإلهية ، وتمهل حتى اللحظة التى دبرها ، فجاء إليهم فى الهزيع الرابع ماشياً على الماء وأوقف هيجان البحر: [وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ كَانَتِ السَّفِينَةُ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ وَهُوَ عَلَى الْبَرِّ وَحْدَهُ ، وَرَآهُمْ مُعَذَّبِينَ فِي الْجَذْفِ لأَنَّ الرِّيحَ كَانَتْ ضِدَّهُمْ ، وَنَحْوَ الْهَزِيعِ الرَّابِعِ مِنَ اللَّيْلِ أَتَاهُمْ مَاشِياً عَلَى الْبَحْرِ] مر6 : 47و48

++ فهكذا دائماً يأتى الرب فى الهزيع الرابع ، ولكن عينه علينا دائماً .



++ وبنفس الطريقة -بتدبيره الإلهى- تأخر فى المجئ لشفاء لعازر مثلما طلبت أختاه ، حتى مات وتعفن ، ثم جاء وأقامه بكلمة ، فإضمحل وتلاشى الحزن وتحول إلى فرح عظيم ، وكان سبب بركة وإيمان لكثيرين.

+ فهذه هى سياسته لتقوية المؤمنين ، يتدرج بهم حتى إلى الهزيع الرابع ، لكى يشتد عودهم ، لكيلا يتزعزعوا سريعاً أمام كل عاصفة وكل ضيقة ومشكلة وإضطهاد.

+ الشجرة التى تنمو بعيداً عن الرياح تكون جذورها قصيرة وضعيفة ، فإن هبت عليها الرياح تنقلع. بينما التى تنمو وسط العواصف تمتد جذورها لعمق الأرض ولا تقلعها أشد العواصف.

+ فهكذا يربينا الرب ، بالتمهل التدريجى ، لكى يشتد عودنا أمام أعاصير الحياة ، فيتقوى إيماننا ، فلا نجزع ولا نتزعزع مهما حدث: [اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْناً فِي الضِّيقَاتِ وُجِدَ شَدِيداً ، لِذَلِكَ لاَ نَخْشَى وَلَوْ تَزَحْزَحَتِ الأَرْضُ وَلَوِ انْقَلَبَتِ الْجِبَالُ إِلَى قَلْبِ الْبِحَارِ] مز46: 1و2



((هـ)) وهدف سادس من تمهله ، هو إستخدام إضطهادات الشيطان وأتباعه فى حماية القديسين من السقوط فى خطية الكبرياء والعجب ، أى أن يحول شر الأشرار إلى الخير للقديسين:-



++ [وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ الإِعْلاَنَاتِ ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ ، مَلاَكَ الشَّيْطَانِ ، لِيَلْطِمَنِي لِئَلاَّ أَرْتَفِعَ. مِنْ جِهَةِ هَذَا تَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنْ يُفَارِقَنِي. فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي ، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضُّعْفِ تُكْمَلُ».] 2كو12: 7-9

++ إذن فهذه الضربة الشيطانية كانت بسماح من الإله لفائدة القديس .

++ ولكن فلننتبه إلى أن: [الله لا يجرب بالشرور] ، فالتجارب التى يسمح بها الله تقتصر على الألام والإضطهادات والأمراض وما شابه ذلك ، وليس الخطايا ، فالخطية تأتى من الشيطان ومن شهوات الإنسان وليس من الله أبداً.



((و)) وهدف سابع من تمهله ، هو منح الفرصة للقديسين لإظهار مستوياتهم العالية فى الإيمان والصبر والإحتمال من أجل التمسك بالإله القدوس ، لكى ينالوا أكاليل المجد والإستشهاد:

++ حتى أن الرب يعتبر الإضطهادات عطية عظيمة للقديسين: [الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ بَيْتاً أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَباً أَوْ أُمّاً أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَداً أَوْ حُقُولاً لأَجْلِي وَلأَجْلِ الإِنْجِيلِ ، إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ الآنَ فِي هَذَا الزَّمَانِ بُيُوتاً وَإِخْوَةً وَأَخَوَاتٍ وَأُمَّهَاتٍ وَأَوْلاَداً وَحُقُولاً ، مَعَ اضْطِهَادَاتٍ ، وَفِي الدَّهْرِ الآتِي الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ] مر10 : 29و30 ، إذ بها يملأون مصابيحهم زيتاً فيتأهلون للفرح السماوى.

+++ فإحتمال الألام يؤدى لأمجاد سماوية أبدية ، والعكس بالعكس: [طُوبَاكُمْ أَيُّهَا الْبَاكُونَ الآنَ لأَنَّكُمْ سَتَضْحَكُونَ ... وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الضَّاحِكُونَ الآنَ لأَنَّكُمْ سَتَحْزَنُونَ وَتَبْكُونَ] لو6: 21 ،25

+++++++ وإحتمال الإضطهادات والألآم هو شرط لتبعية الرب ، فهو إحتمال الصليب الشخصى (وهو غير صليب الفداء الإلهى لخلاص البشرية) الذى قال الرب عنه:- + [إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ وَيَتْبَعْنِي] لو9: 23 + + [من لا يحمل صليبه ويأتى ورائى فلا يقدر أن يكون لى تلميذا] لو14: 27 + [مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي] مر8: 34



((د)) وهدف ثامن من تمهله ، هو أن يجعل الأقوياء فى الإيمان قدوة للآخرين:-

++ [وانما اذن الرب ان تعرض له هذه التجربة لتكون لمن بعده قدوة صبره كايوب الصديق] طوبيا2: 12


<<<<7>>>> حتمية التجارب والألام ، لأنها جزء من خطة الإله لميراث الملكوت:-



++ مكتوب عن حتمية الحروب والمجاعات والمصائب بوجه عام: [لاَ بُدَّ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ كُلُّهَا] مت 24: 6 ، [فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِحُرُوبٍ وَبِأَخْبَارِ حُرُوبٍ فَلاَ تَرْتَاعُوا لأَنَّهَا لاَ بُدَّ أَنْ تَكُونَ] مر13: 7

++ وعن حتمية وجود العثرات: [وَيْلٌ لِلْعَالَمِ مِنَ الْعَثَرَاتِ ، فَلاَ بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ ، وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأْتِي الْعَثْرَةُ.] مت18: 7

++ وعن حتمية إمتحان الإله للقديسين ، مكتوب: [إذ كنت مقبولاً أمام الله كان لا بد أن تُمتحن بتجربة] طوبيا12: 13

++ وأيضاً: [وجميع الذين رضي الله منهم جازوا في شدائد كثيرة وبقوا على امانتهم ، واما الذين لم يقبلوا البلايا بخشية الرب بل ابدوا جزعهم وعاد تذمرهم على الرب ، فاستاصلهم المستاصل وهلكوا بالحيات ... هي للإصلاح لا للإهلاك] يهوديت8: 23 -27

++ وعن حتمية التأديب والتقويم: [يَا ابْنِي لاَ تَحْتَقِرْ تَأْدِيبَ الرَّبِّ ، وَلاَ تَخُرْ إِذَا وَبَّخَكَ ، لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ ، وَيَجْلِدُ كُلَّ ابْنٍ يَقْبَلُهُ ، إِنْ كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ التَّأْدِيبَ يُعَامِلُكُمُ اللهُ كَالْبَنِينَ] عب12: 5-7

++ وبغرض منع الكبرياء: [يَكْتُمَ الْكِبْرِيَاءَ عَنِ الرَّجُل لِيَمْنَعَ نَفْسَهُ عَنِ الْحُفْرَةِ] أى 33- 17

++ وهو ما ظهر فى سماح الرب لأن يصيب بولس الرسول مرض فى الجسد ، لوقايته من الكبرياء: [وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ الإِعْلاَنَاتِ ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ ، مَلاَكَ الشَّيْطَانِ ، لِيَلْطِمَنِي لِئَلاَّ أَرْتَفِعَ. مِنْ جِهَةِ هَذَا تَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنْ يُفَارِقَنِي. فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي ، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضُّعْفِ تُكْمَلُ».] 2كو12: 7-9




<<<<8>>>> هل الإله قاسى ، لأن خطته للبشر تتضمن التجارب والعذابات ؟



++ ليست قساوة ولا كراهية ، بدليل أنه هو نفسه قررها لنفسه وخضع لها تماماً فى تجسده الإلهى ، حسبما أعلن هو بنفسه:- [وَابْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيراً] مر8: 31 ، [كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ يَتَأَلَّمُ الْمَسِيحَ بِهَذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ] لو24: 26 و46 ، وكذلك: [يَنْبَغِي أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَتَأَلَّمُ كَثِيراً] لو9: 22 [كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ يَتَأَلَّمُ الْمَسِيحَ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ] لو24: 46. وأيضاً: [يَنْبَغِي أَنْ يُسَلَّمَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي أَيْدِي أُنَاسٍ خُطَاةٍ وَيُصْلَبَ وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ] لو24: 7.

++ فإن كانت ضرورة حتمية على الإله القدوس المتجسد أن يتألم بالجسد لخلاصنا: [كان ينبغى أن يتألم المسيح] ، فلا يمكن إعتبارها شراً إن تعرضنا نحن الخطاة لها.

+++ فهى ليست لأذية البشر ، بل إنها لخيرهم الأبدى: [إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ ، لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضاً مَعَهُ] رو8: 17




<<<<9>>>> ولماذا الألم من أصله !!!!

++ الألم نتج عن الخطية ، فقد قال لحواء بعد عصيان وصيته: [تَكْثِيرا اكَثِّرُ اتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ] تك3: 16، وقال لآدم [مَلْعُونَةٌ الارْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَاكُلُ مِنْهَا كُلَّ ايَّامِ حَيَاتِكَ ، شَوْكا وَحَسَكا تُنْبِتُ لَكَ] تك3: 17


<<<<10>>>> ومالنا نحن بآدم وحواء !!!!

++ نحن جزء منهما ، لسنا كيانات منفصلة ، بل جزء منهما.

++ ويمكن تشبيه ذلك بالفرع ، أو العقلة ، المأخوذة من شجرة ، فعندما تزرع هذا الفرع ، فإنه ظاهرياً فقط كيان جديد منفصل ، ولكنه فى حقيقته ليس كياناً جديداً ، بل جزء من الشجرة المأخوذ منها ، ينطبق عليه كل ما للشجرة ، فإن كان الأصل مريضاً فإن الفرع أو العقلة سيحمل نفس المرض.

++ ولذلك مكتوب: [الكل فيه أخطأوا] رو5: 12 ، بحسب النص فى لغته الأصلية اليونانية وترجماته القديمة القبطية واللاتينية وكذلك الترجمات للعربية التى قبل القرن العشرين ، لكافة الكنائس أرثوذكس وكاثوليك ، وكذلك الترجمات القديمة بالإنجليزية مثل جينيفا عام 1599: in whom all men have sinned.

++ ولذلك مكتوب أيضاً: [بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً] رو5: 19

++ ولذلك كان التجسد الإلهى والفداء الإلهى حتمياً ، ليحمل الخطايا عن البشرية كلها فى جسده الطاهر المتحد به اللاهوت بدون إمتزاج وإنفصام ، لكل من يؤمن به ويطيعه.

++ وأما الألامات الحالية على المؤمنين ، فإنها ليست نتيجة خطية ولعنة ، بل لأسباب أخرى مثل حسد وتجربة إبليس وإضطهاد أتباعه للمؤمنين ، أو بسبب طبيعة الأرض والجسد الترابى ، لإعداده لكى فى القيامة يرث عدم الموت:[ إِنَّ لَحْماً وَدَماً لاَ يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا مَلَكُوتَ اللهِ وَلاَ يَرِثُ الْفَسَادُ عَدَمَ الْفَسَادِ] 1كو15: 50.

++ ولذلك فهذه الآلام الحالية تؤدى للحصول على أمجاد وأكاليل سماوية أبدية.

++ فهدف الإله للبشر فى كل ما يفعله لهم ، هو ملكوت السموات

++ ثانياً: خطة الإله للإنسان هى خطة أزلية ، منذ الأزل وقبل خلقة الكون والإنسان ، هى عطية ملكوت السموات لكل من يؤمن به ويطيعه: [لِكَيْ يَطْلُبَ الْبَاقُونَ مِنَ النَّاسِ الرَّبَّ وَجَمِيعُ الْأُمَمِ الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ ، يَقُولُ الرَّبُّ الصَّانِعُ هَذَا كُلَّهُ. مَعْلُومَةٌ عِنْدَ الرَّبِّ مُنْذُ الأَزَلِ جَمِيعُ أَعْمَالِهِ] أع15: 17و18.



<<<<11>>>> ولماذا أمر بهذه الوصية التى أدت لكل هذه المشاكل !!!!

++ أولاً:- نظام الإله فى عطاياه المجانية ، هو أن يضع معها وصية ينبغى حفظها ، لئلا تصير عطاياه المجانية وسيلة للإستهتار وللفجور ، لأن الإله القدوس لا يمكن أن يكون خادماً للخطية أو مسهلاً لها.

++ ثانياً:- المشاكل لم تكن بسبب الوصية ، بل بسبب عصيانها ، بسبب الإنخداع بكلام الحية (الشيطان)

++++ فالمشكلة كانت بسبب تصديق الشيطان وتكذيب الإله ، وهى مشكلة خطيرة ومستمرة فى أغلب البشر حتى الآن.

++ وحتى لو لم يأمر الإله بهذه الوصية ، فإن الشيطان كان سيخدعهما بطريقة أخرى ويجعلهما يظنان أن الإله كاذب ولا يحب الخير لهما ، وأن الشيطان صادق ومخلص لهما ، فحيل الشيطان وخداعاته وكذبه وتدليسه لا نهاية لهم.

++ وجود الوصية جعل خداع الشيطان لآدم ينحصر فى مخالفة وصية عدم الأكل ، ولا نعرف ما كان يمكن للشيطان أن يخدع فيه آدم وحواء ليجعلهما فى موقف الضد للإله ، لكنه بالتأكيد كان سيجد حيلة وخديعة أخرى.
 
أعلى