الكنيسة تشترط استبعاد خمسة صحفيين من "وطني" مقابل رضى البابا عنها

alsad al3aly

New member
عضو
إنضم
29 نوفمبر 2006
المشاركات
54
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
كتب مجدي محمد (المصريون) : بتاريخ 29 - 11 - 2006
اشترطت الكنيسة استبعاد خمسة صحفيين بجريدة "وطني" القبطية وصفتهم بالمعارضين لها، وذلك قبل دخولها في أية مفاوضات بخصوص الأزمة التي فجرتها تغطية الصحيفة لمؤتمر العلمانيين الذي أقيم في وقت سابق من الشهر الجاري بالتزامن مع الاحتفال بذكرى تنصيب البابا شنودة وخروجها عن الخط الكنسي.
أوضحت مصادر كنسية لـ "المصريون" أن الأنبا بيشوي أبلغ إدارة الصحيفة بضرورة استبعاد سليمان شفيق وميرفت أيوب وحنان فكري، وهم الصحفيون الذين أجروا الحوار مع ماكس ميشيل الشهير بالأنبا ماكسيموس الأول المنشق على الكنيسة، ومعهم الصحفيان سامح سامي ويوسف رامز اللذان حضرا مؤتمر رؤية علمانية للإشكاليات الكنسية الذي نظمه المفكر القبطي كمال زاخر.
كما اشترطت الكنيسة على الصحيفة عدم نشر أي أخبار أو أنشطة للمعارضين للكنيسة من كتاب علمانيين ومفكرين بروتستانت وكاثوليك، وهو الأمر الذي قوبل برفض صحفيي "وطني" جملة وتفصيلاً، بعد أن عقدوا اجتماعًا عبروا فيه عن رفضهم لاستبعاد زملائهم.
وزاد رفض الصحفيين من تأزم المشكلة، وأدى إلى تأخير اجتماع كان مقررًا عقده أمس بين رئيس التحرير وعدد من قيادات الكنيسة لحل الأزمة وإعادة الأمور إلى سابق عهدها بين الصحيفة والكنيسة.
وعزت المصادر ذاتها موافقة الكنيسة على الدخول في مفاوضات مشروطة مع إدارة صحيفة "وطني" إلى رغبتها في عدم التوقف عن نشر مقالات البابا وقيادات الكنيسة بتلك الصحيفة التي ارتبطت بعقلية وذهن الأقباط على أنها جريدة معبرة عن وجهة النظر القبطية وناطقة باسم الكنيسة، فضلاً عن ارتفاع نسبة توزيعها مقارنة بصحيفة "عالم المشاهير" التي طرحت كبديل لها، لحداثة عهدها وعدم شهرتها بين الأقباط على وجه الخصوص وهم القراء الذين تستهدفهم الصحيفة.
ولفتت المصادر إلى أن البابا شنودة يقف وراء تأخير إجراء مثل هذه المفاوضات من أجل تعميق الأزمة التي تواجهها جريدة "وطني" بما يؤدي إلى هبوط توزيعها بسبب رفع مقال البابا والأساقفة وذلك حتى يرضخ رئيس تحريرها يوسف سيدهم لهذه الشروط.
في سياق متصل، نددت مؤسسة "أولاد الأرض" لحقوق الإنسان بقرار الكنيسة منع دخول الصحيفة إليها، واصفة القرار بأنه يمثل انتهاكًا خطيرًا لمبادئ حرية الرأي والتعبير، خاصة وأن الصحيفة دأبت على المحافظة على حيادها من خلال عرض وجهات النظر المختلفة دون الوقوف مع جانب دون آخر.
وأكدت أنه كان ينبغي للكنيسة مساندة هذا الاتجاه عبر الحوار الهادئ وليس من خلال القرارات التعسفية التي تعود إلى "القرون الوسطى"، مؤكدة أن جريدة "وطني" ليست نشرة للكنيسة وكان ينبغي على الأخيرة عدم اتخاذ مثل هذه القرارات التي تسئ إليها.
على خلاف الرأي السابق، لا يرى الدكتور المستشار نجيب جبرائيل المستشار القانوني للبابا ورئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان في هذه القرارات خطرًا على حرية الرأي والتعبير، لافتًا إلى أنه يأخذ على صحيفة "وطني" أنها انتهجت منذ البداية نهجًا معينًا وهو نشر أخبار ومقالات الكنيسة، قبل أن تتحول فجأة عن هذا النهج لتنتهج سياسة علمانية بعيدة كل البعد عن التعاليم الكنسية، وهو ما أثار الاستغراب لدى رجال الدين والقيادات الكنسية.
وأوضح أن ما زاد من غضب الكنيسة إزاء "وطني" هو تبني الأخيرة وجهة نظر مؤتمر العلمانيين والترويج لماكسيموس البابا المزعوم، وهو ما أدى إلى قطع العلاقة بين الكنيسة والصحيفة، متوقعًا ألا تنفرج هذه الأزمة وتعود الأمور إلى سابق عهدها بين الجانبين.
يذكر أن الكنيسة كانت تقدم دعمًا لصحيفة "وطني" يقدر بمئات الآلاف من الجنيهات، في صورة إعلانات بها عن الاحتفالات الكنسية واحتفالات البابا والأساقفة بأعياد الجلوس.
 
أعلى