القديسة بربارة

جورج فارس رباحي

New member
عضو
إنضم
28 أكتوبر 2009
المشاركات
119
مستوى التفاعل
8
النقاط
0


القديســة بربــارة

heartcross.gif
المهندس جورج فارس رباحية

ولدت بربارة في أوائل القرن الثالث الميلادي في مدينة نيقوميديا ( المعروفة اليوم بمدينة إزميت ) على بحر مرمرة بتركيا من أب وثني اسمه ديوسقورس من أشراف المدينة ومتعصّباً لوثنيته ويكره المسيحيين .
كانت بربارة جميلة جداً وجمالها يسحر العيون ، فقرّر والدها أن يُخفيها عن الأنظار ويحميها من الأخطار فأسكنها في قصر ذو أسوار عالية وعليه حراسة شديدة ، ولكي لا يكون القصر سجناً فجعل فيه كل أنواع البهجة والمسرّات ، وكانت لا تستطيع أن ترى المدينة إلاّ من غرفة واحدة ذات نافذتين من أعلى برج في القصر .
ونظراً لذكاء ابنته الوحيدة ـ التي فقدت والدتها وهي صغيرة ـ رغب أن تكون ابنته على درجة عالية في العلوم والثقافة ، فأحضر لها أشهر الأساتذة ،وكان أحدهم مسيحياً ، فعلّمها الديانة المسيحية ، بعد ذلك أرسلت رسالة إلى أوريجانس كبير أساتذة معهد الإسكندرية شرحت له أفكارها ، فأعجبته وأرسل لها رسالة مع تلميذه فالنتيانس ليعلّمها ويُفسّر لها أسرار الحياة الأبدية وتجَسُّد السيد المسيح وافتدائه للبشر وبتولية الله .
فأحبّت بربارة هذه التعاليم وآمنت بها وطلبت من فالنتيانس أن يمنحها المعمودية ، فعمّدها وأتاها بالقربان . ومن ذلك الوقت أعطت بتوليتها للرب . حدث كل هذا دون معرفة والدها.
في أحد الأيام طلبت من والدها أن يبني خارج البرج حمّاماً جميلاً فأتى بالفنيين والبنّائين واعداً لهم بالمكافأة إذا هم أتقنوا البناء ثم غادر إلى مكان آخر كان له فيه عمل ولما تأخّر في العودة نزلت بربارة من البرج وذهبت تتفقّد الحمام وكان من المنتظر أن تُفْتَح فيه نافذتان فقط ، فطلبت من البنّائين أن يفتحوا نافذة ثالثة من الجهة الجنوبية ليتلقى الحمام إنارة كافية فقال البنّاؤون إن والدها لم يطلب فتح نافذة ثالثة ، وبعد ذلك نفّذ البناؤون النافذة الثالثة حسب طلب بربارة وهي سوف ترُدّ على والدها إذا سأل عن السبب . وفي أحد المرّات وقفت في بركة الحمام وتطلّعت إلى الشرق راسمة بأصبعها علامة الصليب على المرمر وكأن إصبعها صار آلة حديدية حفر إشارة الصليب في المرمر . ولما عاد والدها سألها عن سبب فتح النافذة الثالثة فقالت له : إن النوافذ الثلاثة تُضيىء كل إنسان آت إلى العالم وكانت تقصد الثالوث الأقدس . وبذلك حوّلت الحمام إلى بيت صلاة .
نظراً لمركز والدها في البلد ولجماها وثقافتها فقد كثر خطّابها ، ففاتحها والدها بهذا الموضوع عدة مرّات فقالت إنها خطبت لعريس سماوي يفوق كل عريس على الأرض لذلك لن تتزوّج أحداً . بعدها طلبت من خدّامها تحطيم الأصنام في القصر .
من هذا التصرّف خاف والدها بأن تكون بربارة قد مالت إلى المسيحية ،بعد تحطيمها أصنام القصر، فقرّر أن يمنع عنها الطعام جزاء لها . فلم يتركها يسوع فبعث لها بعصفور ليعطيها قمحاً من النافذة لتأكل وتتغلّب على الجوع .
هربت بربارة من القصر وأبوها يركض وراءها ، قيل إن صخرة عاقتها في الطريق سرعان ما انشقّت الصخرة لتعبر من وسطها ثم عادت الصخرة إلى وضعها الأول . قيل إنها حاولت التخفّي بين حقول القمح دون جدوى فأمسكها والدها وأعادها ووضعها في قبو مظلم .
في اليوم التالي أخذها والدها إلى الوالي مركيانوس فغضب منها وأمر بسجنها وتعذيبها وكانوا يمشّطون جسدها بأمشاط حديدية ويضربونها بمخارز حديدية ، فتمزّق جسدها وتفجّرت دماؤها وهي صابرة وصامتة . وأعادوها إلى زنزانتها فظهر لها السيد المسيح وشفاها من جراحها ، وفي الصباح لما رآها الحاكم بأن جراحها قد شفيت قال لها : إن الآلهة قد شفتك وضمّدت جراحك . فأجابته : إن الذي شفاني هو يسوع المسيح . فغضب الحاكم وأمر بقطع رأسها خارج المدينة وعندما وصلت إلى الجبل جثت على الأرض وضمّت يديها إلى صدرها بشكل صليب وحنت هامتها ، عندئذ طلب والدها أن يقتل ابنته بيده فسُمِحَ له ، فتناول الفأس وضرب به عنقها .
عاد والدها إلى البيت وفأسه بيده تقطر من دم ابنته وقبل وصوله إلى أبواب المدينة انقضّت عليه صاعقة فأحرقته . كان ذلك عام 235 م . ( 1 )
ولعَظَمة هذه القديسة فقد أجمعت الكنائس الرسولية عامة والمشرقية منها خاصة على الاحتفال بتكريمها والتشفّع لها في اليوم الرابع من شهر كانون الأول من كل عام .
وبهذه المناسبة يأكل المؤمنون : قمح مسلوق وتُسكَب في صحون وتُزيَّن بالقمبز والمكسّرات والسكّر . ويرمز القمح إلى القيامة وإلى الابتهاج والفرح بانتصار القديسة . كما تجري أعمال تنكّر الأطفال بأزياء مضحكة ربما من باب الهزوء والسخرية من عبادة الأصنام . كما يتم أيضاً زراعة كمية صغيرة من القمح فوق قطن مبلّل بالماء في صحن ليكون نابتاً في عيد الميلاد .

26/11/2008 المهندس جورج فارس رباحية

المفـــردات :
(1) ـ اختلف المؤرخون في تاريخ ولادتها ووفاتها . فمنهم من حدّد وفاتها في 4 كانون
الأول عام 303 ومنهم من ذكر أن وفاتها كان عام 235 م ومنهم من دوَّن أن
الوفاة كانت في عام 290 م . والجدير بالذكر إن العلامة أوريجانس مدير معهد
الإسكندرية الذي راسلته القديسة بربارة قد توفّي عام 255 م .
المصــادر والمــراجع :
ـ السواعي الكبير : القدس 1886
ـ المنجد في اللغة والأعلام : بيروت 1973
ـ مواقــع على الإنترنت :
 

kalimooo

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 يونيو 2008
المشاركات
143,884
مستوى التفاعل
1,787
النقاط
113
الإقامة
LEBANON


بركة صلواتها فلتكن معنا

شكرا على السيرة الذكية

الرب يباركك

 

KOKOMAN

.
مشرف سابق
إنضم
9 سبتمبر 2007
المشاركات
122,437
مستوى التفاعل
413
النقاط
0
الإقامة
ALEX
بركه صلواتها فلتكن مع جميعنا
اميــــن
ميرررررسى على السيره العطره
ربنا يبارك حياتك
 

ارووجة

مشرفةسابقةareej
مشرف سابق
إنضم
16 سبتمبر 2006
المشاركات
11,996
مستوى التفاعل
108
النقاط
0
الإقامة
الاراضي المقدسة- الناصرة-
تذكار القديسة بربارة الشهيدة

تذكار القديسة بربارة الشهيدة
stbarbara.jpg

وُلدت القديسة بربارة في نيكوميدية من أبوين عريقين في الحسب والنسب ، وكان أبوها ديوسقورس من عَبدة الأوثان ، بيد أنه خرّج ابنته بكل آداب ذلك العصر . ولما كانت بربارة ثاقبة العقل متوقدة الفهم لم تلبث أن تدرك بطلان عبادة الأصنام وتشمئز من فساد أخلاق المتدينين به ، وأتاح لها الله الاجتماع ببعض أرباب النصرانية فأخذت عنه مبادئ الدين القويم ، وثبّتها في دينها ما رأته في نصارى ذلك العصر من الثبات على أنواع المحن . فلما علم بأمرها أبوها تصدّى ليثنيها عن عزمها ، والتجأ تارة إلى الوعد وتارة إلى الوعيد وحملت به فظاظة الطباع إلى أن يسوقها إلى حاكم مرقيانوس . فحاول الحاكم أن يستعطف خاطرها بضروب اللطف،فأبت إلا الثبات على دينها والاستمساك بعروته الوثقى ، فأذاقها مرّ النكال بموتها . وكان أبوها يحضر آلام ابنته والعين جامدة والقلب كالجلمود كأنه خلع عنه شعائر الإنسانية ، فلما سمع الحكم بالموت على ابنته لم يأنف أن يطلب إلى الوالي بأن يتولى بنفسه قتلها فقطع رأسها بالفأس وذلك في 4 كانون الأول عام 303 م. إلا أن الله لم يدع هذا الإثم دون عقاب ، فبينما كان أبوها راجعاً إلى بيته إذ أبرقت السماء وأرعدت فأصيب بصاعقة وساخت به الأرض . وكذا جرى لمرقيانوس الوالي المغتصب .

فما إن شاعت أخبار القديسة بربارة في الشرق حتى أقبل المؤمنون على إكرامها من كل فجّ وبنوا على ذكرها الكنائس العديدة في كل الأنحاء . وفي القرون المتوسطة نقل الصليبيون قسما من ذخائرها إلى البندقية والى رومة العظمى, فانتشرت في الغرب العبادة نحوها كما في المشرق , وشرّف اللَه وليّته بالمعجزات الباهرة تأييداً لهذه العبادة. هذه خلاصة ترجمة القديسة. وعلى هذا الأساس بنيت جملة من اعتقادات العامة والعوائد التي عمّت كثيرا من البلاد.

في الغرب : نصارى الغرب يدعون باسم القديسة بربارة ويلتجئون إلى حمايتها في البلايا والأخطار, لاسيما وقت هبوط الصاعقة وفي ساعة الموت لئلا يفاجأهم المنون دون أن يتزودوا بالأسرار الأخيرة. ومما يروى في سيرة القديس استانسلاوس الراهب اليسوعي انه استشفع بالقديسة بربارة إذ كان مقبلاً على الموت وليس له من يُقيته بسرّ القربان الأقدس فلبّت إلى دعائه وظهرت له مع ملكين وناوله أحدهما زاد الملائكة.
شفيعة الذين يتعرضون للخطر: وكذلك قد يكرّم هذه الشهيدة في الغرب أصحاب الحرف والصناعات الخطرة كالذين يطلقون المدافع ويزاولون صنع البارود ويشتغلون بالأسلحة ويسبكون المعادن. وكذلك ترى كل من يخاطرون بحياتهم قد اتخذوا القديسة كشفيعة خاصة لهم كالبنائين ورجال الإطفاء وغيرهم. وهذا كله مبني على قصة وفاة أبيها ديوسقوروس فجأه. ولذلك يصوّرها المصوّرون تارة قائمة منتصبة وفي يدها حقة القربان الأقدس وتارة يمثّلونها بين المدافع والقنابل ومستودعات البارود وربما رسموا صورة أبيها عند أقدامها مصعوقاً بنار السماء. وممن يعدّون القديسة بربارة شفيعة لهم الرماة ومن يلعب بالكرة والصولجان , وهذا محمول على رواية قديمة تنسب إلى الشهيدة المذكورة أنها نازعت ملك الروم في رمي السهام وغلبته مع حذقه لأنها كانت اتخذت ذلك كدليل عن صحة دينها وبطلان عبادته. أما أهل الشرق فكانوا يحتفلون سابقاً بعيد القديسة بربارة بجَلبَة عظيمة. وقد امتاز بينهم في ذلك أهل سورية دمشق وأهل حلب يتغنّون إلى يومنا هذا بأغنية عامية في مدحها .

ومن عوائد أهل الشام أن يتخذوا في مساء عيدها(وتدعى تلك الليلة البسّيّة ) حلويات وقطائف ويسلقوا قمحاً ويجتمع الأصحاب والأقارب في البيوت ليحيوا تلك الليلة في المسامرات والأفراح, وربما أوقدوا الشموع وطاف الأحداث حول المائدة التي وضعت عليها أصناف المآكل فرحين صارخين. وذُكر أن النساء يتألبن في حمص عشية ذلك العيد ويمدحن القديسة بمدائح مخصوصة ويضئن شمعة فوقها وعاء معدني, فيحككن ما تجمع فيه من النساج (الشحوار) ويتكحلن هن وأولادهن والغريب النازل في بيتهن ظناً منهن بأن من تكحّل هكذا لا يخشى الرمد في تلك السنة. آما في سواحل الشام ولبنان فيجتمع بعض الشبان ويختارون بينهم واحداً يسمونه عرندسا يسوّدون وجهه ويمسخونه بإلباسه ثيابا هزلية ويطوفون به على البيوت ليمدهم أصحابها بدريهمات أو بعض المطاعم تملصاً من قمحتهم .

أصل العيد

أما أصل هذه العوائد والمراد بها فإننا نظن أنها ترتقي إلى القرون السالفة إذ كانت النصرانية في عزها في بلاد الشرق , فكان النصارى يجتمعون ليحتفلوا بهذا العيد بقدر طاقتهم من الأبهة والرونق كما كانوا يفعلون في عشية الأعياد الكبرى, ثم اتخذوا في أفراحهم ما رأوه ممثلاً لأخبار الشهيدة القديسة فدلّوا على استنارتها بنبراس الإيمان بالتكحل, وعلى مجاهرتها بدينها بإيقاد الشموع, وعلى ثباتها في دينها وسط العذاب بسلق القمح, وعلى ظفرها بالأفراح السرمدية بالحلويات والقطائف. أما لبس المسوخ والطواف على البيوت في هذه الحالة فلعله يُراد به تمثيل خدم الحاكم وأعداء الشهيدة الذين اعنتوا بربارة وطافوا بها في ساحات البلدة ليسيموها الهوان قبل قتلها كما يذكر ذلك في أعمال استشهادها. ويجدر بالذكر أن في حي السليمانية في حلب كنيسة أطلق عليها اسم القديسة بربارة ويُقام لتكريمها كل سنة ثلاثة أيام من الرياضة الروحية ليستعد الناس بعيدها في الرابع من شهر كانون الأول .

قنشرين
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
رد: تذكار القديسة بربارة الشهيدة

شكرا

للسيره الجميله

كل سنه وحضرتك طيبه
 

KOKOMAN

.
مشرف سابق
إنضم
9 سبتمبر 2007
المشاركات
122,437
مستوى التفاعل
413
النقاط
0
الإقامة
ALEX
رد: تذكار القديسة بربارة الشهيدة

بركه صلواتها فلتكن مع جميعنا
اميـــــن
ميرررررسى على السيره العطره
ربنا يبارك حياتك
 

kalimooo

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 يونيو 2008
المشاركات
143,884
مستوى التفاعل
1,787
النقاط
113
الإقامة
LEBANON
رد: تذكار القديسة بربارة الشهيدة



بركة صلواتها فلتكن معنا

شكرا على السيرة الذكية

الرب يباركك
 

جورج فارس رباحي

New member
عضو
إنضم
28 أكتوبر 2009
المشاركات
119
مستوى التفاعل
8
النقاط
0
القديســة بربــارة



barbera


المهندس جورج فارس رباحية


ولدت بربارة في أوائل القرن الثالث الميلادي في مدينة نيقوميديا ( المعروفة اليوم بمدينة إزميت ) على بحر مرمرة بتركيا من أب وثني اسمه ديوسقورس من أشراف المدينة ومتعصّباً لوثنيته ويكره المسيحيين .
كانت بربارة جميلة جداً وجمالها يسحر العيون ، فقرّر والدها أن يُخفيها عن الأنظار ويحميها من الأخطار فأسكنها في قصر ذو أسوار عالية وعليه حراسة شديدة ، ولكي لا يكون القصر سجناً فجعل فيه كل أنواع البهجة والمسرّات ، وكانت لا تستطيع أن ترى المدينة إلاّ من غرفة واحدة ذات نافذتين من أعلى برج في القصر .
ونظراً لذكاء ابنته الوحيدة ـ التي فقدت والدتها وهي صغيرة ـ رغب أن تكون ابنته على درجة عالية في العلوم والثقافة ، فأحضر لها أشهر الأساتذة ،وكان أحدهم مسيحياً ، فعلّمها الديانة المسيحية ، بعد ذلك أرسلت رسالة إلى أوريجانس كبير أساتذة معهد الإسكندرية شرحت له أفكارها ، فأعجبته وأرسل لها رسالة مع تلميذه فالنتيانس ليعلّمها ويُفسّر لها أسرار الحياة الأبدية وتجَسُّد السيد المسيح وافتدائه للبشر وبتولية الله .
فأحبّت بربارة هذه التعاليم وآمنت بها وطلبت من فالنتيانس أن يمنحها المعمودية ، فعمّدها وأتاها بالقربان . ومن ذلك الوقت أعطت بتوليتها للرب . حدث كل هذا دون معرفة والدها.
في أحد الأيام طلبت من والدها أن يبني خارج البرج حمّاماً جميلاً فأتى بالفنيين والبنّائين واعداً لهم بالمكافأة إذا هم أتقنوا البناء ثم غادر إلى مكان آخر كان له فيه عمل ولما تأخّر في العودة نزلت بربارة من البرج وذهبت تتفقّد الحمام وكان من المنتظر أن تُفْتَح فيه نافذتان فقط ، فطلبت من البنّائين أن يفتحوا نافذة ثالثة من الجهة الجنوبية ليتلقى الحمام إنارة كافية فقال البنّاؤون إن والدها لم يطلب فتح نافذة ثالثة ، وبعد ذلك نفّذ البناؤون النافذة الثالثة حسب طلب بربارة وهي سوف ترُدّ على والدها إذا سأل عن السبب . وفي أحد المرّات وقفت في بركة الحمام وتطلّعت إلى الشرق راسمة بأصبعها علامة الصليب على المرمر وكأن إصبعها صار آلة حديدية حفر إشارة الصليب في المرمر . ولما عاد والدها سألها عن سبب فتح النافذة الثالثة فقالت له : إن النوافذ الثلاثة تُضيىء كل إنسان آت إلى العالم وكانت تقصد الثالوث الأقدس . وبذلك حوّلت الحمام إلى بيت صلاة .
نظراً لمركز والدها في البلد ولجماها وثقافتها فقد كثر خطّابها ، ففاتحها والدها بهذا الموضوع عدة مرّات فقالت إنها خطبت لعريس سماوي يفوق كل عريس على الأرض لذلك لن تتزوّج أحداً . بعدها طلبت من خدّامها تحطيم الأصنام في القصر .
من هذا التصرّف خاف والدها بأن تكون بربارة قد مالت إلى المسيحية ،بعد تحطيمها أصنام القصر، فقرّر أن يمنع عنها الطعام جزاء لها . فلم يتركها يسوع فبعث لها بعصفور ليعطيها قمحاً من النافذة لتأكل وتتغلّب على الجوع .
هربت بربارة من القصر وأبوها يركض وراءها ، قيل إن صخرة عاقتها في الطريق سرعان ما انشقّت الصخرة لتعبر من وسطها ثم عادت الصخرة إلى وضعها الأول . قيل إنها حاولت التخفّي بين حقول القمح دون جدوى فأمسكها والدها وأعادها ووضعها في قبو مظلم .
في اليوم التالي أخذها والدها إلى الوالي مركيانوس فغضب منها وأمر بسجنها وتعذيبها وكانوا يمشّطون جسدها بأمشاط حديدية ويضربونها بمخارز حديدية ، فتمزّق جسدها وتفجّرت دماؤها وهي صابرة وصامتة . وأعادوها إلى زنزانتها فظهر لها السيد المسيح وشفاها من جراحها ، وفي الصباح لما رآها الحاكم بأن جراحها قد شفيت قال لها : إن الآلهة قد شفتك وضمّدت جراحك . فأجابته : إن الذي شفاني هو يسوع المسيح . فغضب الحاكم وأمر بقطع رأسها خارج المدينة وعندما وصلت إلى الجبل جثت على الأرض وضمّت يديها إلى صدرها بشكل صليب وحنت هامتها ، عندئذ طلب والدها أن يقتل ابنته بيده فسُمِحَ له ، فتناول الفأس وضرب به عنقها .
عاد والدها إلى البيت وفأسه بيده تقطر من دم ابنته وقبل وصوله إلى أبواب المدينة انقضّت عليه صاعقة فأحرقته . كان ذلك عام 235 م . ( 1 )
ولعَظَمة هذه القديسة فقد أجمعت الكنائس الرسولية عامة والمشرقية منها خاصة على الاحتفال بتكريمها والتشفّع لها في اليوم الرابع من شهر كانون الأول من كل عام .
وبهذه المناسبة يأكل المؤمنون : قمح مسلوق وتُسكَب في صحون وتُزيَّن بالقمبز والمكسّرات والسكّر . ويرمز القمح إلى القيامة وإلى الابتهاج والفرح بانتصار القديسة . كما تجري أعمال تنكّر الأطفال بأزياء مضحكة ربما من باب الهزوء والسخرية من عبادة الأصنام . كما يتم أيضاً زراعة كمية صغيرة من القمح فوق قطن مبلّل بالماء في صحن ليكون نابتاً في عيد الميلاد .

26/11/2008 المهندس جورج فارس رباحية

المفـــردات :
(1) ـ اختلف المؤرخون في تاريخ ولادتها ووفاتها . فمنهم من حدّد وفاتها في 4 كانون
الأول عام 303 ومنهم من ذكر أن وفاتها كان عام 235 م ومنهم من دوَّن أن
الوفاة كانت في عام 290 م . والجدير بالذكر إن العلامة أوريجانس مدير معهد
الإسكندرية الذي راسلته القديسة بربارة قد توفّي عام 255 م .
المصــادر والمــراجع :
ـ السواعي الكبير : القدس 1886
ـ المنجد في اللغة والأعلام : بيروت 1973
ـ مواقــع على الإنترنت :
 

+SwEetY KoKeY+

خلينى ارنم !
مشرف سابق
إنضم
1 سبتمبر 2008
المشاركات
28,051
مستوى التفاعل
395
النقاط
0
ثانكس جورج على سيرة القديسه الجميله
 

اني بل

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
17 يوليو 2007
المشاركات
36,107
مستوى التفاعل
1,338
النقاط
0
ولدت بربارة في مدينة نيقوميدية. وكان ابوها ديوسيقورُس غنياً وثنياً متعصّباً. فأحسن تربيتها بالعلوم والآداب. وبما أنّها كانت رائعة الجمال وضعها في برج حصين، وأقام من حولها الأصنام لتظلّ متعبّدة للآلهة.
فأخذت تتأمّل في هذا الكون وتبحث عن مبدعه. ولم ترَ في الأصنام سوى حجارة صُم لا يرجى منها خير. فأتاح لها الله أن اتصلت بالمعلّم فالنتيانوس فأخذ يشرح لها أسرار الديانة المسيحيّة وتعاليم الإنجيل السامية. فأذعنت بربارة لهذا المرشد الحكيم وآمنت بالمسيح وقبلت سرّ العماد المقدّس، ونذرت بتوليتها للرب يسوع.
وكانت مثابرة على الصلاة والتأمّل وقراءة الكتب المقدّسة. وامرت خدامها، وبينهم مسيحيون، بتحطيم ما حولها من الأصنام. غضب أبوها واوسعها شتماً وضرباً وطرحها في قبو مظلم، فقامت تصلّي إلى الله ليقويها على الثبات في إيمانها.
وفي الغد اتى بها ابوها، مكبّلة بالسلاسل، إلى الوالي مركيانوس. فاستشاط الوالي غيظاً من ثباتها في الإيمان بالمسيح، وأمر بجلدها بأعصاب البقر، فتمزّقَ جسدها وتفجرّت دماؤها، وهي صابرة صامته.
ثم طرحوها في السجن، فظهر لها السيد المسيح وشفاها من جراحها. وفي الصباح رآها الحاكم صحيحة الجسم مشرقة الوجه، فابتدرها قائلاً: ان الآلهة شفقت عليها وضمّدت جراحها. فأجابت: "ان الذي شفاني هو يسوع المسيح ربّ الحياة والموت". فتميّز الحاكم غيظاً وأمر بجلدها ثانية حتى تناثرت لحمانها. ثم أمر بقطع رأسها فتمت شهادتها عام 235.
صلاتها معنا. آمين.
صلاة إلى الذي يتألّم

يا قديسة بربارة، الكثير من الناس حولي يكذبون. علّميني أن أتشبّه بكِ، فأبغض الكذب والخيانة مثلك، وأن أفضّل عليها كلّ شيء، حتى الإهانة، حتّى الفقر، وحتى الفشل الاجتماعي.
يا قديسة بربارة، الكثير من الناس حولي يكرهون. علّميني أن ارُدّ مثلك الشرّ خيراً، وأن اصلّي لمن يبغضونني، متذكراً انّ المسيح قال: "إن لم تغفروا فلن يُغفر لكم"، و "بالكيل الذي تكيلون به يُكال لكم".
يا قديسة بربارة، أنا مُشبعٌ ألماً وقد نفدَت قواي. علّميني أن الألم الذي يقدّم بحبّ، هو إحسانٌ، وأنّه يستطيع أن يخلّص نفساً. المسيح أحسن إليّ هكذا وهو على الصليب، وأنتِ اقتديتِ به في غرفة التعذيب. وهكذا خلّصَ العالم، وهكذا انتِ هديتِ بلادكِ.
ساعديني أن اتذكّر في أيّة أحوال عشتِ: هذا يعطيني الشجاعة وسأرى أنّي أنا أيضاً، قادرٌ على عمل أشياء عظْمى، بما لديّ، وأنّي، إن لم أحبَّ ما يجري، فبامكاني تغييره بأعمالي الخفيّة، ولو كنتُ صغيراً، ولو كنتُ وحدي
 

حبيب يسوع

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
15 مايو 2007
المشاركات
15,458
مستوى التفاعل
1,958
النقاط
113
سيرة القديسة بربارة سيرة عطرة الرب يباركك
 
أعلى