الشات جي بي تى فى خدمة كلمة الله اعداد/ ناجح ناصح جيد

إنضم
9 مارس 2025
المشاركات
49
مستوى التفاعل
20
النقاط
8
الإقامة
مصر الحبيبة

١- المناخس
فَقَالَ: «مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟» فَقَالَ الرَّبُّ: «أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ».
(أعمال الرسل ٩: ٥)
للأسف لكل منا لحظاته البهمية التى فيها يرفس مناخس فيسبب لنفسه الأذية !!
هيا بنا لنعرف حكاية المناخس
#NagehNaseh
....
إليك الترجمات المحتملة للنص اليوناني دون الاعتداد بغيرها:

1. فقال شخص: "من أنت، يا سيد؟" فقال الرب: "أنا يسوع الذي تضطهده. صعب عليك أن ترفس مناخس."

2. فسأل واحد: "هل أنت الرب؟" فأجاب الرب: "أنا يسوع، الذي أنت تضطهده. من الصعب عليك أن ترفس المناخس."

3. وقال له أحدهم: "يا سيد، من تكون؟" فردّ عليه الرب: "أنا يسوع الذي تلاحقه، من الشاق عليك أن تركل المناخس."

4. فقال شخص: "هل أنت الرب؟" فأجابه الرب: "أنا يسوع، الذي أنت تضطهده. من العسير عليك أن تقاوم المناخس."

5. فسأل أحدهم: "من أنت يا رب؟" فأجاب الرب: "أنا يسوع الذي تضطهده، من الصعب عليك أن تركل المناخس."

هذه الترجمات تمثل الاحتمالات المختلفة بناءً على التراكيب الممكنة للجملة اليونانية.
...
ماذا تعنى مناخس؟؟
الكلمة اليونانية κέντρα (kéntra) رقم سترونج G2759 تعني "مناخس" أو "محفزات".

المعاني :

1. مناخس – وهي أداة مدببة تُستخدم لتحفيز الحيوانات، خاصة الثيران، على الحركة.

2. شوك حاد – إشارة إلى شيء مؤلم يستخدم لدفع الحيوان للأمام.

3. مهماز – أداة تُستخدم لحث الحيوان على السير.

4. محفزات مؤلمة – تعبير مجازي يعكس الفكرة الأصلية.
في السياق الكتابي
(مثلًا في أعمال 9:5)، تشير العبارة "صعب عليك أن ترفس المناخس" إلى المقاومة غير المجدية ضد إرادة الله، إذ أن رفس المناخس يؤدي إلى مزيد من الألم للشخص نفسه.
...
في الأصل، الذي يرفس المناخس هو الحيوان، وخاصة الثور، عندما يُدفع أو يُحثّ للسير باستخدام المناخس (وهي عصا ذات طرف مدبب يستخدمها الفلاحون أو السائقون لدفع الحيوان للأمام). إذا رفس الحيوان المناخس بدلاً من الاستجابة لها، فإنه يؤذي نفسه أكثر، لأن المناخس تغرس في جسده.

الخلفية الثقافية والتاريخية:
كان هذا التعبير معروفًا في الثقافة اليونانية والرومانية، حيث استخدمه الشعراء والفلاسفة (مثل يوريبيدس في "باخيات"، وفيلو اليهودي) للدلالة على مقاومة القدر أو القوة الإلهية بطريقة تؤدي إلى الأذى الذاتي.

في السياق الكتابي
(أعمال 9:5؛ 26:14)، استخدمه الرب يسوع ليخاطب شاول الطرسوسي، مشيرًا إلى أنه بمقاومته للمسيح، كان كمن يرفس المناخس، مما يجعل الألم والأسى يزدادان عليه بدلاً من أن يتخلص منهما.
المعنى الروحي والمجازي:
المقاومة غير المجدية: أي شخص يقاوم إرادة الله أو خطته يشبه الثور الذي يرفس المناخس، فيتألم أكثر.
الدعوة الإلهية التي لا يمكن الهروب منها: كما أن الثور في النهاية يستجيب للمناخس، كذلك الإنسان لا يستطيع الهروب من دعوة الله أو خطته دون أن يعاني.
لذا، في الأصل، الثور هو الذي يرفس المناخس، لكن التعبير أصبح يُستخدم مجازيًا ليشير إلى أي شخص يقاوم قوة أعظم منه بطريقة تؤدي إلى أذيته الذاتية.

#الشات_جي_بي_تي_فى_خدمة_كلمة_الله_ناجح
 
إنضم
9 مارس 2025
المشاركات
49
مستوى التفاعل
20
النقاط
8
الإقامة
مصر الحبيبة
٢- أفعال إلهية
....
١ أَنْقِذْنِي مِنْ أَعْدَائِي يَا إِلهِي. مِنْ مُقَاوِمِيَّ احْمِنِي. ٢ نَجِّنِي مِنْ فَاعِلِي الإِثْمِ، وَمِنْ رِجَالِ الدِّمَاءِ خَلِّصْنِي، (المزامير ٥٩: ١، ٢)
HB לַמְנַצֵּ֣חַ אַל־תַּשְׁחֵת֮ לְדָוִ֪ד מִ֫כְתָּ֥ם בִּשְׁלֹ֥חַ שָׁא֑וּל וַֽיִּשְׁמְר֥וּ אֶת־הַ֝בַּ֗יִת לַהֲמִיתֽוֹ׃ הַצִּילֵ֖נִי מֵאֹיְבַ֥י ׀ אֱלֹהָ֑י מִּמִתְקוֹמְמַ֥י תְּשַׂגְּבֵֽנִי׃ HB הַ֭צִּילֵנִי מִפֹּ֣עֲלֵי אָ֑וֶן וּֽמֵאַנְשֵׁ֥י דָ֝מִ֗ים הוֹשִׁיעֵֽנִי׃
أفعال إلهية
انقذني احمني نجني خلصني
اذكر المعنى السببية الكيفية النتيجة

.......
.. الافعال H5337 Original: נצל

Transliteration: nâtsal

Phonetic: naw-tsal'

BDB Definition:

to snatch away, deliver, rescue, save, strip, plunder (Niphal) to tear oneself away, deliver oneself to be torn out or away, be delivered (Piel) to strip off, spoil to deliver (Hiphil) to take away, snatch away to rescue, recover to deliver (from enemies or troubles or death) to deliver from sin and guilt (Hophal) to be plucked out (Hithpael) to strip oneself Origin: a primitive root

TWOT entry: 1404

Part(s) of speech: Verb

Strong's Definition: A primitive root; to snatch away, whether in a good or a bad sense: - X at all, defend, deliver (self), escape, X without fail, part, pluck, preserve, recover, rescue, rid, save, spoil, strip, X surely, take (out). ... H7682 Original: שׂגב

Transliteration: śâgab

Phonetic: saw-gab'

BDB Definition:

to be high, be inaccessibly high (Qal) to be (too) high (for capture) to be high (of prosperity) (Niphal) to be high to be set on high, be (safely) set on high to be exalted (of God) (Piel) to set on high, set (securely) on high to exalt, exalt (in effective hostility) (Pual) to be set (securely) on high (Hiphil) to act exaltedly Origin: a primitive root

TWOT entry: 2234

Part(s) of speech: Verb

Strong's Definition: A primitive root; to be (causatively make) lofty, especially inaccessible ; by implication safe, strong ; used literally and figuratively: - defend, exalt, be excellent, (be, set on) high, lofty, be safe, set up (on high), be too strong. .. H6965 Original: קוּם

Transliteration: qûm

Phonetic: koom

BDB Definition:

to rise, arise, stand, rise up, stand up (Qal) to arise to arise (hostile sense) to arise, become powerful to arise, come on the scene to stand to maintain oneself to be established, be confirmed to stand, endure to be fixed to be valid to be proven to be fulfilled to persist to be set, be fixed (Piel) to fulfil to confirm, ratify, establish, impose (Polel) to raise up (Hithpael) to raise oneself, rise up (Hiphil) to cause to arise, raise to raise, set up, erect, build to raise up, bring on the scene to raise up, rouse, stir up, investigate to raise up, constitute to cause to stand, set, station, establish to make binding to carry out, give effect to (Hophal) to be raised up Origin: a primitive root

TWOT entry: 1999

Part(s) of speech: Verb

Strong's Definition: A primitive root; to rise (in various applications, literally, figuratively, intensively and causatively): - abide, accomplish, X be clearer, confirm, continue, decree, X be dim, endure, X enemy, enjoin, get up, make good, help, hold, (help to) lift up (again), make, X but newly, ordain, perform, pitch, raise (up), rear (up), remain, (a-) rise (up) (again, against), rouse up, set (up), (e-) stablish, (make to) stand (up), stir up, strengthen, succeed, (as-, make) sure (-ly), (be) up (-hold, -rising). ... H5337 Original: נצל

Transliteration: nâtsal

Phonetic: naw-tsal'

BDB Definition:

to snatch away, deliver, rescue, save, strip, plunder (Niphal) to tear oneself away, deliver oneself to be torn out or away, be delivered (Piel) to strip off, spoil to deliver (Hiphil) to take away, snatch away to rescue, recover to deliver (from enemies or troubles or death) to deliver from sin and guilt (Hophal) to be plucked out (Hithpael) to strip oneself Origin: a primitive root

TWOT entry: 1404

Part(s) of speech: Verb

Strong's Definition: A primitive root; to snatch away, whether in a good or a bad sense: - X at all, defend, deliver (self), escape, X without fail, part, pluck, preserve, recover, rescue, rid, save, spoil, strip, X surely, take (out). ... H3467 Original: ישׁע

Transliteration: yâsha‛

Phonetic: yaw-shah'

BDB Definition:

to save, be saved, be delivered (Niphal) to be liberated, be saved, be delivered to be saved (in battle), be victorious (Hiphil) to save, deliver to save from moral troubles to give victory to Origin: a primitive root

TWOT entry: 929

Part(s) of speech: Verb

Strong's Definition: A primitive root; properly to be open, wide or free, that is, (by implication) to be safe ; causatively to free or succor: - X at all, avenging, defend, deliver (-er), help, preserve, rescue, be safe, bring (having) salvation, save (-iour), get victory.

.......

تحليل الأفعال الإلهية في المزمور 59:1-2

1. الأفعال الإلهية في النص العبري

  • הַצִּילֵנִי (هَצِّيلِنِي) – "أنقذني" (H5337 - נצל)
  • תְּשַׂגְּבֵנִי (تِسْغَڨِينِي) – "احمني" أو "ارفعني" (H7682 - שׂגב)
  • הוֹשִׁיעֵנִי (هُوشِيعِينِي) – "خلصني" (H3467 - ישׁע)

2. المعنى اللغوي والاشتقاقات

  1. נצל (ناصال – H5337) "أنقذني"
    • الجذر الأساسي يعني "الخطف، الإخراج بسرعة، الإنقاذ".
    • يُستخدم في الكتاب المقدس بمعنى الإنقاذ من خطر أو اضطهاد.
    • في الصيغة Hiphil، تعني الفعل القوي من الله لإنقاذ شخص من مأزق.
    • أمثلة كتابية:
      • "أَنْقِذْنِي مِنْ أَعْدَائِي يَا إِلهِي" (مز 59:1)
      • "مَلاَكُ الرَّبِّ نَاصِبٌ حَوْلَ خَائِفِيهِ، وَيُنَجِّيهِمْ" (مز 34:7).
  2. שׂגב (سغب – H7682) "احمني" أو "ارفعني"
    • الجذر يعني "يكون في مكان مرتفع"، "يجعل غير قابل للوصول".
    • يشير إلى حماية الله بوضع الشخص في مكان آمن بعيدًا عن الخطر.
    • أمثلة كتابية:
      • "الرَّبُّ صَخْرَتِي وَحِصْنِي وَمُنْقِذِي" (مز 18:2).
      • "الرَّبُّ مَلْجَأٌ لِلْمُضْطَهَدِ، مَلْجَأٌ فِي أَزْمَاتِ الضِّيقِ" (مز 9:9).
  3. ישׁע (يشع – H3467) "خلصني"
    • الجذر يعني "تحرير"، "الخلاص"، "النصر".
    • مرتبط بالخلاص الجسدي والروحي على حد سواء.
    • أمثلة كتابية:
      • "الرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي فَمِمَّنْ أَخَافُ؟" (مز 27:1).
      • "فَتَرَى عَيْنَايَ بِخَلاَصِكَ" (مز 119:123).

3. السببية – لماذا يطلب المرتل هذه الأفعال؟

  • وجود تهديد حقيقي: داود يواجه أعداء يسعون لقتله.
  • الشر الأخلاقي المحيط به: "مِنْ فَاعِلِي الإِثْمِ"، "مِنْ رِجَالِ الدِّمَاءِ".
  • الاضطهاد من السلطة (شاول): المزمور كُتب عندما كان شاول يرسل جنوده ليقتلوا داود.
  • الثقة في الله كمخلص: داود يعرف أن الله هو مصدر خلاصه الوحيد.

4. الكيفية – كيف ينفذ الله هذه الأفعال؟

  1. بالإنقاذ الفوري: الله يتدخل بطريقة سريعة لحماية داود.
  2. بجعل العدو عاجزًا: كما فعل مع شاول عندما لم يتمكن من الإمساك بداود.
  3. بتهيئة ملجأ آمن: سواء جسديًا (المغارات) أو روحيًا (السلام الداخلي والثقة).
  4. بإعطاء قوة داخلية: الله لا ينقذ فقط، بل يعزز نفسية داود ويجعله قادرًا على مواجهة أعدائه.

5. النتيجة – ماذا يحدث عندما يتدخل الله؟

  • النجاة من الأعداء: العدو لا يتمكن من إيذاء المرتل.
  • الارتقاء الروحي: الله لا يكتفي بإنقاذ عبده، بل يجعله في موضع مرتفع غير قابل للهزيمة.
  • التسبيح لله: ينتهي المزمور بتمجيد الرب "يَا قُوَّتِي، إِلَيْكَ أُرَنِّمُ" (مز 59:17).
  • التأكيد على السيادة الإلهية: الأعداء يمكن أن يخططوا، لكن الله هو الذي يحدد النتيجة النهائية.

التطبيقات الروحية

  1. الله هو المخلص الحقيقي الذي ينقذ من الضيق، سواء كان جسديًا أو روحيًا.
  2. أحيانًا لا يمنع الله الهجوم، لكنه يرفعك فوقه، حتى لا يمسك بك الأذى.
  3. الخلاص لا يعني فقط النجاة من الموت، بل يشمل السلام الداخلي والانتصار على الخوف.
  4. كلما واجهنا أعداء أو تحديات، يجب أن نثق في أن الله قادر على الإنقاذ والرفع والخلاص.

خلاصة

هذه الأفعال الإلهية تعكس دور الله كمخلص، حامٍ، ورافع لعبيده، وهي ليست مجرد تصرفات لحظية بل جزء من طبيعته الثابتة.

#NagehNaseh
 
إنضم
9 مارس 2025
المشاركات
49
مستوى التفاعل
20
النقاط
8
الإقامة
مصر الحبيبة
٣-
وَخَلِّصُوا الْبَعْضَ بِالْخَوْفِ، مُخْتَطِفِينَ مِنَ النَّارِ، مُبْغِضِينَ حَتَّى الثَّوْبَ الْمُدَنَّسَ مِنَ الْجَسَدِ.
(يهوذا ١: ٢٣)

تم امداد الشات جي بي تي بتفاسير ثقات المفسرين المذكورة اسمائهم و تم عمل موضوع من تفاسيرهم بعد الترجمة
.....
الخلاص بالخوف: دراسة تفسيرية شاملة ليهوذا 1:23

> "وَخَلِّصُوا ٱلْبَعْضَ بِٱلْخَوْفِ، مُخْتَطِفِينَ إِيَّاهُمْ مِنَ ٱلنَّارِ، مُبْغِضِينَ حَتَّى ٱلثَّوْبَ ٱلْمُلَوَّثَ مِنَ ٱلْجَسَدِ" (يهوذا 1:23).

هذا النص العميق يحمل في طياته نداءً مزدوجًا: إنقاذ النفوس الهالكة، مع الحفاظ على قداسة المنقذين أنفسهم. إنه دعوة للجهاد الروحي، حيث يمتزج الحب بالخوف، والرحمة بالحذر، والغيرة بالرهبة. فما هو المقصود بـ"الخلاص بالخوف"؟ وكيف نفهم هذا المفهوم في ضوء التفاسير المعتبرة؟

---

أولًا: الفئات الثلاث التي يخاطبها النص

يقدم المفسرون تقسيمًا لثلاث فئات من الناس في هذا النص، مما يساعدنا على فهم الطريقة التي يجب التعامل بها مع كل نوع:

1. الفئة الأولى: الذين يحتاجون إلى الرحمة والتشجيع اللطيف (يهوذا 1:22).

2. الفئة الثانية: الذين هم في خطر شديد ويحتاجون إلى تدخل سريع وفعّال، حيث يجب "اختطافهم من النار".

3. الفئة الثالثة: الذين غاصوا في الفساد، ويجب التعامل معهم بحذر، حتى لا يتلوث المنقذ نفسه بخطاياهم.

يقول بارنز إن هناك أشخاصًا يمكن جذبهم إلى الحق بلطف، لكن هناك آخرين لا يستجيبون إلا لتحذيرات شديدة وأسلوب أكثر حزمًا، بل وأحيانًا بالخوف من الدينونة والعقاب.

---

ثانيًا: معنى "الخلاص بالخوف"

1. التخويف بأسلوب تحذيري صارم

يوضح جيل أن المقصود هو التعامل مع المتمردين والمنحرفين بإنذارات حازمة عن دينونة الله والجحيم والعقاب الأبدي.

يشير كلارك إلى أن هؤلاء لا يمكن استمالتهم بالكلمات اللينة، بل يحتاجون إلى أن يُنتشلوا بالقوة كما يُسحب شخص من وسط النيران المشتعلة.

2. الإنقاذ السريع دون تردد

المصطلح "مختطفين إياهم من النار" يشير إلى تصرف عاجل، كما لو أن الشخص قد بدأ يحترق بالفعل.

يستخدم النص نفس الصورة الواردة في زكريا 3:2 حيث يُنقذ رئيس الكهنة يهوشع من نار الدينونة.

يرى بولي أن هذه الصورة ترمز إلى حالة الخاطئ الذي هو على حافة الهلاك، والذي يجب إنقاذه بعزم وحسم دون تردد.

3. الخوف ليس على الشخص فقط، بل على المنقذ نفسه

يلفت جي إف بي الانتباه إلى أن هذا الخوف ليس فقط خوفًا على الشخص المخَلَّص، بل خوفًا أيضًا من أن يتأثر المنقذ نفسه بخطيئة الشخص الذي يحاول إنقاذه.

يتحدث سكوفيلد عن أن المؤمن يجب أن يكون في حالة حذر روحي حتى لا يسقط في نفس الخطايا التي يحاول انتشال الآخرين منها.

---

ثالثًا: "مبغضين حتى الثوب الملوث من الجسد"

1. الاشمئزاز من الخطية وليس من الخاطئ

يتفق المفسرون على أن المؤمن يجب أن يُظهر بغضًا شديدًا للخطيئة، ولكن دون أن يُظهر كراهية للشخص الخاطئ نفسه.

يربط جيل هذا التعبير بالطقوس اليهودية، حيث كان لمس الثياب الملوثة يعتبر نجاسة تنتقل إلى الشخص نفسه.

2. الحذر من التلوث الروحي

يشير كلارك إلى أن المقصود هو تجنب أي تلامس مع الشر أو مع أي شيء قد يكون سببًا في السقوط في الخطية.

يؤكد بولي أن النجاة من النار لا تعني المشاركة في نجاسة الخاطئ، بل يجب أن يكون هناك تمييز واضح بين المحبة للخاطئ والبغض للخطيئة.

---

رابعًا: تطبيقات عملية للنص

1. التوازن بين الرحمة والحزم

يجب أن نعرف متى نستخدم اللطف والشفقة، ومتى نستخدم الحزم والإنذار الشديد.

يقول بارنز إن البعض لا يتأثر إلا بالتحذير من العقاب، بينما البعض الآخر يمكن جذبه بالرحمة.

2. ضرورة الجهاد الروحي بحذر

الإنقاذ الروحي يجب أن يتم بحكمة، دون أن يتأثر المُنقِذ بالخطايا التي يحاول اقتلاع الآخرين منها.

يقول جي إف بي إن التعاطف لا يجب أن يتحول إلى تهاون أو قبول ضمني للخطية.

3. السلوك في مخافة الله

كما يذكر سكوفيلد، فإن المؤمن الذي يسلك بالروح ستكون له قوة الانتصار على الجسد ولن يكون عرضة للسقوط أثناء إنقاذ الآخرين.

---

خامسًا: قائمة بأسماء المفسرين المعتمدين في هذه الدراسة

1. ألبرت بارنز (Barnes)

2. آدم كلارك (Clarke)

3. جون جيل (Gill)

4. بول جون بولي (Poole)

5. جي إف بي (Jamieson, Fausset & Brown)

6. سي آي سكوفيلد (Scofield)

خاتمة

هذا النص من رسالة يهوذا ليس مجرد تحذير، بل خطة عملية لخدمة النفوس. إنه يدعو إلى إنقاذ الهالكين دون أن يُصاب المُنقِذ نفسه، إلى محبة الخاطئ دون القبول بخطيئته، وإلى السلوك في خوف مقدس، حيث الرحمة تمتزج بالحذر، والمغفرة ترتبط بالقداسة.

#NagehNaseh
 
إنضم
9 مارس 2025
المشاركات
49
مستوى التفاعل
20
النقاط
8
الإقامة
مصر الحبيبة
(٤)
مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ، لأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ.
(١ بطرس ٥: ٧)
1. معناها
كلمة "ملقين"
فعل مركب من جزئين:
"على" أو "فوق".
و
"يرمي"، "يقذف"، أو "يلقي بسرعة".

إذن،
الفعل يعني "إلقاء شيء فوق شيء آخر"، ويشير إلى إلقاء العبء بالكامل على شخص آخر، دون الاحتفاظ بأي جزء منه.

2. كيفيتها (كيفية الإلقاء)
الكلمة جاءت بصيغة
تدل على فعل يتم مرة واحدة بحسم ونهائية، أي أن الإلقاء يجب أن يكون كاملاً ونهائيًا، وليس مجرد محاولة جزئية أو مؤقتة.
يتضمن الفعل
معنى القوة والسرعة، كما لو أنك تقذف حملاً ثقيلاً عنك تمامًا.
في النص الكتابي
الأمر ليس مجرد "إلقاء" بسيط، بل هو نقل المسؤولية بالكامل إلى الله، وعدم استعادتها بعد ذلك.
3. نتيجتها
النتيجة المباشرة لإلقاء الهموم على الله هي راحة داخلية وسلام روحي، لأن الله هو الذي يعتني بالمؤمن.
الفعل
يدل على ثقة عميقة في الله، حيث لا يعتمد المؤمن على نفسه بل يسلم كل شيء لله.
المقابل
لعدم إلقاء الهموم هو القلق والاضطراب، وهو عكس ما يريده الله للمؤمنين.

♡♡الفرق بين الإلقاء والاحتفاظ بالهموم♡♡
"الإلقاء"
يعني نقل العبء بالكامل إلى الله دون رجعة.

الاحتفاظ بالهم
يعني أن الشخص يحاول حل مشاكله بمفرده، مما يؤدي إلى الضغط النفسي والقلق المستمر.

♡♡♡♡♡♡♡تطبيق روحي♡♡♡♡♡♡
المؤمن
مدعو لأن يلقي كل همومه على الله بدلاً من أن يحملها بنفسه.

يجب
أن يكون هذا الإلقاء كاملاً ونهائيًا، وليس مجرد إلقاء مؤقت ثم استعادة القلق مرة أخرى.

الثقة
في رعاية الله تؤدي إلى سلام حقيقي، حيث لا يعتمد الإنسان على قوته بل على عناية الله المطلقة.

♡♡♡♡♡♡♡♡ملخص♡♡♡♡♡♡♡♡
المعنى: إلقاء الهموم بالكامل على الله، كما يلقي شخص حملًا ثقيلًا عن كتفه.
الكيفية: فعل يتم بحسم وقوة، وينقل العبء نهائيًا إلى الله.
النتيجة: سلام داخلي، وثقة في رعاية الله، وحرية من القلق.

♡♡♡♡♡خلاصة الخلاصة♡♡♡♡♡♡
تُستخدم الكلمة لحث المؤمنين على إلقاء مخاوفهم بالكامل على الله، وهي صورة قوية للتسليم لله بدلاً من حمل القلق بأنفسهم. الكلمة تصور الفعل كطرح مفاجئ وليس مجرد نقل تدريجي، مما يعكس الإيمان والثقة المطلقة بالله.
..
المراجع
Vines قاموس
Thayerقاموس
ChatGPT

#NagehNaseh
 
إنضم
9 مارس 2025
المشاركات
49
مستوى التفاعل
20
النقاط
8
الإقامة
مصر الحبيبة
تكملة (٤)
ثم يُكمل بالقول إنه ينبغي أن نلقي كل همومنا على الله، لأن الله يهتم بنا. إذًا، الهموم هنا تأتي كنتيجة طبيعية لظروف الحياة التي قد تجعل الإنسان يقلق أو يشعر بالضيق، لكن الحل هو تسليمها لله.

ما هي هذه "الهموم" بحسب السياق؟

من خلال رسالة بطرس الأولى ككل، يمكن أن نرى أن "الهموم" التي يقصدها هنا تشمل عدة أمور، منها:
1. الاضطهاد والمعاناة بسبب الإيمان
الرسالة موجهة إلى المؤمنين الذين كانوا يعانون من الاضطهاد، سواء من السلطات أو من المجتمع المحيط بهم.
في الإصحاح الرابع، يتحدث عن "نار المحنة"
(1 بطرس 4: 12) التي يواجهها المؤمنون.

2. القلق بشأن المستقبل والمجهول
المؤمنون كانوا يعيشون في بيئة غير مستقرة، وكان هناك خوف من العواقب التي قد يواجهونها بسبب تبعيتهم للمسيح.
3. الضغوط الحياتية والاحتياجات اليومية
الهموم لا تقتصر فقط على الأمور الروحية، بل تشمل أيضًا احتياجات الحياة اليومية مثل الطعام، المأوى، العلاقات، وغيرها.
4. الصراعات الداخلية مع الذات والخطيئة
في الرسالة، يحث بطرس المؤمنين على أن يعيشوا حياة مقدسة (1 بطرس 1: 15-16)، مما قد يكون مصدر قلق لهم وهم يسعون للعيش بحسب إرادة الله.
5. الحروب الروحية ومقاومة إبليس
في العدد التالي مباشرة (1 بطرس 5: 8)، يحذر بطرس من أن إبليس "يجول كأسد زائر ملتمسًا من يبتلعه"، مما يشير إلى التحديات الروحية التي قد تسبب قلقًا للمؤمنين
التطبيق الروحي
بطرس يدعو المؤمنين إلى الإيمان والثقة في الله بدلاً من السماح لهذه الهموم بأن تثقل قلوبهم. الطريقة التي يجب أن يتعاملوا بها مع القلق هي إلقاؤه على الله، أي الاعتماد الكامل عليه في كل الأمور، لأن الله ليس فقط قادرًا، بل هو أيضًا يهتم شخصيًا بكل واحد من أولاده.
خلاصة
الهموم المذكورة في 1 بطرس 5: 7 تشمل:

الاضطهاد والمعاناة بسبب الإيمان.

القلق بشأن المستقبل والمجهول.

الضغوط الحياتية والاحتياجات اليومية.

الصراعات الداخلية مع الذات والخطيئة.

الحروب الروحية ومقاومة إبليس.

لكن الحل الذي يقدمه بطرس هو إلقاء كل هذه الهموم على الله، لأن الله يعتني بنا بطريقة حقيقية وعملية.
 
إنضم
9 مارس 2025
المشاركات
49
مستوى التفاعل
20
النقاط
8
الإقامة
مصر الحبيبة
♡♡♡♡♡السلام♡♡♡♡♡

الباب الأول: التعريف والمصطلحات الكتابية

تعريف السلام في المفهوم الكتابي.

الكلمات العبرية واليونانية المستخدمة في الكتاب المقدس (مع أرقام سترونج).

الفروق بين المصطلحات المختلفة المرتبطة بالسلام.

الباب الثاني: السلام في العهد القديم

كيف يُستخدم السلام في العهد القديم؟

أمثلة كتابية من العهد القديم توضّح مفهوم السلام.

ارتباط السلام بالعهد مع الله.

الباب الثالث: السلام في العهد الجديد

كيف تطور مفهوم السلام في العهد الجديد؟

أمثلة من تعليم المسيح عن السلام.

السلام كعطية من الروح القدس.

الباب الرابع: أبعاد السلام

السلام مع الله.

السلام الداخلي.

السلام مع الآخرين.

السلام في المجتمع والعالم.

الباب الخامس: تطبيقات روحية وعملية

كيف نحصل على السلام الحقيقي؟

السلام في أوقات الضيق والتجربة.

دور المؤمن في نشر السلام.

الباب السادس: التحليل اللاهوتي والبلاغي

تحليل نصوص مختارة حول السلام.

استخدام المجاز والصور البلاغية في التعبير عن السلام.

علاقة السلام بالخلاص والمحبة والعدل.

الباب السابع: الخاتمة والاستنتاجات

ملخص شامل لأهم النقاط.

دعوة كتابية للحياة في السلام.
........
سأبدأ الآن بكتابة الباب الأول: التعريف والمصطلحات الكتابية، وسأحرص على تقديمه بتوسع وثراء.

---

الباب الأول: التعريف والمصطلحات الكتابية

الفصل الأول: تعريف السلام في المفهوم الكتابي

المعنى العام للسلام

السلام ليس مجرد غياب النزاع أو الاضطراب، بل هو حالة من الاكتمال، الطمأنينة، والاستقرار التي تأتي من الله. في المفهوم الكتابي، السلام يشمل العلاقة الصحيحة مع الله، ومع النفس، ومع الآخرين.

يظهر السلام في الكتاب المقدس كمفهوم إلهي عميق يتجاوز المشاعر المؤقتة ليكون حالة روحية وأخلاقية دائمة. فالله نفسه يُدعى "إله السلام" (رومية 15: 33)، والمسيح يُدعى "رئيس السلام" (إشعياء 9: 6).

السلام في السياق اللاهوتي

يتضمن السلام في الكتاب المقدس ثلاثة جوانب رئيسية:

1. السلام مع الله – الذي يأتي بالمصالحة بين الإنسان والله من خلال المسيح.

2. السلام الداخلي – راحة القلب والذهن الناتجة عن الثقة في الله.

3. السلام مع الآخرين – التوافق والعلاقات الصحيحة المبنية على المحبة والعدل.

يُعتبر السلام في الكتاب المقدس عطية إلهية، لكنه أيضًا مسؤولية شخصية، إذ يُطلب من المؤمنين أن "يسعوا إلى السلام مع الجميع" (عبرانيين 12: 14).

---

الفصل الثاني: الكلمات العبرية واليونانية المستخدمة في الكتاب المقدس

أولًا: السلام في العهد القديم (الكلمات العبرية)

1. شَالُوم (שָׁלוֹם) – سترونج H7965

هذه الكلمة هي الأكثر استخدامًا وتعني: الكمال، الطمأنينة، الوفرة، البركة، الازدهار، والصحة الجيدة.

تُستخدم للإشارة إلى السلام بين الأفراد، بين الأمم، وبين الإنسان والله.

في العهد القديم، السلام الحقيقي يأتي عندما يكون الإنسان في علاقة صحيحة مع الله، وهو مرتبط بـ العهد الإلهي.

أمثلة كتابية:

"يباركك الرب ويحرسك. يضيء الرب بوجهه عليك ويرحمك. يرفع الرب وجهه نحوك ويمنحك سلامًا (شالوم)" (عدد 6: 24-26).

"الرب يعطي قوة لشعبه، الرب يبارك شعبه بالسلام (شالوم)" (مزمور 29: 11).

2. شَالَم (שָׁלַם) – سترونج H7999

الجذر الأساسي لكلمة "شالوم"، ويعني إتمام، دفع، تعويض، اكتمال.

يُستخدم للدلالة على رد الحقوق أو إتمام العهود، مما يوضح أن السلام في الكتاب المقدس ليس مجرد شعور، بل هو حالة من الكمال والوفاء بالعهود.

مثال: "إذا سرق أحد بقرة أو شاة وذبحها أو باعها، فعليه أن يعوض (يشالِّم) خمس بقرات عن البقرة وأربع شياه عن الشاة" (خروج 22: 1).

3. شِلْوَه (שִׁלְוָה) – سترونج H7962

تعني الراحة، الاطمئنان، الرخاء.

تُستخدم غالبًا للإشارة إلى حالة الهدوء والطمأنينة الداخلية.

مثال: "طُرُقُهم تُؤَدِّي إِلَى الطُّمَأْنِينَةِ (شِلْوَه)، وَكُلُّ سُبُلِهِمْ إِلَى السَّلاَمِ" (أمثال 3: 17).

---

ثانيًا: السلام في العهد الجديد (الكلمات اليونانية)

1. إيريني (εἰρήνη) – سترونج G1515

الكلمة اليونانية الرئيسية للسلام، وتعني الانسجام، الطمأنينة، المصالحة، والراحة.

تُستخدم لترجمة "شالوم" في السبعينية (الترجمة اليونانية للعهد القديم).

تعني السلام الناتج عن علاقة صحيحة مع الله من خلال المسيح، كما في:

"فإذ قد تبررنا بالإيمان، لنا سلام (إيريني) مع الله بربنا يسوع المسيح" (رومية 5: 1).

"سلامي أترك لكم، سلامي (إيريني) أعطيكم" (يوحنا 14: 27).

2. هسيكيا (ἡσυχία) – سترونج G2271

تعني الهدوء والسكينة، وهي قريبة من مفهوم السلام الداخلي.

تُستخدم في السياق الروحي للإشارة إلى حياة هادئة مليئة بالثقة في الله.

مثال: "فلنسعَ أن نحيا حياة هادئة (هسيكيا) ونهتم بشؤوننا" (1 تسالونيكي 4: 11).

3. إييرينوبويوس (εἰρηνοποιός) – سترونج G1518

تعني صانع السلام، وتستخدم للإشارة إلى الذين يعملون على نشر السلام بين الناس.

مثال: "طوبى لصانعي السلام (إييرينوبويوي)، لأنهم أبناء الله يُدعون" (متى 5: 9).

---

الفصل الثالث: الفروق بين المصطلحات المختلفة للسلام

1. "شالوم" في العهد القديم مقابل "إيريني" في العهد الجديد

"شالوم" يشير إلى السلام كحالة اكتمال وعهد، بينما "إيريني" يشير إلى المصالحة والسلام الداخلي من خلال المسيح.

"شالوم" يرتبط بشكل وثيق بالعهد الإلهي، بينما "إيريني" يركز على الخلاص من خلال المسيح.

2. الفرق بين "هسيكيا" و"إيريني"

"هسيكيا" تعني الهدوء الداخلي والسكينة، وهي قريبة من مفهوم راحة الذهن.

"إيريني" تعني السلام كحالة شاملة، سواء مع الله أو النفس أو الآخرين.

3. الفرق بين "شالوم" و"شلوه"

"شالوم" يشير إلى السلام الكامل الشامل، بينما "شلوه" يشير إلى السلام الداخلي والطمأنينة الشخصية.

---

خلاصة الباب الأول

السلام في الكتاب المقدس ليس مجرد غياب النزاع، بل هو اكتمال ووفاء بالعهود وعلاقة صحيحة مع الله.

المصطلحات العبرية واليونانية تكشف عن أبعاد مختلفة للسلام، من العهد مع الله إلى الطمأنينة الداخلية.

السلام في العهد الجديد يتجلى في شخص المسيح الذي أعطى سلامًا حقيقيًا ودائمًا.
---

الباب الثاني: السلام في العهد القديم

الفصل الأول: مفهوم السلام في العهد القديم

1. السلام كمفهوم إلهي

السلام في العهد القديم ليس مجرد راحة أو عدم وجود صراعات، بل هو حالة من الكمال والبركة التي يعطيها الله لمن يسلك في عهده. يُستخدم مصطلح "شالوم" (שָׁלוֹם) ليعبر عن السلام بمعناه الشامل، حيث يشمل:

السلام مع الله: وهو يتحقق بطاعة وصاياه.

السلام مع النفس: وهو راحة القلب والطمأنينة التي تأتي من الثقة في الله.

السلام مع الآخرين: وهو الانسجام والعدل في العلاقات البشرية.

السلام الاجتماعي والسياسي: حيث يرتبط بالحكم العادل والاستقرار الوطني.

2. السلام وعلاقته بالعهد الإلهي

في العهد القديم، السلام ليس مجرد حالة شعورية، بل هو نتيجة مباشرة لعلاقة الإنسان بالله. فعندما يكون الشعب في طاعة لله، ينعم بالسلام؛ وعندما يعصونه، يفقدونه. هذا يظهر بوضوح في البركات واللعنات التي أعطاها الله لشعب إسرائيل:

"وَأُعْطِي سَلَامًا فِي الأَرْضِ، فَتَنَامُونَ وَلَا يُخِيفُكُمْ أَحَدٌ" (لاويين 26: 6) – السلام هنا نتيجة للطاعة.

"لَا سَلَامَ قَالَ الرَّبُّ لِلأَشْرَارِ" (إشعياء 48: 22) – العصيان يؤدي إلى فقدان السلام.

3. السلام وعلاقته بالعدل والبر

السلام في العهد القديم مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالعدل، فلا يمكن أن يكون هناك سلام حقيقي بدون بر. يُستخدم تعبير "سلام وعدل" معًا في مواضع كثيرة، مثل:

"يَنْبُتُ فِي أَيَّامِهِ الْبِرُّ وَكَثْرَةُ السَّلَامِ" (مزمور 72: 7).

"أَمَّا ثَمَرُ الْبِرِّ فَهُوَ سَلَامٌ" (إشعياء 32: 17).

يُظهر هذا أن السلام ليس مجرد غياب الصراع، بل هو نتيجة لحياة مستقيمة في طاعة الله.

---

الفصل الثاني: أمثلة كتابية عن السلام في العهد القديم

1. السلام كبركة إلهية

الله يُعطي السلام لشعبه كجزء من بركاته، كما نرى في بركة هارون:

"يُضِيءُ الرَّبُّ بِوَجْهِهِ عَلَيْكَ وَيَرْحَمُكَ. يَرْفَعُ الرَّبُّ وَجْهَهُ نَحْوَكَ وَيَمْنَحُكَ سَلَامًا" (عدد 6: 25-26).
هذه البركة توضح أن السلام ليس مجرد هدوء، بل هو نعمة إلهية تعكس حضور الله وحمايته.

2. السلام في زمن الملوك والقضاء

في زمن داود وسليمان، كان السلام علامة على حكم الله العادل:

"وَكَانَ الْيَهُودُ وَإِسْرَائِيلُ سَالِمِينَ كُلُّ وَاحِدٍ تَحْتَ كَرْمَتِهِ وَتِينَتِهِ" (1 ملوك 4: 25).

السلام هنا هو نتيجة الحكم الإلهي الصالح، لكنه لم يكن دائمًا بسبب خطايا الشعب.

في زمن الأنبياء، كان فقدان السلام علامة على الدينونة:

"نَظَرْتُ إِلَى الأَرْضِ فَإِذَا هِيَ خَرِبَةٌ وَخَالِيَةٌ" (إرميا 4: 23).

عندما يبتعد الشعب عن الله، يفقد السلام ويواجه الخراب.

3. السلام في نبوات المسيّا

السلام في العهد القديم له بُعد نبوي يشير إلى المسيح، رئيس السلام:

"لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ... وَيُدْعَى اسْمُهُ رَئِيسُ السَّلَامِ" (إشعياء 9: 6).

المسيح هو الذي سيجلب السلام الحقيقي بين الله والإنسان، كما نبأ الأنبياء.

---

الفصل الثالث: السلام بين الله والإنسان في العهد القديم

1. كيف يحصل الإنسان على السلام؟

لكي يحصل الإنسان على السلام في العهد القديم، كان عليه أن:

يسلك في طرق الرب: "كَثِيرُونَ لِمُحِبِّي شَرِيعَتِكَ، وَلَيْسَ لَهُمْ مَعْثَرَةٌ" (مزمور 119: 165).

يقدم الذبائح ويتبع الناموس: الذبائح في العهد القديم كانت وسيلة للمصالحة مع الله، وبالتالي لاستعادة السلام.

2. عندما يفقد الإنسان السلام

العصيان والخطية كانا يؤديان إلى فقدان السلام، كما في قصة قايين:

"هَائِمًا وَتَائِهًا تَكُونُ فِي الأَرْضِ" (تكوين 4: 12).

الملك شاول كان مثالًا لمن فقد السلام بسبب تمرده على الله:

"وَرُوحُ الرَّبِّ فَارَقَ شَاوُلَ، وَبَغَتَهُ رُوحٌ رَدِيءٌ" (1 صموئيل 16: 14).

عندما ابتعد عن الله، فقد الطمأنينة وسلامه الداخلي.

3. السلام الحقيقي يأتي من الله وحده

السلام ليس مجرد ظروف مريحة، بل حالة داخلية يضعها الله في القلوب.

"أَنْتَ تَحْفَظُ فِي سَلَامٍ تَامٍّ مَنْ يَثِقُ بِكَ" (إشعياء 26: 3).

---

خلاصة الباب الثاني

السلام في العهد القديم هو بركة إلهية تأتي من الطاعة لله.

فقدان السلام كان نتيجة للخطية والابتعاد عن الرب.

السلام مرتبط بالعهد الإلهي، وهو جزء من خطته لفداء الإنسان.

نبوات العهد القديم أشارت إلى المسيح باعتباره "رئيس السلام" الذي سيحقق المصالحة الحقيقية.
--
الباب الثالث: السلام في العهد الجديد

الفصل الأول: تطوّر مفهوم السلام في العهد الجديد

1. انتقال السلام من العهد القديم إلى العهد الجديد

في العهد القديم، كان السلام مرتبطًا بالعهد بين الله وشعبه، وكان يتحقق بالطاعة للناموس. أما في العهد الجديد، فقد جاء المسيح ليُظهر السلام كحالة روحية داخلية وعلاقة جديدة مع الله من خلال الفداء.

أهمّ ما يميز السلام في العهد الجديد:

لم يعد السلام مجرد حالة سياسية أو اجتماعية، بل صار سلامًا داخليًا نابعًا من العلاقة بالمسيح.

المصالحة مع الله أصبحت أساس السلام، لأن الخطيئة كانت العائق الأساسي أمامه.

السلام في العهد الجديد هو عطية الروح القدس، وليس مجرد حالة خارجية تعتمد على الظروف.

يقول المسيح:
"سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ، سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ، لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا" (يوحنا 14: 27).
هذا يعني أن السلام الذي يقدمه المسيح أعمق من السلام الأرضي، وهو سلام داخلي يتجاوز الظروف الخارجية.

2. السلام كأحد نتائج الفداء

في العهد الجديد، أصبح السلام مرتبطًا بالمصالحة بين الله والإنسان. كان الإنسان في حالة عداوة مع الله بسبب الخطيئة، لكن بموت المسيح على الصليب تم تحقيق السلام الحقيقي:

"إِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ، لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (رومية 5: 1).

"لأَنَّهُ هُوَ سَلاَمُنَا، الَّذِي جَعَلَ مِنَ الاِثْنَيْنِ وَاحِدًا وَنَقَضَ حَائِطَ السِّيَاجِ الْمُتَوَسِّطَ" (أفسس 2: 14).

المسيح لم يأتِ ليعطي فقط سلامًا زمنيًا، بل جاء ليحقق السلام الروحي والمصالحة مع الله، وهذا ما يجعله مختلفًا عن أي سلام آخر.

---

الفصل الثاني: تعاليم المسيح عن السلام

1. المسيح "رئيس السلام"

في إشعياء 9: 6، تنبأ النبي عن المسيح بأنه "رئيس السلام"، وهذا يعني:

هو مصدر السلام الحقيقي.

سلامه يتجاوز مجرد الراحة الجسدية أو الاستقرار السياسي.

يعطي سلامًا يعالج الجذور العميقة للصراعات، وهي الخطيئة والعداوة مع الله.

2. السلام ليس غياب الصراع بل موقف روحي

قال المسيح:
"لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِي سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ، مَا جِئْتُ لأُلْقِي سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا" (متى 10: 34).
هذا لا يعني أن المسيح جاء لنشر الحرب، بل أنه يعلم أن دعوته ستؤدي إلى انقسام بسبب رفض البعض له. السلام الذي يقدمه المسيح يتطلب قرارًا شخصيًا بقبوله، وهذا القرار قد يسبب صراعًا مع العالم.

3. طوبى لصانعي السلام

قال يسوع في الموعظة على الجبل:
"طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ يُدْعَوْنَ أَبْنَاءَ اللَّهِ" (متى 5: 9).
هذا يوضح أن السلام في العهد الجديد ليس شيئًا سلبيًا (مجرد غياب الصراع)، بل هو عمل نشط لصنع السلام بين الناس، ونشر المصالحة بينهم وبين الله.

---

الفصل الثالث: دور الروح القدس في تحقيق السلام

1. السلام كأحد ثمار الروح القدس

عندما يقبل الإنسان المسيح، يعمل الروح القدس في قلبه ليمنحه السلام الداخلي. هذا واضح في غلاطية 5: 22:
"أَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ، فَرَحٌ، سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ، لُطْفٌ، صَلاَحٌ، إِيمَانٌ".
السلام هنا هو نتيجة مباشرة لعمل الروح القدس في حياة المؤمن.

2. الروح القدس يقود إلى السلام

قال بولس الرسول:
"لِيَمْلَأْكُمْ إِلَهُ الرَّجَاءِ بِكُلِّ فَرَحٍ وَسَلاَمٍ** فِي الإِيمَانِ، لِتَزْدَادُوا فِي الرَّجَاءِ بِقُوَّةِ الرُّوحِ الْقُدُسِ"** (رومية 15: 13).
وهذا يعني أن السلام لا يأتي من الإنسان نفسه، بل هو نتيجة عمل الله في حياته من خلال الروح القدس.

---

الفصل الرابع: السلام في حياة المؤمنين

1. السلام في مواجهة الضيقات

قال يسوع:
"قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِيَكُونَ لَكُمْ سَلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلَكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ" (يوحنا 16: 33).
المؤمن يواجه صعوبات في العالم، لكن يمكنه أن يعيش في سلام داخلي رغم الضيق، لأن ثقته ليست في الظروف، بل في المسيح الغالب.

2. السلام في العلاقات مع الآخرين

قال بولس:
"إِنْ كَانَ مُمْكِنًا، فَبِمَا يَتَوَقَّفُ عَلَيْكُمْ، سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ" (رومية 12: 18).
هذا يعني أن السلام ليس مجرد حالة داخلية، بل يجب أن يظهر في العلاقات مع الآخرين.

3. السلام في الكنيسة

كان السلام أحد السمات الأساسية للكنيسة الأولى:

"وَكَانَتِ الْكَنَائِسُ فِي جَمِيعِ الْيَهُودِيَّةِ وَالْجَلِيلِ وَالسَّامِرَةِ فِي سَلاَمٍ" (أعمال 9: 31).

الكنيسة مدعوة إلى أن تكون مكانًا للسلام والمصالحة بين المؤمنين.

---

خلاصة الباب الثالث

السلام في العهد الجديد يرتكز على عمل المسيح الفدائي، وليس على الظروف الخارجية.

المسيح هو "رئيس السلام"، وسلامه ليس كما يعطي العالم.

الروح القدس يعمل في المؤمن ليعطيه سلامًا يفوق كل عقل.

السلام يظهر في العلاقات بين المؤمنين، وفي مواجهة ضيقات الحياة.
---

الباب الرابع: أبعاد السلام

الفصل الأول: البعد اللاهوتي للسلام

1. السلام كمظهر من مظاهر طبيعة الله

الله نفسه هو مصدر السلام، بل يُطلق عليه الكتاب المقدس لقب "إِلَهُ السَّلاَمِ":

"وَإِلَهُ السَّلاَمِ سَيَسْحَقُ الشَّيْطَانَ تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ سَرِيعًا" (رومية 16: 20).

"وَإِلَهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ" (1 تسالونيكي 5: 23).

هذا يعني أن السلام ليس مجرد حالة نفسية أو اجتماعية، بل هو صفة إلهية تنبع من قداسة الله ومحبته وعدله.

2. السلام جزء من خطة الله للفداء

منذ السقوط في الخطية، كان الإنسان في حالة عداوة مع الله، ولكن خطة الفداء كانت تهدف إلى استعادة السلام بين الله والإنسان:

"وَصَنَعَ السَّلاَمَ بِدَمِ صَلِيبِهِ" (كولوسي 1: 20).

"إِذْ كُنَّا أَعْدَاءً، قَدْ صَالَحَنَا اللَّهُ بِمَوْتِ ابْنِهِ" (رومية 5: 10).

المسيح هو الذي حقق المصالحة وجلب السلام الأبدي، بحيث لم يعد السلام مجرد بركة زمنية، بل صار واقعًا روحيًا دائمًا للمؤمنين.

---

الفصل الثاني: البعد الروحي للسلام

1. السلام كحالة داخلية نابعة من العلاقة مع الله

قال بولس الرسول:
"وَسَلاَمُ اللَّهِ، الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (فيلبي 4: 7).

هذا السلام ليس مرتبطًا بالظروف، بل هو سلام داخلي يفوق الفهم البشري، ويحفظ القلب من الاضطراب والقلق.

2. السلام والاتكال على الله

الإنسان الذي يثق في الله يعيش في سلام مستمر، حتى وسط التجارب:

"أَنْتَ تَحْفَظُ فِي سَلاَمٍ تَامٍّ مَنْ يَثِقُ بِكَ" (إشعياء 26: 3).

"لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي؟ تَرَجَّي اللَّهَ" (مزمور 42: 5).

السلام الروحي هو نتاج حياة الإيمان والاتكال الكامل على الله، وليس نتيجة عدم وجود مشاكل.

---

الفصل الثالث: البعد الأخلاقي للسلام

1. السلام والبرّ

السلام في الكتاب المقدس ليس ممكنًا بدون البرّ، وهذا يظهر بوضوح في:

"أَمَّا ثَمَرُ الْبِرِّ فَهُوَ سَلاَمٌ" (إشعياء 32: 17).

"طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لِأَنَّهُمْ يُدْعَوْنَ أَبْنَاءَ اللَّهِ" (متى 5: 9).

يُظهر هذا أن السلام ليس مجرد غياب الصراع، بل هو حياة مستقيمة مملوءة بالبرّ والحق.

2. السلام كالتزام أخلاقي

المسيحي مدعو إلى أن يكون صانع سلام في العالم، وهذا يعني:

نشر المصالحة بين الناس.

السعي للعدالة والحق.

تقديم الغفران للآخرين بدلًا من الانتقام.

قال بولس:
"لَا تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ... إِنْ كَانَ مُمْكِنًا، فَبِمَا يَتَوَقَّفُ عَلَيْكُمْ، سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ" (رومية 12: 18).

---

الفصل الرابع: البعد الاجتماعي والسياسي للسلام

1. السلام في المجتمع

الكتاب المقدس يدعو إلى نشر السلام في المجتمع، ويشجع على العدل والمصالحة بين الناس:

"اطْلُبُوا سَلاَمَ الْمَدِينَةِ الَّتِي سَبَاكُمْ إِلَيْهَا، وَصَلُّوا لأَجْلِهَا" (إرميا 29: 7).

"مَلِكُ الْعَدْلِ سَيَحْكُمُ بِالْحَقِّ وَيُؤَسِّسُ سَلاَمًا دَائِمًا" (إشعياء 9: 7).

2. السلام والعدالة الاجتماعية

لا يمكن تحقيق سلام حقيقي في المجتمع دون عدل، وهذا مبدأ كتابي واضح:

"لَا يَكُونُ سَلاَمٌ لِلأَشْرَارِ" (إشعياء 48: 22).

"لِتَسِرِ الْحَقِّ كَالنَّهْرِ وَالْعَدْلُ كَسَيْلٍ دَائِمٍ" (عاموس 5: 24).

السلام في المجتمع ليس مجرد عدم وجود صراعات، بل هو نتيجة تحقيق العدل والمساواة، وهو ما تتحدث عنه النبوات المسيانية.

---

الفصل الخامس: البعد المستقبلي للسلام

1. السلام في الملكوت الأبدي

الكتاب المقدس يتحدث عن ملكوت الله الأبدي باعتباره ملكوت سلام، حيث لن يكون هناك حزن أو حروب بعد الآن:

"وَيَمْسَحُ اللَّهُ كُلَّ دَمْعَةٍ، وَلَا يَكُونُ مَوْتٌ وَلاَ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ بَعْدُ" (رؤيا 21: 4).

"يَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْحَمَلِ... وَلاَ يَكُونُونَ فِي جَبَلِ قُدْسِي مَا يُؤْذِي وَلاَ يُهْلِكُ" (إشعياء 11: 6-9).

2. السلام الكامل في حضور الله

السلام النهائي هو السلام الأبدي الذي سيمنحه الله لمختاريه في الحياة الأبدية، حيث لا يكون هناك أي نوع من الصراعات أو الألم.

---

خلاصة الباب الرابع

السلام في الكتاب المقدس له أبعاد متعددة، منها اللاهوتي، الروحي، الأخلاقي، والاجتماعي.

الله هو إله السلام، وهو المصدر الوحيد للسلام الحقيقي.

السلام ليس مجرد شعور داخلي، بل هو حياة مستقيمة تتجلى في علاقتنا بالله والناس.

المؤمن مدعو ليكون صانع سلام، وأن ينشر المصالحة والعدل في المجتمع.

السلام الكامل سيتم تحقيقه في الملكوت الأبدي.

---

الباب الخامس: تطبيقات السلام في الحياة المسيحية

الفصل الأول: السلام في العلاقة مع الله

1. قبول سلام الله بالإيمان

السلام مع الله لا يأتي من أعمال الإنسان، بل هو عطية إلهية تُقبل بالإيمان:

"إِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ، لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (رومية 5: 1).

2. الحفاظ على السلام الداخلي من خلال الصلاة والشكر

قال بولس الرسول:
"لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللَّهِ" (فيلبي 4: 6).

هذا يعني أن السلام الداخلي لا يتحقق فقط بمعرفة الحقائق الإيمانية، بل أيضًا بالتواصل الدائم مع الله في الصلاة والاتكال عليه في كل الظروف.

3. السلوك بالثقة في الله

المؤمن الذي يعيش في سلام حقيقي هو الذي يثق في محبة الله ورعايته:

"أَنْتَ تَحْفَظُ فِي سَلاَمٍ تَامٍّ مَنْ يَثِقُ بِكَ" (إشعياء 26: 3).

"أَلْقِ عَلَى الرَّبِّ هَمَّكَ فَهُوَ يَعُولُكَ" (مزمور 55: 22).

---

الفصل الثاني: السلام في الحياة الشخصية

1. التغلب على القلق والخوف بالسلام الإلهي

المسيحي مدعو إلى أن يحيا بلا قلق أو اضطراب، لأن سلام الله يحفظ قلبه وفكره:

"سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ، لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا، لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ" (يوحنا 14: 27).

2. التمتع بسلام الضمير من خلال حياة البرّ

السلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق مع ضمير مثقل بالخطايا غير المعترف بها. لذلك، يدعو الكتاب المقدس إلى حياة التوبة المستمرة:

"إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا، فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا الْخَطَايَا" (1 يوحنا 1: 9).

3. بناء الروح من خلال التأمل في كلمة الله

"كَثِيرُونَ سَلاَمٌ لِمُحِبِّي شَرِيعَتِكَ، وَلَيْسَ لَهُمْ مَعْثَرَةٌ" (مزمور 119: 165).

قراءة وتأمل كلمة الله تساعد المؤمن على الثبات في السلام وسط الضغوط والتحديات.

---

الفصل الثالث: السلام في الكنيسة

1. حفظ وحدة الروح في رباط السلام

الكنيسة مدعوة إلى أن تكون مجتمعًا يعكس السلام الإلهي، حيث يتعايش المؤمنون في محبة وتفاهم:

"وَاحْتَمِلُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْمَحَبَّةِ، مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ" (أفسس 4: 2-3).

2. التعامل مع الخلافات بروح السلام

"وَلْيَحْكُمْ فِي قُلُوبِكُمْ سَلاَمُ اللَّهِ الَّذِي دُعِيتُمْ إِلَيْهِ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ" (كولوسي 3: 15).

"إِنْ كَانَ مُمْكِنًا، فَبِمَا يَتَوَقَّفُ عَلَيْكُمْ، سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ" (رومية 12: 18).

عندما تنشأ الخلافات بين المؤمنين، يجب حلّها بروح المحبة والتفاهم، وليس بالعنف أو الانقسام.

3. رسالة الكنيسة في نشر السلام

الكنيسة ليست فقط مكانًا للسلام الداخلي، بل هي مدعوة إلى أن تنشر السلام في المجتمع من خلال التعليم والتبشير والمحبة العملية.

---

الفصل الرابع: السلام في المجتمع

1. دعوة المسيحي لصنع السلام

قال المسيح:
"طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لِأَنَّهُمْ يُدْعَوْنَ أَبْنَاءَ اللَّهِ" (متى 5: 9).
هذا يعني أن المؤمن ليس مدعوًا فقط ليعيش في السلام، بل ليكون أداة لنشر السلام بين الآخرين.

2. تجنب النزاعات والخصومات

"وَأَمَّا الْحِكْمَةُ الَّتِي مِنْ فَوْقُ، فَهِيَ أَوَّلًا طَاهِرَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ، مُتَرَفِّقَةٌ، مُذْعِنَةٌ، مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَأَثْمَارًا صَالِحَةً" (يعقوب 3: 17).

"لَا تُجَازُوا أَحَدًا عَنْ شَرٍّ بِشَرٍّ... سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ" (رومية 12: 17-18).

المؤمن مدعو إلى أن يكون عنصر تهدئة وخير في المجتمع، وليس سببًا للخلافات والانقسامات.

3. الصلاة من أجل سلام العالم

الكتاب المقدس يشجع المؤمنين على الصلاة من أجل سلام الأمم والسلطات الحاكمة:

"فَأَطْلُبُ أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ أَنْ تُقَامَ طِلْبَاتٌ وَصَلَوَاتٌ وَابْتِهَالاَتٌ وَتَشَكُّرَاتٌ لأَجْلِ جَمِيعِ النَّاسِ، لأَجْلِ الْمُلُوكِ وَجَمِيعِ الَّذِينَ هُمْ فِي مَنْصِبٍ، لِكَيْ نَقْضِيَ حَيَاةً مُطْمَئِنَّةً فِي كُلِّ تَقْوَى وَوَقَارٍ" (1 تيموثاوس 2: 1-2).

---

خلاصة الباب الخامس
السلام في الحياة المسيحية يشمل العلاقة مع الله، الحياة الشخصية، العلاقات في الكنيسة، والتأثير في المجتمع.

المؤمن مدعو لقبول سلام الله بالإيمان، والصلاة والتأمل لحفظ هذا السلام.

الكنيسة مدعوة لأن تكون مثالًا للسلام، وأن تساعد في حل النزاعات بروح المحبة.

كل مؤمن هو صانع سلام في مجتمعه، من خلال تجنب النزاعات، ونشر روح المصالحة، والصلاة من أجل سلام العالم.
---
الخاتمة: التحليل اللاهوتي للسلام

1. السلام كمحور رئيسي في فكر الله وعمله

منذ بداية الخليقة، كان السلام هو القصد الإلهي الأصلي للبشرية. خلق الله العالم في انسجام كامل، لكن الخطية أدخلت الصراع والانقسام. ومع ذلك، ظل السلام محور خطة الله للخلاص، متجليًا في المسيح، الذي هو "رَئِيسُ السَّلاَمِ" (إشعياء 9: 6).

2. السلام في لاهوت العهد القديم والعهد الجديد

في العهد القديم: السلام (שָׁלוֹם - شالوم) لم يكن مجرد غياب الحرب، بل كان تعبيرًا عن الاكتمال، التمام، والوفرة، وهو مرتبط بالعهد الإلهي مع شعبه.

في العهد الجديد: تحقق السلام الكامل من خلال المصالحة بالمسيح، وصار السلام ثمرة الروح (غلاطية 5: 22)، وأحد أعمدة الحياة المسيحية.

3. السلام كحالة حاضرة ومستقبلية

السلام في اللاهوت المسيحي له بعدان:

حالة حاضرة: يعيشها المؤمن كاختبار روحي وشخصي يومي.

حالة مستقبلية: تتحقق بالكامل في الملكوت الأبدي، حيث "يَمْسَحُ اللَّهُ كُلَّ دَمْعَةٍ، وَلَا يَكُونُ مَوْتٌ وَلاَ حُزْنٌ وَلاَ وُجَعٌ بَعْدُ" (رؤيا 21: 4).

4. المؤمن كوكيل للسلام الإلهي

السلام ليس فقط عطية يتلقاها المؤمن، بل هو أيضًا رسالة عليه أن ينشرها. قال المسيح:
"سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ، سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ" (يوحنا 14: 27).
وهذا يجعل كل مؤمن "سفيرًا للسلام"، يحمل رسالة المصالحة بين الله والناس، وبين البشر بعضهم بعضًا.

5. النداء الختامي: السعي إلى السلام كحياة يومية

"اطْلُبِ السَّلاَمَ وَاسْعَ وَرَاءَهُ" (مزمور 34: 14).

"لِكَيْ تَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلدَّعْوَةِ الَّتِي دُعِيتُمْ بِهَا، بِكُلِّ تَوَاضُعٍ وَوَدَاعَةٍ، بِطُولِ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْمَحَبَّةِ، مُجْتَهِدِينَ أَنْ تَحْفَظُوا وَحْدَةَ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ" (أفسس 4: 1-3).

---

الخلاصة النهائية

السلام في المسيحية ليس مجرد شعور أو حالة نفسية، بل هو علاقة صحيحة مع الله، حياة مستقيمة في المجتمع، ودعوة لنشر المصالحة والمحبة.

المسيح هو مصدر السلام، وبه تحقق المصالحة بين الله والإنسان.

المؤمن مدعو ليكون صانع سلام، وليس فقط مستقبِلًا له.

السلام الحقيقي لن يتحقق بالكامل إلا في الملكوت الأبدي.
--------'''''---
خاتمة

1. السلام في مواجهة الاضطهاد والتجارب

الكتاب المقدس لا يَعِدُ المؤمنين بحياة خالية من الضيقات، لكنهم يستطيعون اختبار السلام وسط الألم والمعاناة. قال المسيح:

"قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلَكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ" (يوحنا 16: 33).

هذا يعني أن السلام ليس مرتبطًا بغياب المشاكل، بل هو قوة داخلية تنبع من الثقة في الله رغم الظروف الصعبة.

---

2. السلام مقابل الفوضى الروحية والفكرية

في عالم مليء بالأفكار المتضاربة والمفاهيم المشوَّهة، يقدم الكتاب المقدس سلام الفكر واليقين لمن يبحث عن الحق:

"وَسَلاَمُ اللَّهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (فيلبي 4: 7).

هذا السلام يمنح المؤمن ثباتًا فكريًا وإيمانًا لا يتزعزع، في مواجهة التيارات الفكرية المتضادة.

---

3. الفرق بين السلام الحقيقي والسلام الزائف

ليس كل سلام هو سلام حقيقي. هناك سلام زائف قد يكون نتيجة التنازلات عن الحق أو التكيف مع الشر. قال الرب عن الأنبياء الكذبة:

"قَائِلِينَ: سَلاَمٌ، سَلاَمٌ، وَلاَ سَلاَمَ" (إرميا 6: 14).

السلام الحقيقي لا يعني المهادنة مع الخطية أو التغاضي عن الحق، بل هو قائم على الحق والبرّ.

---

4. السلام والعدالة الإلهية

لا يمكن أن يكون هناك سلام حقيقي دون العدل، فالكتاب المقدس يربط بين السلام والبرّ:

"وَيَكُونُ صُنْعُ الْبِرِّ سَلاَمًا، وَعَمَلُ الْبِرِّ سُكُونًا وَطُمَأْنِينَةً إِلَى الأَبَدِ" (إشعياء 32: 17).

وهذا يظهر أن السلام ليس مجرد هدنة سطحية، بل هو نتيجة مباشرة للعيش بالحق والعدل الإلهي.

---

5. السلام وأدوار المؤمن في العالم

المؤمن ليس فقط مستفيدًا من السلام الإلهي، بل هو مدعو لإحداث تغيير في العالم من خلال:

إعلان المصالحة مع الله للآخرين (2 كورنثوس 5: 18-20).

نشر ثقافة المحبة والصفح بدلًا من الكراهية والانتقام (رومية 12: 17-21).

بناء جسور التفاهم بين المتخاصمين والمختلفين (متى 5: 9).

---

6. ارتباط السلام برجاء القيامة

السلام الأعظم الذي ينتظره المؤمن هو سلام الملكوت الأبدي، حيث سيُزال كل ألم وصراع:

"وَإِلَهُ السَّلاَمِ سَيَسْحَقُ الشَّيْطَانَ تَحْتَ أَرْجُلِكُمْ سَرِيعًا" (رومية 16: 20).

هذا يعطينا رجاءً بأن كل ألم وشر في العالم سينتهي يومًا ما، وسيسود سلام الله إلى الأبد.

---

إضافة ختامية: التأمل الشخصي في السلام

يمكن لكل مؤمن أن يسأل نفسه:

هل أعيش في سلام حقيقي مع الله، أم أن هناك أمورًا تحتاج إلى تصحيح في علاقتي به؟

هل أسعى لصنع السلام في بيئتي، أم أنني أساهم في النزاعات والخلافات؟

كيف يمكنني أن أنقل رسالة السلام إلى الآخرين بطريقة عملية وملموسة؟

..
بالاضافة للمراجع المعتادة
مراجع اضافية من الشات جي بي تي
لا ادعي قراءاتها

توثيق البحث بالمراجع الأكاديمية

لإثراء البحث وضمان دقته، سأضيف توثيقًا أكاديميًا من القواميس، المعاجم، دوائر المعارف، والمراجع اللاهوتية المعتمدة في دراسة مفهوم السلام.

---

1. المصطلحات العبرية واليونانية للسلام

المصطلح العبري: שָׁלוֹם (شالوم)

المصدر:

Brown, F., Driver, S. R., & Briggs, C. A. The Brown-Driver-Briggs Hebrew and English Lexicon (BDB), p. 1022.

Gesenius, W. Gesenius' Hebrew-Chaldee Lexicon to the Old Testament, p. 798.

المعنى: يشير إلى الاكتمال، السلام، الرخاء، العهد السلمي، والتوازن الروحي.

المصطلح اليوناني: Εἰρήνη (إيريني)

المصدر:

Thayer, J. H. Thayer's Greek-English Lexicon of the New Testament, p. 182.

Louw, J. P., & Nida, E. A. Greek-English Lexicon of the New Testament Based on Semantic Domains, Vol. 1, p. 146.

المعنى: يشير إلى الطمأنينة الداخلية، المصالحة مع الله، والتحرر من الاضطراب.

---

2. السلام في العهد القديم

العهد القديم يربط السلام بالبرّ الإلهي:

المصدر:

Waltke, B. K., & O’Connor, M. An Introduction to Biblical Hebrew Syntax, p. 612.

Eichrodt, W. Theology of the Old Testament, Vol. 1, p. 317.

التفسير: السلام ليس مجرد غياب الحرب، بل هو علاقة عهدية مع الله قائمة على الطاعة والبرّ.

---

3. السلام في العهد الجديد

السلام من خلال المسيح (رومية 5: 1)

المصدر:

Cranfield, C. E. B. A Critical and Exegetical Commentary on the Epistle to the Romans, Vol. 1, p. 257.

Dunn, J. D. G. Romans (Word Biblical Commentary), Vol. 38, p. 225.

التفسير: السلام هنا يشير إلى المصالحة القانونية مع الله بفضل المسيح، وليس فقط الشعور الداخلي بالطمأنينة.

---

4. دور المؤمن في صنع السلام

التطويبة "طُوبَى لِصَانِعِي السَّلَامِ" (متى 5: 9)

المصدر:

France, R. T. The Gospel of Matthew (NICNT), p. 201.

Carson, D. A. The Sermon on the Mount: An Evangelical Exposition of Matthew 5–7, p. 32.

التفسير: صانعو السلام هم الذين يعملون على تحقيق المصالحة بين الله والناس، وبين البشر بعضهم بعضًا.

---

5. السلام في مواجهة الضيقات (يوحنا 16: 33)

المصدر:

Ridderbos, H. The Gospel of John: A Theological Commentary, p. 513.

Köstenberger, A. J. John (Baker Exegetical Commentary on the New Testament), p. 482.

التفسير: السلام المسيحي ليس غيابًا للضيقات، بل هو قوة داخلية تعطي ثقة وثباتًا وسط الأزمات.

---

6. السلام في علم اللاهوت النظامي

المصدر:

Grudem, W. Systematic Theology: An Introduction to Biblical Doctrine, p. 203.

Erickson, M. Christian Theology, p. 482.

التفسير: اللاهوت النظامي يفسر السلام على أنه نتيجة مباشرة للتبرير الإلهي، وعلامة للحياة الجديدة في المسيح.

---

7. الفرق بين السلام الحقيقي والزائف (إرميا 6: 14)

المصدر:

Brueggemann, W. A Commentary on Jeremiah: Exile and Homecoming, p. 89.

Thompson, J. A. The Book of Jeremiah (NICOT), p. 284.

التفسير: الأنبياء الكذبة أعلنوا "سلامًا" زائفًا بينما كانت الأمة في حالة خطية، مما يوضح أن السلام الحقيقي لا يمكن أن يقوم على الظلم أو الشر.

---

8. السلام والملكوت الأبدي (رؤيا 21: 4)

المصدر:

Beale, G. K. The Book of Revelation (NIGTC), p. 1042.

Mounce, R. H. The Book of Revelation (NICNT), p. 389.

التفسير: السلام النهائي هو إزالة كل أثر للخطية والموت، وإعادة الخليقة إلى حالتها المثالية.

---

الخاتمة: توثيق شامل لمفهوم السلام

بناءً على هذه المراجع الأكاديمية، يمكننا استخلاص بعض المبادئ الأساسية:

1. السلام في الكتاب المقدس ليس مجرد راحة نفسية، بل هو علاقة عهدية مع الله تُعطي الاكتمال والطمأنينة.

2. المسيح هو مصدر السلام الحقيقي، وبه تتحقق المصالحة مع الله.

3. السلام الحقيقي مبني على الحق والبرّ، وليس مجرد توافق خارجي.

4. السلام النهائي سيتم في الملكوت الأبدي حيث لا يكون موت ولا حزن.

هذا البحث اخذ قرابة الساعتين بين سطحية و عمق و رفض و قبول إلى ان خرج بهذه الصورة
فى هذا البحث كنت كمن يقود سيارة
مراجعي المعتادة
دائرة المعارف الكتابية
My Sword bible
Vines Dictionary

#NagehNaseh
 
إنضم
9 مارس 2025
المشاركات
49
مستوى التفاعل
20
النقاط
8
الإقامة
مصر الحبيبة
٦-
تسالونيكي الأولي ٥ /ج ١
ذكر الرسول بولس "درع البرّ" في أفسس 6:14، و**"درع الإيمان والمحبة"** في 1 تسالونيكي 5:8.
للوهلة الأولى، قد يبدو هذا اختلافًا، لكنه في الحقيقة تعبير عن نفس الفكرة بطريقة مختلفة، وفقًا لسياق كل رسالة.
1. درع البرّ (أفسس 6:14)
يقول بولس في حديثه عن سلاح الله الكامل:
"فَاثْبُتُوا مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِٱلْحَقِّ، وَلَابِسِينَ دِرْعَ ٱلْبِرِّ."
المعنى:
الدرع هو جزء من العتاد الحربي يحمي الصدر والقلب.
"البرّ" هنا يشير إلى البر الذي يمنحه الله للمؤمن، أي البر بالإيمان (رومية 3:22).

يمكن أن يكون المقصود أيضًا البر العملي، أي السلوك المستقيم الذي يحمي المؤمن من هجمات الشرير.

2. درع الإيمان والمحبة (1 تسالونيكي 5:8)

يقول بولس:
"وَأَمَّا نَحْنُ ٱلَّذِينَ مِنَ ٱلنَّهَارِ، فَلْنَصْحُ لَابِسِينَ دِرْعَ ٱلْإِيمَانِ وَٱلْمَحَبَّةِ، وَخُوذَةَ رَجَاءِ ٱلْخَلَاصِ."

المعنى:

هنا يضيف بولس "الإيمان والمحبة" بدلاً من "البرّ".

الإيمان هو ثقة المؤمن بالله، والمحبة هي نتيجة هذا الإيمان.

هذه الصفات هي حماية روحية من التأثيرات الشريرة.

كيف نفهم هذا الاختلاف؟
1. البرّ، الإيمان، والمحبة مترابطون:
البر هو نتيجة الإيمان (رومية 5:1).
الإيمان والمحبة لا ينفصلان، فالمحبة هي دليل الإيمان الحقيقي (غلاطية 5:6).
بالتالي، سواء قال "درع البرّ" أو "درع الإيمان والمحبة"، الفكرة واحدة: الحياة المستقيمة في المسيح هي حماية روحية للمؤمن.
2. السياق يحدد التعبير:
في أفسس 6، بولس يتحدث عن حرب روحية، فيركز على "البر" كسلاح ضد هجمات إبليس.
في 1 تسالونيكي 5، يتحدث عن اليقظة الروحية والاستعداد لمجيء المسيح، فيركز على "الإيمان والمحبة" كحماية في هذه المعركة.
الخلاصة
لا يوجد تناقض، بل استخدام مختلف لنفس الفكرة في سياقين مختلفين. البرّ، الإيمان، والمحبة كلها أجزاء من حياة المؤمن التي تحميه روحيًا، وكلها مترابطة وتكمّل بعضها البعض.
.....
♡♡♡♡♡( ديفيد كوزيك)♡♡♡♡♡♡
لَابِسِينَ دِرْعَ ٱلْبِرِّ: يُصوَّر ٱلْبِرّ على هيئة دِرْع يوفّر الحماية الأساسيّة للأعضاء الحيوية. فنحن نعجز عن محاربة الأعداء الروحيّين ببرنا الخاصّ مثلما يعجز الجندي عن القتال بفعالية بدون دِرعه (صدريته).
• هذا ليس برنا الذي كسبناه، وليس شعورًا بالبر، بل برًّا نناله بالإيمان بيسوع. إنه يعطينا شعورًا عامًا بالثقة، ووعيًا بموقفنا ومكانتنا.
• "نحمد الله على الاختبارات، لكننا لا نعتمد عليها. فأنت لا تلبس «درع الاختبارات»، بل تلبس درع «البرّ»." لويد جونز (Lloyd-Jones)
....
لَابِسِينَ دِرْعَ ٱلْإِيمَانِ وَٱلْمَحَبَّةِ، وَخُوذَةً هِيَ رَجَاءُ ٱلْخَلَاصِ: استخدم بولس صورة دِرع (تُرس) الجندي لتوضيح فكرة اليقظة. فالجندي مثال جيّد على الشخص الذي يجب أن يسهر ويصحو، المجهَّز للقيام بذلك بدرعه.
• عندما نقارن هذا الوصف للدرع الروحيّ بالوصف الوارد في رسالة أفسس ٦، لا نجد تماثلًا دقيقًا. وهذا دليل على أنَّ بولس كان يستخدم فكرة السلاح (الدرع) الروحيّ كتصوير مفيد، وليس شيئًا جامدًا في تفاصيله الخاصة.
• يُرمَز ٱلْإِيمَانِ وَٱلْمَحَبَّةِ إلى الدِرْع، وذلك لأنَّ الدِرْع يغطّي الأعضاء الحيوية. فلا يذهب الجندي إلى المعركة بدون دِرْع، ولا يكون المؤمن مجهَّزًا ليعيش الحياة المسيحيّة بدون إيمان ومحبّة.
• يُرمَز رَجَاءُ ٱلْخَلَاصِ إلى الخُوذَة، لأنَّ الخُوذَة تحمي الرأس، وهي عنصر ضروريّ، مَثَلُها مَثَل الدِرْع الذي يحمي الصدر. ولا يُستَخدَم الرجاء بمعنى التمنّي، ولكن بمعنى التوقّع الواثق ليد الله في المستقبل.
..
خُوذَةَ ٱلْخَلَاصِ: في العالم القديم كانت هذه عادةً عبارة عن غطاء من الجلد مرصَّع بالمعادن للمزيد من المتانة. وغالبًا ما كان يُضاف إليها ريشة أو زخارف، رُبَّما لتسهيل تعرّف الكتيبة على جنودها. ويُصوَّر ٱلْخَلَاص على أنَّه مثل هذه الـخُوذَة، التي تحمي جزءًا أساسيًّا من الجسم. فالجندي الأحمق هو الذي يخوض المعركة بدون خُوذَته.
• تتحدّث تسالونيكي الأولى ٨:٥ عن خوذة الخلاص فيما يتعلّق برجاء الخلاص. فخوذة الخلاص تحمينا من الإحباط ومن الرغبة في الاستسلام، وتهبنا الرجاء ليس فقط لعلمنا بأننا قد نلنا الخلاص، لكن لعلمنا بأننا سنخلص. إنه الضمان بأنَّ الله سوف ينتصر.
• الإحباط هو من أكثر أسلحة الشيطان فعالية ضدنا. وعندما نلبس خوذة الخلاص بصورة صحيحة، يصعب أنْ نظل محبطين.

#NagehNaseh

#ناجح_الشات_جي_بي_تي_فى_خدمة_كلمة_الله

#ناجح_الموضوع

#ناجح_تسالونيكي_٥
 
إنضم
9 مارس 2025
المشاركات
49
مستوى التفاعل
20
النقاط
8
الإقامة
مصر الحبيبة

(٦)
١تسالونيكي الأولي ٥ /ج ٢
مناشدة أخوية رباعية
وَنَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ: أَنْذِرُوا الَّذِينَ بِلاَ تَرْتِيبٍ. شَجِّعُوا صِغَارَ النُّفُوسِ. أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ. تَأَنَّوْا عَلَى الْجَمِيعِ.
(١ تسالونيكي ٥: ١٤)
نص معضد
أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنِ انْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا، فَأَصْلِحُوا أَنْتُمُ الرُّوحَانِيِّينَ مِثْلَ هذَا بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ، نَاظِرًا إِلَى نَفْسِكَ لِئَلاَّ تُجَرَّبَ أَنْتَ أَيْضًا.
(غلاطية ٦: ١)

مقدمة تمهيدية
الكنيسة ليست مجرد تجمع روحي، بل هي "جسد المسيح"، وكل عضو فيها مسؤول عن بناء الآخرين ودعمهم. في هذا السياق، يكتب الرسول بولس لأهل تسالونيكي ليضع أمامهم أربع مسؤوليات أساسية، ليست فقط لقادة الكنيسة، بل لكل فرد فيها. هذه المسؤوليات تشكل معًا دعامة قوية لحياة الكنيسة الروحية، إذ تجعلها جماعة نامية، متماسكة، قادرة على مواجهة التحديات الروحية والعملية.
هذه المسؤوليات تتعلق بالتعامل مع أنواع مختلفة من الشخصيات داخل الكنيسة، إذ يطلب بولس منهم:
1. إنذار غير المنضبطين – الذين يعيشون بلا ترتيب.
2. تشجيع صغار النفوس – الذين تثقلهم المخاوف والضيقات.
3. إسناد الضعفاء – الذين يحتاجون إلى دعم عملي وروحي.
4. الصبر على الجميع – في التعامل مع كل الفئات المختلفة داخل الكنيسة.
كل مسؤولية تحمل في طياتها أبعادًا عميقة تعكس محبة المسيح وعمله في المؤمنين.
المسؤولية الكنسية الرباعية في
(١ تسالونيكي ٥: ١٤)

✨ مقدمة تمهيدية: جوهر الدعوة الكنسية ✨

عندما كتب بولس الرسول إلى الكنيسة في تسالونيكي، كان يتحدث إلى جماعة مؤمنة حديثة العهد، تواجه تحديات متنوعة من الاضطهاد الخارجي والتحديات الداخلية. في وسط هذه الظروف، يوجه إليهم وصية عميقة تلخص المسؤولية الكنسية الجماعية، فيقول:

> "وَنَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ: أَنْذِرُوا الَّذِينَ بِلاَ تَرْتِيبٍ. شَجِّعُوا صِغَارَ النُّفُوسِ. أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ. تَأَنَّوْا عَلَى الْجَمِيعِ." (١ تسالونيكي ٥: ١٤)

هذه الآية ليست مجرد تعليمات، بل هي خارطة طريق للحياة الكنسية، تكشف عن أربعة التزامات روحية يجب أن يتحملها كل عضو في جسد المسيح. هذه المسؤوليات ليست حكرًا على القادة الروحيين فقط، بل هي دعوة لكل فرد داخل الكنيسة ليكون شريكًا في بناء الآخرين ونموهم الروحي.

🔹 التأمل في الترتيب: نلاحظ أن الأوامر الأربعة متدرجة، وكأنها تمثل مراحل في التعامل مع المؤمنين داخل الكنيسة:
1️⃣ أولًا، هناك من يحتاج إلى التحذير والتقويم.
2️⃣ ثانيًا، هناك من يحتاج إلى التشجيع والدعم العاطفي.
3️⃣ ثالثًا، هناك من يحتاج إلى مساندة عملية وروحية مستمرة.
4️⃣ وأخيرًا، هناك احتياج إلى التأني على الجميع بدون استثناء.

كل بند يحمل أبعادًا لغوية ولاهوتية عميقة، وسنغوص الآن في كل منها كما فعلنا سابقًا مع التأني.
---
١- إنذار الذين بلا ترتيب (νουθετέω - noutheteó)
🔹 المعنى اللغوي العميق
الكلمة اليونانية المستخدمة هنا هي νουθετέω (noutheteó)، والتي تعني "التنبيه الذهني"، "التحذير"، أو "التوبيخ التحذيري". وهي مشتقة من:

νοῦς (nous)
= العقل، الفهم، التفكير العميق.

τίθημι (tithēmi)
= يضع أو يثبت.

💡 إذن، الكلمة لا تعني مجرد التوبيخ الغاضب، بل تعني وضع الحق في عقل الشخص بطريقة تصحيحه دون كسره. التحذير هنا ليس مجرد إعلان الأخطاء، بل هو تصحيح بحكمة هدفه استعادة الشخص إلى المسار الصحيح.
🔹 تفسير المفسرين وأبعاد التحذير
🔸 بولي (Poole): يشير إلى أن التحذير يجب أن يكون بحكمة، حيث يتطلب اختيار الزمان والمكان والأسلوب المناسب حتى لا يؤدي إلى نتائج عكسية.
🔸 بارنز (Barnes): يلاحظ أن العديد من الكنائس تضع هذه المسؤولية فقط على القادة، في حين أن بولس يوجهها لكل المؤمنين، مما يعكس طبيعة الكنيسة كجسد واحد يهتم كل عضو فيه بالآخرين.
🔸 جيل (Gill): يربط بين الكلمة وبين مفهوم التأديب الكنسي، مشيرًا إلى أن التحذير هو الخطوة الأولى في أي عملية تصحيح، قبل أن يُلجأ إلى العقوبات الروحية.
🔹 أبعاد عملية: كيف نمارس الإنذار؟
1️⃣ بالمحبة، وليس بالإدانة (غلاطية 6:1).
2️⃣ بالوضوح، وليس بالغموض، لأن الشخص لا يستطيع أن يصحح مساره إن لم يدرك خطأه.
3️⃣ بهدف الإصلاح، وليس العقاب، فالغرض هو استعادة الأخ إلى الطريق، لا كسره أو فضحه.

---
٢- تشجيع صغار النفوس (ὀλιγόψυχος - oligopsychos)
🔹 المعنى اللغوي العميق
الكلمة اليونانية ὀλιγόψυχος (oligopsychos) تتكون من:
ὀλίγος (oligos) = قليل أو صغير.

ψυχή (psychē) = النفس أو الروح.
📌 المعنى الحرفي هو "صاحب النفس الصغيرة"، وهو تعبير مجازي يشير إلى الأشخاص المثقلين بالمخاوف، ضعفاء العزيمة، أو المحبطين الذين يفقدون الأمل بسهولة.
🔹 تفسير المفسرين وأبعاد التشجيع
🔸 بارنز (Barnes): يرى أن هؤلاء الأشخاص يحتاجون إلى كلمات تشجيعية قوية تساعدهم على مواجهة التجارب، بدلًا من توبيخهم على ضعفهم.
🔸 جيل (Gill): يربط هذا التشجيع بمبدأ "حمل أثقال بعضكم بعضًا" (غلاطية 6:2)، حيث لا يجب ترك هؤلاء الأشخاص ليواجهوا مخاوفهم وحدهم.
🔸 جي إف بي (JFB): يشير إلى أن الكنيسة غالبًا ما تهتم بالأقوياء، بينما يحتاج الضعفاء إلى رعاية خاصة ليتمكنوا من الاستمرار في الطريق الروحي.
🔹 أبعاد عملية: كيف نشجع صغار النفوس؟
1️⃣ بالكلمة الصادقة المشجعة، فالكلمة الصحيحة في وقتها تصنع فرقًا كبيرًا (أمثال 12:25).
2️⃣ بمشاركة خبراتنا الخاصة، فالحديث عن انتصاراتنا الروحية يشجع الآخرين على الثبات.
3️⃣ بتقديم الدعم الروحي المستمر، مثل الصلاة والتشجيع العملي.
---
٣- إسناد الضعفاء (ἀσθενής - asthenēs)
🔹 المعنى اللغوي العميق
الكلمة اليونانية ἀσθενής (asthenēs) تعني "الضعيف"، "المريض"، أو "غير القادر"، وهي تشمل كل من:
ضعفاء الإيمان التعليمي (رومية 14:1).
وَمَنْ هُوَ ضَعِيفٌ فِي الإِيمَانِ فَاقْبَلُوهُ، لاَ لِمُحَاكَمَةِ الأَفْكَارِ
ضعفاء العزيمة الذين لا يستطيعون السير وحدهم في الطريق الروحي.
🔹 تفسير المفسرين وأبعاد الإسناد
🔸 بولي (Poole): يرى أن الإسناد هنا يعني "الرفع"، وليس مجرد الدعم العابر، أي الالتزام الشخصي بمساعدة الضعفاء على الوقوف.
🔸 جيل (Gill): يلاحظ أن بعض الضعفاء في الكنيسة لا يحتاجون فقط إلى كلمة تشجيع، بل إلى مرافقة دائمة تساعدهم على النمو.
🔸 بارنز (Barnes): يربط بين هذا الأمر وبين تصرف المسيح مع تلاميذه، حيث تحمل ضعفهم ورافقهم حتى نضجوا روحيًا.
🔹 أبعاد عملية: كيف نُسند الضعفاء؟
1️⃣ بأن نكون حاضرين في حياتهم، لا مجرد زوار عابرين.
2️⃣ بإعطائهم وقتًا للنمو وعدم استعجال نتائج فورية.
3️⃣ بتقديم دعم ملموس: مادي، نفسي، وروحي.
---
٤- التأني على الجميع (μακροθυμέω - makrothumeó)
أولًا: المعنى اللغوي العميق
🔹 الكلمة اليونانية μακροθυμέω (makrothumeó) تتكون من مقطعين:

μακρός (makros) = طويل، ممتد.

θυμός (thymos) = حرارة العاطفة أو الغضب أو الدافع القوي.

📖 إذن، الكلمة لا تعني مجرد الصبر، بل تعني "إطالة النفس أمام الاستفزاز"، "تأخير الغضب"، أو "إطالة الروح قبل الانفجار في رد فعل". وهي تختلف عن كلمة ὑπομονή (hypomonē) التي تعني الصبر على المشقات، إذ أن μακροθυμία تعني الصبر على الأشخاص!
💡 في الكتاب المقدس، تستخدم هذه الكلمة غالبًا لوصف صبر الله تجاه الخطاة، مما يكشف أن التأني هنا ليس فقط فضيلة إنسانية، بل هو اشتراك في صفة إلهية
(رومية 2:4، 2 بطرس 3:9).
---
ثانيًا: أبعاد التأني في تفاسير المفسرين
🔹 جيل (Gill): يرى أن التأني مطلوب ليس فقط تجاه المؤمنين الضعفاء، بل أيضًا تجاه المتمردين والمشاغبين داخل الكنيسة، بحيث نتحملهم بصبر قبل اللجوء إلى التأديب. أي أن التأني ليس قبولًا للخطأ، بل هو إعطاء فرصة للإصلاح.
🔹 جي إف بي (JFB): يؤكد أن التأني يجب أن يكون تجاه الجميع دون تمييز، إذ أن بعض الناس يظهرون صبرًا على الأصدقاء لكنهم قساة مع أفراد العائلة، أو صبورين مع العظماء لكنهم متسرعون مع البسطاء.
🔹 بولي (Poole): يربط بين التأني ومحبة العائلة، مشيرًا إلى أن الكنيسة ليست جيشًا حديديًا بل بيت روحي، حيث يحتاج الجميع إلى النمو، ولا أحد يولد ناضجًا روحيًا. لذا، فالتأني هو إعطاء فرصة لكل فرد ليصل إلى النضوج الروحي.
🔹 بارنز (Barnes): يضيف بعدًا نفسيًا عميقًا، إذ يرى أن التأني يساعد المحبطين والضعفاء روحيًا، فمن دون طول الأناة سيشعر الكثيرون أنهم غير مقبولين في الكنيسة، وسيفقدون الأمل.
---
ثالثًا: التأني كممارسة روحية وعملية
✨ إذا كان التأني صفة إلهية، فكيف نعيشها عمليًا؟
1️⃣ التأني مع المتمردين والمزعجين
🔸 التأني لا يعني التساهل، لكنه يعني إعطاء فرصة للنمو والتوبة قبل التأديب. لا ينبغي أن نتصرف باندفاع تجاه من يسببون اضطرابات في الكنيسة، بل نصبر عليهم بروح الحكمة، كما فعل المسيح مع التلاميذ رغم بطء فهمهم.
2️⃣ التأني مع المؤمنين الضعفاء
🔹 بدلًا من فقدان الصبر معهم، يجب أن نرى أنهم في رحلة روحية، وبعضهم قد يكون في بداية الطريق. فكما تحمل المسيح ضعف بطرس وتردد توما، نحن أيضًا مدعوون إلى حمل الآخرين.
3️⃣ التأني كجزء من الخدمة والرعاية
💡 القادة الروحيون مطالبون بطول الأناة في تعليم الحق، فليس كل من يسمع الحق يستجيب فورًا. كما أن كثيرين يحتاجون وقتًا ليتركوا عاداتهم القديمة ويندمجوا في حياة القداسة.
4️⃣ التأني كدليل على الثقة في الله
🔹 عندما نتأنى على الآخرين، نحن نعبر عن إيماننا بأن الله هو الذي يغير القلوب، وليس نحن. فبدلًا من محاولة فرض التغيير بالقوة، نحن ننتظر عمل الروح القدس في حياتهم.
---
رابعًا: الفرق بين التأني والصبر
📌 في اليونانية، هناك فرق جوهري بين كلمتين:
1️⃣ ὑπομονή (hypomonē):
صبر على الظروف والضيقات، وهو مطلوب في مواجهة الآلام والتجارب.
2️⃣ μακροθυμία (makrothymia):
صبر على الأشخاص، وهو المطلوب هنا.
✍️ بولس في هذا النص لا يتحدث عن الصبر على الألم، بل عن الصبر على "الأشخاص المزعجين"، وهذا هو التحدي الأكبر! فمن السهل احتمال المصائب، لكن من الصعب احتمال الأشخاص الذين يؤذوننا أو يسببون لنا إحباطًا.
---
✨ خلاصة وتأملات روحية ✨
📖 "تَأَنَّوْا عَلَى الْجَمِيعِ" ليست مجرد وصية أخلاقية، بل هي دعوة للاشتراك في قلب الله نفسه، الذي يصبر علينا يومًا بعد يوم رغم ضعفنا وأخطائنا.
💡 عندما نمارس التأني، نحن نعكس طبيعة الله، ونخلق بيئة روحية حيث يشعر كل شخص بأنه مقبول، وله فرصة للنمو، بدلًا من أن يُدان بسرعة أو يُرفض بسبب ضعفه.
⏳ التأني ليس ضعفًا، بل هو تعبير عن الثقة في توقيت الله، وعن النضج الروحي الذي يدرك أن النمو يأخذ وقتًا، وأن الرحلة الروحية تحتاج إلى محبة طويلة الأناة.
📌 السؤال لك: مع من تحتاج أن تمارس التأني اليوم؟ من هو الشخص الذي يدعوك الله إلى أن تتحمل ضعفه بدلًا من أن تتسرع في إدانته؟
---
✨ الخاتمة والتطبيق العملي ✨

📌 هذه المسؤولية الكنسية الرباعية ليست مجرد نصيحة، بل هي جوهر الحياة الكنسية الصحية. الكنيسة ليست مكانًا للتفرج، بل هي جسد حي يعمل معًا للنمو والبنيان.

📖 السؤال لك اليوم:
من في حياتك يحتاج إلى إنذار؟ إلى تشجيع؟ إلى إسناد؟ إلى تأني؟ كيف يمكنك أن تعكس قلب المسيح تجاههم؟
🔹 المسؤولية الآن بين يديك، فهل تكون شريكًا في تحقيق هذه الدعوة؟

♡♡♡♡♡♡ توضيح للكلمات♡♡♡♡
١- انذروا الذين بلا ترتيب
أ-
Thayer Definition:

to admonish, warn, exhort
تحليل دقيق لمفاهيم "To Admonish – To Warn – To Exhort" في اليونانية

كل من هذه المصطلحات يعبر عن جانب معين من التوجيه والتحفيز، لكن هناك فروق دقيقة بينها في المعنى والسياق، خاصة عند مقارنة الكلمات اليونانية الأصلية التي ترجمت منها في العهد الجديد. وفيما يلي تحليل موسع لكل مصطلح، مع توضيح الفروق الدقيقة بينهما.

---

أولًا: To Admonish – الإنذار والتوجيه التصحيحي

الكلمة اليونانية: νουθετέω (noutheteó) – سترونج G3560

الاشتقاق والمعنى الأصلي:
الكلمة اليونانية "noutheteó" تتكون من جزأين:

"νοῦς (nous)" ويعني "العقل" أو "الفكر" أو "الإدراك الذهني".

"τίθημι (tithēmi)" ويعني "يضع" أو "يضع في موضع معين".

بالتالي، المعنى الحرفي للكلمة هو "وضع شيء في العقل"، أي تقديم تحذير أو توجيه تصحيحي بطريقة تدفع الشخص إلى التفكير وإعادة النظر في سلوكه.

الاستخدام في العهد الجديد:
هذه الكلمة تُستخدم عندما يكون الشخص بحاجة إلى تحذير أو تصحيح فكري وأخلاقي بهدف العودة إلى المسار الصحيح. لا تحمل معنى العقاب، بل هي توجيه نابع من المحبة، يشبه ما يفعله الأب مع ابنه عند تصحيح سلوكه. وغالبًا ما تكون موجهة إلى مؤمنين محتاجين إلى تصحيح فكري وسلوكي.

أمثلة كتابية:

في ١ تسالونيكي 5:12 يقول الرسول بولس: "وَنَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَعْرِفُوا الَّذِينَ يَتْعَبُونَ بَيْنَكُمْ وَيُدَبِّرُونَكُمْ فِي الرَّبِّ وَيُنْذِرُونَكُمْ". هنا، "ينذرونكم" تعني تقديم تحذير تصحيحي.

في كولوسي 3:16 يقول: "لِتَسْكُنْ فِيكُمْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ بِغِنًى وَأَنْتُمْ بِكُلِّ حِكْمَةٍ مُعَلِّمُونَ وَمُنْذِرُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا". وهذا يشير إلى عملية التوجيه التصحيحي المستمرة بين المؤمنين.

الفرق بين "To Admonish" و "To Warn":
كلمة "To Admonish" تركز على تصحيح الفكر والسلوك بطريقة قائمة على الإقناع العقلي، دون أن يكون هناك بالضرورة تحذير من خطر مستقبلي، بل الهدف هو إعادة الشخص إلى الطريق الصحيح من خلال التوجيه الذهني.

---

ثانيًا: To Warn – التحذير والتنبيه من الخطر

الكلمة اليونانية: προειδοποιέω (proeidopoieó) – سترونج G4263

الاشتقاق والمعنى الأصلي:
هذه الكلمة تتكون من جزأين:

"προ (pro)" وتعني "قبل" أو "مسبقًا".

"ειδοποιέω (eidopoieó)" وتعني "يبلغ" أو "يخبر" أو "يحذر".

المعنى الحرفي للكلمة هو "إبلاغ شخص بشيء خطير سيحدث إن لم يتصرف بحكمة"، أي التحذير من خطر قادم.

الاستخدام في العهد الجديد:
يستخدم هذا الفعل عندما يكون هناك ضرورة لتنبيه شخص ما إلى خطر مستقبلي وشيك، سواء كان هذا الخطر روحيًا، أخلاقيًا، أو حتى جسديًا. على عكس "noutheteó" الذي يركز على التصحيح الفكري، فإن "proeidopoieó" يحمل إحساسًا أكبر بالاستعجال والخطورة.

أمثلة كتابية:

في ١ تسالونيكي 5:14 يقول بولس: "أَنْذِرُوا الَّذِينَ بِلاَ تَرْتِيبٍ..."، أي قدموا تحذيرًا واضحًا لأولئك الذين يعيشون بطريقة غير منضبطة.

في عبرانيين 11:7 يقول الكتاب عن نوح: "بِالإِيمَانِ نُوحٌ لَمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ عَنْ أُمُورٍ لَمْ تُرَ بَعْدُ خَافَ فَبَنَى فُلْكًا..."، وهنا تعني "أُوحِيَ إِلَيْهِ" أن الله حذّره مسبقًا من الطوفان القادم.

الفرق بين "To Warn" و "To Admonish":
بينما "To Admonish" يركز على التوجيه العقلي والتصحيحي، فإن "To Warn" يشير إلى تحذير من خطر قادم يجب تجنبه. أي أن الأول يعالج الحاضر بينما الثاني يلفت النظر إلى المستقبل.

---

ثالثًا: To Exhort – الحثّ والتشجيع القوي

الكلمة اليونانية: παρακαλέω (parakaleó) – سترونج G3870

الاشتقاق والمعنى الأصلي:
هذه الكلمة تتكون من:

"παρα (para)" وتعني "بجانب" أو "بقرب".

"καλέω (kaleó)" وتعني "يدعو" أو "يطلب" أو "ينادي".

المعنى الحرفي للكلمة هو "أن تدعو شخصًا ليكون بجانبك"، أي تقديم تشجيع قوي يدفع الشخص إلى العمل والتحرك.

الاستخدام في العهد الجديد:
تحمل هذه الكلمة إحساسًا بالتشجيع والدفع نحو العمل، وليس مجرد تحذير أو تصحيح فكري. وغالبًا ما تُستخدم عندما يكون الشخص محبطًا أو مترددًا ويحتاج إلى قوة داخلية تدفعه إلى العمل. كما أنها تُستخدم كثيرًا في الإشارة إلى عمل الروح القدس، حيث يُسمى "المعزي" (باراكليتوس).

أمثلة كتابية:

في ١ تسالونيكي 5:11 يقول بولس: "لِذلِكَ عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَابْنُوا أَحَدُكُمُ الآخَرَ كَمَا تَفْعَلُونَ أَيْضًا"، أي قدموا تشجيعًا قويًا لبعضكم البعض.

في رومية 12:1 يقول: "فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً..."، والكلمة "أطلب إليكم" هي ترجمة لكلمة "parakaleó"، وتعني تشجيعًا قويًا يقود إلى العمل.

الفرق بين "To Exhort" و "To Admonish" و "To Warn":
"To Exhort" ليس مجرد تحذير أو تصحيح، بل هو تشجيع قوي يهدف إلى تحفيز الشخص على العمل والطاعة. بينما "To Admonish" يصحح التفكير، و "To Warn" يحذر من خطر، فإن "To Exhort" يدفع الشخص إلى التحرك بإيجابية.

---

الخلاصة والتطبيقات الروحية

نستخدم "To Admonish" عندما يحتاج شخص إلى تصحيح فكري وسلوكي، مع تقديم توجيه مبني على المحبة والإقناع.

نستخدم "To Warn" عندما يكون شخص على وشك السقوط في خطر، ويحتاج إلى تحذير عاجل.

نستخدم "To Exhort" عندما يكون شخص محبطًا أو مترددًا، ويحتاج إلى تشجيع قوي ليستمر في الإيمان.
الكنيسة تحتاج إلى كل هذه العناصر معًا لتكون فعّالة في رعاية المؤمنين!
...
ب- بلا ترتيب
تحليل كلمة "ἄτακτος" (átaktos) – سترونج G813

المعنى العام:
الكلمة اليونانية ἄτακτος (átaktos) تعني غير منضبط، غير مرتب، خارج عن الصفوف. كانت تُستخدم في الأصل لوصف الجنود الذين لم يلتزموا بالنظام العسكري، ثم توسعت لتشمل أي سلوك غير منظم أو مخالف للقواعد.

---

الاشتقاق والمعنى الأصلي

الجذر اليوناني:
الكلمة مشتقة من "α-" (a-) التي تعني "عدم" أو "نفي"، و**"τάσσω (tassó)"** التي تعني "يرتب" أو "يضع في نظام".
بالتالي، المعنى الحرفي للكلمة هو "غير مرتب" أو "خارج عن الترتيب".

الاستخدام في العالم اليوناني القديم:

استُخدمت للإشارة إلى الجنود الذين يخرجون عن الرتب العسكرية ويتصرفون بفوضوية.

كما استخدمت لوصف الأشخاص الذين لا يحترمون القوانين الاجتماعية أو الأخلاقية.

امتد معناها ليشمل الإفراط في المتعة والعيش بغير ضابط أو اعتدال.

---

الاستخدام في العهد الجديد

تظهر الكلمة في ٢ تسالونيكي 3:6 و 3:11 حيث يقول الرسول بولس:
"فَنُوصِيكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنْ تَتَجَنَّبُوا كُلَّ أَخٍ يَسْلُكُ بِلاَ تَرْتِيبٍ (ἄτακτως) وَلَيْسَ حَسَبَ التَّعْلِيمِ الَّذِي أَخَذَهُ مِنَّا."

وهنا تشير الكلمة إلى السلوك غير المنضبط الذي يخالف التعاليم الرسولية، وهو غالبًا مرتبط بالتقاعس عن العمل والاستهتار في الحياة الروحية.

---

الفروق بين الكلمات المشابهة

ἄτακτος (átaktos): عدم الترتيب والانضباط، سواء في السلوك الأخلاقي أو الالتزام الاجتماعي.

ἀκατάστατος (akatastatos – G182): الفوضوية أو عدم الاستقرار، خاصة في الفكر أو القرارات.

ἀνόμως (anomos – G459): تصرف بلا قانون أو بدون احترام للناموس الإلهي.

---

التطبيقات الروحية

المؤمن مدعو للعيش في نظام إلهي، وليس بفوضوية روحية أو أخلاقية.

السلوك غير المنضبط يمكن أن يؤدي إلى تراجع روحي، لذا يحث بولس على تجنب الأشخاص الذين يعيشون بلا ترتيب.

الحياة المسيحية ليست مجرد إيمان، بل تتطلب التزامًا عمليًا وانضباطًا في السلوك اليومي.

...
٢- شجعوا صغار النفوس
أ- شجعوا
تحليل كلمة "παρακαλέω" (parakaléō) – سترونج G3870

المعنى العام:
الكلمة اليونانية παρακαλέω (parakaléō) تعني أن تدعو أو تخاطب شخصًا بغرض التشجيع، التعزية، أو التحفيز. تحمل معنى مزدوجًا يشمل التوبيخ البناء والتشجيع المطمئن، مما يجعلها كلمة غنية بالمعاني الروحية والعاطفية.

---

الاشتقاق والمعنى الأصلي

الجذر اليوناني:
الكلمة مشتقة من "παρά" (para-) التي تعني "بقرب" أو "إلى جانب"، و**"καλέω" (kaleō)** التي تعني "أدعو" أو "أنادي".
بالتالي، المعنى الحرفي هو "أن تدعو شخصًا ليكون بجانبك"، مما يوحي بالدعم، الإرشاد، والتشجيع.

الاستخدام في الثقافة اليونانية القديمة:

استخدمت في المحاكم للإشارة إلى المحامي أو المستشار القانوني الذي يقف بجانب الشخص للدفاع عنه.

استخدمت أيضًا في المعارك عندما يشجع القادة جنودهم للاستمرار في القتال.

---

الاستخدام في العهد الجديد

تظهر الكلمة أكثر من 100 مرة في العهد الجديد، وغالبًا ما تحمل أحد المعاني التالية:

1. التشجيع والتحفيز:

في عبرانيين 3:13: "بَلْ عِظُوا (παρακαλεῖτε) أَنْفُسَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ، مَا دَامَ يُدْعَى الْيَوْمُ، لِئَلَّا يُقَسَّى أَحَدٌ مِنْكُمْ بِغُرُورِ الْخَطِيَّةِ."

هنا تعني تشجيع الآخرين على الثبات في الإيمان وعدم الوقوع في الخطية.

2. التعزية والمواساة:

في ٢ كورنثوس 1:3-4: "مُبَارَكٌ اللهُ… إِلَهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ (παρακλήσεως)، الَّذِي يُعَزِّينَا (παρακαλεῖ) فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا".

هنا تشير إلى التعزية الإلهية التي تمنح القوة في الأزمات.

3. الدعوة للعمل أو التوبة:

في أعمال 2:40: "وَبِأَقْوَالٍ أُخْرَى كَثِيرَةٍ كَانَ يَشْهَدُ لَهُمْ وَيَعِظُهُمْ (παρακαλῶν)".

المقصود هنا هو الدعوة للتوبة والالتزام بحياة جديدة في المسيح.

---

الفروق بين الكلمات المشابهة

παρακαλέω (parakaléō): الدعوة القريبة التي تشمل التشجيع، التعزية، أو التحذير البناء.

νουθετέω (noutheteō – G3560): التحذير أو التأديب الذهني، ويستخدم غالبًا عند تقديم نصح جاد.

παραμυθέομαι (paramytheomai – G3888): التعزية العاطفية العميقة، التي تميل أكثر نحو المواساة.

---

التطبيقات الروحية

كمؤمنين، نحن مدعوون لتشجيع بعضنا البعض باستمرار، خاصة في الأوقات الصعبة.

الله نفسه هو "إله كل تعزية"، وهو يدعونا لنكون أدوات تعزية للآخرين.

عندما نرى أحدًا ضعيفًا في الإيمان، علينا أن نحثه ونشجعه، لا أن ندينه أو نضغط عليه.

الخدمة الحقيقية تشمل التوازن بين التشجيع والتحذير البناء، كما فعل بولس مع الكنائس.

ب- صغار النفوس
تحليل كلمة "ὀλιγόψυχος" (oligópsychos) – سترونج G3642

المعنى العام:
الكلمة اليونانية ὀλιγόψυχος (oligópsychos) تعني ضعيف النفس، قليل الشجاعة، أو ضعيف القلب. تشير إلى شخص سريع الخوف، فاقد الثقة، أو متردد في مواجهة التحديات.

---

الاشتقاق والمعنى الأصلي

الجذر اليوناني:
الكلمة مركبة من:

ὀλίγος (oligos): وتعني "قليل" أو "صغير".

ψυχή (psychē): وتعني "النفس" أو "الروح" أو "الحياة الداخلية".
بالتالي، المعنى الحرفي هو "من لديه نفس صغيرة أو ضعيفة"، مما يشير إلى شخص قليل العزيمة، ضعيف الإرادة، أو سريع الاستسلام.

الاستخدام في الثقافة اليونانية القديمة:
كانت هذه الكلمة تستخدم لوصف الأشخاص الذين لا يملكون قوة داخلية لمواجهة الصعوبات، سواء في الحروب، أو في اتخاذ قرارات مصيرية.

---

الاستخدام في العهد الجديد

تظهر هذه الكلمة في ١ تسالونيكي 5:14:
"وَنَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ: أَنْذِرُوا ٱلَّذِينَ بِغَيْرِ نِظَامٍ. شَجِّعُوا صِغَارَ ٱلنَّفْسِ (ὀλιγοψύχους). أَسْنِدُوا ٱلضُّعَفَاءَ. تَأَنَّوْا عَلَى ٱلْجَمِيعِ."

في هذا السياق، تشير إلى الأشخاص الضعفاء روحيًا أو نفسيًا، الذين يحتاجون إلى التشجيع بدلاً من الإدانة. بولس يحث المؤمنين على مساندتهم بدلًا من تجاهلهم أو لومهم.

---

الفروق بين الكلمات المشابهة

ὀλιγόψυχος (oligópsychos): ضعف داخلي ناتج عن الخوف أو قلة الثقة.

δειλός (deilos – G1169): تعني الجبان أو الشخص الذي يستسلم بسهولة بسبب الخوف الشديد (مثل في متى 8:26: "يا قليلي الإيمان، لماذا خفتم؟").

ἀσθενής (asthenēs – G772): تشير إلى الضعف الجسدي أو الروحي، لكنها لا تعني بالضرورة الخوف.

---

التطبيقات الروحية

الله يريدنا أن نشجع ضعفاء القلوب، لا أن نحتقرهم أو نوبخهم بشدة.

في مسيرتنا الروحية، قد نضعف أحيانًا، لكن الله يعطينا القوة للنمو بدلًا من أن نبقى ضعفاء.

يجب على القادة الروحيين أن يكونوا مشجعين، وليسوا مثقلين للنفوس الضعيفة.

الإيمان القوي ينمو عندما نتعلم الاعتماد على الله بدلًا من مخاوفنا....
...
٣- أسندوا الضعفاء
أ- اسندوا
تحليل كلمة "ἀντέχω" (antéchō) – سترونج G472

المعنى العام:
الكلمة اليونانية ἀντέχω (antéchō) تعني التمسك بشيء أو شخص بقوة، أو المقاومة والثبات في وجه شيء ما. يمكن أن تحمل معنيين رئيسيين حسب السياق:

1. المقاومة والوقوف بثبات ضد شيء ما (كالشر، التجارب، الهجمات).

2. التمسك بشيء أو شخص بإصرار والتعلق به بإخلاص.

---

الاشتقاق والمعنى الأصلي

الجذر اليوناني:
الكلمة مركبة من:

ἀντί (anti): وتعني "ضد" أو "مقابل".

ἔχω (échō): وتعني "يمسك" أو "يحتفظ بشيء".
بالتالي، المعنى الحرفي هو "الإمساك بشيء أمامك بقوة"، مما يشير إما إلى المقاومة والوقوف ضد أو التمسك والالتصاق بشدة.

الاستخدام في الفكر اليوناني:

كانت تستخدم لوصف المقاومة في الحروب، حيث يتمسك الجنود بمواقعهم ولا ينهزمون.

استخدمت أيضًا بمعنى التمسك بولاء قوي لشخص أو مبدأ معين.

---

الاستخدام في العهد الجديد

تظهر هذه الكلمة في مواضع مثل:

1. متى 6:24
"لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لِأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ ٱلْوَاحِدَ وَيُحِبَّ ٱلْآخَرَ، أَوْ يُلَازِمَ (ἀνθέξεται) ٱلْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ ٱلْآخَرَ."

هنا، الكلمة تعني "التمسك بقوة بشيء"، مما يشير إلى الولاء الكامل لشخص معين. لا يمكن للإنسان أن يتمسك بالله والمال في الوقت نفسه.

2. ١ تسالونيكي 5:14
"وَأَسْنِدُوا ٱلضُّعَفَاءَ (ἀντέχεσθε)."

في هذا السياق، تشير إلى دعم ومساندة الضعفاء، أي التمسك بهم ورعايتهم وعدم تركهم وشأنهم.

---

الفروق بين الكلمات المشابهة

ἀντέχω (antéchō – G472): تعني إما المقاومة ضد شيء أو التمسك بشدة بشيء.

ὑπομένω (hypomenō – G5278): تعني الاحتمال والصبر تحت الضغط، بينما ἀντέχω قد تحمل فكرة التمسك الفاعل أو المواجهة المباشرة.

κατέχω (katechō – G2722): تعني الإمساك بشيء والسيطرة عليه، لكنها لا تحمل بالضرورة معنى المقاومة أو الالتزام العاطفي.

---

التطبيقات الروحية

المؤمن مدعو إلى التمسك بالله وحده وعدم الانقسام بين ولاءين متناقضين.

يجب علينا دعم الضعفاء والتمسك بهم بدلًا من التخلي عنهم أو إهمالهم.

في مواجهة التجارب، نحن مدعوون للوقوف بثبات ومقاومة الشر وعدم التراجع.

التمسك بالمسيح يعني الالتصاق به بقوة، والثقة الكاملة في قيادته.

ب- الضعفاء
تحليل كلمة "ἀσθενής" (asthenēs) – سترونج G772

المعنى العام:
الكلمة اليونانية ἀσθενής (asthenēs) تعني الضعيف، العاجز، الواهن، أو المريض. وتُستخدم لوصف الضعف الجسدي، الروحي، أو الأخلاقي.

---

الاشتقاق والمعنى الأصلي

الجذر اليوناني:

مكوّنة من "α-" (a-) كأداة نفي، و**"σθενής"** (sthenēs) التي تعني "القوة" أو "القادر".

المعنى الحرفي هو "عديم القوة" أو "ضعيف القدرة".

الاستخدام في الفكر اليوناني:

كان يُستخدم في الأدب اليوناني القديم لوصف المرضى، العاجزين، أو حتى الضعف في المنطق والحجة.

استخدمه الفلاسفة مثل أفلاطون وأرسطو للإشارة إلى الضعف الأخلاقي أو نقص القدرة الفكرية.

---

الاستخدام في العهد الجديد

1. الضعف الجسدي:

متى 25:39: "متى رأيناك مريضًا (ἀσθενῆ) أو في السجن فأتينا إليك؟"

يشير إلى المرض الجسدي أو الحاجة إلى العناية والرعاية.

2. الضعف الروحي أو الإيماني:

رومية 14:1: "وَأَمَّا ٱلضَّعِيفُ (ἀσθενοῦντα) فِي ٱلْإِيمَانِ فَٱقْبَلُوهُ."

هنا يشير إلى ضعف الإيمان، أي الشخص الذي لم ينضج في معرفته الروحية أو لا يزال مترددًا.

3. الضعف الأخلاقي أو العجز عن فعل الخير:

رومية 5:6: "لِأَنَّ ٱلْمَسِيحَ إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ (ἀσθενῶν), مَاتَ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ لِأَجْلِ ٱلْفُجَّارِ."

يشير إلى عجز الإنسان عن تخليص نفسه، وضعفه أمام الخطية.

---

الفروق بين الكلمات المشابهة

ἀσθενής (asthenēs – G772): يشير إلى الضعف العام سواء جسديًا، روحيًا، أو أخلاقيًا.

ἀδύνατος (adynatos – G102): يعني "غير قادر، مستحيل" وهو أكثر قوة في الدلالة على العجز التام وليس مجرد الضعف.

μαλακός (malakos – G3120): تعني "ناعم" أو "رقيق" ولكن تُستخدم أحيانًا للإشارة إلى الشخص الرخو أو غير الحازم.

---

التطبيقات الروحية

الله يعمل في ضعفنا: "تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لِأَنَّ قُوَّتِي فِي ٱلضَّعْفِ (ἀσθενείᾳ) تُكْمَلُ" (٢ كورنثوس ١٢:٩).

المسيح جاء ليخلص الضعفاء والعاجزين عن إنقاذ أنفسهم.

المؤمن مدعو إلى مساعدة الضعفاء جسديًا وروحيًا (١ تسالونيكي ٥:١٤).

رغم ضعفنا، الله يقوينا بروحه القدوس ليعيننا على النمو الروحي والتغلب على التجارب.

...
٤- تأنوا على الجميع
أ- تأنوا
تحليل كلمة "μακροθυμέω" (makrothymeō) – سترونج G3114

المعنى العام:
الكلمة اليونانية μακροθυμέω (makrothymeō) تعني الصبر الطويل، التحمل، طول الأناة، وضبط النفس في مواجهة المصاعب والظلم.

---

الاشتقاق والمعنى الأصلي

الجذر اليوناني:

تتكوّن من "μακρός" (makros) وتعني "طويل" و**"θυμός" (thymos)** وتعني "الغضب أو الانفعال العاطفي".

المعنى الحرفي هو "أن يكون بطيئًا في الغضب"، أو "أن يتحمل لفترة طويلة دون فقدان الصبر".

الاستخدام في الفكر اليوناني:

كان يُستخدم في الأدب القديم للإشارة إلى الشخص القادر على ضبط نفسه وعدم الاندفاع إلى الانتقام.

في الفلسفة الرواقية، كان فضيلة يُنصح بها للحكماء في مواجهة المحن.

---

الاستخدام في العهد الجديد

1. طول الأناة كصفة إلهية:

٢ بطرس ٣:٩: "ٱلرَّبُّ لَا يَتَبَاطَأُ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ ٱلتَّبَاطُؤَ، لَكِنَّهُ يَتَأَنَّى (μακροθυμεῖ) عَلَيْنَا، وَهُوَ لَا يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ ٱلْجَمِيعُ إِلَى ٱلتَّوْبَةِ."

تشير إلى طول أناة الله وصبره في إعطاء الفرصة للتوبة قبل الدينونة.

2. طول الأناة في مواجهة التجارب:

يعقوب ٥:٧-٨: "فَتَأَنَّوْا (μακροθυμήσατε) أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ إِلَى مَجِيءِ ٱلرَّبِّ... تَأَنَّوْا (μακροθυμήσατε) وَثَبِّتُوا قُلُوبَكُمْ."

تُشجّع المؤمنين على الصبر والثبات وسط الضيقات حتى مجيء الرب.

3. الصبر على الآخرين وتحمل الإساءات:

١ تسالونيكي ٥:١٤: "ٱنْذِرُوا ٱلْغَيْرَ مُرَتَّبِينَ، شَجِّعُوا صِغَارَ ٱلنُّفُوسِ، ٱسْنِدُوا ٱلضُّعَفَاءَ، تَأَنَّوْا (μακροθυμεῖτε) عَلَى ٱلْجَمِيعِ."

تدعو المؤمن إلى التحلي بالصبر في التعامل مع الآخرين، خاصةً مع ضعاف الإيمان.

4. المقارنة مع الصبر العام (ὑπομονή – hypomonē):

μακροθυμία (makrothymia): يشير إلى الصبر تجاه الأشخاص، أي التحمل وضبط النفس في مواجهة الإساءة.

ὑπομονή (hypomonē): يشير إلى الصبر تجاه الظروف، أي القدرة على التحمل والثبات وسط الضيقات.

مثال: الله "طويل الأناة" (μακροθυμεῖ) تجاه الخطاة، بينما المؤمن مدعو إلى "الصبر" (ὑπομονή) في التجارب.

---

التطبيقات الروحية

طول الأناة صفة إلهية يجب أن نتمثل بها (أفسس ٤:٢).

الصبر على الآخرين هو تعبير عن المحبة الحقيقية (١ كورنثوس ١٣:٤).

الصبر على الظلم يعكس الاتكال على الله وليس على الانتقام الشخصي (رومية ١٢:١٩).

نضوج الإيمان يظهر في قدرة الشخص على التحمل وطول الأناة (يعقوب ١:٢-٤).

ب- الجميع
تحليل كلمة "πᾶς" (pas) – سترونج G3956

المعنى العام:
الكلمة اليونانية πᾶς (pas) تعني "كل"، "كل شيء"، "جميع"، "كل فرد"، أو "بشكل شامل"، وتُستخدم في سياقات فردية وجماعية للإشارة إلى الشمولية أو التعددية.

---

الاشتقاق والمعنى الأصلي

πᾶς (pas) هو صيغة أساسية تدل على الشمول الكامل أو التعدد، ويمكن أن تأخذ معانٍ مختلفة بناءً على السياق.

غالبًا ما تأتي بصيغ مختلفة مثل πᾶν (pan) وπάντα (panta) وπάσης (pases) وغيرها، مما يؤثر على دلالتها النحوية.

---

الاستخدامات الكتابية

1. الشمول الفردي (كل فرد على حدة):

يوحنا ٣:١٦: "لِأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللهُ ٱلْعَالَمَ، حَتَّى بَذَلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ، لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ (πᾶς) مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلْأَبَدِيَّةُ."

هنا تعني "كل فرد يؤمن به"، أي أن الخلاص متاح لكل شخص يؤمن، دون استثناء.

2. الشمول الجمعي (كل شيء معًا):

كولوسي ١:١٧: "وَهُوَ قَبْلَ كُلِّ (πάντων) شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ ٱلْكُلُّ (τὰ πάντα)."

تشير إلى كل شيء في الخليقة مجتمعة، أي أن المسيح هو أساس وجود الكون واستمراريته.

3. التنوع (بعض من كل نوع):

١ تيموثاوس ٢:٤: "ٱلَّذِي يُرِيدُ أَنْ جَمِيعَ (πάντας) ٱلنَّاسِ يَخْلُصُونَ."

هنا قد تعني "كل الناس بلا استثناء" أو "أناس من جميع الفئات والطبقات"، وهو ما يتوقف على السياق اللاهوتي للنص.

4. التأكيد على الكلية (بشكل مطلق):

أفسس ٤:٦: "إِلَهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ (πάντων)، ٱلَّذِي عَلَى ٱلْكُلِّ (πάντων) وَبِٱلْكُلِّ (πάντων) وَفِي ٱلْكُلِّ (πᾶσιν)."

تكرار "πᾶς" بصيغ متعددة هنا يؤكد على السيادة الشاملة لله على كل شيء وكل شخص.

---

الفرق بين الاستخدامات

πᾶς (pas) يمكن أن تعني "كل فرد على حدة" أو "كل المجموع ككل"، حسب السياق.

في بعض الأحيان تعني "كل أنواع" وليس بالضرورة "كل فرد بلا استثناء".

التمييز بين الشمول المطلق والتنوع يساعد في فهم معنى الآيات بدقة.

---

التطبيقات الروحية

شمولية النعمة والفداء: الكلمة تدل على أن خطة الله للخلاص تمتد إلى جميع البشر دون تمييز، لكنها مشروطة بالإيمان بالمسيح.

سيادة الله المطلقة: تشير إلى أن كل شيء في الخليقة يعتمد على الله، وهو في سيطرة كاملة على الكون.

العيش بروح الكلية: المؤمن مدعو أن يحب الرب من كل قلبه، ويفعل الخير لكل الناس، ويعيش حياة مكرسة بالكامل.

المراجع مذكورة ضمن الموضوع عن.
MySword Bible
ترجمة
ChatGPT
اعداد
#NagehNaseh

#ناجح_الشات_جي_بي_تي_فى_خدمة_كلمة_الله

#ناجح_الموضوع

#ناجح_تسالونيكي_٥
 
أعلى