- إنضم
- 6 أكتوبر 2009
- المشاركات
- 16,056
- مستوى التفاعل
- 5,370
- النقاط
- 0
[ كما أن نفخة الله قد حَلَّت في الجُبلة الأولى، هكذا استؤمنت الكنيسة على عطية الله (أي الروح القدس)، حتى باشتراك جميع الأعضاء فيه، ينالون منه الحياة، وفي الكنيسة اذُّخرت الشركة مع المسيح، التي هي الروح القدس عينه، عربون عدم الفساد وثبات إيماننا، والسلم الصاعد إلى الله... لأنه حيث تكون الكنيسة، يكون روح الله، وحيث يكون روح الله، تكون الكنيسة وكل موهبة. والروح هو حق، ولذلك فالذين لا يشتركون فيه لا يرضعون ثدي أمهم (الكنيسة) لينالوا الحياة، ولا يرتشفون من الينبوع الصافي الذي ينبع من جسد المسيح ] (القديس إيرينيئوس – ضد الهرطقات 3: 24: 1)
- [ بدون روح الله يكون الجسد ميتاً، عادم الحياة، وعاجزاً عن أن يرث ملكوت الله... ولكن حيث يكون روح الآب، هناك يكون الإنسان حياً... ويصير الجسد ميراثاً للروح وكأنه قد نسى كيانه الخاص، واكتسب صفات الروح، وتشبَّه بشكل كلمة الله ... لذلك قيل: كما أننا بدون الروح السماوي، كنا نسلك فيما مضى في الجسد العتيق، وكنا غير طائعين لله؛ هكذا الآن بعد ان قبلنا الروح "فلنسلك في جدَّة الحياة" (رومية 6: 4)، ولنكن مُطيعين لله. إذن، فنحن بدون روح الله، لا نستطيع أن نخلُص ] (القديس إيرينيئوس ضد الهرطقات 5: 9: 3)
- [ لماذا يدعو الرب نعمة الروح القدس ماء؟ (يوحنا 4: 14، 7: 38و 39)، ذلك لأن قوام كل شيء بالماء، ولأن الماء يُنشئ الخُضرة ويُحيي الكائنات الحية، ولأن الماء ينزل من السماء، ولأن الماء ينزل واحداً في شكله ولكنه يتنوع في مفعوله، فإن ينبوعاً واحداً يسقي الفردوس كله (تكوين 2: 10)، والمطر الواحد بعينه ينزل على العالم كله، فيصير أبيض في السوسنة وأحمر في الوردة، وأرجوانياً في الزنبقة والبنفسج، ويتنوع في النخلة غير ما يكون في الكرمة، وهو يصير في الكل كل شيء، مع بقائه واحداً في طبعه، دون أن يختلف بعضه عن بعضه. فإن المطر لا يُغير ذاته وينزل بصورٍ مختلفة عن بعضها، ولكنه يتكيف مع طبيعة الكائنات التي تقبله، فيصير لكل واحدة منها بما يُناسب تكوينها. وهكذا الروح القدس أيضاً، وهو واحد بطبعه وغير منقسم، لكنه يُقسَّم النعمة على كل واحد كما يشاء (1كورنثوس 12: 11) ] (وحدة الروح القدس وتنوع مواهبه للقديس كيرلس الأورشليمي عظة 16: 12)