الرد علي سؤال نذير الاسفار المحذوفة
الاسفار القانونية الثانية ... حقائق وادلة .
الكتب المقدسة منزَّهة عن الاختلاف والتناقض لأنها وحي الله الذي ليس عنده تغيير، فلا يُثبِت الله اليوم شيئاً ثم ينسخه غداً...
قال الله: كل الكتاب هو موحى به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البر (2تيموثاوس 3: 16)...
ولا يعقل أن من آمن بالله ان يفتري على كتبه المقدسة ويصف بعضها بالكذب أو التحريف ... !!!
ولا يُعقل أن أهل الكتاب يعمدون إلى تحريف كتبهم الإلهية مع تأكدهم بأن هذه الكتب هي مصدر غبطتهم وسعادتهم وراحتهم وامتيازاتهم, بل لو فعلوا ذلك لزجرهم الأنبياء الذين كانوا يظهرون من جيل إلى آخر في مدة 1600 سنة, ولكن لم يفعل نبي ذلك دلالة على حرصهم على المحافظة عليها,
ولكن ماذا نقول في محمد الذي كان يناقض نفسه بنفسه، فكان يأمر بالشيء ثم ينهى عنه, أمر بإظهار الرفق بالناس ثم أمر بقتلهم، وهو الذي جعل قِبْلته أولًا مثل قِبْلة المشركين، ثم جعلها نحو قِبْلة اليهود، ثم غيّرها نحو قِبْلة المشركين, وهو الذي كان يمدح آلهة المشركين ثم يذمها، ويحرّم على نفسه بعض النساء ثم ينكث عهده, ولما وصفه أهل الكتاب والعرب بالتقلّب والتردد في أموره، تخلّص من معارضتهم بأن وضع قانوناً في كتابه بأن الاختلاف والتناقض جائز في الأفعال والأقوال، وسمَّاه النسخ فقال: ما ننسخ من آية أو نُنْسها نأت بخير منها أو مثلها , (البقرة 2: 106)
قال الإنجيل: لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس (2بطرس 1: 21)...
وإذا سردنا ما ورد في الكتاب المقدس من الآيات الباهرة الدالة على أن شريعة الله هي كاملة وأنها بإلهام الروح القدس، وجب أن نكتب مجلدين كبيرين, وعليك أن تنظر في مزمور 119 الذي يشتمل على 176 آية تتحدث عن كمال ناموس الله، وأنه بإلهام الروح القدس
وعموما لعل المقصود بهذا الموضوع هى مجموعة الاسفار القانونية الثانية والتى تعترف بها الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية ...
ومصطلح القانون هو كلمة يونانية مشتقّة من اللغات السامية وتعني قصبة القياس. أما معناها في اليونانية فهو القاعدة والمقياس.
والكتاب يكون قانونياً بفضل الإلهام الإلهي الذي يعطيه صفة "القاعدة المعصومة من الخطأ".
ولكي نقدر أن نسمي أحد الكتب "قانونياً"، يجب أن تعترف الكنيسة رسمياً بطابعه الملهم. هذا لا يعني أن التعليم الكنسي يزيد شيئاً على قيمة الكتاب الذي تعلن الكنيسة قانونيته، بل يضفي على هذا الكتاب سلطة من جهة الإيمان ويكون علامة الإلهام.
ولعل الاخوة البروتستانت قاموا بحذف عدة اسفار سنرى فيما يلى سبب حذفهم لها ... والأسفار القانونية الثانية التى نتحدث عنها هنا هي في العهد القديم وهى :
طوبيا، يهوديت، باروك، إبن سيراخ، الحكمة، السفر الأول للمكابيين والسفر الثاني للمكابيين.
متى حدّدت الكتب التي تشكّل لائحة الأسفار المقدسة ؟
فبل نهاية القرن الخامس ق. م. كان العبرانيون يقرأون شريعة موسى في مجامع فلسطين والشتات، وكانوا يفسّرونها، فحلت في المقام الأول في قلب اليهود الأتقياء ولا سيما الكتبة. وحين فُصل السامريون عن الجماعة اليهودية وأبعدوا عن المشاركة في عبادة الهيكل سنة 408، إحتفظوا بهذه الأسفار الخمسة دون سواها.
أما أسفار الأنبياء (أكانوا سابقين أم لاحقين) فقد قُبلت منذ منتصف القرن الثالث ق. م. وأعطيت سلطة أسفار موسى الخمسة. إعتبر اليهود أن الأنبياء كتبوها، ولقد قال 2 مك 13:2 عن نحميا إنه أنشأ مكتبة جمع فيها أخبار الملوك والأنبياء.
ما هى مقياس قانونية السفر ؟ كانت هناك خمسة مقاييس لتقرير قبول أي سفر، وهي:
1 - هل جاء من الله ...
2 - هل السفر نبوي ، وموحى به الى أحد رجال الله ...
3 - هل السفر موثوق به ... ام انه مثلا مشكوك فيه مثل انجيل برنابا المزعوم ...
4 - هل السفر فيه قوة إلهية قادرة على تغيير الحياة ...
5 - هل قبل رجال الله السفر وجمعوه وقرأوه واستعملوه، مثلاً: اعترف بطرس بكتابات الرسول بولس باعتبارها مساوية لكتابات العهد القديم ـ 2 بطرس 3: 15،16
ويشهد العهد الجديد لقانونية أسفار العهد القديم شهادة شاملة. راجع:
متى 21: 42،22: 29،26: 54 و 56
لوقا 24
يوحنا 2: 22-26،5: 39،10: 35
أعمال 17: 2 و 11،18: 28
رومية 1: 2،4: 3،9: 17،10: 11،11: 2،15: 4،16: 26
1 كورنثوس 15: 3 و 4
غلاطية 3: 8،3: 22،4: 30
1 تيموثاوس 5: 18
2 تيموثاوس 3: 16
2 بطرس 1: 20 و 21،3: 16
ونعود الى الاسفار القانونية الثانية وهى :
1- سفر طوبيا: ويضم 14 إصحاحاً، ومكانه بعد سفر نحميا.
2- سفر يهوديت: ويضم 16 إصحاحاً، ومكانه بعد سفر طوبيا.
3- تتمة سفر أستير: ويضم الإصحاحات من 10-16.
4- سفر الحكمة: لسليمان الملك، ويضم 19 إصحاحاً، ومكانه بعد سفر نشيد الأنشاد.
5- سفر يشوع بن سيراخ: ويضم 51 إصحاحاً، ويقع بعد سفر الحِكمة.
6- سفر نبوة باروخ: ويضم 6 إصحاحات، ومكانه بعد سِفر مراثي إرميا.
7- تتِمة سفر دانيال: وهو مكمِّل لسفر دانيال الذي بين أيدينا،
8- سفر المكابيين الأول: ويضم 16 إصحاحاً، ومكانه بعد سفر ملاخي.
9- سفر المكابيين الثاني: ويضم 15 إصحاحاً، ومكانه بعد سفر المكابيين الأول.
10- المزمور 151: مكانه بعد مزمور 150 لداود النبي والملك.
من قام بحذف تلك الاسفار ولماذا ؟
قام البروتستانت بحذف هذه الأسفار من طبعة الكتاب المقدس المنتشرة بين أيدينا، على الرغم من أن كلا من الأرثوذكس والكاثوليك ( وهما فرعا الكنيسة الاصيل والاصلى او بمسمى اخر الكنيسة الام ) يؤمنون بقانونية هذه الأسفار. وقام البروتستانت بحذفها لانهم يعتبرون هذه الأسفار من وجة نظرهم أسفاراً مدسوسة ... وفيما يلى ملخصا لاسباب حذفهم تلك الاسفار :
1- يقولون أن هذه الأسفار لم تدخل ضمن أسفار العهد القديم التي جمعها عزرا الكاهن لما جمع أسفار التوراة سنة 534 ق.م.
والرد على ذلك أن بعض هذه الأسفار تعذَّر العثور عليها أيام عزرا بسبب تشتت اليهود بين الممالك. كما أن البعض الآخر منها كُتِب بعد زمن عزرا الكاهن.
2- يقولون أنها لم ترد ضمن قائمة الأسفار القانونية للتوراة التى أوردها "يوسيفوس" المؤرخ اليهودى فى كتابه.
والرد على ذلك أن يوسيفوس نفسة بعد أن سرد الأسفار التى جمعها عزرا كتب قائلاً (إن الأسفار التى وضعت بعد أيام ارتحستا الملك كانت لها مكانتها عند اليهود. غير أنها لم تكن عندهم مؤيدة بالنص تأيد الأسفار القانونية لأن تعاقب الكتبة الملهمين لم يكن عندهم فى تمات التحقيق) كتابة ضد إيبون رأس 8.
3- يقولون أن لفظة (أبو كريفا) التى أطلقت على هذة الأسفار، وهى تعنى الأسفار المدسوسة والمشكوك فيها, كان أول من استعملها هو (ماليتون) اسقف مدينه سادوس فى القرن الثانى الميلادى. وإذاً فالشك فى هذة الأسفار قديم.
ونقول نحن أن أسفار الأبوكريفا الأصليه هى أسفار أخرى غير هذة. فهناك أسفار أخرى كثيرة لفقها اليهود والهراطقة وقد رفضها المسيحيون بإجماع الآراء. وإذا فلا معنى أن نضع الأسفار القانونية المحذوفة فى مستوى هذه الأسفار التى أجمع الكل على رفضها.
4- يقولون أن بعض الآباء اللاهوتيين القدامى والمشهود لهم وخصوا منهم أورجانيوس وإيرونيموس لم يضمنوا هذه الأسفار فى قوائم الأسفار القانونية للغهد القديم. بل ان إيرونيموس الذى كتب مقدمات لأغلب أسفار التوراة وضع هذه الأسفار المحذوفة فى مكان خاص بها بأعتبارها مدسوسة ومشكوك فى صحتها.
ونرد على ذلك بأنة، وإن كان بعض اللاهوتيين أغفلوا قانونية هذه الأسفار أول الأمر، إلا أنهم ومنهم أويجانوس وإيرونيموس عادوا وأقروا هذه الأسفار واستشهدوا بها.كما نضيف أيضاً.أنة وإن البعض القليل لم يورد هذه الأسفار ضمن قائمة الأسفار الخاصة بالتوراة اعتماداً على كلام يوسيفوس المؤرخ اليهودى اواستناداً لآراء بعض اليهود الأفراد الذين كان مذهبهم حذف أجزاء الكتاب التى تقرعهم بالملائمة بسبب مخازيهم وتعدياتهم، إلا أن الكثيرين من مشاهير آباء الكنيسة غير من ذكرنا اعترفوا بقانونية هذه الأسفار وأثبتوا صحتها واستشهدوا بما ورد فيها من آيات. ومن أمثلة هؤلاء إكليمندس الرومانى وبوليكربوس من آباء الجيل الأول، وإيريناوس من آباء الجيل الثانى، وإكليمندس الاسكندرى وديوناسيوس الاسكندرى وأوريجانوس وكبريانوس وترتوليانوس وأمبروسيوس وإيلاريوس ويوحنا فم الذهب وإيرونيموس وأغسطينوس من آباء الجيل الرابع. وغير هؤلاء أيضا مثل كيرلس الأورشليمى وإغريغوريوس النرينزى والنيصى وأوسابيوس القيصرى. وكل هؤلاء نظموا هذة الأسفارضمن الأسفار القانونية للكتاب واستشهدوا بها فى كتبهم ورسائلهم وتفاسيرهم وشروحاتهم وخطبهم وردودهم على المهرطقين والمبتدعين. وقد وردت شهادات هؤلاء الآباءعن الأسفار المحذوفة وباقى أسفار الكتاب المقدس فى الكتاب المشهور (اللاهوت العقيدى) تأليف (فيات).
5- يقول البروتستانت أن اليهود لم يعترفوا بهذه الأسفار خصوصاً وانها فى الغالب كتبت فى وقت متأخر بعد عزرا فضلاًعن أن هناك أمور تحمل على الظن أن هذة الأسفار كتبت أساساً باللغة اليونانية التى لم يكن يعرفها اليهود.
ونرد على هذا بالقول أن اليهود وإن كانوا قد اعتبروا هذه الأسفار أولاًً فى منزلة أقل من باقى أسفار التوراة بسبب أن تعاقب الكتبة الملهمين لم يكن عندهم فى تمام التحقيق، إلا أنهم بعد ذلك اعتبروا هذة الأسفار فى منزلة واحدة مع باقى الأسفار. كما أن الظن بأن هذة الأسفار غالباً كتبت أصلاً باللغة اليونانية، يلغيه أن الترجمة السبعينية التى ترجمت بموجبها جميع أسفار التوراه من اللغة العبرية الى اللغة اليونانية، وكانت ترجمتها فى الاسكندرية فى عهد الملك بطليموس الثانى فيلادلفوس سنة 285 ق.م. لفائدة اليهود المصريين الذين كانوا لايعرفون العبرية بل اليونانية.... هذه الترجمة لأسفار التوراة تضمنت الأسفار المحذوفة دليلاً على أنها من الأسفار المعتمدة من اليهود ودليلاً على أنها لم تكتب أصلاً باليونانية. هذا بالاضافة إلى أن النسخ الأثرية القديمة المخطوطة الأخرى من التوراة وهى النسخ السينائية والفاتيكانية والاسكندرية وكذلك النسخة المترجمة للقبطية التى تعتبر أقدم الترجمات بعد السبعينية وكذا الترجمات القديمة العبرية ومن بينها ترجمات سيماك وأكويلا وتاودوسيون والترجمة اللاتينية والترجمة الحبشية، تضمنت جميعها الأسفار المحذوفة حتى الآن فى مكتبات لندن وباريس وروما وبطرسبرج والفاتيكان
6- يقول البروتستانت أن هذة الأسفار لا ترتفع الى المستوى الروحى لباقى أسفار التوراة ولذا فلا يمكن القول أنة موحى بها.
ونحن نقول ان البروتستانت اعتادوا فيما يتعلق بالعقائد الأساسية والمعلومات الإيمانية ان يقللوا من أهمية الدليل على صدقها دون أن يبينوا سبب ذلك بوضوح. وهى قاعدة واضحة البطلان. ونضيف أن الأسفار التى حذفها البروتستانت تتضمن أحداث تاريخية لم يختلف المؤرخون على صدقها. كما أنها تعرض لنماذج حية من الأتقياء القديسين. فضلاً عن أنها تتضمن نبؤات عن السيد المسيح وكذا أقوالاً حكيمة غاية فى الكمال والجمال ولا معنى إذاً للقول أن الاسفار التى حذفوها غير موحى بها.
الكتب المقدسة منزَّهة عن الاختلاف والتناقض لأنها وحي الله الذي ليس عنده تغيير، فلا يُثبِت الله اليوم شيئاً ثم ينسخه غداً...
قال الله: كل الكتاب هو موحى به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البر (2تيموثاوس 3: 16)...
ولا يعقل أن من آمن بالله ان يفتري على كتبه المقدسة ويصف بعضها بالكذب أو التحريف ... !!!
ولا يُعقل أن أهل الكتاب يعمدون إلى تحريف كتبهم الإلهية مع تأكدهم بأن هذه الكتب هي مصدر غبطتهم وسعادتهم وراحتهم وامتيازاتهم, بل لو فعلوا ذلك لزجرهم الأنبياء الذين كانوا يظهرون من جيل إلى آخر في مدة 1600 سنة, ولكن لم يفعل نبي ذلك دلالة على حرصهم على المحافظة عليها,
ولكن ماذا نقول في محمد الذي كان يناقض نفسه بنفسه، فكان يأمر بالشيء ثم ينهى عنه, أمر بإظهار الرفق بالناس ثم أمر بقتلهم، وهو الذي جعل قِبْلته أولًا مثل قِبْلة المشركين، ثم جعلها نحو قِبْلة اليهود، ثم غيّرها نحو قِبْلة المشركين, وهو الذي كان يمدح آلهة المشركين ثم يذمها، ويحرّم على نفسه بعض النساء ثم ينكث عهده, ولما وصفه أهل الكتاب والعرب بالتقلّب والتردد في أموره، تخلّص من معارضتهم بأن وضع قانوناً في كتابه بأن الاختلاف والتناقض جائز في الأفعال والأقوال، وسمَّاه النسخ فقال: ما ننسخ من آية أو نُنْسها نأت بخير منها أو مثلها , (البقرة 2: 106)
قال الإنجيل: لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس (2بطرس 1: 21)...
وإذا سردنا ما ورد في الكتاب المقدس من الآيات الباهرة الدالة على أن شريعة الله هي كاملة وأنها بإلهام الروح القدس، وجب أن نكتب مجلدين كبيرين, وعليك أن تنظر في مزمور 119 الذي يشتمل على 176 آية تتحدث عن كمال ناموس الله، وأنه بإلهام الروح القدس
وعموما لعل المقصود بهذا الموضوع هى مجموعة الاسفار القانونية الثانية والتى تعترف بها الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية ...
ومصطلح القانون هو كلمة يونانية مشتقّة من اللغات السامية وتعني قصبة القياس. أما معناها في اليونانية فهو القاعدة والمقياس.
والكتاب يكون قانونياً بفضل الإلهام الإلهي الذي يعطيه صفة "القاعدة المعصومة من الخطأ".
ولكي نقدر أن نسمي أحد الكتب "قانونياً"، يجب أن تعترف الكنيسة رسمياً بطابعه الملهم. هذا لا يعني أن التعليم الكنسي يزيد شيئاً على قيمة الكتاب الذي تعلن الكنيسة قانونيته، بل يضفي على هذا الكتاب سلطة من جهة الإيمان ويكون علامة الإلهام.
ولعل الاخوة البروتستانت قاموا بحذف عدة اسفار سنرى فيما يلى سبب حذفهم لها ... والأسفار القانونية الثانية التى نتحدث عنها هنا هي في العهد القديم وهى :
طوبيا، يهوديت، باروك، إبن سيراخ، الحكمة، السفر الأول للمكابيين والسفر الثاني للمكابيين.
متى حدّدت الكتب التي تشكّل لائحة الأسفار المقدسة ؟
فبل نهاية القرن الخامس ق. م. كان العبرانيون يقرأون شريعة موسى في مجامع فلسطين والشتات، وكانوا يفسّرونها، فحلت في المقام الأول في قلب اليهود الأتقياء ولا سيما الكتبة. وحين فُصل السامريون عن الجماعة اليهودية وأبعدوا عن المشاركة في عبادة الهيكل سنة 408، إحتفظوا بهذه الأسفار الخمسة دون سواها.
أما أسفار الأنبياء (أكانوا سابقين أم لاحقين) فقد قُبلت منذ منتصف القرن الثالث ق. م. وأعطيت سلطة أسفار موسى الخمسة. إعتبر اليهود أن الأنبياء كتبوها، ولقد قال 2 مك 13:2 عن نحميا إنه أنشأ مكتبة جمع فيها أخبار الملوك والأنبياء.
ما هى مقياس قانونية السفر ؟ كانت هناك خمسة مقاييس لتقرير قبول أي سفر، وهي:
1 - هل جاء من الله ...
2 - هل السفر نبوي ، وموحى به الى أحد رجال الله ...
3 - هل السفر موثوق به ... ام انه مثلا مشكوك فيه مثل انجيل برنابا المزعوم ...
4 - هل السفر فيه قوة إلهية قادرة على تغيير الحياة ...
5 - هل قبل رجال الله السفر وجمعوه وقرأوه واستعملوه، مثلاً: اعترف بطرس بكتابات الرسول بولس باعتبارها مساوية لكتابات العهد القديم ـ 2 بطرس 3: 15،16
ويشهد العهد الجديد لقانونية أسفار العهد القديم شهادة شاملة. راجع:
متى 21: 42،22: 29،26: 54 و 56
لوقا 24
يوحنا 2: 22-26،5: 39،10: 35
أعمال 17: 2 و 11،18: 28
رومية 1: 2،4: 3،9: 17،10: 11،11: 2،15: 4،16: 26
1 كورنثوس 15: 3 و 4
غلاطية 3: 8،3: 22،4: 30
1 تيموثاوس 5: 18
2 تيموثاوس 3: 16
2 بطرس 1: 20 و 21،3: 16
ونعود الى الاسفار القانونية الثانية وهى :
1- سفر طوبيا: ويضم 14 إصحاحاً، ومكانه بعد سفر نحميا.
2- سفر يهوديت: ويضم 16 إصحاحاً، ومكانه بعد سفر طوبيا.
3- تتمة سفر أستير: ويضم الإصحاحات من 10-16.
4- سفر الحكمة: لسليمان الملك، ويضم 19 إصحاحاً، ومكانه بعد سفر نشيد الأنشاد.
5- سفر يشوع بن سيراخ: ويضم 51 إصحاحاً، ويقع بعد سفر الحِكمة.
6- سفر نبوة باروخ: ويضم 6 إصحاحات، ومكانه بعد سِفر مراثي إرميا.
7- تتِمة سفر دانيال: وهو مكمِّل لسفر دانيال الذي بين أيدينا،
8- سفر المكابيين الأول: ويضم 16 إصحاحاً، ومكانه بعد سفر ملاخي.
9- سفر المكابيين الثاني: ويضم 15 إصحاحاً، ومكانه بعد سفر المكابيين الأول.
10- المزمور 151: مكانه بعد مزمور 150 لداود النبي والملك.
من قام بحذف تلك الاسفار ولماذا ؟
قام البروتستانت بحذف هذه الأسفار من طبعة الكتاب المقدس المنتشرة بين أيدينا، على الرغم من أن كلا من الأرثوذكس والكاثوليك ( وهما فرعا الكنيسة الاصيل والاصلى او بمسمى اخر الكنيسة الام ) يؤمنون بقانونية هذه الأسفار. وقام البروتستانت بحذفها لانهم يعتبرون هذه الأسفار من وجة نظرهم أسفاراً مدسوسة ... وفيما يلى ملخصا لاسباب حذفهم تلك الاسفار :
1- يقولون أن هذه الأسفار لم تدخل ضمن أسفار العهد القديم التي جمعها عزرا الكاهن لما جمع أسفار التوراة سنة 534 ق.م.
والرد على ذلك أن بعض هذه الأسفار تعذَّر العثور عليها أيام عزرا بسبب تشتت اليهود بين الممالك. كما أن البعض الآخر منها كُتِب بعد زمن عزرا الكاهن.
2- يقولون أنها لم ترد ضمن قائمة الأسفار القانونية للتوراة التى أوردها "يوسيفوس" المؤرخ اليهودى فى كتابه.
والرد على ذلك أن يوسيفوس نفسة بعد أن سرد الأسفار التى جمعها عزرا كتب قائلاً (إن الأسفار التى وضعت بعد أيام ارتحستا الملك كانت لها مكانتها عند اليهود. غير أنها لم تكن عندهم مؤيدة بالنص تأيد الأسفار القانونية لأن تعاقب الكتبة الملهمين لم يكن عندهم فى تمات التحقيق) كتابة ضد إيبون رأس 8.
3- يقولون أن لفظة (أبو كريفا) التى أطلقت على هذة الأسفار، وهى تعنى الأسفار المدسوسة والمشكوك فيها, كان أول من استعملها هو (ماليتون) اسقف مدينه سادوس فى القرن الثانى الميلادى. وإذاً فالشك فى هذة الأسفار قديم.
ونقول نحن أن أسفار الأبوكريفا الأصليه هى أسفار أخرى غير هذة. فهناك أسفار أخرى كثيرة لفقها اليهود والهراطقة وقد رفضها المسيحيون بإجماع الآراء. وإذا فلا معنى أن نضع الأسفار القانونية المحذوفة فى مستوى هذه الأسفار التى أجمع الكل على رفضها.
4- يقولون أن بعض الآباء اللاهوتيين القدامى والمشهود لهم وخصوا منهم أورجانيوس وإيرونيموس لم يضمنوا هذه الأسفار فى قوائم الأسفار القانونية للغهد القديم. بل ان إيرونيموس الذى كتب مقدمات لأغلب أسفار التوراة وضع هذه الأسفار المحذوفة فى مكان خاص بها بأعتبارها مدسوسة ومشكوك فى صحتها.
ونرد على ذلك بأنة، وإن كان بعض اللاهوتيين أغفلوا قانونية هذه الأسفار أول الأمر، إلا أنهم ومنهم أويجانوس وإيرونيموس عادوا وأقروا هذه الأسفار واستشهدوا بها.كما نضيف أيضاً.أنة وإن البعض القليل لم يورد هذه الأسفار ضمن قائمة الأسفار الخاصة بالتوراة اعتماداً على كلام يوسيفوس المؤرخ اليهودى اواستناداً لآراء بعض اليهود الأفراد الذين كان مذهبهم حذف أجزاء الكتاب التى تقرعهم بالملائمة بسبب مخازيهم وتعدياتهم، إلا أن الكثيرين من مشاهير آباء الكنيسة غير من ذكرنا اعترفوا بقانونية هذه الأسفار وأثبتوا صحتها واستشهدوا بما ورد فيها من آيات. ومن أمثلة هؤلاء إكليمندس الرومانى وبوليكربوس من آباء الجيل الأول، وإيريناوس من آباء الجيل الثانى، وإكليمندس الاسكندرى وديوناسيوس الاسكندرى وأوريجانوس وكبريانوس وترتوليانوس وأمبروسيوس وإيلاريوس ويوحنا فم الذهب وإيرونيموس وأغسطينوس من آباء الجيل الرابع. وغير هؤلاء أيضا مثل كيرلس الأورشليمى وإغريغوريوس النرينزى والنيصى وأوسابيوس القيصرى. وكل هؤلاء نظموا هذة الأسفارضمن الأسفار القانونية للكتاب واستشهدوا بها فى كتبهم ورسائلهم وتفاسيرهم وشروحاتهم وخطبهم وردودهم على المهرطقين والمبتدعين. وقد وردت شهادات هؤلاء الآباءعن الأسفار المحذوفة وباقى أسفار الكتاب المقدس فى الكتاب المشهور (اللاهوت العقيدى) تأليف (فيات).
5- يقول البروتستانت أن اليهود لم يعترفوا بهذه الأسفار خصوصاً وانها فى الغالب كتبت فى وقت متأخر بعد عزرا فضلاًعن أن هناك أمور تحمل على الظن أن هذة الأسفار كتبت أساساً باللغة اليونانية التى لم يكن يعرفها اليهود.
ونرد على هذا بالقول أن اليهود وإن كانوا قد اعتبروا هذه الأسفار أولاًً فى منزلة أقل من باقى أسفار التوراة بسبب أن تعاقب الكتبة الملهمين لم يكن عندهم فى تمام التحقيق، إلا أنهم بعد ذلك اعتبروا هذة الأسفار فى منزلة واحدة مع باقى الأسفار. كما أن الظن بأن هذة الأسفار غالباً كتبت أصلاً باللغة اليونانية، يلغيه أن الترجمة السبعينية التى ترجمت بموجبها جميع أسفار التوراه من اللغة العبرية الى اللغة اليونانية، وكانت ترجمتها فى الاسكندرية فى عهد الملك بطليموس الثانى فيلادلفوس سنة 285 ق.م. لفائدة اليهود المصريين الذين كانوا لايعرفون العبرية بل اليونانية.... هذه الترجمة لأسفار التوراة تضمنت الأسفار المحذوفة دليلاً على أنها من الأسفار المعتمدة من اليهود ودليلاً على أنها لم تكتب أصلاً باليونانية. هذا بالاضافة إلى أن النسخ الأثرية القديمة المخطوطة الأخرى من التوراة وهى النسخ السينائية والفاتيكانية والاسكندرية وكذلك النسخة المترجمة للقبطية التى تعتبر أقدم الترجمات بعد السبعينية وكذا الترجمات القديمة العبرية ومن بينها ترجمات سيماك وأكويلا وتاودوسيون والترجمة اللاتينية والترجمة الحبشية، تضمنت جميعها الأسفار المحذوفة حتى الآن فى مكتبات لندن وباريس وروما وبطرسبرج والفاتيكان
6- يقول البروتستانت أن هذة الأسفار لا ترتفع الى المستوى الروحى لباقى أسفار التوراة ولذا فلا يمكن القول أنة موحى بها.
ونحن نقول ان البروتستانت اعتادوا فيما يتعلق بالعقائد الأساسية والمعلومات الإيمانية ان يقللوا من أهمية الدليل على صدقها دون أن يبينوا سبب ذلك بوضوح. وهى قاعدة واضحة البطلان. ونضيف أن الأسفار التى حذفها البروتستانت تتضمن أحداث تاريخية لم يختلف المؤرخون على صدقها. كما أنها تعرض لنماذج حية من الأتقياء القديسين. فضلاً عن أنها تتضمن نبؤات عن السيد المسيح وكذا أقوالاً حكيمة غاية فى الكمال والجمال ولا معنى إذاً للقول أن الاسفار التى حذفوها غير موحى بها.