شغل عقلك اللي اترب بقاله 20 سنه
لا ... لا يمكننا أن نقول هكذا ، فينبغى أن نلاحظ أنه طبقاً لتعاليم الآباء فإن الكينونة أو الجوهر ليس قاصراً على الآب وحده .
ففى قداس القديس غريغوريوس النزينزى نخاطب الإبن ونقول:
"أيها الكائن الذى كان والدائم إلى الأبد"
لأن الآب له كينونة حقيقية وهو الأصل فى الكينونة بالنسبة للإبن والروح القدس ، والإبن ل كينونة حقيقية بالولادة الأزلية ، والروح القدس له كينونة حقيقية بالإنبثاق الأزلى ، ولكن ليس الواحد منهم منفصلاً فى كينونته أو جوهره عن الآخرين .
+ وكذلك العقل ليس قاصراً على الإبن وحده ، لأن الآب له صفة العقل والإبن له صفة العقل والروح القدس له صفة العقل ، لأن هذه الصفة من صفات الجوهر الإلهى .
وكما قال القديس أثناسيوس:
+ "إن صفات الآب هى بعينها صفات الإبن إلا صفة واحدة وهى أن الآب آب والإبن إبن .
ثم لماذا تكون صفات الآب هى بعينها صفات الإبن؟ إلا لكون الإبن هو من الآب وحاملاً لذات جوهر الآب" .
ولكننا نقول أن الإبن هو الكلمة "اللوغوس" أو العقل المولود أو العقل المنطوق به ، أما مصدر العقل المولود فهو الآب .
+ وبالنسبة لخاصية الحياة فهى أيضاً ليست قاصرة على الروح القدس وحده لأن الآب له صفة الحياة والإبن له صفة الحياة والروح القدس له صفة الحياة ، لأن الحياة هى من صفات الجوهر الإلهى .. والسيد المسيح قال:
"كما أن الآب له حياة فى ذاته كذلك أعطى الإبن أيضاً أن تكون له حياة فى ذاته"
"يو 26:5" .
وقيل عن السيد المسيح بإعتباره كلمة الله:
"فيه كانت الحياة" "يو 4:1" .
ولكن الروح القدس نظراً لأنه هو الذى يمنح الحياة للخليقة لذلك قيل عنه أنه هو:
(الرب المحيى) "حسب قانون الإيمان والقداس الكيرلسى" ، وكذلك أنه هو (رازق الحياة) أو (معطى الحياة) "حسب صلاة الساعة الثالثة" .
+ من الخطورة أن ننسب الكينونة إلى الآب وحده ، والعقل للإبن وحده ، والحياة إلى الروح القدس وحده لأننا فى هذه الحالة نقسم الجوهر الإلهى الواحد إلى ثلاث جواهر مختلفة .
أو ربما يؤدى الأمر إلى أن ننسب الجوهر إلى الآب وحده "طالما أن له وحده الكينونة" وبهذا ننفى الجوهر عن الإبن والروح القدس ، أو نلغى كينونتيهما ويتحولان بذلك إلى صفات لإقنوم إلهى وحيد هو إقنوم الآب
السؤال الخامس: هل هناك علاقة بين طبيعة الله "الله محبة" وبين فهمنا للثالوث القدوس؟
نعم هناك علاقة أكيدة:
+ إن مفتاح المسيحية - كما نعلم - هو أن "الله محبة" (1يو 4 : 8 ، 16) .
ونحن نسأل من كان الآب يحب قبل أن يخلق العالم والملائكة والبشر؟
إذا أحب الآب نفسه يكون أنانياً (ego - centeric ) ، وحاشا لله أن يكون هكذا ، إذاً لابد من وجود محبوب كما قال السيد فى مناجاته للآب قبل الصليب .. "لأنك أحببتنى قبل إنشاء العالم" (يو 24:17) ..
وبوجود الإبن قبل إنشاء العالم وفوق الزمان أى قبل كل الدهور; يمكن أن نصف الله بالحب أزلياً وليس كأن الحب شئ حادث أو مستحدث بالنسبة للآب .
فالأبوة والحب متلازمان ، طالما وجدت الأبوة فناك المحبة بين الآب والإبن .
+ ولكن الحب لا يصير كاملاً إلا بوجود الأقنوم الثالث ، لأن الحب نحو الأنا هو أنانية وليس حباً ، والحب الذى يتجه نحو الآخر الذى ليس آخر سواه (المنحصر فى آخر وحيد) هو حب متخصص رافض للإحتواء (exclusive love ) بمعنى أنه حب ناقص ..
ولكن الحب المثالى هو الذى يتجه نحو الآخر وإلى كل من هو آخر ( inclusive love ) وهنا تبرز أهمية وجود الأقنوم الثالث من أجل كمال المحبة .
+ وإذا وُجدت الخليقة فى أى وقت وفى أى مكان فهى تدخل فى نطاق هذا الحب اللانهائى ، لأن مثلث الحب هنا هو بلا حدود ولا مقاييس ..
هذا الحب اللانهائى الكامل يتجه نحو الخليقة حيثما وحينما توجد ، كما قال السيد المسيح للآب:
"ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به وأكون أنا فيهم" ( يو26:17 ) .. إن الحب الكامل هو الحب بين الأقانيم الثلاثة وهذا هو أعظم حب فى الوجود كله .
+ لكن يسأل سائل لماذا لا تكون الأقانيم أربعة أو خمسة ؟
وللرد نقول أن أى شىء ناقص فى الله يعتبر ضد كماله الإلهى ، كما أن شىء يزيد بلا داع يعتبر ضد كماله الإلهى .
إن مساحة المثلث هى ما لانهاية ، ومثلث الحب هذا يتسع حتى يشمل كل الخليقة ، فأى كائن يقع داخل نطاق المثلث يشمله الحب ، فما الداعى لرأس رابع أو خامس؟!
السؤال السابع
فيم يشترك الأقانيم الإلهية معاً؟ وفيم يتمايزون؟
الأقانيم الإلهية تشترك معاً فى جميع خواص الجوهر الإلهى الواحد ، وتتمايز فيما بينها بالخواص الإقنومية فقط:
فاللآب : هو الأصل أو الينبوع فى الثالوث ، وهو أصل الجوهر وأصل الكينونة بالنسبة للإقنومين الآخرين .
والإبن: هو مولود من الأب ولكنه ليس مجرد صفة بل إقنوم له كينونة حقيقية وغير منفصل عن الآب لأنه كلمة الله .
والروح القدس: هو منبثق من الآب ولكنه ليس مجرد صفة بل أقنوم له كينونة حقيقية وغير منفصل عن الآب لأنه روح الله .
* الآب هو الينبوع الذى يتدفق (يسرى) منه بغير إنفصال الأبن الوحيد بالولادة الأزلية قبل كل الدهور
- الأب هو الحكيم الذى يلد الحكمة ويبثق روح الحكمة .
- الأب هو الحقانى الذذى يلد "الحق" (يو 6:14) ، ويبثق "روح الحق" (يو 26:15) .
* الحكمة هى لقب لأقنوم الأبن المولود من الحكيم .
- والحق هو لقب لأقنوم الأبن المولود من الآب الحقانى .
- والكلمة (اللوغوس) أى (العقل منطوقاً به) هو لقب لأقنوم الأبن المولود من الآب العاقل .
* والخواص الجوهرية جميعاً ، ومن أمثلتها الحكمة والحق والعقل والحياة ... يشترك فيها الإقانيم جميعاً:
فالآب هو حق من حيث الجوهر ، والإبن هو حق من حيث الجوهر ، والروح القدس هو حق من حيث الجوهر .
أما من حيث الإقنوم فالآب هو الحقانى (أى ينبوع الحق) ، والإبن هو الحق المولود منه ، والروح القدس هو روح الحق المنبثق منه .
* من يستطيع أن يفصل الحقانى عن الحق المولود منه؟!
- ومن يستطيع أن يفصل الحكيم عن الحكمة ؟ .. إن الحكمة تصدر عن الحكيم تلقائياً كإعلان طبيعى عن حقيقته غير المنظورة .
- إننا نعرف الحكيم بالحكمة ، ونعرف العاقل بالعقل المنطوق به ، ونعرف الحقانى بالحق الصادر منه ... وهكذا .
* الإبن يعلن لنا الآب غير المنظور ونرى فيه الآب ، والروح القدس يلهمنا بطريقة خفية غير منظورة عن الآب والإبن .
- الإبن دعى إبناً لأنه "هو صورة الآب" (كو 15:1) .
- والروح دعى روحاً لأنه يعمل دون أن نراه ، ومن ألقابه أنه روح الحق ، وأنه هو المعزى ( comforter )الذى يريح قلب الإنسان ، ويمنحه عطية السلام والمصالحة مع الله .
السؤال الرابع : هل يمكننا أن نقول إن الكينونة فى الثالوث القدوس قاصرة على الآب وحده؟ والعقل قاصر على الإبن وحده؟ والحياة قاصرة على الروح القدس وحده؟
لا ... لا يمكننا أن نقول هكذا ، فينبغى أن نلاحظ أنه طبقاً لتعاليم الآباء فإن الكينونة أو الجوهر ليس قاصراً على الآب وحده .
ففى قداس القديس غريغوريوس النزينزى نخاطب الإبن ونقول:
"أيها الكائن الذى كان والدائم إلى الأبد"
لأن الآب له كينونة حقيقية وهو الأصل فى الكينونة بالنسبة للإبن والروح القدس ، والإبن ل كينونة حقيقية بالولادة الأزلية ، والروح القدس له كينونة حقيقية بالإنبثاق الأزلى ، ولكن ليس الواحد منهم منفصلاً فى كينونته أو جوهره عن الآخرين .
+ وكذلك العقل ليس قاصراً على الإبن وحده ، لأن الآب له صفة العقل والإبن له صفة العقل والروح القدس له صفة العقل ، لأن هذه الصفة من صفات الجوهر الإلهى .
وكما قال القديس أثناسيوس:
+ "إن صفات الآب هى بعينها صفات الإبن إلا صفة واحدة وهى أن الآب آب والإبن إبن .
ثم لماذا تكون صفات الآب هى بعينها صفات الإبن؟ إلا لكون الإبن هو من الآب وحاملاً لذات جوهر الآب" .
ولكننا نقول أن الإبن هو الكلمة "اللوغوس" أو العقل المولود أو العقل المنطوق به ، أما مصدر العقل المولود فهو الآب .
+ وبالنسبة لخاصية الحياة فهى أيضاً ليست قاصرة على الروح القدس وحده لأن الآب له صفة الحياة والإبن له صفة الحياة والروح القدس له صفة الحياة ، لأن الحياة هى من صفات الجوهر الإلهى .. والسيد المسيح قال:
"كما أن الآب له حياة فى ذاته كذلك أعطى الإبن أيضاً أن تكون له حياة فى ذاته"
"يو 26:5" .
وقيل عن السيد المسيح بإعتباره كلمة الله:
"فيه كانت الحياة" "يو 4:1" .
ولكن الروح القدس نظراً لأنه هو الذى يمنح الحياة للخليقة لذلك قيل عنه أنه هو:
(الرب المحيى) "حسب قانون الإيمان والقداس الكيرلسى" ، وكذلك أنه هو (رازق الحياة) أو (معطى الحياة) "حسب صلاة الساعة الثالثة" .
+ من الخطورة أن ننسب الكينونة إلى الآب وحده ، والعقل للإبن وحده ، والحياة إلى الروح القدس وحده لأننا فى هذه الحالة نقسم الجوهر الإلهى الواحد إلى ثلاث جواهر مختلفة .
أو ربما يؤدى الأمر إلى أن ننسب الجوهر إلى الآب وحده "طالما أن له وحده الكينونة" وبهذا ننفى الجوهر عن الإبن والروح القدس ، أو نلغى كينونتيهما ويتحولان بذلك إلى صفات لإقنوم إلهى وحيد هو إقنوم الآب
السؤال الخامس: هل هناك علاقة بين طبيعة الله "الله محبة" وبين فهمنا للثالوث القدوس؟
نعم هناك علاقة أكيدة:
+ إن مفتاح المسيحية - كما نعلم - هو أن "الله محبة" (1يو 4 : 8 ، 16) .
ونحن نسأل من كان الآب يحب قبل أن يخلق العالم والملائكة والبشر؟
إذا أحب الآب نفسه يكون أنانياً (ego - centeric ) ، وحاشا لله أن يكون هكذا ، إذاً لابد من وجود محبوب كما قال السيد فى مناجاته للآب قبل الصليب .. "لأنك أحببتنى قبل إنشاء العالم" (يو 24:17) ..
وبوجود الإبن قبل إنشاء العالم وفوق الزمان أى قبل كل الدهور; يمكن أن نصف الله بالحب أزلياً وليس كأن الحب شئ حادث أو مستحدث بالنسبة للآب .
فالأبوة والحب متلازمان ، طالما وجدت الأبوة فناك المحبة بين الآب والإبن .
+ ولكن الحب لا يصير كاملاً إلا بوجود الأقنوم الثالث ، لأن الحب نحو الأنا هو أنانية وليس حباً ، والحب الذى يتجه نحو الآخر الذى ليس آخر سواه (المنحصر فى آخر وحيد) هو حب متخصص رافض للإحتواء (exclusive love ) بمعنى أنه حب ناقص ..
ولكن الحب المثالى هو الذى يتجه نحو الآخر وإلى كل من هو آخر ( inclusive love ) وهنا تبرز أهمية وجود الأقنوم الثالث من أجل كمال المحبة .
+ وإذا وُجدت الخليقة فى أى وقت وفى أى مكان فهى تدخل فى نطاق هذا الحب اللانهائى ، لأن مثلث الحب هنا هو بلا حدود ولا مقاييس ..
هذا الحب اللانهائى الكامل يتجه نحو الخليقة حيثما وحينما توجد ، كما قال السيد المسيح للآب:
"ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به وأكون أنا فيهم" ( يو26:17 ) .. إن الحب الكامل هو الحب بين الأقانيم الثلاثة وهذا هو أعظم حب فى الوجود كله .
+ لكن يسأل سائل لماذا لا تكون الأقانيم أربعة أو خمسة ؟
وللرد نقول أن أى شىء ناقص فى الله يعتبر ضد كماله الإلهى ، كما أن شىء يزيد بلا داع يعتبر ضد كماله الإلهى .
إن مساحة المثلث هى ما لانهاية ، ومثلث الحب هذا يتسع حتى يشمل كل الخليقة ، فأى كائن يقع داخل نطاق المثلث يشمله الحب ، فما الداعى لرأس رابع أو خامس؟!
السؤال السابع
فيم يشترك الأقانيم الإلهية معاً؟ وفيم يتمايزون؟
الأقانيم الإلهية تشترك معاً فى جميع خواص الجوهر الإلهى الواحد ، وتتمايز فيما بينها بالخواص الإقنومية فقط:
فاللآب : هو الأصل أو الينبوع فى الثالوث ، وهو أصل الجوهر وأصل الكينونة بالنسبة للإقنومين الآخرين .
والإبن: هو مولود من الأب ولكنه ليس مجرد صفة بل إقنوم له كينونة حقيقية وغير منفصل عن الآب لأنه كلمة الله .
والروح القدس: هو منبثق من الآب ولكنه ليس مجرد صفة بل أقنوم له كينونة حقيقية وغير منفصل عن الآب لأنه روح الله .
* الآب هو الينبوع الذى يتدفق (يسرى) منه بغير إنفصال الأبن الوحيد بالولادة الأزلية قبل كل الدهور
- الأب هو الحكيم الذى يلد الحكمة ويبثق روح الحكمة .
- الأب هو الحقانى الذذى يلد "الحق" (يو 6:14) ، ويبثق "روح الحق" (يو 26:15) .
* الحكمة هى لقب لأقنوم الأبن المولود من الحكيم .
- والحق هو لقب لأقنوم الأبن المولود من الآب الحقانى .
- والكلمة (اللوغوس) أى (العقل منطوقاً به) هو لقب لأقنوم الأبن المولود من الآب العاقل .
* والخواص الجوهرية جميعاً ، ومن أمثلتها الحكمة والحق والعقل والحياة ... يشترك فيها الإقانيم جميعاً:
فالآب هو حق من حيث الجوهر ، والإبن هو حق من حيث الجوهر ، والروح القدس هو حق من حيث الجوهر .
أما من حيث الإقنوم فالآب هو الحقانى (أى ينبوع الحق) ، والإبن هو الحق المولود منه ، والروح القدس هو روح الحق المنبثق منه .
* من يستطيع أن يفصل الحقانى عن الحق المولود منه؟!
- ومن يستطيع أن يفصل الحكيم عن الحكمة ؟ .. إن الحكمة تصدر عن الحكيم تلقائياً كإعلان طبيعى عن حقيقته غير المنظورة .
- إننا نعرف الحكيم بالحكمة ، ونعرف العاقل بالعقل المنطوق به ، ونعرف الحقانى بالحق الصادر منه ... وهكذا .
* الإبن يعلن لنا الآب غير المنظور ونرى فيه الآب ، والروح القدس يلهمنا بطريقة خفية غير منظورة عن الآب والإبن .
- الإبن دعى إبناً لأنه "هو صورة الآب" (كو 15:1) .
- والروح دعى روحاً لأنه يعمل دون أن نراه ، ومن ألقابه أنه روح الحق ، وأنه هو المعزى ( comforter )الذى يريح قلب الإنسان ، ويمنحه عطية السلام والمصالحة مع الله .