اغريغوريوس
محاور
الرد على خرافات زينب عبد العزيز
زينب زينب .. صعب عليك أن ترفسي مناخس
(رد فريق الأقباط الأحرار : ابراهيم القبطي والخارق واشمعنى وليه كدة ومستنير)
(رد فريق الأقباط الأحرار : ابراهيم القبطي والخارق واشمعنى وليه كدة ومستنير)
احقا قال؟
لا اعلم لماذا تذكرت هذا النص التكوينى الذى ورد على لسان الشيطان عندماتخفى فى هيئة الحية اثناء حديثه مع حواء ام البشرية لإغواءها حتى تأكل منالشجرة، وذلك اثناء مطالعتى لمقال المدعوة زينب عبد العزيز والتى من المفترض انهااستاذة للحضارة الفرنسية بأحد الجامعات المصرية والمنشور فى جريدةالماليزيون(والمدعوة للتخفي المصريون). (1)
لا اعلم لماذا تذكرت هذا النص التكوينى الذى ورد على لسان الشيطان عندماتخفى فى هيئة الحية اثناء حديثه مع حواء ام البشرية لإغواءها حتى تأكل منالشجرة، وذلك اثناء مطالعتى لمقال المدعوة زينب عبد العزيز والتى من المفترض انهااستاذة للحضارة الفرنسية بأحد الجامعات المصرية والمنشور فى جريدةالماليزيون(والمدعوة للتخفي المصريون). (1)
قد يكون السبب فى تذكرى لذلك النص هو وحدة الهدف الشيطانى بينه وبين مقال دكتورة الحضارة فى تشكيك الانسان فى كلام الله ووصاياه ، فبعد سوابق مماثلة لها على نفس الشاكلة انهالت الردود من مصادر متعددة علىما قالته كشفا و تفنيدا واظهرت هذه الردود جهلها حين وكذبها وتدليسها احيانا ، ولم تعلق الدكتورة على ما اظهرته تلك الردود فى اقوالها او على اتهام تلكالردود لها فى علمها أو فى موضوعيتها أو فى اخلاقها العلمية ولم تتناول اىمن تلك الردود بالتعقيب. ولكنها اكتفت بوصف تلك الردود بأنها كانت مجرد تعليقات استنكارية وحاولتان تتصنع الهدوء حتى تستطيع اخفاء ما سببته لها تلك الردود و قالت ان تلكالتعليقات الاستنكارية قد اثارت دهشتها فقط.
<!–[if !supportLineBreakNewLine]–>
<!–[endif]–>
كما لو كانت تتوقع ان يكون موقف المسيحيين مثل موقف فقهاء الامة الاسلاميةبالصمت الرهيب عند تلقى الصفعات التى يطالعنا بها القمص زكريا بطرس ومنيسيرون على دربه حول الاسلام ورسوله
<!–[if !supportLineBreakNewLine]–>
<!–[endif]–>
كما لو كانت تتوقع ان يكون موقف المسيحيين مثل موقف فقهاء الامة الاسلاميةبالصمت الرهيب عند تلقى الصفعات التى يطالعنا بها القمص زكريا بطرس ومنيسيرون على دربه حول الاسلام ورسوله
والغريب فى الامر ان نجد من تؤمن فى قرارة نفسها وبحسب معتقدها بأنهاناقصة عقل وناقصة دين (2) وانها مجرد عورة وترضي بأن يكون حظها نصف حظ الذكرسواء فى الميراث او الشهادة حتى وان كان اميا جاهلا ولا تعلم ما ينتظرهاعلى وجه اليقين فى جنة الخلد الاسلامية، ومع ذلك لا تدافع عن اى من تلك الامور ولا تبررها حتى لنفسها او لبناتجنسها وانما تتبع مقولة الفرنسي نابليون بونابرت رضى الله عنه الهجوم خيروسيلة للدفاع وتلقى بالشبهات المؤسسة على عدم الفهم او الجهل والتدليس علىعقائد الاخرين
<!–[if !supportLineBreakNewLine]–>
<!–[endif]–>
ويجب عليها ان تشكر الظروف لكون من تهاجم عقيدتهم وتلقي حولها الشبهات مأمورين بالمحبة المطلقة حتى للأعداء
فلم يوجه لها احد إساءة او اهانة او حتى تهديد مثلما يحدث مع من ينتقدالاسلام ولم تحاسبها اجهزة الدولة على ما تنشره وهو ما يشكل وفقا للقانونازدراء بالاديان.
<!–[if !supportLineBreakNewLine]–>
<!–[endif]–>
ويجب عليها ان تشكر الظروف لكون من تهاجم عقيدتهم وتلقي حولها الشبهات مأمورين بالمحبة المطلقة حتى للأعداء
فلم يوجه لها احد إساءة او اهانة او حتى تهديد مثلما يحدث مع من ينتقدالاسلام ولم تحاسبها اجهزة الدولة على ما تنشره وهو ما يشكل وفقا للقانونازدراء بالاديان.
وكرد فعل لتأثير تلك الردود على الدكتورة والتى وصفتها بالتعليقاتالاستنكارية وليقينها بتفنيد كل ما سبق ان قالته بواسطة العديد ممن ردواعليها واظهروا جهلها وتدليسها لجأت لطرح شبهات اخرى حتى تستطيع ان توهمالجهلاء انها عالمة، لعلها تستطيع ان ترد الصاع صاعين او تستعيد كرامتها المهدرة كأسلوب انثوى غاية فى القدم
ناسية او متناسية انها شبهات غاية فى القدم وتم الرد عليها مئات المرات ولا مانع من زيادة تلك المرات مرة اخرى
ولجأت الدكتورة الى العديد من الاساليب التدليسية فى طرح الشبهات منها
ولجأت الدكتورة الى العديد من الاساليب التدليسية فى طرح الشبهات منها
<!–[if gte mso 9]> Normal 0 false false false MicrosoftInternetExplorer4 <![endif]–><!–[if gte mso 9]> <![endif]–> <!–[endif]–>
-الاستشهاد بالنص ووضع الاستنتاج الخاطئ الخاص بها اذا كان يمكن لظاهرالنص ان يوافق استنتاجها الخاطئ بغض النظر عن المعانى او التفسيراتالموجودة للنص- ذكر شاهد النص مع الاستنتاج الخاطئ الخاص بها اذا كان ظاهرالنص لا يوافق استنتاجها الخاطئ
- محاولة ايجاد اجماع ليس له وجود وبخاصة فى المسائل التاريخية عن طريقاستخدام عبارات مثل ( من المعلوم ) او(من الثابت تاريخيا ) حتى لا يطالبهااحد بالمصادر بما يوحى ان تلك الاحداث عاصرتها اثناء طفولتها او صباها اوشبابها وذلك حتى تستطيع ان تصادر على حق الآخرين فى الاختلاف معها او تلقيعبء الاثبات من كاهلها على كاهل الآخرين
- طرح بعض الاستنتاجات لمجرد الاستفزاز حتى لو كانت تلك الاستنتاجاتتخالف ايمانها الاسلامى بالدرجة الاولى وذلك لمجرد العند والاستفزاز كردفعل انثوى لما تعانيه اثر الردود التى انهالت عليها
-طرح بعض الاستشهادات لبعض الاشخاص فى بعض النقاط بدون مصادر توثقاقوالهم وغض البصر عن اقوال مفندى تلك الاقوال التى استندت اليها والتى لمتثبت فى المقام الاول
وننتقل الى صلب ما طرحته الدكتورة فى مقالها من شبهات والرد بنعمة المسيح عليها
مجمل الشبهات التى طرحتها الدكتورة تتلخص فى الآتى
-شجرة نسب يسوع ووالد يوسف
- وقت ميلاد يسوع وتوافقه مع احداث تاريخية معينة
- دور الروح القدس فى تجسد الكلمة بين الايمان المسيحى والمعتقد الاسلامى
- مكان ميلاد يسوع وايضاح ما ورد فى انجيل مرقس حول مجيئه من الناصرة بالاضافة الى النفى التاريخى فى مذبحة اطفال بيت لحم
- مدى علم السيدة العذراء ويوسف البار برسالة يسوع
- تحديد ومقارنة الوقت التاريخى لفقد الطفل يسوع فى الهيكل فى اورشليم
والوقت التاريخى لرحلة العائلة المقدسة الى ارض مصر وادلتها
- انجيل المسيح ام انجيل يسوع وماذا تعنى
مجمل الشبهات التى طرحتها الدكتورة تتلخص فى الآتى
-شجرة نسب يسوع ووالد يوسف
- وقت ميلاد يسوع وتوافقه مع احداث تاريخية معينة
- دور الروح القدس فى تجسد الكلمة بين الايمان المسيحى والمعتقد الاسلامى
- مكان ميلاد يسوع وايضاح ما ورد فى انجيل مرقس حول مجيئه من الناصرة بالاضافة الى النفى التاريخى فى مذبحة اطفال بيت لحم
- مدى علم السيدة العذراء ويوسف البار برسالة يسوع
- تحديد ومقارنة الوقت التاريخى لفقد الطفل يسوع فى الهيكل فى اورشليم
والوقت التاريخى لرحلة العائلة المقدسة الى ارض مصر وادلتها
- انجيل المسيح ام انجيل يسوع وماذا تعنى
الرد بنعمة المسيح
– شجرة نسب يسووع ووالد يوسف
– شجرة نسب يسووع ووالد يوسف
و كلام الدكتورة هو مجرد شبهات عادية في نسب السيد المسيح او في بعض احداثالانجيل , وقد تم الرد عليها من قبل في معظم كتب الشبهات , فهذا الامر ليسجديدا , واول شيء لو كان هناك خطأ ما من جهة ما كتبه البشيرين متي او لوقافي سلسلة النسب لكان اليهود هم اول من اعترضوا علي ذلك , ولكن هذا لم يحدث , فسلسلة الانساب كانت لدي اليهود عندئذ , ومتي عندما كتب اخذ منحني معينوهو الجانب الشرعي او القانوني , اما لوقا فاخذ الجانب الطبيعى في كتابةسلسة الانساب و قال في فاتحة بشارته ” رايت انا ايضا اذ قد تتبعت كل شيءمن الاول بتدقيق “
و يحضرنى ما صاغه احد الاخوة المباركين للرد على تدليس احد الاشخاص والذىاقتطع بدوره بعض الشبهات من كتاب لأحد الآباء والذى اصدره للرد على تلكالشبهات واغفل هذا المدلس الرد حتى يوحى بأنها شبهات بلا رد
فكتب تحت عنوان نظرة عقلانية على نسب المسيح
<!–[if !supportLineBreakNewLine]–>
<!–[endif]–>
مداخلة أخلاقية أولية :
من الزاوية العلمانية والإنسانية المعاصرة لا يهمنا كثيرا نسب الفردالإنساني إلا فيما يحدد اخلاقه ودوافعه وافعاله ، فلو كان الشخص نتاجعلاقة جنسية خارج إطار الزواج ، أو بالمصطلح الديني “ابن زنا” ، لا أستطيعانسانيا ان الومه أو أن احكم عليه بمنظار الأخلاق وكأنه بلا اخلاق ، لأنالأخلاق لا تورث بيولوجيا أو جينيا ، على النقيض تماما ، فمن الناحيةالإنسانية ينبغي التعاطف معه ومساعدته للتغلب على لفظ المجتمعات المحافظةله ، لأنه في الاول والآخر مجرد أنسان .
فقط عندما تؤثر هذه الوصمة الاجتماعية عليه سلبا ، وتحوله إلى وحش هائج ،أو تحرك فيه دوافع الانتقام من المجتمع ساعتها يجب إدخال لقب “ابن الزنا” في المعادلة الأخلاقية لا كجريمة في حد ذاتها ، بل كدافع هذ الشخص لارتكابجرائمه الأخلاقية
إذا من الزاوية الإنسانية لا استطيع مثلا أن ألوم محمد نبي الإسلام كونهوُلد بعد وفاة أبيه بأربع سنوات ، وكون المجتمع العربي حوله وصوفوه كمن لاأصل له أو كنخلة نبتت في ربوة من الأرض (3) ، ولكني مجبر على دراسة هذهالحالة إذا كانت طفولته البائسة دافعا له في نضجه المتأخر لنكاح الصغيراتوتشريع انتهاك براءة الأطفال ، هنا نرسم خطأ احمر بقلم الأخلاق لأننا لانحكم إلا على دوافع الشر في شخصيته وعوامل نضجها ، وبهذه المقدمةالأخلاقية ننتقل إلى النقطة الأولى في دراسة نسب المسيح
********************
النقطة الأولى : أصول المسيا المنتظر
طبقا للبشارة المكتوبة (الانجيل) فالمسيح هو ابن الإله الوحيد (4) ، هذايطرح بعدا لاهويتا يفوق النسب بحسب الجسد ، بجانبه تتصاغر أهمية النسبالجسدي أو الناسوتي تماما للمسيح ، فالمسيح هو الكلمة الناطقة للإله ،عقله الكوني الكائن منذ الأزل ، وتصبح أهمية النسب الجسدي ليست في تحديدهوية المسيح الحقيقية ، بل من أجل الشهادة أمام البشر ومن اجل تحقيقالنبوات ، هذا يحسم قضية نسب المسيح تماما ، لأن انتسابه القانوني إلىيوسف بحسب متى البشير (5) أو انتسابه البيولوجي إلى السيدة العذراء مريمبحسب بشارة الإنجيلي لوقا هو نسب قانوني بيولوجي جسدي يحكم على المجتمعاليهودي بشهادة أنبيائهم لا على المسيح الذي مخارجه الحقيقية منذ الأزل (6)
*************
النقطة الثانية : لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى
لم يأت المسيح لعالم مثالي بلا خطيئة ، بل أتي ليخلص عالم خاطئ ، لميردعهم ضمير أو شريعة ، لأن جذور الروح البشرية قد تشبعت بالشر ، فكونهناك خطاة في نسبه بحسب الجسد هذا إن لم يكن متوقعا فهو حتميا ، فهذا يحقققول الكتاب المقدس
(كما هو مكتوب انه ليس بار ولا واحد . ليس من يفهم . ليس من يطلب الله . الجميع زاغوا وفسدوا معا . ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد) (7) .
ففي عالم خاطئ كانت الحاجة إلى مخلص ، قد ينتسب إلى خطاة من جهة ابيهالقانوني أو أمه البيولجية ولكنه هو نفسه بلا خطيئة واحدة باصولهاللاهوتية بلا عيب وبلا خطئية ، حتى أنه تحدى اليهود قائلا (من منكميبكّتني على خطية) (8)
********************
النقطة الثالثة : أنساب وأحساب
لماذا اهتم اليهود بالنسب والأنساب ؟
هل كان بدافع التعالي والافتخار بالأنساب كما العرب أولاد عمومتهم ؟
ربما ولكن هذا لا يجعنا نتعامى عن الدوافع الدينية واهمها
أولا أن يهوه الإله كان قد حدد سبطا من الأسباط الإثنى عشر هو سبط لاوي ،ليكون مخصصا للكهنوت وممارسة الطقوس التطهيرية أمامه (9) وفي المقابل لايكون لهم نصيبا في تقسيم أرض الموعد ، فالرب هو نصيبهم وكفى ، فكان منالمهم حفظ الأنساب لهذا السبط تحديدا حتى لا يقوم بالكهنوت من هم منالخارج من الأسباط الاخرى
وهذا يفهم حتى بعد العودة من السبي كما في سفري عزراونحميا (هؤلاء فتشوا على كتابة انسابهم فلم توجد فرذلوا من الكهنوت) (10)
فمن رذل من الكهنوت لم يكن احتقارا لنسبه ، بل تحقيقا وتطبيقا لشريعة موسى التي خصصت الكهنوت بسبط لاوي
وثانيا لأن أغلب الشعب اليهودي كان في انتظار المسيا الآتى من نسل ابراهيمواسحق ويعقوب وداود فكان هذا التوقع مدعاه لحفظ الأنساب والتعرف علىالمسيح (المسيا) ، ومن هنا جاءت أهمية النسب الجسدي للمسيح ، لا ليحددمكانته أو استحقاقاته ، بل كعلامة لليهود ليميزوه بها ، وكعلامة لمن هم منغير اليهود ليروا كيف يخطط الإله التاريخ ويتفاعل مع قصة البشر ، أما قول “البعض” عن جهل
” كانت فكرة المسيح المنتظر، تشكل هاجسا قويا يؤرق الشعب اليهودي والمسيحي على حد سواء“
فهذا هو ما عنيته من أن يكتب خليط بين ما بيدو علما وما يبدو جهلا مدقعا لا يتفقان
فهاجس المسيا المنتظر كان لليهود وحدهم كونهم ينتظرون المسيا ، أماالمسيحيون فلم يكن انتظار المسيا هاجسهم لأنهم آمنوا به عندما جاء بالفعلليمنحهم الخلاص
********************
النقطة الرابعة : لماذا الاختلاف ؟
من ينظر إلى سلسلتي نسب المسيا بما فيهما من اختلافات ظاهرة ، ربما يتساءل ، وما الداعي للإختلاف ؟
ولكن السؤال الحقيقي هو ما الداعي لذكر الانساب من الأساس ؟
بكل تأكيد لم يكن كلا البشرين لوقا ومتى في حاجة لذكر نسب المسيا الذيمخارجه الحقيقية منذ الأزل في حضن أبيه من أجل تعظيمه بنسبه إلى ملوكاسرائيل .
ولكن الحاجة كانت حاجة البشر إلى دليل ، دليل على كونه إنسان كامل كما هوإله كامل ، دليل على أنه من نسل داود الملك كما قالت النبوات ، دليل علىتجسده من أجل البشر كحدث تاريخي ، فالدافع لم يكن حاجة المسيح إلى شرفالنسب الداودي ، أو النسب اليهودي الملوكي ، بل حاجة البشر ومنهم اليهودإلى دليل على حقيقة الخلاص تاريخيا وجسديا
أما الاختلافات بين سلسلتي النسب وكل ما يعتريهما من فروق فتتضح عندمانعلم أن متى ذكر سلسة النسب القانونية والتشريعية منجهة يوسف خطيب أمه ورجلها كما فهم اليهود ، أما لوقا البشير فكتب سلسلةالنسب البيولوجية من جهة مريم العذراء (11) بنت هاليHeli، الذي هواختصار الاسم اليوناني هاليقيمHeliachim، وترجمته إلى العبرية يواقيمJoachim (12)
فالاناجيل لتكمل بعضها أوضحت النسب الثلاثي للمسيح ، نسب بحسب الطبيعةالأزلية للكلمة كما جاء في انجيل يوحنا (13) ، وآخر بحسب الوراثة ينتسب فيانجيل لوقا إلى أمه وأبيها هالي ، وثالثا تشريعيا ينتسب فيه المسيح أمامالمجتمع اليهودي إلى يوسف خطيب أمه الذي تبناه ومنحه اسمه وهذا كاف لمنحهالحقوق القانونية ليطالب بالعرش الداودي.
أما سلسلتا الأنساب فقد بدأها متى تنازلية من ابراهيم وحتى يوسف رجل مريم، بينما بدأها لوقا تصاعدية من المسيح ابن هالي (المنتسب بحسب القانون إلىيوسف) وحتى آدم
تلتحم السلسلتان من ابراهيم ابي الأنبياء إلى داود النبي والملك بلااختلاف وتتفرع من داود إلى فرع سليماني ملوكي (نسبة إلى سليمان الملك) جاءمن نسله يوسف زوج مريم (كما في متى) ، وفرع ناثاني غير ملوكي (نسبة إلىناثان ابن داود واخي سليمان) جاءت منه مريم العذراء (كما في لوقا) ، وبعدتفرعها تعود سلسلة النسب لتلتحم مرة أخرى في زربابل (الاسم البابليلنحميا)
فشألتيئيل بن يكنيا (14) من نسل سليمان بن داود تزوج ابنه نيري من نسلناثان بن داود ، ولأن نيري مات ولم ينجب أبناء من الذكور فقد نُسب اليهشألتيئيل زوج ابنته عوضا كما ذكر لوقا (15) ، وجاء زربابل نتيجة هذاالزواج وهذا الالتحام بين الفرع السليماني والفرع الناثاني ، ومن نسلزربابل تفرع الفرعان مرة أخرى فمن نسل ابيهود ابن زربابل جاء يوسف ، ومننسل ريسا ابنه الآخر جاءت العذراء مريم
بحسب الجسد اذاً سواء من الناحية البيولوجية أو التشريعية كلا من العذراء مريم وخطيبها يوسف جاءا من نسل داود
فلو اعترض أحدهم على كونه لم يكن ابنا بالدم من يوسف ، فالنسب المريميبحسب الدم ينتهي أيضا إلى داود الملك ، وتسقط الاعتراضات هشة بلا بناء،فقط ربما يعوزنا توضيح نقطة أخيرة بأن أليصابات نسيبة مريم كانت من سبطلاوي ، فهل كان دليلا حتميا على ان مريم هي أيضا من سبط لاوي ؟
الإجابة المنطقية هي لا
لأن النسب القانوني كعادة اليهود يلحق بها من طرف الأب لا الأم ، فكونأبيها من سبط لاوي لا يحتم أن تكون امها من نفس السبط ، بل على الأرجعبأنها نسيبة مريم من جهة الأم المنتمية كما مريم إلى سبط يهوذا وعائلةداود (16)
********************
النقطة الخامسة : اسماء سقطت من النسب
أسقط البشير متى عدة اسماء من سلسلة النسب فهل هذه تجعل النسب خاطئا ؟
لا بل تجعله مختصرا ، فقد كان جائزا عند اليهود الانتساب إلى الجدود كمايقول متى في أول انجيله (كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم) فهل كان المسيح ابن داود مباشرة أو داود ابنا لإبراهيم مباشرة ، لا ولكنهاسقاط واختصار لما هو معلوم بالضرورة (17)
وربما هذا يذكرنا بما فعله أيضا محمد نبي العرب عندما نسب نفسه مباشره إلىجده عبد المطلب في لحظة ذعر أثناء معركة حنين قائلا : أنا النبي لا كذب ،أنا ابن عبد المطلب (18) على الرغم من كونه انتسب – ولو سفاحا- إلى عبدالله بن عبد المطلب
ولكن الرسول متى لم يسقط هذه الأسماء لمجرد الاختصار أو لفقدان الذاكرة أولذعرا من معركة ، بل لدوافع لاهوتية محددة ، فكل الملوك التي اسقط اسماءهامتى البشير يشتركون في انحراف واحد بلا استثناء ، هو خروجهم عن طاعةوعبادة الإله الواحد يهوة بدون توبة أو ندم
فممن اسقط متى البشير اسماءهم الملك يهوياقيم بن يوشيا (19) الذي تحدىالنبي أرميا وأحرق الدَرَج الذي كتب فيه نبواته عن خراب أورشليم (20) وعنسبيها البابلي لو خرج الملك اليهودي لحرب ملك بابل ، فكان حكم الإله بألايكون له ولدا على كرسي داود (21) ، فمن الواضح إذا ان البشير متى كانت لهاسبابه اللاهوتية والأخلاقية في اسقاط اسم هذا الملك الذي قاد كل بنييهوذا إلى السبي بعدم امتثاله لكلام النبي أرميا .
<!–[if !supportLineBreakNewLine]–>
<!–[endif]–>
ثم نستكمل التفكير ، فلماذا إذاً جاء المسيح من نسل يهوياقيم ملكا على كرسي داود ؟
بإضافة أبعاد جديدة إلى النص يتضح لنا دقته
أولا : كان الكلام دقيقا في العقوبة فلم تكن لعنة يهوياقيم أبدية في نسله، فلم يحو النص على أي إشارة بأنها عقوبة إلى الأبد بل كانت لنسله المباشر، لأن الرب أوضح على لسان أرميا بأن العقوبة هي لابنه يهوياكين الذي لميبق في الحكم بعد أبيه سوى ثلاث شهور سقط بعدها أسيرا لملك بابل (22) ، بلأن زربابل حفيد يهوياقيم عاد بعد السبي وملك حاكما على أرض يهوذا
ثانيا: بمتابعة الفكر المسياني في الانجيل ، لم نجد المسيح في نهاية حياتهملكا متوجا على عرش بني اسرائيل ، فقد كانت النبوة عن مملكة داودية أعظم ،لن تزول إلى الأبد ، وليس عن حكم مملكة يهوذا الأرضي ، فقد جاء المسيح مننسل الملوك لا ليتشرف بهم ، بل ليشرف عرشهم الأرضي بنفحة السماء ومملكةالروح ، ولهذا صرح المسيح قائلا : مملكتي ليست من هذا العالم . لو كانتمملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا أسلّم الى اليهود.ولكنالآن ليست مملكتي من هنا. (23) ، هذه هي المملكة التي تنبأ بها دانيالالنبي ، مملكة السماء والروح المسيانية التي تثبت إلى الابد (24) ، فمملكةداود لم تصمد طويلا بل انقسمت إلى دولتي يهوذا واسرائيل ، اللتان وقعتاتحت الأسر البابلي /الأشوري ، أما مملكة المسيح ابن داود وربه فمازالتثابتة إلى يومنا هذا تحكم القلوب وتأسر العقول . فالمسيح لم يملك على نفسالعرش الداودي الساقط تحت السبي والمنقسم ، ولكنه باسم داود أقام مملكةجديدة تختلف أبعادها عن المملكة الساقطة
ومِن ضمن مَن اسقطهم البشير متى أيضا ثلاث أسماء لثلاث ملوك ، تقع اسماءهمبين الملك يورام بن يهوشافاط (25) وابن حفيده عزيا بن أمصيا (26) ، هؤلاءالملوك هم على الترتيب أخزيا وابنه يوأش وحفيده أمصيا (27) ، وأما الدافعهو بالمثل ، فكلهم انجرفوا لعبادة آلهة أخرى وقدموا أضحية بشرية لآلهةالأمم ، فمن بداية عهد أخزيا الملك بدأت مملكة يهوذا تنحرف عن عبادة الإلهيهوه إلى آلهة غريبة تقليدا لمملكة اسرائيل في الشمال لأنه كان صهرا للملكالإسرائيلي آخاب (28) ، وبعده ابنه يواش ، الذي عندما ملك كان عابدا للإلهيهوه في بداية حكمه ، حتى مات كاهن الرب يهوياداع ، فانحرف بعده إلى عبادةالاوثان ولهذا لم يدفن في قبور ملوك بني يهوذا (29) .
أما أمصيا الحفيد فعلى الرغم من عبادته لإله اسرائيل ، فقد عاد مرة أخرىفي أواخر حكمه إلى عبادة الأوثان على ارض مملكته (30) ، فلم تكن بدايةالعودة الحقيقية إلي الرب إلا في عهد عزيا بن امصيا حيث تحول إلى عبادةإله اسرائيل ،إذا لقد تميز عصر هؤلاء الملوك الثلاث ببداية التاريخالحقيقي للإنحراف اليهودي (31) ، كلهم انحرفوا بلا توبة أو رجوع ، إذاًعصرهم كان فاصلا بين مملكة يهوذا المتلزمة بالعهد وبين مملكة يهوذاالمنجرفة وراء آلهة غريبة والممارسة لشعائر الذبائح البشرية وقرابينالأوثان
بعد أن عرفنا دوافع متى في أسقاط أربعة اسماء من النسب المسياني ، نصل إلىحسبته الأخيرة ، فعندما كتب البشير عن الاجيال بين ابراهيم وداود ، وبينداود والسبي وبين السبي والمسيح ، ذكر أن كلا منها 14 جيلا ، هنا لم يسقطالبشير متى تعداد من حذف اسماهم والمعروفين بالفعل لليهود ، لأنه يحسب مدةزمنية بينوعد بالأرض لابراهيم تحقق في أيام داود وابنه سليمان ، يتبعهوعد بالمسيا المنتظر الذي تحقق في يسوع المسيح ، ولكن ترى كيف حسبهاالقديس متى ؟
<!–[if !supportLineBreakNewLine]–>
<!–[endif]–>
لو أضفنا ما حذف من الأسماء الأربعة والمتعارف عليها في سلاسل الأنساب لدىاليهود لأدركنا كم كان البشير متى دقيقا في تحديده للأجيال
بدأ متى البشير من ابراهيم إلى داود (مع حساب داود نفسه) فكانت عدد الأجيال 14 جيلا بالتمام
ثم بدأ بحساب 14 جيل من سليمان (بعد داود ابيه) إلى عصر حدوث السبيالبابلي ، وبعد إضافة الثلاث ملوك المحذوف أسماهم تصل الأجيال ال 14 إلىالملك منسّى ، فهل كان عصر الملك منسى بداية عصر السبي البابلي ؟
نعم ، فقد كان الملك منسّى بن حزقيا منحرفا في أول حياته ، فعمل الشر فيعيني الرب حسب رجاسات الامم الذين طردهم الرب من امام بني اسرئيل كما يقولسفر أخبار الأيام الثاني (32) ، فكان هذا داعيا لإله اسرائيل بأن يعاقبهبأن أوقعه اسيرا لملك آشور فسباه إلى بابل (33) ، فكان هذا أول ملك لمملكةيهوذا يقع في سبي بابلي ، ولهذا وضعه البشير متى في أول عصر السبي البابلي
أما السؤال المتوقع : لماذا أورده متى في سلسلة الأنساب التي حرم منهاالملوك الثلاث الأوائل أخزيا ويواش وأمصيا على الرغم كونه انحرف مثلهم عنعبادة الإله الواحد يهوه ؟
والأجابة لأن الملك منسّى لم يستمر وثنيا مثل اجداده بل في ضيقته وأسرهطلب وجه الرب الهه وتواضع جدا امام اله آبائه وصلّى اليه فاستجاب له وسمعتضرعه ورده الى اورشليم الى مملكته. (34)
ولهذا قام البشير متى بوضع يوشيا بن آمون بن منسىّ في عصر السبي البابليلأنه جده كان أول المأسورين إلى بابل ، وأول طلائع السبي البابلي كما أوحىبه الروح القدس (35)
وعلى خلاف ابراهيم وداود كأشخاص ، كان السبي البابلي حدثا كبيرا أخذ فترةطويلة من الزمن ليكتمل ، فبدأ في عهد منسّى واكتمل كحدث تاريخي بينما كانالملك يهوياكين مع امه في سجن ملك بابل (36) ، حيث وضع ملك بابل عمه صدقياعوضا عنه ملكا على يهوذا فما لبث أن تمرد على ملك بابل (37) ، فجاء ملكبابل وحطم أورشليم عاصمة مملكة يهوذا وأسقط أسوارها وأخذ بني يهوذا كلهمإلى السبي (38)
إذاً السبي كحدث تاريخي بدأ في عهد منسى واكتمل في عهد يهوياكين ومن عهد يهوياكين إلى عهد المسيح 14 جيلا بالتمام
فمن الواضح ان الاناجيل قد اهتمت بنسب السيد المسيح وذلك الى اشارة نبؤةقوية فى ان المسيا ( الله الظاهر فى الجسد المخلص ) سياتى من صلب داودومنه من يهوذا حتى ان نساء بنى اسرائيل العواقر وخاصة سبط يهوذا كانواينوحون اذ ليس لهم نصيب فى ان ياتى من نسلهم المسيا فانجيل متى ذكر النسبالشرعى وانجيل لوقا ذكر النسب الجسدى اما انجيل يوحنا فاختص بالنسباللاهوتىو يحضرنى ما صاغه احد الاخوة المباركين للرد على تدليس احد الاشخاص والذىاقتطع بدوره بعض الشبهات من كتاب لأحد الآباء والذى اصدره للرد على تلكالشبهات واغفل هذا المدلس الرد حتى يوحى بأنها شبهات بلا رد
فكتب تحت عنوان نظرة عقلانية على نسب المسيح
<!–[if !supportLineBreakNewLine]–>
<!–[endif]–>
مداخلة أخلاقية أولية :
من الزاوية العلمانية والإنسانية المعاصرة لا يهمنا كثيرا نسب الفردالإنساني إلا فيما يحدد اخلاقه ودوافعه وافعاله ، فلو كان الشخص نتاجعلاقة جنسية خارج إطار الزواج ، أو بالمصطلح الديني “ابن زنا” ، لا أستطيعانسانيا ان الومه أو أن احكم عليه بمنظار الأخلاق وكأنه بلا اخلاق ، لأنالأخلاق لا تورث بيولوجيا أو جينيا ، على النقيض تماما ، فمن الناحيةالإنسانية ينبغي التعاطف معه ومساعدته للتغلب على لفظ المجتمعات المحافظةله ، لأنه في الاول والآخر مجرد أنسان .
فقط عندما تؤثر هذه الوصمة الاجتماعية عليه سلبا ، وتحوله إلى وحش هائج ،أو تحرك فيه دوافع الانتقام من المجتمع ساعتها يجب إدخال لقب “ابن الزنا” في المعادلة الأخلاقية لا كجريمة في حد ذاتها ، بل كدافع هذ الشخص لارتكابجرائمه الأخلاقية
إذا من الزاوية الإنسانية لا استطيع مثلا أن ألوم محمد نبي الإسلام كونهوُلد بعد وفاة أبيه بأربع سنوات ، وكون المجتمع العربي حوله وصوفوه كمن لاأصل له أو كنخلة نبتت في ربوة من الأرض (3) ، ولكني مجبر على دراسة هذهالحالة إذا كانت طفولته البائسة دافعا له في نضجه المتأخر لنكاح الصغيراتوتشريع انتهاك براءة الأطفال ، هنا نرسم خطأ احمر بقلم الأخلاق لأننا لانحكم إلا على دوافع الشر في شخصيته وعوامل نضجها ، وبهذه المقدمةالأخلاقية ننتقل إلى النقطة الأولى في دراسة نسب المسيح
********************
النقطة الأولى : أصول المسيا المنتظر
طبقا للبشارة المكتوبة (الانجيل) فالمسيح هو ابن الإله الوحيد (4) ، هذايطرح بعدا لاهويتا يفوق النسب بحسب الجسد ، بجانبه تتصاغر أهمية النسبالجسدي أو الناسوتي تماما للمسيح ، فالمسيح هو الكلمة الناطقة للإله ،عقله الكوني الكائن منذ الأزل ، وتصبح أهمية النسب الجسدي ليست في تحديدهوية المسيح الحقيقية ، بل من أجل الشهادة أمام البشر ومن اجل تحقيقالنبوات ، هذا يحسم قضية نسب المسيح تماما ، لأن انتسابه القانوني إلىيوسف بحسب متى البشير (5) أو انتسابه البيولوجي إلى السيدة العذراء مريمبحسب بشارة الإنجيلي لوقا هو نسب قانوني بيولوجي جسدي يحكم على المجتمعاليهودي بشهادة أنبيائهم لا على المسيح الذي مخارجه الحقيقية منذ الأزل (6)
*************
النقطة الثانية : لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى
لم يأت المسيح لعالم مثالي بلا خطيئة ، بل أتي ليخلص عالم خاطئ ، لميردعهم ضمير أو شريعة ، لأن جذور الروح البشرية قد تشبعت بالشر ، فكونهناك خطاة في نسبه بحسب الجسد هذا إن لم يكن متوقعا فهو حتميا ، فهذا يحقققول الكتاب المقدس
(كما هو مكتوب انه ليس بار ولا واحد . ليس من يفهم . ليس من يطلب الله . الجميع زاغوا وفسدوا معا . ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد) (7) .
ففي عالم خاطئ كانت الحاجة إلى مخلص ، قد ينتسب إلى خطاة من جهة ابيهالقانوني أو أمه البيولجية ولكنه هو نفسه بلا خطيئة واحدة باصولهاللاهوتية بلا عيب وبلا خطئية ، حتى أنه تحدى اليهود قائلا (من منكميبكّتني على خطية) (8)
********************
النقطة الثالثة : أنساب وأحساب
لماذا اهتم اليهود بالنسب والأنساب ؟
هل كان بدافع التعالي والافتخار بالأنساب كما العرب أولاد عمومتهم ؟
ربما ولكن هذا لا يجعنا نتعامى عن الدوافع الدينية واهمها
أولا أن يهوه الإله كان قد حدد سبطا من الأسباط الإثنى عشر هو سبط لاوي ،ليكون مخصصا للكهنوت وممارسة الطقوس التطهيرية أمامه (9) وفي المقابل لايكون لهم نصيبا في تقسيم أرض الموعد ، فالرب هو نصيبهم وكفى ، فكان منالمهم حفظ الأنساب لهذا السبط تحديدا حتى لا يقوم بالكهنوت من هم منالخارج من الأسباط الاخرى
وهذا يفهم حتى بعد العودة من السبي كما في سفري عزراونحميا (هؤلاء فتشوا على كتابة انسابهم فلم توجد فرذلوا من الكهنوت) (10)
فمن رذل من الكهنوت لم يكن احتقارا لنسبه ، بل تحقيقا وتطبيقا لشريعة موسى التي خصصت الكهنوت بسبط لاوي
وثانيا لأن أغلب الشعب اليهودي كان في انتظار المسيا الآتى من نسل ابراهيمواسحق ويعقوب وداود فكان هذا التوقع مدعاه لحفظ الأنساب والتعرف علىالمسيح (المسيا) ، ومن هنا جاءت أهمية النسب الجسدي للمسيح ، لا ليحددمكانته أو استحقاقاته ، بل كعلامة لليهود ليميزوه بها ، وكعلامة لمن هم منغير اليهود ليروا كيف يخطط الإله التاريخ ويتفاعل مع قصة البشر ، أما قول “البعض” عن جهل
” كانت فكرة المسيح المنتظر، تشكل هاجسا قويا يؤرق الشعب اليهودي والمسيحي على حد سواء“
فهذا هو ما عنيته من أن يكتب خليط بين ما بيدو علما وما يبدو جهلا مدقعا لا يتفقان
فهاجس المسيا المنتظر كان لليهود وحدهم كونهم ينتظرون المسيا ، أماالمسيحيون فلم يكن انتظار المسيا هاجسهم لأنهم آمنوا به عندما جاء بالفعلليمنحهم الخلاص
********************
النقطة الرابعة : لماذا الاختلاف ؟
من ينظر إلى سلسلتي نسب المسيا بما فيهما من اختلافات ظاهرة ، ربما يتساءل ، وما الداعي للإختلاف ؟
ولكن السؤال الحقيقي هو ما الداعي لذكر الانساب من الأساس ؟
بكل تأكيد لم يكن كلا البشرين لوقا ومتى في حاجة لذكر نسب المسيا الذيمخارجه الحقيقية منذ الأزل في حضن أبيه من أجل تعظيمه بنسبه إلى ملوكاسرائيل .
ولكن الحاجة كانت حاجة البشر إلى دليل ، دليل على كونه إنسان كامل كما هوإله كامل ، دليل على أنه من نسل داود الملك كما قالت النبوات ، دليل علىتجسده من أجل البشر كحدث تاريخي ، فالدافع لم يكن حاجة المسيح إلى شرفالنسب الداودي ، أو النسب اليهودي الملوكي ، بل حاجة البشر ومنهم اليهودإلى دليل على حقيقة الخلاص تاريخيا وجسديا
أما الاختلافات بين سلسلتي النسب وكل ما يعتريهما من فروق فتتضح عندمانعلم أن متى ذكر سلسة النسب القانونية والتشريعية منجهة يوسف خطيب أمه ورجلها كما فهم اليهود ، أما لوقا البشير فكتب سلسلةالنسب البيولوجية من جهة مريم العذراء (11) بنت هاليHeli، الذي هواختصار الاسم اليوناني هاليقيمHeliachim، وترجمته إلى العبرية يواقيمJoachim (12)
فالاناجيل لتكمل بعضها أوضحت النسب الثلاثي للمسيح ، نسب بحسب الطبيعةالأزلية للكلمة كما جاء في انجيل يوحنا (13) ، وآخر بحسب الوراثة ينتسب فيانجيل لوقا إلى أمه وأبيها هالي ، وثالثا تشريعيا ينتسب فيه المسيح أمامالمجتمع اليهودي إلى يوسف خطيب أمه الذي تبناه ومنحه اسمه وهذا كاف لمنحهالحقوق القانونية ليطالب بالعرش الداودي.
أما سلسلتا الأنساب فقد بدأها متى تنازلية من ابراهيم وحتى يوسف رجل مريم، بينما بدأها لوقا تصاعدية من المسيح ابن هالي (المنتسب بحسب القانون إلىيوسف) وحتى آدم
تلتحم السلسلتان من ابراهيم ابي الأنبياء إلى داود النبي والملك بلااختلاف وتتفرع من داود إلى فرع سليماني ملوكي (نسبة إلى سليمان الملك) جاءمن نسله يوسف زوج مريم (كما في متى) ، وفرع ناثاني غير ملوكي (نسبة إلىناثان ابن داود واخي سليمان) جاءت منه مريم العذراء (كما في لوقا) ، وبعدتفرعها تعود سلسلة النسب لتلتحم مرة أخرى في زربابل (الاسم البابليلنحميا)
فشألتيئيل بن يكنيا (14) من نسل سليمان بن داود تزوج ابنه نيري من نسلناثان بن داود ، ولأن نيري مات ولم ينجب أبناء من الذكور فقد نُسب اليهشألتيئيل زوج ابنته عوضا كما ذكر لوقا (15) ، وجاء زربابل نتيجة هذاالزواج وهذا الالتحام بين الفرع السليماني والفرع الناثاني ، ومن نسلزربابل تفرع الفرعان مرة أخرى فمن نسل ابيهود ابن زربابل جاء يوسف ، ومننسل ريسا ابنه الآخر جاءت العذراء مريم
بحسب الجسد اذاً سواء من الناحية البيولوجية أو التشريعية كلا من العذراء مريم وخطيبها يوسف جاءا من نسل داود
فلو اعترض أحدهم على كونه لم يكن ابنا بالدم من يوسف ، فالنسب المريميبحسب الدم ينتهي أيضا إلى داود الملك ، وتسقط الاعتراضات هشة بلا بناء،فقط ربما يعوزنا توضيح نقطة أخيرة بأن أليصابات نسيبة مريم كانت من سبطلاوي ، فهل كان دليلا حتميا على ان مريم هي أيضا من سبط لاوي ؟
الإجابة المنطقية هي لا
لأن النسب القانوني كعادة اليهود يلحق بها من طرف الأب لا الأم ، فكونأبيها من سبط لاوي لا يحتم أن تكون امها من نفس السبط ، بل على الأرجعبأنها نسيبة مريم من جهة الأم المنتمية كما مريم إلى سبط يهوذا وعائلةداود (16)
********************
النقطة الخامسة : اسماء سقطت من النسب
أسقط البشير متى عدة اسماء من سلسلة النسب فهل هذه تجعل النسب خاطئا ؟
لا بل تجعله مختصرا ، فقد كان جائزا عند اليهود الانتساب إلى الجدود كمايقول متى في أول انجيله (كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم) فهل كان المسيح ابن داود مباشرة أو داود ابنا لإبراهيم مباشرة ، لا ولكنهاسقاط واختصار لما هو معلوم بالضرورة (17)
وربما هذا يذكرنا بما فعله أيضا محمد نبي العرب عندما نسب نفسه مباشره إلىجده عبد المطلب في لحظة ذعر أثناء معركة حنين قائلا : أنا النبي لا كذب ،أنا ابن عبد المطلب (18) على الرغم من كونه انتسب – ولو سفاحا- إلى عبدالله بن عبد المطلب
ولكن الرسول متى لم يسقط هذه الأسماء لمجرد الاختصار أو لفقدان الذاكرة أولذعرا من معركة ، بل لدوافع لاهوتية محددة ، فكل الملوك التي اسقط اسماءهامتى البشير يشتركون في انحراف واحد بلا استثناء ، هو خروجهم عن طاعةوعبادة الإله الواحد يهوة بدون توبة أو ندم
فممن اسقط متى البشير اسماءهم الملك يهوياقيم بن يوشيا (19) الذي تحدىالنبي أرميا وأحرق الدَرَج الذي كتب فيه نبواته عن خراب أورشليم (20) وعنسبيها البابلي لو خرج الملك اليهودي لحرب ملك بابل ، فكان حكم الإله بألايكون له ولدا على كرسي داود (21) ، فمن الواضح إذا ان البشير متى كانت لهاسبابه اللاهوتية والأخلاقية في اسقاط اسم هذا الملك الذي قاد كل بنييهوذا إلى السبي بعدم امتثاله لكلام النبي أرميا .
<!–[if !supportLineBreakNewLine]–>
<!–[endif]–>
ثم نستكمل التفكير ، فلماذا إذاً جاء المسيح من نسل يهوياقيم ملكا على كرسي داود ؟
بإضافة أبعاد جديدة إلى النص يتضح لنا دقته
أولا : كان الكلام دقيقا في العقوبة فلم تكن لعنة يهوياقيم أبدية في نسله، فلم يحو النص على أي إشارة بأنها عقوبة إلى الأبد بل كانت لنسله المباشر، لأن الرب أوضح على لسان أرميا بأن العقوبة هي لابنه يهوياكين الذي لميبق في الحكم بعد أبيه سوى ثلاث شهور سقط بعدها أسيرا لملك بابل (22) ، بلأن زربابل حفيد يهوياقيم عاد بعد السبي وملك حاكما على أرض يهوذا
ثانيا: بمتابعة الفكر المسياني في الانجيل ، لم نجد المسيح في نهاية حياتهملكا متوجا على عرش بني اسرائيل ، فقد كانت النبوة عن مملكة داودية أعظم ،لن تزول إلى الأبد ، وليس عن حكم مملكة يهوذا الأرضي ، فقد جاء المسيح مننسل الملوك لا ليتشرف بهم ، بل ليشرف عرشهم الأرضي بنفحة السماء ومملكةالروح ، ولهذا صرح المسيح قائلا : مملكتي ليست من هذا العالم . لو كانتمملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا أسلّم الى اليهود.ولكنالآن ليست مملكتي من هنا. (23) ، هذه هي المملكة التي تنبأ بها دانيالالنبي ، مملكة السماء والروح المسيانية التي تثبت إلى الابد (24) ، فمملكةداود لم تصمد طويلا بل انقسمت إلى دولتي يهوذا واسرائيل ، اللتان وقعتاتحت الأسر البابلي /الأشوري ، أما مملكة المسيح ابن داود وربه فمازالتثابتة إلى يومنا هذا تحكم القلوب وتأسر العقول . فالمسيح لم يملك على نفسالعرش الداودي الساقط تحت السبي والمنقسم ، ولكنه باسم داود أقام مملكةجديدة تختلف أبعادها عن المملكة الساقطة
ومِن ضمن مَن اسقطهم البشير متى أيضا ثلاث أسماء لثلاث ملوك ، تقع اسماءهمبين الملك يورام بن يهوشافاط (25) وابن حفيده عزيا بن أمصيا (26) ، هؤلاءالملوك هم على الترتيب أخزيا وابنه يوأش وحفيده أمصيا (27) ، وأما الدافعهو بالمثل ، فكلهم انجرفوا لعبادة آلهة أخرى وقدموا أضحية بشرية لآلهةالأمم ، فمن بداية عهد أخزيا الملك بدأت مملكة يهوذا تنحرف عن عبادة الإلهيهوه إلى آلهة غريبة تقليدا لمملكة اسرائيل في الشمال لأنه كان صهرا للملكالإسرائيلي آخاب (28) ، وبعده ابنه يواش ، الذي عندما ملك كان عابدا للإلهيهوه في بداية حكمه ، حتى مات كاهن الرب يهوياداع ، فانحرف بعده إلى عبادةالاوثان ولهذا لم يدفن في قبور ملوك بني يهوذا (29) .
أما أمصيا الحفيد فعلى الرغم من عبادته لإله اسرائيل ، فقد عاد مرة أخرىفي أواخر حكمه إلى عبادة الأوثان على ارض مملكته (30) ، فلم تكن بدايةالعودة الحقيقية إلي الرب إلا في عهد عزيا بن امصيا حيث تحول إلى عبادةإله اسرائيل ،إذا لقد تميز عصر هؤلاء الملوك الثلاث ببداية التاريخالحقيقي للإنحراف اليهودي (31) ، كلهم انحرفوا بلا توبة أو رجوع ، إذاًعصرهم كان فاصلا بين مملكة يهوذا المتلزمة بالعهد وبين مملكة يهوذاالمنجرفة وراء آلهة غريبة والممارسة لشعائر الذبائح البشرية وقرابينالأوثان
بعد أن عرفنا دوافع متى في أسقاط أربعة اسماء من النسب المسياني ، نصل إلىحسبته الأخيرة ، فعندما كتب البشير عن الاجيال بين ابراهيم وداود ، وبينداود والسبي وبين السبي والمسيح ، ذكر أن كلا منها 14 جيلا ، هنا لم يسقطالبشير متى تعداد من حذف اسماهم والمعروفين بالفعل لليهود ، لأنه يحسب مدةزمنية بينوعد بالأرض لابراهيم تحقق في أيام داود وابنه سليمان ، يتبعهوعد بالمسيا المنتظر الذي تحقق في يسوع المسيح ، ولكن ترى كيف حسبهاالقديس متى ؟
<!–[if !supportLineBreakNewLine]–>
<!–[endif]–>
لو أضفنا ما حذف من الأسماء الأربعة والمتعارف عليها في سلاسل الأنساب لدىاليهود لأدركنا كم كان البشير متى دقيقا في تحديده للأجيال
بدأ متى البشير من ابراهيم إلى داود (مع حساب داود نفسه) فكانت عدد الأجيال 14 جيلا بالتمام
ثم بدأ بحساب 14 جيل من سليمان (بعد داود ابيه) إلى عصر حدوث السبيالبابلي ، وبعد إضافة الثلاث ملوك المحذوف أسماهم تصل الأجيال ال 14 إلىالملك منسّى ، فهل كان عصر الملك منسى بداية عصر السبي البابلي ؟
نعم ، فقد كان الملك منسّى بن حزقيا منحرفا في أول حياته ، فعمل الشر فيعيني الرب حسب رجاسات الامم الذين طردهم الرب من امام بني اسرئيل كما يقولسفر أخبار الأيام الثاني (32) ، فكان هذا داعيا لإله اسرائيل بأن يعاقبهبأن أوقعه اسيرا لملك آشور فسباه إلى بابل (33) ، فكان هذا أول ملك لمملكةيهوذا يقع في سبي بابلي ، ولهذا وضعه البشير متى في أول عصر السبي البابلي
أما السؤال المتوقع : لماذا أورده متى في سلسلة الأنساب التي حرم منهاالملوك الثلاث الأوائل أخزيا ويواش وأمصيا على الرغم كونه انحرف مثلهم عنعبادة الإله الواحد يهوه ؟
والأجابة لأن الملك منسّى لم يستمر وثنيا مثل اجداده بل في ضيقته وأسرهطلب وجه الرب الهه وتواضع جدا امام اله آبائه وصلّى اليه فاستجاب له وسمعتضرعه ورده الى اورشليم الى مملكته. (34)
ولهذا قام البشير متى بوضع يوشيا بن آمون بن منسىّ في عصر السبي البابليلأنه جده كان أول المأسورين إلى بابل ، وأول طلائع السبي البابلي كما أوحىبه الروح القدس (35)
وعلى خلاف ابراهيم وداود كأشخاص ، كان السبي البابلي حدثا كبيرا أخذ فترةطويلة من الزمن ليكتمل ، فبدأ في عهد منسّى واكتمل كحدث تاريخي بينما كانالملك يهوياكين مع امه في سجن ملك بابل (36) ، حيث وضع ملك بابل عمه صدقياعوضا عنه ملكا على يهوذا فما لبث أن تمرد على ملك بابل (37) ، فجاء ملكبابل وحطم أورشليم عاصمة مملكة يهوذا وأسقط أسوارها وأخذ بني يهوذا كلهمإلى السبي (38)
إذاً السبي كحدث تاريخي بدأ في عهد منسى واكتمل في عهد يهوياكين ومن عهد يهوياكين إلى عهد المسيح 14 جيلا بالتمام
<!–[if !supportLineBreakNewLine]–>
<!–[endif]–>
وقد ذكر اول انجيل متى هذا النسب اذ كان له اهميته عند اليهود (39)
وقد كان فى المجتمع اليهودى يحفظون انسابهم فى انتظار المسيا ولذا كان معروفا عن يسوع انه من بيت (40)
وقد جاءت نبؤة عن المسيا فى العهد القديم انه سيكون ابن داود لذلك كان اليهود كثيرا ما يفكرون عن يسوع انه المسيا (41)
حتى الاممين اى من هم ليسوا يهود كانوا يعرفون انه يسوع من بيت داود الملك (42)
اما عن نسب مريم العذراء فهى تمت بصلة قرابة ليوسف النجار فهى من بيت داود ايضا (43)
وقد كان فى المجتمع اليهودى يحفظون انسابهم فى انتظار المسيا ولذا كان معروفا عن يسوع انه من بيت (40)
وقد جاءت نبؤة عن المسيا فى العهد القديم انه سيكون ابن داود لذلك كان اليهود كثيرا ما يفكرون عن يسوع انه المسيا (41)
حتى الاممين اى من هم ليسوا يهود كانوا يعرفون انه يسوع من بيت داود الملك (42)
اما عن نسب مريم العذراء فهى تمت بصلة قرابة ليوسف النجار فهى من بيت داود ايضا (43)
***********************