- إنضم
- 6 أكتوبر 2009
- المشاركات
- 16,056
- مستوى التفاعل
- 5,360
- النقاط
- 0
(الحب لجبران خليل جبران - أصل الكلمات)
إذا أوْمَأ الحبُّ إليكم فاتبعوه،
وإن كان وَعِرَ المسالك، زَلِقَ المُنْحَدَر.
وإذا بَسَطَ عليكم جناحيه فأسلموا له القِياد،
وإن جرحكم سيفُه المستور بين قَوادِمه.
وإذا حَدَّثكم فصَدِّقوه،
وإن كان لصوته أن يَعْصِفَ بأحلامكم كما تعصفُ ريح الشَّمال بالبُسْتان
أن الحبَّ إذْ يُكلِّل هاماتكم، فكذلك يشدُّكم على الصَّليب.
وهو كما يشدُّ من عودكم، كذلك يُشَذِّبُ منكم الأغصان.
وكما يَرتقي إلى قُنن هاماتكم ويداعب أغصانكم الغَضَّة تَميسُ في ضوء الشمس، كذلك يهبط إلى جذوركم العالِقَة بالأرض فيهزُّها هزّا.
ويضمُّكم إلى أحضانه كما يضمُّ حُزْمَة قمح،
فَيدْرُسُكم لكي يُعَرِّيكُم،
ثم يُغَرْبِلُكم فيخلِّصكم من القشور،
ثم يطحنكم فيحيلكم دقيقًا أبيضَ،
ثم يَعْجنكم ليَسْلسَ قيادكُم،
ثم يُسْلمكم إلى نار هَيْكَله المقدّسة،
علَّ أن تصيروا الخبزَ المقدَّس لمائدة الرَّبِّ المقدَّسة.
كل هذا يفعله الحبُّ بكُم كي تعرفوا أسرار قلوبكم، وبهذه المعرفة تصبحون فِلْذَةً من قلب الوجود.
أمَّا إذا دَبَّ فيكم الخوفُ فلم تَنْشُدوا في الحبِّ إلا الدَّعَة والمتعة.
فأوْلى بكم أن تستروا عُرْيكم، وتغادروا بَيْدَر المحبَّة إلى عالم لا تَتَعاقَبُ فيه فصول،
حيث تضحكون ولكن دون استغراق،
وتبكون ولا تَنْهَمِرُ كلُّ الدُّموع.
فالحبُّ لا يُعطي إلا ذاته، ولا يأخذ إلاّ من ذاته.
والحبُّ لا يَمْلِك، ولا يَمْلِكه أحد،
فالحبُّ حسبُه أنه الحبُّ.
إذا أحببت، فلا تقلْ: «لقد وسَعَ قلبي الله».
بل قلْ: «وَسعَني قلبُ الله».
ولا تَظُنَّن أنك قادر على توجيه مَسْرى الحبِّ،
فإنما الحبُّ يَقودك إن وجدك خليقًا به.
الحبُّ لا يَنْشُدُ إلا تحقيق ذاته.
___________________
* هذه المختارات من كتاب النبي لجبران خليل جبران، ترجمة: ثروت عكاشة، دار الشروق 2000.
* هذه المختارات من كتاب النبي لجبران خليل جبران، ترجمة: ثروت عكاشة، دار الشروق 2000.
[YOUTUBE]u-Afbkry_Ig[/YOUTUBE]