التخدير بالتنويم المغناطيسى

raspotin

New member
عضو
إنضم
4 ديسمبر 2006
المشاركات
94
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
التخدير بالتنويم المغناطيسي



منذ القديم اكتشف الانسان، بشكل غير واعي، نقطة ضعف الدماغ في عكس التصورات الخارجية وإستغلها من اجل خلق الوهم وإقناع الذات والتأثير عليها. الدماغ يخفي نقطة ضعفه بحرص، إذ من حيث انه انه وسيلتنا لمعرفة وفهم العالم المادي الحقيقي، يحتاج الى تحويلها الى عمليات بيوكيميائية لإعادة ربطها بمراكز المعالجة الدماغية. وجود مراكز تلقي يعني وجود منطقة يسمح بالتأثير عليها وخداعها، هذا الميكانيز يستغله الدماغ نفسه لتحقيق التوازن النفسي، تحت فضيلة المقارنة بالخبرة المسبقة والقياس عليها بدون الانتباه الى خدعة الدماغ، الامر الذي يقدم مميزات للجسم لاتعوض.

في هذا الميكانيزم تتدخل العديد من الظواهر المعروفة مثل، الايمان الروحي والايمان بالوهم ، والسعي نحو التصديق لتفادي الخلاف، والتأثر بمؤثرات خارجية تعطي انطباعاً روحياً والغير روحية ، وقد تمكنت مجموعات كثيرة من إستخدامه او إستغلاله بنجاح حتى اليوم، مثل الشامان والكهنة ورجال الدين والانبياء والسحرة والمشعوذين، الامر الذي يؤكد ان ميكانيزم الدماغ الداخلي يمكن خداعه بنجاح، فلماذا لايمكن للعلم إستخدام ذلك ايضاً من اجل خدمة الانسان؟

hypno-pain-control.jpg
التنويم المغناطيسي استخدم (ولازال يستخدم) منذ القدم بعدة طرق وللعديد من الاهداف، بما فيها الخداع والعلاج. بسبب الحاجة الى طريقة جديدة للتخدير، دخل التنويم في الاستخدام الطبي وحقق نتائج ادت الى توجيه الاضواء اليه ودراسته مما جعلنا نخوض في اعماقه، لتبدء القصة من هنا.

التنويم المغناطيسي يستعمل اليوم بنجاح لتخدير المرضى في العمليات الجراحية. في متابعة لإحدى عمليات التجميل الجراحية يجريها الدكتور Kirk Hernmes, نسمع كيف يطلب من المريضة ان تسترخي وتغلق عينيها كما لو انها مسترخية على شاطئ البحر. الجراح يطلب منها في صوت هادئ وواثق ورخيم ان تصف له كل ماتراه او تسمعه او تشعر به او تشمه، في تصوراتها، وهو يعيد على اسماعها طلبه بصوت خفيف رخيم يزداد خفوتاً. بعد بضعة مرات من التكرار، يمسك المشرط ويجرح وجهها فوق العينين، مزيلا قطعة من الجلد، بدون تخدير.

المريضة لازالت واقعة تحت تأثير التنويم المغناطيسي، ولاتشعر بأي شئ، ولكن قبل ان يشرع في خياطة الجرح، يطلب منها ان تفتح عينيها، من اجل التأكد من ان ماأزاله من الجلد كان كافياً ومن المكان المناسب. هذا الامر سيكون من غير الممكن عمله، فيما لو استعمل طريقة التخدير التقليدية .

marie-elisabeth%20faymonville.jpg
حقيقة إمكانية الاستمرار بالتواصل مع المريض اثناء الجراحة، جعل التنويم المغناطيسي احد الخيارات التي تزاحم التخدير، والتي يجري تحسينها وتتطويرها، وعدا التخذير نفسه، يوجد للتنويم المغناطيسي فضائل اخرى . ولكن، كيف جاءت فكرة إستخدام التنويم المغناطيسي في العمليات؟

عندما بدأت الطبيبة Marie-Elisabeth Faymonville عملها في مدينة لييغه في بلجيكا، كانت متأثرة ومنفعلة من مشاهدة الصعوبات التي يعاني منها المرضى والتي تستمر لعدة ايام، بسبب إستخدام التخدير قبل العمليات. هذا الامر دفعها الى تجربة التنويم المغناطيسي كبديل للمخدر، عام 1992. لقد كانت النتائج مدهشة، مما جعل المؤسسة الطبية في مدينتها، تتحول الى استخدام التنويم المغناطيسي كأسلوب اساسي للتخدير، في حين يستخدم التخذير الكلاسيكي في عمليات خاصة ومحدودة. أغلب العمليات تستخدم الان التنويم المغناطيسي الى جانب تخدير موضعي قليل للغاية يعادل 1% من التخدير الكلاسيكي.


عام 1999، قامت الباحثة Marie-Elisabeth Faymonville بإجراء تجربة على 197 مريض، ستجرى لهم عملية في الغدة الدرقة، الواقعة في الرقبة. عادة تجرى هذه العملية مع إستخدام جرعة كاملة من التخدير الكلاسيكي، ويحتاج المريض في المتوسط الى 28 يوم ليعود الى حالته الطبيعية. جرى تخدير المرضى بالتنويم المغناطيسي، وقد تمكنوا من التعافي بعد 15 يوم. لقد ظهر ان احد اسباب سرعة التعافي كان قلة الاصابة بالالتهاب في الجرح. يشك الاطباء بأن في مادة المخدر مايضعف جهاز المناعة، وبالتالي يكون السبب لإصابة الجرح بالالتهاب.

الافضلية الاخرى لاستخدام التنويم المغناطيسي، ان المريض يفقد دم اقل. السبب، ان المادة المخدرة تكبح قدرة الاوردة الدموية على الانقباض، لكي تتمكن من ايقاف النزيف، إضافة الن ان المريض، وتحت تأثير المخدر التام، لايستطيع التنفس بدون مساعدة مما يؤدي الى زيادة الضغط على القفص الصدري الامر الذي يزيد من النزيف.


الساحر الذي اصبح باحثاً
Amir Raz, الذي كان ساحراً وممتهنا التنويم المغناطيسي لم يعد يكتفي بقدرته على استخدام التنويم المغناطيسي لتسلية المتفرجين، بل اراد معرفة الاسباب البيلوجية خلفه، ولذلك انتقل للعمل باحثا في مستشفى الامراض العصبية العائدة لجامعة كولومبيا في نيويورك. امير راذ كان مهتما بدراسة صدام القوى الذي يحدث في الدماغ، عندما يجبر المنوم المغناطيسي دماغ المريض ان يفهم ويتفهم العالم الخارجي بطريقة جديدة. من خلال ذلك كان يهدف لمعرفة العوامل التي توضح هذه الظاهرة.

هذا الصراع يحدث في الدماغ بإستمرار وليس حصراً على المنومين مغناطيسياً. مثلا، عندما نرى قطعة من الحلوى ونود اكلها في نفس الوقت نتذكر ان علينا التمسك بالريجيم، يحدث في الدماغ صراع بين قوتين متضاربتين على الدماغ اختيار احداهما.

امير راذ، انطلق فن فرضية انه في حالة التنويم المغناطيسي يحدث الشئ نفسه كما في حالة المثال اعلاه. عندما يقوم المنوم المغناطيسي بإختيار احد المتفرجين ويصعده الى المسرح برضاه، يقنعه بأنه ام كلثوم التي ستغني اغنية "الحب كده" للمتفرجين. (في الحياة، يقنعه بأنه مطاوع يجلد المتفرجين). في اعماق النفس، يعلم المنوَم بكل وضوح انه ليس ام كلثوم، وانه حتى لايعرف ان يغني، ولكن هذا الادعاء يرسخه المنوٍِم في ذهن المنوَم ويكون له عضداً.
في الظروف العادية يسارع الدماغ فورا الى البحث " وقائع"، ولكن في ظروف التنويم المغناطيسي، يمكن لمثل هذا الادعاء ان يكون مثير الى درجة ان الدماغ يفضل ان "يتعاون" مع هذا الادعاءويغضي النظر عن جلب المعلومات الحقيقية، ويسمح " للذات" ان تتقمص دور ام كلثوم بتفاصيله.

تجربة جرت عام 2005، وهي تجربة نفسية كلاسيكية يطلق عليها اسم Stroops test, يكون من واجب المشاركين فيها ذكر لون الاحرف المعروضة لنظرهم. المهمة قد تبدو سهلة، ولكن صعوبتها في ان الاحرف قد تؤلف، احيانا، كلمة للون آخر يختلف عن اللون الفيزيائي للاحرف نفسها. مثلا، كلمة " احمر" مكتوبة بأحرف خضراء، وكلمة " ازرق" مكتوبة بأحرف صفراء. هذا الامر يؤدي الى إثارة البلبلة في الدماغ، إذ ان مركز النظر يسجل لونا مختلفا عن اللون الذي يسجله مركز الدماغ المسؤول عن القراءة. من هنا يُخلق صراع في الدماغ عندما يفرض عليه ان يختار بين الثقة بمركز الدماغ او بمركز النظر. التجربة اعيدت مئات المرات والنتائج دائما واحدة، سرعة القراءة تنخفض.

brain%20001.jpg
امير راذ استخدم هذه التجربة لمعرفة فيما إذا كان التنويم المغناطيسي قادر على حل هذا الصراع، ولكن من خلال تجاربه السابقة كمنوم مغناطيسي، كان يعلم ان ليس الجميع يتأثر بالتنويم المغناطيسي بنفس القدر. لهذا السبب فأن جميع المنومين المغناطيسيين يبدؤن عرضهم بدعوة عدد كبير من الراغبين بالمشاركة الى الصعود على خشبة المسرح، ومن ثم تتطبيق بعض التجارب الخفيفة عليهم، لغرض إستخدام ردود افعالهم لتقييم مدى قابلياتهم للتأثر بالتنويم، وبالتالي يعطي المنوم فرصة لاحتيار اصحاب القابلية العالية للمشاركة في العرض الفعلي. هناك العديد من الطرق لمعرفة درجة تأثر الاشخاص بالتنويم المغناطيسي وتشير الصورة الى واحدة منها، حيث من يتمكن من رفع عيونه واخفاء البقعة السوداء تماما كما لدى المرأة الى الاسفل ، يكون لدية قدرة اكبر على التأثر بالتنويم المغناطيسي.



بنفس الطريقة قام امير راذ بتصنيف المشاركين في التجربة وتقسيمهم الى مجموعتين، حسب درجة تقبلهم للتنويم المغناطيسي. جميع المشاركين تم تنويمهم تنويما خفيفاً او مايسمى حالة الترانس، وتم إعلامهم انهم سيشاركون في لعبة سيظهر فيها بعض الاحرف الملونة على شاشة امامهم. مهمتهم ستكون التعرف على لون الحرف والضغط بأسرع مايمكن على الزر المناسب، الاحمر او الاصفر او الازرق او الاخضر. في نفس الوقت، اضاف القائم بالتجربة الايعاز التالي، الى المشاركين بالتجربة:
" عندما تسمعوا صوتي يتكلم معكم من خلال السماعات، ستكتشفوا ان ما تؤلفه الاحرف من كلمات لامعنى له، او انه بلغة غريبة عنكم لاتفهموها، ولذلك ستقومون بإهمال معنى الكلمات والتركيز على اللون فقط".

من هنا نرى ان امير راذ قد استخدم مايسمى التنويم المغناطيسي الموضعي او (تنويم في نقطة مقترحة)، والذي يعني ان مرحلة التنويم التي تحتوي الفعل المرتبط بها سيأتي لاحقاً في مجرى الحدث، عندما يحصل المشارك على الاشارة اللازمة. بهذا الشكل يتمكن المشرف ليس فقط من تقسيم المشاركين الى مجموعات حسب درجة تقبلهم، ولكن ايضا يمكن وقف تأثير التنويم او تشغيله على كل واحد على حدة. بهذا الشكل يمكن رؤية فيما إذا كانت ردة فعل المشارك ظهرت بسبب التنويم نفسه ام القدرات الشخصية على التعامل مع الصراعات الدماغية.


حالة الصراع تختفي
التجربة اظهرت ان المشاركين المنتمين للمجموعة ذات التقبل الضعيف للتنويم كانت دائما بطيئة في إعطاء الجواب، عندما تتعارض الكلمة مع لون الحرف، بغض النظر عما إذا كان المشرف قد اعطى الايعاز ام لا.
بمعنى اخر، فأن هذه المجموعة رفضت الانصياع للايعاز بتجاوز معنى الكلمة وبالتالي بقيت في حقل الصراع بين منطقتي الدماغ، مما تتطلب وقتاً لحله.

المجموعة الثانية التي تأثرت بالتنويم، اعطت رد فعل مشابه كما لدى المجموعة الاولى قبل سماع الايعاز، ولكن عند سماع الايعاز يظهر وكأن الصراع قد اختفى وبالتالي يتمكنوا من إلإخبار عن اللون بسرعة البرق، بدون بلبلة. بمعنى اخر، تمكن التنويم المغناطيسي من جعل المشاركين غير قادرين مؤقتا على القراءة، مما سهل المهمة عليهم وعزل مصدر الصراع.
من اجل فهم مالذي جرى في داخل الدماغ، وضع الباحث المشاركين بالتجربة في جهاز التصوير الشعاعي خلال تأديتهم للتجربة. الجهاز يستطيع قياس مستوى الاوكسجين في الدم وبالتالي وضع خريطة لمناطق الإستخدام المرتفع للاوكسجين في مناطق الدماغ المختلفة، الامر الذي يكشف لنا عن مناطق النشاط الدماغي.

brain.jpg


الصورة الاشعاعية تشير الى حدوث شيئين في دماغ المشاركين المتأثرين بشدة بالتنويم بعد إعطاء الايعاز. الاول انه وفي منطقة واسعة من سطح الفص الخلفي، ينخفض النشاط بشدة الى حدود دنيا. هذه المنطقة مسؤولة عن التحكم بالكثير من اطياف الرؤية، ونحن نعلم ان إصابة هذه المنطقة بضرر تؤدي عدم القدرة على رؤية مايجب قراءته، إضافة الى مشاكل في القراءة والكتابة. هذا يعني ان التنويم المعناطيسي قد نجح في التأثير على الدماغ بحيث انه لم يرى معنى في الكلمة، واكتفى برؤية الالوان.

والثاني نلاحظه حدوثه في منطقة الفص الامامي (الجبهوي)، في نقطة تسمى ACC, وهي مركز من مراكز إتخاذ القرار، حيث يتحكم بمعالجة الصراعات والصدامات. عند حدوث نزاعات بين اجزاء الدماغ مثلا اختيار الكعكة ام الريجيم، فأن هذا المركز هو الذي يحسم بينهما. هذا يحدث من خلال كبح نشاط المنطقة التي خسرت الصراع، ومستوى نشاط عالي في منطقة حسم النزاعات هو دليل على وجود صراع واضطرار المركز للتتدخل. التجربة تشير الى ان التنويم المغناطيسي يمكن ان يؤثر على الدماغ، بحيث ان نشاطه يتغير، ولكن لايمكن القول ان مركز حسم الخلافات توقف عن العمل بسبب التنويم المغناطيسي او بسبب ان الدماغ لايعيش حالة صراع.

Stubner.jpg
ابحاث الباحث Sebastian Schulz-Stübner, من جامعة لوا الامريكية التي اجراها عام 2004 على 12 شخصا لمعرفة مدى شعورهم بالالم اظهرت ايضا إشتراك مركز حسم الصراع بشكل نشط خلال التنويم المعناطيسي. لقد ظهر ان شعور الاشخاص بالالم بسبب تعرضهم للحرق يخف الى حد كبير إذا جرى تنويمهم مغناطيسياً، تماما كما يحدث اثناء العملية الجراحية.

سيباستيان قام ايضا بتصوير دماغ المشاركين بالاشعة، ليكشف ان نشاط مركز حسم الصراع كان نشيطا للغاية. التجربة اظهرت ايضا نشاطا ضئيلا لمنطقة الوسط والمسؤول عن الفهم الواعي للالم، في حين المركز المسؤول عن تسجيل الالم لم يتأثر. هذا يعني ان التنويم المغناطيسي لم يمنع المريض من الشعور بالالم ولكن سبب ان مركز حسم النزاع كبح القدرة الواعية على تسجيله.

هذا الاستنتاج عن طريقة عمل التنويم المغناطيسي يتتطابق ايضا مع المعلومات التي تأتي من الاشخاص الذي عايشوا التنويم المغناطيسي. البعض يذكر انه لم يشعر اي الم على الاطلاق، في حين يشعر البعض الاخر شئ ما، ولكنهم يسارعون للتأكيد بأن ذلك لم يضايقهم على الاطلاق.
معلومات ممائلة تأتي من المشاركين بالاستعراضات الخيارية. الذي غنى مثلا، ذكر انه كان يعلم بأنه ليس مغنياً وحتى لايستطيع الغناء، ومع ذلك شعر ان تقدمه للغناء كان امرا طبيعياً.

المشاركين لايشعرون ان التنويم المغناطيسي قد سلبهم السيطرة على نفسهم، بل يعايشون الحدث وكأنهم اصبحوا اكثر رغبة للقبول بتنفيذ رغبتهم المكبوتة، او ماجعلهم القائم بعملية التنويم يعتبرونه رغبتهم الذاتية. بمعنى آخر، ان المرء لايزال يحتفظ بسيطرته على نفسه اثناء التأثر بالتنويم المغناطيسي، ولايوجد مايشير الى القدرة على اجبار الانسان على القيام بأعمال تتعارض مع تمنياته وقناعاته العميقة.

في نفس الوقت، ظهر ان التنويم المغناطيسي فعال للغاية عندما تتطابق رغبات المشارك مع الطلب الذي عليه ان ينفذه، مثل التمني بأن تكون العملية بدون الم، او الرقص في حفلة زار.
مثلا، اظهرت 18 دراسة جرت على 8395 امرأة حامل في استراليا، ان التنويم المغناطيسي زاد من احتمالات النساء على الولادة بدون الحاجة الى المخدر او الشعور بالالم.

ان عدم إنتشار إستخدام التنويم المغناطيسي حتى اليوم يعود الى كون اغلب الاطباء يعتقدون انه غير عملي، ولكن النتائج الباهرة التي يقدمها يجعل مسألة انتشاره قضية وقت ليس إلا.



مصادر:
Hypnose statt Vollnarkose
Under the knife...under hypnosis
Hypnosis and Conscious States
The cognitive neuroscience perspective

Mind over Medicine
Sebastian Schulz-Stübner
Brain Imaging Studies Investigate
Pain Reduction by Hypnosis

With Hypnosis
Illustrerad vetenskap nr.4/2007 s.50-53

 
أعلى