البابا مقارة الثاني

TADO2010

انا من تراب
عضو مبارك
إنضم
14 يونيو 2007
المشاركات
915
مستوى التفاعل
30
النقاط
0
الإقامة
تائه فى الخطية

البابا مقارة الثاني
البطريرك التاسع والستون
في عداد بطاركة الكرسي الإسكندري


بعد اختيار وقسمة البابا مقارة الثاني، بدأ أعمال حبريته بمعونة الله.
ظواهر طبيعية كونية أزعجت الشعب:
+ في السنة الثامنة من بطريركية البابا مقارة الثاني، وفي يوم الخامس من شهر بشنس (مايو / يونية) ثارت ريح عظيمة حملت غباراً أسود، وكان ذلك في الساعة التاسعة (الثالثة بعد الظهر) من يوم الأحد، وصار في الجو حُمرة عظيمة (غبار أحمر قادم غالباً من جبل المقطَّم) منتشرة على الأرض مثل النار، ثم صارت ظلمة عظيمة شديدة (نتيجة تغلُّب الغبار الأسود)، حتى لم يُبصر أحد من الناس الآخر.
واعتقد جميع الناس أن يـوم القيامة قـد حضر.
وطبعاً كانت هذه رياح الخماسين التي تهب في مثل هذه الأيام من السنة، لكنها كانت شديدة وقد نزحت معها أتربةً سوداء ورمالاً حمراء من الريف ومن جبل المقطَّم(1).
وخرج الناس من دورهم ومساكنهم، وتركوا أبوابها مفتوحة ظانِّين أنهم على وشك الهلاك ولا رجوع لهم إلى مساكنهم، وظلُّوا هائمين على وجوههم متجهين إلى الجوامع والكنائس والأزقَّة.
أما الباعة فتركوا حوانيتهم وما فيها من ذهب وفضة وقطَّاني وغير ذلك، وجروا في الساحات حائرين واحتموا في المواضع الفسيحة المكشوفة خوفاً من أن تسقط عليهم السقوف والجدران.
وبعد ساعة جاء المطر وانهمر فانقشع الغبار، وسكنت الرياح وظهر النور، فعاد الناس إلى بيوتهم وحوانيتهم.
+ وفي يوم الجمعة الثالثة من شهر توت (أوائل أكتوبر) سنة 818 للشهداء، كانت زلزلة عظيمة، فلما كان الليل انهدمت كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بجزيرة الروضة (منيل الروضة)، وقيل إنها سقطت من جراء الزلزال. ولكن كان السبب في ذلك، كما رواه كاهن الكنيسة ”جميل بن يحنس الصعيدي“، والقائم بالكنيسة ”القيِّم“ واسمه ”معاني الأحول“، أن شخصاً اسمه ”يوسف المستحب المسلماني بن مرقورة البنا“، هو الذي هدمها ليلاً وأوعز أنها سقطت بسبب الزلزال، وكان في خصومة مع القائمين على الكنيسة، إذ كان يبني بستاناً للوالي ”الأجلّ الأفضل“ (ابن بدر الدين الجمالي)، وكان قد طلب شيئاً منهم، فوعدوه ببعض الدنانير، ولكن لم يعطوه شيئاً، فلما أذلَّهم هددوه بالاستغاثة بالسلطان، فهدَّدهم بهدم الكنيسة.
فلما حدثت الزلزلة، بات هو وعماله بجانب الكنيسة. فما أصبح الصباح إلاَّ ورأوها منهدمة. وأذاع في الغد هو وعمَّاله أن الزلزلة التي كانت بالنهار شققت جدرانها، فلما حلَّ الليل وقويت عليها الرياح سقطت.
فنال المسيحيون من ذلك غمٌّ كبير. ولما بلغ الأمر للأب البطريرك حزن كثيراً، وقال: ”إنما كان هذا في أيامي لكثرة ذنوبي“. وبدأوا في حمل أخشابها وأدواتها واحتفظوا بها في كنيسة المعلَّقة، حسب أمر الأب البطريرك.
انتقال أسقف القاهرة ”أنبا سنهوت“ (شنودة)، وكيفية قسمة أسقف جديد، ورسائل متبادلة
بين شعب القاهرة والأب البطريرك:
وفي يوم السبت السابع عشر من بشنس سنة 833 للشهداء، تنيح أسقف القاهرة أنبا سنهوت (شنودة). وقد حضر الأب غريغوريوس بطريرك الأرمن حيث اجتمع الشعب كله وجميع كهنة القاهرة وأقاموا صلوات الجناز، ودُفن في مدفن في ”بركة الحبش“، وحزن عليه الجميع وبكوا.
وكان الأب البطريرك بعيداً لم يستطع الوصول في الموعد المحدَّد. فكتب إليه ”يوحنا بن صاعد“ (وهو نفس كاتب سيرة البابا مقارة الثاني)، رسالة إلى قداسته يُعزِّيه فيها. وقد ذكر ضمن ما ذكر في رسالته أهمية كرسي القاهرة، لأن فيها يُقيم أراخنة مصر ومُقدِّميها ووجوه أقباطها ورؤسائها، وأنه ”يجب أن يكون الذي يُقام لرعايتهم قد بلغ سن الكهولة(2) (الخمسين من عمره)، والتزم بعهود طريق الرهبنة، وقرأ كتب القوانين الكنسية والقوانين الرسولية، ومارس خدمة الهياكل المسيحية، وحفظ الطقوس الكهنوتية، واشتهر بحُسن عبادته وعلمه وطهارته ونُسكه وجميل سيرته، وعفافه وتواضعه“.
ثم طلب في رسالته اختيار أسقف ”يكون قد بلغ سنِّ الكهولة أو تعدَّاها“، بحيث يحظَى بتجميع قلوب كافة المؤمنين على طاعته وقبوله ومحبته والرضا بتقدمته عليهم ورعايته لهم بمعونة الروح القدس.
+ وجاء ردُّ الأب البطريرك يقول فيه ضمن ما يقول:
”فالأمر لله، يُقدِّم مَن يراه، وبرأي الأراخنة الصائب فيه“. ولم يذكر اسم أي شخص.
+ فعاد ”يوحنا بن صاعد“ يكتب إليه ثانية، يؤكِّد عليه ضرورة العمل على اختيار أسقف ”موثوق بحكمته وحنكته وتجربته، وقد زالت عنه حرارة الشباب وحدَّته، وتميَّز بسِنِّ الكِبَر وخبرته (راجع هامش رقم 2)... واتفقت الكلمة على استحقاقه الرئاسة“.
+ فردَّ الأب البطريرك ثانية على الرسالة، مُلقياً اللوم على شعب القاهرة بعدم تقديمهم الاسم المختار:
”فإنَّ القانون يقول أن يكون الأسقف مختاراً من شعبه، ويقع التراضي من جميعهم عليه... ولم يَقُل القانون أن يكون مختاراً من شعب غريب ولا من بطريرك. والآن، فالسمع والطاعة لهم فيما أمر به القانون، فتختارون مَن يقع عليه رضاؤكم... فأُقدِّمه عليكم ولا أخرج عن رأيكم فيه، لأنكم مُباشريه.
وهكذا يكون الرؤساء والمقدِّمون، أعني الشيوخ الأراخنة المسيحيين، أدام الله علوَّهم... فإنني، يعلم الله، لو جاءتني ملائكة السماء ما قدَّمتُ واحداً إلاَّ الذي يُقدِّموه من ذواتهم“.
وقد أخذ الأراخنة هذا الخطاب على محمل أن الأب البطريرك لا يشتهي أن يجعل في كرسي القاهرة أسقفاً، بل يكون هو الحاكم فيه.
فيقول كاتب السيرة: ”فلم يُرضينا ذلك وقلقنا منه، وقلنا: كما أنه لا يجوز أن يكون لمسيحي زوجتين، كذلك لا يجوز أن يكون لأسقف كرسيين. وهذا الأب أنبا مقارة البطريرك هو أسقف مدينة الإسكندرية، فكيف يمكن أن يكون له أسقفية مصر؟“
وهكذا اجتمع الكهنة والشعب في كنيسة الشهيد سرجيوس بقصر الشمع بالقاهرة القديمة، وتذاكروا مِمَّن يصلح للأسقفية من الرهبان الكهنة، وغيرهم من الأديرة.
فذكروا 12 رجلاً، اختاروا من بينهم واحداً هو ”يؤانس بن سنهوت (شنودة)“، فرَضِيَ الجميع بذلك، وكتبوا تزكية له، ووقَّع عليها الأراخنة والكهنة وكبار الشعب بالرضا به.
فأرسلوا التزكية إلى الأب البطريرك مع رسالة مُرفقة بها.
+ وورد رد الأب البطريرك، وفيها ينصحهم أن يعرضوا هذا الراهب المُرشَّح على بطريرك الأرمن ليُبدي رأيه فيه، ويُخطر الأب البطريرك بكفاءته؛ وحينئذ يحضر ليقسمه أسقفاً.
ففعلوا ذلك، وقسمه الأب البطريرك مقارة الثاني أسقفاً على القاهرة.
أحداث سياسية مؤلمة: الحروب الصليبية:
بدأت هذه الحروب الصليبية في عهد الخليفة ”المستعلي بالله“، وولاية ”الأفضل“ بن بدر الدين الجمالي الأرمني في أواخر القرن الحادي عشر. إذ أن راهباً إيطالياً اسمه ”بطرس الناسك“ كان قد نجح في استثارة ملوك أوروبا وأمرائها إلى حدٍّ جعلهم يزعمون أن من واجبهم تخليص الأراضي المقدسة من أيدي المسلمين، وعلى الأخص بعد أن بلغهم أمر الحاكم بأمر الله بحرق كنيسة القيامة والقبر المقدس في القدس(3)، وقد كان ذلك السبب هو الدافع الظاهري إلى هذه الحروب، ولكن الحقيقة هي وجود عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية في الغرب الأوروبي، فضلاً عن تمادي البابوية الرومانية في استخدام السياسة لتحقيق أطماع شخصية. والدافع الخفي كان استعمار الشرق سياسياً ومذهبياً.
+ ففي يوم 15 يوليو سنة 1099م، تمكَّنت جموع الحملة الصليبية الأولى من دخول القدس بعد أن تغلَّبت على حاميتها من جنود الفاطميين، فانطلقوا في شوارع المدينة وإلى الدور والمساجد ليذبحوا كل مَن يقع في أيديهم من الشيوخ والنساء والأطفال دون تمييز، كما سيطر الصليبيون اللاتين على جميع الأماكن المسيحية المقدسة عقب دخولهم ووضعوها تحت إشراف البطريرك اللاتيني الجديد.
كما اضطهد الصليبيون اليونانيين الأرثوذكس باعتبارهم منشقِّين عن كنيسة روما، وأُبعِد القسوس الذين يؤدُّون الشعائر الأرثوذكسية في كنيسة القيامة، ولم يستطع رجال الكنيسة الأرثوذكسية البيزنطيين أن يُعيِّنوا لأنفسهم أساقفة ولا بطريركاً، نظراً للشعور العدائي من جانب اللاتين.
كذلك أساء الصليبيون في القدس إلى رعاة الكنائس ودور العبادة التابعة للكنيسة القبطية، مثال ذلك أن سيدة قبطية كسيحة، وهي ابنة كاهن اسمه ”جرجس بن الفضائل“ اضطرت تحت تهديداتهم أن تُعطيهم كل ما تملك لتنقذ الكنيسة التي تصرف عليها(4).
كما منع الصليبيون أقباط مصر من الحج إلى المدينة المقدسة بدعوى أنهم هراطقة. ويقول كتاب ”تاريخ البطاركة“: ”وصرنا نحن معشر النصارى اليعاقبة القبط لا نصل إلى الحج، ولا نتمكن من ذلك، لأجل ما هو مشهور من بُغضهم لنا، وسوء اعتقادهم فينا، وتكفيرهم إيَّانا“. لذلك ”لم يكن حزن الأقباط بأقل من حزن المسلمين“(5).
وصول الصليبيين إلى مصر:
وفي شهر أبيب من سنة 830 للشهداء، وهي السنة الخامسة عشرة لبطريركية الأب أنبا مقارة البطريرك، وصل ”بردويل (بلدوين)“(6) في عهد الخليفة ”الآمِر“ سنة 1117م، وهو مُقدِّم الفرنجة (كان الصليبيون يُعرفون في ذلك الوقت باسم: ”الفرنجة“)، وكان يقود جيشاً عظيماً إلى ”الفرما“، فنهبها وأحرقها.
وقرر الهجوم على مصر (القاهرة) بغتة، لكنه مرض، وفي ثالث يوم اشتدَّ مرضه، فأمر أصحابه أن يحملوه ويعودوا به إلى الشام، فحملوه وعادوا به. فلما وصل إلى العريش مات هناك، فحنَّطوه وعادوا به إلى القدس.
+ وكان حاكم مصر ”السيد الأجلّ الأفضل“ ابن بدر الدين الجمالي، لما بلغه وصولهم إلى الفرما، جرَّد جيشاً عظيماً. فلما مات ”بردويل“ مُقدِّمهم وعادوا، تبعهم الجنود المصريون إلى فلسطين ثم عادوا.
+ وقد استبدَّ الأسى بالأقباط بسبب ما كان يضعه هؤلاء الغازون على رؤوسهم وصدورهم وأسلحتهم من علامة الصليب، بينما كان الصليب هو رمز السلام والصفح والمغفرة، ولم يكن أبداً شعاراً للغزو والقتل (فقد قتل الصليبيون من أهالي القدس مدينة ملك السلام سبعين ألفاً من الآهلين العُزَّل).
أما الحُكَّام فقد شدَّدوا الخناق على الأقباط ظنّاً منهم أنهم يُمالئون الغُزاة حاملي الصليب، فضاعفوا طلباتهم عليهم. بينما في الوقت نفسه، فإن هؤلاء الذين التحفوا بعلامة الصليب كانوا يعتبرون الأقباط وغيرهم من مسيحيِّي الشرق مُبتدعين منبوذين خارجين عن حظيرة الكنيسة الرومانية.
اضطرابات أدَّت إلى مقتل الحاكم ”الأفضل“:
وفي وسط هذه الحالة من القلق والتوتر التي كانت تسود البلاد بسبب الغزو الصليبي لمصر، خطر ببال الخليفة ”الآمِر“ أن يتخلَّص من وزيره ”الأفضل“ والي مصر. وكان ”الآمِر“ الخليفة ينعم بالترف والأُبَّهة، وينتقل من قصره المُقام على جزيرة الروضة إلى حديقته الغنَّاء (التي كانت تُكأة لهدم كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل هناك)، وحين يسأم كان يذهب إلى دير نهيا لقضاء بضعة أيام فيه. وكان كلما ذهب إلى هذا الدير، يمنح رهبانه ألف دينار. أما في الزيارة الأولى، فقد أوقف عليه 30 فداناً، إلاَّ أن الترف الذي كان يعيش فيه الوزير ”الأفضل“ ملأ قلب الخليفة ”الآمِر“ بالحسد، فاندفع إلى التخلُّص منه.
وهكذا أوعز الخليفة إلى ثلاثة رجال ليقتلوا الوزير، بينما هو خارج من قصر الخليفة. ولما بلغ خبره للخليفة، خرج من ساعته إلى دار الوزارة وصادر ما فيها من الأموال والجواهر والذهب والفضة والملابس والأثاث إلى قصره، ويُقال إن المال وحده كان أربعة ملايين دينار.
+ وبعد ذلك عيَّن الخليفة ”القائد الأجلّ عبد الله“ وقلَّده الوزارة. ولكنه عاد بعد زمنٍ قليل وعوَّل على قتله وهو في قصره، واعتقل إخوته وأولاده ووالده في سجنٍ بالقصر، موثقين بالحديد والقيود، وكان ذلك في سنة 1125م.
+ ولم يُعيَّن من بعده وزير في القاهرة حتى وفاة الخليفة ”الآمِر“ مقتولاً سنة 1130م.
انتقال الأب البطريرك مقارة الثاني:
ولم تنقضِ سنوات قليلة على مقتل الوزير ”الأفضل“ ثم الوزير ”عبد الله“، حتى تنيح الأب البطريرك مقارة الثاني، بعد باباوية دامت سبعاً وعشرين سنة وشهراً واحداً. فصلَّى عليه الأساقفة، ودُفِنَ في كنيسة المُعلَّقة.


بركة صلواته تكون مع جميعا

امــــــــــيـــــــــــــن

 

KOKOMAN

.
مشرف سابق
إنضم
9 سبتمبر 2007
المشاركات
122,437
مستوى التفاعل
414
النقاط
0
الإقامة
ALEX
بركه صلواته فلتكن مع جميعنا
شكرا على السيره العطره
ربنا يبارك حياتك
 

kalimooo

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 يونيو 2008
المشاركات
143,884
مستوى التفاعل
1,788
النقاط
113
الإقامة
LEBANON



بركة صلواته فلتكن معنا

شكرا على السيرة الذكية

الرب يباركك

 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,201
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus


سيره جميله وراائعه جدا

شكرااا جدا

سلام الرب يســـــوع

 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
بركة صلاته تكون معنا

ميرسى على السيرة العطره

ربنا يفرح قلبك
 
أعلى