البابا كيرلس الكبير

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
القمص أثناسيوس فهمي جورج
البابا كيرلس الكبير ومجمع أفسس

البطريرك الرابع والعشرون (412 م. 444 م)



* قال عن نفسه "إنني قد وعدت نفسي على أن اقبل لأجل المسيح كل أنواع التضحية والعذاب إلى أن ألاقى الموت الذي أقبله بفرح من أجل غاية كهذه... فلا شيء يخيفني لا الشتائم ولا الاحتقار ولا التعذيبات أيا كانت ولكن يكفيني أن يكون الإيمان كاملًا ومحفوظًا!!"


أولًا: نشأة القديس
1- تربى القديس في كنف خاله القديس البابا ثيؤفيلس فشب على معرفة العلوم الدينية والشغف بقراءة الكتب المقدسة وأقوال الآباء وسيرهم كما انه كان يمتلك موهبة حفظ الألحان الكنسية وترديدها.

2- وقد ألحقه خاله بالمدرسة اللاهوتية بالإسكندرية لدراسة العلوم الفلسفية التي تعينه على الدفاع عن المسيحية ضد الهراطقة والمبتدعين فتمكن من دراسة جميع العلوم الدينية والفلسفية وتهذب بكل العناية الفائقة منذ الصغر وحتى تخرجه.

3- ولم يكتف خاله بذلك بل أرسله إلى البرية في جبل النطرون إلى دير أبي مقار حتى يتتلمذ على الأنبا سيرابيون تلميذ الأنبا مقار الذي أوصاه بأن يقوم بتهذيبه بكل العلوم الكنسية والنسكية ومكث بالفعل مع أستاذه مدة خمس سنوات تمكن خلالها من التهام كل كتب البيعة وأجاد بإتقان كل علوم الكنيسة وأعطاه الرب الإله نعمة وفهم قلب عجيب حتى كان إذا قرأ كتابًا مرة واحدة بحفظه عن ظهر قلب.

4- وهكذا بعد كل هذه الدراسات عاد إلى الإسكندرية حيث خاله الذي امتدح نبوغه العظيم المبكر بقوله "إنك بهذه الدراسات ستبلغ أورشليم السمائية في موضع سكنى القديسين" وعلى الفور قام خاله برسامته شماسًا وقد كان القديس كيرلس إذا ما وقف ليرتل الإنجيل تمنى المؤمنون ألا ينتهي من القراءة لرخامة صوته.

5- ثم بعد ذلك رسمه قسًا وكلفه بالقيام بالوعظ رغم صغر سنه فحاز إعجاب السامعين ونال رضى جميع الكهنة والعلماء في جيله حيث أنه برع في فهم الأسفار المقدسة وشرحها ببراعة عجيبة. وكان البابا ثيؤفيلس بشكر الله إذ رزقه ولدًا روحيًا قد شب بالنعمة والحكمة.​
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
ثانيًا: تتويجه بطريرك
* وما كاد العرش المرقسي يخلو بنياحة البابا ثيؤفيلس حتى قال الشعب القبطي كلمته وأجمع الإكليروس على انتخاب القس كيرلس ليخلفه على العرش وأجمع الكل على تتويجه بطريركًا بعد ثلاثة أيام فقط من نياحة خاله فجلس على الكرسي في 21 بابة سنة 129ش الموافق 18 أكتوبر سنة 412 م. في عهد الإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير.

ثالثًا: بداية أعماله:
* قام بتكريم القديس يوحنا ذهبي الفم والاعتراف بفضله أمام الجميع كما أشاد بالقيمة العظيمة لمؤلفاته الكثيرة كما انه أثناء قيام البابا كيرلس بتدوين قداس القديس مرقس الرسول دون اسم القديس يوحنا ذهبي الفم في قائمة أسماء القديسين الذين يذكرون في صلاة القداس وهكذا وضع البابا كيرلس حدًا نهائيًا لهذه القضية.

 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
رابعًا: متاعب في طريق البطريركية


المشكلة الأولى: كتابات يوليانوس الجاحد
* لقد نما إلى علم البابا كيرلس الأول أن يوليانوس الفيلسوف والملك الجاحد كان قد وضع عشرة كتب ضد الديانة المسيحية متضمنة بين سطورها التشكيك والطعن في ألوهية السيد المسيح له المجد وأقواله وتعاليمه ومعجزاته الإلهية وكانت هذه الكتب العشرة بمثابة فخر للشباب الوثني.

* فقام البابا كيرلس الأول بالرد على أقوال يوليانوس وأخذ يفندها واحدة تلو الأخرى حتى تحقق له القضاء عليها قضاءًا مبرمًا. ولبى الإمبراطور نداء البابا الإسكندري وجمع كل كتب يوليانوس وأبادها جميعًا.



* قاوم البابا كيرلس الأول النوفاسيين اتباع نوفاسيوس قس كنيسة روما الهرطوقي الذي كان يرفض توبة من جحد الإيمان أثناء الاضطهادات ويأبى أن يحل الناس من خطاياهم.

* فبعدما أوضح لهم فساد معتقدهم ولم يرجعوا عنه فاضطر البابا أخيرًا بطردهم من الإسكندرية بعد أن كانوا قد نموا عظيمًا في عهده ورسموا لهم أسقفًا لرعايتهم يدعى ثيموتمبوس فهربوا جميعًا مع أسقفهم تاركين الإسكندرية وبهذا تمكن البابا من الخلاص منهم وقطع دابرهم.



المشكلة الثالثة: ثورة اليهود والمسيحيين:
* عظمت شوكة اليهود ضد المسيحية حالمًا رأوا انتشارها ونموها السريع بسعيهم لدى الحكام والولاة بالرشاوى كي يساعدوهم ضد المسيحيين.

* وهكذا نجد أن البابا كيرلس الأول يواجه مقاومة شديدة ومتاعب عديدة من الهراطقة واليهود ففي إحدى الليالي انتشرت شائعة أن اليهود أشعلوا النيران في الكنيسة البابا ألكسندروس فعلى الفور سارع المسيحيون كبارًا وصغارًا ومن كل ناحية إلى الكنيسة لحمايتها من الحريق وكان وكان هذا الأمر باتفاق اليهود حتى ينفردوا بالمسيحيين ويفتكوا بهم وبالفعل حينما امتلأت الشوارع المحيطة بالكنيسة بالمسيحيين هجم عليهم اليهود من كل جانب وأسالوا دماء المسيحيين بكل وحشية وفظاظة.

* وفي صباح اليوم التالي عندما اتضحت الأمور وشعر المسيحيون بهذه الخدعة التي دبرها اليهود عزموا على الانتقام منهم.

* وعندما لم يستطع البابا أن يمنعهم من ذلك وبعد محاولات مضنية سمح لهم بعد استئذان الإمبراطور بطرد اليهود من المدينة دون سفك أي دماء ودون المساس بأي أحد فتم ذلك واستولى المسيحيون على مجامعهم وما فيها... وبهذا انتهت الجالية اليهودية بالإسكندرية.
خامسًا: نسطور والبدعة النسطورية


1 من هو نسطور:
* ولد نسطوريوس في سوريا بمدينة مرعش وتربى في أنطاكية وهناك ترهب بدير إيروبيوس وقد تتلمذ على تيودورس المبسوستي واختير بعدما تم تعليمه ليكون شماسًا ثم قسًا في كاتدرائية أنطاكية واشتهر بفصاحته وقوة عظاته وقد اختاره الإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير ليكون بطريركًا على القسطنطينية وعند ارتقائه لهذا المنصب الرفيع لم يحتمل عظمة المكانة التي أختبر لها فسلك بالكبرياء والعظمة وأعجب بذاته حتى انه في إحدى عظاته في الكنيسة وجه خطابه للإمبراطور قائلًا له:

* "أستأصل أيها الملك معي جميع الهراطقة وأنا أستأصل معك جنود الفرس الأردياء وبعد أن تقضى على الأرض حياتك السعيدة أضمن لك أخيرًا جند الخلد في السماء".

* وقد كان نسطور قبل جلوسه على كرسي القسطنطينية يملك غيرة شديدة في الدفاع عن الإيمان المستقيم ضد الهراطقة لكن للأسف كانت هذه الغيرة مثل سحابة صيف سرعان ما تبخرت بعد قليل نتيجة سقوطه في بدعته الشنيعة وقد كان سقوطه عظيمًا حتى أن بعض المؤرخين قال عنه:

* "إن نسطور حارب جميع الهرطقات ليمهد السبيل إلى هرطقته".

 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
رابعًا: متاعب في طريق البطريركية


المشكلة الأولى: كتابات يوليانوس الجاحد
* لقد نما إلى علم البابا كيرلس الأول أن يوليانوس الفيلسوف والملك الجاحد كان قد وضع عشرة كتب ضد الديانة المسيحية متضمنة بين سطورها التشكيك والطعن في ألوهية السيد المسيح له المجد وأقواله وتعاليمه ومعجزاته الإلهية وكانت هذه الكتب العشرة بمثابة فخر للشباب الوثني.

* فقام البابا كيرلس الأول بالرد على أقوال يوليانوس وأخذ يفندها واحدة تلو الأخرى حتى تحقق له القضاء عليها قضاءًا مبرمًا. ولبى الإمبراطور نداء البابا الإسكندري وجمع كل كتب يوليانوس وأبادها جميعًا.



* قاوم البابا كيرلس الأول النوفاسيين اتباع نوفاسيوس قس كنيسة روما الهرطوقي الذي كان يرفض توبة من جحد الإيمان أثناء الاضطهادات ويأبى أن يحل الناس من خطاياهم.

* فبعدما أوضح لهم فساد معتقدهم ولم يرجعوا عنه فاضطر البابا أخيرًا بطردهم من الإسكندرية بعد أن كانوا قد نموا عظيمًا في عهده ورسموا لهم أسقفًا لرعايتهم يدعى ثيموتمبوس فهربوا جميعًا مع أسقفهم تاركين الإسكندرية وبهذا تمكن البابا من الخلاص منهم وقطع دابرهم.



المشكلة الثالثة: ثورة اليهود والمسيحيين:
* عظمت شوكة اليهود ضد المسيحية حالمًا رأوا انتشارها ونموها السريع بسعيهم لدى الحكام والولاة بالرشاوى كي يساعدوهم ضد المسيحيين.

* وهكذا نجد أن البابا كيرلس الأول يواجه مقاومة شديدة ومتاعب عديدة من الهراطقة واليهود ففي إحدى الليالي انتشرت شائعة أن اليهود أشعلوا النيران في الكنيسة البابا ألكسندروس فعلى الفور سارع المسيحيون كبارًا وصغارًا ومن كل ناحية إلى الكنيسة لحمايتها من الحريق وكان وكان هذا الأمر باتفاق اليهود حتى ينفردوا بالمسيحيين ويفتكوا بهم وبالفعل حينما امتلأت الشوارع المحيطة بالكنيسة بالمسيحيين هجم عليهم اليهود من كل جانب وأسالوا دماء المسيحيين بكل وحشية وفظاظة.

* وفي صباح اليوم التالي عندما اتضحت الأمور وشعر المسيحيون بهذه الخدعة التي دبرها اليهود عزموا على الانتقام منهم.

* وعندما لم يستطع البابا أن يمنعهم من ذلك وبعد محاولات مضنية سمح لهم بعد استئذان الإمبراطور بطرد اليهود من المدينة دون سفك أي دماء ودون المساس بأي أحد فتم ذلك واستولى المسيحيون على مجامعهم وما فيها... وبهذا انتهت الجالية اليهودية بالإسكندرية.
خامسًا: نسطور والبدعة النسطورية


1 من هو نسطور:
* ولد نسطوريوس في سوريا بمدينة مرعش وتربى في أنطاكية وهناك ترهب بدير إيروبيوس وقد تتلمذ على تيودورس المبسوستي واختير بعدما تم تعليمه ليكون شماسًا ثم قسًا في كاتدرائية أنطاكية واشتهر بفصاحته وقوة عظاته وقد اختاره الإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير ليكون بطريركًا على القسطنطينية وعند ارتقائه لهذا المنصب الرفيع لم يحتمل عظمة المكانة التي أختبر لها فسلك بالكبرياء والعظمة وأعجب بذاته حتى انه في إحدى عظاته في الكنيسة وجه خطابه للإمبراطور قائلًا له:

* "أستأصل أيها الملك معي جميع الهراطقة وأنا أستأصل معك جنود الفرس الأردياء وبعد أن تقضى على الأرض حياتك السعيدة أضمن لك أخيرًا جند الخلد في السماء".

* وقد كان نسطور قبل جلوسه على كرسي القسطنطينية يملك غيرة شديدة في الدفاع عن الإيمان المستقيم ضد الهراطقة لكن للأسف كانت هذه الغيرة مثل سحابة صيف سرعان ما تبخرت بعد قليل نتيجة سقوطه في بدعته الشنيعة وقد كان سقوطه عظيمًا حتى أن بعض المؤرخين قال عنه:

* "إن نسطور حارب جميع الهرطقات ليمهد السبيل إلى هرطقته".

 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus

2 ما هي النسطورية؟:
* قال نسطوريوس "حيث أن الله تعالى لا يمكن أن يموت أو يتألم لذلك كان المسيح أقنومين متباينين. ذات إلهية تعلو على الآلام الإنسانية وذات إنسانية عرضة للآلام والموت ومن ثم كانت الذات المتألمة هي الذات الإنسانية وحدها منفصلة عن الذات الإلهية".

* وهكذا نادى نسطور بأن في السيد المسيح أقنومين وشخصين وطبيعتين فهو حين يصنع المعجزات يكون ابن الله وحين يتألم ويجوع ويعطش ويصاب ويموت يكون ابن مريم.

* ونتيجة لفصل نسطور طبيعة السيد المسيح اللاهوتية عن طبيعته الناسوتية ترتب على ذلك الآتي:

أ عدم تسمية السيدة العذراء مريم qeotokoc ثيؤتوكوس Theotokos أي والدة الإله وإنها أم يسوع فقط وعليها بنى هرطقته في أن الطبيعة الإلهية لا يمكن أن تولد أو تصير جسدًا بشريًا وعلى هذا فالسيدة العذراء لم تلد الله الكلمة الأزلي وإنما ولدت يسوع الإنساني ولهذا فإننا يجب أن ندعوها أم يسوع "الجسداني" وليس أم الله.

ب انتقاد المجوس في سجودهم للطفل يسوع (مت11:2) باعتباره (يحسب اعتقاد نسطور الفاسد) ناسوتًا فقط وينبغي أن يكون السجود للاهوت وقد هتف نسطور في إحدى خطبه في يوم عيد البشارة (بشارة العذراء) مجاهرًا على مسمع ومرأى من الجميع أنه لا يمكن أن يسجد لطفل ابن ثلاثة شهور كما سجد له المجوس. وقد كان لهذا الكلام أكبر الأثر في إحداث اضطراب في بيعة الله المقدسة.

ج استبعاد الجزء الأخير من كل الثلاث تقديسات وهي:

* يا من ولدت...... يا والعشرين في عداد البطاركة. من صلبت...... يا من قمت..

* وبحكم منصبه كبطريرك للقسطنطينية وبما له من نفوذ وجبروت بدأ ينشر بدعته الفاسدة المفسدة في كل مكان مستعينًا ببعض الآباء الكهنة والأساقفة أيضًا.

* أما عن الشعب المسيحي للقسطنطينية فلما سمع أقوال نسطوريوسس رفضها رفضًا تامًا لعدم اتفاقها مع كلمة الله المقدسة وبدأوا يثورون ضد نسطور الذي ازداد في عناده وتصلفه كما حضر إليه جمع من الرهبان وبينوا له خطأ هذه التعاليم وانحرافها عن الإيمان المستقيم فغضب عليهم وأمر بحبسهم في الكنيسة كما أمر اتباعه بنزع ملابسهم وضربهم وإهانتهم ثم أوثقوهم بعامود وراحوا يضربوهم على بطونهم.

* ولما اشتد الجدال بين شعب القسطنطينية بسبب هذا الأمر انتشر أيضاُ بين البلاد المجاورة. وما هي إلا أيام قليلة حتى نما هذا الأمر إلى مسامع البابا العظيم كيرلس الكبير والغيور على الإيمان المستقيم.



3 ما هي عقيدتنا الصحيحة:
أ أن الرب يسوع كامل في لاهوته وكامل أيضًا في ناسوته، وأن اللاهوت والناسوت متحدان اتحادًا حقيقيًا تامًا في الجوهر وفي الأقنوم وفي الطبيعة بغير انفصال وبدون امتزاج أو تغيير.

ب إن الأقنوم الثاني في الثالوث الأقدس اتخذ من السيدة العذراء جسدًا بشريًا ونفسًا إنسانية ناطقة عاقلة، وأن المولود منها هو الإله الذي له طبيعة واحدة متجسدة لها جميع صفات وخصائص الطبيعتين معًا.

وقد أيَّد القديس كيرلس الكبير عقيدة الطبيعة الواحدة بأدلة كتابية منها:

* قول البشير يوحنا "والكلمة Logos صار جسدًا" (يو14:1) وقوله صار دلالة قوية على الإيمان الحقيقي في الطبيعة الواحدة.

* ومن قول رب المجد " ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء" (يو13:3) فالذي في السماء هو بعينه الذي على الأرض وهو ابن الله وهو ابن الإنسان... جوهر واحد وأقنوم واحد وطبيعة واحدة.

* وأيضًا من قول رب المجد عن نفسه " أنا هو الأول والآخر وإني كنت ميتًا وها أنا حي إلى دهر الدهور ولى مفاتيح الموت والجحيم" (رؤيا17:1، 18) فالضمير (أنا) يدل على الاتحاد الحقيقي والطبيعة الواحدة فهو الأول والآخر وهو هو بعينه الحي الذي كان ميتًا، الحي إلى دهر الدهور.

* وقد أعلن الرسول بولس صراحة أن السيد المسيح هو الله بقوله "كنيسة الله التي اقتناها بدمه" (أع18:20) فالدم المسفوك على الصليب هو دم الله نفسه الذي به اقتنى كنيسة الله المقدسة.

* ليس هذا فقط بل يمكننا أن نرى حقيقة التجسد الإلهي واضحة تمامًا في قول الكتاب "عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد" (1تيمو16:3).

* وحتى يقرب القديس كيرلس الإسكندري سر التجسد الإلهي الفائق الإدراك الأذهان المحدودة صار ينتقل من المحسوس إلى المعقول مستخدمًا تشبيهات متعددة.

* فقد شبه ذلك الاتحاد الحقيقي والجوهري بالاتحاد القائم بين النفس والجسد في الطبيعة البشرية وباتحاد النار بالحديد وبجمرة أشعياء (اش6:6، 7).

* ونلاحظ في معظم هذه التشبيهات أن الجوهر الإلهي ممثل فيها بواسطة النار المتأججة التي هي أقوى من كل شيء سواها لأنها رمز مناسب لجوهر الله "إلهنا نار آكلة" (عب29:12) والله محبة "ومحبته متأججة كالنار قوية كالموت لهيبها نار لظى الرب" (نش6:8).
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus

2 ما هي النسطورية؟:
* قال نسطوريوس "حيث أن الله تعالى لا يمكن أن يموت أو يتألم لذلك كان المسيح أقنومين متباينين. ذات إلهية تعلو على الآلام الإنسانية وذات إنسانية عرضة للآلام والموت ومن ثم كانت الذات المتألمة هي الذات الإنسانية وحدها منفصلة عن الذات الإلهية".

* وهكذا نادى نسطور بأن في السيد المسيح أقنومين وشخصين وطبيعتين فهو حين يصنع المعجزات يكون ابن الله وحين يتألم ويجوع ويعطش ويصاب ويموت يكون ابن مريم.

* ونتيجة لفصل نسطور طبيعة السيد المسيح اللاهوتية عن طبيعته الناسوتية ترتب على ذلك الآتي:

أ عدم تسمية السيدة العذراء مريم qeotokoc ثيؤتوكوس Theotokos أي والدة الإله وإنها أم يسوع فقط وعليها بنى هرطقته في أن الطبيعة الإلهية لا يمكن أن تولد أو تصير جسدًا بشريًا وعلى هذا فالسيدة العذراء لم تلد الله الكلمة الأزلي وإنما ولدت يسوع الإنساني ولهذا فإننا يجب أن ندعوها أم يسوع "الجسداني" وليس أم الله.

ب انتقاد المجوس في سجودهم للطفل يسوع (مت11:2) باعتباره (يحسب اعتقاد نسطور الفاسد) ناسوتًا فقط وينبغي أن يكون السجود للاهوت وقد هتف نسطور في إحدى خطبه في يوم عيد البشارة (بشارة العذراء) مجاهرًا على مسمع ومرأى من الجميع أنه لا يمكن أن يسجد لطفل ابن ثلاثة شهور كما سجد له المجوس. وقد كان لهذا الكلام أكبر الأثر في إحداث اضطراب في بيعة الله المقدسة.

ج استبعاد الجزء الأخير من كل الثلاث تقديسات وهي:

* يا من ولدت...... يا والعشرين في عداد البطاركة. من صلبت...... يا من قمت..

* وبحكم منصبه كبطريرك للقسطنطينية وبما له من نفوذ وجبروت بدأ ينشر بدعته الفاسدة المفسدة في كل مكان مستعينًا ببعض الآباء الكهنة والأساقفة أيضًا.

* أما عن الشعب المسيحي للقسطنطينية فلما سمع أقوال نسطوريوسس رفضها رفضًا تامًا لعدم اتفاقها مع كلمة الله المقدسة وبدأوا يثورون ضد نسطور الذي ازداد في عناده وتصلفه كما حضر إليه جمع من الرهبان وبينوا له خطأ هذه التعاليم وانحرافها عن الإيمان المستقيم فغضب عليهم وأمر بحبسهم في الكنيسة كما أمر اتباعه بنزع ملابسهم وضربهم وإهانتهم ثم أوثقوهم بعامود وراحوا يضربوهم على بطونهم.

* ولما اشتد الجدال بين شعب القسطنطينية بسبب هذا الأمر انتشر أيضاُ بين البلاد المجاورة. وما هي إلا أيام قليلة حتى نما هذا الأمر إلى مسامع البابا العظيم كيرلس الكبير والغيور على الإيمان المستقيم.



3 ما هي عقيدتنا الصحيحة:
أ أن الرب يسوع كامل في لاهوته وكامل أيضًا في ناسوته، وأن اللاهوت والناسوت متحدان اتحادًا حقيقيًا تامًا في الجوهر وفي الأقنوم وفي الطبيعة بغير انفصال وبدون امتزاج أو تغيير.

ب إن الأقنوم الثاني في الثالوث الأقدس اتخذ من السيدة العذراء جسدًا بشريًا ونفسًا إنسانية ناطقة عاقلة، وأن المولود منها هو الإله الذي له طبيعة واحدة متجسدة لها جميع صفات وخصائص الطبيعتين معًا.

وقد أيَّد القديس كيرلس الكبير عقيدة الطبيعة الواحدة بأدلة كتابية منها:

* قول البشير يوحنا "والكلمة Logos صار جسدًا" (يو14:1) وقوله صار دلالة قوية على الإيمان الحقيقي في الطبيعة الواحدة.

* ومن قول رب المجد " ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء" (يو13:3) فالذي في السماء هو بعينه الذي على الأرض وهو ابن الله وهو ابن الإنسان... جوهر واحد وأقنوم واحد وطبيعة واحدة.

* وأيضًا من قول رب المجد عن نفسه " أنا هو الأول والآخر وإني كنت ميتًا وها أنا حي إلى دهر الدهور ولى مفاتيح الموت والجحيم" (رؤيا17:1، 18) فالضمير (أنا) يدل على الاتحاد الحقيقي والطبيعة الواحدة فهو الأول والآخر وهو هو بعينه الحي الذي كان ميتًا، الحي إلى دهر الدهور.

* وقد أعلن الرسول بولس صراحة أن السيد المسيح هو الله بقوله "كنيسة الله التي اقتناها بدمه" (أع18:20) فالدم المسفوك على الصليب هو دم الله نفسه الذي به اقتنى كنيسة الله المقدسة.

* ليس هذا فقط بل يمكننا أن نرى حقيقة التجسد الإلهي واضحة تمامًا في قول الكتاب "عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد" (1تيمو16:3).

* وحتى يقرب القديس كيرلس الإسكندري سر التجسد الإلهي الفائق الإدراك الأذهان المحدودة صار ينتقل من المحسوس إلى المعقول مستخدمًا تشبيهات متعددة.

* فقد شبه ذلك الاتحاد الحقيقي والجوهري بالاتحاد القائم بين النفس والجسد في الطبيعة البشرية وباتحاد النار بالحديد وبجمرة أشعياء (اش6:6، 7).

* ونلاحظ في معظم هذه التشبيهات أن الجوهر الإلهي ممثل فيها بواسطة النار المتأججة التي هي أقوى من كل شيء سواها لأنها رمز مناسب لجوهر الله "إلهنا نار آكلة" (عب29:12) والله محبة "ومحبته متأججة كالنار قوية كالموت لهيبها نار لظى الرب" (نش6:8).
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
4 الإيمان الصحيح بشأن السيدة العذراء:
أ- إذا كانت أي أم بشرية هي أم لمولودها لكل من النفس والجسد مع أنها لم تلد نفسه التي خلقها الله..

* وإذا كنا نرفض القول بان أي أم ليست أما للجسد فقط بل هي أم للإنسان كله.. فلماذا لا ينطبق هذا الأمر على العذراء مريم!!!

ب- وما دمنا نؤمن أن السيد المسيح هو الله الذي ظهر في الجسد الكلمة الذي تجسد وتأنس من أجل خلاصنا..

فلابد لنا من أن نؤمن أن أمه هي من غير شك أم الله التي ولدت لنا عمانوئيل أي الله معنا كما أعلن الملاك المبشر إتمامًا لسائر النبوات.

ج- هناك ضرورة لاهوتية تحتملها طبيعة التجسد الإلهي المجيد.. فإنه ما دامت العذراء مريم قد ولدت الإله المتجسد وجب أن تلقب بوالدة الإله.

د- ومن الحقائق الهامة التي غابت عن أذهان أولئك المبتدعين... أنه لا يمكن أن يتم خلاصنا إن لم يكن ناسوته متحدًا بلاهوته.

ه- ويؤكد القديس غريغوريوس النزينزي هذه الحقيقة الإيمانية بقوله:

"إذا لم يؤمن أحد بان مريم هي ثيؤتوكوس qeotokoc فهو غريب عن الله".

و- ولهذا يعلن الأب الكاهن في نهاية القداس بكل خشوع عند الاعتراف في الأمانة " أؤمن أن هذا هو الجسد المحيى الذي أخذه ربنا وإلهنا ومخلصنا.. من سيدتنا... والدة الإله".

سادسًا: موقف البابا كيرلس من نسطور وبدعته
1 في عيد الفصح عام 428 م. كتب في رسالته الفصيحة ما يفند هذه البدعة وأرسلها إلى جميع الكنائس في كل مكان ولم يكتف بذلك بل أعلن في عظته ليلة العيد على الملأ فساد بدعة نسطور وقال:

"إن مريم لم تلد إنسانًا عاديًا بل ابن الله المتجسد لذلك هي حقًا أم الرب وأم الله".

2 ونظرًا لأن البابا كيرلس كان حكيمًا في جميع تصرفاته وأحكامه فإنه قام بملاطفة نسطور أولًا لعله يرجع عن خطأه وفساد معتقده فأرسل إليه كثير من الرسائل مملوءة بكل حكمة وتعزية وملأها بالحجج الدامغة والبراهين القوية والكثيرة التي تظهر فساد هذه الهرطقة لعلة يقتنع ويرجع عن ضلاله.

3 عقد مجمع مكاني في الإسكندرية قرر الأتي:

أ إدانة نسطور الهرطوقى وشجب كل تعاليمه.


ب التمسك بقانون الإيمان الذي سنة الآباء المجتمعين في نيقية سنة 325 م. واستكماله الآباء المجتمعون في القسطنطينية سنة 381 م.

* وبعد انتهاء المجمع المكاني أرسل البابا كيرلس تقريرًا بما حدث في المجمع إلى سفرائه المتواجدين في القسطنطينية فانتشر الخبر في جميع أرجاء القسطنطينية فخرج شعبها جميعًا مهللًا بالفرح والابتهاج وأرسل إلى البابا معبرًا عن شكره وامتنانه.

* وعندما رأى القديس كيرلس أن الإمبراطور ثيؤدوسيوس يدافع عن نسطور ويحامي عنه حاسبًا إياه رجلًا فاضلًا عالمًا قام بكتابة رسالة إليه يوضح فيها انحراف نسطور عن الإيمان القويم وكتب أيضًا رسائل أخرى لبعض أفراد العائلة الملكية شارحًا فيها سر التجسد.

4 قام بعقد مجمع إقليمي آخر في الإسكندرية الذي أصدر قراراته متضمنة التمسك بقرارات المجمع السابق.

* هذا وقد أرسل المجمع الآبائية إلى نسطور متضمنة فصول "الحرومات الاثني عشر" ونظرًا لأهميتها اللاهوتية والعقيدية نذكرها فيما يلي للفائدة:


الحرومات الاثنا عشر
الحرم الأول: من لا يعترف أن عمانوئيل هو إله حقيقي وأن البتول القديسة مريم هي والدة الإله حيث ولدت جسديًا الكلمة المتجسد الذي هو الله كما هو مكتوب أن الكلمة صار جسدًا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فليكن محرومًا.

الحرم الثاني: من لا يعترف بان كلمة الله متحد مع الجسد كالأقنوم وأن المسيح عينه هو لا ريب إله وإنسان معًا متحدًا مع جسده فليكن محرومًا.

الحرم الثالث: من فصل من بعد الاتحاد، المسيح الواحد إلى أقنومين، وقال أن اتحادهما بعضهما ببعض من قبيل المصاحبة فقط أو بالقدرة أو بالسلطان وليس باتحادهما بوحدانية طبيعية فليكن محرومًا.

الحرم الرابع: من فرق بين أقوال السيد المسيح المذكورة في الأناجيل المقدسة وفي رسائل الآباء الرسل أو نطق بها الآباء القديسون أو قالها المسيح عن ذاته ونسبها إلى أقنومين أو إلى اثنين كل قائم بذاته ويفهم أن البعض منها لائق بالإنسان وحده كأنه غريب عن كلمة الله وأن البعض الآخر ملائم لله فيخصه وينسبه إلى كلمة الآب وحده فليكن محرومًا.

الحرم الخامس: من تجاسر وقال أن السيد المسيح الذي يستعمل سلطانه الإلهي هو إنسان ساذج ولم يقل إنه إله حقيقي وابن واحد بالطبيعة كالاتحاد الأقنومي اشترك معنا في اللحم والدم لكون الكلمة صار جسدًا على ما في الكتب المقدسة فليكن محرومًا.

الحرم السادس: من قال إن كلمة الآب هو إله أو رب للمسيح ولم يعترف بأن المسيح ذاته إله وإنسان معًا كقول الكتاب المقدس الكلمة صار جسدًا. فليكن محرومًا.

الحرم السابع: من قال إن الله الكلمة لم يتأنس في الإنسان يسوع وأن عظمة ابن الله الوحيد قائمة في آخر دونه فليكن محرومًا.

الحرم الثامن: من تجاسر وقال ينبغي السجود لإنسان ساذج الذي معه الله الكلمة لكونه متخذ منه ومعه تعظم، ويدعوه إلهًا بحسب واحد في غيره، ولم يعترف بأنه ينبغي لعمانوئيل سجود واحد وتمجيد واحد كما ينبغي لكون الكلمة صار جسدًا فليكن محرومًا.

الحرم التاسع: من قال أن ربنا يسوع المسيح الوحيد كان ممجدًا من قبل الروح القدس بقدرة غريبة عنه. وإنه بنعمة هذا الروح كان يستعمل تلك القدرة والسلطان على إخراج الأرواح النجسة. وبه امتلأ من النعمة الإلهية. ولم يقل إنه كان ممتلئًا من روح خاصة كان يعمل بها تلك الآيات فليكن محرومًا.

الحرم العاشر: إن الكتاب المقدس يقول إن المسيح صار رسولًا وعظيم أحبار إيماننا وإنه قرب نفسه لله لأجلنا، ولأجل خلاصنا، بخورًا طيبًا لله الآب فمن قال أن كلمة الله الذي تجسد وصار إنسانًا ساذجًا من امرأة وإن آخر دون الكلمة ومن قال إن المسيح قرب نفسه لله الآب لأجل نفسه ولم يقل إنه قرب نفسه لأجل خلاصنا نحن البشر فقط لأنه لم يعرف خطيئة وليس بحاجة إلى ذلك القربان فليكن محرومًا.

الحرم الحادي عشر: من لا يعترف بأن جسد الرب هو معطى الحياة لأنه هو كلمة الله وقال عنه آخر دونه اجتمع معه أو قال إنه كان يعطى الحياة لأن الله الكلمة كان ساكنًا فيه غير متحد معه باتحاد أقنومي ولم يقل كما سبق إنه معطى الحياة لكونه صار لكلمة الله خاصة الذي هو قادر أن يحيى الكل فليكن محرومًا.

الحرم الثاني عشر: من لا يعترف بان الله الكلمة تألم في الجسد وصلب في الجسد وذاق الموت في الجسد أعنى جسده تألم وصلب وذاق الموت ولم يعترف إنه صار بكر الأموات وإنه إله معطى الحياة المحيى فليكن محرومًا.


موقف نسطور من المجمع والحرومات:
* كان الغرض من إرسال رسالة المجمع وحرومات البابا كيرلس أن يوقع عليها نسطور إلا انه احتقر الرسالة والحرومات ولم يقتنع بها وقام بكتابة بنود ضدها لتأييد مزاعمه وبدعته وساعده في ذلك بعض أساقفة أنطاكية المعتنقين بدعته.

* وهكذا انقسمت الكنيسة على قسمين الأول يضم كلًا من كنائس روما وأورشليم وآسيا الصغرى وهذه الكنائس وقفت تؤازر البابا كيرلس والثاني يضم كنيسة أنطاكية والقسطنطينية التي هي كرسي نسطور.
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
4 الإيمان الصحيح بشأن السيدة العذراء:
أ- إذا كانت أي أم بشرية هي أم لمولودها لكل من النفس والجسد مع أنها لم تلد نفسه التي خلقها الله..

* وإذا كنا نرفض القول بان أي أم ليست أما للجسد فقط بل هي أم للإنسان كله.. فلماذا لا ينطبق هذا الأمر على العذراء مريم!!!

ب- وما دمنا نؤمن أن السيد المسيح هو الله الذي ظهر في الجسد الكلمة الذي تجسد وتأنس من أجل خلاصنا..

فلابد لنا من أن نؤمن أن أمه هي من غير شك أم الله التي ولدت لنا عمانوئيل أي الله معنا كما أعلن الملاك المبشر إتمامًا لسائر النبوات.

ج- هناك ضرورة لاهوتية تحتملها طبيعة التجسد الإلهي المجيد.. فإنه ما دامت العذراء مريم قد ولدت الإله المتجسد وجب أن تلقب بوالدة الإله.

د- ومن الحقائق الهامة التي غابت عن أذهان أولئك المبتدعين... أنه لا يمكن أن يتم خلاصنا إن لم يكن ناسوته متحدًا بلاهوته.

ه- ويؤكد القديس غريغوريوس النزينزي هذه الحقيقة الإيمانية بقوله:

"إذا لم يؤمن أحد بان مريم هي ثيؤتوكوس qeotokoc فهو غريب عن الله".

و- ولهذا يعلن الأب الكاهن في نهاية القداس بكل خشوع عند الاعتراف في الأمانة " أؤمن أن هذا هو الجسد المحيى الذي أخذه ربنا وإلهنا ومخلصنا.. من سيدتنا... والدة الإله".

سادسًا: موقف البابا كيرلس من نسطور وبدعته
1 في عيد الفصح عام 428 م. كتب في رسالته الفصيحة ما يفند هذه البدعة وأرسلها إلى جميع الكنائس في كل مكان ولم يكتف بذلك بل أعلن في عظته ليلة العيد على الملأ فساد بدعة نسطور وقال:

"إن مريم لم تلد إنسانًا عاديًا بل ابن الله المتجسد لذلك هي حقًا أم الرب وأم الله".

2 ونظرًا لأن البابا كيرلس كان حكيمًا في جميع تصرفاته وأحكامه فإنه قام بملاطفة نسطور أولًا لعله يرجع عن خطأه وفساد معتقده فأرسل إليه كثير من الرسائل مملوءة بكل حكمة وتعزية وملأها بالحجج الدامغة والبراهين القوية والكثيرة التي تظهر فساد هذه الهرطقة لعلة يقتنع ويرجع عن ضلاله.

3 عقد مجمع مكاني في الإسكندرية قرر الأتي:

أ إدانة نسطور الهرطوقى وشجب كل تعاليمه.


ب التمسك بقانون الإيمان الذي سنة الآباء المجتمعين في نيقية سنة 325 م. واستكماله الآباء المجتمعون في القسطنطينية سنة 381 م.

* وبعد انتهاء المجمع المكاني أرسل البابا كيرلس تقريرًا بما حدث في المجمع إلى سفرائه المتواجدين في القسطنطينية فانتشر الخبر في جميع أرجاء القسطنطينية فخرج شعبها جميعًا مهللًا بالفرح والابتهاج وأرسل إلى البابا معبرًا عن شكره وامتنانه.

* وعندما رأى القديس كيرلس أن الإمبراطور ثيؤدوسيوس يدافع عن نسطور ويحامي عنه حاسبًا إياه رجلًا فاضلًا عالمًا قام بكتابة رسالة إليه يوضح فيها انحراف نسطور عن الإيمان القويم وكتب أيضًا رسائل أخرى لبعض أفراد العائلة الملكية شارحًا فيها سر التجسد.

4 قام بعقد مجمع إقليمي آخر في الإسكندرية الذي أصدر قراراته متضمنة التمسك بقرارات المجمع السابق.

* هذا وقد أرسل المجمع الآبائية إلى نسطور متضمنة فصول "الحرومات الاثني عشر" ونظرًا لأهميتها اللاهوتية والعقيدية نذكرها فيما يلي للفائدة:


الحرومات الاثنا عشر
الحرم الأول: من لا يعترف أن عمانوئيل هو إله حقيقي وأن البتول القديسة مريم هي والدة الإله حيث ولدت جسديًا الكلمة المتجسد الذي هو الله كما هو مكتوب أن الكلمة صار جسدًا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فليكن محرومًا.

الحرم الثاني: من لا يعترف بان كلمة الله متحد مع الجسد كالأقنوم وأن المسيح عينه هو لا ريب إله وإنسان معًا متحدًا مع جسده فليكن محرومًا.

الحرم الثالث: من فصل من بعد الاتحاد، المسيح الواحد إلى أقنومين، وقال أن اتحادهما بعضهما ببعض من قبيل المصاحبة فقط أو بالقدرة أو بالسلطان وليس باتحادهما بوحدانية طبيعية فليكن محرومًا.

الحرم الرابع: من فرق بين أقوال السيد المسيح المذكورة في الأناجيل المقدسة وفي رسائل الآباء الرسل أو نطق بها الآباء القديسون أو قالها المسيح عن ذاته ونسبها إلى أقنومين أو إلى اثنين كل قائم بذاته ويفهم أن البعض منها لائق بالإنسان وحده كأنه غريب عن كلمة الله وأن البعض الآخر ملائم لله فيخصه وينسبه إلى كلمة الآب وحده فليكن محرومًا.

الحرم الخامس: من تجاسر وقال أن السيد المسيح الذي يستعمل سلطانه الإلهي هو إنسان ساذج ولم يقل إنه إله حقيقي وابن واحد بالطبيعة كالاتحاد الأقنومي اشترك معنا في اللحم والدم لكون الكلمة صار جسدًا على ما في الكتب المقدسة فليكن محرومًا.

الحرم السادس: من قال إن كلمة الآب هو إله أو رب للمسيح ولم يعترف بأن المسيح ذاته إله وإنسان معًا كقول الكتاب المقدس الكلمة صار جسدًا. فليكن محرومًا.

الحرم السابع: من قال إن الله الكلمة لم يتأنس في الإنسان يسوع وأن عظمة ابن الله الوحيد قائمة في آخر دونه فليكن محرومًا.

الحرم الثامن: من تجاسر وقال ينبغي السجود لإنسان ساذج الذي معه الله الكلمة لكونه متخذ منه ومعه تعظم، ويدعوه إلهًا بحسب واحد في غيره، ولم يعترف بأنه ينبغي لعمانوئيل سجود واحد وتمجيد واحد كما ينبغي لكون الكلمة صار جسدًا فليكن محرومًا.

الحرم التاسع: من قال أن ربنا يسوع المسيح الوحيد كان ممجدًا من قبل الروح القدس بقدرة غريبة عنه. وإنه بنعمة هذا الروح كان يستعمل تلك القدرة والسلطان على إخراج الأرواح النجسة. وبه امتلأ من النعمة الإلهية. ولم يقل إنه كان ممتلئًا من روح خاصة كان يعمل بها تلك الآيات فليكن محرومًا.

الحرم العاشر: إن الكتاب المقدس يقول إن المسيح صار رسولًا وعظيم أحبار إيماننا وإنه قرب نفسه لله لأجلنا، ولأجل خلاصنا، بخورًا طيبًا لله الآب فمن قال أن كلمة الله الذي تجسد وصار إنسانًا ساذجًا من امرأة وإن آخر دون الكلمة ومن قال إن المسيح قرب نفسه لله الآب لأجل نفسه ولم يقل إنه قرب نفسه لأجل خلاصنا نحن البشر فقط لأنه لم يعرف خطيئة وليس بحاجة إلى ذلك القربان فليكن محرومًا.

الحرم الحادي عشر: من لا يعترف بأن جسد الرب هو معطى الحياة لأنه هو كلمة الله وقال عنه آخر دونه اجتمع معه أو قال إنه كان يعطى الحياة لأن الله الكلمة كان ساكنًا فيه غير متحد معه باتحاد أقنومي ولم يقل كما سبق إنه معطى الحياة لكونه صار لكلمة الله خاصة الذي هو قادر أن يحيى الكل فليكن محرومًا.

الحرم الثاني عشر: من لا يعترف بان الله الكلمة تألم في الجسد وصلب في الجسد وذاق الموت في الجسد أعنى جسده تألم وصلب وذاق الموت ولم يعترف إنه صار بكر الأموات وإنه إله معطى الحياة المحيى فليكن محرومًا.


موقف نسطور من المجمع والحرومات:
* كان الغرض من إرسال رسالة المجمع وحرومات البابا كيرلس أن يوقع عليها نسطور إلا انه احتقر الرسالة والحرومات ولم يقتنع بها وقام بكتابة بنود ضدها لتأييد مزاعمه وبدعته وساعده في ذلك بعض أساقفة أنطاكية المعتنقين بدعته.

* وهكذا انقسمت الكنيسة على قسمين الأول يضم كلًا من كنائس روما وأورشليم وآسيا الصغرى وهذه الكنائس وقفت تؤازر البابا كيرلس والثاني يضم كنيسة أنطاكية والقسطنطينية التي هي كرسي نسطور.
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
وفى دفاعه عن لاهوت المسيح قال البابا كيرلس:
* إن الكلمة كائن قبل الدهور نقول إنه ولد منها بالجسد كجسد كل واحد منا، لكن وإن كان قد هبط إلى حدودنا ولبس صورة العبد إلا انه في علو لاهوته وربوبيته بالطبيعة

* أن الطبيعتين اجتمعتا في طبيعة واحدة ومن بعد الاتحاد لا نفرق بعضهما عن بعض ولا نقسم غير المنقسم ونجعله اثنين بل نقول انه ابن واحد وحيد. مثلما قال آباؤنا إنه طبيعة واحدة للكلمة المتجسد وغير مفترق بعد الاتحاد، ومن المنطلق الإيماني جاء في القسمة السريانية ما يأتي:

* " هكذا بالحقيقة تألم كلمة الله بالجسد، وذُبح وانحنى بالصليب، وانفصلت نفسه من جسده وطعن في جنبه بالحربة وجرى منه دم وماء غفرانًا لكل العالم وتخضب بهما جسده وأتت نفسه واتحدت بجسده وعوض الخطية المحيطة بالعالم مات الابن بالصليب وردنا من التدبير الشمالي إلى اليميني، وأمن بدم صليبه، ووحد وألف السمائيين مع الأرضيين والشعب مع الشعوب والنفس مع الجسد وفي اليوم الثالث قام من الأموات "واحد هو عمانوئيل"، وغير مفترق من بعد الاتحاد وغير منقسم إلى طبيعتين هكذا نؤمن وهكذا نعترف وهكذا نصدق أن هذا الجسد لهذا الدم وهذا الدم لهذا الجسد.

S

سابعًا: المجمع المسكوني الثالث أفسس الأول 431 م.


أين ومتى عقد المجمع؟
* تم عقد المجمع في أفسس يوم الأحد الموافق 13 بؤونه سنة 147 ش الموافق 7 يونيو سنة 431 م.


أسباب انعقاد المجمع:
* وقد ولد بيلاجيوس هذا في بريطانيا ونشأت بدعته في القرن الرابع وتردد زمانًا بين روما وفلسطين ثم سيم راهبًا وحصل على درجة القسيسية وسقط في بدعة مضمونها الآتي:

* "إن خطيئة آدم قاصرة عليه وحده دون بقية الجنس البشرى ثم استنتج من ذلك أن كل إنسان حينما يولد يكون كآدم قبل الخطيئة!! ثم قال أن الإنسان بقوته الطبيعية يستطيع الوصول إلى أسمى درجات القداسة بدون احتياج إلى مساعدة النعمة الإلهية".

* ومن البديهي أن في هذه التعاليم الفاسدة ما يهدم الفداء المجيد ويضعف من قيمة دم المسيح ويناقض قول الكتاب الآتي: "هأنذا بالآثام حبل بي وبالخطية ولدتني أمي" (مز5:51).

* "وبإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت" (رو12:5)

* "كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح يحيا الجميع" (1كو22:15).

* وقد ظل بيلاجيوس المبتدع هذا زمانًا ينتقل من مدينة إلى أخرى وينشر تعاليمه المضلة وعندما تم انعقاد مجمع أفسس المسكوني الثالث المقدس حكم المجمع ضده بالحرم هو وبدعته.

عدد الحاضرين: 200 أسقف

رئاسة المجمع: البابا كيرلس عامود الدين

الجلسة الأولى: تم فيها الآتي

1 حرم نسطور: "حيث أن نسطور كلى النفاق قد رفض أن يخضع لصوت دعوتنا إياه ولم يقبل الأساقفة الذين أوفدناهم إليه من قبلنا ولم يكن في وسعنا أن تتأخر عن فحص تعاليمه الآثمة".

* وبما إننا قد تحققنا من رسائله وأقواله قبل البدء في أعمال المجمع كما يبرهن على معتقده الأثيم لهذا رأينا بناء على القوانين المقدسة أن نصدر ضده هذا الحكم بكل حزن ودموع سائلين المولى بواسطة هذا المجمع المقدس أن يسقطه من درجة الأسقفية وليكن مفروزًا من أي شركة كهنوتية.

2 ثم قرر المجمع بحسب التعاليم المحفوظة في الكنيسة منذ عصر الرسل أن سر التجسد المجيد قائم في اتحاد اللاهوت بالناسوت في أقنوم الكلمة الأزلي بدون انفصال ولا امتزاج ولا تغيير وأن السيدة العذراء مريم هي والدة الإله.

3 وأخيرًا تفضل الآباء المجتمعون في أفسس بوضع مقدمة قانون الإيمان كالآتي:

* "نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله لأنك ولدت لنا مخلص العالم، أتى وخلص نفوسنا، المجد لك يا سيدنا وملكنا المسيح فخر الرسل إكليل الشهداء، تهليل الصديقين، ثبات الكنائس، غفران الخطايا، نكرز ونبشر بالثالوث المقدس لاهوت واحد، نسجد له ونمجده، يا رب ارحم يا رب ارحم، يا رب بارك أمين".

4 إعلان نسطور بالحكم.

5 أما بالنسبة لبدعة بيلاجيوس والتي سبق الإشارة إليها فقد ناقشها الآباء على ضوء ما جاء في الكتاب المقدس وبعد أن تأكد المجمع من فسادها ومعارضتها لسر الفداء المجيد وإنها تُضعف من قيمة الدم الزكي الكريم وتناقض آيات الكتاب المقدس أصدر المجمع المسكوني الثالث المقدس المنعقد في أفسس حكمة ضد بيلاجيوس المبتدع بحرمه وبدعته وكل تعاليمه مزيدًا بذلك الحرم الموقع عليه في مجامع عقدت بأفريقيا وروما سنة 418 م.

6 إعلان أحكام المجمع للشعب.

* رفعت الجلسة الأولى الافتتاحية وأعلنت الأحكام للشعب الذي ابتهج كثيرًا لحرمان نسطور ورفض بدعته وهتف للبابا كيرلس الكبير رئيس المجمع المقدس وللآباء القديسين الذين حافظوا على الإيمان القويم وحرموا التعليم الأثيم ثم أوقد الشعب الشموع وأخذ يسبح الليل كله.

موقف نسطور من قرارات المجمع
* أما نسطور فلم يقبل الحكم الصادر من المجمع المقدس وسافر إلى القسطنطينية بحمل معه تقارير مزيفة كتبها له مندوب الإمبراطور "كانديديان" الممالي له وملأها بالطعن في رئيس المجمع البابا كيرلس. وفي نفس الوقت شدد كانديديان الحراسة على أبواب المدينة لمنع أي رسل من الخروج.
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
وفى دفاعه عن لاهوت المسيح قال البابا كيرلس:
* إن الكلمة كائن قبل الدهور نقول إنه ولد منها بالجسد كجسد كل واحد منا، لكن وإن كان قد هبط إلى حدودنا ولبس صورة العبد إلا انه في علو لاهوته وربوبيته بالطبيعة

* أن الطبيعتين اجتمعتا في طبيعة واحدة ومن بعد الاتحاد لا نفرق بعضهما عن بعض ولا نقسم غير المنقسم ونجعله اثنين بل نقول انه ابن واحد وحيد. مثلما قال آباؤنا إنه طبيعة واحدة للكلمة المتجسد وغير مفترق بعد الاتحاد، ومن المنطلق الإيماني جاء في القسمة السريانية ما يأتي:

* " هكذا بالحقيقة تألم كلمة الله بالجسد، وذُبح وانحنى بالصليب، وانفصلت نفسه من جسده وطعن في جنبه بالحربة وجرى منه دم وماء غفرانًا لكل العالم وتخضب بهما جسده وأتت نفسه واتحدت بجسده وعوض الخطية المحيطة بالعالم مات الابن بالصليب وردنا من التدبير الشمالي إلى اليميني، وأمن بدم صليبه، ووحد وألف السمائيين مع الأرضيين والشعب مع الشعوب والنفس مع الجسد وفي اليوم الثالث قام من الأموات "واحد هو عمانوئيل"، وغير مفترق من بعد الاتحاد وغير منقسم إلى طبيعتين هكذا نؤمن وهكذا نعترف وهكذا نصدق أن هذا الجسد لهذا الدم وهذا الدم لهذا الجسد.

S

سابعًا: المجمع المسكوني الثالث أفسس الأول 431 م.


أين ومتى عقد المجمع؟
* تم عقد المجمع في أفسس يوم الأحد الموافق 13 بؤونه سنة 147 ش الموافق 7 يونيو سنة 431 م.


أسباب انعقاد المجمع:
* وقد ولد بيلاجيوس هذا في بريطانيا ونشأت بدعته في القرن الرابع وتردد زمانًا بين روما وفلسطين ثم سيم راهبًا وحصل على درجة القسيسية وسقط في بدعة مضمونها الآتي:

* "إن خطيئة آدم قاصرة عليه وحده دون بقية الجنس البشرى ثم استنتج من ذلك أن كل إنسان حينما يولد يكون كآدم قبل الخطيئة!! ثم قال أن الإنسان بقوته الطبيعية يستطيع الوصول إلى أسمى درجات القداسة بدون احتياج إلى مساعدة النعمة الإلهية".

* ومن البديهي أن في هذه التعاليم الفاسدة ما يهدم الفداء المجيد ويضعف من قيمة دم المسيح ويناقض قول الكتاب الآتي: "هأنذا بالآثام حبل بي وبالخطية ولدتني أمي" (مز5:51).

* "وبإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت" (رو12:5)

* "كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح يحيا الجميع" (1كو22:15).

* وقد ظل بيلاجيوس المبتدع هذا زمانًا ينتقل من مدينة إلى أخرى وينشر تعاليمه المضلة وعندما تم انعقاد مجمع أفسس المسكوني الثالث المقدس حكم المجمع ضده بالحرم هو وبدعته.

عدد الحاضرين: 200 أسقف

رئاسة المجمع: البابا كيرلس عامود الدين

الجلسة الأولى: تم فيها الآتي

1 حرم نسطور: "حيث أن نسطور كلى النفاق قد رفض أن يخضع لصوت دعوتنا إياه ولم يقبل الأساقفة الذين أوفدناهم إليه من قبلنا ولم يكن في وسعنا أن تتأخر عن فحص تعاليمه الآثمة".

* وبما إننا قد تحققنا من رسائله وأقواله قبل البدء في أعمال المجمع كما يبرهن على معتقده الأثيم لهذا رأينا بناء على القوانين المقدسة أن نصدر ضده هذا الحكم بكل حزن ودموع سائلين المولى بواسطة هذا المجمع المقدس أن يسقطه من درجة الأسقفية وليكن مفروزًا من أي شركة كهنوتية.

2 ثم قرر المجمع بحسب التعاليم المحفوظة في الكنيسة منذ عصر الرسل أن سر التجسد المجيد قائم في اتحاد اللاهوت بالناسوت في أقنوم الكلمة الأزلي بدون انفصال ولا امتزاج ولا تغيير وأن السيدة العذراء مريم هي والدة الإله.

3 وأخيرًا تفضل الآباء المجتمعون في أفسس بوضع مقدمة قانون الإيمان كالآتي:

* "نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله لأنك ولدت لنا مخلص العالم، أتى وخلص نفوسنا، المجد لك يا سيدنا وملكنا المسيح فخر الرسل إكليل الشهداء، تهليل الصديقين، ثبات الكنائس، غفران الخطايا، نكرز ونبشر بالثالوث المقدس لاهوت واحد، نسجد له ونمجده، يا رب ارحم يا رب ارحم، يا رب بارك أمين".

4 إعلان نسطور بالحكم.

5 أما بالنسبة لبدعة بيلاجيوس والتي سبق الإشارة إليها فقد ناقشها الآباء على ضوء ما جاء في الكتاب المقدس وبعد أن تأكد المجمع من فسادها ومعارضتها لسر الفداء المجيد وإنها تُضعف من قيمة الدم الزكي الكريم وتناقض آيات الكتاب المقدس أصدر المجمع المسكوني الثالث المقدس المنعقد في أفسس حكمة ضد بيلاجيوس المبتدع بحرمه وبدعته وكل تعاليمه مزيدًا بذلك الحرم الموقع عليه في مجامع عقدت بأفريقيا وروما سنة 418 م.

6 إعلان أحكام المجمع للشعب.

* رفعت الجلسة الأولى الافتتاحية وأعلنت الأحكام للشعب الذي ابتهج كثيرًا لحرمان نسطور ورفض بدعته وهتف للبابا كيرلس الكبير رئيس المجمع المقدس وللآباء القديسين الذين حافظوا على الإيمان القويم وحرموا التعليم الأثيم ثم أوقد الشعب الشموع وأخذ يسبح الليل كله.

موقف نسطور من قرارات المجمع
* أما نسطور فلم يقبل الحكم الصادر من المجمع المقدس وسافر إلى القسطنطينية بحمل معه تقارير مزيفة كتبها له مندوب الإمبراطور "كانديديان" الممالي له وملأها بالطعن في رئيس المجمع البابا كيرلس. وفي نفس الوقت شدد كانديديان الحراسة على أبواب المدينة لمنع أي رسل من الخروج.
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
  1. ثامنًا: نهاية نسطور
  2. * بعد صدور أمر الإمبراطور بنفي نسطور تقرر نفيه إلى ديره الأول بريبيوس الذي نشأ فيه أمام أبواب أنطاكية. كما نفى الإمبراطور عددًا كبيرًا من الأساقفة من اتباعه ومكث هذا المضل هناك في الدير أربع سنوات غير أنه لم يهدأ بل ظل ينفث سمومه بين الرهبان مما أغضب الإمبراطور الذي سبق أن حاباه فانقلب عليه وأصدر أمره بإحراق جميع مؤلفاته ونفيه إلى بلاد العرب ثم إلى أخميم وكانت عاصمة للإقليم التاسع من أقاليم جنوب مصر الـ22 وحيث أن المسيحيين هناك كانوا شديدي التمسك بإيمانهم ولا يخشى عليهم من وجوده مقيمًا بينهم، لأن إيمان أهلها أقوى من أن يتأثر ببدعته.. وظل هذا الخائن مقيمًا هناك حتى مات منبوذًا مكروهًا من الجميع ودفن في أخميم في سنة 450 م.
  3. * وذكر المؤرخ الكنسي فيليب شاف انه لما مات نسطور اعتاد أقباط أخميم أن يرجموا قبره بالحجارة ويلقوا عليه القمامة والتراب حتى تكون من ذلك (كوم أو تل نسطور) ومازال هذا الموضع معروفًا بهذا الاسم حتى الآن ويوجد في النصف البحري الشرقي للمدينة.
  4. وقد اختلف المؤرخون حول سبب موت نسطور:
  5. * فقد ذكر المؤرخ شاف انه لما تملكه اليأس شدخ رأسه بحجر ومات منتحرًا.
  6. * وقال ايفاجريوس Evagruis والى مصر أن الله قد ضربه بالدود الذي أكل لسانه النجس الذي كانت تنبعث منه التجاديف عقابًا له على تجديفه.
  7. * بينما قال المؤرخ الكنسي (تاودوريتس) ان جسده كله فسد وتمزق. وأيا كانت النتيجة فقد كانت نهايته بشعة وشنيعة للغاية.
  8. * وهكذا انتصر الحق وأجبر ذلك المضل على أن يشرب حتى الثمالة كأس الاضطهاد المر الذي سبق هو نفسه أيام جبروته، أن أجبر الآخرين الأبرياء على شربه.
  9. * وكتب نسطور تاريخ حياته بعنوان (ماساة) وهلك مع سائر المبتدعين ومضطهدي الكنيسة الذين كانت نهايتهم البشعة بينه على قضاء الله العادل الذي يظهر قوته ومجده
  10. وأسقفيته يأخذها آخر: دعا الإمبراطور المجمع المقدس الأفسسي للحضور إلى القسطنطينية لكي يقوم باختيار أسقف جديد بدلًا من نسطور ومنح الحرية لكل من يرغب في العودة إلى أبروشيته فرجع القديس كيرلس شبل ما مرقس منتصرًا.
  11. * أما الآباء الأساقفة الذين مكنتهم ظروفهم من تلبية دعوة الإمبراطور فقد اجتمعوا معًا ووقع اختيارهم على الراهب مكسيميانوس الصريح في الإيمان فأقاموه على الكرسي الرسولي بدلًا من الخائن في 25 أكتوبر (تشرين الأول) عام 431 م.

  12. مصير النسطورية بعد نسطور:
  13. * بعد موت نسطور وخلع ونفى الأساقفة النسطوريين عن كراسيهم لم تمت البدعة النسطورية تمامًا لتمسك معلمي مدرسة الرها السريانية وتلاميذها بتعاليم نسطور ونشاطهم في نشر وترجمة مؤلفات مؤسسيها ديودوروس الطرسوسي وثيؤدور الأنطاكي إلى اللغات السريانية والأرمنية والفارسية واتخاذهم مدرسة أديسا Edessa اللاهوتية الشهيرة أكبر معقل لهم.
  14. * وحدث انه لم طوردت النسطورية من الدولة وأغلق الإمبراطور زينون هذه المدرسة سنة 489 م. انتشر أنصارها في الشرق ومعهم بعض الكهنة وهناك شيدوا مقرًا لهم ورسموا رئيسًا عليهم ودعوه (جاثليقًا). ولجأ النسطوريون إلى جزيرة العرب وإيران والهند وحتى الصين.
  15. * ولا يزال حتى الآن بعض النساطرة في جبل سنجار على حدود بلاد فارس وفي ملبار بالهند وشبه جزيرة العرب ووجدت النسطورية لها منفذًا إلى المسيحية في الكنيسة الغربية ومنها إلى الكنيسة الإغريقية الأرثوذكسية بواسطة الإرساليات. وقد اتخذ النساطرة بغداد مقرًا لرئاستهم وظلوا يتمتعون بحماية الخلفاء لهم في العراق حتى غزا تيمور لنك البلاد في القرن الرابع عشر واضطهدهم وأباد الكثيرين جدًا منهم. ومازالت الهرطقة النسطورية مستقرة في قطاعات منتظمة إلى اليوم في هذه الكنائس المتنوعة في الشرق.
  16. تاسعًا: مؤلفات وكتابات وتدوينات البابا كيرلس الكبير

  17. القسم الأول: تفاسير الأسفار المقدسة:
  18. * وهى سبعة عشر كتابًا تحت عنوان العبادة بالروح والحق.. وثلاثة عشر كتابًا تعرف بالتفاسير الأنيقة وهى تغطى مختارات من كل أسفار العهد القديم وفي العهد الجديد تفسير إنجيل يوحنا ثم 156 عظة على إنجيل متى والرسالة إلى رومية وكورنثوس الثانية والعبرانيين.
  19. منهجية البابا كيرلس عمود الدين في تفسيره للكتاب ومدارس التفسير
  20. * القديس كيرلس عمود الدين كمفسر للكتاب المقدس إذ هو نموذج عظيم لواحد من آباء الكنيسة الذين عاشوا سر "الإعلان الإلهي"، ذلك السر الذي كشف وتحقق بتجسد السيد المسيح ومن خلال عمله الخلاصي من أجلنا ومن أجل خلاصنا، وبشر به "بشارة مفرحة" بالإنجيل.
  21. * ومن خلال دراستنا لطريقة تفسير القديس كيرلس للكتاب المقدس نستطيع أن نتبيَّن مدارس التفسير التي كانت سائدة في العصور الأولى، وكيف تعامل معها القديس كيرلس بحكمة ووعى روحي ليقدم لنا في النهاية سمات التفسير الأرثوذكسي والتي يمكن فهمها من خلال الملامح الأساسية الآتية:
  22. 1- الأساس الخريستولوجي: إذ أن الإيمان الصحيح بسر التجسد والفداء هو ضرورة أساسية للتفسير السليم، إذ أن الكلمة المتجسد هو القانون والمعيار الذي يقاس عليه التفسير الأرثوذكسي.
  23. 2- الأساس الروحي: إذ أن الكلمة المكتوبة لها مفهومين، تاريخي وروحي. والذي يقودنا إلى التفسير الصحيح هو الإيمان إذ هو يسبق المعرفة، إذ بواسطة الإيمان يصل الإنسان إلى المعرفة الكاملة. والإيمان هنا هو المعرفة الصحيحة عن الله داخل حياة الفضيلة.
  24. 3- الأساس الكنسي: حيث يلجأ القديس كيرلس دائمًا إلى التعاليم والخبرة الكنسية معبرًا أن التقليد الكنسي هو المرشد والضامن للتفسير الكتابي السليم. ويركز على حقيقة الوحي الإلهي وحضور الروح القدس في الكنيسة، وعلى أهمية التقليد الذي يشمل الإيمان المستقيم والعقيدة الصحيحة، وعلى العبادة الليتورجية داخل الكنيسة، وعلى الحياة الروحية في الفضيلة.
  25. * يعتبر القديس كيرلس الإسكندري (370-444 م.) من المفسرين العظماء للكتاب المقدس في تاريخ الكنيسة، وبينما اتبع الطريقة الأوريجانية لتفسير العهد القديم، ظل محافظًا على العقيدة من سوء التفسير الرمزي. إن العقيدة الخريستولوجية ضد (أريوس، نسطور، أبوليناريوس، افنوميوس) تمثل الأساس لفهم كل شروحاته وتفسيراته للكتاب، وهو يربط ربطًا محكمًا بين الشروحات وعقيدة الكنيسة.
  26. * ولأن القديس كيرلس ربط بين التفسير واحتياجات الكنيسة التعليمية في عصره فقد يفهم إنه انطلق من العقيدة ليفسر الكتاب ولكن العكس صحيح. بدون شك لا ينتمي القديس كيرلس إلى المتطرفين الغيورين للتفسير الرمزي وفي نفس الوقت لم يوجد معاديًا للمدرسة الأنطاكية فلقد استخدم الرمزية allhgorikh مع النموذجية (النمطية) أو المثالية Tupologikh

  27. أ- العهد القديم:
  28. * إن تفاسير القديس كيرلس للعهد القديم تعتبر من أقدم كتاباته، فقد كتب "العبادة بالروح والحق" في صورة حوار بينه وبين بلاديوس، وهو شرح رمزي ونمطي، ويشمل الكتاب 17 فصلًا. وموضوع الكتاب الرئيسي كيف أن الناموس قد ألغى فقط بحسب الحرف وليس بحسب الروح.
  29. * في رأى القديس كيرلس: كل شيء يحويه العهد القديم هو صورة ورمز وظلال للعبادة بالروح والحق. في الفصول الأولى ينشغل كيرلس بخطية آدم ويناقش مسألة تحرر الإنسانية من عبودية الخطية والشيطان ويؤكد أن التحرر لا يأتي إلا من المسيح ويستمر في هذا الموضوع حتى الفصلين الرابع والخامس ليؤكد على أهمية الدور الإنساني في حفظ هذا الخلاص لذا يشدد على أهمية قرار وإصرار الإرادة الإنسانية في أن تخلص. وكتب أيضًا في هذه الفترة (Ta Glafura) "تعليقات" من ثلاث عشر فصلًا وهو يكمل ما كتبه سابقًا في "العبادة بالروح والحق" ولكنه لم يكن في صورة حوار، ما يخص سفر التكوين سبعة فصول،
  30. * وثلاث فصول لسفر الخروج، وثلاث فصول كل واحد منها لسفر اللاويين، سفر العدد، سفر التثنية.
  31. * أيضًا كتب في هذه الفترة تفسيره لسفر إشعياء والذي شغل مجلدًا كاملًا (رقم 70) في سلسلة Migne، ومذكراته في الأنبياء الصغار.
  32. * في هذه الكتابات اتبع القديس كيرلس التقليد الإسكندري في التفسير، إذ ترك الحرف والتاريخ ودخل في قلب النص مفتشًا على الثمر الروحي اللازم للغذاء. لقد وضع كيرلس أساس التفسير وهو التفتيش على "المعنى الروحي" وراء الحرف. القديس كيرلس محق في تطبيقه هذه الطريقة في التفسير للعهد القديم لأن الناموس يعطى فقط صور ورموز للحقيقة، هو الظلال، لذلك قد بَطُل، ولكن كيرلس يشدد على أن الإبطال تم بحسب الحرف وليس بحسب محتواه الروحي وأهميته الروحية، ومن هنا نرى أن الناموس- كما يعلن القديس كيرلس - حفظ فاعليته حتى اليوم ولكن بحسب مفهومه الروحي.
  33. * يركز القديس كيرلس في كتاباته على الصورة القديمة التي للكنيسة في قلب العهد القديم، كذلك في كتابه "تعليقات" يركز على أن "سر المسيح" رمز إليه وصور في كتب موسى الخمسة "التوراة".
  34. * أن شروحات القديس كيرلس لأسفار الملوك، نشيد الإنشاد، والأنبياء حزقيال، إرميا، باروخ، دانيال قد بقى منها مقاطع صغيرة.
  35. * ولا ننسى إنه قد شرح (ق. كيرلس) سفر المزامير وذلك بحسب رأى "فوتيوس" في القرن العاشر.
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
عاشرًا: البابا كيرلس في عيون الآخرين


الألقاب التي اشتهر بها:
1 الكبير

2 الرابع والعشرون

3 الإسكندري

4 عامود الدين،

5 وعامود الإيمان،

6 وعامود النار المنير.

7 أثناسيوس الثاني ابن أثناسيوس.

8 الأسد الجريء،

9 وشبل مار مرقس الإنجيلي

10 بولس الجديد

11 كوكب الري المستقيم

12 والنجم المشرق الجليل

13 والمصباح المنير الأرثوذكسية

14 الكاهن المختبر جدًا

15 الراعي الصالح

16 معلم الأقوال الإنجيلية المقدسة

17 حكيم البيعة معلم

18 وطبيب الكنيسة الجامعة

19 المدافع الصالح عن الإيمان

20 معاضد الإيمان المستقيم

21 وبطل مجمع أفسس

22 والمناضل عن الحقيقة الذي لا يقهر

23 الفارس

24 الحارس

25 المبشر الدائم بالإيمان الأرثوذكسي

26 الرقيب.
قالوا عن القديس كيرلس الكبير:


1 قداسة البابا شنودة الثالث:
* شهد أمام بابا روما في اللقاء التاريخي بين البابا شنودة الثالث والبابا بولس السادس بروما في 5 مايو 1973 م. أثناء الاحتفالات بمرور 16 قرنًا على نياحة البابا أثناسيوس الرسولي واستعادة مصر لرفاته إذ قال قداسته "القديس كيرلس الكبير عامود الدين وبطل الإيمان الأرثوذكسي.." القديس أثناسيوس حارب الأريوسية والقديس كيرلس دافع عن الإيمان ضد النسطورية وثبت الإيمان المسيحي في الشرق وفي الغرب".



2 الأسقف الروماني كلستينوس:
* أعلن فضله عندما استفسر منه عن بدعة نسطور وأوضح له ما خفي عنه بقوله "أنك أعظم المدافعين عن الإيمان الأرثوذكسي. لقد كشفت لنا عن دقائق هذا المبتدع وأوضحت الإيمان وضوحًا ملأ القلوب ثبات".



3 الكاردينال نيومان Newman (1801 1890 م).
* " إن أعماله المنظورة كانت تعتبر قياسًا لحالته القدسية العاطفية.. فقد نقب وبحث وأخرج من بينها في سعة الأبحاث العميقة التي أصبحت كأسس اللاهوتيات النافعة للأجيال.



4 مكسيميانوس بطريرك القسطنطينية (خلف المبتدع نسطور):
* " لقد قهرت الشيطان بصبرك واستهنت بالعذابات وحسبت الجوع كلا شيء لأنك استمتعت بالخبز النازل من السماء والواهب حياة أبدية للبشر".



5 الآباء اليسوعيون.
* " أحد كواكب الشرق الأوفر ضياء، ومعلمي الكنيسة الأسمى علمًا وطهارة".



6 الأستاذ / عباس محمود العقاد.
* "كان كيرلس الكبير في أوائل القرن الخامس مؤسس الدعائم في كنيسة مصر بل وفي جميع الكنائس المسيحية.

* وخير تكريم من الكنيسة الكاثوليكية لأبطال الإيمان أنها شيدت المذبح بكنيسة القديس بطرس بالفاتيكان على أربع أعمدة.. ومن دواعي فخرنا أن ثلاث أعمدة منها بأسماء آباء وقديسي كنيسة الإسكندرية البابا أثناسيوس الرسولي حامى الإيمان القويم والبابا كيرلس الأول عامود الدين والقديس أنطونيوس كوكب البرية وأب الرهبان.

* أما خير شهادة للقديس كيرلس الإسكندري ما شهد به الخصم العنيد نسطور عدو الإيمان والحق.. فقد ذكر المؤرخ ستيفنسون Stevenson.

أن المبتدع نسطور نفسه قد اقر أخيرًا وهو في منفاه بشهادة ناطقة نقتطف منها:

كيرلس كان المدعى والمتهم وأنا المدافع، أن كيرلس بين القضاة، هو المحكمة كله

مهما قال كان يردده الباقون.. ولشخصيته التي احتلت مكانة في نفوسهم. كيرلس الذي كان متهمًا.. أصبح هو القاضي بل هو كل شيء.
 
أعلى