مع انطلاقة أسبوع الحياة المكرّسة في البرازيل، كتب البابا فرنسيس للمكرّسين رسالة جاء فيها بحسب "فاتيكان نيوز":
"بفرح كبير أنضمّ بالرّوح والصّلوات إلى المبادرات الّتي ينظّمها مجلس المكرّسين في البرازيل بمناسبة أسبوع الحياة المكرّسة، الّذي يحتفل به من السّادس عشر إلى الثّاني والعشرين من آب أغسطس الجاري، والّذي يهدف إلى تعزيز وتجديد رسالة كلّ فرد منكم. بهذا المعنى، يجدر بنا أن نتذكّر أنّ مسيرة الدّعوة تنبع من خبرة معرفتنا بأنّ الله يحبّنا: فحياتنا هي نتيجة دعوة من الله الّذي دعانا إلى الحياة لأنّه يحبّنا وأعدَّ كلّ شيء لكي يكون كلّ فرد منّا فريدًا، وهو يرافقنا على دروب حياتنا، ويعرف حنيننا للحبّ والسّعادة، ولذلك يدعونا إلى الفرح، الّذي نجده فقط في تقدمة ذواتنا للآخرين.
من جهة أخرى وفي مواجهة التّحدّيات الّتي يفرضها مجتمع اليوم، الّذي يعيش في عصر متغيّر، من الأهمّيّة بمكان أن نسهر ونتيقّظ لكي نتجنّب تجربة النّظرة الدّنيويّة الّتي تمنعنا من رؤية نعمة الله كرائد للحياة، وتحملنا للخروج بحثًا عن بديل لها. إنّ العلاج الأفضل ضدَّ هذه التّجربة هو إعطاء الأولويّة للصّلاة في خضمّ جميع أنشطتنا، واثقين بأنّ الشّخص الّذي يحدق نظره إلى يسوع، يتعلّم أن يعيش ليخدم، لأنّه يختبر ما قاله النّبيّ أشعيا: "إِذ صِرتَ عَزِيزًا فِي عَينَيَّ مُكَرَّمًا، وَأَنَا قَد أَحبَبتُكَ".
لذلك، ولكي نبحث عن تعزيز وتجديد أكبر لحياة ورسالة المكرّسين في البرازيل، أدعوكم مرّة أخرى لكي تسألوا أنفسكم هذا السّؤال الّذي طرحته في الرّسالة الرّسوليّة إلى الأشخاص المكرّسين في عام 2014: "هل يسوع هو حقًّا حبّنا الأوّل والوحيد، كما أعلنّا لدى إبرازنا لنذورنا؟ إن كان الأمر كذلك فقط، فسيمكننا- كما هو واجبنا أيضًا- أن نحبّ بصدق ورحمة كلّ شخص نلتقي به في طريقنا، لأنّنا قد تعلّمنا من يسوع ما هو الحبّ وكيف يجب أن نحبّ: سنعرف كيف نحبّ، لأنّه سيكون لدينا قلبه.
أيّها المكرّسون الأعزّاء في البرازيل، إذ أرغب في التّأكيد على هذه المقاصد أطلب شفاعة العذراء مريم سيّدة أباريسيدا لكي يكون أسبوع الحياة المكرّسة هذا خصبًا جدًّا، وأمنحكم جميعًا بركتي الرّسوليّة، وأسألكم من فضلكم أن تستمرّوا في الصّلاة من أجلي".