كتب:
أسمهان أبو الأسعاد
خالد يوسف: المرحلة القادمة ستشهد تهديدات أكثر عنفا
تكرر في الآونة الأخيرة إرسال تهديدات من مجهولين للكتاب والصحفيين والمبدعين عن طريق خطابات أو رسائل علي الموبايل أو الفيس بوك, ولكن أخذت هذه التهديدات شكلا عنيفا بعدما أطلق مجهولون النار علي سيارة الكاتب الصحفي السابق عبد الجليل الشرنوبي يوم الاثنين الماضي.
و صرحت الكاتبة الصحفية إسلام عزام أنها تقدمت اليوم الأربعاء ببلاغ للنائب العام لأنها تلقت خطابين بنفس الصيغة عليهما شعار "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
ويطالبها الخطاب بمنع زوجها الكاتب الصحفي سعيد شعيب من الكتابة ضد الإسلام وان يتنازل عن القضية التي رفعها ضد المرشد السابق للإخوان, كما يطالبها الخطاب بارتداء الحجاب والتوقف عن التدخين وتعاطي المشروبات الروحية, والبقاء في المنزل لتعليم بناتها شرع الله, وفي حالة عدم الالتزام بما جاء في الخطاب من أوامر, فإن لديهم الكثير ليفعلوه!.
وأضافت عزام أنها تلقت تهديدات سابقة عن طريق رسائل الموبايل ولكنها تعاملت مع مثل هذه الأمور ببساطة واستخفاف, ولكن مع تزايد التهديدات في الفترة الأخيرة, كان لابد من اتخاذ إجراءات حاسمة ضد تراخي الإخوان عن أخذ موقف حاسم في مثل هذه القضايا, وهذا التراخي يشجع علي التطرف والإرهاب.
وتري عزام أن خطاب التهديد هو جزء من حملة منظمة للهجوم علي الإعلام والمبدعين وكل من يدعوا إلي الحرية في ظل مناخ استقطاب ديني وطائفي محتقن , وسيكون المبدعين والفنانين هم أول ضحايا هذه الحملة, لذلك يجب علي المثقفين أن يتصدوا لما يحدث, سواء بالإدانة أو الوقفات الاحتجاجية التي يمكن أن تتحول إلي اعتصامات مفتوحة, ولابد من الضغط علي الرئيس المنتخب الذي فاز بنسبة تزيد قليلا عن النصف, ومعني ذلك أن نصف الشعب لن يقبل بمثل هذه الممارسات العنيفة.
وفي سياق متصل ذكرت الكاتبة الروائية عفاف السيد أنها تلقت العديد من التهديدات علي الإميل والفيس بوك تطالبها بارتداء الحجاب وعدم التطاول علي "أسيادها" وإلا سيمنعونها من الكلام"يخرسونها" بطريقتهم الخاصة.
وأضافت السيد أن هذه التهديدات جعلتها تكتب بصراحة وجرأة أكثر لأن الإخوان والسلفيين ليسوا "بعبع" ومثل هذه الأفعال أقصي ما يمكن أن يفعله الإخوان لمعرفة رد فعل المثقفين, لو حدث خوف وتراجع, سيكون هناك مزيدا من التهديدات في المستقبل, لكن لو ازداد المثقف تمسكا برأيه ودافع عنه, سيتراجع الإخوان والسلفيين.
وأضافت السيد أن التهديدات ليست شخصية ولكنها تهديد لكل صاحب فكر حر, ولكل الأفكار ضد التخلف والجهل وعصور الظلام , لذلك يجب علي المثقفين توحيد جهودهم وكلمتهم مثل السلفيين والإخوان.
ومن جهة أخري قال الفنان خالد يوسف أن ما حدث من إطلاق مجهولون النار علي عبد الجليل الشرنوبي عضو جبهة إبداع ورئيس تحرير موقع إسلام أو لاين سابقا, هي محاولة من الإخوان لتهديد الشرنوبي حتى يتراجع عن فضح مخططهم للسيطرة علي الدولة, لأنه لا يوجد خصوم للشرنوبي يمكنهم فعل ذلك سوي الإخوان، ويري يوسف أن ما فعله الإخوان "بالون اختبار لقياس مدي خوف المثقفين من مثل هذه التهديدات, وسوف تتكرر مثل هذه التهديدات في المستقبل ولكن بصورة أشد عنفا , لأن تاريخهم في الاغتيالات والتهديد معروف مسبقا بالإضافة إلي وجودهم في السلطة يسهل عليهم الاغتيال"-على حد قوله.
ويؤكد يوسف علي أن مشروع الإخوان هو مشروع احتلال للوطن مثل مشروع مبارك, لأن الاحتلال يظن أن البلد ملكه ويريد أن يحكم قبضته علي كل الأمور ويتخلص من كل المعارضين, لذلك حاول الإخوان السيطرة علي الدستور ومجلس الشعب والشورى والإعلام والصحافة, والمرحلة القادمة هي التخلص من المعارضين .
وأشار يوسف إلي أن المثقفين لا يخافون الإخوان علي الرغم من نظرتهم شديدة التخلف والرجعية للثقافة والفنون, و إتباع مثل هذه الأساليب لن يجد مع الشعب المصري , لأن الوطن تحرر من الخوف بعد ثورة 25 يناير, لذلك لا يخشي علي مصر أو الثقافة من المرحلة المقبلة .