اشتياقات النفس وحنينها إلى الله - زمان الافتقاد

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
kp1s.jpg


يوجد في كل نفس اشتياق طبيعي نحو الله حسب طبيعة الخلق الأول؛ كما أنه توجد فيها غيرة حسنة نحو الأعمال الصالحة في المحبة متجذرة ومتأصلة فيها لا تُمحى مع الزمن، ولكن بسبب طبيعة السقوط وانغماس الإنسان في تحقيق شهوة الجسد انطفأ الاشتياق ولم تعد هناك غيرة في الحسنى، لذلك ترسخ في النفس ما هو مخالف لطبيعتها الأولى وانطفأ الشوق من نحو الله والسعي الدائم إليه، ولكن بالرغم من ذلك إلا أنه لازالت ملامح الله موجودة في النفس (وأن بدت مشوهة) وهي التي تولد الحنين من نحو الله والاشتياق لحياة القداسة والشركة الحسنة معه من بعيد، ومن هنا يظهر لماذا كل الناس في وجع مستمر وانين خفي لا يظهر سره إلا حينما يسمع عن الله ويرى اتقياء يحبونه فيشتاق أن يتصالح معه ولكنه لا يستطيع أو يكون قادر على حياة القداسة والفضيلة,,,


ولكن الله حينما يجد أن النفس تشتاق إليه وعندها حنين أن تعيش معه ولكنها لا تعرف الطريق مع أنها أمينة في تمنيها ومتمسكة بأحلامها البعيدة المنال، فأنه يُسرع ليعطيها قبساً من نوره، فأن تمسكت والتقطت النور فأن غيرة المحبة تتولد فيها فترتمي على من له القدرة للتغيير والتجديد، فتنطرح على مسيح الحياة الذي يزيل حزن أوجاعها الداخلية ويغسلها مثل المولود الجديد الذي يُغسل بعد الولادة فيستنشق الهواء الطبيعي ويبصر النور من بعد الظلام، فتصير النفس خليقة جديدة وإناء مخصص لسكنى الله الحي ويتولد في قلبها فرح خاص من نحو الله الذي أحبته لأنه صار مصدر حياتها الوحيد...


أما أن لم تلتقط النفس النور في زمن افتقادها وزيارة النعمة لها، فأن كل شوق وليد الحنين الذي كان فيها من أجل الله ينطفأ بالتمام وتصير لحالٍ أردأ، وقلبها يتجمد إلى أن يتكلس ويتقسى، ولا تستطيع بعد ذلك أن تشعر بالإلهيات، وتصير مثل إنسان مجنون ظل يطعن نفسه بالسيف بلا توقف حتى أنه يلفظ كل أنفاسه ويهلك بالتمام، وكل ذلك بسبب ما أوضحه الرب بنفسه حينما بكى أورشليم قائلاً: [ لأنك لم تعرفي زمان افتقادك ] (لوقا 19: 44)


  • لذلك يا إخوتي علينا أن نسهر على أنفسنا ونراقب عمل النعمة لننتبه لنداءات محبة الله في داخلنا وننظر للشوق الذي يتولد فينا من لمسات الله المُحيية ونمسك فيها بكل قوتنا، ولا نهمل أو نقسي قلبنا حينما نسمع نداء النعمة لنا، لأنه مكتوب: [ أن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم ] (عبرانيين 4: 7)، فكل من يعرف زمان افتقاده ويتجاوب مع عمل النعمة التي يأخذها من الله فأنه ينجح ويفوز بشركة العريس السماوي ويكون مقراً لسكناه الخاص ويحيا معه إلى الأبد ويفرح مع جميع القدسين إلى أبد الآبدين آمين
 

سرجيوُس

لستم المتكلمين.
عضو مبارك
إنضم
8 أبريل 2011
المشاركات
3,442
مستوى التفاعل
427
النقاط
83
الإقامة
قلب يسوع المسيح
أما أن لم تلتقط النفس النور في زمن افتقادها وزيارة النعمة لها، فأن كل شوق وليد الحنين الذي كان فيها من أجل الله ينطفأ بالتمام
ربنا ما يسمح ابدا
 

candy shop

مشرفة منتدى الاسرة
مشرف سابق
إنضم
29 يناير 2007
المشاركات
50,816
مستوى التفاعل
2,027
النقاط
113
لذلك يا إخوتي علينا أن نسهر على أنفسنا ونراقب عمل النعمة لننتبه لنداءات محبة الله في داخلنا وننظر للشوق الذي يتولد فينا من لمسات الله المُحيية ونمسك فيها بكل قوتنا، ولا نهمل أو نقسي قلبنا حينما نسمع نداء النعمة لنا، لأنه مكتوب: [ أن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم ]

موضوع قيم جدا
وكلام جميل
كالعاده يا ايمن رااائع جدا
ربنا يبارك خدمتك المميزه
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
وهبنا الله أن نطيع صوته ونستجيب سريعاً لنداءه لنا
ولا يسمح إطلاقاً أن نكون مهملين متكاسلين غير مبالين
كونوا معاً معافين باسم الرب إلهنا آمين
 

soul & life

روح وحياة
مشرف سابق
إنضم
28 نوفمبر 2011
المشاركات
10,525
مستوى التفاعل
3,000
النقاط
113
الإقامة
باريس الشرق
لذلك يا إخوتي علينا أن نسهر على أنفسنا ونراقب عمل النعمة لننتبه لنداءات محبة الله في داخلنا وننظر للشوق الذي يتولد فينا من لمسات الله المُحيية ونمسك فيها بكل قوتنا، ولا نهمل أو نقسي قلبنا حينما نسمع نداء النعمة لنا، لأنه مكتوب: [ أن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم ] (عبرانيين 4: 7)، فكل من يعرف زمان افتقاده ويتجاوب مع عمل النعمة التي يأخذها من الله فأنه ينجح ويفوز بشركة العريس السماوي ويكون مقراً لسكناه الخاص ويحيا معه إلى الأبد ويفرح مع جميع القدسين إلى أبد الآبدين آمين

آمين .. تسلم ايدك
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
فرحك الله بغنى النعمة المفرحة لكل قلب تسكنه آمين
 

+بنت الكنيسة+

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
24 مايو 2011
المشاركات
8,777
مستوى التفاعل
1,940
النقاط
0
الإقامة
في حضن الكنيسة

ولكن الله حينما يجد أن النفس تشتاق إليه وعندها حنين أن تعيش معه ولكنها لا تعرف الطريق مع أنها أمينة في تمنيها ومتمسكة بأحلامها البعيدة المنال، فأنه يُسرع ليعطيها قبساً من نوره، فأن تمسكت والتقطت النور فأن غيرة المحبة تتولد فيها فترتمي على من له القدرة للتغيير والتجديد، فتنطرح على مسيح الحياة الذي يزيل حزن أوجاعها الداخلية ويغسلها مثل المولود الجديد الذي يُغسل بعد الولادة فيستنشق الهواء الطبيعي ويبصر النور من بعد الظلام، فتصير النفس خليقة جديدة وإناء مخصص لسكنى الله الحي ويتولد في قلبها فرح خاص من نحو الله الذي أحبته لأنه صار مصدر حياتها الوحيد...


جميييل طبعا استاذنا الغالي
ربنا يبارك خدمتك
ويجعلها مثمره دائمااا
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
إلهنا القدوس الحي يبارككم ويهبكم كل نعمة وفرح في الروح القدس آمين
 
أعلى