صوت صارخ
New member
مقدمة الناشر
كنت أقوم بعمل الغسيل الكلوي البريتوني داخل منزلي، عندما سلمتني زوجتي مظروف بريدي ضخم قادماً من أحد الدول الأوربية, وبفتحه وجدت بداخله اختبار الأخ زكريا مكتوباً بخط يده، ومرفقاً معه مجموعة من المستندات الرسمية، منها بطاقته الشخصية رقم 3423 الصادرة من مكتب سجل مدنية زفتى بتاريخ 22 – 10 – 1972. وصورة من شهادة معموديته صادرة من الكنيسة القبطية، وكذلك شهادات معمودية أولاده وبناته، وصورة من قرارات اعتقاله وتجديدها، وصور تقارير طبية بالإصابات الموجودة بجسده جراء التعذيب الوحشي الذي تعرض له داخل أقسام البوليس والسجون والمعتقلات بسب اعتناقه المسيحية, مع قصاصة من صحيفة أوربية أجرت مقابلة صحفية معه وتناولت الإصابات الكثيرة الموجودة في جسده, مع العديد من صور المستندات الأخرى, بالإضافة إلى مجموعة من الصور الفوتوغرافية تجمعه مع بعض الآباء الأساقفة والكهنة الأقباط, وأرفق معهم هذا الخطاب القصير العجيب :
رفيق الغربة وعابر معي الطريق وبني جلدتي الأخ والابن: صموئيل
سلام و محبة إلهنا يسوع المسيح الذي هدانا وفدانا ودعانا دعوة سمائية عليا لنسلك فيها بغنى للتمتع
هذه النسخة معدلة ومنقحة ومضافاً إليها الكثير .. وهي بقوة الله سوف تنشر, صلي من اجلي؛ كما نحن نصلي من أجلكم.
زكريا الذي مات المسيح من أجله.
إذن فهو يريد مني ببساطة شديدة أن أترك كل شيء في يدي وأتفرغ لنسخ مخطوطة اختباره على الكمبيوتر وطبعه، ونشره في كتاب!
اندهشت جداً لقوة إيمانه وبساطته، وكان الأمر يبدوا لي صعباً للغاية، بل مستحيلاً، لأني كنت آنذاك في غاية التعب والإعياء لإصابتي بالفشل الكلوي، وقيامي بعملية الغسيل البريتوني, بالإضافة إلى عدم خبرتي في إخراج وطبع الكتب، وقبل كل ذلك ظروفي المادية الصعبة.
لكن ما أن شرعت في قراءة مخطوطة اختباره حتى سالت دموعي، ونسيت آلام المرض وأتعابه، ووجدت روحي تنحني أمام الآلام الكثيرة التي تحملها هذا الأخ المبارك من أجل محبته للسيد المسيح، والذي يعتبر بجد حالة استثنائية فريدة من نوعها من بين مئات قصص الاختبارات التي نطالعها على الانترنت لِما تميز به اختباره من عمق إيماني وروحي مصحوباً بآلام التعذيب داخل السجون والمعتقلات، ويضاف إلى كل ذلك اعترافاته العلنية ببعض الخطايا الصعبة التي ارتكبها، مطبقاً قول الكتاب: من يكتم خطاياه لا ينجح
ورغم إنني أخدم وسط أخوتي المتنصرون منذ 22 سنة، ضمن خدمتي للحالات الخاصة، إلا إنني لم أجد اختباراً مثل هذا قط، باستثناء اختبار أستاذه وأستاذنا كلنا الأخ جابر عبد المسيح وهبه، أمير المسلمين المهتدين في العصر الحديث، والأب الروحي لهم ، والذي اعتقل وسجن وعذب أيضاً، بل وتم صلبه داخل ليمان طره، واختبار أخونا الحبيب يوحنا بيشوي عبد المسيح (يحيى المرسي عبد الفتاح سابقاً).
لذلك تغلبت على مرضي، وقررت نسخ مخطوطة اختبار أخونا الحبيب زكريا على الكمبيوتر، وإخراجه فنياً بأسلوب بسيط في كتاب بلغت عدد صفحاته 136 صفحة من الحجم الكبير وبه ملحق للمستندات. ثم قمت بطبعه، ونشره وتوزيعه على عدد محدود جداً من المعارف، وأعيدت طباعته مرة ثانية، وثالثة، ولم أعيد طباعته ثانياً منذ عام 1999 . علماً بأن اختبار الأخ زكريا كان الكتاب الأول من سلسلة إصدارات "الحق والحياة" في هولندا، والتي بلغت ثمانية إصدارات بسيطة:
1 – مجلة "الحق والحياة" للمسيحيين الشرقيين الأحرار.
2 – كيف آمنت بالمسيح (اختبار الأخ زكريا)
3 – حوار صريح حول الإسلام.
4 – كان ميتاً فعاش (الجزء الأول من اختباري)
5 – كان ميتاً فعاش الجزء (الثاني من اختباري)
6 – رسالة إلى صديقي المسلم.
7 – نحن والآخر (ج1 )
8 – نحن والآخر (ج2 )
ثم توقفت بعد ذلك عن مواصلة هذه الإصدارات لتراجع حالتي الصحية، ولانشغالي بخدمة حالاتي في مصر، ولإعداد المقالات للمواقع القبطية، ولعدم إمكانياتي المادية
ولكن نظراً لأهمية هذا الاختبار الروحي الإيماني الغني والفريد جداً من نوعه، ولارتباطه بالقديس البابا كيرلس، والقديس الأب بيشوي كامل، فلقد قررت نشره على الإنترنت حتى لا يضيع هذا الأثر الروحي البديع الذي ولد من رحم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التي ولدت لنا أقوى وأعمق اختبارات التوبة والاهتداء للمسيح من الخراف الآخر عبر الأجيال
مع تحياتي ومحبتي
صموئيل بولس عبد المسيح- الشيخ محمد النجار سابقاً
التعديل الأخير: