كان يعقوب مسيحيٌّا من شرفاء بلاد فارس. قرّبه الملك يزدجرد من بلاطه وأولاه أشرف المراتب. ألزم الملك جميع المسيحيّين بأن يقدّموا الذبائح للشمس والكواكب. فنال الكثير من المسيحيّين إكليلَ الشهادة. ولكنّ قسمًا منهم فضّلوا الحياة على نعمة الاستشهاد، ومن بينهم يعقوب الذي قدّم الذبائح والبخور للآلهة.
عرفت زوجته وأُمّه بالأمر فكتبتا له رسالة مليئة بالعتاب والأسف والدموع والتوسّل لكي يعود عن كفره، فتأثّر وانطلق إلى الساحة العامّة يعلن أنّه مسيحيّ. فاستدعاه الملك ووبّخه على تصرّفه الأرعن. فأجابه بكلّ جرأة أنّه مسيحيّ ولن يحيد أبدًا عن إيمانه هذا. فأمر الملك بأن يقطّع إربًا إربًا. فقطّعوا أصابع يديه ورجليه واحدة واحدة، ثمّ قطعوا يديه ورجليه ثمَّ ساقيه وذراعيه وهو صابر يشكر اللّه. وأخيرًا، قطعوا رأسه فنال إكليل الشهادة سنة 441.