- إنضم
- 6 أكتوبر 2009
- المشاركات
- 16,056
- مستوى التفاعل
- 5,370
- النقاط
- 0
الإنسان الذي ابتعد عن نور الحياة وسقط بإرادته من الحياة فملك عليه الموت وصار تحت لعنة من جراء سيره وراء آخر غير الله، ففسد بالتمام وصار كأعمى ينقاد وراء الأفكار الرجعية التي ملكت عليه في مسيرته الطويلة عبر الأجيال، وكهوف الجهل الذي دخل فيها الفكر، فبات يتغذى على أفكار فلسفية عقلية تنكمش على أناه الخاص وحب الذات والانحصار فيها، والاستعباد للذات والعادات المزرية التي ملكت على كيانه وشعوره وأحاسيسه، وكلها عوامل تراكمت تاريخياً وتأصلت في وجدانه، وأقامت جدران قوية لسجن ذاته وكل من حوله، وأصبح كل ما هوَّ حوله يستخدمه استخدام استهلاكي متلف في غير وضعه الصحيح !!!
بل وسار نحو الخير الغير موجود حتى أنه عبد ذاته وأشرك في عبادتها الكثيرين، ليكون هو المُعظَّم وسط الناس متسلطاً عليهم ليحقق تأليه ذاته المزيف ليشبع نفسه ويشعر بتفوق كيانه فيفرح ويُسرّ ويتلذذ، لأن عبادة الذات وتكريمها لهُ زهو خاص، زهو الشيطان نفسه، لأنه أبو كل كبرياء محب للسُلطة والتملك على حياة الناس بغرض الاستهلاك واستعباد الآخر ...
وأصبحت حياة الإنسان محصورة في تحقيق ذاته بكبرياء واستعباد الآخر لذاته الغير مستعدة لشركة الآخر، أي آخر يختلف عنه في أي صورة أو شكل أو فكر، لأنه من المستحيل أن يقبل آخر لا يشترك في عبادة ذاته أو يختلف معه قط !!!
و قد أصبح الآخر عنده مجرد وسيلة لإسعاد ذاته والسعي المتواصل ليصير أكثر فخراً ومجداً يزيد من رضا نفسه، وقد تتغير النظرة وتصبح أخطر من هذا – عندما نجد الإنسان في سُلطة من أي نوع سواء مدنية أو دينية على الأخص – ليرى انه صاحب الفكر الصحيح الأوحد، بل والوحيد، وأن كل من حوله عليهم الطاعة والإذعان لأنه هو مصدر كل حقيقة، والحق عنده هوَّ وحده فقط دون أي آخر سواه، ويرى نفسه أنه يتفوق على العالم كله في الفكر والمعرفة وخروج الحق، فهو يخرج الحق وحده كالنور وكل ما عاده فهو باطل ولا يدرك الحق كاملاً كما هو يُدركه، وقد يجعل كل من عداه، بل وممكن أن يقنع الآخرين أن كل ما في العالم كله بطال وعلى خطأ فادح، وقد يتهم الآخرين بالتزوير والتلفيق حتى ولو كان عند اي شخص فيهم شيء من الحق، إذ لا يرى في أحد ما ولو جزء بسيط من ما هو صحيح أو بصيص من الحق أبداً، بل لا يرى مناص من أنه لابد من أن يشترك الكل في هذه الحقيقة التي يعرفها ويملكها وحده، وقد يساعده بهذا كل من حوله إذ يضعونه في أعلى من مكانته الطبيعية ويساعدوه على استمرار اعتقاده، فتأخذه غيبة لأنه أولاً لا يُدرك أن بسبب ضعف من حولة وضحالة معرفتهم يتخذون منه عالم ومفكر وعميق في الحق والله وهبه الحق كله وكمال المعرفة والقدرة المطلقة على البحث وهداية الناس لطريق الحق الذي يُرضي الله وحده، مثلما نجد أن في قرية بسيطة غير متعلم فيها أحد ويظهر فيها شخص معه الابتدائية وله قسطاً ضعيفاً في التعليم فيعتبره كل من في القرية علامة ويعظموه جداً ويضعونه في مرتبة العالم والمخترع العظيم !!! مع أنه في الواقع لو دخل مدينة كبيرة فيها علماء ومفكرين وأطباء ومُحامين فسيظهر بلا معرفة وليس له أي فهم ولا إدراك لكل ما هو حوله !!!
وبهذا الوضع المُشين يصبح الإنسان المتكبر والمنتفخ غير مدرك وغير عالم أنه هو ذاته لا شيء وكل من هو حوله زائل، وواضح أننا دخلنا العالم بلا شيء وسنخرج منه أيضاً بلا شيء، لأنه لن ينفعنا مديح من الناس ولا تعظيم من أحد، بل ليس لنا غير أن نكون فقط حاملين الرب يسوع أن قبلناه وكما هو مكتوب: [ أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله ] (يو1: 12 – 13)
عموماً هذه هي مصيبة الكبرياء الحقيقية ومشكلة المجتمع ككل وعلى الأخص المجتمع الشرقي الذي يُكرم الرؤساء عموماً وعلى الأخص الرؤساء الدينيين لأنه يراهم عظماء بشكل غير طبيعي لدرجة التأليه والعصمة من الخطأ في كل شيء، حتى أنه عبدهم دون الخالق بدون أن يدري أو يُصرح بهذا بشفتيه إنما بتصرفاته وأعماله، ((طبعاً أرجو أن كل من يقرأ الموضوع يفهم الكلام في إطاره الصحيح ولا يبتعد عن المعنى ويظن شيء آخر غير ما كتبت وقصدت، لأني أتكلم بصوره عامة وليست خاصة أو تخص أحد بعينه أو طائفة معينة بل أتكلم عن الجميع وبشكل عام))...
ألم يأتي الوقت الآن يا ترى لنهدم من خلاله جدران السجن التاريخي الذي صنعة الإنسان وحبس نفسه في داخله، ألم يحن الوقت اليوم لكي يُدرك الإنسان وكل إنسان أن الآخر شريك حقيقي سواء في الوطن الواحد أو حتى في الكنيسة الواحدة مع باقي الكنائس والعقائد عموماً وهذا هو معنى الخلق ومقاصد الله أن نكون كلنا واحد وأن يجمعنا في المسيح يسوع، حيث لا يوجد من هو أعظم ولا من هو حقير، ولا من هو جاهل ومن هو عالم، بل الكل يخدم بعضه البعض بالروح الواحد الذي يعلن وحده الحق ويعطي المعرفة والفهم والإرشاد والنصح ويوزع المواهب كما يرى لكل واحد لبناء الجسد الواحد، وأنه في هذا الجسد الواحد لذي رأسه الأوحد شخص ربنا يسوع المسيح الحي والمُحيي بروحه الجميع، فلم ولن يوجد من هو أعظم شئناً من الآخرين لأن كلنا متساويين أمام الله والاختلاف الوحيد فقط هو: في من يؤمن ويتوب بالصدق ويحيا بأمانة القلب وحياة التقوى، ومن لا يؤمن ولا يحيا حياة التوبة الصادقة من كل قلبه ويحيا باتضاع واضعاً الله فوق الجميع بلا استثناء طائعاً وصاياه وحده وليس وصايا الناس غير مشركاً في عبادته إنسان مهما ما على شأنه وارتفع !!! ((ولا أقصد بالطبع أن كل واحد يتخلى عن عقيدته أو يترك كنيسته، بل أتكلم عن روح المحبة ورفع العداوة، لأن الرب جاء صانعاً سلاماً، ومن العار أن نقبل الصليب ولا نحيا متصالحين مع إخوتنا، لأننا سنصير كاذبين أن قلنا أننا حاملين صليب ربنا يسوع ولا نستطيع أن نصنع سلاماً، ولا يصح أن نكذب بعضنا على بعض لأن يستحيل أن نكذب على الله، لأنه فاحص الكُلى والقلوب، لأنه أن قلنا أن لنا شركة معه وسلكنا في ظلمة الكبرياء أو احتقار الآخرين أو شتمهم أو تعييرهم بأي شكل أو صورة حتى لو كانت بهدف الخدمة وإعلان الحق، لأن الحق لا يُعلن بالكذب، ولا يُعلن ويُقدم بمعايرة الآخر والتهكم عليه بسخرية باحتقار فكره او تعليمه أو عقيدته))
ومن يُريد أن يعي كيف يعرف الله ويسير في طرقه ويصير مقبولاً عنده فليقرأ أعظم نشيد سمعته البشرية، ولكنه يحتاج لأذن مختونة بالروح، وقلب كبير ينبض بالمحبة، ونفس مستعدة للبذل والعطاء للنفس الأخير، تُريد الله أن يملك على كيانها وتصير له بالصدق والحق، لذلك فلنصغي ونقرأ ونسمع لا لكي نضع معلومة ولا لكي يكون لنا فكر، بل ليكون لنا حياة، وهذا هو النشيد الحي ومن له أُذنان للسمع فليسمع ما يقوله الروح:
هكذا النفس لا تستطيع أن تحتمل أو تسير وتتبع أو تقبل من يجرح كبريائها ويكسرها، لذلك دائماً تشكو من الألم والمرض وكل ما يعتريها من آلام، بل وقد تتطاول على الله وتتهمه بالظلم بسبب كل ما يأتي من آلام عليها وعلى العالم ومن محن وضيقات كثيرة وبالأكثر كل من تتعلق بهم على مستوى العواطف والمشاعر وتستدر عطفهم ومديحهم وحبهم لمصلحتها الخاصة، لأن النفس التي في حالة كبرياء وأن قبلت الألم في النهاية فأنها تستغله لمصلحتها الخاصة فتظهر بقصد أمام الجميع أنها تحتمله بشجاعة ليكون لها نصيب أكبر من مديح الناس، أو تظهر أنها في آلامها شديدة الإرادة وقاهرة للمرض والألم فتتمجد أكثر في عيون الآخرين !!!
وأحياناً النفس تهرب من كسر الذات وتبعية الرب الحقيقية وحمل الصليب بصورة وشكل التواضع الكاذب لأنها أحياناً تتخذ شكل التواضع الحقيقي بالألفاظ والكلمات الرنانة والتي لها التأثير في مسامع الناس لتلقبها بالقداسة وأن فيها الله، مع أنها تتدعي التواضع بشوية ألفاظ منها : [ أنا غير مستحق – أنا ماستهلش – أنا التراب – أنا الخاطي – أنا المدان – أنا رماد وتراب ] وغيرها من الألقاب التي يلقب كل واحد بها نفسه ومعظمها مقتبس من بستان الرهبان لكي يدل كل واحد على تقواه محتفظاً بشكل خارجي وهمي لا أساس له في قلبه ولا يمت بصلة للتواضع الحقيقي الذي فيه انسحاق قلب واضح أمام الله لا الناس، وحتى لو ظهر أمام الناس فالله هو من يظهره لهدف تمجيد اسمه وعمله في تلك النفس، وليس لمديح النفس وقبولها التعظيم والتفخيم من الناس (بالطبع ليس كل من يقول هذا يعتبر كبرياء خفي، أنا فقط أتكلم هنا عن من هو يهرب من موت ذاته الحقيقي ليعظم نفسه أمام الناس ويهرب من الله، وهذه الحالات لا يميزها غير الذين لهم روح إفراز والله بالطبع وليس أي أحد يميز هذه الأمور وهذه هي المشكلة عدم الإفراز والتمييز عند معظم المسيحيين، لذلك يضل الكثيرين وراء المتكبرين ويصدقون تعاليمهم وأفكارهم الخبيثة، لأن مثل هؤلاء بعدم تقوى وخبرة حياة توبة وإيمان حي يقودهم بالمحبة لشركة الثالوث والكنيسة، يفسرون ويشرحون الكتاب المقدس والعقيدة وأقوال الآباء وكتاباتهم ويكتبون كل الأمور الروحية والإرشادية، غير عالمين أن لهم مظهر باطل في خيالهم وعلم وهمي مبني على كتب وليس فيه روح وداعة يسوع، لذلك ليمتحن كل واحد نفسه)
عموماً علامة التواضع الصادق والأكيد - ليس الكلام - بل قبول الألم والضيق بشكر، وإعطاء المجد لله كل حين ليس أمام الناس بل في القلب من الداخل، وعدم التأثر بمديح الناس، وعدم التأثر بذمهم، وحزن النفس على كراهية الناس أو ذمهم والشعور بالمهانة والرغبة في الانتقام والتشفي أو الدعاء عليهم أو رفضهم وطلب أن تنزل نار من السماء لتأكلهم، بل الصلاة من أجلهم لأنهم لا يفهمون ماذا يفعلون، لذلك لكي يوضح المسيح ربنا الحي قوة موت الذات وتبديد الكبرياء قال: أحبوا أعدائكم أحسنوا لمبغضيكم .... الخ
بل وسار نحو الخير الغير موجود حتى أنه عبد ذاته وأشرك في عبادتها الكثيرين، ليكون هو المُعظَّم وسط الناس متسلطاً عليهم ليحقق تأليه ذاته المزيف ليشبع نفسه ويشعر بتفوق كيانه فيفرح ويُسرّ ويتلذذ، لأن عبادة الذات وتكريمها لهُ زهو خاص، زهو الشيطان نفسه، لأنه أبو كل كبرياء محب للسُلطة والتملك على حياة الناس بغرض الاستهلاك واستعباد الآخر ...
وأصبحت حياة الإنسان محصورة في تحقيق ذاته بكبرياء واستعباد الآخر لذاته الغير مستعدة لشركة الآخر، أي آخر يختلف عنه في أي صورة أو شكل أو فكر، لأنه من المستحيل أن يقبل آخر لا يشترك في عبادة ذاته أو يختلف معه قط !!!
و قد أصبح الآخر عنده مجرد وسيلة لإسعاد ذاته والسعي المتواصل ليصير أكثر فخراً ومجداً يزيد من رضا نفسه، وقد تتغير النظرة وتصبح أخطر من هذا – عندما نجد الإنسان في سُلطة من أي نوع سواء مدنية أو دينية على الأخص – ليرى انه صاحب الفكر الصحيح الأوحد، بل والوحيد، وأن كل من حوله عليهم الطاعة والإذعان لأنه هو مصدر كل حقيقة، والحق عنده هوَّ وحده فقط دون أي آخر سواه، ويرى نفسه أنه يتفوق على العالم كله في الفكر والمعرفة وخروج الحق، فهو يخرج الحق وحده كالنور وكل ما عاده فهو باطل ولا يدرك الحق كاملاً كما هو يُدركه، وقد يجعل كل من عداه، بل وممكن أن يقنع الآخرين أن كل ما في العالم كله بطال وعلى خطأ فادح، وقد يتهم الآخرين بالتزوير والتلفيق حتى ولو كان عند اي شخص فيهم شيء من الحق، إذ لا يرى في أحد ما ولو جزء بسيط من ما هو صحيح أو بصيص من الحق أبداً، بل لا يرى مناص من أنه لابد من أن يشترك الكل في هذه الحقيقة التي يعرفها ويملكها وحده، وقد يساعده بهذا كل من حوله إذ يضعونه في أعلى من مكانته الطبيعية ويساعدوه على استمرار اعتقاده، فتأخذه غيبة لأنه أولاً لا يُدرك أن بسبب ضعف من حولة وضحالة معرفتهم يتخذون منه عالم ومفكر وعميق في الحق والله وهبه الحق كله وكمال المعرفة والقدرة المطلقة على البحث وهداية الناس لطريق الحق الذي يُرضي الله وحده، مثلما نجد أن في قرية بسيطة غير متعلم فيها أحد ويظهر فيها شخص معه الابتدائية وله قسطاً ضعيفاً في التعليم فيعتبره كل من في القرية علامة ويعظموه جداً ويضعونه في مرتبة العالم والمخترع العظيم !!! مع أنه في الواقع لو دخل مدينة كبيرة فيها علماء ومفكرين وأطباء ومُحامين فسيظهر بلا معرفة وليس له أي فهم ولا إدراك لكل ما هو حوله !!!
وبهذا الوضع المُشين يصبح الإنسان المتكبر والمنتفخ غير مدرك وغير عالم أنه هو ذاته لا شيء وكل من هو حوله زائل، وواضح أننا دخلنا العالم بلا شيء وسنخرج منه أيضاً بلا شيء، لأنه لن ينفعنا مديح من الناس ولا تعظيم من أحد، بل ليس لنا غير أن نكون فقط حاملين الرب يسوع أن قبلناه وكما هو مكتوب: [ أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله ] (يو1: 12 – 13)
عموماً هذه هي مصيبة الكبرياء الحقيقية ومشكلة المجتمع ككل وعلى الأخص المجتمع الشرقي الذي يُكرم الرؤساء عموماً وعلى الأخص الرؤساء الدينيين لأنه يراهم عظماء بشكل غير طبيعي لدرجة التأليه والعصمة من الخطأ في كل شيء، حتى أنه عبدهم دون الخالق بدون أن يدري أو يُصرح بهذا بشفتيه إنما بتصرفاته وأعماله، ((طبعاً أرجو أن كل من يقرأ الموضوع يفهم الكلام في إطاره الصحيح ولا يبتعد عن المعنى ويظن شيء آخر غير ما كتبت وقصدت، لأني أتكلم بصوره عامة وليست خاصة أو تخص أحد بعينه أو طائفة معينة بل أتكلم عن الجميع وبشكل عام))...
ألم يأتي الوقت الآن يا ترى لنهدم من خلاله جدران السجن التاريخي الذي صنعة الإنسان وحبس نفسه في داخله، ألم يحن الوقت اليوم لكي يُدرك الإنسان وكل إنسان أن الآخر شريك حقيقي سواء في الوطن الواحد أو حتى في الكنيسة الواحدة مع باقي الكنائس والعقائد عموماً وهذا هو معنى الخلق ومقاصد الله أن نكون كلنا واحد وأن يجمعنا في المسيح يسوع، حيث لا يوجد من هو أعظم ولا من هو حقير، ولا من هو جاهل ومن هو عالم، بل الكل يخدم بعضه البعض بالروح الواحد الذي يعلن وحده الحق ويعطي المعرفة والفهم والإرشاد والنصح ويوزع المواهب كما يرى لكل واحد لبناء الجسد الواحد، وأنه في هذا الجسد الواحد لذي رأسه الأوحد شخص ربنا يسوع المسيح الحي والمُحيي بروحه الجميع، فلم ولن يوجد من هو أعظم شئناً من الآخرين لأن كلنا متساويين أمام الله والاختلاف الوحيد فقط هو: في من يؤمن ويتوب بالصدق ويحيا بأمانة القلب وحياة التقوى، ومن لا يؤمن ولا يحيا حياة التوبة الصادقة من كل قلبه ويحيا باتضاع واضعاً الله فوق الجميع بلا استثناء طائعاً وصاياه وحده وليس وصايا الناس غير مشركاً في عبادته إنسان مهما ما على شأنه وارتفع !!! ((ولا أقصد بالطبع أن كل واحد يتخلى عن عقيدته أو يترك كنيسته، بل أتكلم عن روح المحبة ورفع العداوة، لأن الرب جاء صانعاً سلاماً، ومن العار أن نقبل الصليب ولا نحيا متصالحين مع إخوتنا، لأننا سنصير كاذبين أن قلنا أننا حاملين صليب ربنا يسوع ولا نستطيع أن نصنع سلاماً، ولا يصح أن نكذب بعضنا على بعض لأن يستحيل أن نكذب على الله، لأنه فاحص الكُلى والقلوب، لأنه أن قلنا أن لنا شركة معه وسلكنا في ظلمة الكبرياء أو احتقار الآخرين أو شتمهم أو تعييرهم بأي شكل أو صورة حتى لو كانت بهدف الخدمة وإعلان الحق، لأن الحق لا يُعلن بالكذب، ولا يُعلن ويُقدم بمعايرة الآخر والتهكم عليه بسخرية باحتقار فكره او تعليمه أو عقيدته))
ومن يُريد أن يعي كيف يعرف الله ويسير في طرقه ويصير مقبولاً عنده فليقرأ أعظم نشيد سمعته البشرية، ولكنه يحتاج لأذن مختونة بالروح، وقلب كبير ينبض بالمحبة، ونفس مستعدة للبذل والعطاء للنفس الأخير، تُريد الله أن يملك على كيانها وتصير له بالصدق والحق، لذلك فلنصغي ونقرأ ونسمع لا لكي نضع معلومة ولا لكي يكون لنا فكر، بل ليكون لنا حياة، وهذا هو النشيد الحي ومن له أُذنان للسمع فليسمع ما يقوله الروح:
[ فقالت مريم تعظم نفسي الرب.
و تبتهج روحي بالله مخلصي.
لأنه نظر إلى أتضاع أمته فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني.
لأن القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس.
و رحمته إلى جيل الأجيال للذين يتقونه.
صنع قوة بذراعه شتت المستكبرين بفكر قلوبهم.
أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين.
أشبع الجياع خيرات وصرف الأغنياء فارغين.
عضد إسرائيل فتاه ليذكر رحمة. كما كلم آباءنا
لإبراهيم و نسله إلى الأبد. ] (لو1: 46 – 55)
وفي مقابل هذا النشيد نسمع القديس بولس الرسول يقول:و تبتهج روحي بالله مخلصي.
لأنه نظر إلى أتضاع أمته فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني.
لأن القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس.
و رحمته إلى جيل الأجيال للذين يتقونه.
صنع قوة بذراعه شتت المستكبرين بفكر قلوبهم.
أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين.
أشبع الجياع خيرات وصرف الأغنياء فارغين.
عضد إسرائيل فتاه ليذكر رحمة. كما كلم آباءنا
لإبراهيم و نسله إلى الأبد. ] (لو1: 46 – 55)
[ فأن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله.
لأنه مكتوب سأُبيد حكمة الحكماء وأرفض فهم الفهماء.
أين الحكيم أين الكاتب أين مُباحث هذا الدهر ألم يُجَهل الله حكمة هذا العالم.
لأنه إذ كان العالم في حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة، استحسن الله أن يُخلص المؤمنين بجهالة الكرازة.
لأن اليهود يسألون آية (علامة – معجزة) واليونانيين يطلبون حكمة (فلسفة وفكر).
ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوباً، لليهود عثرة ولليونانيين جهالة.
وأما للمدعوين يهوداً و يونانيين فبالمسيح قوة الله وحكمة الله (والحكمة في الكتاب المقدس ليست الفكر ولا العقل بل هي شخص المسيح الكلمة إله الفكر وإله العقل).
لأن جهالة الله أحكم من الناس وضعف الله أقوى من الناس.
فانظروا دعوتكم أيها الإخوة أن ليس كثيرون حكماء حسب الجسد، ليس كثيرون أقوياء، ليس كثيرون شرفاء.
بل اختار الله جُهال العالم ليخزي الحكماء واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء.
واختار الله أدنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود.
لكي لا يفتخر كل ذي جسد أمامه.
و منه أنتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله و براً وقداسة وفداء.
حتى كما هو مكتوب من افتخر فليفتخر بالرب ] (1كو1: 18 – 31)
يا إخوتي لابد من أن ندرك ونعي جيداً، أن قبول النفس للتواضع والتنازل عن كبرياء القلب شيء صعب للغاية وليس سهل على الإطلاق، فمن هو الذي يقبل أن يموت عن ذاته ويتقبل أن يكون لا شيء ويترك نفسه لآخر يقوده، ولنتذكر قول الرب للقديس بطرس الرسول: [ الحق الحق أقول لك لما كنت أكثر حداثة كنت تمنطق ذاتك وتمشي حيث تشاء، ولكن متى شخت فأنك تمد يديك وآخر يمنطقك ويحملك حيث لا تشاء ] (يو21: 18) لأنه مكتوب سأُبيد حكمة الحكماء وأرفض فهم الفهماء.
أين الحكيم أين الكاتب أين مُباحث هذا الدهر ألم يُجَهل الله حكمة هذا العالم.
لأنه إذ كان العالم في حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة، استحسن الله أن يُخلص المؤمنين بجهالة الكرازة.
لأن اليهود يسألون آية (علامة – معجزة) واليونانيين يطلبون حكمة (فلسفة وفكر).
ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوباً، لليهود عثرة ولليونانيين جهالة.
وأما للمدعوين يهوداً و يونانيين فبالمسيح قوة الله وحكمة الله (والحكمة في الكتاب المقدس ليست الفكر ولا العقل بل هي شخص المسيح الكلمة إله الفكر وإله العقل).
لأن جهالة الله أحكم من الناس وضعف الله أقوى من الناس.
فانظروا دعوتكم أيها الإخوة أن ليس كثيرون حكماء حسب الجسد، ليس كثيرون أقوياء، ليس كثيرون شرفاء.
بل اختار الله جُهال العالم ليخزي الحكماء واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء.
واختار الله أدنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود.
لكي لا يفتخر كل ذي جسد أمامه.
و منه أنتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة من الله و براً وقداسة وفداء.
حتى كما هو مكتوب من افتخر فليفتخر بالرب ] (1كو1: 18 – 31)
هكذا النفس لا تستطيع أن تحتمل أو تسير وتتبع أو تقبل من يجرح كبريائها ويكسرها، لذلك دائماً تشكو من الألم والمرض وكل ما يعتريها من آلام، بل وقد تتطاول على الله وتتهمه بالظلم بسبب كل ما يأتي من آلام عليها وعلى العالم ومن محن وضيقات كثيرة وبالأكثر كل من تتعلق بهم على مستوى العواطف والمشاعر وتستدر عطفهم ومديحهم وحبهم لمصلحتها الخاصة، لأن النفس التي في حالة كبرياء وأن قبلت الألم في النهاية فأنها تستغله لمصلحتها الخاصة فتظهر بقصد أمام الجميع أنها تحتمله بشجاعة ليكون لها نصيب أكبر من مديح الناس، أو تظهر أنها في آلامها شديدة الإرادة وقاهرة للمرض والألم فتتمجد أكثر في عيون الآخرين !!!
وأحياناً النفس تهرب من كسر الذات وتبعية الرب الحقيقية وحمل الصليب بصورة وشكل التواضع الكاذب لأنها أحياناً تتخذ شكل التواضع الحقيقي بالألفاظ والكلمات الرنانة والتي لها التأثير في مسامع الناس لتلقبها بالقداسة وأن فيها الله، مع أنها تتدعي التواضع بشوية ألفاظ منها : [ أنا غير مستحق – أنا ماستهلش – أنا التراب – أنا الخاطي – أنا المدان – أنا رماد وتراب ] وغيرها من الألقاب التي يلقب كل واحد بها نفسه ومعظمها مقتبس من بستان الرهبان لكي يدل كل واحد على تقواه محتفظاً بشكل خارجي وهمي لا أساس له في قلبه ولا يمت بصلة للتواضع الحقيقي الذي فيه انسحاق قلب واضح أمام الله لا الناس، وحتى لو ظهر أمام الناس فالله هو من يظهره لهدف تمجيد اسمه وعمله في تلك النفس، وليس لمديح النفس وقبولها التعظيم والتفخيم من الناس (بالطبع ليس كل من يقول هذا يعتبر كبرياء خفي، أنا فقط أتكلم هنا عن من هو يهرب من موت ذاته الحقيقي ليعظم نفسه أمام الناس ويهرب من الله، وهذه الحالات لا يميزها غير الذين لهم روح إفراز والله بالطبع وليس أي أحد يميز هذه الأمور وهذه هي المشكلة عدم الإفراز والتمييز عند معظم المسيحيين، لذلك يضل الكثيرين وراء المتكبرين ويصدقون تعاليمهم وأفكارهم الخبيثة، لأن مثل هؤلاء بعدم تقوى وخبرة حياة توبة وإيمان حي يقودهم بالمحبة لشركة الثالوث والكنيسة، يفسرون ويشرحون الكتاب المقدس والعقيدة وأقوال الآباء وكتاباتهم ويكتبون كل الأمور الروحية والإرشادية، غير عالمين أن لهم مظهر باطل في خيالهم وعلم وهمي مبني على كتب وليس فيه روح وداعة يسوع، لذلك ليمتحن كل واحد نفسه)
عموماً علامة التواضع الصادق والأكيد - ليس الكلام - بل قبول الألم والضيق بشكر، وإعطاء المجد لله كل حين ليس أمام الناس بل في القلب من الداخل، وعدم التأثر بمديح الناس، وعدم التأثر بذمهم، وحزن النفس على كراهية الناس أو ذمهم والشعور بالمهانة والرغبة في الانتقام والتشفي أو الدعاء عليهم أو رفضهم وطلب أن تنزل نار من السماء لتأكلهم، بل الصلاة من أجلهم لأنهم لا يفهمون ماذا يفعلون، لذلك لكي يوضح المسيح ربنا الحي قوة موت الذات وتبديد الكبرياء قال: أحبوا أعدائكم أحسنوا لمبغضيكم .... الخ
فالله يا إخوتي عيناه كلهيب نار تفحصان أستار الظلام ولا يشمخ عليه أو ممكن نخفي عليه نية القلب وحركات النفس، لنُصلي بعضنا لأجل بعض، النعمة معكم آمين
التعديل الأخير: