وأغلقت الحقيبة ..
بعد زمن طويل من الصمت والأنين والنوح الصامت الأليم
تكلمت ونطقت وصارت وباءت تبكى وتنوح تلوم و تبوح
تعاتب .. تهاجم .. تعافر وتكابر ..
ترفض نظرة العطف والشفقة
وتحتضن كبرياءها رغم احساسها بالضعف وكأنها ورقة هشة
ويكابر جسدها النحيل الذى لم تقوى عليه السنين
وتلملم اشلاء الماضى من الم وحنين
والكثير من الجروح التى لم تلتئم بعد
وبقايا اتهامات و مواقف ومفردات وبسمات ودمعات ..
دفنتهم فى حقيبة الذكريات
وأغلقت الحقيبة فى ثبات ..
وأنطلقت مسرعة لتلحق بالقطار .. متوجهة الى وادى النسيان
وادى خاوى خالى من الإنسان لا يوجد به ذكريات او مساومات
لا الم او معاناة لا قساوة او غرور لا جحود ولا شجون
كانت متألمة لكن بداخلها قلب نبضه يشتد .. وإرادة قوية تتوعد بعند
سوف اكمل مسيرتى ولن يكون لى طريق للعودة ..
تركت مدينتى واغلقت حقيبتى
لن اعود للذكريات لن اعود لحياة الممات
لن افتح الحقيبة ولن اطلق الصرخات .. لن تنساب منى الدمعات
لن أستسلم للقهر والصيحات ..
سوف اصمد الى النهاية حتى اصل الى العنان
وأحلق فى السماء ..
ولا تلومونى أوتسألونى كيف اغلقتى الحقيبة !
وتركتى الاحباء ونسيتى الاشقاء
ودفنتى الذكريات واصبحتى محلقة فى سماء !
لا تتعجبوا ايها الرفاق
لم أعد ارى الخير فى ارضكم
بارت الارض ولم تعد قادرة على الإنجاب
جفت بذور الإنسانية ولم تعد تنبت بشر اصحاء
مللت صفات البشر من غدر وظلم وحماقات
اردت ان اعيش مع خالق الأكوان
فهو اولى بالإهتمام وهو احن من اى إنسان
ومعه يكون الأمان وليس بدونه ادنى سلام
دعونى انطلق فى سماء خالقى
تركت لكم مدينتكم ..
واسواركم ومقتنياتكم فلن تغرينى اى معطيات
هجرت مدينتكم مثلما تهجر طيور السماء اعشاشها
وتحيا محلقة فى سماء ربها
من منكم يعرف لماذا تهجر الطيور اعشاشها وتحلق فى السماء !
التعديل الأخير: