مدرس دخل على فصل قال للطلبة لازم كل واحد يجيب بكره خمسة جنيه عشان تطوير الفصل. لما الطلبة اعترضت قالهم اللي مش هيدفع هيسقط و بعدين انا هصرف الفلوس دي على الفصل مش هحطها في جيبي.
لم الفلوس و من ضمن الحاجات اللي صرفها فيها كان خرزانة جديدة يضرب بيها العيال.
الخرزانة بقيت حب حياته، سماها باسم بنت، و كل ما يحصل اي حاجة تضايقه في الفصل يضرب بيها ضرب مبرح، امعانا في الذل كان بيخلي الطالب اللي هيتعاقب هو اللي يروح يجيب الخرزانة من مكتبه.
في مرة طالب اتهور، من قهرته و غيظه قرر يكسر الخرزانة، زمايله اتلموا حواليه يحوشوه و يقولوله انت مجنون الخرزانة دي احنا اللي دافعين ثمنها يعني ملكنا عايز تكسر املاكنا؟ و بعدين نضطر ندفع ثاني و نشتري خرزانة جديدة؟ يارب تكون وصلت وتعرفو مين هو المدرس ومين الطلاب وايه هي الخرزانة !!!
أغرب ما لقيت من انواع العبوديات واشكالها العبودية العمياء .. وهي التي توثق حاضر الناس بماضى آبائهم وتنيخ نفوسهم أمام تقاليد جدودهم وتجعلهم اجساداً جديدة لأرواح عتيقة وقبوراً مكلسة لعظام بالية
آه من لوعة الحب يا صديقي حين تعجز الكلمات عن التعبير، ويعجز الإحساس عن الشعور، وتُبصر العين وتُُعمَى البصيرة، في الوقت الذي تحتاج المرأة فيه إلى أن تبحر بوجود الرجل يكون هو أكثر احتياجاً للغوص في تفاصيلها .. كل تفاصيلها، ولكن تنشغل هي – بها - عنه، وينشغل هو – به – عنها، فتتباعد المسافات وتُقام الحواجز المنيعة، ويموت الحب بين كل هذا، يموت الحب حين يفقد قدرته على صناعة الأمل !
احمد عبد الحليم ، رواية عبقرية الشر