وفد مشترك من منظمة التضامن المسيحي الدولية CSI ومنظمة حمورابي لحقوق الانسان يتفقد مركز قضاء الحمدانية وبلدة كرمليس
عشتار تيفي كوم/
- الوفد المشترك ضم الدكتور جون ابينر والسيدة باسكال وردا والناشطة هيلين راي وقد تفقد عدد من الاسواق والكنائس والدور.
- الوفد يلتقي عددا من أهالي المدينة العائدين والمصرين على التكيف مع هذه العودة رغم اتساع التدمير ونقص الخدمات الاساسية.
شهد مركز قضاء الحمدانية وبلدة كرمليس نهار يوم 15/12/2017 زيارة تفقدية لوفد مشترك من منظمة التضامن المسيحي الدولية " CSI " ضم الدكتور جون ابينر والناشطة هيلين راي ومنظمة حمورابي لحقوق الانسان ضم السيدة باسكال وردا رئيسة المنظمة، وكان في استقبال الوفد هناك السادة لويس مرقوس ايوب نائب رئيس منظمة حمورابي ويوحنا يوسف توايا رئيس فرع المنظمة في اربيل وفارس جرجيس عضو الهيئة العامة فيها والاب شربل عيسو راعي كنيسة مار يوسف وعميد الشرطة فارس عبد الاحد منسق محافظة نينوى للشؤون الامنية.
وتضمنت الجولة التفقدية للوفد الاطلاع الميداني على الاسواق العامة للتعرف على الاوضاع الاقتصادية هناك وما لحقها من دمار مع استمرار ضعف الدعم الحكومي لإعادة بنيتها التحتية ، كما إطلع الوفد على الاوضاع الاجتماعية والنفسية للعائدين من اهالي البلدة، فقد التقى الوفد عددا من الاهالي العائدين الى البلدة من النازحين قسراً وممن هاجر الى دول الجوار طلباً للهجرة وعادوا مجددا بعد أن اصابهم اليأس في الحصول الى فرصة للتوطين من مكاتب الامم المتحدة. هذا وأوضح أصحاب المحال التجارية للوفد انخفاض القوة الشرائية للمواطنين لعدم تمكن الاهالي اقتصادياً حيث أفقرهم النزوح والهجرة دون أي دعم من الحكومة العراقية، وقد إقتصر التبضع على الاشياء الضرورية من اجل الاطفال بالدرجة الاساس، لكن الجميع أبدى سعادته وفرحته بالعودة الى بلدته رغم ما اصاب دورهم من الضرر لانهم يشعرون بالاطمأن أكثر ويحدوهم الامل في مستقبل جديد بعد القضاء على داعش وفلوله .
الوفد زار ايضا الهيئة الكنسية لاعمار الدور المتضررة من جراء داعش والعمليات العسكرية في مركز مار بولص، وخلال الزيارة التقى برئيس وأعضاء الهيئة التي يرأسها الاب جورج جحولا مع عدد من المهندسين والفنيين، وإطلع على الالية المتبعة في اعمار الدور بعد ان إجراء عملية التوثيق لها على ايدي عدد من المتطوعين من ابناء البلدة.
كما أطلع الوفد على ضعف الموارد المالية لتأهيل الدور المتضررة والتي هي أحد التحديات من اجل استقرار البلدة وعودة الاهالي اليها مع عدم وجود أي دعم حكومي أو تعويض لأصحاب الدور المتضررة لحد الان وتدني مستوى الخدمات الاساسية بالنقص في ساعات التجهيز للكهرباء الحكومية وشحة المياه وخلوها من التعقيم بمادة الكلور لفقدان هذه المادة من محطات ضخ المياه مما يتطلب البحث عن اجراءات من خلال المنظمات غير الحكومية لدعم العوائل بالبدائل في توفير الماء الصالح للشرب من خلال تجهيزها بمنظومات تعقيم وتصفية وتحلية المياه .
برعاية مار باوي سورو ..(350) من تلاميذ التعليم المسيحي بتورونتو يحتفلون باعياد الميلاد والسنة الجديدة
عشتار تيفي كوم/
ماجد عزيزة – كندا
برعاية ابوية كريمة من سيادة مار باوي سورو راعي ابرشية مار ادي الكلدانية في كندا وبحضور الأب ضياء شماس كاهن كاتدرائية الراعي الصالح في تورونتو وعدد كبير من أولياء الأمور ، احتفل اكثر من ( 350) طفلة وطفل من أبناء وتلاميذ التعليم المسيحي في كاتدرائية الراعي الصالح للكلدان ببدء اعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة ( 2018) ، حيث أقيم بهذ المناسبة تجمع كبير للتلاميذ ومعلميهم بدأ بكلمة لراعي الاحتفال سيادة مار باوي سورو ..الذي أكد على أهمية رعاية الصغار لأنهم مستقبل الكنيسة ، وحثهم فيها على مواصلة تعليمهم المسيحي ومجيئهم للكنيسة ايام الآحاد وكل الأيام والمشاركة في نشاطات وفعاليات الكنيسة .
وقدم التلاميذ حسب صفوفهم التي تبتديء بالصغار ثم تتدرج صعودا بالتلاميذ من الصف الثامن مجموعة من النشاطات الاجتماعية والدينية منها تمثيليات وتراتيل بالمناسبة ، ثم وزع ( سانتا كلوز ) الهدايا على المشاركين وكانت عبارة عن قطع من الحلوى .. الاحتفال اقيم باشراف لجنة التعليم المسيحي في كاتدرائية الراعي الصالح ..
عشتار تيفي كوم - العرب/
يراهن المتطرفون دوما على التحريض الطائفي ومهاجمة الأقليات وتهديد السلم الاجتماعي لنشر الفوضى والتفرقة بين المواطنين حتى يتمكنوا من بسط نفوذهم، وفي العراق استهدف هؤلاء الطائفة المسيحية منذ الغزو الأميركي للبلد عام 2003. لكن تزايدت معاناة المسيحيين منذ بروز تنظيم الدولة الإسلامية، فعانوا من ويلات الحرب والاضطهاد والتهجير والعنف، وقرر عدد كبير منهم الفرار إلى الأردن ودول غربية، ورغم إعلان الحكومة العراقية تحرير البلاد من داعش في الآونة الأخيرة، إلا أن مسيحيي العراق يتمسكون بأرض الشتات ويفضلون حياة بعيدة عن بطش الحرب، حيث فقدوا الأمل في العودة وفقدوا الشعور بالأمان، الأمر الذي ينبئ بتقلص الوجود المسيحي في المنطقة.
لم يستثن إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية منذ ظهوره بالعراق في أبريل عام 2013 الأقليات كالطائفة المسيحية، بل استهدفهم محرضا على الفتنة لاغيا تاريخا من التعايش في البلد، فتوقفت أجراس الكنائس والصلوات في أكثر من مناسبة عند كل هجوم إرهابي.
ورغم إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في أوائل ديسمبر الجاري، عن الانتهاء من تحرير آخر معاقل تنظيم داعش في العراق، موجها رسالة طمأنة إلى العراقيين بمختلف طوائفهم قائلا “معركتنا كانت مع العدو الذي أراد أن يقتل حضاراتنا، ولكننا انتصرنا بوحدتنا وعزيمتنا، وفي فترة وجيزة استطعنا هزيمة داعش”. إلا أن هذا الإقرار لا يبدو كافيا لترميم آلام مسيحيي العراق الذين هاجروا من وطنهم إلى أرض الشتات هربا من بطش التنظيم.
ورغم إحياء بلدة قرقوش المسيحية في شمال العراق عيد “الحبل بلا دنس” لأول مرة منذ أربع سنوات، في الأسبوع الماضي، وذلك بقداس أقيم في كنيسة الطاهرة الكبرى (سيدة الحبل بلا دنس) التي عاث فيها تنظيم داعش خرابا، فإن مسيحيي العراق لا يرغبون في العودة.
وفي مدرسة أردنية تستضيف لاجئين عراقيين مسيحيين بشرق عمّان، يحلم عراقيون بغد أفضل لكن بعيدا عن العراق، أرض أجدادهم حيث فقدوا كل شيء ولم يعودوا يشعرون بالأمان.
تقول ولاء (40 عاما)، وهي تحضن ابنها التلميذ في المدرسة التي زارها قبل أيام السفير الفرنسي في الأردن بمناسبة الإعلان عن هبة فرنسية “لقد فقدنا كل شيء، بيوتنا سرقت ونهبت ودمرت وأحرقت، لم يبق لنا شيء هناك كي نعود من أجله”.
وولاء لويس واحدة من آلاف العراقيين المسيحيين الذين نزحوا إلى الأردن من ناحية برطلة قرب الموصل بعد أن سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في 2014. وهرب الآلاف من المسيحيين آنذاك من الموصل إلى دول عدة من بينها الأردن، بعد أن سيطر داعش على المدينة.
ضحايا العنف الديني
على الرغم من استعادة القوات الحكومية العراقية للمنطقة، إلا أن ولاء لا تفكر في العودة إلى بلدها بعد أن أحرق تنظيم الدولة الإسلامية منزلها وكل ما تملكه في العراق، وكذلك بسبب شعورها بعدم الأمان.
وفرض الارهابيون على المسيحيين عند سيطرتهم على المنطقة، إما اعتناق الإسلام وإما دفع الجزية أو النفي أو الموت.
وبحسب الأب رفعت بدر مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام فإن “نحو عشرة آلاف و300 مسيحي عراقي فروا إلى الأردن منذ الهجوم الذي شنه داعش على مناطق الموصل وسهل نينوى، بشمال العراق.
وحضرت ولاء مع غيرها من عشرات الأهالي من مسيحيي العراق الذين فرّ أغلبهم من الموصل والبلدات المسيحية المحيطة، مساء الثلاثاء الماضي، إلى كنيسة اللاتين في ماركا بشرق العاصمة الأردنية حيث يدرس أبناؤهم في المدرسة التابعة للكنيسة.
وأعلن يومها عن تمويل مقدّم من صندوق دعم وزارة الخارجية الفرنسية المخصص لضحايا العنف العرقي والديني في الشرق الأوسط، قيمته 120 ألف يورو لمساعدة المدرسة على الاستمرار في أعمالها لسنة دراسية كاملة.
ووسط قاعة الاحتفال، وُضعت شجرة كبيرة مزينة لعيد الميلاد. وأدّى أطفال المدرسة الذين علقوا جميعهم على صدورهم صلبانا خشبية كبيرة في بداية الاحتفال، النشيد الوطني العراقي “موطني موطني، الجلال والجمال والسناء والبهاء في رباك في رباك”.
وقال السفير الفرنسي في عمّان دافيد بيرتولوتي “التعليم ضروري لهؤلاء الأطفال الذين اضطروا إلى الفرار من بلدهم”، مشيرا إلى أنهم “كانوا ضحايا للعنف والاضطهاد من جماعة متطرفة أجبرتهم على الفرار”.
وأضاف “أشعر بالسعادة لرؤيتهم هنا في هذه المدرسة، سعداء مع الناس الذين يعتنون بهم والذين منحوهم الكثير من الاهتمام والحب”.
وتروي ولاء أنها جاءت إلى الأردن في أغسطس من العام الحالي، وقدمت طلب لجوء لمفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة من أجل إعادة توطينها “في أيّ بلد يكون آمنا من أجل مستقبل أطفالي الثلاثة”.
وتتذكر ولاء بحسرة الظروف الصعبة التي مرّت بها مع عائلتها التي نامت لأيام عدّة في الحدائق العامة والكنائس في أربيل.
يقول عدد من اللاجئين المسيحيين إنهم يريدون المغادرة إلى أوروبا وكندا وأستراليا والولايات المتحدة.
وتؤكد ولاء التي كان زوجها يملك محلا لإصلاح السيارات في بلدتها أنها تعاني من أمراض القلب وضغط الدم، وأنها تعاني الأمرّين بالأردن بسبب الحاجة المادية.
وتقول “صرفنا كل ما نملك ولم نستلم دينارا واحدا من أيّ جهة، حتى أنني صرت لا أملك المال كي أقابل طبيبا أو أشتري هدية لأطفالي بمناسبة عيد الميلاد”. ثم ترفع يديها إلى السماء وهي تردد “الله وحده يعلم بحالنا”.
تدريس مجاني
ردد الطلاب الذين وقفوا في صفوف متوازية لدى وصولهم إلى المدرسة الصلاة باللغة السريانية. وتقول مديرة مدرسة كنيسة اللاتين سناء بكي إن “المدرسة التابعة للكنيسة تستقبل نحو مئتي طالب من المسيحيين العراقيين الذين فرّوا من الموصل ومناطق سهل نينوى والذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 و14 عاما، وقد فاتتهم سنة دراسية أو أكثر بسبب الحرب”.
وتضيف “الدراسة مسائية وباللغة الإنكليزية، لأن جميعهم لا يفكرون في العودة إلى العراق، وسبق لهم أن تقدموا بطلبات لجوء”، مشيرة إلى أن “المدرسة تعمل على تأهيلهم للمدارس التي سيلتحقون بها في دول اللجوء”.
وتتابع “يتم تدريسهم مجانا على أيدي مدرسات عراقيات متطوعات. كما يتم توفير الكتب والملابس ووجبات الطعام مجانا لهم”. لكنها تقول إنه ” ليس بالأمر السهل لأن أغلبهم تعرضوا لضغوط ومشاكل نفسية نظرا للمآسي التي مروا بها خلال السنوات القليلة الماضية”.
ويؤكد الأب خليل جعار، راعي كنيسة اللاتين بقوله “يقول المثل إذا أردت أن تدمّر أمة، فامحُ تاريخها وجهِّل أطفالها، لذلك علينا أن نعمل لكي يأخذ كل هؤلاء الأطفال حقهم في التعليم والحياة”.
ويتابع “عانينا من مشاكل مالية خلال الفترة الماضية، ولكن نحمد الله الآن بأننا حصلنا اليوم على أموال تكفينا للاستمرار في عملنا خلال السنة الدراسية الحالية”.
وتحلم بان بنيامين يوسف (43 عاما)، وهي أم لأربعة أطفال، ببناء “حياة جديدة” مع عائلتها كما تقول، بعد المعاناة التي مرت بها في العراق. وتقول في تصريحات صحافية “بعد أن سرق ودمّر وحرق الدواعش منزلنا ومحل زوجي لبيع المواد الغذائية، قررنا حزم أمتعتنا والمجيء للأردن على أمل البدء بحياة جديدة”. وتروي “بعد اشتداد العنف الطائفي في عام 2006 وصلتنا تهديدات بالقتل فهربنا من بغداد إلى الموصل وهناك أيضا بعد أعوام وصلتنا تهديدات بالقتل فهربنا إلى قرية كرمليس المسيحية شمال الموصل حتى جاءنا الدواعش فهربنا إلى أربيل في صيف 2014”. وتضيف “ليس بإمكاننا العودة، مدننا مدمرة وفقدنا كل شيء. لا يوجد شيء نعود من أجله”.
ويشير متابعون إلى أن المتطرفين عمدوا طيلة أكثر من عقد إلى استهداف المسيحيين وغيرهم من الأقليات في العراق، وذلك بعد الغزو الأميركي للعراق، مما تسبب في فرار المئات من الآلاف، وقال الأب بشار وردة، رئيس أساقفة الكلدان الكاثوليك في أربيل، في تصريحات صحافية سابقة “منذ عام 2003، فقدنا قساوسة وكهنة وتم قصف أكثر من 60 كنيسة”.
فيما رصدت صحيفة نيويورك تايمز، في تحقيق موسع سابق، ما تعرض له المسيحيون في العراق من وحشية على يد داعش منذ سيطرته على الموصل في يونيو 2014، ثم توسعه ليمتد بين شرق سوريا وغرب العراق، مشيرة إلى أن “التنظيم الإرهابي يتطلع حاليا إلى القضاء تماما على المسيحيين والأقليات الأخرى في المنطقة”. وهو ما يتجلى في استهدافه للطائفة المسيحية في سيناء المصرية مؤخرا.
وقرعت الكنيستان الرئيسيتان في ألمانيا، الكاثوليكية والبروتستانتية، جرس الإنذار من تفاقم التضييق على الحريات الدينية في العالم.
وجاء في التقرير المشترك عن هذا الموضوع الذي طرحه ممثلون عن الكنيسة البروتستانتية ومؤتمر الأساقفة الكاثوليك الألمان الجمعة الماضي في برلين أن “عواقب إرهاب تنظيم داعش تهدد بانتهاء التواجد المسيحي في بعض الدول”.
وأشار التقرير إلى أن وضع المسيحيين في العراق سجل تناقصا لافتا وتراجعا في عددهم من نصف مليون عام 2013 إلى حوالي ربع مليون حاليا، وذلك بعد فرار الكثيرين منهم إلى خارج البلاد.
وبحسب رئيس مجلس الطائفة المسيحية العراقية في الأردن غازي رحو “لا يتجاوز عدد المسيحيين في العراق أكثر من 450 ألف مسيحي”، وأوضح رحو في تصريحات صحافية “نحو مليون مسيحي عراقي غادروا من المحافظات التي كانوا يسكنون فيها، قسم منهم يتواجد في إقليم كردستان وقسم منهم في بغداد وقسم قليل في كركوك، لكن القسم الأكبر غادر إلى الأردن ولبنان وتركيا”.
غبطة البطريرك يونان يحتفل بالقداس الإلهي بمناسبة عيد الميلاد المجيد للطلاب الإكليريكيين في دير سيّدة النجاة – الشرفة
عشتار تيفي كوم - بطريركية السريان الكاثوليك/
في تمام الساعة السابعة من مساء يوم الأربعاء 13 كانون الأول 2017، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة حلول زمن عيد ميلاد الرب يسوع بالجسد، وذلك في كابيلا إكليريكية دير سيّدة النجاة – الشرفة، درعون – حريصا، بمشاركة كهنة الإكليريكية وطلابها.
بعد الإنجيل المقدس، ارتجل غبطة أبينا البطريرك موعظة روحية، أعرب فيها عن فرحه وسروره بلقائه أبناءه الروحيين الطلاب الإكليريكيين وهم يسيرون على درب التلمذة للرب يسوع، خاصةً في خضمّ الإستعداد للإحتفال بعيد ميلاد الرب يسوع بالجسد.
ونوّه غبطته إلى أهمّية عيش ثمار الروح القدس في حياتنا اليومية، وبخاصة المحبّة والفرح والسلام، فهذه الفضائل هي حاجة لجميع الذين يعدّون أنفسهم لاتّباع الرب يسوع في طريق الكهنوت الخدمي، رغم ما تعيشه عائلاتنا وبلادنا ومنطقتنا المشرقية التي تهتزّ بما يحدث فيها من زلازل الآلام والإضطهادات، وما ينتج عنها من نزوح قسري.
وشدّد غبطته على أهمّية نيل نعمة الرب كي نستطيع إكمال رسالتنا وعلاقتنا بالرب يسوع الذي يريدنا أن نكون أصحاب قرار، إذ "من يضع يده على المحراث ويلتفت إلى الوراء لا يصلح لملكوت السماوات"، مؤكّداً على الطلاب الإكليريكيين أن يكونوا على مثال الرسل والتلاميذ، سيّما يوحنّا المعمدان في ذكرى أسبوع ميلاده، وهو الصوت الصارخ في البرّية والناطق بالحق مهيّئاً الطريق أمام الرب.
وتوجّه غبطته بالتهنئة بعيد الميلاد المجيد إلى الكهنة والطلاب الإكليريكيين وعائلاتهم ورعاياهم وأبرشياتهم، داعياً لهم بأزمنة مجيدة ملؤها الخير والبركة، ومصلّياً من أجل السلام والأمان في الشرق والعالم.
وفي ختام القداس، منح غبطة أبينا البطريرك بركته الرسولية عربون محبّته الأبوية، إلى الكهنة والطلاب الإكليريكيين، متمنّياً لهم ميلاداً مجيداً وعاماً جديداً مباركاً.
عشتار تيفي كوم - الغد برس/
عمد تنظيم داعش خلال سيطرته على مدينة الموصل لتحويل الكنائس العتيقة في قلب الموصل الى مقار للتفخيخ وسجون ومحاكم اسلامية، وحول التنظيم اشكال الكنائس والاديرة المسيحية الـ20 في الموصل الى مباني من ركام وخراب بعد ان سرق محتوياتها وباعها في الشوارع العامة.
من 10 من حزيران 2014 وحتى تحرير كامل الموصل في 10 من تموز 2017 لم يبقي التنظيم اي اماكن تراثية او اثرية والكثير من المزارات الاسلامية في الموصل وعموم نينوى الا ودمرها.
كنيسة الساعة واحدة من اعرق كنائس الموصل المعروفة، تحولت الى سجن يعتقل فيه التنظيم "المناوئين" له، وعقب التحرير لم تتلقى تلك المباني اي دعم حكومي، والساعة يعود تاريخ إنشائها الى القرن السابع الميلادي وهي تعد أحد الكنوز التاريخية لهذه المدينة.
السكان العائدون للتو الى المنطقة القديمة تحدثوا عن الايام التي كان يحكم فيها داعش الموصل وكيف جعل الكنائس مقارا له.
وقال المواطن فهد البريفكاني لـ"الغد برس"، ان "الكنائس التي كان يقيم فيها مسيحيو الموصل طقوسهم بكل حرية قبل 2003 بدأ يتغير شكلها خلال السنوات التي تلت ذلك العام، حيث ان الاستهداف المباشر للمسيحيين وجميع الاشخاص غير الموالين للمتطرفين تسبب بخوف ورعب لدى الجميع واكثر المرعوبين كانوا المسيحيين".
واضاف ان "سيطرة تنظيم داعش على الموصل، وتهجير المسيحيين قصرا ومن ثم استغلال منازلهم وكنائسهم بشكل علني كمقار، جعل الناس تشعر بالخوف اكثر حيث لم يسلم منهم منزلا فارغا او دور عبادة". وتابع ان "التنظيم سرق كل المحتويات وباعها وكذلك اثاث المنازل ودمر الصلبان والمذبح وغيرها من مكملات الكنائس"، مبينا ان "الكثير من المعتقلين احتجزوا وبعضهم صفي داخل تلك الاماكن".
اما عدي دنخا وهو مسيحي اضطر للفرار من الموصل عندما طلب داعش اعلان اسلامه او دفع الجزية، ويقول عدي ان "الموصل لم تعد موطنا للمسيحيين حتى بعد التحرير لان لا شيء بقى فيها من املاكهم كلها دمرت".
واضاف دنخا لـ"الغد برس"، ان "جميع المسيحيين يحبون الموصل فهي موطنهم لكن لم يعد لهم مكانا فيها والكثير هاجروا خارج العراق او رضوا بالعيش بأربيل او دهوك ومن عاد مجبورا لن يسكن فيها وانما يعيش في سهل نينوى".
وسهل نينوى هو اكبر تجمع للمسيحيين في نينوى حيث يضم بلدات الحمدانية وبرطلة وتلكيف وتللسقف وبعشقة.
وقال النائب الاسقفي الاب يونان حنو ان "جميع الكنائس والاديرة في الموصل تعاني من خراب". واضاف حنو لـ"الغد برس"، ان "الكنيسة حتى الان لم تصدر طلبا لاتباعها بالعودة الى الموصل نحن نجد ان لا جدية في اعادة المسيحيين من قبل الحكومة العراقية".
وتقول جهات حكومية موصلية ان 70 عائلة عادت الى الموصل لكنها عادت بسبب ارتباطها بدوامها الرسمي ولا تقيم بشكل دائم.
والموصل هي عاصمة الاشوريين القديمة وكانت تضم الاف المسيحيين حتى قبل سنوات.
وقالت مريم وهي فتاة موصلية سريانية لـ"الغد برس"، انها تزوجت في اربيل وكانت تصبوا لان تقوم بحفل زفافها في الموصل حيث ولدت ودرست الجامعة هناك. واضافت انها "موصلية قبل ان تكون مسيحية وتعشق دروب ومنازل مدينتها، لكن للاسف جميع اهلها وذويها يخافون حتى من الذهاب الى الموصل حتى لان".
في حين قال محافظ نينوى نوفل العاكوب لـ"الغد برس"، ان "الموصل لا تكتمل فرحتها من دون عودة سكانها المسيحيين فهم جزء منها، ولكن نحن نرى اننا لا نستطيع توفير لهم ابسط مقومات العيش وهي اعادة بناء كنائسهم بسبب الضائقة المالية وعدم جدية الحكومة في دعم اعمار الموصل واستقرارها".
جريدة الشرق الاوسط اللندنية، تجري حواراً مع غبطة المطران مار ميلس زيا
عشتار تيفي كوم/
أجرت الصحفية ريجينا يوسف، من جريدة الشرق الاوسط اللندنية لقاءً صحفياً مع غبطة المطران مار ميلس زيا، الوكيل البطريركي لكنيسة المشرق الآشورية لأبرشيات، استراليا، نيوزلندا ولبنان.
وقد نشرت الصحيفة اعلاه اللقاء في عددها المرقم 14265 بتاريخ 18 ديسمبر عام 2017.
وادناه نص المنشور.
مار نرساي... مدرسة آشورية في القارة الأسترالية
تنمي مهارات التواصل مع المجتمع الجديد
الاثنين - 30 شهر ربيع الأول 1439 هـ - 18 ديسمبر 2017 مـ رقم العدد [14265]
لندن: ريجينا يوسف
في 21 يناير (كانون الثاني) 2018، تفتتح كلية " مار نرساي الآشوري" بمنطقة هورسلي بارك في سيدني، مبناها الجديد، بتكلفة أولية بلغت 32 مليون دولار وبطاقة استيعابية ستبلغ 1000 طالب وطالبة.
تأتي هذه الخطوة في ظل تزايُد عدد اللاجئين الوافدين إلى أستراليا ووصول الطاقة الاستيعابية للمدارس الآشورية إلى أقصاها. وللتعرّف على أهداف بناء الكلية طرحت صحيفة «الشرق الأوسط»، أسئلة على المطران مار ميلس زيا، الوكيل البطريركي لكنيسة المشرق الآشورية في أستراليا ونيوزلندا ولبنان، الذي أوضح أنّه منذ وصوله إلى أستراليا تولدت لديه رؤية خاصة لأبناء الجالية، ترتكز على تنمية الروح القومية لديهم، وتنشئتهم على أسس تربوية تعمل على التغلب على مشاعر التغرب والانسلاخ عن الذات والهوية من جهة، وتقوية الأواصر بينهم من أجل انفتاح آمن وسليم على مجتمع متعدد الحضارات في أستراليا من جهة أخرى.
أهداف بناء الكلية
«إنّها كلية خاصة حديثة تليق بطلبة القرن الـ21. تحوي 40 قاعة دراسية، فيها مكتبة كبيرة ومختبرات علمية مختلفة، وورش نجارة وأخرى فنية، وأقسام تكنولوجيا الطعام وتكنولوجيا المعلومات، ومساحات ملائمة لممارسة الأنشطة الرياضية والمدرسية المختلفة»، يقول المطران الذي يخبرنا أيضاً عن أهداف بنائها وإن كانت اللغة الآشورية من أهمها: «نعم، هناك تركيز في المدارس وكلية اللغة على كتابة وقراءة اللغة الآشورية، والهدف الرئيسي لجميع المدارس الآشورية هو مساعدة الجالية في سيدني على التماسك وتأسيس الإيمان الحضاري الفاعل بما يتلاءم ومقومات العيش في أستراليا، والنهل من أجواء الحضارة ونثر عطرها الفواح بين الطلبة وغرس كل العادات الطيبة في نفوسهم». ويضيف: «تهدف أيضاً لمساعدة الطلبة الوافدين الجدد على التأقلم مع أقرانهم المولودين هنا، اجتماعياً ودراسياً، ودمجهم في أنشطة اجتماعية، ورياضية، وقومية، يسهّل عملية انتقالهم من أركان المنظومة التعليمية الداخلية، إلى بوابة المجتمع الأسترالي، لعدم وجود حاجز الأصل، واللغة بين الطلبة، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الدافعية لديهم في التعلم والتحدث، فسرعة اندماج الطلبة المغتربين الجدد فيها، يعطي حافزاً لهذه المدارس على سرعة رفدهم بعامل الثقة بالذات لإبراز طاقاتهم وإبداعاتهم الكامنة، وبالمستوى العلمي المطلوب».
حصص التعليم والإجازات
«أسوة بالمدارس الخاصة الأخرى، تملك الكلية إجازة رسمية. تدرّس فيها كل المواد المطلوبة للتخرج في المرحلة الثانوية، حسب المنهاج الأسترالي المقرّر. كما تخضع جميع المدارس الآشورية وبصورة دورية أيضاً، للتفتيش والتدقيق، ويستطيع الطالب، سواء ولد في أستراليا أو قدم لاجئاً، أن يلقى ترحيباً واهتماماً كبيرين من جميع المدرسين العاملين فيها، من خلال آليات متعددة من الدعم النفسي في حال قدومه من بيئاتِ حروبٍ ونزاعات، خصوصاً من فقد عزيزاً، أو خُطف أحد أفراد عائلته، وجميعهم يتلقون المساندة النفسية اللازمة لتخطي آثار ما تعرضوا له، وبالتالي هناك عمل دؤوب على إعادة ترسيخ الشعور بالطمأنينة والأمان لديهم، ومن ثمّ مساعدتهم للتغلب على مشاعر الغربة والانسلاخ عن الذات والهوية وتقوية الأواصر، ليدركوا أنّ الانفتاح على مجتمع متعدد الحضارات في أستراليا، لا يعني الانسلاخ عن الهوية ونكرانها».
وتابع المطران موضحاً لـ«الشرق الأوسط»: «تتميّز المدارس الآشورية الموجودة في أستراليا، بأنّ طلابها يستطيعون إكمال دراستهم الثانوية، كاملةً، من دون الذهاب إلى المدارس الأخرى، وأكثر من 60 في المائة من المتخرجين في مدارسنا ينتسبون إلى الجامعات الأسترالية، والبعض منهم يدرس الدراسات الطبية والهندسية ويتخرّجون بمعدلات عالية»، موضحاً: «توفر مدارسنا مناهج دراسية متكاملة في مجالات التعليم الأساسية، كاللغة الإنجليزية والرياضيات والدراسات الاجتماعية والعلوم (الفيزياء والأحياء والكيمياء)، والفنون والموسيقى وتقنية المعلومات والعلوم الصحية والاقتصادية والدراسات القانونية والتربية الرياضية، إضافة إلى تدريس اللغة الآشورية والتربية الدينية المسيحية، وتنمية مهارات التواصل والانضباط واحترام الذات والآخر والعالم الذي يعيشون فيه».
وعن إلزامية تدريس اللغة الآشورية لغير الآشوريين يقول: «اللغة الآشورية في مدرستي القديس ربان هرمزد وكلية مار نرساي إلزامية للمراحل 2 – 10. ولدينا بعض الطلبة من خلفيات أسترالية وشرق أوسطية يلتحقون بمدارسنا وهم يجدون متعة في تعلم اللغة، كونها وسيلة مضافة للتواصل مع السواد الأعظم مع أقرانهم الطلبة».
المؤسسات التربوية الآشورية في أستراليا
وحسب المطران، فإن في أستراليا مؤسساتٍ تربويةً آشورية كثيرة هي: دار رعاية الأطفال - النعمة - للفئة العمرية (2 – 4) سنوات، ومركز القديس ربان هرمزد للتعليم المبكر للأطفال (4 - 5) سنوات، ومدرسة القديس ربان هرمزد الابتدائية، للفئة العمرية (5 - 12) سنوة. وكلية مار نرساي الآشورية للفئة العمرية (12 - 18) سنة. وكلية اللغة الآشورية للأعمار 18 وما فوق.
وأسوة بالمدارس الحكومية والخاصة في أستراليا، تفتح هذه المدارس أبوابها لطلابها، خمسة أيام في الأسبوع، من الاثنين إلى الجمعة، ومن الساعة 8:40 صباحاً ولغاية الساعة الثالثة ظهراً، وأحياناً إلى الساعة الرابعة، عدا كلية اللغة الآشورية التي تُدرّس 5 ساعات أسبوعية فقط، أي خلال يومين مسائيين في الأسبوع.
يُطلِعنا المطران على سيرة تعليم اللغة الآشورية للجالية في أستراليا، قائلاً: «هذه الكلية ليست المركز التعليمي الأول للآشوريين في أستراليا، فقد أُسست أول مدرسة ابتدائية باسم القديس ربان هرمزد عام 2002، وهي تضمّ حالياً نحو 800 طالب وطالبة.
وفي عام 2010 فتحت كلية مار نرساي الآشورية أبوابها، وعدد طلابها اليوم بلغ 700. وفي العام ذاته افتتح مركز النعمة لحضانة الأطفال، في سيدني. وبالموازاة مع ذلك، شُيّد مركز التعليم المبكر للأطفال في عام 2012.
في أستراليا أيضاً، حسب المطران، كلية «اللغة الآشورية» التي أُسّست بالتعاون مع عدد من الأساتذة ذوي الخبرات والكفاءات العالية في مجالات التعليم والثقافة لتعليم الأفراد البالغين ممّن هم فوق سن الـ18، للمبتدئين والمتقدمين، منذ 2016، وذلك من خلال خطة خمسية وضعتها كنيسة المشرق الآشورية في أستراليا لغرض محو الأمية لهذه اللغة، كما وضعت إمكانيات لتعليم قرابة 5000 شخص خلال السنوات المقبلة.
أعداد الآشوريين في أستراليا
أسهمت الحروب والاضطرابات في العراق وسوريا بهجرة كثير من الآشوريين إلى دول أوروبا وأميركا وأستراليا، هرباً من تنظيم داعش الذي سيطر على أماكن تمركزهم، فكم يبلغ عدد الآشوريين في أستراليا حالياً؟
يقول المطران: «فيما يخصّ أستراليا ونيوزيلندا، هناك أكثر من 5 آلاف عائلة مسجلة في سيدني، وهذا العدد لا يشمل العوائل التي وصلت أخيراً من سوريا والعراق ويبلغ عددهم حالياً قرابة 300 - 500 عائلة غير مسجلة على أقل تقدير».
ويلفت أنّه «حسب إحصاء العام الأسترالي لـ2016 بلغ عدد الآشوريين المسجلين 28517 وعدد الكلدان المسجلين 17700، أي معاً 46217 ومن المتوقّع أن يرتفع العدد الإجمالي مع نهاية عام 2017 إلى أكثر من 53 ألف نسمة».
في جميع الدول حيث يوجَد أبناء الجالية الآشورية هناك جمعيات تعنى بتعليم اللغة كتابة وقراءة، بيد أن الأمر يختلف في أستراليا، إذ يوضح المطران مار ميلس زيا: «هناك اختلاف بين المدارس الآشورية في سيدني ونظيرتها في بريطانيا وغيرها من الدول؛ فمدارس سيدني مسجلة في وزارة التربية بولاية نيو ساوث ويلز، رسمياً، وهي خاضعة لشروط الحكومة من حيث البنية التحتية وتسجيل المعلمين.
ولكونها مدرسة آشورية خاصة، فقد أُفرد بها اهتمام خاصّ وممنهج لتدريس اللغة الآشورية والدراسات المسيحية».
كنائس العراق تستقبل عيد الميلاد بعد أعوام من الاضطهاد والتهجير…هل يعود مسيحيو العراق إليه؟
عشتار تيفي كوم - تيلي لوميار/
في بغداد يصلي المسيحيون الكاثوليك في كاتدرائية سيدة النجاة. كاتدرائية تعرّضت لهجوم فظيع في تشرين الأول / أكتوبر من العام 2010.
هجوم راح ضحيته أكثر من 58 مسيحيا بما في ذلك اثنين من الكهنة الشباب. هذه المذبحة التي تبنّاها داعش أوجعت كل مسيحيي العراق. في عام 2012 قدّمت الحكومة العراقية 10 ملايين دولار لإعادة إعمار وترميم الكنائس المتضررة من الأعمال الإرهابية.
برغم ظهور هذه الكنيسة اليوم بحلّة جديدة إلّا أن ذكرى الضحايا المؤلمة لا تزال موجودة في كل مكان. ما إن تصل إل المكان حتى ترى لافتات كبيرة تحمل أسماء الشهداء الذين استشهدوا في الهجوم الإرهابي الدامي. وقد تم افتتاح متحف تخليدًا لأولئك المسيحيين الذين أعدموا لحضورهم القداس الإلهي.
“إن الكاتدرائية اليوم محصّنة بجدران من الباطون المسلّح ويقف على مداخلها عدد من الجنود لتجنب أي هجوم.
لا تزال الرعية في حالة من الصدمة إلّا أن ذلك لم يؤثّر على التزام المؤمنين بكنيستهم.” يقول رئيس أساقفة بغداد والنائب البطريركي على البصرة والخليج العربي المطران مار أفرام يوسف عبّا.
هذا ولا يتنقل رئيس الأساقفة إلّا بالسّيارة ويعيش وسط حماية أمنية بعيدا عن السكان. إلّا أن ما تقدّم لا يمنعه من زيارة رعاياه بانتظام وخاصة النّازحين منهم.
الكنيسة تبلسم الجراح
على بعد بضعة كيلومترات من الكاتدرائية شكّل في السنوات الأخيرة مخيم للاجئين المسيحين يضم حوالي 90 أسرة من سهل نينوى. تراهم يعيشون حرمانًا مؤلمًا. برغم طرد مسلحي داعش من معظم الأراضي العراقية إلّا أن ذلك لا يعني أن أثر هؤلاء قد أزيل من نفوس العراقيين.
فهؤلاء المسيحيون الذين يعيشون في مخيم النّزوح يترددون في العودة إلى ديارهم بسبب الخوف من عدم العثور على عمل واكتشاف أن منازلهم قد احترقت أو دمرت بالكامل. ليس من السهل ترك هذه الحياة غير المستقرة في بغداد للبدء من جديد في نينوى وإعادة بناء كل شيء.
لتجنب وقوع النازحين المسيحيين في إحباط وحزن تعمل الكنيسة المحلية على تنظيم نشاطات راعويّة متعددة.
ومن هذا المنطلق تظّل كنيسة سيّدة النجاة القلب النابض في المنطقة. فالكنيسة هنا لم تعد مكانًا للصلاة والاحتفال بالأسرار بل باتت مكانًا لمتابعة الدروس ومركز الحياة الاجتماعية.
سعيد رب عائلة مسيحي (58 عامًا) يشعر بالاطمئنان من خلال المشاركة بالذبيحة الإلهية التي تحتفل بها الكنيسة يوميًا.
يسوع هو المعزّي الأخير
أما في شمال مدينة كركوك فإن الوضع مختلف. كاتدرائية القلب الأقدس تجمع كل المسيحيين الكلدان في المنطقة.
ويرأس قداس يوم الاحد المطران يوسف توماس ميركيس. خلال عظته يحرص المطران على بث الأمل في نفوس المؤمنين مع اقتراب عيد الميلاد.
يسوع هو “الطريق والحق والحياة” يقول المطران. يتفاعل الكثيرون بحماسة كبيرة من الهتافات الليتورجية في اللغة العربية. تراهم يرنّمون بفرح:” المسيح هو المعزي الوحيد والأخير.”
وفي زمن المجيء يشهد الإيمان ولادة جديدة مفعمة بالأمل بمستقبل أكثر سلاما. هذا ونحن نرى على وجوه المسيحيين علامات الانسجام ونلاحظ اندفاعهم نحو الله. العمل الراعوي يخرج إلى الحياة مرة أخرى تمامًا كضريح القديس بهنام الذي يحظى بمكانة خاصة لدى الحجاج في العراق.
وقد تم إحياء هذا الضريح من رماد بفضل العمال المسيحيين وعدد من الرهبان والكهنة والأخويات في العراق.
رسالة البطريرك ساكو بمناسبة اعياد الميلاد: العراق نحو مرحلة جديدة فلنشق معا طريق الرجاء
عشتار تيفي كوم - اعلام البطريركية الكلدانية/
في عيد الميلاد رتل الملائكة: "الـمَجدُ للهِ في العُلى! وعلى الأرض السَّلامُ والرجاء الصالح لبني البشر" (لوقا 2/14). انه عنوان مشروع حقيقي طويل الأمد، تجسد في السيد المسيح ويتطلب أن يتجسد في قلب كلِّ إنسانٍ لكي يعمَّ السلامُ في العالم. هذا المشرع السماوي هو الأمل الوحيد للخروج من حالة القلق والخوف التي يعيشها الناس بسبب الحروب والإرهاب والاقتصاد المتردي والسباق إلى التسلح الفتاك.
1- رجاء العراقيين
بعد إعلان النصر على تنظيم داعش الإرهابي وإنهاء سيطرته على الموصل ومدن عراقية أخرى منذ حزيران 2014، وتطهير جميع الأراضي، رجاء العراقيين هو أن يشكِّل هذا النصر العظيم خطوة قوية إلى الأمام في بسط الأمن والاستقرار، ومعالجة التداعيّات التي أثّرت على الأوضاع العامّة، وعودة الأمور إلى مسارها الصحيح من خلال توطيد أسس المواطنة الحقّة وحلّ القضايا العالقة سلمياً كـ "ملف كوردستان"، والقضاء على الفساد والطائفية المتفشية، وإجراء إصلاحات تشريعية وسياسية واجتماعية وتعليمية وتربوية واقتصادية جذرية، فضلاً عن إجراء الانتخابات بموعدها.
هذا الرجاء سيعمق قناعة العراقيين بالمستقبل، ويعزز ثقتهم بالدولة، ويوحدهم على مختلف انتماءاتهم تحت خيمة وطنية واحدة، خصوصاً إذا تم إعمار البلدات المحررة وعاد المهجرون إلى ديارهم. انه التحدي الأكبر والرهان لتحقيق المرحلة الجديدة وفق مبادئ أساسية عامة.
2- رجاء المسيحيين
تحرير المناطق المسيحية علامة الرجاء للمسيحيين، بالرغم من هجرة ما يقارب نصف عددهم (الذي كان يربو على المليون ونصف قبل 2003) بسبب التمييز والتهديد والخطف وطرد داعش إياهم من بيوتهم في بلدات سهل نينوى. وعليه يتوجب على الدولة وهي الأم الحاضنة للجميع ان تعمل بجد على عودتهم إلى بيوتهم وممتلكاتهم، والحفاظ على حقوقهم كمواطنين أصيلين (المواطنة الكاملة)، والاعتراف بثقافتهم وحضارتهم وتراثهم كجزء أساسي من تاريخ العراق، والتصدي لأي تغيير ديمغرافي في مناطقهم الجغرافية التاريخية. لكن على المسيحيين أيضاً أن يتعلموا الدروس من الماضي وينزعوا عنهم الخوف والنظرة التشاؤمية والمصالح الشخصية التي تقسِّمهم، ويبلوروا رؤيتهم ويوحِّدوا صفَّهم وموقفهم ويتماسكوا لكي يحافظوا على وجودهم ودورهم في الشأن العام والعملية السياسية بشراكة وطنية حقيقية بعيدة عن التبعية والوصاية، ويبنوا وطنهم ومستقبلهم يدًا بيد مع إخوتهم المسلمين، لان المستقبل لا يستقيم ولا العيش المشترك إلا معًا. قوتنا في نسيجنا الوطني المتعدد، فلنشق معاً طريق الرجاء. كما على المسيحيين ان يتواصلوا مع مواطنيهم ومع الكنيسة التي احتضنتهم في محنتهم، وساهمت الى حدٍّ كبير في التفات المجتمع الدولي إلى حالهم. وهي اليوم تشد على أياديهم وتشجعهم على التمسك برجائهم والعودة إلى بلداتهم. فهذه البلاد بلادنا وسنبقى فيها.
3- دور الكنيسة
وفي الشأن الكنسي الداخلي، على الكنيسة في العراق أن تقرأ علامات الأزمنة، وتجدد التزامها بالإنجيل، أي بالعودة إلى تعاليم المسيح، كما يدعو دائما البابا فرنسيس بتعميق العلاقة الروحية بعيداً عن النزعة إلى السلطة والمال، وان تقوم بمبادرات حقيقية نحو الوحدة، وأنجَلة مجتمعها، وتأوين خطابها الديني بحيث يتخطى النمط التقليدي الشكلي ليأتي خطاباً مفهوماً ومؤثراً. وان تسير على خطى المسيح تجاه الأشخاص المهجرين والمعوزين والمرضى وتقدّم لهم العناية الممكنة. كما عليها إشراك العلمانيين على نطاق أوسع في المسؤوليات من خلال المجالس الراعوية والخورنية وجماعات الخدمة، العلمانيون أعضاء وشركاء في الكنيسة بحكم معموديتهم وكهنوتهم الملوكي.
ومع المسلمين ينبغي فتح حوار صادق لمعرفة وتفهم حقيقة كل طرف والاعتراف به وتقبِّله وخصوصا ان مجمع الفاتيكان الثاني 1965 قد مهَّد الطريق لهذا الحوار حين صرّح: "أن الكنيسة تنظر بعين الاحترام إلى المسلمين الذين يعبدون الله الواحد، الحيّ القيّوم، الرّحمن القدير خالق السّماء والأرض…" (تصريح حول علاقة الكنيسة مع الديانة الإسلامية … بند 3). هذا الحوار ينبغي أن يتخطى الشكليات ويعمل جاهدا مع كل ذوي الإرادة الطيبة من اجل استتباب الأمن والسلام وإشاعة قيم التسامح والعدالة والحرية والكرامة للجميع.
وفي الختام أدعو المسيحيين في هذه الأيام المتميزة إلى وقفة تضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يعاني منذ سبعين سنة من الظلم والتهجير، كما ادعوهم الى الصلاة من اجل ان تبقى القدس مدينة مقدسة للمسيحيين والمسلمين واليهود .
غبطة البطريرك يونان يستقبل القائم بأعمال السفارة البابوية في لبنان
عشتار تيفي كوم - بطريركية السريان الكاثوليك/
مساء يوم الثلاثاء 19 كانون الأول 2017، استقبل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، المونسنيور إيفان سانتوس القائم بأعمال السفارة البابوية في لبنان، وذلك في الكرسي البطريركي في المتحف – بيروت.
خلال اللقاء، قدّم المونسنيور سانتوس التهاني القلبية لغبطته وللكنيسة السريانية الكاثوليكية بمناسبة عيد ميلاد الرب يسوع بالجسد وحلول العام الجديد، سائلاً الله أن يعيد هذه المناسبات المباركة على غبطته والكنيسة السريانية بالخير والبركات.
كما هنّأ المونسنيور سانتوس غبطتَه بمناسبة عيد مار اغناطيوس الأنطاكي شفيع الكرسي البطريركي، متمنّياً له الصحة والعافية والعمر المديد.
وشكر غبطته المونسنيور سانتوس، مبادلاً إيّاه المعايدة والتمنّيات أن يكون العام الجديد عام سلام واستقرار في الشرق والعالم.
وتطرّق الحديث إلى شؤون كنسية، فضلاً عن الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط.
وقد حضر اللقاء الأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية.
غبطة البطريرك يونان يحتفل بالقداس الإلهي بمناسبة عيد الميلاد المجيد للطلاب الإكليريكيين في دير سيّدة النجاة – الشرفة
عشتار تيفي كوم - بطريركية السريان الكاثوليك/
في تمام الساعة السابعة من مساء يوم الأربعاء 13 كانون الأول 2017، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة حلول زمن عيد ميلاد الرب يسوع بالجسد، وذلك في كابيلا إكليريكية دير سيّدة النجاة – الشرفة، درعون – حريصا، بمشاركة كهنة الإكليريكية وطلابها.
بعد الإنجيل المقدس، ارتجل غبطة أبينا البطريرك موعظة روحية، أعرب فيها عن فرحه وسروره بلقائه أبناءه الروحيين الطلاب الإكليريكيين وهم يسيرون على درب التلمذة للرب يسوع، خاصةً في خضمّ الإستعداد للإحتفال بعيد ميلاد الرب يسوع بالجسد.
ونوّه غبطته إلى أهمّية عيش ثمار الروح القدس في حياتنا اليومية، وبخاصة المحبّة والفرح والسلام، فهذه الفضائل هي حاجة لجميع الذين يعدّون أنفسهم لاتّباع الرب يسوع في طريق الكهنوت الخدمي، رغم ما تعيشه عائلاتنا وبلادنا ومنطقتنا المشرقية التي تهتزّ بما يحدث فيها من زلازل الآلام والإضطهادات، وما ينتج عنها من نزوح قسري.
وشدّد غبطته على أهمّية نيل نعمة الرب كي نستطيع إكمال رسالتنا وعلاقتنا بالرب يسوع الذي يريدنا أن نكون أصحاب قرار، إذ "من يضع يده على المحراث ويلتفت إلى الوراء لا يصلح لملكوت السماوات"، مؤكّداً على الطلاب الإكليريكيين أن يكونوا على مثال الرسل والتلاميذ، سيّما يوحنّا المعمدان في ذكرى أسبوع ميلاده، وهو الصوت الصارخ في البرّية والناطق بالحق مهيّئاً الطريق أمام الرب.
وتوجّه غبطته بالتهنئة بعيد الميلاد المجيد إلى الكهنة والطلاب الإكليريكيين وعائلاتهم ورعاياهم وأبرشياتهم، داعياً لهم بأزمنة مجيدة ملؤها الخير والبركة، ومصلّياً من أجل السلام والأمان في الشرق والعالم.
وفي ختام القداس، منح غبطة أبينا البطريرك بركته الرسولية عربون محبّته الأبوية، إلى الكهنة والطلاب الإكليريكيين، متمنّياً لهم ميلاداً مجيداً وعاماً جديداً مباركاً.
تهنئة من شبكة تحالف الاقليات العراقية الى المكون الوطني العراقي المسيحي بمناسبة اعياد الميلاد والسنة الميلادية الجديدة 2018
عشتار تيفي كوم/
- نتطلع الى التواصل بين كل العراقيين من اجل المساواة والعدل وتعزيز الحرية والاستقرار والتنمية.
تبعث شبكة تحالف الاقليات العراقية بخالص التهاني والمشاركة الوجدانية الى المكون العراقي المسيحي الوطني الاصيل، والى كل العراقيين بمناسبة اطلالة اعياد الميلاد المجيدة والسنة الميلادية الجديدة 2018، أملين ان تكون هذه المناسبة فاتحة عمل ونشاطات ومواقف من اجل نبذ الكراهية وتعزيز مبادئ الاخوة التي نادى بها السيد المسيح له كل المجد في السلام والمحبة والتضامن والصفح والتأسيس لعلاقات انسانية تحكمها القيم الصحيحة والجسور المشتركة مع الاديان الاخرى.
إن شبكة تحالف الاقليات العراقية اذ تبارك للمكون المسيحي العراقي بهذه المناسبة، فهي تتطلع ان يكون العام الميلادي الجديد عام سلام واستقرار وتنمية من اجل كل العراقيين، وان تكون العلاقات بينهم على اساس المساواة والعدل وحماية الهويات بعيدا عن سياسات الاحتواء والعزل التي تعرضت وتتعرض لها الاقليات العراقية وما أصابها من ويلات كثيرة على ايدي الارهابيين في جرائم ابادة جماعية وجرائم ضد الانسانية.
وبالمناسبة الميلادية ايضا نتطلع في شبكة تحالف الاقليات العراقية الى التواصل مع المكون المسيحي العراقي في دعم قضاياه وصيانة هويته الدينية والتراثية، وتعزيز الحرية والاستقرار والتنمية ضمن الشراكة الوطنية التي تجمع كل العراقيين.
مجلس ادارة
شبكة تحالف الاقليات العراقية
منظمة حمورابي لحقوق الانسان تهنئ بمناسبة اعياد الميلاد المجيد والسنة الميلادية الجديدة 2018
عشتار تيفي كوم/
المجد لله في العلى وعلى الارض السلام وللناس المسرة"
- مجلس ادارة المنظمة واعضاء الهيئة العامة يؤكدون عزمهم الدائم من اجل السلام ونصرة المظلومين والمضطهدين والمهمشين.
- ليكن عام 2018 عام تحقيق العدالة واكمال تعويض الضحايا ونشر ثقافة الاخوة والتضامن ونبذ الكراهية.
بمناسبة اطلالة اعياد الميلاد المجيدة والسنة الميلادية الجديدة 2018، تبعث منظمة حمورابي لحقوق الانسان بخالص وأنقى التهاني الى المسيحيين العراقيين والى كل المسيحيين في العالم متوسمين أن هذه الاطلالة المباركة خطوة خير وسلام وأمن وتضامن بين كل المكونات العراقية وسنة جديدة خير وأمان للجميع تحمل مبادئ ومعاني هذه المناسبة قوة انتصار وقيمة وطنية لتضميد الجروح العراقية التي ما زالت مفتوحة بسبب نزعات الكراهية، وتتمثل الآن بالكثير من الانتهاكات والخروقات الحقوقية المؤدية الى غضب الشارع العراقي المتظاهر في اكثر من منطقة، وكذلك ما يعانيه العدد الكبير من النازحين العراقيين الذين لم تتوفر لهم حتى فرصة العودة الى مناطقهم وبيوتهم. وايضا ما يعانيه العائدون الذين رجعوا الى مدنهم وبلداتهم وقراهم المدمرة بسبب داعش وهم الآن في زحمة الانتظار من اجل تلبية حاجاتهم الحياتية اليومية في الخدمات والاعمار وانصاف حقوقهم بالاقتصاص من الارهابيين الذين ارتكبوا بحقهم أبشع جرائم الابادة الجماعية والجرائم ضد الانسانية.
ومن الواجب ايضا ونحن نعيش اعياد الميلاد وما يحمل من معاني العدالة أن نتطلع الى اجراءات عادلة لتعويض هؤلاء المواطنين العراقيين الذين خسروا ممتلكاتهم ومقتنياتهم الثمينة من خلال السلب والنهب والتدمير الذي ارتكبوه الدواعش ضدهم لانهم مختلفون دينيا.
أن منظمة حمورابي لحقوق الانسان، مجلس ادارتها واعضاء هيئتها العامة وهم يعيشون افراح الميلاد المجيد ، فأنهم يؤكدون مجددا أن يضعوا كل امكاناتهم التطوعية لخدمة البرنامج الاغاثي والحقوقي من اجل المظلومين والمهمشين والمضطهدين اينما كانوا على امتداد خريطة العراق، ومثلما كانت وما زالت حمورابي فلا حدود تعيقها من الوصول الى جميع العراقيين الذين هم بحاجة الى الرعاية الانسانية بغض النظر عن هوياتهم وانتماءاتهم ، وهي تجد بأن عام 2018 بكل ما يحمل من مؤشرات للعمل الانساني المطلوب سيكون بالنسبة للمنظمة عام المزيد من الجهد والمثابرة والدعم والمواصلة التضامنية مع نظيراتها من المنظمات غير الحكومية، وايضا مع المؤسسات الحكومية حسب الاختصاص بالاضافة الى المنظمات الدولية والاجنبية المعنية بالشؤون الاغاثية والحقوقية خاصة مع اعتماد الامم المتحدة هذا العام عاما للحقوق الانسانية.
تبارك العام الجديد بالمسرات والعمل الطيب والروح التضامنية في اجواء الميلاد المبارك على جميع البشر.
المديرية العامة لشؤون المسيحيين في حكومة اقليم كوردستان تهنيء بمناسبة عيد الميلاد
عشتار تيفي كوم/
بمناسبة حلول عيد ميلاد سيدنا المسيح وأعياد رأس السنة الميلادية الجديدة تتقدم المديرية العامة لشؤون المسيحيين في حكومة اقليم كوردستان اليكم بأسمى أيات التهاني والتبريكات بهذه المناسبة العزيزة متمنين لكم دوام الصحة والموفقية وتحقيق جميع أمانيكم أنتم وعوائلكم .. رافعين دعواتنا الى الله أن يكون هذا العيد عيد خير وأمان وسلام وأطمئنان على شعبنا بكل اطيافه الدينية والقومية وأن يعم الامان والحب والسلام بكافة أرجاء المعمورة وان يكون عيد الميلاد المجيد و رأس السنة الجديدة 2018. سنة السلام والامان والافراح والمسرات، وتحقيق الامنيات .
وبهذه المناسبة أؤكد على أهمية التعايش الأخوي والتسامح الديني في بلدنا العزيز، وأن نضع خدمة المسيحيين ضمن أولويات مهامنا.
وكل عام وأنتم بألف خير
خالد جمال البير
المدير العام لشؤون المسيحيين في حكومة اقليم كوردستان
البطريرك ساكو يزور بلدة كرمليس ويتفقد أحوال العائلات العائدة اليها
عشتار تيفي كوم - اعلام البطريركية الكلدانية/
زار بعد ظهر السبت 23 كانون الأول2017 غبطة ابينا البطريرك مار لويس روفائيل ساكو برفقة معاونه مار شليمون وردوني، بلدة كرمليس وتفقد أحوال العائلات العائدة اليها (وقد بلغ عددهم حالياً 300 عائلة) وسير عملية اصلاح البيوت المتضررة ليعود كل مهجَّري البلدة.
كما اطَّلع على ترميم كنيسة البلدة وفي الختام صلى صلاة المساء (الرمش) مع جمع المؤمنين من أهالي البلدة وبمشاركة سيادة المطران يوحنا بطرس موشي، رئيس أساقفة الموصل للسريان الكاثوليك، ثم عاد الى أربيل.
رسالة عيد الميلاد المجيد 2017 لغبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان
عشتار تيفي كوم - بطريركية السريان الكاثوليك/
إلى إخوتنا الأجلاء رؤساء الأساقفة والأساقفة الجزيلي الإحترام
وأولادنا الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات الأفاضل
وجميع أبنائنا وبناتنا المؤمنين المبارَكين بالرب
اللائذين بالكرسي البطريركي الأنطاكي في لبنان وبلاد الشرق وعالم الإنتشار
نهديكم البركة الرسولية والمحبّة والدعاء والسلام بالرب يسوع، ملتمسين لكم فيض النِّعَم والبركات:
"والكلمة صار بشراً، فسكن بيننا" (يوحنّا 1: 14)
مقدّمة
في مستهلّ رسالتنا، ونحن نتطلّع معاً نحو النور الذي شعّ في المذود في بيت لحم، لنعيّد أعجوبة الحبّ الإلهي، بتجسّد كلمة الله في أحشاء مريم البتول، يطيب لنا أن نقدّم التهاني القلبية لكم جميعاً، أيّها الإخوة والأبناء الأعزّاء في لبنان وبلاد الشرق وعالم الإنتشار، بهذا العيد المجيد، عيد انتصار النور على الظلمة، والإتّفاق على الخصام، والسلام على الحرب، والمحبّة على البغض والحقد. ومعكم نضرع إلى الطفل الإلهي، أن يفيض ميلاده العجيب بيننا بالنِّعم والخيرات والبركات، فيضيء نوره وسط ظلمات حياتنا سلاماً وبهجةً ورجاءً، وتبتهج بضيائه قلوبنا وعائلاتنا ومجتمعاتنا وأوطاننا، وبخاصة في شرقنا الغالي حيث الحروب والمآسي والنزاعات.
الكلمة صار بشراً، لكي ندرك محبّة الله، فبالميلاد ظهرت لنا محبّة الله الذي يريدنا أن نحيا بكلمته المتجسّد، وبه نصبح أبناءً لله، وإخوةً بعضنا لبعض، إذ أراد أنّ المؤمن به لا يهلك، بل ينال الحياة الأبدية (يو3: 16). شاء الله أن يجعلنا شركاء في طبيعته الإلهية، ابن الله صار ابن الإنسان، بحيث أنّ "الإنسان، بدخوله في شركة مع الكلمة – الإبن، يصبح ابن الله"، بحسب تعبير القديس إيريناوس. و"ابن الله صار إنساناً لكي نستطيع أن نصبح الله"، كما يقول القديس أثناسيوس. والقديس توما الأكويني يقول: "أصبح الله إنساناً لكي يجعل البشر آلهة".
وُلد يسوع إنساناً، آخذاً الطبيعة البشرية وهو الإله، في البساطة والفقر، في مذود حقير وعائلة فقيرة، وكان الرعاة أوّل شهود هذا الحدث العظيم. فيسوع الطفل هو المثال الحقيقي والقدوة ومنبع كلّ غنى. في الميلاد، خالقُ الإنسان يصبح إنساناً مولوداً من عذراء، نحن أصبحنا شركاء في ألوهية المسيح الذي واضع نفسه ليشاركنا في بشريتنا (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية 526).
الطفل الإلهي هو المخلّص المولود، كلمة الله، الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس الذي "صار بشراً وسكن بيننا" (يو1: 14). إنه "الإبن الذي كلّمنا به الله في آخر الأيّام، والذي به أنشأ العالمين وجعله وارثاً لكلّ شيء. وهو شعاع مجد الله، وصورة جوهره، وضابط الكلّ بكلمة قدرته" (عبرا 1: 1-3).
في قانون الإيمان نردّد: "من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا، نزل (يسوع المسيح ابن الله الوحيد) من السماء وتجسّد من الروح القدس ومن مريم العذراء وصار إنساناً". هدف الرب يسوع أن يخلّصنا مصالحاً إيّانا مع الله، الذي أحبّنا، فأرسل ابنه كفّارةً عن خطايانا.
هذا كلّه دفع برعاة بيت لحم أن يغادروا المغارة عائدين إلى حقولهم ومواشيهم "وهم يمجّدون الله ويسبّحونه على كلّ ما سمعوا ورأوا كما قيل لهم من الملاك" (لو2: 20). لقد منحهم الله – الكلمة الذي صار جسداً معنىً لوجودهم وحياتهم، فبدون الله الكلمة لا معنى ولا جدوى للحياة.
صدى الميلاد في عالمنا اليوم
وُلد المسيح في مذود ليخلّص العالم، تواضع الخالق ليعلّمنا التواضع والبساطة، ولكن حين ننظر إلى الأحداث المفجعة حولنا، وما تمرّ به أوطاننا الحبيبة في لبنان وسوريا، مروراً بالعراق والأراضي المقدسة ومصر، نجد أنّ الرجاء قد غاب عن العديد من الأفراد والشعوب في عالمنا اليوم. فالحروب والدمار تعمّ منطقتنا، ولا يبقى لنا سوى الرجاء في السلام الآتي مع ملك السلام، السلام الحقيقي، السلام لشعوبنا وبلداننا. ونصلّي كي تعرف أرضنا الأمن شرطاً أساسياً لتقدُّم لشعوبها، فتتوقّف الحروب والصراعات التي تعصف بها منذ عشرات السنوات، وتعرف أوطاننا الأمان وشعوبنا الطمأنينة، ونعيش مع إخوتنا وشركائنا في الأوطان بالألفة والمحبّة التي جاء ملك السلام ربّنا يسوع المسيح مبشّراً بها، في كنف حكّام عادلين أمناء على مصالح شعوبهم، غير مرتهَنين لسياساتٍ ومشاريع لا تجلب سوى الدمار وعدم الإستقرار.
إنّ وطننا الغالي لبنان لا يزال يرزح تحت وطأة أوضاعٍ اقتصاديةٍ متردّيةٍ تثقل كاهل المواطنين اللبنانيين، إضافةً إلى العبء المتفاقم بسبب وجود نحو مليوني نازح على أرضه، لكنّنا نرى في هذه الظلمة فسحةَ أملٍ تضيء لنا للمستقبل كالنجمة التي أضاءت طريق المجوس نحو الرب يسوع. فوطننا تحرّر في الصيف المنصرم بقوّة جيشه البطل من الإرهابيين الذين كانوا يحتلّون جزءاً من أرضه ويتعدّون على سيادته ويثيرون الرعب في نفوس المواطنين. كما أنّ توحُّد اللبنانيين خلف رئيس الجمهورية وتخطّيهم الأزمة الأخيرة أثبت مرةً جديدةً أنّ وطننا رسالة، رسالة حرّية وتعدّدية للشرق والغرب، ونحن نطالب القيّمين على شؤون الوطن ألا ينسوا أنّ هذه الرسالة التي يشكّلها لبنان تبقى ناقصةً ما دام المكّون السرياني الشريك في تأسيس هذا الوطن مهمّش الحقوق، ومستبعَداً من تمثيله في الندوة البرلمانية والوزارة، وغير ممثَّلٍ كما يجب في الإدارات الرسمية ووظائف الفئة الأولى، وهو الزاخر بالطاقات الخيّرة والمستحقّة من شبابه وشابّاته المؤمنين بلبنان والملتزمين صون حقوقه والدفاع عن استقلاله وحرّيته.
أمّا سوريا الجريحة، ولأنّ الميلاد زمن الرجاء والأمل، نصلّي كما صلّينا ودعونا في السنوات السابقة كي يتوقّف العابثون بمواطنيها وأرضها وحضارتها عن بثّ الكراهية وتأليب المتآمرين على أمنها واستقرارها. لقد قُتل الآلاف وتهجّر الملايين، وتهدّمت البُنى التحتية بفعل الصراعات المجرمة التي تستمرّ منذ العام 2011. وإنّنا إذ نهنّئ الشعب السوري وحكومته بالإنجازات التي تمّت، في دحر الإرهابيين وتوحيد البلاد وإحلال الأمن في المناطق المحرَّرة، نضرع إلى الرب لتثمر الجهود الخيّرة التي تُبذَل، وتصل المؤتمرات واللقاءات التي تُعقَد، إلى إنهاء الحرب وإعادة الوحدة إلى الشعب السوري الحبيب التوّاق إلى السلام والأمان وإعادة البناء في الحجر والبشر، لتولد سوريا واحدة لجميع السوريين.
وإلى العراق الحبيب، نتوجّه في عيد ميلاد الربّ يسوع، ونحن نرى أرض الرافدين وقد تحرّرت من التنظيمات الإرهابية، فنفرح ونحن نسمع أجراس كنائسنا في سهل نينوى وإقليم كوردستان وكلّ العراق، مبشّرةً بولادة المخلّص وبخلاصها من التكفيريين والمجرمين. إنّنا ندعو الحكومة المركزية وحكومة الإقليم والمجتمع الدولي إلى إرساء الأمن والسلام في العراق، وإلى العمل الجدّي لتشجيع من هاجر ونزح كي يعود إلى أرض الآباء والأجداد، حراً، آمناً، محترماً، في وطنٍ متّحدٍ، وتحت رعاية الدولة وسلطتها.
وإلى الأراضي المقدسة، نتوجّه مصلّين إلى طفل السلام كي يحلّ السلام في أرض السلام، خاصةً في ظلّ التطوّرات الأخيرة، سائلين الرب ألا تؤدّي إلى مزيد من المآسي والويلات بحق أبنائنا الموجودين في الأراضي المقدسة. فبالحكمة والتروّي تبقى القدس مدينةً للسلام والبناء لا مدينةً للحرب والدمار.
وإلى مصر، نسأل الرب يسوع أن ينشر أمنه وسلامه في ربوعها، وأن يحيا مواطنوها بالمحبّة والوئام، ويتعاضدوا من أجل ازدهار وطنهم، مهما اختلفت انتماءاتهم وتوجّهاتهم.
وإنّنا نجدّد المطالبة بالإفراج عن جميع المخطوفين، من رجال دين ومدنيين وعسكريين، وبخاصة مطراني حلب مار غريغوريوس يوحنّا ابراهيم وبولس اليازجي، والكهنة باولو داللوليو، واسحق محفوض، وميشال كيّال. كما نضرع إلى الطفل الإلهي أن يتغمّد جميع الشهداء برحمته الواسعة، ويمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل، ويعزّي كلّ مفجوعٍ بفقد عزيز.
قلوبنا وأفكارنا تتوجّه بصورة خاصة إلى أبنائنا الذين يكابدون آلام الإقتلاع والنزوح والهجرة، من العراق وسوريا، إلى لبنان والأردن وتركيا، وإلى ما وراء البحار والمحيطات، مؤكّدين لهم تضامننا الأبوي واستعدادنا الدائم لتأمين حاجاتهم ومساعدتهم بكلّ الإمكانات المتاحة.
وها هو قداسة البابا فرنسيسيشدّد في رسالته لمناسبة اليوم العالمي للسلام للعام 2018، بعنوان "مهاجرون ولاجئون: رجال ونساء يبحثون عن السلام"، على ضرورة "أن نعانق بروحٍ من الرحمة جميعَ الأشخاص الهاربين من الحروب والمجاعات، ومن يُرغَمون على ترك أرضهم بسبب التمييز والإضطهادات والفقر".
وإنّنا نتوجّه بشكلٍ خاص إلى العائلات التي تعاني الحزن لفقدان أحد أفرادها،وجميع الذين يغيب عنهم فرح العيد، من فقراء ومعوَزين ومهمَّشين ومستضعَفين، سائلين لهم فيض النِّعَم والبركات والتعزيات السماوية.
ويسرّنا أن نتوجّه بأطيب التهاني الأبوية بمناسبة عيد ميلاد ربّنا يسوع المسيح بالجسد إلى جميع إخوتنا وأبنائنا وبناتنا السريان في لبنان وسوريا والعراق والأراضي المقدّسة والأردن ومصر وتركيا وأوروبا وأميركا وأستراليا. نحثّهم جميعاً على التمسّك بالإيمان بالرب يسوع، والتعلّق بكنيستهم وأوطانهم والإخلاص لها، حتى يكونوا على الدوام شهوداً لنور الميلاد وسلامه أينما حلّوا.
حدثان هامّان ينتظران كنيستنا السريانية الكاثوليكية في العام المقبل 2018
ستعقد كنيستنا السريانية اللقاء العالمي الأوّل للشباب السرياني الكاثوليكي، وهو لقاء يجمع الشبّان والشابّات من كنيستنا السريانية في جميع الأبرشيات والرعايا والإرساليات في العالم، بعنوان "تعالَ وانظر"، وذلك في لبنان، في الفترة الممتدّة من 17 حتّى 22 تمّوز 2018.
إنّنا نشجّع جميع أبنائنا وبناتنا من عمر 18 حتّى 35 سنة من جميع أنحاء العالم، على المشاركة في هذا اللقاء التاريخي الأوّل من نوعه، فيتعرّفوا على بعضهم وعلى كنيستهم السريانية ولغتها وتراثها، ويتبادلوا خبرات عيش إيمانهم بالرب يسوع، كلّ واحدٍ بحسب بيئته ومجتمعه. وسنرسل كلّ التفاصيل والمعلومات الضرورية بخصوص هذا اللقاء إلى جميع الأبرشيات والرعايا والإرساليات.
ستُحيي كنيستنا السريانية اليوبيل الذهبي لرقاد المثلّث الرحمات البطريرك الكردينال مار اغناطيوس جبرائيل الأوّل تبّوني (1968 – 2018)، في مؤتمر خاص يُعقد في لبنان يومي 28 و29 تمّوز 2018، تكريماً لهذه الشخصية الفذّة التي لعبت دوراً بارزاً في التاريخ الحديث لكنيستنا.
خاتمة
أيّها الرب يسوع، الله – الكلمة، يا من صرتَ جسداً، فسكنتَ بين البشر، وانتسبتَ إلى الأسرة البشرية، وتضامنتَ مع كلّ إنسانٍ، مشاركاً إيّاه في قوّته وضعفه، فتُضحي له الفادي والمخلّص. لقد حقّقتَ الوعود الإلهية بالخلاص، وأظهرتَ لنا أنّ حياة الإنسان مسيرة قداسةٍ نحو الله، مهما كانت ظروف حياته.
أنرْ أيّها المسيح، الطفل الإلهي الذي ولدَتْه البتول عجباً، تاريخَ الشعوب والثقافات، لتهتدي بنورك إلى الحقيقة والعدالة والمحبّة، فيحيا الناس في شركةٍ مع الله، ويتضامنوا فيما بينهم، ويبنوا عالماً يعمّه السلام والأمان والمحبّة. فيهتف الجميع ملء الفم والقلب والروح:
وُلِدَ المسيح! هللويا!
وفي الختام، نمنحكم أيّها الإخوة والأبناء والبنات الروحيون الأعزّاء، بركتنا الرسولية عربون محبّتنا الأبوية. ولتشملكم جميعاً نعمة الثالوث الأقدس وبركته: الآب والإبن والروح القدس، الإله الواحد، آمين.
كلّ عام وأنتم بألف خير.
صدر عن كرسينا البطريركي في بيروت -لبنان
في اليوم الحادي والعشرين من شهر كانون الأوّل سنة 2017،
وهي السنة التاسعة لبطريركيتنا
اغناطيوس يوسف الثالث يونان
بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي
رسالة عيد الميلاد المجيد 2017 لغبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان
عشتار تيفي كوم - بطريركية السريان الكاثوليك/
إلى إخوتنا الأجلاء رؤساء الأساقفة والأساقفة الجزيلي الإحترام
وأولادنا الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات الأفاضل
وجميع أبنائنا وبناتنا المؤمنين المبارَكين بالرب
اللائذين بالكرسي البطريركي الأنطاكي في لبنان وبلاد الشرق وعالم الإنتشار
نهديكم البركة الرسولية والمحبّة والدعاء والسلام بالرب يسوع، ملتمسين لكم فيض النِّعَم والبركات:
"والكلمة صار بشراً، فسكن بيننا" (يوحنّا 1: 14)
مقدّمة
في مستهلّ رسالتنا، ونحن نتطلّع معاً نحو النور الذي شعّ في المذود في بيت لحم، لنعيّد أعجوبة الحبّ الإلهي، بتجسّد كلمة الله في أحشاء مريم البتول، يطيب لنا أن نقدّم التهاني القلبية لكم جميعاً، أيّها الإخوة والأبناء الأعزّاء في لبنان وبلاد الشرق وعالم الإنتشار، بهذا العيد المجيد، عيد انتصار النور على الظلمة، والإتّفاق على الخصام، والسلام على الحرب، والمحبّة على البغض والحقد. ومعكم نضرع إلى الطفل الإلهي، أن يفيض ميلاده العجيب بيننا بالنِّعم والخيرات والبركات، فيضيء نوره وسط ظلمات حياتنا سلاماً وبهجةً ورجاءً، وتبتهج بضيائه قلوبنا وعائلاتنا ومجتمعاتنا وأوطاننا، وبخاصة في شرقنا الغالي حيث الحروب والمآسي والنزاعات.
الميلاد: تأنّس كلمة الله
"والكلمة صار بشراً، فسكن بيننا، فرأينا مجده، مجداً من لدن الآب لابنٍ وحيد، ملؤه النعمة والحق" (يو 1: 14). بميلاد الرب يسوع المسيح، يصبح الله إنساناً، ويسكن بين البشر، ليؤلّه الإنسان. إنه الحدث الأعظم والأبهى في تاريخ البشر وتاريخ الخلاص، على حدّ تعبير يوحنّا الرسول في إنجيله.
في العهد القديم، لم تكن كلمة الله رسالةً يدركها العقل وتُوجَّه إلى البشر فحسب، بل هي حقيقة ديناميكية وقوّة تحقِّق الإنجازات التي يقصدها الله. في سفر التكوين، تمّ الخلق بالكلمة: "وقال الله ليكن... لتكن..." (تكوين 1)."لم تسقط كلمة واحدة من جميع كلمات الخير والأقوال الصالحة التي تكلّم الرب بها" (يشوع بن نون 21: 45) و (1 ملوك 8: 56).
وفي أثناء إبرام العهد في جبل سيناء، سلّم موسى الشعبَ من قِبَل الله ميثاقاً دينياً وأخلاقياً يتلخّص في "عشر كلمات" هي الوصايا العشر (خروج 20: 1-17) و (تثنية 5: 6-22). وهذا التصريح بوحدانية الله، المقترن بإعلان مطالبه الأساسية، شكّل أحد العناصر الأساسية التي أتاحت لإسرائيل أن يدرك أنّ "الله يتكلّم".
"فلمّا تمّ ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولوداً لامرأة، مولوداً في حكم الشريعة، ليفتدي الذين هم في حكم الشريعة، فننال التبنّي" (غلا 4: 4-5). في سرّ التجسّد، ميلاد الطفل الأعجوبة يسوع الذي تمّ في "ملء الزمان"، تحقّق الخلاص والفداء للبشر أجمعين، فكلمة الله صار بشراً، وأشرق مجد الله، وحلّ السلام على الأرض، واستقرّ الرجاء في القلوب، وحظي البشر بنعمة البنوّة لله.
وبميلاده انبلج النور الإلهي في ظلمة العالم، ووهب الحياة للبشرية من خلال البشرى التي أعلنها الملاك لرعاة بيت لحم، حيث سُمعت أناشيد ليتورجية السماء التي تَردّد صداها في ليتورجية الأرض. أُحصي ابن الله في سجلات البشر، لكي يُحصي جميع الناس المؤمنين به في سجلّ الخلاص الأبدي. وُلد في بساطة المذود وفقره، ليؤسّس في العالم نهج التواضع والبساطة والغنى بالله.
يجود آباؤنا السريان في تأمّلهم ميلاد الكلمة الإلهي: «ܫܽܘܒܚܳܐ ܠܗܰܘ ܩܳܠܳܐ ܕܰܗܘܳܐ ܓܽܘܫܡܳܐ܆ ܘܰܠܡܶܠܰܬ ܪܳܡܳܐ ܕܰܗܘܳܐ ܦܰܓ̣ܪܳܐ»، وترجمته: "المجد لذاك الصوتالذي أضحى جسماً، ولكلمة العليّ الذي صار جسداً".
الميلاد تبادُلٌ عجيبٌ بين الله الكلمة والبشر
في الميلاد، يصبح الإله المتجسّد بشراً، يهبنا ألوهيته، ونحن بشخص مريم ويوسف نبادله بشريتنا. وهبَتْه الأرض مغارة، وهو منحها كنيسةً ومائدة خلاص. الأمبراطورية الرومانية أعدّت له شعباً محصيّاً وأرضاً موحَّدة وسلاماً شاملاً، وهو أعطاها مملكةً سماويةً تهب ممالك الأرض سيادة الحق وكرامة العدل وقدسية الإنسان. قدّم له الرعاة حملاً من ماشيتهم، وهو وهبنا ذاته حملاً فصحياً. المجوس قدّموا له رموزاً، وهو منحنا النبوءة والكهنوت والملوكية. وفي الخلاصة إنّ "الإله صار إنساناً ليؤلّه الإنسان"، على حدّ تعبير القديس أمبروسيوس. والقديس البابا لاون الكبير يشير إلى أنّ "الإبن الوحيد ولدَنا بميلاده أبناءً لله، فلم يعُد كلّ واحدٍ منّا فقط من نسل أبيه بحسب الجسد، بل أيضاً وخاصّةً من نسل المخلِّص الذي صار بشراً".
لقد وُلد الطفل الإلهي يسوع من مريم البتول، التي حبلت به بقوّة الروح القدس، وهو سيخلّص الجنس البشري: "وُلد لكم اليوم مخلّص في مدينة داود، وهو المسيح الرب" (لو 2: 11). وأنشد الملائكة لتحقيق مجد الله المكتوم منذ الدهور، والرجاء في قلوب البشر، والسلام على الأرض. المسيح المولود هو المخلّص الوحيد، ورجاء الشعوب، وسلام القلوب والأمم.
وها هو القديس مار يعقوب السروجي يعبّر عن تجسّد كلمة الله الذي صار بشراً، فيقول: «ܫܽܘܒܚܳܐ ܠܰܐܒܳܐ ܕܫܰܕܰܪ ܡܶܠܬܶܗ ܘܰܗܘܳܐ ܒܶܣܪܳܐ܆ ܘܣܶܓܕܬܳܐ ܠܰܒܪܳܐ ܕܠܳܐ ܡܶܣܬܰܝܰܟ ܘܐܽܘܪܝܳܐ ܣܰܝܟܶܗ܆ ܬܰܘܕܺܝ ܠܪܽܘܚܳܐ ܕܰܒܦܽܘܡ ܥܺܝܪ̈ܶܐ ܫܽܘܒܚܳܐ ܐܰܙܺܝܥ܆ ܘܰܩܥܰܘ ܘܶܐܡܰܪܘ ܫܽܘܒܚܳܐ ܒܪܰܘܡܳܐ ܫܠܳܡܳܐ ܒܥܽܘܡܩܳܐ».وترجمته: "المجد للآب الذي أرسل كلمته فصار بشراً، السجود للإبن الذي لا يُحَدّ وقد حدّه المذود، الشكر للروح الذي حرّك المجد بفم الملائكة، فهتفوا قائلين المجد في العلى والسلام في العمق".
الميلاد إدراكٌ لمحبّة الله الكلمة للبشرية
الكلمة صار بشراً، لكي ندرك محبّة الله، فبالميلاد ظهرت لنا محبّة الله الذي يريدنا أن نحيا بكلمته المتجسّد، وبه نصبح أبناءً لله، وإخوةً بعضنا لبعض، إذ أراد أنّ المؤمن به لا يهلك، بل ينال الحياة الأبدية (يو3: 16). شاء الله أن يجعلنا شركاء في طبيعته الإلهية، ابن الله صار ابن الإنسان، بحيث أنّ "الإنسان، بدخوله في شركة مع الكلمة – الإبن، يصبح ابن الله"، بحسب تعبير القديس إيريناوس. و"ابن الله صار إنساناً لكي نستطيع أن نصبح الله"، كما يقول القديس أثناسيوس. والقديس توما الأكويني يقول: "أصبح الله إنساناً لكي يجعل البشر آلهة".
وُلد يسوع إنساناً، آخذاً الطبيعة البشرية وهو الإله، في البساطة والفقر، في مذود حقير وعائلة فقيرة، وكان الرعاة أوّل شهود هذا الحدث العظيم. فيسوع الطفل هو المثال الحقيقي والقدوة ومنبع كلّ غنى. في الميلاد، خالقُ الإنسان يصبح إنساناً مولوداً من عذراء، نحن أصبحنا شركاء في ألوهية المسيح الذي واضع نفسه ليشاركنا في بشريتنا (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية 526).
الطفل الإلهي هو المخلّص المولود، كلمة الله، الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس الذي "صار بشراً وسكن بيننا" (يو1: 14). إنه "الإبن الذي كلّمنا به الله في آخر الأيّام، والذي به أنشأ العالمين وجعله وارثاً لكلّ شيء. وهو شعاع مجد الله، وصورة جوهره، وضابط الكلّ بكلمة قدرته" (عبرا 1: 1-3).
في قانون الإيمان نردّد: "من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا، نزل (يسوع المسيح ابن الله الوحيد) من السماء وتجسّد من الروح القدس ومن مريم العذراء وصار إنساناً". هدف الرب يسوع أن يخلّصنا مصالحاً إيّانا مع الله، الذي أحبّنا، فأرسل ابنه كفّارةً عن خطايانا.
هذا كلّه دفع برعاة بيت لحم أن يغادروا المغارة عائدين إلى حقولهم ومواشيهم "وهم يمجّدون الله ويسبّحونه على كلّ ما سمعوا ورأوا كما قيل لهم من الملاك" (لو2: 20). لقد منحهم الله – الكلمة الذي صار جسداً معنىً لوجودهم وحياتهم، فبدون الله الكلمة لا معنى ولا جدوى للحياة.
صدى الميلاد في عالمنا اليوم
وُلد المسيح في مذود ليخلّص العالم، تواضع الخالق ليعلّمنا التواضع والبساطة، ولكن حين ننظر إلى الأحداث المفجعة حولنا، وما تمرّ به أوطاننا الحبيبة في لبنان وسوريا، مروراً بالعراق والأراضي المقدسة ومصر، نجد أنّ الرجاء قد غاب عن العديد من الأفراد والشعوب في عالمنا اليوم. فالحروب والدمار تعمّ منطقتنا، ولا يبقى لنا سوى الرجاء في السلام الآتي مع ملك السلام، السلام الحقيقي، السلام لشعوبنا وبلداننا. ونصلّي كي تعرف أرضنا الأمن شرطاً أساسياً لتقدُّم لشعوبها، فتتوقّف الحروب والصراعات التي تعصف بها منذ عشرات السنوات، وتعرف أوطاننا الأمان وشعوبنا الطمأنينة، ونعيش مع إخوتنا وشركائنا في الأوطان بالألفة والمحبّة التي جاء ملك السلام ربّنا يسوع المسيح مبشّراً بها، في كنف حكّام عادلين أمناء على مصالح شعوبهم، غير مرتهَنين لسياساتٍ ومشاريع لا تجلب سوى الدمار وعدم الإستقرار.
إنّ وطننا الغالي لبنان لا يزال يرزح تحت وطأة أوضاعٍ اقتصاديةٍ متردّيةٍ تثقل كاهل المواطنين اللبنانيين، إضافةً إلى العبء المتفاقم بسبب وجود نحو مليوني نازح على أرضه، لكنّنا نرى في هذه الظلمة فسحةَ أملٍ تضيء لنا للمستقبل كالنجمة التي أضاءت طريق المجوس نحو الرب يسوع. فوطننا تحرّر في الصيف المنصرم بقوّة جيشه البطل من الإرهابيين الذين كانوا يحتلّون جزءاً من أرضه ويتعدّون على سيادته ويثيرون الرعب في نفوس المواطنين. كما أنّ توحُّد اللبنانيين خلف رئيس الجمهورية وتخطّيهم الأزمة الأخيرة أثبت مرةً جديدةً أنّ وطننا رسالة، رسالة حرّية وتعدّدية للشرق والغرب، ونحن نطالب القيّمين على شؤون الوطن ألا ينسوا أنّ هذه الرسالة التي يشكّلها لبنان تبقى ناقصةً ما دام المكّون السرياني الشريك في تأسيس هذا الوطن مهمّش الحقوق، ومستبعَداً من تمثيله في الندوة البرلمانية والوزارة، وغير ممثَّلٍ كما يجب في الإدارات الرسمية ووظائف الفئة الأولى، وهو الزاخر بالطاقات الخيّرة والمستحقّة من شبابه وشابّاته المؤمنين بلبنان والملتزمين صون حقوقه والدفاع عن استقلاله وحرّيته.
أمّا سوريا الجريحة، ولأنّ الميلاد زمن الرجاء والأمل، نصلّي كما صلّينا ودعونا في السنوات السابقة كي يتوقّف العابثون بمواطنيها وأرضها وحضارتها عن بثّ الكراهية وتأليب المتآمرين على أمنها واستقرارها. لقد قُتل الآلاف وتهجّر الملايين، وتهدّمت البُنى التحتية بفعل الصراعات المجرمة التي تستمرّ منذ العام 2011. وإنّنا إذ نهنّئ الشعب السوري وحكومته بالإنجازات التي تمّت، في دحر الإرهابيين وتوحيد البلاد وإحلال الأمن في المناطق المحرَّرة، نضرع إلى الرب لتثمر الجهود الخيّرة التي تُبذَل، وتصل المؤتمرات واللقاءات التي تُعقَد، إلى إنهاء الحرب وإعادة الوحدة إلى الشعب السوري الحبيب التوّاق إلى السلام والأمان وإعادة البناء في الحجر والبشر، لتولد سوريا واحدة لجميع السوريين.
وإلى العراق الحبيب، نتوجّه في عيد ميلاد الربّ يسوع، ونحن نرى أرض الرافدين وقد تحرّرت من التنظيمات الإرهابية، فنفرح ونحن نسمع أجراس كنائسنا في سهل نينوى وإقليم كوردستان وكلّ العراق، مبشّرةً بولادة المخلّص وبخلاصها من التكفيريين والمجرمين. إنّنا ندعو الحكومة المركزية وحكومة الإقليم والمجتمع الدولي إلى إرساء الأمن والسلام في العراق، وإلى العمل الجدّي لتشجيع من هاجر ونزح كي يعود إلى أرض الآباء والأجداد، حراً، آمناً، محترماً، في وطنٍ متّحدٍ، وتحت رعاية الدولة وسلطتها.
وإلى الأراضي المقدسة، نتوجّه مصلّين إلى طفل السلام كي يحلّ السلام في أرض السلام، خاصةً في ظلّ التطوّرات الأخيرة، سائلين الرب ألا تؤدّي إلى مزيد من المآسي والويلات بحق أبنائنا الموجودين في الأراضي المقدسة. فبالحكمة والتروّي تبقى القدس مدينةً للسلام والبناء لا مدينةً للحرب والدمار.
وإلى مصر، نسأل الرب يسوع أن ينشر أمنه وسلامه في ربوعها، وأن يحيا مواطنوها بالمحبّة والوئام، ويتعاضدوا من أجل ازدهار وطنهم، مهما اختلفت انتماءاتهم وتوجّهاتهم.
وإنّنا نجدّد المطالبة بالإفراج عن جميع المخطوفين، من رجال دين ومدنيين وعسكريين، وبخاصة مطراني حلب مار غريغوريوس يوحنّا ابراهيم وبولس اليازجي، والكهنة باولو داللوليو، واسحق محفوض، وميشال كيّال. كما نضرع إلى الطفل الإلهي أن يتغمّد جميع الشهداء برحمته الواسعة، ويمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل، ويعزّي كلّ مفجوعٍ بفقد عزيز.
قلوبنا وأفكارنا تتوجّه بصورة خاصة إلى أبنائنا الذين يكابدون آلام الإقتلاع والنزوح والهجرة، من العراق وسوريا، إلى لبنان والأردن وتركيا، وإلى ما وراء البحار والمحيطات، مؤكّدين لهم تضامننا الأبوي واستعدادنا الدائم لتأمين حاجاتهم ومساعدتهم بكلّ الإمكانات المتاحة.
وها هو قداسة البابا فرنسيسيشدّد في رسالته لمناسبة اليوم العالمي للسلام للعام 2018، بعنوان "مهاجرون ولاجئون: رجال ونساء يبحثون عن السلام"، على ضرورة "أن نعانق بروحٍ من الرحمة جميعَ الأشخاص الهاربين من الحروب والمجاعات، ومن يُرغَمون على ترك أرضهم بسبب التمييز والإضطهادات والفقر".
وإنّنا نتوجّه بشكلٍ خاص إلى العائلات التي تعاني الحزن لفقدان أحد أفرادها،وجميع الذين يغيب عنهم فرح العيد، من فقراء ومعوَزين ومهمَّشين ومستضعَفين، سائلين لهم فيض النِّعَم والبركات والتعزيات السماوية.
ويسرّنا أن نتوجّه بأطيب التهاني الأبوية بمناسبة عيد ميلاد ربّنا يسوع المسيح بالجسد إلى جميع إخوتنا وأبنائنا وبناتنا السريان في لبنان وسوريا والعراق والأراضي المقدّسة والأردن ومصر وتركيا وأوروبا وأميركا وأستراليا. نحثّهم جميعاً على التمسّك بالإيمان بالرب يسوع، والتعلّق بكنيستهم وأوطانهم والإخلاص لها، حتى يكونوا على الدوام شهوداً لنور الميلاد وسلامه أينما حلّوا.
حدثان هامّان ينتظران كنيستنا السريانية الكاثوليكية في العام المقبل 2018
ستعقد كنيستنا السريانية اللقاء العالمي الأوّل للشباب السرياني الكاثوليكي، وهو لقاء يجمع الشبّان والشابّات من كنيستنا السريانية في جميع الأبرشيات والرعايا والإرساليات في العالم، بعنوان "تعالَ وانظر"، وذلك في لبنان، في الفترة الممتدّة من 17 حتّى 22 تمّوز 2018.
إنّنا نشجّع جميع أبنائنا وبناتنا من عمر 18 حتّى 35 سنة من جميع أنحاء العالم، على المشاركة في هذا اللقاء التاريخي الأوّل من نوعه، فيتعرّفوا على بعضهم وعلى كنيستهم السريانية ولغتها وتراثها، ويتبادلوا خبرات عيش إيمانهم بالرب يسوع، كلّ واحدٍ بحسب بيئته ومجتمعه. وسنرسل كلّ التفاصيل والمعلومات الضرورية بخصوص هذا اللقاء إلى جميع الأبرشيات والرعايا والإرساليات.
ستُحيي كنيستنا السريانية اليوبيل الذهبي لرقاد المثلّث الرحمات البطريرك الكردينال مار اغناطيوس جبرائيل الأوّل تبّوني (1968 – 2018)، في مؤتمر خاص يُعقد في لبنان يومي 28 و29 تمّوز 2018، تكريماً لهذه الشخصية الفذّة التي لعبت دوراً بارزاً في التاريخ الحديث لكنيستنا.
خاتمة
أيّها الرب يسوع، الله – الكلمة، يا من صرتَ جسداً، فسكنتَ بين البشر، وانتسبتَ إلى الأسرة البشرية، وتضامنتَ مع كلّ إنسانٍ، مشاركاً إيّاه في قوّته وضعفه، فتُضحي له الفادي والمخلّص. لقد حقّقتَ الوعود الإلهية بالخلاص، وأظهرتَ لنا أنّ حياة الإنسان مسيرة قداسةٍ نحو الله، مهما كانت ظروف حياته.
أنرْ أيّها المسيح، الطفل الإلهي الذي ولدَتْه البتول عجباً، تاريخَ الشعوب والثقافات، لتهتدي بنورك إلى الحقيقة والعدالة والمحبّة، فيحيا الناس في شركةٍ مع الله، ويتضامنوا فيما بينهم، ويبنوا عالماً يعمّه السلام والأمان والمحبّة. فيهتف الجميع ملء الفم والقلب والروح:
وُلِدَ المسيح! هللويا!
وفي الختام، نمنحكم أيّها الإخوة والأبناء والبنات الروحيون الأعزّاء، بركتنا الرسولية عربون محبّتنا الأبوية. ولتشملكم جميعاً نعمة الثالوث الأقدس وبركته: الآب والإبن والروح القدس، الإله الواحد، آمين.
كلّ عام وأنتم بألف خير.
صدر عن كرسينا البطريركي في بيروت -لبنان
في اليوم الحادي والعشرين من شهر كانون الأوّل سنة 2017،
وهي السنة التاسعة لبطريركيتنا
اغناطيوس يوسف الثالث يونان
بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي
شغل البحث عن هدايا مناسبة وشجرة عيد الميلاد ومستلزمات الاحتفال باستقبال عام جديد، العراقيين عن روتينهم اليومي، وفتح أمامهم سوقا جديدة ببغداد لاقتناء ثياب بابا نويل وهداياه وغزلانه.
العرب - نُشر في 2017/12/23، العدد: 10851، ص(24)
بغداد – احتشد المئات من العراقيين في سوق بغداد الجديدة يشاهدون بابا نويل وهو يرقص مع غزلان الرنة على أنغام اختلطت فيها موسيقى أعياد الميلاد بالأغاني العراقية.
وكانت المحلات والبسطات قد بدأت منذ أسبوع تقريبا بعرض رجال بابا نويل الراقصين والعازفين على الساكسيفون، لجذب المارة والساعين إلى التغيير وكسر الروتين.
وأخذت أسواق الميلاد بالازدهار في العاصمة العراقية بغداد، على وجه الخصوص، منذ أواخر شهر نوفمبر الماضي، وإلى حد الآن تواصل بيع أشجار الصنوبر الصناعية، وزينتها ونشراتها الضوئية بمختلف أشكالها، مع إقبال عراقي كبير على هذه المنتوجات.
وبحسب موقع سبوتنيك عربي الإلكتروني، علق أصحاب البسطات قرب محل “فالح أبوالعمبة” الشهير صاحب أطول سلسلة مطاعم شعبية في العراق ببغداد تحديدا، لبيع “الفلافل”، ثياب بابا نويل بأحجام صغيرة مخصصة للأطفال والفتيات، وأخرى كبيرة من لحى بيضاء بشعر كيرلي مموج.
وتختلف أسعار الأشجار والزينة حسب الأنواع والأحجام، على الرغم من أنها لا تكاد تختلف من محل إلى آخر إلا في التسعيرة، وغالبا ما يشتريها أصحاب المطاعم والأفران والشركات لتزيين واجهات مدخل محلاتهم، ومنها أشجار عملاقة نصبت في مولات النخيل، وزيونة، والمنصور، وبغداد، مع أضواء ساحرة.
كما أن المحلات تعرض الزينة المتكونة من الكرات الذهبية، والبلورية، والثلجية من الفلين والمعدن، بالإضافة إلى كيس يحوي خليطا من الكرات وصناديق هدايا وهمية مغلفة بأناقة، مع غزلان رنة بيضاء، وبابا نويل من الحجم الصغير وعيدان السكاكر الملوية، وغيرها من مختلف أشكال الجمال، وكلها تعرض بأسعار تناسب العائلات العراقية، ولا سيما أزياء بابا نويل المخصصة للأطفال.
وأهملت أغلب العراقيات أمور تسوق المواد الغذائية والحاجيات اليومية للطبخ، وركضن خلف شراء شجرة الميلاد وكل مستلزماتها قبل نفادها من السوق، أمام كثرة الإقبال عليها في هذا الوقت بالذات.
ويشهد العراق في الوقت الحالي بعد تحرره بالكامل من كل بقايا وجود تنظيم داعش الإرهابي، مرحلة جديدة مليئة بالأمل والسعي إلى الأفضل وتعويض ما فقد في السابق، من خلال الإعمار والتعايش السلمي والتمتع بالحياة دون مخاوف أو رعب يحيط بالعائلات التي حرصت على التجول والحضور في كل مكان أو مركز تسوّق جديد يفتح، أو فعالية أو مهرجان وحفل يقام.
وتجدر الإشارة إلى أن الإدارة المحلية في محافظة كركوك قررت تعطيل الدوام الرسمي في الدوائر الحكومية كافة الاثنين المقبل بمناسبة أعياد الميلاد، ويُتوقع أن يحيي المسيحيون احتفالاتهم بهذه المناسبة.
ويشارك الكثير من سكان كركوك ولا سيما المسيحيين منهم في أعياد الميلاد أسوة بباقي الشعوب في المنطقة في كل عام إيذانا باستقبال العام الجديد.
ويتوقع أن تعلن الحكومة العراقية في وقت لاحق اعتبار الاثنين يوم عطلة بمناسبة رأس السنة، مثلما يتوقع أن تقدم حكومة كردستان على قرار مماثل.
ولم تعد الاحتفالات بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية مقتصرة على المسيحيين في العراق وكردستان بل تشمل أيضا قطاعا واسعا من المسلمين.
بغديدا لملمت جراحها ليلة الميلاد وخرج شعبها الطيب الى الكنائس السبع الغير مكتملة البناء ( المحترقة والمدمرة جزئيا ) الى ليلة الميلاد بشعبها الذي تجاوز العشرون الفا ليهللوا بميلاد الرب الفادي يسوع .. واوقدوا الشعلة.. وتجاوزوا الخوف من الارهاب الذي دام اكثر من ثلاث سنوات هجر اهلها المسالمين الى مختلف الديار ..
وعلى الرغم من السواد الذي لف كنيسة الطاهرة الكبرى من داخلها اقام المطران بطرس موشي قداسا احتفاليا بحضور ممثل رئيس الوزراء العبادي .السيد علي العلاق ومحافظ نينوى نوفل العاكوب ونائب وزير الهجرة وشخصيات رسمية عراقية وجمع من المؤمنين امتلأت بهم الكنيسة ..والقى العلاق كلمة دعى فيها المسيحيين للثبات في ارضهم ونقل لهم تقدير العبادي للشعب المسيحي . والقى العاكوب كلمة ايضا اثرى فيها بمكانة المسيحيين في الموصل التي لن تكتمل الا بوجودهم على ارضهم ..وفي موعظته اكد المطران موشي على وجوب احترام شعبنا رسميا وشعبيا .. والعمل على ايجاد الصيغ المناسبة لمنحنا السلام للاستقرار الحقيقي .. وهكذا كانت مراسيم قداس العيد تؤذن للمسيحيين بانهم موجودين هنا في ارضهم وحضارتهم العتيدة .. هذا وكانت عشتار هناك تشارك شعبها فرحته وسجلت القداس كاملا واجرت لقاءات مختلفة مع المسؤولين والمؤمنين .
تحت وطأة المخاطر والحروب.. 700 ألف مسيحي غادروا العراق حتى الآن
عشتارتيفي كوم- رووداو/
أعلنت النائبة المسيحية في برلمان كوردستان، وحيدة ياقو، إعداد تقرير لتقديمه إلى بابا الفاتيكان بشأن تناقص أعداد المسيحيين في العراق، مشيرةً فيه إلى أن "من الـ800 ألف مسيحي كانوا يعيشون في المحافظات العراقية لم يبق منهم سوى 100 ألف مسيحي، حيث غادر البقية البلاد مهاجرين إلى الخارج".
وقالت ياقو لشبكة رووداو الإعلامية إنها أعدت "قبل شهرين من الآن تقريراً عن أوضاع المسيحيين في العراق، وأسعى الآن لإيصاله في رسالة إلى بابا الفاتيكان".
وجاء في التقرير أن عدد المسحيين في العراق كان يبلغ مليوناً و500 ألف شخص عام 1981؛ 800 ألف منهم في المحافظات العراقية و700 ألف في محافظات إقليم كوردستان، في حين أنه لم يبق من المسيحيين في العراق الآن سوى 100 ألف، وفي إقليم كوردستان بقي 300 ألف مسيحي، ما يعني تناقص عدد المسيحيين من 1.5 مليون إلى 400 ألف فقط.
وأشارت ياقو إلى أنه بعد عام 2003، تعرضت نحو 60 كنيسة للتفجير أو الهدم، فيما أغلقت 12 كنيسة أبوابها في العاصمة العراقية بغداد، إثر تزايد ظاهرة هجرة المسيحيين.
وعن الأوضاع في العاصمة العراقية، أفاد التقرير بأن "بغداد كانت منطقة تاريخية بالغة الأهمية للمسيحيين، ولكن حتى قبل ظهور داعش كانت هناك مخاطر كثيرة على المسيحيين، فقد استهدفت العديد من الهجمات الإرهابية كنائس بغداد وفُجرت 60 منها، لذا هاجر عدد كبير من المسيحيين، وبعد ظهور داعش ومن ثم الحشد الشعبي، تفاقمت أوضاع المسيحيين سوءاً، وأغلقت 12 كنيسة، وبسبب قلة أعداد المسيحيين لا تؤدى الصلاة سوى في كنيسة واحدة ببغداد".
نظام الكوتا المعمول به في برلماني كوردستان والعراق يضمن للمسيحيين مقاعد في البرلمانيين، حيث يملك المسيحيون 5 مقاعد في برلمان العراق و6 مقاعد في برلمان كوردستان.
عدد كبير من المسيحيون كانوا يعيشون في مناطق سهل نينوى، وحينما احتاج داعش تلك المناطق، وُضِعوا أمام خيارين؛ أما دفع الجزية أو مغادرة منازلهم، فأجبروا باختيار الأخير على مضض.
وأشارت وحيدة التي زارت المسيحيين بعد عودتهم إلى مناطقهم المحررة في سهل نينوى والموصل إلى أن "أوضاع المسيحيين داخل مدينة الموصل وسهل نينوى هي الأسوء على الإطلاق، كما أن داعش دمر جميع المناطق الأثرية والدينية".
وتابعت أن "أغلب مناطق سهل نينوى الآن وقعت بيد الحشد الشعبي، لقد تم تحرير تلكيف والحمدانية وقرقوش من داعش منذ عام وشهرين، ولكن لا يزال أهلها نازحين وغير قادرين على العودة".