فى صلاة السيد المسيح " يا أبتاه إن شئت أن تجيز عنى هذه الكأس ولكن لتكن لا إرادتى بل إرادتك " (مر 14 : 36 ) (لو 22 : 42).
هل أراد السيد المسيح أن يتجنب موت الصليب؟
لا أحد يستطيع أن يستنتج أن السيد المسيح بكلماته هذه كان يرغب بشده فى تجنب الموت للأسباب الآتية :
1 - لكى يخدع الشيطان جاذبا إياه حتى الصليب . فإن خطة التدبير الإلهى تسير طبيعية والشيطان مازال غير متأكد إن كان السيد المسيح هو فى النهاية ابن الله أو ابن الإنسان.
2- عندما جاء الجمع للقبض عليه هو بنفسه اقترب منهم أولاً قائلاً " من تطلبون " فقال لهم " أنا هو ".
3 - لو أراد تجنب الموت كان ممكناً أن يختفى ويترك هؤلاء الذين جاءوا للقبض عليه ساقطين على الأرضويهرب بعد أن فاجأهم وقال لهم " أنا هو " (يو18 :5).
4- أو كان ممكناً أن يميتهم فى الحال وقال لبطرس " أتظن أنى لا أستطيع الآن أن أطلب أبى فيقدم لى أكثر من اثنتى عشر جيشاً من الملائكة . (مت 26 : 53).
5- السيد المسيح كان على علم بكل ما سوف يحدث له . كان ممكناً أن يتجنبالجمع الذى جاء للقبض عليه إلا أنه ظل موجوداً فى البستان منتظراً قدومهم لكى يسهل عليهم الهدف الذى جاءوا من أجله وهو القبض عليه ومن ناحية أخرى يظهر لنا شجاعة نادرة نتحذى بها أمام الموت.
6- بعد ما طوب السيد المسيح تلميذه بطرس على إيمانه وبخه بعد ذلك بشدة لانالتلميذ حاول أن يثنيه عن الآلام (مت 16 : 15 - 23).
7- إذا كان الأنبياء أمثال ( داود - إشعياء - زكريا) قد رأوا مسبقاً أحداث آلام السيد المسيح وتحدثوا عنها فى أسفار العهد القديم وعرفوا أنها ستحدث فى ملء الزمان فهل يعقل أن السيد الذى أرسل هؤلاء الأنبياء لا يعرف آلامه؟
8 - تحدث السيد المسيح بنفسه عن هذه الآلام قبل أن يصعد إلى أورشليم فيما يخص آلامه قائلاً " ابن الإنسان يسلم إلى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت ويسلمونه إلى الأمم لكى يهزأوا به ويجلده ويصلبوه وفى اليوم الثالث يقوم " (مت 20 : 18 - 19).
9- ويقول قداسة البابا شنودة ( كان السيد المسيح قبل صلبه يحدث تلاميذه عن قيامته (مت 16: 21).
فاالذى يعرف أنه سيقوم ويعرف موعد قيامته هل يخاف من الموت.
10 - ( إن الملحدين يخافون الموت لأنه نهاية حياتهم أما المسيح فيفرح به لأنه سيبيد الموت ويقوم مخلصاً البشرية كلها ) ويقول السيد المسيح (ولأجل هذا أتيت ) (يو 12: 27).
11 - ومن جهة موته بإرادته فيقول رب المجد " لأنى أضع نفسى لآخذها أيضاً . ليس أحد يأخذها منى بل أضعها أنا من ذاتى . لى سلطان أن أضعها ولى سلطان أن آخذها أيضاً " (يو 10 : 17 - 18).
هنا يؤكد أنه له وحده له سلطان على نفسه.
عن كتاب
سبعة أيام لن تنساها البشرية جـ2
للشماس ناصف لويس