أبوة الخادم – الخدمة روح أبوة وأمومة

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
  • [ لأنه وإن كان لكم ربوات من المُرشدين في المسيح لكن ليس آباء كثيرون، لأني أنا ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل ] (1كورنثوس 4: 15)
  • [ يا أولادي الذين أتمخض بكم أيضاً إلى أن يتصور المسيح فيكم ] (غلاطية 4: 19)
  • [ كنا مترفقين في وسطكم كما تُربي المرضعة أولادها، هكذا إذ كنا حانَّين إليكم كنا نرضى أن نعطيكم لا إنجيل الله فقط بل أنفسنا أيضاً، لأنكم صرتم محبوبين إلينا ] (1تسالونيكي 2: 7، 8)
الخادم (أو الخادمة) المؤتمن على الخدمة في الكنيسة وعلى الأخص لو كانت خدمة الأطفال (وطبعاً الكبار أيضاً) لابد من أن يحمل روح الأبوة في داخله من الله، لأن حينما يُعلن الخادم عن أبوة الله للمخدوم، فلابد من أن تنبع من داخله كقوة ممنوحة له من الله تحمل في داخلها قوة الله، لكي لا يكون كلامه لفظي بل فعل إلهي يشع منه، لأن الأبوة ليست كلام ولا ألفاظ ولا عظات ولا مُسميات، بل قوة تشع من الداخل، قوة تم استلامها من رب المجد يسوع المسيح شخصياً كهبة وعطية من الروح القدس...
فمن هو الأب الروحي الحقيقي: الأب الروحي الحقيقي الذي من الله، هو الذي يفتدي أولاده بحياته باذلاً نفسه من أجلهم حتى الموت، والأبوة الحقيقية بهذه الصورة نراها قوية ساطعة في أبوة الله لنا إذ بذل ذاته في ابنه حتى الموت موت الصليب وافتدانا من الموت لنحيا له !

والمسيح الرب نفسه سلمنا روح الأبوة في شخصه الحي، إذ بذل نفسه وأخلى ذاته واحتمل الآلام وأطاع حتى الموت موت الصليب، لكي يفدينا من الموت ويحضرنا أمام أبيه أحياء وبلا لوم فيه، وبذلك أظهر نحونا روح أبوة الآب الحقيقية، ثم أعطانا جسده ودمه وروحه لكي نأخذ عيَّنة هذه الأبوة في هذا البذل وقوة الحب القادر أن يجعلنا آباء نحتمل الآلام حتى الموت من أجل الآخرين أيضاً كما صنع هو تماماً من أجلنا، إذ أطاع الآب الذي بذله إلى الموت موت الصليب ....

  • وبهذا صار لنا في المسيح الرب إمكانية الأبوة، لا كأنها بقدراتنا الشخصية ولا بإرادتنا أو تقوانا، ولكن بقوة من مات وقام من أجلنا ووهبنا روح البنوة التي بها نقول أبا أيها الآب بالروح، ولكي نصير بدورنا آباء لأبناء نخدمهم بنفس ذات الروح ...

والخادم الحقيقي يُسلم روح البنوة لمن يخدمهم معلناً لهم أن الله أباً لهم، بإشراق روح الأبوة من خلاله، وبالطبع لن تظهر فيه روح الأبوة إلا لو حسب نفسه رخيصة عنده (أعمال 20: 24)، غير محسوب عند ذاته، قادراً أن يبذل نفسه بفرح بقوة المسيح الرب الذي فيه، وذلك بغرض وهدف خلاص الآخرين، لا عن شجاعة شخصية أو افتخار أو مجرد شعور أنه يؤدي خدمة عظيمة لأولاده الذين يخدمهم كأب، أو كخادم عظيم يفهم ويعرف كيف يخدم لأن عنده الخبرة والمعرفة والفهم والقدرة على الكلام أو الترتيب والنظام، أو له المقدرة على ابتكار الدروس وتنوعها أو له القدرة على التفكير بمنطق وله كل المعرفة والدراسات الوافية، أو له فكر فلسفي عميق، أو عنده قدرة بالغة على التأمل، أو شديد الجاذبية من جهة شخصيته أو لأنه كبير في السن وعنده أولاد رباهم، أو بسبب أن له خبرة في الحياة لا يُستهان بها... الخ ...

+ الخادم له أن يعيش بما أخذ من الله (بدون زيادة أو نُقصان) مقدماً خدمة لمن ائتمنه الله على خدمتهم بكل حنان الأبوة الحانية، ناسياً ما هو لذاته وكرامته الشخصية، ذاكراً فقط ضرورة خلاصهم، فكل إنسان في المسيح يسوع دخل في السيرة الروحانية وتأصل في معرفة الله وحياة التوبة، يصير في المسيح أباً رحيماً لا بكبرياء الأبوة الكاذبة المصطنعة التي حسب كبرياء الناس، بل برفق وحنان ورحمة ورأفة ربنا يسوع [ كنا مترفقين في وسطكم كما تُربي المرضعة أولادها، هكذا كنا حانَّين إليكم ] (1تسالونيكي 2: 7و 8)

  • يا إخوتي الخُدام والخادمات لا تقدموا للأطفال أو حتى لأي شخص ما، ألفاظاً وكلمات مجردة من روحها فيكم، فأن أردتم أن تسلموا الأولاد - أو أياً من تخدموه - أبوة الله، سلموها من خبراتكم الروحية الأصيلة بالروح والحق الذي فيكم، لأنكم أن لم تسمحوا لأبوة الله أن تشع منكم فستصير خدمتكم عبارة عن ألفاظ وكلام خارج من الفم وليس فيها روح ولا حياة، أو تصير أبوة من ناحية عاطفة الجسد، وتصير نظرية روحية تتغير وفق الأحوال التي نراها أو حالتنا النفسية المتقلبة، وربما نبحث عن ألفاظاً جديدة لكي نوصل للأولاد فكرة نُريد أن تُستحوذ عليهم، وهذا خطيراً للغاية، لأننا لا نبحث عن ألفاظ وكلمات لنقدم من خلالها تعاليم تخصنا حسب مفهومنا التربوي والنفسي، بل هؤلاء المخدومين أولاداً لله ائتمنا على خدمتهم لنُقدم لهم الله وفق ما يراه الله فقط، وليس حسب ما نراه نحن مما تعلمناه من أصول تربوية ونفسيه وما اكتسبناه من خبرة في القدرة على الكلام والتعبيرات اللفظية واللاهوتية...
فالخادم الصادق هو الذي تلقى من الله مباشرة لوح المعرفة الروحية المنقوش بإصبع الله، أي بفعل الاستنارة في أعماق قلبه من الداخل، ومن المستحيل أن يكون هناك خادم يحمل روح الأبوة نقلاً عن الآخرين، بل يتكلم مما رأى وأحس به في نفسه بنور الله وليس من فكره الخاص:

  • والخادم إن أراد أن يكون أداة مُصالحة مع الآخرين، فلابد أن يكون هو أولاً قد تصالح مع الله وهذا يظهر في محبته حتى للأعداء..

  • والخادم إن أراد أن يُعلِّم الآخرين أنهم أبناء الله بروح الأبوة، فلابد أن يكون هو أولاً يعيش بنوته لله والأبوة تُشع منه تلقائياً دون عناء..

  • والخادم أن أراد أن يُعلِّم الآخرين روح التقوى والوقار ومهابة الله، فلابد أن يكون هو أولاً يعيش بروح التقوى ويهاب الله ويحترمه جداً..

  • والخادم إن أراد أن يُعلِّم طريق التوبة للآخرين، فلابد أن يكون هو أولاً تذوقها ويعيشها ومن خبراته يقدم للآخرين خبرة فرحها الحلو...
يا أحبائي الخدمة ليست كلمات ولا دروس مُنمقة وأبحاث عميقة الفكر ومتسعة المعرفة مُقدمة كمجرد دروس واجب أن نقدمها بحسب ما تعلمناه في إعداد الخدام، وليس فقط حسب ما يوجهنا له أمين الخدمة، ولا ما تقدمه لنا جامعات ومحاضرات لاهوتية عميقة في الفكر والمعنى والمضمون، وليست هي ذكاء العقل وقدرة على الابتكار أو خلق فكر جديد، بل هي ولادة وتسليم وتصوير للمسيح [ يا أولادي الذين أتمخض بكم أيضاً إلى أن يتصور المسيح فيكم ] (غلاطية 4: 19)، [ لأنني تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضاً ] (1كورنثوس 11: 23) (طبعاً هنا القديس بولس يتكلم عن الإفخارستيا، ولكن بروح التسليم لأنه لم يُسلم إلا ما هو وفق مشيئة الله وإرادته فقط وبدون زيادة ولا نُقصان بل حسب مشيئة الله وإعلانه كما هو بكل دقة)، وفي الكنيسة نقول [ من جيل إلى جيل وإلى دهر الدهور كلها آمين ]، فالخادم الأمين الصادق الحقيقي، هو من يحمل روح الأبوة والأمومة معاً وفق الآيات التي ذكرناها، ويُسلم ما استلمه بروح الإلهام وما ناله من نعمه وفق عطية الله كما هي بكل دقة بدون أن يضيف أو يحذف حسب ما يراه هوَّ ولا ما يرتاح إليه نفسياً...

فالأبوة ليست اسماً أو وظيفة ولا حتى صناعة، إنما الأبوة آلام ودموع وسهر وتعب وكدّ واحتمال المشقات، في رأفة، في تعليم، في وعظ، في وداعة، في لطف، في تحنن، في إشفاق، في قدوة فاضلة (2كورنثوس 6: 4 – 10)

  • واليوم كيف يُدعى خادم أو كاهن أو أياً من كان [ أب ] مهما ما كانت درجته واسمه أو خبرته ومعرفته وهو غير مستعد أن يبذل حياته لأجل الآخرين ؟

  • وكيف يُدعى أحد [ أباً ] وهو لا يترفق ويحنو ويشفق ويحيا بالوداعة في تواضع المحبة للآخرين ؟

  • وكيف يُدعى أحد بلقب [ خادم ] (والخادم المفروض يحمل روح الأبوة) وهو لا يستطيع أن يصفح عن الآخرين، وهو يظل يهين البعض ويطرد البعض ويحكم بلا شفقة على البعض، ويتصيد أخطاء البعض ليعزلهم، ويجمع توقيعات بالوشاية لكي يعزل ويبتر أخيه من كنيسة الله الحي، التي هي جسد المسيح الواحد، ولا يحب الخاطي الذي أحبه المسيح ومات لأجله، أو يُصلي من أجل المخدومين بنشاط وبذل ذاته ووقته ؟

  • وكيف يخدم الإنسان أن لم يحمل في قلبه التعليم الإلهي محفوراً فيه وفي ذهنه ؟

  • وكيف يخدم وهو لا يزال لا يعرف ما الذي يقدمه وفق مشيئة الله وإرادته ؟
وإذ كان لي الكثير لأكتبه وأكتب كل ما كتبه الآباء [ والذين استوحيت معظم الألفاظ والكلمات منهم ] وحسب خبرتي الصغيرة جداً، وفضلت أن أكتب هذه الكلمات القليلة في الموضوع وليس حسب نظرة الناس التي لا تُريد أن تتعلم أصول الخدمة كما سلمها لنا الآباء على مر العصور، ولمن يُريد أن يهتم فلا يقف عند هذه الكلمات بل ليُصلي ويطلب إرشاد الله وتعليمه ليحيا وفق إرادة الله وليس وفق إرادته هو لكي تكون الخدمة من الله ولله ....

والحكيم الذي له روح إفراز ليُصغي بقلبه ليسمع ما يقوله الروح لا الناس، ومكتوب [ أعطي الحكيم فرصة ليزداد ]، وليهبنا الله سر مشيئته وتعليمه الإلهي ومعرفته كما يُعلنها هو وليس وفق أفكار الناس وأحاسيسهم الخاصة وأفكارهم حتى لو كانت صحيحة جداً وجميلة للغاية وتتوافق مع أحاسيسنا ومشاعرنا وحدود معرفتنا الخاصة، ولنُصلي بعضنا من أجل بعض دائماً؛ النعمة معكم آمين
 
التعديل الأخير:

mero_engel

بنت المسيح
مشرف سابق
إنضم
18 سبتمبر 2007
المشاركات
13,193
مستوى التفاعل
262
النقاط
0
الإقامة
في حضن يسوع
موضوع رااائع
علمنا يارب ازاي نعرف نخدم ازاي نعلن ذاتك فينا
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
موضوع رااائع
علمنا يارب ازاي نعرف نخدم ازاي نعلن ذاتك فينا

آمين فآمين
ولنُصلي حتى يلهب الله قلوبنا بناره المقدسة
فنخدم اسمه حسب مسرة مشيئته آمين
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
الموضوع دا مهم جدااااااا
ورااااااائع
ميرسي كتيييييييير
ربنا يكون مع حضرتك

ومعك دائماً ويشعل قلوبنا بنار روحه القدوس
حتى نخدم اسمه العظيم بكل محبة آمين
 

mary naeem

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
15 فبراير 2010
المشاركات
9,022
مستوى التفاعل
1,237
النقاط
113
موضوع مميز جدا
ربنا يفرح قلبك
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
ويُفرح قلبك ويعطينا أن نكون بالصدق والحق خُدام له أمناء للنفس الأخير
 

candy shop

مشرفة منتدى الاسرة
مشرف سابق
إنضم
29 يناير 2007
المشاركات
50,816
مستوى التفاعل
2,027
النقاط
113
موضوع راااااااااااائع ومهم ومفيد جدا
شكرا ايمن لمجهود الاكتر من رائع
ربنا يبارك حياك وخدمتك ويوفقك فى كل شىء

 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
ربنا يسوع المسيح الحي الذي يشع نوره فينا يهبك ملء الفرح والمسره
حسب قصده مع كل أسرتك آمين
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
اتمنى من كل خادم وخادمة ينتبهوا لهذا الموضوع الهام للغاية
 

ابن يسوعنا

انا ابنك وملكك
عضو مبارك
إنضم
25 يوليو 2013
المشاركات
7,874
مستوى التفاعل
1,839
النقاط
113
موضوع مهم جداا
للخدمة وادائها
الرب يباركك يا استاذي
 

عبد يسوع المسيح

يارب أعطنى حكمة
مشرف سابق
إنضم
13 أغسطس 2009
المشاركات
2,920
مستوى التفاعل
810
النقاط
113
الإقامة
مصر
بصراحة موضوع مهم جدا وجاى فى وقته ..
طب نقول أيه للمفروض أنه خادم وفاكر أن الخدمة سلطة وبيتعامل بتعالى على مخدومينه ..
وفاكر أنه مجرد أنه أمتلك شوية معلومات أصبح من حوله جهال وضعفاء ..
وأن رأى أحدهم يخطئ فى شيئ بدل أن يصحح له بمحبة يستهزئ به ..
ومن جهة أخوته الخدام ينتفخ عليهم وكل من يخالفه الرأى يكون صاحب بدعة وهرطوقى ..
ماذا نسميه ؟؟
 

حبيب يسوع

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
15 مايو 2007
المشاركات
15,458
مستوى التفاعل
1,959
النقاط
113
كل موضوعاتك اكثر من رائعة
الرب يباركك
 

+ماريا+

نحوك اعيننا
عضو مبارك
إنضم
22 أكتوبر 2012
المشاركات
5,471
مستوى التفاعل
2,039
النقاط
113
فعلا الخادم الامين هو اللى يخدم ولاد الله بأمانه
ولا ينظر لكرامته الشخصيه
ويكون صورة للملك اللى هو خدام عنده
لأن خادم الملك صوره للملك
ويجذب المخدومين للمسيح مش لشخصه
موضوع رائع استاذى ربنا يساعدنا ان نخدمه بأمانه
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
صلوا يا إخوتي لكي ينال كل واحد روح الخدمة بالأبوة، ويمتلئ من كل حكمة الله ونوره، حتى يساعد إخوته في الجسد الواحد على أن ينمو معاً وفق مشيئة الله آمين
 

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0
موضوع وتأمل روحي شيق
ربنا يحعله سبب بركه لكثيرين
شكرا استاذنا
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
فقط لنُصلي بعضنا لأجل بعض
النعمة تكون معك دائماً آمين
 

kawasaki

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
4 مايو 2011
المشاركات
3,148
مستوى التفاعل
1,228
النقاط
113
الإقامة
القاهره
دايما يا عمو ايمن مواضيعك هادفه ومفيده
ربنا يبارك تعبك ده
 

mera22

فيك الكفايه
عضو مبارك
إنضم
24 يونيو 2009
المشاركات
4,239
مستوى التفاعل
345
النقاط
83
موضوع بجد انا استفدت منه كتير
ميرسي كتير ربنا يفرح قلبك
 
أعلى