- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 5,287
- مستوى التفاعل
- 2,724
- النقاط
- 113
.. فقد كانت بابل أكبر مركز تجاري ومالي في العالم, وكان الكهنة يديرون المصارف, وتنقل البضائع عبر النهر وفي قوارب كروية من القصب المطلي بالزفت ثم تحمل على ظهور الحمير أو الجمال أو في العربات التي تجرّها الأبقار.
كل هذا الإزدهار حصل في عهد نبوخذ نصّر الذي لم يكتف بالإنجازات العمرانية بل وسّع اهتماماته الى الشؤون الاجتماعية والدينية والفنية, وبقي اسمه في التاريخ كأحد المؤسسين البارزين. لقد بنى القصور الفخمة, وشيّد لزوجته الحدائق المعلقة التي اعتبرت إحدى عجائب الدنيا السبع. وشملت أعماله العمرانية كل بلاد بابل التي أنشأ فيها السدود. كما كان مصلحاً دينياً, نشر الثقافة البابلية في كل بلدان الشرق الأوسط, مثلما أشاع عبادة الإله مردوك رغم المنافسة الشديدة من أنصار الزرداشتية في إيران, وأنصار العقائد الأخرى.
إثر وفاة نبوخذ نصر اعتلى ابنه الضعيف العرش ومنح لليهود حرية واسعة في ممارسة طقوسهم الدينية, وحدّ من سلطة رجال الدين فثاروا عليه وعزلوه ونصّبوا مكانه أحد أقاربه الذي لم يحكم طويلاً, إذ قتله رجال الدين وعيّنوا مكانه نيونيد
(556-539 ق. م.) الذي أعاد بناء البلاد والمعابد.
بابل في عهد الإسكندر المقدوني
في أوائل القرن الخامس عشر ق. م. اندلعت حروب دامية بين الفرس الأخمينيين والإغريق, ولم تهدأ المنطقة إلا مع ظهور الإسكندر المقدوني عام 331 ق. م. فقضى على الدولة الأخمينية.
ضمّ فيليب المقدوني, والد الإسكندر, كل مقاطعات البلاد اليونانية وجزرها, ثم شنّ حملة ضد آسيا الصغرى والشرق لمحاربة الفرس. وقاد الإسكندر تلك الحملة بعد وفاة والده وبلغ سواحل آسيا الصغرى عام 334 ق. م. وفتح سواحل فينيقيا وفلسطين ثم مصر, معرّجاً على بلاد الرافدين عن طريق دير الزور وأعالي دجلة. قهر الفرس وفتح كل العراق ودخل بابل عام 331 ق. م. محترماً مجدها الآفل ومركزها الحضاري العالمي ومجدداً بنيانها ومعبدها الكبير, معيداً الاطمئنان الى أهلها ورجال الدين فيها. وحين أراد شنّ حملة على الجزيرة العربية عاد الى بابل عبر النهر ليجعل منها مركزاً رئيسياً لأعماله الحربية والإصلاحية, لكنه مرض ومات فيها. وبعد وفاته اقتسم قادته الأربعة الكبار المملكة الشاسعة, وكانت بلاد الرافدين من حصة سلوقس (312 - 281 ق. م.) مؤسس الدولة السلوقية. ومع تأسيس الدولة السلوقية تضاءل شأن بابل وهجرها معظم سكانها, وتعاقب على حكم مملكة سلوقية عدة ملوك أشهرهم انطيوخس الثالث
(223 - 187 ق. م.) الذي انتعشت في عهده الحضارة البابلية وعلم الفلك والتنجيم, لكن معظم أولئك الملوك كانوا ضعفاء ففقدوا القسم الشرقي من المملكة وبقيت بلاد الشام تحت حكمهم.
طغاة عديدون, منذ الإسكندر المقدوني الى هتلر, أعجبوا بتلك البلاد ودُهشوا بها, ففي 1942 تنبأ هتلر بأن برلين لن تكون مدينة عالمية إن لم تغدُ شبيهة بمصر الفرعونية أو ببابل أو بروما.
سحقت برلين بين 1943 و1945, لكن بابل نبوخذ نصر التي انهالت عليها ألوف اللعنات, لم تمت ميتة عنيفة. بيد أن العهد الجديد تنبأ لها بالدمار والزوال, فهل فرحت الملائكة لسقوطها؟
كانت بابل في أعين البابليين مركز العالم
الاسم مشتق، بكلمة بلبل، وسميت بهذا الاسم بحسب ما ورد في الكتاب المقدس بسبب حادثة شهيرة، عندما حاول الناس أن يصنعوا برج عال ضد إرادة الله، فبلبل الله ألسنتهم، لذلك سُمِّيت هذه المنطقة بابل.
كل هذا الإزدهار حصل في عهد نبوخذ نصّر الذي لم يكتف بالإنجازات العمرانية بل وسّع اهتماماته الى الشؤون الاجتماعية والدينية والفنية, وبقي اسمه في التاريخ كأحد المؤسسين البارزين. لقد بنى القصور الفخمة, وشيّد لزوجته الحدائق المعلقة التي اعتبرت إحدى عجائب الدنيا السبع. وشملت أعماله العمرانية كل بلاد بابل التي أنشأ فيها السدود. كما كان مصلحاً دينياً, نشر الثقافة البابلية في كل بلدان الشرق الأوسط, مثلما أشاع عبادة الإله مردوك رغم المنافسة الشديدة من أنصار الزرداشتية في إيران, وأنصار العقائد الأخرى.
إثر وفاة نبوخذ نصر اعتلى ابنه الضعيف العرش ومنح لليهود حرية واسعة في ممارسة طقوسهم الدينية, وحدّ من سلطة رجال الدين فثاروا عليه وعزلوه ونصّبوا مكانه أحد أقاربه الذي لم يحكم طويلاً, إذ قتله رجال الدين وعيّنوا مكانه نيونيد
(556-539 ق. م.) الذي أعاد بناء البلاد والمعابد.
بابل في عهد الإسكندر المقدوني
في أوائل القرن الخامس عشر ق. م. اندلعت حروب دامية بين الفرس الأخمينيين والإغريق, ولم تهدأ المنطقة إلا مع ظهور الإسكندر المقدوني عام 331 ق. م. فقضى على الدولة الأخمينية.
ضمّ فيليب المقدوني, والد الإسكندر, كل مقاطعات البلاد اليونانية وجزرها, ثم شنّ حملة ضد آسيا الصغرى والشرق لمحاربة الفرس. وقاد الإسكندر تلك الحملة بعد وفاة والده وبلغ سواحل آسيا الصغرى عام 334 ق. م. وفتح سواحل فينيقيا وفلسطين ثم مصر, معرّجاً على بلاد الرافدين عن طريق دير الزور وأعالي دجلة. قهر الفرس وفتح كل العراق ودخل بابل عام 331 ق. م. محترماً مجدها الآفل ومركزها الحضاري العالمي ومجدداً بنيانها ومعبدها الكبير, معيداً الاطمئنان الى أهلها ورجال الدين فيها. وحين أراد شنّ حملة على الجزيرة العربية عاد الى بابل عبر النهر ليجعل منها مركزاً رئيسياً لأعماله الحربية والإصلاحية, لكنه مرض ومات فيها. وبعد وفاته اقتسم قادته الأربعة الكبار المملكة الشاسعة, وكانت بلاد الرافدين من حصة سلوقس (312 - 281 ق. م.) مؤسس الدولة السلوقية. ومع تأسيس الدولة السلوقية تضاءل شأن بابل وهجرها معظم سكانها, وتعاقب على حكم مملكة سلوقية عدة ملوك أشهرهم انطيوخس الثالث
(223 - 187 ق. م.) الذي انتعشت في عهده الحضارة البابلية وعلم الفلك والتنجيم, لكن معظم أولئك الملوك كانوا ضعفاء ففقدوا القسم الشرقي من المملكة وبقيت بلاد الشام تحت حكمهم.
طغاة عديدون, منذ الإسكندر المقدوني الى هتلر, أعجبوا بتلك البلاد ودُهشوا بها, ففي 1942 تنبأ هتلر بأن برلين لن تكون مدينة عالمية إن لم تغدُ شبيهة بمصر الفرعونية أو ببابل أو بروما.
سحقت برلين بين 1943 و1945, لكن بابل نبوخذ نصر التي انهالت عليها ألوف اللعنات, لم تمت ميتة عنيفة. بيد أن العهد الجديد تنبأ لها بالدمار والزوال, فهل فرحت الملائكة لسقوطها؟
كانت بابل في أعين البابليين مركز العالم
الاسم مشتق، بكلمة بلبل، وسميت بهذا الاسم بحسب ما ورد في الكتاب المقدس بسبب حادثة شهيرة، عندما حاول الناس أن يصنعوا برج عال ضد إرادة الله، فبلبل الله ألسنتهم، لذلك سُمِّيت هذه المنطقة بابل.
التعديل الأخير: