فتقر لأجلنا لكى يغنينا بفقره
للقديس كيرلس الكبير شرح لوقا 10
الذى هو إبن بحسب الطبيعة قد صار مشابها لنا واخذ شكل العبد (فى ظ¢: ظ§) ليس لكى يدوم معنا فى حال العبودية بل لكى يحررنا نحن المربوطين بنير العبودية ويغنينا بالأشياء التى له، فإننا به ومعه قد دعينا أبناء لأنه اشترك فى فقرنا وهو غنى لكى يرفع طبيعة الإنسان إلى غناه الخاص به، لقد رأينا الشيطان ساقطا
ذلك الجبار رأيناه مذلولا، ذلك الذى كان مسجودا له رأيناه بلا كرامة، ذلك الذى حاول أن يختطف الألوهة رأيناه تحت أقدام القديسين، إذ أنهم أخذوا سلطانا أن ينتهروا الأرواح النجسة، وهذا امتياز فائق لطبيعة البشر وخاص بالله وحده الفائق الكل، وقد صار الكلمة الظاهر فى الشكل البشرى بدءت لنا فى هذة أيضا إذ كان ينتهر الأرواح النجسة.
معمودية المسيح ومعموديتنا
للقديس كيرلس الأورشليمى العظة الثالثة عن الأسرار
لما اعتمدتم للمسيح ولبستم المسيح صرتم «مشابهين صورة إبن الله » لأن الله إذ سبق وعيننا للتبنى جعلنا «مشابهين صورة جسد مجد المسيح » وأنتم صرتم «شركاء المسيح » ولذلك دعيتم بحق"مسحاء" فأن الله يقول عنكم:«لا تمسوا مسحائى». لقد صرتم مسحاء لأنكم قبلتم رسم الروح القدس وكل شىء قد تم فيكم على صورة ما حدث للمسيح لأنكم صرتم صورا للمسيح.
أما هو فلما اغتسل فى نهر الأردن ووهب المياة رائحة لاهوته صعد منها وظهر الروح القدس حالا عليه بجوهره، إذ أن المثيل يستريح على المثيل، وأنتم أيضا بشبه ذلك لما صعدتم من جرن الماء المقدس قد نلتم مسحة هى صورة لتلك التى مسح بها المسيح وهذا هو الروح القدس.
لأنكم تجاسرتم أيها السادة على أن تقولوا إن الابن أقل في بعض الأمور من الآب، فما هي هذه الأمور؟ هل الأزلية أحد هذه الأمور؟ فلستُ أظن أن أحداً يصل به الغباء إلى القول إن الابن أقل أزلية من الآب، فالابن قبل كل الدهور وهو خالق كل الدهور.
فالذي صنع الأزمنة لا ينطبق عليه مقياس الزمان، ولا يُمكن أن نُحدد زمان ولادته من الآب. وليس الابن أقل من الآب حجماً لأن الطبيعة الإلهية تعلو على مقاييس الأحجام والأجسام فكيف هو أقل؟ أفي المجد كما يظن البعض؟! أم في القوة؟! أم في الحكمة؟!
إذا كان الآب يفوق كل المقاييس المقبولة لدى العقل، فمن أين جاءت الجسارة للآريوسيين على مقارنة الآب بالابن والإدعاء أن الابن أقل من الآب، وإنكار كرامته الإلهية التي لهُ بالطبيعة؟ لأن المقارنة بين عظيم وأقل منه في العظمة يُمكن برهنتها وإثباتها إذا وضعناهما معاً ولكن حيث إن كرامة ومجد الآب تفوق الإدراك، فبأي مقاييس يُمكن إتمام المقارنة؟! في هذه الحالة بالذات يسقط الإدعاء أن الابن أقل من الآب.
ألا ترون أن خاتمة اتضاعه الإرادي كانت خاتمة مجيدة، وأن وداعة فكره كانت لنا أنها هى أصل أمور صالحة كثيرة بالنسبة لنا؟ لأن الوحيد الجنس إذ هو فى صورة الله الآب وضع نفسه، إذ صار إنسانا لأجلنا, ورغم أنه قد ظهر فى هذه الحياة بالجسد, لكنه لم يظل هكذا؛ لأنه سرعان ما رجع إلى كرامته الأولى ومجده الإلهى رغم أنه صار إنساناً؛ هكذا يمكن أن نفترض أن يكون لنا نحن أيضاً نفس الطريق. لأننا حين ننحدر بنفوسنا من الارتفاعات الفارغة للحياة الحاضرة، ونطلب الأمور المتضعة، فإننا يقينا سوف ننال (بالمقابل) المجد من أعلى، ونرتفع لنكون آلهة بالنعمة، لأننا على مثاله الذي هو فى الحقيقة ابن بالطبيعة, سوف نُدعى أبناء الله.
عن الولادة الإلهية, للعذراء القديسة
يوحنا أسقف القسطنطينية
لقد احتوت بطريقة غير موصوفة شمس البر. لا تطلب أن تعرف كيف؛ لأنه حيث يشاء الله, هناك يتراجع الناموس الطبيعي. إذن, فقد أراد واستطاع ونزل وخلًص. كل مقاليد الأمور في تدبير الله. اليوم يُولد هذا الذي هو كائن. وهذا الذي هو كائن يصير هذا الذي لم يكن (أي صار إنساناً). كان الله وصار إنساناً دون أن يتوقف عن أن يكون الله. لأنه لا بتحول الألوهية صار إنساناً، ولا لأجل تقدمه تحول من إنسان إلى إله، بل بالرغم من أنه كان الكلمة, بسبب عدم تألمه, صار جسداً، بينما طبيعته ظلت غير متغيرة.
مع المسيح فى المعمودية وفى التجربة
للقديس غريغوريوس النزينزى
عظة ظ¤ظ : ظ،ظ ، ظ،ظ، على المعمودية
أن كان المجرب، عدو النور، يعتدى عليك بعد المعمودية، وهو يعتدى فعلا، كما اعتدى أيضا على ألهى الكلمة المستتر فى الجسد فلك ما تغلبه به . لا تخف المعركة، أشهر ضده الماء. أشهر ضده الروح الذى به تستطيع ايضا أن تطفئ جميع سهام الشرير الملتهبة (أفظ¦: ظ،ظ¦)....
وإن كان يحاربك بالطمع ويريك جميع الممالك
فى لحظة وفى طرفة عين كأنها له ، ويطالبك بالسجود له، احتقره كمثل فقير لا يملك شيئا
وقل له وانت واثق بالختم (الروح القدس) الذى فيك: "انا ايضا صورة الله فقد لبست المسيح" (غلظ£: ظ¢ظ§) ، وتحولت إلى شكل المسيح بالمعمودية ، فاسجد أنت لى (أى للمسيح الذى في) وأنا أعلم يقينا أنه سيفر منهزما ومخزيا من أقوالك، فكما فر أمام المسيح، النور الأول، هكذا سيفر أمام الذين استناروا (اعتمدوا) بالمسيح، فلنعتمد إذن ، لكى نغلب.
طوبي للذي نسي حديث العالم بحديثه معك.. لأن منك تكتمل كل حاجاته.. أنت أعطيت روح أبنك في قلبه والروح أعطاه دالة أن يطلب منك (كل ما لك) مثلما يطلب الأبن من أبيه.
لقد سكن فينا كلمة الله، وجعل الجسد البشري خاصا له، حتى أن كل ما أصاب هذا الجسد من جراء ناموس الخطية الشرس، الذي يطغى على أعضاء جسدنا ويقاوم ذهننا ويسبينا إلى ما يخصه، يبطله بواسطة نفسه. فقد أماته اولاً في جسده الخاص، حتى يرسل فينا (أو يشع فينا) شركة هذه النعمة، ذلك لكوننا من ذات جنسه بحسب طبيعة الجسد.