سؤال: هل الروح القدس الذي حل على مريم هو نفسه الذي حل على التلاميذ وعلى..

white-sky

New member
إنضم
11 مارس 2007
المشاركات
20
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
مرحبًا اخوتي الاحبة
يوجد لدي سؤال

هل الروح القدس الذي حل على القديسة الطاهرة مريم، هو نفسه الذي حل على التلاميذ وعلى المسيحين الذين يعتمدون باسم المسيح من بعدهم؟
هل نحن كمسيحين عندما نتعمد نستقبل مواهب الروح القدس ام الاقنوم نفسه؟


وشكرًا
 

Samir poet

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
3 سبتمبر 2010
المشاركات
9,360
مستوى التفاعل
1,364
النقاط
0
الإقامة
حضن يسوع
نعم هو بنفسو وحسب مشيتو يعيطينى مواهب الروح القدس
 

white-sky

New member
إنضم
11 مارس 2007
المشاركات
20
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
شكرًا لك اخي الحبيب، ارجو ان يكون هناك اراء اخرى لاني اريد ان اوضح هذا لشخص ما. والرب يبارك.
 

Molka Molkan

لستم المتكلمين
مشرف سابق
إنضم
31 أغسطس 2009
المشاركات
25,036
مستوى التفاعل
845
النقاط
113
الإقامة
ويل لي إن كنتُ لا اُبشر
الروح القدس كأقنوم هو نفسه، لا يتغير.

لكن تأثير الروح القدس في الحلول مختلف، فقد حل على التلاميذ ليعطيهم مواهب وقوة وليذكرهم بكل ما قاله المسيح لهم، لكن الروح القدس عندما حل على العذراء كان بهدف المسيح المولود منها..
 

ElectericCurrent

أقل تلميذ
عضو مبارك
إنضم
27 مارس 2009
المشاركات
5,310
مستوى التفاعل
883
النقاط
113
الإقامة
I am,Among the Catechumens

((هل الروح القدس الذي حل على القديسة الطاهرة مريم، هو نفسه الذي حل على التلاميذ وعلى المسيحين الذين يعتمدون باسم المسيح من بعدهم؟))


الاجابة --- نعم هو
الروح القدس أقنوم قوى وينبوع القوة وليس(مجرد قوة)-القوة هى نتيجة -هى عرض -هى ثمرة.
حل على مريم البتول العذراء العفيفة فخلق فى رحمها جنيناً بشرياً ((كامل الانسانية الطبيعية -إنسانية السيد المسيح)) هذا عمله فى ذلك الوقت .فى شخصها المطوب.
وحل على التلاميذ معطياً قوة ً وحكمةً وإرشاد وتكلم بألسنة
ويحل على المعمدين يعطيهم حميم الميلاد الجديد للبنوة - طالما حافظوا علي ذلك ونموه.
هو أقنوم حر مُميز مُريد فاعل نشط.
---------------------------------------------------------------
الروح القدس يحل ليعطى مواهب نحن لاندرك بحواسنا حلوله لكننا ندرك ثماره ومواهبه .
 
التعديل الأخير:

ElectericCurrent

أقل تلميذ
عضو مبارك
إنضم
27 مارس 2009
المشاركات
5,310
مستوى التفاعل
883
النقاط
113
الإقامة
I am,Among the Catechumens
إذن الكيان الفاعل واحد.. لكن طبيعة العمل تختلف بإختلاف مجالات العمل..
والروح القدس روح وديع هادئ لا يُشترط لحلوله أعراض معينه بالضرورة فى كل مرة
((مثال لا يشترط صوت كما من هبوب ريح عاصف \أو ألسنة نار فى كل مرة \ وكل يوم))
 
التعديل الأخير:

white-sky

New member
إنضم
11 مارس 2007
المشاركات
20
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الشخص الذي اتخاور معه لا زال يصر على ان الاقنوم لا يحل على المؤمنين مثلما حل على العذراء، فهو يقول بان الذي حل على التلاميذ والمسيحين من بعدهم (اي بعد التعميد) هو فقط مواهب وليس الروح القدس! فهل هذا الشيء صحيح؟
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
سلام في الرب
أخي العزيز أن الروح واحد، هو هو لا يتغير ولا يحل بجزء منه في واحد، ولا يتعدد بكونه في كل واحد، ولا يحل في زمان ويختلف في زمان آخر، بل هو ذات عينه وبشخصه (بأقنومه) يحل في كل واحد في أي زمان وكل مكان في العالم، وهو هو الذي حل على الرسل القديسين هو بعينه يحل على كل واحد فنا ويسكن، ويقول القديس أثناسيوس الرسولي: [ الله حال فينا بسكنى الروح القدس ] ( ضد الأريوسيين 3: 24 )

ويقول القديس أثناسيوس الرسولي أيضاً في رسالته الأولى عن الروح القدس إلى الأسقف سرابيون 30 :
[ فالمواهب التي يقسمها الروح لكل واحد تُمنح من الآب بالكلمة، لأن كل ما هو من الآب هو من الابن أيضاً. وإذن فتلك الأشياء التي تُعطى من الابن في الروح ( القدس ) هي مواهب الآب. وحينما يكون الروح ( القدس ) فينا، فالكلمة الذي يعطي الروح يكون ايضاً فينا، والآب موجود في الكلمة, وهكذا يكون كما قال: " سنأتي أنا والآب ونصنع عنده منزلاً " ( يو14: 23 ) .
لأنه حيث يكون النور فهناك الشعاع أيضاً. وحيث يكون الشعاع فهناك أيضاً فاعليته ونعمته المضيئة.
وهذا هو ما علَّم به الرسول أيضاً حينما كتب إلى الكورنثوسيين في الرسالة الثانية قائلاً : " نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس مع جميعكم " ( 2كو 13: 13 ). لأن هذه النعمة والهبة تُعطى في الثالوث من الآب والابن في الروح القدس، وكما أن النعمة المعطاه هي من الآب والابن، هكذا فإنه لا يكون لنا شركة في العطية إلا في الروح القدس. لأننا حينما نشترك فيه تكون لنا محبة الآب ونعمة وشركة الروح نفسه ] - ترجمت هذه الرسالة من اللغة اليونانية من مجموعة ميني m.g مجلد 26 ، والمنشورة أيضاً باليونانية القديمة والحديثة في سلسلة " آباء الكنيسة اليونانية " منشورات غيرغوريوس بالاماس - تسلونيكي - اليونان - أعمال القديس اثناسيوس مجلد 4 سنة 1975 . وقد ترجمها وقارن بين الترجمات وأعد المقدمة والملاحظات الدكتور موريس تاوضروس - والدكتور نصحي عبد الشهيد ، والناشر مؤسسة القديس أنطونيوس - المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية ( نصوص آبائية 95 )

ويقول القديس كيرلس الكبير إذ يوضح أن الثالوث القدوس كله يعمل معاً على تقديس المؤمن المسيحي إذ يقول :
[ إنه الروح الذي يوحدنا ويجعلنا متوافقين مع الله، ونواله يجعلنا شركاء الطبيعة الإلهية، ويجعلنا ننال الابن، وبالابن ننال الآب ]
Sur saint Jean, XVIII, 18, P.G 74, 545

[ الروح هو الصورة الحقيقية لجوهر الابن الوحيد، وبحسب قول القديس بولس: " الذين سبق فعرفهم، فهؤلاء عيَّنهم أيضاً ليكونوا متشابهين في صورة ابنه "؛ هؤلاء هم النفوس التي يسكن فيها الروح، والروح يجعلهم مشابهين لصورة الآب، أي الابن. وهكذا بتوسط الابن أُعيدوا إلى الآب الذي الابن مولود منه، وذلك بواسطة الروح ]
Sur saint Jean, XVIII, 18, P.G 74, 541

فالله الثالوث القدوس، يعمل من أجل خلاصنا، والآب والابن يصنعان فينا مسكناً، والروح القدس هو الذي يحقق ويعلن حضور الآب والابن فينا، وهو يقول أيضاً :
[ الروح القدس يعمل فينا بنفسه، إذ يقدسنا حقاً ويوحدنا بنفسه، وباتصاله واتحاده بنا يجعلنا شركاء الطبيعة الإلهية ]
Tresor,34, P.G. 75, 598
فالروح القدس يسكن بنفسه وبشخصه أي بأقنومه في النفس، ويعمل فيها مباشرة بجوهره وليس من خلال وسيط أو قوة ένέργεια ( إنيرجيا )، إنه يعمل بحضوره الشخصي البسيط أي بذاته، وحضوره هذا يكفي لتجديد النفس، وبعمله في النفس يطهر الجسد أيضاً ويقول القديس كيرلس الكبير :
[ بسبب أن نفسنا يجب أن تغتني بحضور الله، فلا يكفي أن يكون الذي نناله " روحاً " غريباً عن اللاهوت ومختلفاً عنه جوهرياً، إنه يجب أن يكون هو روحه الخاص ]
Dialogue VII sur la trinite, P.G 75, 1093 A

[ وهذه القوة المقدَّسة δύναμην άγιαστικήν التي تنبثق طبيعياً من الآب، والتي تكمَّل الناقصين، نحن نسميها " الروح القدس ". ومن نافلة القول، أن نتخيل أن الخالق لابد أن يقدَّس عن طريق وسيط، ذلك لأن محبة الله للبشر لا تستنكف عن أن تنحني إلى أصغر نفس وأن تقدس بالروح القدس كل ما هو من عمله ... وإن كان الروح القدس لا يعمل فينا بنفسه ούκ αύτουργει وإن لم يكن هو بالطبيعة ما ندركه، وإن لم يكن ما نناله هو نفسه النعمة التي يرسلها لنا، فواضح أن نعمة الروح القدس تُرسَل لنا بواسطة شيء مخلوق، وهذا ليس حقاً.
لأنه إن كان بموسى أو بالملائكة كان الناموس، ولكن بمخلصنا كانت النعمة والحق. لذلك فالروح القدس بنفسه، يعمل فينا، وهو يقدسنا بالحقيقة، ويوحدنا به بالاتصال به، ويجعلنا شركاء الطبيعة الإلهية ]
Tresore, ass. 33, P.G. 75, 579 A-C


ويقول في منتهى الوضوح:
[ نحن نصير شركاء الطبيعة الإلهية. ولهذا فنحن – كما يقال – مولودون من الله وقد دُعينا " مؤلَّهين ". وليس فقط بالنعمة ού χάριτι μόνον أننا ارتقينا إلى هذه النعمة الفائقة للطبيعة، فنحن نقتني الله ساكناً وماكثاً فينا .. نحن هياكل الله، وذلك بحسب ما قال القديس بولس، وذلك لأن المسيح يسكن فينا ]
Sur saint Jean, I, 13, P.G. 73, 157 B
ويقول أيضاً :
[ لقد كان في الآباء استنارة غنية جداً بالروح القدس، جعلتهم قادرين على التنبؤ بالمستقبل ومعرفة المخفيات. ولكن في المؤمنين بالمسيح ليس فقط توجد الاستنارة بالروح القدس، بل هو الروح القدس بذاته – الذي نحن لا نخاف من أن نؤكد على أنه يسكن ويمكث فينا . ]
Sur saint Jean, VII, 39, P.G. 73,737, A-B

____________ملحوظة مهمة جداً، لئلا أحد يفهم خطـأ كالعادة، فيُعلِّق بعيداً عن القصد من كلمة شركاء الطبيعة الإلهية واتحادنا بالله، وتألهنا في المسيح :
لأن المقصود بهذه اللفاظ لا المساواه بالله لا من بيعد ولا من قريب، لأن المقصود بكلمة التأله هو الارتفاع لله بالشركة في الروح القدس، وإصباغ الفضائل الإلهية على الإنسان، أي نلنا كل الأعمال المقدسة أي ثمر الروح، أي عطية المحبة حتى أننا نحب أعدائنا وبذلك نتشبه بالله ولكننا لا نساويه على الإطلاق، وأيضاً نتحد بالله اتحاداً نسبياً وليس اتحاد في المطلق، وهذا هو القصد من الكلام، وفي النهاية كلنا صرنا هياكل تخص الله وسكنى لروحه، ولكن هذا لا ينفي إرادتنا الخاصة، لأن الله يسكن فينا ونحن من نطفأ الروح أو نشعله، نشعله فينا أن كنا نتفق معه ونخضع له، ونطفأه أن كان لا نريد أن نحيا بقوته ونعيش في الخطية طارحين عنا إرادته ولا نخضع لتوجيهاته، فنهلك بسبب عتد القلب وعدم التوبة والخضوع لشخصه القدوس ...

________________________________________
وهذا حوار بين القديس كيرلس الكبير وبين أحد الذين ينكرون لاهوت الروح القدس، ويقولون أن الروح القدس حال في النفس كمجرد فعل أو قوة أو نعمة خارجية
سنرمز لكلام القديس كيرلس الكبير بحرف ( ك )
ولمنكر لاهوت الروح القدس بحرف ( ن )

(ك) [ ألا نقول إن الإنسان على الأرض قد خُلق على صورة الله ؟ ]
(ن) بالتأكيد
(ك) [ فالذي ينقل إلينا صورة الله ويطبعها فينا على غرار ختم، هذا الجمال الفائق على الأرض، أليس هو الروح ؟ ]
(ن) نعم ولكن ليس كإله. بل كواسطة فقط لنعمة الله.
(ك) [ إذن فكأنك تقول ليس هو بنفسه، بل هي نعمة يطبعها فينا ؟ ]
(ن) هذا ما يظهر لي أنه حق
(ك) [ إذن، فكان يجب أن الله يدعو الإنسان أنه خُلق على " صورة النعمة "، بدلاً من دعوته أنه خُلق على " صورة الله ". ولكن من حيث أنه ثَّبت في النفس نسمة الحياة التي نفخها فيه وهي الروح القدس، فقد كُتب أنه خلقه على صورة الله.

ولكن بعد أن فَقَدَ الإنسان قداسته، فحينما أراد أن يسترجعه إلى الجمال الأول القديم فعل ذلك ليس بشكل مختلف عن الشكل الذي خلقه به في الأول. فالمسيح، في الحقيقة، نفخ على الرسل القديسين الروح القدس حينما قال لهم: " اقبلوا الروح القدس ".

فإن كانت هي نعمة كما يقولون إنها معطاة من الروح القدس ومنفصلة عن جوهر الروح، فلماذا لم يقل الطوباوي موسى بوضوح وهو يصف كيف خلق الله الإنسان نفساً حية: إن خالق الكون نفخ " نعمة " بواسطة " نسمة الحياة " التي هي الروح القدس ؟
والمسيح لماذا لم يقل للرسل : أقبلوا النعمة بتوسط الروح القدس ؟
والآن، فالأول ( أي موسى ) قال: " نفخ نسمة الحياة ". فطبيعة اللاهوت هي حياة حقيقية، فما دامت هي تُحيينا حقاً، فنحن بها نتحرك ونوجد؛ أما الثاني ( أي المخلّص ) فيقول فيما بعد: " اقبلوا الروح القدس "، فإن نفس هذا الروح هو الذي يسكن بالحق ويدخل في نفوس المؤمنين، وبه وفيه يُغيرهم إلى الشكل الأول، أي فيه وعلى مثاله هو يجددنا بهذا الشكل إلى أصل الصورة لنعرف شخص الآب والابن.
ولأن الشبه الكامل والطبيعي للابن هو الروح، فنحن إذ نتغير إلى شكل ذاك بواسطة التقديس، فإننا نُصاغ على مثال الشكل نفسه الذي لله. وهذا ما تُعلَّمه لنا كلمات الرسول: " يا أولادي الذين أتمخض بكم إلى أن يتصور المسيح فيكم " ( غلاطية 4 : 19 )

إذن فقد تصور المسيح فيهم بالروح، وهو الذي بنفسه يسترجعنا إلى الله. ثم إذ نكون قد تصورنا بحسب المسيح، فإن المسيح يكون منقوشاً ومطبوعاً فينا بالروح، كمثل من هو مماثل طبيعياً للروح، فالروح هو الله، وهو الذي يجعلنا مماثلين لله، ليس بواسطة نعمة وسيطة ( كما يقول منكرو لاهوت الروح القدس الحال في النفس ) ؛ بل هو يعطي نفسه ( بنفسه ) للأبرار في شركة الطبيعة الإلهية ]
(ن) ليس عندي ما أردَّ به على ما قيل.
(ك) [ لقد دُعينا لنكون، وها نحن بالفعل صائرون، هياكل لله ومؤلَّهين. لماذا إذن يتساءل المعارضون ويقولون إننا نشترك في نعمة غامضة ومجردة من الجوهر؟ والأمر ليس هكذا.

لأننا نحن هياكل للروح الذي يوجد ويمكث فينا، وبسببه فنحن بالسوية دُعينا مؤلَّهين، من حيث أننا باتحادنا به، فنحن دخلنا في شركة مع اللاهوت ومع الطبيعة فائقة الوصف، وإن كان الروح الذي يؤلهنا θεοποιοûν بنفسه هو حقاً غريب ومنفصل من جهة لاهوت الطبيعة الإلهية، فإننا نكون قد خزينا رجائنا.

فكيف يتسنى لنا والحال هكذا إذن أن نصير مؤلَّهين وهياكل لله، بحسب الكتاب المقدس، بالروح الذي فينا ؟ لأن ما تجرَّد من كونه الله كيف ينقل هذه الخاصية ( التألَّيه وهيكل الروح القدس ) للآخرين؟ ولكننا نحن بحق هياكل ومؤلَّهين. والروح الإلهي ليس إذن من جوهر مختلف عن جوهر الله έτερούσιον πρός θέον ]
Dialogue VII sur la Trinité, P.G. 75, B-1088 B-1089 D
( دراسات في آباء الكنيسة ص 523 – 524 )

__________________________________________________________

ولابد من أن نُميز بين معنيين في منتهى الدقة وهناك فرق كبير وجوهري بينهم، وهذا لكي يُفهم الكلام في إطاره الصحيح : واللفظتين هما: " الحلول الجوهري " ؛ " الاتحاد الجوهري "

" الحلول الجوهري " معناه أن الروح القدس يحل فينا بجوهره الإلهي الخاص، أي بشخصه هو وليس بآخر أو كمجرد قوة حلت فينا، وهذا المعنى نجده في كتابات القديس كيرلس الكبير عامود الدين وهو يؤيده حسب نص الآية القائلة: " أما تعلمون إنكم هيكل الله و روح الله يسكن فيكم " (1كو 3 : 16)

أما عبارة " الاتحاد الجوهري " فهي عن جد خطيرة، لأنها تفتح المجال بأننا نتحول إلى جوهر الله أو نصير من جوهره، وقد حرص القديس كيرلس الكبير في عدم استخدام عبارة " الاتحاد الجوهري " وما يُماثلها فيما يخص علاقتنا نحن بالله وحصر استخدامها فقط بصلة الابن بالآب أو الاتحاد الأقنومي في شخص الكلمة وقد استخدمها كالتالي :
1اتحاد الابن بالآب : فهو يدعوه " اتحاداً جوهرياً وطبيعياً " ( أنظر P.G. 74, 561 D; P.G. 75, 1012 A )
2اتحاد اللاهوت بالناسوت في شخص المسيح : فقد كان شُغله الشاغل ضد نسطور أن يُفرق تماماً بين الاتحاد الأقنومي الذي تم في المسيح له المجد ، وبين الاتحاد بالمشاركة الذي تم فينا .

فهو يدعو الاتحاد الأقنومي الذي تم في المسيح يسوع له المجد :
* " اتحاداً بحسب الجوهر " ένωσις κατ΄ ούσίαν
* " اتحاداً بحسب الطبيعة " ένωσις κατά φύσιν
* " اتحاداً بحسب الأقنوم " ένωσις καθ΄ ύπόστασιν
* " اتحاداً طبيعياً " ένωσις φυσική

بينما يدعو الاتحاد بين النفس والروح القدس :
* " علاقة " σχέσις
* " شركة " συνάφεια
* " اتحاداً نسبياً " ένωσις σχετική
* " مشاركة نسبية " μέθεξις σχετική
* " ارتباط نسبي " κόλλησις σχετική

فلا نستخدم بأي حال من الأحوال عبارة " الاتحاد الجوهري " فيما يخص علاقتنا نحن بالله ...

ويقول القديس غريغوريوس النزينزي : [ لم يعد الروح الآن يحل بقوته فقط كما كان في القديم بل جوهرياً – كما يُقال – هو يُعايشنا ويسكن معنا ] ( عظة 41 عن عيد الخمسين فقرة 11 )

ويقول القديس كيرلس الكبير : [ قد كان في الأنبياء القديسين استنارة شديدة وغنية من الروح تُعلمهم كشف المستقبل ومعرفة الخفيات. أما الذين يؤمنون بالمسيح فلا تسكن فيهم فقط استنارة سخية من الروح، بل نؤكد بثقة أن الروح نفسه هو الذي يحل ويسكن فيهم ] ( MAHE, op. cit p.g. 73, 757 AB )
إذن الروح القدس لا يحل فينا طبيعياً أي حسب الطبيعة، ولا يتحد بنا اتحاد أقنومي، بل يسكن فينا ويحل بشخصه ليدخلنا إلى داخل الله ويعطينا يمين الشركة، وهي هبة وعطية بسبب تجسد الكلمة ...
فلنا أن نفرح ونبتهج جداً لأننا آنية الله الخاصة وهياكل لحلول الله ولنا شركة معه بالحب بسبب سكنى الروح القدس فينا ... ولنا أن نحفظ هيكلنا من كل دنس ونخصصه لله الحي بكل حريتنا وإرادتنا ولا نحزن روح الله الذي به نلنا نصيباً وميراثاً مع جميع القديسين وصار لنا دالة البنين عند الله حتى أننا نصرخ بالحب قائلين : " أبانا الذي في السماوات " ...

ونختتم بكلمات القديس كيرلس الكبير :
[FONT=&quot][[FONT=&quot]إن كان الروح يستطيع أن يؤلّه وأن يهب المخلوقات رتبة أسمى من الخليقة[/FONT][FONT=&quot] فهو أسمى من حيث الطبيعة والكرامة، فإذا كان يستطيع أن يؤلّه النفس،[/FONT][FONT=&quot] فكيف يمكن أن يكون مخلوقاً وليس إلهاً، طالما أنه يؤلّه ؟[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]إن كنا نؤمن بأن الله قد أتى إلينا ، بواسطة [/FONT][FONT=&quot]سكنى[/FONT][FONT=&quot] الروح القدس [/FONT][FONT=&quot]داخلنا[/FONT][FONT=&quot]، فكيف يُمكن أن يكون ( الروح القدس ) مخلوقاً ؟ لأنه غير الممكن أن [/FONT][FONT=&quot]يُقيم [/FONT][FONT=&quot]الله[/FONT][FONT=&quot] داخلنا[/FONT][FONT=&quot] بواسطة مخلوق، إذ أن الله يسمو على الكون ( المخلوق ) . لأنه كما أنه [/FONT][FONT=&quot]بسكنى [/FONT][FONT=&quot]الله [/FONT][FONT=&quot]داخلنا، نُصبح شركاء الطبيعة الإلهية، وليس شركاء الطبيعة المخلوقة،[/FONT][FONT=&quot] هكذا فإذا سكن داخلنا مخلوق، فلن نكون بعد شركاء الطبيعة الإلهية، بل [/FONT][FONT=&quot]شركاء الطبيعة المخلوقة. إذاً فالروح هو إله، طالما أن الله[/FONT][FONT=&quot] يسكن [/FONT][FONT=&quot]فينا بالحقيقة من خلاله[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot]][/FONT][FONT=&quot] ( [/FONT][FONT=&quot]تمت الترجمة عن النص اليوناني[/FONT][FONT=&quot]المنشور في مجموعة آباء الكنيسة الذين كتبوا باليونانية[/FONT][FONT=&quot] ( eiie ) [/FONT][FONT=&quot]الصادرة[/FONT][FONT=&quot]في تسالونيكي 1973 المجلد رقم 9 والذي يحمل عنوان " عن الثالوث القدوس[/FONT][FONT=&quot]المساوي ، وتأنس الابن الوحيد " صفحة 431 - 469 ، وقد قام بالترجمة إلى[/FONT][FONT=&quot]العربية الدكتور سعيد حكيم وراجعها الدكتور نصحي عبد الشهيد وصدرت في مايو[/FONT][FONT=&quot] 2007
[/FONT]
[FONT=&quot]والناشر مؤسسة القديس أنطونيوس - المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية ( نصوص آبائية 114)[/FONT]
[/FONT]

 
التعديل الأخير:

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
الشخص الذي اتخاور معه لا زال يصر على ان الاقنوم لا يحل على المؤمنين مثلما حل على العذراء، فهو يقول بان الذي حل على التلاميذ والمسيحين من بعدهم (اي بعد التعميد) هو فقط مواهب وليس الروح القدس! فهل هذا الشيء صحيح؟

عموماً يا أروع أخ حلو لقد أوضحت لك الشرح الآبائي حسب العقيدة المسيحية كخبرة وحياة، والمشكلة كلها في الخلط ما بين الحلول الجوهري الذي تم فينا، والاتحاد الجوهري الذي لن يتم فينا، وهذه مشكلة عدم الدقة في الألفاظ التي أعطت معاني خاطئة تماماً،لأن غالباً عنده لبس في المفاهيم ومش قصده أنه ينكر سكنى الروح القدس الذي أنكرها علينا كل من لم يؤمن بألوهية الروح القدس أمثال مقدونيوس بوعي وعن قصد، فهو غير واعي للمعنى الصحيح...

المهم مش مشكلة اللفظ عنده المهم توصل له المفهوم بهدوء كما بينت لك، مع الصلاة لكي يفتح الله ذهنه ليستوعب السرّ ليحيا خاضعاً للروح القدس، لأن كلام بلا خبرة أو بلا هدف للحياة والشركة، كمن يمسك سلاحاً ولا يعرف كيف يستخدمه ويدافع به عن نفسه أمام الأعداء فيقتل ويُصرع بسهولة وبدون عناء... النعمة معك
 
التعديل الأخير:

Molka Molkan

لستم المتكلمين
مشرف سابق
إنضم
31 أغسطس 2009
المشاركات
25,036
مستوى التفاعل
845
النقاط
113
الإقامة
ويل لي إن كنتُ لا اُبشر
لشخص الذي اتخاور معه لا زال يصر على ان الاقنوم لا يحل على المؤمنين مثلما حل على العذراء
الأخ العزيز، ربما تكون أنت الخطيء او هو المخطيء أو كلاكما في عدم فهم كلم الآخر،
هو يقصد أن الروح القدس لا يحل فينا ليفعل ما فعله في العذراء مريم ، وهذا صحيح .
أنت تقصد أن عمل أقنوم الروح القدس مختلف برغم حلوله ، وهذا صحيح.

فهو يقول بان الذي حل على التلاميذ والمسيحين من بعدهم (اي بعد التعميد) هو فقط مواهب وليس الروح القدس! فهل هذا الشيء صحيح؟
كما توقعت، المشكلة ليست في من الذي يحل، بل في ما الذي يفعله الذي يحل،
الروح القدس واحد، لكن حلوله يكون لأفعال مختلفة..
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
وفعلاً زي الأخ مولكا ما قال لك ربما فهم الموضوع خطأ وحدث خلط ما بين عمله وعطاءه الخاص في كل حاله، وليس في سكناه بشخصه فينا
 

white-sky

New member
إنضم
11 مارس 2007
المشاركات
20
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
شكرًا لكم والرب يبارك حياتكم
اخي العزيز Molka Molkan انا اقول ان الروح القدس يحل باقنومه في اي انسان مسيحي مؤمن، غير الشخص الذي احاوره يقول، "كلا لا يحل لكن فقط نحن لدينا مواهب الروح وليس الروح (الاقنوم نفسه)، لكون الروح (الاقنوم) لا يسكن في المؤمنين بل مواهبه؟؟ فهل هذا شيء صحيح؟؟

اخي الحبيب aymonded شكرًا لك وشكرًا على ردك الكريم.
لكن.. بخصوص ما تقوله عن
(سكنى الروح القدس الذي أنكرها نسطور بوعي وعن قصد، فهو غير واعي للمعنى الصحيح..) فارجو ان يكون لديك مصادر محايدة لتؤكد صحة قولك، لان هذا القول غير صحيح بتاتاً.
صلوات الطاهر مريم تكون معك؟

 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
آسف يا أروع أخ حلو يظهر لأني كنت باكتب كلمات للقديس كيرلس، ولأن في ذهني موضوع نسطور ورد القديس كيرلس عليه، فكتبت اسم نسطور عوض مقدونيوس، ومنكري ألوهية الروح القدس وبالتالي سكناه بشخصه فينا، فمش قصدي نسطور معلشي قصدي على مقدنويس اللي أنكر لاهوت الروح القدس عن قصد، وبعده ناس كثيرة اعتبروا الروح القدس مجرد طاقة أو قوة تحل علينا، وهذا خطأ بالطبع لأنه يجعلنا نفقد الرؤيا السليمة للثالوث القدوس وعمله فينا، آسف على الخلط في الكلام، واشكرك على التنبيه، وسوف أُصحح الكلام، لكي يكون دقيقاً وواضح لكل من يدخل ويقرأ التعليقات، أقبل مني كل تقدير لشخصك المحبوب...

وعموماً يا جميل المشكلة تتلخص في عدم وجود تعليم لاهوتي حي مُسلَّم حسب التقوى، ومقدم للجميع من الذين لهم شركة مع الله، والروح القدس حي فيهم، لذلك نحتاج أن نصبر ونُصلي دائماً لكي يلمس الله القلوب لا حسب الفكر والمعلومة، بل بالخبرة والحياة... أقبل مني كل احترام وتقدير لشخصك العزيز، كن معافي في روح قيامة يسوع آمين
 
التعديل الأخير:

white-sky

New member
إنضم
11 مارس 2007
المشاركات
20
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
aymonded الرب يبارك حياتك وقوة القيامة تجدد روحك.

بالمسيح
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
ويفرح قلبك ويغمرك بفيض سلامه يا أروع أخ حلو
ولنُصلي بعضنا لأجل بعض، كن معافي
 

fredyyy

New member
إنضم
25 مايو 2007
المشاركات
8,704
مستوى التفاعل
832
النقاط
0
... الشخص الذي احاوره يقول، "كلا لا يحل لكن فقط نحن لدينا مواهب الروح وليس الروح (الاقنوم نفسه)،
لكون الروح (الاقنوم) لا يسكن في المؤمنين
بل مواهبه؟؟ فهل هذا شيء صحيح؟؟


* حلول الروح القدس واحد للجميع ... فهو لا يتغيَّر

- فهو يحل على شاول ليتنبأ
1 صموئيل 10 : 6
فيحل عليك روح الرب فتتنبأ معهم وتتحول إلى رجل آخر.

- فيحل على العذراء مريم لتجسُد المسيح

لوقا 1 : 35
فأجاب الملاك: الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك
فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله.

- ويحل على التلاميذ ليرفع التعيير عنهم

1 بطرس 4 : 14
إن عيرتم باسم المسيح فطوبى لكم،
لأن روح المجد والله يحل عليكم......

- ويتكلم فيهم

متى 10 : 20
لأن لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم.

- وكما أقام المسيح من الأموات ... سيحيي أجسادهم المائتة

رومية 8 :11
وإن كان روح الذي أقام يسوع من الأموات ساكنا فيكم
فالذي أقام المسيح من الأموات سيحيي أجسادكم المائتة أيضا بروحه الساكن فيكم.


* وهنا التصريح كاملاً أن المؤمنين هيكل الله وهو يسكن فيهم ولا يفارقهم
1 كورنثوس 3 : 16
أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم
1 كورنثوس 6 : 19
أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس
الذي فيكم الذي لكم من الله وأنكم لستم لأنفسكم

* الفرق الوحيد بين العهد القديم ... والعهد الجديد

- أنه في القديم كان يحل ويفارق ... فيقول داود
مزمور 51 : 11
لا تطرحني من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه مني.
- لكن بعد موت وقيامة المسيح ونوال وعده بسكنى الروح القدس فينا
يوحنا 14 : 17
روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه
وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم.

.




 
التعديل الأخير:

Molka Molkan

لستم المتكلمين
مشرف سابق
إنضم
31 أغسطس 2009
المشاركات
25,036
مستوى التفاعل
845
النقاط
113
الإقامة
ويل لي إن كنتُ لا اُبشر
اخي العزيز Molka Molkan انا اقول ان الروح القدس يحل باقنومه في اي انسان مسيحي مؤمن، غير الشخص الذي احاوره يقول، "كلا لا يحل لكن فقط نحن لدينا مواهب الروح وليس الروح (الاقنوم نفسه)، لكون الروح (الاقنوم) لا يسكن في المؤمنين بل مواهبه؟؟ فهل هذا شيء صحيح؟؟
هذا يتوقف على شرحك أنت لكلمة " يحل بأقنومه" وأيضا شرحك "لنتيجة هذا الحلول"..
سأنتظر منك الرد ثم أتابع..
 
إنضم
21 مارس 2008
المشاركات
7,802
مستوى التفاعل
772
النقاط
113
الإقامة
عائدٌ من القبر
التعبير الصحيح بنسبه للانسان

اتحاد اقنومي
ام
اتحاد جوهري
ام
اتحاد بالروح القدس


إذن الروح القدس لا يحل فينا طبيعياً أي حسب الطبيعة، ولا يتحد بنا اتحاد أقنومي، بل يسكن فينا ويحل بشخصه ليدخلنا إلى داخل الله ويعطينا يمين الشركة، وهي هبة وعطية بسبب تجسد الكلمة ...

اتمني تشرح لي اكثر هذا الجزء
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
التعبير الصحيح بنسبه للانسان

اتحاد اقنومي
ام
اتحاد جوهري
ام
اتحاد بالروح القدس

اتمني تشرح لي اكثر هذا الجزء


سلام لشخصك العزيز، الروح القدس لا يتحد بنا اتحاد أقنومي ولا جوهري، فبالنسبة للإنسان الحلول حلول إقنومي، أي بمعنى أن الروح القدس حل فينا بأقنومه أي بشخصه الذاتي وسكن فينا بجوهره، أي بذاته وشخصه وليس جزء منه ولا هي مجرد قوة ولا حل لأجل المواهب ولا لعمل محدد ويتركنا فارغين من حضوره، بل بشخصه وذاته أتى حسب وعد الآب وسكن ليدوم فينا، فهو موجود في كل واحد فينا بلا انتقاص ولا جزء منه، ولا مرة ساكن في واحد ويتركه ليذهب ليسكن في آخر، لكن بقدرته اللاهوتيه الفائقة هو بذاته وشخصه موجود وساكن في كل واحد، بل وفي ملايين البشر الذين آمنوا واعتمدوا ونالوا نعمة سكناه الخاصة، لكن ومع ذلك لم يتم أي نوع من أنواع الاتحاد الجوهري أو اتحاد أقنومي، لأن هذا خاص فقط بشخص الكلمة الله الحي الظاهر في التجسد ولا ولن يتم في إنسان آخر قط، فالروح القدس يسكن فينا بشخصه وجوهره أي بأقنومه ويوحدنا مع الله بطريقة ما، لكنها ليست وحدة أقنومية ولا وحدة في المطلق بالمعنى الذي للثالوث القدوس، لأننا لن نتحوَّل لنصير في وحدة أقنوم مع أقنوم، بل نتحد بالله اتحاد نسبي يتم عملياً في كل واحد فينا على قدر ما يتشرب من النعمة ويلتصق بالله، ليصير معه واحد كما قال الرسول:

  • [ وأما من التصق بالرب فهو روح واحد ] (1كورنثوس 6: 17)، [ والتصق بالرب ولم يحد عنه بل حفظ وصاياه ] (2ملوك 18: 6)، [ الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني والذي يحبني يحبه أبي وأنا أحبه وأُظهر له ذاتي ] (يوحنا 14: 21)، [ فأن هذه هي محبة الله: أن نحفظ وصاياه ووصاياه ليست ثقيلة ] (1يوحنا 5: 3).
فابالنسبة لنا الروح القدس يسكن فينا بأقنومه وويدخلنا سراً إلى داخل الله على قدر ما نتشرب من سرّ تجسد الكلمة، لأن بسبب انتسابنا لشخص ربنا يسوع بسبب انه اتخذ إنسانيتنا، سكن فينا الروح القدس بأقنومه الخاص ليطبع فينا صورة شخص الكلمة ليجعلنا إنساناً جديداً فيه ليُدخلنا بواسطته إلى حضن الآب في المسيح يسوع بلا عائق أو مانع ويغسلنا بدم ابن الله الحي سراً في قلوبنا ليطهر أوانينا الضعيفة ليجعلنا مقدسين في الحق.

  • لذلك فأن الروح القدس هو الذي يحقق فينا ما صنعه ربنا يسوع من خلاص، وبدون أقنوم الروح القدس تستحيل الشركة مع الله على وجه الإطلاق...
أرجو أن يكون المعنى وصل، والمعنى لن يكتمل عملياً إلا بعد إقامة علاقة شخصية حية مع الروح القدس وطلب عمله في نفوسنا لكي نتذوق حضوره الشخصي الخاص فينا ونرى عمله عياناً ظاهراً عملياً في حياتنا الخصية واليومية لكي نتحقق من هذا الكلام، لأن ما كتبته هو خبرة عمل الروح القدس في حياتنا الشخصية، لأن لو ظل فكرة ومجرد أفكار وشروحات وردود لكي نعطي المعرفة الصحيحة لتُقدم للناس كمعلومات، من الطبيعي أنها في النهاية تحدث بلبلة وتدخل الكل في جدال عقيم غير مثمر، لأنها ستظل نظريات تتوقف على رأي كل واحد وفكره وما تعمله، والبعض سيقيسها حسب المنطق والبعض يقبل والآخر يرفض، وتظل الحلقة مفرغة الكل يلف ويدور في دوائر وحيرة لا تنتهي قط...

لذلك أطلب من الله أن كل من يخدل لهذا الموضوع ينتبه لعمل الروح القدس فينا من جهة التطبيق العملي في حياتنا لأننا نطلب من الله أن يتمم فينا عمله بالروح القدس لكي ندخل في سرّ الشركة المقدسة التي قصدها لنا، لأن الرب يسوع لم يتجسد حسب التدبير وأعطانا الآب باسمه الروح القدس ليسكن أوانينا لكي يكون لنا مجرد معرفة نحفظها في عقلنا ونؤمن بها فقط، بل لكي تصير قوة فاعله في حياتنا الشخصية تفيد نمونا وتقدمنا في النعمة لنمتلئ من الله ونصير معه في شركة الوحدة المقدسة الحية الظاهرة فينا عملياً في حياتنا اليومية، يتمجد الاب بالابن في الروح القدس الذي يعطينا هذا المجد الفائق، لأن الله لن يتمجد فينا بسبب افكارنا أو معتقداتنا بل بسبب علاقتنا مع الروح القدس الذي يأخذ من شخص ربنا يسوع ويعطينا لنتقدس فندخل بواسطة المسيح لحضن الآب في الروح القدس، لأن كل شيء يتم فينا من الآب بالابن في الروح القدس، ولتكن معافاً باسم الثالوث القدوس آمين
 
أعلى