من روائع السلوك المسيحي في الكنيسة الأولى

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
من روائع السلوك المسيحي
في الكنيسة الأولى


انتشر وباء الطاعون في معظم أرجاء الإمبراطورية الرومانية العظمى في ما بين 249 – 263 م، ففي روما نفسها يقال أن خمسة آلاف شخص ماتوا في يوم واحد. أما في الإسكندرية، فقد كان الوباء أشد فتكاً بسكانها. ويروي لنا القديس ديونيسيوس البابا الإسكندري أن مدينته قد ضاقت بالمجاعة. ثم تلى ذلك سلسلة من الاضطرابات والعنف، حتى قيل أنه كان أكثر أماناً لأي شخص أن يسافر من أقصى العالم المعروف آنئذ إلى أدناه، من أن يسير من شارع إلى شارع آخر في مدينة الإسكندرية.

أما الكارثة العظمى فقد كانت عندما زاد على هذه الشدائد وباء الطاعون، الذي تفشى، حتى لم ينجُ منه ولا بيت واحد، ولم يخلُ منزل واحد من ميت ينوح عليه أهله ويبكونه. أما الأموات فقد أُهملوا دون أن يُدفنوا، حتى صار الهواء محمَّلاً بالميكروبات المختلطة بالأبخرة الموبوءة المتصاعدة من مياه نهر النيل .

وعند هذا الحد بدأ التوحش على الأحياء بسبب رعبهم الشديد خوفاً من الموت، حتى بدت التصرفات اللا إنسانية تظهر على المواطنين الوثنيين، فما كانوا يسمعون عن شخص وقد لحق به المرض، إلا وأسرعوا بإلقائه خارج الديار، مهما كانت درجة قرابته لهم، حتى اكتظت الشوارع بهم، ومن على بُعد سُمع صوت أنينهم.

وهنا تجلّت المسيحية وظهر سمو أخلاق المسيحيين، وأعطوا أروع أمثلة الحب والبذل والفداء. ففي أثناء هذه الأحداث، كان اضطهاد الأباطرة داكيوس وغاللوس وفاليريان شديداً على المسيحيين، حتى أنهم هربوا من المدينة واختبئوا في السراديب، أو في مراكب في بحر أو في سجون.

ولكن أنىَّ للسراج، سراج المحبة أن يوضع تحت المكيال، فعاد المسيحيون بسرعة من أماكن اختبائهم، وهبُّوا عائدين إلى المدينة – غير هيَّابين اضطهاد الأباطرة المستعمرين – وقاموا بعناية المرضى من إخوانهم الوثنيين، وواسوا العائلات، وعزُّوا الذين على شفا الموت، وأغمضوا عيون الأموات، وحملوهم على سواعدهم، وغسَّلوا أجسادهم، وحملوها ليدفنوها خارج المدينة، وهم يعلمون أنهم بسبب العدوى سيلاقون نفس المصير.

وهنا الكلام للقديس البابا ديونيسيوس الكبير : [ وكثيرون من الذين طبَّبوا المرضى سقطوا صرعى بنفس المرض، حتى مقدَّمي الإخوة في الكنيسة كانوا أول من رقدوا بسبب شهامة المحبة غير الهيَّابة للموت، وكان منهم قسيسون وشمامسة وعلمانيون من أعلى المراكز الاجتماعية. إن هذا الموت مع الإيمان الذي صحبه إنما يبدو أقل بصورة بسيطة جداً عن مجد الاستشهاد ]

أما الكنسية الرومانية، وقد تمسَّكت جداً بكلمات هذا البابا المصري العظيم، فقد رفعت درجة هؤلاء الذين هم صرعى المحبة إلى درجة الاستشهاد، حيث تُعيَّد لهم في الثامن والعشرين من شهر فبراير. وتختتم سنكسارها عنهم بتساؤلها للمؤمنين :
[ إن هؤلاء أظهروا المحبة ، بأن ضحوا بحياتهم لينجو أعدائهم من المرض ومن الموت، فبماذا سنجيب أمام عرش الديان – نحن الذين نقول عن أنفسنا أننا مسيحيون – عن إخواتنا من المرضى والفقراء والمذَلَّين والمتألمين، والذين هم ليسوا أعدائنا بل مسيحيون مثلنا ؟ ]

يا إخوة ، هذا هو المسيح ، وهذه هي المسيحية ...
وهكذا تكون المحبة ... !


_________

عن قصص مسيحية من واقع الحياة
إصدار دار مجلة مرقس
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
المسيح إلهنا القدوس الصالح يفرح قلبك ويغمرك بملء المحبة بغنى فيض الروح القدس الرب المُحيي
أقبلي مني كل التقدير، النعمة تملأ قلبك سلام ومسرة آمين
 

حبو اعدائكم

حبو...
عضو مبارك
إنضم
9 أكتوبر 2011
المشاركات
14,191
مستوى التفاعل
4,786
النقاط
113
الإقامة
مصر
" المحبة تتانى وترفق.المحبة لا تحسد.المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ 5 ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء< 6 ولا تفرح بالاثم بل تفرح بالحق<A 7 وتحتمل كل شيء وتصدق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء.<A 8 المحبة لا تسقط ابدا."
كور1- 13 :4

اشكرك على القصه الرائعه..الرب يبارككو يبارك خدمتك
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
" المحبة تتانى وترفق.المحبة لا تحسد.المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ 5 ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء< 6 ولا تفرح بالاثم بل تفرح بالحق<A 7 وتحتمل كل شيء وتصدق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء.<A 8 المحبة لا تسقط ابدا."
كور1- 13 :4

اشكرك على القصه الرائعه..الرب يبارككو يبارك خدمتك

وهبنا الله سكيب المحبة الحلو في قلوبنا لنتمم مشيئته بإعلان ملكوته السماوي في أرض الشقاء
ليفرح الكل ويلتقي بالمحبة في شخص ربنا يسوع الذي صرنا كلنا شهوده الأخصاء
ولنُصلي بعضنا لأجل بعض؛ النعمة معك كل حين آمين
 
أعلى